28 يناير 2015

بالصور.. "سندس" البحيرة.. امتحنت وفضلت الشهادة عن النتيجة

المصريون - محمد ربيع
لا نعلم بالتحديد من أين نبدأ؟ ولا لمن نقدم التعزية؟ هل نقدمها لإعلاميي مصر بما أنهم فقدوا واحدة كانت تحب الكتابة وتنوى العمل ببلاط صاحبة الجلالة أم نتقدم بها لأسرتها التي تتكون من خمسة أفراد هي واحدة منهم وهم الآخرون يرفضون العزاء ويقبلون بالتهنئة لكون ابنتهم شهيدة.. سندس رضا أبو بكر، صاحبة 16 عاماً، الطالبة بالصف الأول الثانوي، ابنة مركز إدكو بمحافظة البحيرة، أنهت امتحان النصف الأول من العام الدراسي الحالي لكنها لم تنتظر النتيجة واستشهدت في إحدى المسيرات المعارضة للنظام بمنطقة العصافرة بالإسكندرية.
سندس الفتاة التى لم تتجاوز الـ 16 عامًا حملت منذ صغرها آلام الثورة وسعت لتحقيق أهدافها لتقرر مغادرة محافظتها والذهاب للإسكندرية كل جمعة للمشاركة فى المسيرات المعارضة للنظام، "سندس" واحدة من أبناء جيلها ممن كلفتهم الثورة فاتورة باهظة الثمن وصلت فى أحيان كثيرة إلى قطف أرواحهم البريئة.
"على ضفاف الجنة سينسى كل ذي هم همه".. كلمات كتبتها سندس لتؤكد بأنها قطعًا نسيت الآن همومها وتركت لجيلها إرثاً ثقيلاً قد لا يستطيعون تحمله، وأصيبت سندس برصاص خرطوش في منطقة الرأس والرقبة أودت بحياتها بعد أن قامت قوات الأمن بتفريق مسيرة خرجت عقب صلاة الجمعة بمنطقة العصافرة باستخدام الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع.
والدتها التى فقدت ابنتها الوحيدة ليبقى لها ولدان أحدهما أكبر والثانى أصغر من الفقيدة فهى أوسط العائلة من حيث المولد، تحكى بعضًا من ذكريات ابنتها فتقول "بأنها أثناء مشاركتها فى تشييع جثمان أحد الشهداء منذ أسابيع قالت سندس لوالدتها: نفسي يا ماما لما أموت الناس تهتف وتقول سندس فى الجنة".
وتقول إحدى أقاربها "سندس بنوته بريئة ومرحه جدًا وكان عندها أهداف كتير نفسها تحققها وكانت بتنزل من أجل استرجاع حقوق الغلابة ومن ذهبت دمائهم هدراً وكان آخرهم خالتها الأستاذة فاطمة أبو بكر التي استشهدت منذ ثلاثة أشهر لتلحقها سندس أيضا".
"قفلو الجزيرة وبيشوشوا على الشرق" و"وتبقى ماشي فالجنة وفجأة تقابل ‫#‏الرسول" و"‫#‏معا_حتى_الجنة" و" يوما ما ستحلو ‫#‏الحياة" و"في الجنة مفيش وجع.. !" و"ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻘطﻊ ﺃﺧﺒﺎﺭﻯ.. ﻓﻘﻂ ﺳﺎﻣﺤﻮﻧﻰ"، تعددت تدوينات سندس على صفحتها على "فيس بوك" وتشتم منها رائحة تمنى الشهادة والموت فى سبيل قضيتها.
لتشيع مدينة إدكو جثمان الشهيدة أمس السبت، إلى مثواها الأخير وسط هتافات تمنتها سندس "فى الجنة يا سندس" و"يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح". 






البرادعى: كانت هناك خطة بتوافق دولي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة .. لكن الجيش اعتقل مرسي

نائب الرئيس السابق: الجيش تلاعب بالموقف وأطلق الرصاص على اعتصام الإخوان
كانت هناك خطة بتوافق دولي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة .. لكن الجيش اعتقل مرسي
أقول للسيسي: من يريد الاعتدال عليه تضمين الإسلام السياسي.. تلقيت العديد من التهديدات بعد استقالتي لذا عدت إلى فيينا..

قال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إن الإسلاميين ـ الذي كان من أشد المنتقدين لهم إبان وجودهم في السلطة بمصر ـ لن يختفوا من المشهد ومن الخطأ الدفع بهم تحت الأرض.
وفي مقابلة مع صحيفة "دي بريس" النمساوية نشرته اليوم، توجه البرادعي إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي ناصحًا: "من يريد الاعتدال عليه تضمين الإسلام السياسي، ومن يدفع بهؤلاء تحت الأرض، يحصد العنف والتطرف وأحد الدروس المستفادة من الربيع العربي هو أننا بحاجة للوحدة الوطنية وعملية سياسية تشمل الجميع ".
واعتبر أن "مصر لا يمكنها تحمل ترف المنافسة السياسية لاحقا فنحن بحاجة لتعددية سياسية، مثلما حدث في تونس، فالإسلاميون هناك في البرلمان وهذا هو السبيل الوحيد، ولا يمكننا الاستمرار في تشويه صورتهم كما يحدث في مصر حاليًا".
وأكد أن "الشباب الذي قاد الثورة في ميدان التحرير محبط للغاية، ويريدون الحرية والعدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة بين الجنسين وإنهاء الفساد وأن هناك قوانين قمعية وحظر للتظاهر وحبس لأسباب زائفة".
وعن الفوضى التي تملأ الشرق الأوسط بعد الربيع العربي، قال البرادعي "ربما كنا متفائلين بشكل زائد.. إن المشكلة في أية ثورة هو الاتفاق على ما يأتي بعدها، فأنت لا تبدأ في فراغ، وفي مصر، كان الإخوان المسلمون وحدهم المنظمون، فمنذ 80عامًا وهم يعملون تحت الأرض، وهناك الجيش وهو منذ 60 عامًا في السلطة ويتمتع بامتيازات لا يريد التخلي عنها".
وأكد أن "العالم العربي كان ولا يزال يبحث عن الكرامة، ففي القرن الواحد والعشرين لا يمكن التسامح مع الأنظمة القمعية.. العالم تغير والجيل الصغير يريد الحرية، لذا فقد كان الأمر مسألة وقت حتى تسقط الأنظمة في تونس ومصر واليمن".
وعن إقصاء الإخوان بمصر وتولي الجيش السلطة، قال البرادعي إن "تلك ليست نهاية القصة، لقد استغرقت الحروب الدموية في أوروبا ثلاثة أعوام لتسوية صراعاتها الداخلية والعرقية والدينية وتمهيد الطريق للديمقراطية، وبعض التغييرات الاجتماعية لا تحدث في خط مستقيم بل بحركة دائرية، وبعد الثورات تحدث الثورات المضادة".
وحول عودة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، قال البرادعي، إن "العديد من الشخصيات والأفكار القديمة قد عادت، لكن العودة الكاملة للنظام مستحيلة لأن ثقافة الخوف قد ولت بلا رجعة، وفي خلال 20 عاما، ستتلاشى النُخّب، وسيتولى السلطة الشباب".
وتابع "السؤال الأهم هو هل سنكون مستعدين لذلك حال حدوثه، ففي 2011، كان الشباب يفتقدون الخبرة في التعامل مع المؤسسات الديمقراطية والرغبة في التعاون، ولا يمكن أن يحدث ذلك في بيئة ديكتاتورية، ففي تلك الأنظمة، عليك أن تطعن جارك في ظهره لا أن تعمل معه، كي تمضي قدما".
وعن دعمه الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، قال البرادعي: "دعمت إقامة انتخابات رئاسية مبكرة بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وقطر والإمارات، ومرسي لم يكن يرغب في ذلك".
وعن إمكانية ترشح مرسي مرة أخرى حينها، قال البرادعي: "كان يجب أن يترشح مرة أخرى، مرسي ارتكب خطأ عندما لم يقبل عقد انتخابات مبكرة، فقد كانت الفكرة حينئذ هي أن يذهب مرسي وأن يظل الإخوان المسلمون مشاركين، وبعد أسبوع من 3 من يوليو 2013، تم دعوة الإخوان المسلمين للقاء لمناقشة المصالحة لكنهم لم يوافقوا لأن مرسي كان قد ألقي القبض عليه فعليا ".
وعن سبب قبوله للانقلاب على مرسي عبر توليه منصب نائب الرئيس قال البرادعي "أردت أن تتجنب البلاد حربا أهلية، فمصر كانت في حالة انقسام كامل وقتها، وكان الملايين في الشوارع وكان ينبغي تهدئة الموقف من خلال انتخابات سياسية، ولكن الجيش تلاعب بالموقف وقام بإطلاق الرصاص على اعتصامات الإخوان المسلمين على الرغم من أنه كانت هناك نوايا طيبة لإنهاء الصراع بشكل سلمي، وحينما تم للجوء للعنف، لم يكن أمامي المزيد لأقدمه وتراجعت".
وردا على سؤال حول إمكانية أن يكون البعض استخدمه "ستارا " قال البرادعي "نعم، لكن كان ينبغي أن يدركوا أنني أصبحت نائبا للرئيس فقط لمنع حدوث مواجهات دامية في 3 من يوليو 2013، وأعلنتها واضحة منذ أول يوم لي إنني ضد العنف بكل أشكاله".
وأشار إلى أنه كان على اتصال دائم مع الرئيس السيسي ومع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومع ممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وكان السيسي يرغب في حل سياسي للموقف ولكن ماذا حدث لاحقا؟ لا أعرف.
وأكد البرادعي تلقيه العديد من التهديدات بعد استقالته "في مناخ العنف، لا يكون لشخص مثلي دور، لذا فقد رأيت أنه من الأفضل مغادرة مصر لذا فقد عدت إلى فيينا".
وعن مدى خطورة الإسلاميين على مصر، قال البرادعي "الإسلاميون لديهم نظرتهم الخاصة، والسؤال الأهم هو حجم النفوذ الديني في الحكم، ففي 2012 كان هناك دستور ديني لحد بعيد رفضه 50% من المصريين على الأقل و كان من أسباب فشل مرسى لأنه ساهم في الاستقطاب".
وردا على سؤال حول عمل الإخوان على الإسراع بالانتخابات بعد انتهاء الثورة مباشرة على حساب إقرار الدستور؟ أوضح البرادعي أن العملية بجميع أركانها كانت خاطئة، فطالما أنه لا يوجد اتفاق على قيم أساسية، لن يكون هناك استقرار اجتماعي، الانتخابات دون دستور ودون توافق في ا?راء على قيم أساسية أدت لكارثة، لذا فكان ينبغي على مصر قبل إجراء الانتخابات أن تتفق على دور الدين في العملية السياسية، وبالمناسبة، هذا هو الأمر الذي ظل دون حل في الإسلام على مدار 14 قرنا.
وعن إمكانية وجود فرصة أخرى لمصر، أكد البرادعي أنه "في بلاد دون تقاليد ديمقراطية ينبغي أن يعمل الجميع معا على بناء المؤسسات، وتونس أدركت ذلك وحركة النهضة أدركت ذلك أيضا، الاستقطاب يمكن أن يدمر مجتمعا وآمل أن تكون تونس نموذجا تحتذي به الدول الأخرى".
رابط نص الحوار مع الصحيفة النمساوية:

25 يناير 2015

آيات عرابي: "سلمان" يؤكد للسيسي أنه غير مرغوب فيه بالمملكة ويرفض مقابلته

كتبت الاعلامية آيات عرابي عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مؤكدة أن عاهل السعودية الجديد سلمان بن عبد العزيز لم يستقبل "قائد الانقلاب العسكري" عبد الفتاح السيسي أثناء زيارة للملكة أمس لتقديم واجب العزاء في وفاة المرحوم عبد الله بن عبد العزيز وهنا ننقل ما كتبته الاعلامية بعد حذف بعض العبارات والالفاظ لسبب قانونى صرف:
فضيحة "......" في السعودية !
ملك السعودية لم يستقبل أبو فلاتر !
صحف الانقلاب تكذب وتقول أن ملك السعودية استقبله ولا يوجد فيديو واحد للاستقبال !
الفرق الزمني بين أخبار وصول "....." إلى السعودية وعودته منها هو 4 ساعات
( في البحث عن الاخبار على جوجل )
عدد ساعات الطيران بين مطار القاهرة الدولي وبين قاعدة الرياض الجوية هو ساعتين ونصف
( على عدد من مواقع حساب وقت الطيران )
ومعنى ذلك أنه قضى في الرياض ساعة ونصف فقط على افضل تقدير ( بالضبط 1:29 ساعة وتسعة وعشرين دقيقة )
وبفرض أنه غادر القاعدة الجوية بعد أن شرب القهوة العربي وجلس يتحدث قليلاً مع امير الرياض في قاعة الاستقبال في القاعدة الجوية ..
( يعني بعد 20 دقيقة مثلا استقبال وشرب قهوة ) والمسافة بين منطقة القاعدة الجوية إلى قصر اليمامة الملكي الذي يقدم فيه العزاء هي 25 ونصف كيلومتر وتستغرق 24 دقيقة بالسيارة ( مع الوضع في الاعتبار ازدحام الطريق لتوالي وصول وفود العزاء ) تكون مدة وصوله من وإلى قصر اليمامة ( بفرض أنه ذهب اصلا ) هي 48 دقيقة ( يعني 1:29 ساعة وتسعة وعشرين دقيقة – 68 دقيقة ( 48 دقيقة ذهابا وايابا + 20 دقيقة عند الوصول للقاعدة الجوية ) = 21 دقيقة ) ...
مع وجود عدد كبير من وفود العزاء من مختلف الدول وازدحام القصر بشكل غير عادي كما يظهر في الفيديو الذي بثته قناة العربية الموالية للانقلاب !
وفي نفس الفيديو يقف ملك السعودية الجديد يتلقى العزاء ويتحدث مع الضيوف, ولا يمكن أن يتحدث معه أي من الضيوف أكثر من دقيقة لازدحام القصر بالوفود, فكيف تقول صحف الانقلاب أن مهرج الانقلاب :
" التقى خلال الزيارة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، حيث نقل إليهم عزاء الشعب المصري.
وأكد أن مصر لن تنسى مطلقًا المواقف الشجاعة والمضيئة للملك الراحل، داعيًا الله أن يجزيه خيرًا عما قدمه لشعبه وأمته من إنجازات سيسجلها التاريخ بأحرف من نور.
وأعرب عن تمنياته بالتوفيق للملك سلمان، مؤكدًا ثقة مصر في استكماله مسيرة المملكة نحو المستقبل، بما يخدم مصالح الشعبين المصري والسعودي والأمتين العربية والإسلامية. "
( كما قالت اليوم السابع )
يعني كيف حدث كل ذلك الرغي ولم يتمكن حتى رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف من الحديث مع ملك السعودية ولو حتى 5 ثوانِ على بعضهم بعد أن صافح مقرن ولي العهد في حوالي 3 ثوانِ ؟؟ فكيف استطاع بلياتشو الانقلاب العسكري ان ( يعرب ويؤكد وينقل ويلتقي ويدعو ويتمنى ) ؟؟ ما هذا التهريج والكذب المفضوح ؟؟؟
ثم متى التقى بملك السعودية وولي عهده وولي ولي عهده ؟؟ هل تحدث ملك السعودية مع رئيس وزراء روسيا لمدة اقل من 5 ثوان ثم ترك كل هذا وجلسوا جميعاً ليتحدثوا مع بلياتشو الانقلاب المتسول ومعه عباس ليتمنى ويعرب ويؤكد ويلتقي ويدعو ؟؟
علامات استفهام كبيرة اثارها الفيديو الذي بثته قناة سي بي سي التابعة للانقلاب في تغطية تميزت بالارتباك والتخبط, فظهر "..." الانقلاب وهو ينزل من سلم الطائرة وبعده عباس وبعض شخصيات التشكيل العصابي للانقلاب ليسلم على عباس وغيره, ثم يقطع الفيديو ليظهر "....." ابو"...." وهو يدخل قاعدة الاستقبال في القاعدة الجوية برفقة امير الرياض تركي بن عبد العزيز ثم ينتظره حتى ينتهي من تلقي التعازي من احمد الطيب وغيره ثم يأذن له الأمير تركي بالجلوس ويأتي شخص ما ليقدم له القهوة وينتهي الفيديو على ذلك المشهد.
الحقيقة ان عدم السماح ل"...." بالذهاب لحضور دفن عبد الله بالأمس بعد أن اعلن التليفزيون الحكومي التابع للانقلاب أنه سيقطع زيارته لدافوس لتقديم واجب العزاء, ثم تذرعه بسوء الاحوال الجوية مع ان ملك الاردن قطع زيارته في دافوس نفسها وغادرها بالطائرة دون ان تؤثر على ذلك احوال جوية ولا غيره وعدم ظهور فيديو لملك السعودية الجديد وهو يصافحه او يقابله ونشر صحف الانقلاب لصورة قديمة لأبو فلاتر مع ملك السعودية الحالي التقطت يوم الاثنين الماضي حين ذهب ليطمئن على صحة عبد الله, يدل بشكل كبير على أن ملك السعودية الجديد لم يقابله وأن كل التصريحات الواردة في صحف الانقلاب كذب وتخريف مقصود به التغطية على عدم استقبال ملك السعودية له !
لحظة وصول «السيسي» الرياض للتعزية في وفاة الملك عبد الله
فيديو تلقي ملك السعودية للعزاء من وفود الدول الاجنبية ولا يظهر فيه السيسي
الصورة القديمة للسيسي مع الملك سلمان منذ 5 أيام عندما زار السعودية قبل اعلان وفاة عبد الله
http://aawsat.com/…/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D…
وأنا اتحدى صحف الانقلاب وقنواته أن تنشر فيديو واحد لمدة 10 دقائق يظهر فيه "..." مع ملك السعودية الجديد وولي عهده وولي ولي عهده وهو يتمنى ويدعو ويعرب ويؤكد كما كذبت تلك الصحف

كاتب بريطاني: أوقفوا الدعم عن "القاتل السيسي"

طالب الباحث البريطاني ديفيد ويرينج بضرورة إنهاء الدعم الخارجي لنظام عبد الفتاح السيسي، تعليقًا على مقتل الناشطة شيماء الصباغ، وتزامنًا مع الذكرى الرابعة لثورة يناير.
وكتب ويرينج عبر حسابه الرسمي على تويتر امس الأحد: "بعد أربع سنوات من ثورة 25 يناير، وبعد يوم من قتل ناشطة أخرى مناصرة للديمقراطية، ينبغي أن نساعد في وقف الدعم الخارجي لنظام السيسي".
وأضاف في تغريدة أخرى: "رغم مقتل مئات النشطاء، وحبس الآلاف، ما زالت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي مستمرين في تسليح نظام السيسي".
وأدرج الباحث صورة للحظات الأخيرة للصباغ، التي أطلق عليها الخرطوش خلال مسيرة سلمية بميدان طلعت حرب السبت، وعلق قائلا: "صورة لا تحتمل، قتلت ناشطة مؤيدة للديمقراطية على يد الشرطة".
وأنكرت وزارة الداخلية أن تكون الشرطة قد قتلت الصباغ، وحذرت المصريين من المشاركة في مظاهرات غير مصرح بها يمكن أن تتسلل إليها "عناصر إرهابية" وفقا للمتحدث الرسمي هاني عبد اللطيف.
لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن ذلك الإنكار من الشرطة أغضب العديد من نشطاء المعارضة، الذين ذكّروا أقرانهم أن التركيز الأولي لثورة 2011، التي تزامن انطلاقها في ذات يوم عيد الشرطة، كان مناهضة إفلات القوات الأمنية من العقاب

24 يناير 2015

فيديو .. طائرات حربية ترسم قلوب فوق منزل الرئيس مرسي



فيديو .. مثقف اماراتى يكشف تفاصيل مؤامرة اسقاط الرئيس مرسي بالاسماء



كاتب بريطاني: هذه حقيقة الصفقة التي قصمت ظهر اليمن


تحدث الكاتب البريطاني "توم فين" عما أسماه الصفقة التي قصمت ظهر اليمن، في تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" وحاول فيه تفسير ما يجري في اليمن، بما في ذلك سيطرة الحوثيين على البلاد. 
وفيما يلي النص الكامل للمقال:
لعقود طويلة كانت صور علي عبد الله صالح – المرفوعة على جدران المكتبات والمساجد والمقاهي والساحات والمطاعم – جزءاً من المشهد في العاصمة اليمنية المغبرة صنعاء، إلا أن صورة هذا المستبد بشواربه الكثيفة بدأت في الاختفاء تدريجياً منذ مطلع مارس (آذار) من عام 2012، وبدأت تحل محلها لوحة أعدت على عجل لرجل أصلع الرأس تبدو عليه سمات الوقار، وقد كتب عليها العبارة التالية: “معاً سنبني يمناً جديداً".
هذه الطلة الجديدة في المدينة كانت للسياسي اليمني عبد ربه منصور هادي البالغ من العمر 66 عاماً، الذي إلى أن حل محل صالح رئيساً لليمن في 2012 لم يكن معظم اليمنيين يعرفون عنه الكثير. حينما استلم هادي السلطة في السابع والعشرين من فبراير 2012 سرت في اليمن موجة من الاستبشار والتفاؤل، فبعد شهور من التظاهرات الجماهيرية حصلت البلاد ولأول مرة من 33 عاماً على رئيس جديد. رأى البعض في ذلك مناسبة تاريخية، وفرصة لتجاوز فصل قاتم واتخاذ خطوات إلى الأمام باتجاه الديمقراطية.
ولكن كان هناك أيضاً من يتشكك، فهادي، العسكري السابق ذو السمت الهادئ والطبع المتواضع، الذي شغل منصب نائب الرئيس تحت صالح لعدد من السنوات، بدا كما لو أنه اختير لمنصب الرئاسة في المقام الأول لطبيعته المسالمة، (فقد قضى عقداً من الزمن ولا شغل له إلا أن يقص الشريط وينوب عن صالح بكل انصياع في مناسبات اجتماعية تلتقط فيها الصور التذكارية، وهذا ما أكسبه لقب "حرم السيد صالح". وهناك من أطلق عليه لقب "صنم" السياسة اليمنية، فهو دائماً موجود ولكن لا يأبه لوجوده أحد). ونظراً لأنه كان باستمرار يعمل في ظل صالح، فقد تشكك كثيرون فيما إذا كان هادي يتمتع بالفعالية السياسية التي تمكنه من التحرر من نفوذ مديره السابق في العمل.
بلد يعاني الفقر والانقسام
بانقسام الجيش واستمرار الآلاف من المتظاهرين في الاعتصام في مخيمات أقيمت في مدن تعاني من انقطاع الكهرباء ونقص حاد في المياه، أنيط بهادي حكم بلد تعرض للإفقار والتقسيم، حتى قال بعضهم إن أصعب مهمة في العالم قد أوكلت إلى رجل حظه من الممارسة السياسة يسير.
المبادرة الخليجية التي تكونت من صفقة صممتها الأمم المتحدة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، التي أخرج بموجبها علي عبد الله صالح من السلطة في عام 2012، بدت جيدة ولا بأس بها على الورق. نجم عن هذه المبادرة عقد مؤتمر حوار وطني لستة شهور شاركت فيه جماعات كثيرة – القبائل، والإسلاميون، والنساء، والأخدام (وهي طبقة تتوارث الخدمة في المنازل) – ممن أنجزوا معاً الإطاحة بصالح، وذلك في محاولة لمساعدتهم على حل الإشكالات القائمة فيما بينهم والتخطيط لما سيؤول إليه وضع اليمن دون حاكم دكتاتور، وكان الهدف من ذلك هو إبرام عقد اجتماعي جديد، وكتابة مسودة دستور والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة تجرى في عام 2014.
إلا أن الاتفاقية شابتها عيوب خطيرة: فبدلاً من سجن أو معاقبة الرئيس السابق وأفراد عائلته، ظل صالح حراً طليقاً، ويحظى بحصانة ضد المحاكمة بل ويحتفظ بمنصبه رئيساً للحزب الحاكم، المؤتمر الوطني العام. نعم، لقد ناقش مؤتمر المصالحة الوطني التظلمات التي دفعت بملايين اليمنيين إلى الخروج إلى الشوارع في عام 2011، مثل البطالة والفساد وانعدام التمثيل السياسي، إلا أنه لم يفعل الكثير في سبيل التخفيف منها أو القضاء عليها. أما الانفصاليون في الجنوب، الذين اشتكوا لسنوات من التهميش، فأخبروا بأن الفيدرالية ستكون شكلاً محتملاً لليمن الجديد. وأما الثوار الحوثيون في الشمال، الذين خاضوا حروباً أهلية في مواجهة القوات الحكومية نجم عنها تشريد مئات الآلاف من أتباعهم الزيديين الشيعة، فقد منحوا ضمانات فاترة مشابة حول "المشاركة المستقبلية". وبناء على ذلك افترض الكثيرون أن اليمن سيتمكن من العبور وتجاوز الأزمة.
إلا أن استقالة الرئيس هادي ورئيس الوزراء وكافة أعضاء الحكومة مساء الخميس – بعد أيام فقط من استيلاء الحوثيين على قصر الرئاسة في صنعاء – كشف عورة المبادرة الخليجية وحكم عليها بالفشل الذريع. وها هو الآن علي عبد الله صالح يدعو إلى انتخابات جديدة، بعد أن أعلن دعمه للحوثيين كما جاء في تسريبات قناة الجزيرة لمكالمة هاتفية بينه وبين أحد قادتهم، الأمر الذي يضيف إلى القصة منعطفاً جديداً في بلد شهد انهياراً ذاتياً بطيئاً عبر عدد من السنين.
هل كانت الصفقة الخليجية، التي لم تتجاوز إعادة ترتيب نفس أوراق اللعبة السياسية، محكوماً عليها بالفشل منذ البداية؟ هذا أمر قد يتناول بالنقاش بين مجيب بنعم ومجيب بلا. إلا أن ما هو جلي هو أن "نموذج اليمن"، الذي أثنى عليه مؤخراً الرئيس أوباما، كان زائفاً، أو مجرد خطة نصف ناضجة لرتق بلد عانى على مدى عقود من التمزيق والتفتيت على يد حكامه أنفسهم. لم يكن خروج صالح من السلطة عام 2012 بداية عملية انتقال سياسي في اليمن، بل كان ذروة ما توصلت إليه الفصائل المتنافسة داخل الطبقة السياسية في اليمن من صفقة كان الوسطاء فيها دبلوماسيون أمريكان. لقد تجنبت تلك الصفقة إجراء انتخابات حقيقية كما تجنبت محاسبة الحكومة التي مارست العنف الدموي في قمع المتظاهرين.
لم يعد مصير اليمن في أيدي سياسييه وإنما في أيدي رجال يحملون السلاح (مقاتلو الحوثيين ومسلحو القاعدة) وفي أيدي قوى أجنبية (إيران والمملكة العربية السعودية). تكمن مأساة انتفاضة اليمن في أن القوى غير الديمقراطية - وليس اليمنيين الحالمين بدولة مدنية – هي التي أصبح بيدها أن تقرر ما إذا كانت البلاد ستنجو أم أنها ستنزلق نحو حرب أهلية.

جعفر شيخ ادريس يكتب: الحرية والعبودية

الفكر الغربي الشائع اليوم فكر إلحادي؛ لأنه كان في أصله رد فعل على الكنيسة ثم على الدين ؛ فكان لذلك محاولة لإيجاد أسس فلسفية غير دينية يستند إليها الفكر العلمي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي وغير ذلك. وكونه كذلك لا يعني أن كل ما فيه من تفاصيل باطلة، لكنه يعني أنه يستند في مجمله على أساس واهٍ.
لكننا كثيراً ما نأخذ هذا الفكر معزولاً عن بيئته تلك الفكرية الإلحادية، فنَعده فكراً إنسانياً صالحاً لكل زمان ومكان، بل كثيراً ما ندعي لذلك أن ديننا يقول به أو أنه على الأقل لا يعارضه، وويل لمن يقول غير ذلك من أمثالي.
أضرب في هذا المقال مثلاً بمفهوم واحد هو مفهوم الحرية الذي يكاد أن يكون أمراً مسلَّماً به عند جيمع الناس في عصرنا، فأقول:
إن الحر حرية كاملة هو الذي لا قيود على تصرفه ألبتة هو الذي يفعل كل ما يريد. لكن الفعل يحتاج إلى علم وإلى إرادة وقدرة. فالحر حرية كاملة يجب أن يكون ذا علم كامل وقدرة كاملة وإرادة نافذة. ولا يمكن أن يكون للفاعل علم كامل وقدرة كاملة وإرادة نافذة إلا إذا كان مستغنياً عن غيره استغناءً كاملاً لا يحتاج إلى أن يتعلم منه شيئاً، ولا أن يكتسب منه مقدرة ؛ لأن الحاجة إلى علم الغير أو مقدرته قيد يتنافى مع كمال الحرية.
فما يقوله المدافعون عن الديمقراطية من أن الإنسان لا يكون حراً إذا هو أطاع قانوناً ليس من صنعه كلام صحيح. لكنهم معترفون بأن الإنسان لا بد له من أن يعيش في جماعة، وأن العيش في الجماعة يتطلب وجود سلطة تأمر وتنهى وتعاقب، وأن القوانين التي بمقتضاها تفعل هذا لا يمكن أن تكون كلها من صنع كل الأفراد الذين يكوِّنون المجتمع، وأن مشاركة الأفراد وإن كانت في النظام الديمقراطي أكثر منها في غيره، إلا أن صنع القوانين حتى في هذا النظام هو في النهاية من صنع قلة من أفراد المجتمع متمثلة في أعضاء المجالس التشريعية. وعليه فإذا كانت المشاركة في وضع القوانين هي معيار الحرية ؛ فإن الناس ليسوا أحراراً إلا بقدر يسير حتى في الديمقراطية. بل نقول إنه حتى صنع القوانين ليس ضماناً للحرية حتى لو كان الفرد يتصرف كيف شاء. لماذا ؟ لأنه قد يُتبِع نفسه هواها، فيفعل كل ما تأمره وتريده شهواته من إسراف في الأكل، وشرب للخمر، وتعاط للمخدرات، وارتكاب للفواحش، وهكذا. مثل هذا الإنسان ومثله اليوم كثير في الغرب ليس حراً. نعم إنه ليس عبداً لبشر مثله ! ولكنه عبد لهواه .
ما المخرج إذن من هذه العبودية؟
لا أمل للإنسان في حرية مثل تلك التي تريدها الفلسفات الغربية ؛ وذلك أن كل الناس بما فيهم منكرو وجود الخالق سبحانه مقرون بأن الإنسان ليس هو الذي أوجد نفسه، ولا هو الذي يبقيها، وأن علمه مكتسب، وهو علم ناقص، وأنه يعتمد في استمرار حياته على ظروف لا قِبَل له بالسيطرة عليها. فالضياء يأتيه من الشمس، والماء من المطر، والزرع من الأرض، وهكذا. فأنى يكون حراً؟ وأنى يكون مستقلاً بقراره ؟
والمؤمنون بوجود الخالق مقرُّون بأن الله هو وحده ذو العلم الكامل، والقدرة الكاملة، والاستغناء الكامل، فهو وحده الفعال لما يريد. أما الإنسان فهو مخلوق، وبما أنه مخلوق فهو مملوك لخالقه، والمملوك عبد. فالصفة التي تدل على حقيقة الإنسان هي كونه عبداً لا حراً، لكنه عبدٌ لخالقه لا لمخلوقات مثله. وعبوديته لخالقه تتمثل في كونه شاء أم أبى محكوماً في كل تصرفاته بمشيئة خالقه. نعم إن للإنسان مشيئة ! ونعم إن له قدرة ! لكن خالقه هو الذي شاء ان يجعله شائياً، وهو الذي شاء أن يجعل له قدرة. فمشيئته ليست مطلقة، بل هي مقيدة بمشيئة خالقه.
فإذا كان الخالق فعالاً لما يريد، فإن الإنسان يريد ما لا يكون ويكون ما لا يريد. لكن الخالق الذي جعل لخلقِه قوانين كونية قهرية لا اختيار لهم في طاعتها، قد جعل للبشر قوانين شرعية لا تتم سعادتهم الدنيوية والأخروية إلا بها، لكنه جعلها قوانين اختيارية من شاء منهم أن يلتزم بها فعل، ومن لم يشأ لم يفعل. إذا فعل كان عبداً لله باختياره كما هو عبد له باضطراره. وإذا لم يفعل كان عبداً لهوى نفسه أو هوى غيره من البشر. فالوسيلة الوحيدة لتحقيق ما يريده دعاة الديمقراطية أعني التحرر من العبودية للبشر لا تكون كما رأينا بأن يسن كل فرد لنفسه ما شاء من قوانين. إنها لا تكون إلا بإخلاص العبودية لله بطاعة ما شرع في كل مجالات الحياة.
لا مجال إذن للتخلص من العبودية للبشر إلا بالعبودية لخالق البشر. فالإنسان ليس إذن مخيراً بأن يكون حراً أو يكون عبداً، بل هو مخير بين عبوديتين. ولهذا كانت الدعوة إلى أن تكون للإنسان حرية التشريع مرتبطة دائماً بالدعوة إلى التمرد على شرع الله ؛ لأنها في حقيقتها دعوة إلى أن يكون المخلوق العبد المملوك فرداً أو جماعة إلهاً مشرعاً لنفسه أو لغيره. وكان الرد الإلهي دائماً أن الإنسان المخلوق ليس من حقه أن يضع من القوانين ما شاء فيحل ويحرم ويأمر وينهى، حتى لو كانت القوانين خاصة بشخصه، وأن الخالق هو الذي من حقه حقاً لا ينازعه فيه غيره أن يشرع وأن يُطاع.
المتخذون دون الله آلهة من الأهواء يقولون:
أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ( هود : 87 ).
مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ ( غافر : 29 )
لكن الرب الخالق يقول:
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ( الأنعام : 91 )
أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ( القيامة : 36 ) ( يترك سدى أي يهمل فلا يؤمر ولا ينهى ولا يبعث ولا يحاسب )
ويقول : قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ( يونس : 59 )
ولكن بما أن للإنسان إرادة مهما كانت محدودة، وبما أن له قدرة مهما كانت أيضاً محدودة، فإن له حرية في حدود قدرته وإرادته. لكنه قد يفقد قدراً من هذه الحرية العادية المحدودة حين يُسترَقُّ فيكون عبداً يملكه ويبيعه ويشتريه بشر مثله. فإذا ما أُعتق قلنا إنه قد صار حراً، أي رجع إلى الحرية المعتادة التي وهبها الله تعالى لكل الناس. وقد يُحبس ويُعتقل فتحد من حريته ؛ فإذا ما خرج من الحبس قلنا إنه قد أطلق سراحه. وقد تتسلط أمة على أمة أخرى فتحكمها، فإذا ما تخلصت منها قلنا إنها قد نالت حريتها، وقد يتسلط حاكم ظالم على أمة فيفرض عليها أحكاماً بهواه كما كان فرعون يقول لشعبه : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد. وقد يمنعهم من بعض ما أباح الله أو أوجب من الكلام والحركة والاجتماع، فإذا ما تخلصوا منه قلنا إنهم صاروا أحراراً.
لكن أسوأ أنواع العبودية أن يكون الإنسان باختياره عبداً لمخلوق مثله، عبداً له يدعوه ويرجوه ويتوكل عليه ويستغيث به، أو يرضى له بحق التشريع والطاعة فيجعله في مقام المولى سبحانه. ولا فرق في هذا بين أن يكون الحكم دكتاتورية أو وصائية أو ديمقراطية ما دام حكمَ بشر مخالفاً لحكم الله تعالى. بل إن الإنسان ليكون عبداً حتى لو كان هو المشرع لنفسه ؛ لأنه يكون حينئذ متبعاً لهواه متخذاً إياه إلها [أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ] ( الجاثية : 23 )، وذلك أنه إما أن يكون الإنسان عبداً لله أو عبداً لهواه ولا واسطة بين الأمرين [ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ] ( القصص : 50 ). وعليه فلا سبيل إلى التحرر من العبودية للبشر إلا بإخلاص العبودية لخالق البشر.
فالقول بأن الإنسان حر أو أنه ينبغي أن يكون حراً بالمعنى الغربي الشائع كلام يكذبه الواقع، ثم إنه مخالف للإيمان بأن الإنسان عبد لله يأتمر بأوامره، وقد أدرك هذا بعض الكتاب النصارى، منهم كاتبهم الإنجليزي المشهور لويس الذي قال كلاماً فحواه : إنني لم أولد لأكون حراً، وإنما ولدت لأسمع وأطيع

عادل القاضي يكتب : من "اليمن السعيد" إلى "اليمن الفقيد"

سواء سقطَ قصر الرئاسة اليمنية في يد المتمردين الحوثيين وبسطوا سيطرتهم بالكامل على دار الرئاسة جنوب العاصمة صنعاء أمس الثلاثاء، كما قالت الجماعة في صفحتها الرسمية على فيس بوك، أم لا تزال بعض جيوب الحرس الرئاسي تقاوم وتمنع سيطرتهم الكاملة على القصر، كما تقول حكومة الرئيس “هادي”؛ فقد وضحت أهداف الحوثيين ورغبتهم في استكمال انقلابهم الذي بدأوه في سبتمبر الماضي 2014 بلغز تساقط مؤسسات الدولة والجيش والشرطة في أيدي مئات المسلحين الحوثيين (الشيعة الزيدية) وسيطرتهم على الدولة اليمنية بما فيها مقرّ القيادة العامّة للجيش.
الأنباء القادمة من اليمن تشير بوضوح، بحسب محللين يمنيين، لرغبة الحوثيين في قطف ثمار انقلابهم بعد أن ضمنت إيران -داعمة الحوثيين بالسلاح والنفوذ- مقعدًا في السلطة اليمنية، وبات الخليج هو الخاسر الأكبر، بعدما ضحّت الإمارات والسعودية بالمبادرة الخليجية واتخذتا موقف الصمت على انقلاب الحوثيين أملًا في إزاحة إخوان اليمن (التجمع للإصلاح) من المشهد السياسي.
فقبل أن تسقط دار الرئاسة اليمنية، بيد الحوثيين بعد سيطرتهم على المداخل الرئيسة للقصر الجمهوري اليمني، كان نائب البرلمان الإيراني عن مدينة طهران “علي رضا زاكاني” المقرّب من المرشد الإيراني علي خامنئي يعلن الفوز الإيراني بقوله: إن “ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية“، وإنّ صنعاء “أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية“، وسط ترحيب إيراني بما أسماه موقع “شيعة أون لاين” الرسمي التابع للحوزة الشيعية في إيران “انتصار الثورة الشيعية بقيادة الحوثي في اليمن“.

أهداف الانقلاب
الأهداف الرئيسة لاجتياح صنعاء منذ سبتمبر الماضي وحتى انقلاب يناير الجاري باحتلال مقرّ الرئاسة، تبدو وكأنّه تم تحديدها مسبقًا وبطريقة سياسية؛ حيث بدأت بإسقاط والسيطرة على مراكز القوى الإسلامية السنية المؤثرة وبخاصّة أحزاب الإخوان والسلفية، ومراكز وقيادات الجيش التي انحازت إلى ثورة اليمن لتحقيق مصلحة إسقاط (صالح)، مثل اللواء علي محسن الأحمر المستشار العسكري للرئيس واللواء حميد القشيبي قائد أكبر الألوية العسكرية في المنطقة الذي دعم المقاتلين الموالين للشيخ الأحمر بالسلاح، وثكنات الجيش والشرطة، حتي استكملتها أمس بالقصر الرئاسيّ.
الأهداف التي وضحت، منذ سبتمبر الماضي، لتحركات الحوثيين والقوى الإقليمية والدولية في اليمن كانت: إما تصفية جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية التي كان لها -مثل باقي دول الربيع العربي- دورًا كبيرًا في انتصار الثورات الشعبية، وكسر الجيش اليمني لصالح قوى إقليمية (إيران) وتنفيذ أجندة ما في اليمن علي غرار الثورات المضادة العربية الأخيرة، أو سيناريو النهاية للعبة فارسية – غربية تجري منذ فترة في اليمن، أو الضغط على الرئاسة والشعب الذين قد يقبلون مطالب الحوثيين بدور مؤثر في القرار السياسي للدولة اليمنية، وهو ما أكده مستشار رئيس الجمهورية الدكتور فارس السقاف: “أن هذه الاتفاقية التي تم توقيعها ستمنح الحوثيين الكثير من النفوذ وفق الواقع الذي وصلوا إليه“.
أما سيناريو تنفيذ هذا الهدف، فأعلنه الحوثيون بقولهم إنّ عبد الملك الحوثي سيعلن مجلسًا عسكريًا لإدارة البلاد، يكون لهم فيه الغلبة ويسيرون الجيش لمصالحهم.

تحذيرات يمنية
ربما لهذا دعا المحلل السياسي اليمني “عبد الناصر المودع” القوى السياسية اليمنية إلى مقاطعة الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد اجتياح الحوثيين للقصر الرئاسي، قائلًا: “إن الاجتماع هدفه إعطاء الحوثيين غطاء شرعي لجمع المكونات السياسية والتوقيع ما يملي عليها الحوثيون“، مشيرًا إلى أن بعض تلك القوى متواطئة مع الحوثيين، وأنها “إما في حالة تواطؤ أو استسلام“.
وأوضح أن الحوثيين يريدون صياغة اتفاقية جديدة من خلال هذا الاجتماع ويسعون لجعل القوى السياسية توقع عليها، ليظهروا للعالم أن هناك اتفاقًا سياسيًا، معتبرًا أن ذلك ليس اتفاقًا؛ بل إكراهًا للقوى السياسية على التوقيع، و”الاجتماع ستكون فيه إملاءات حوثية وليس اتفاقات“.
وأشار إلى أن أيّ اتفاق قادم سيكون امتدادًا لسيطرة الحوثيين وسيحاول أن يشرعن سيطرة جديدة للحوثيين كما شرعن اتفاق السلم والشراكة، فهم -الحوثيون- الآن بحاجة إلى غطاء شرعي وسياسي لتحركهم القادم تجاه مأرب وإشراك قوات الجيش لتحارب بالنيابة عنهم.
أما لماذا “مأرب”؛ فلأنها لتمثل معضلة حقيقية للحوثيين ويتوافد إليها جميع خصومهم؛ فقبائل مأرب قبائل مقاتلة وفيها الكهرباء والنفط والغاز وهددت أنها ستدمر البنية التحتية والحوثيون يخشون استعصاء مأرب عليهم ويدركون أنهم في موقف ضعيف وأنهم ليس لهم شرعية سياسية لأنهم أقلية يفرضون سياستهم بالسلاح على الأغلبية.

لماذا هاجم الحوثيُّ القصرَ الرئاسيّ؟
أغلب اليمنيين يرغبون في نظام فيدرالي يمنح المزيد من القوة للسلطات المحلية، ولكن الحوثيون والكثيرون في الجنوب قد يرغبون في إعادة تقسيم اليمن لشمال وجنوب، وفيما يفضل الرئيس هادي والموالون له نظامًا يقسم اليمن لستة أقاليم مثلما جاء في مسودة الدستور، يري الجنوبيون، الذين كانوا يحظون بدولة شيوعية مستقلة حتى إعلان الوحدة عام 1990، أن نظام التقسيم لستة أقاليم قد يجعل الشمال يتمتع بسلطة أكبر.
ويرفض الحوثيون خطة التقسيم لستة أقاليم بسبب مخاوفهم أن يؤدي ذلك لتقليص سلطتهم في المناطق التي يسيطرون عليها فعليًا.
وعندما بدأت خطة استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي الاثنين 19 يناير، فتحت جماعة الحوثي، ما قالت إنه “الصندوق الأسود للرئاسة”، ونشرت ثلاث مكالمات هاتفية بين رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ومدير مكتبه المعتقل لدى الحوثيين منذ مطلع الأسبوع الجاري الدكتور أحمد عوض بن مبارك، تشير لإصرارهم على خطة تقسيم اليمن لستة أقاليم، وهو ما يرفضه الحوثي ويعتبره خطة لإضعاف سيطرته علي كل اليمن.
وأذاعت قناة «المسيرة» الحوثية المكالمات الثلاث كاملةً في نشرتها مساء الاثنين، حيث تمحورت (المكالمة الأولى) حول الحوار الوطني وتمرير الأقاليم الستة وكيف خطط هادي ومدير مكتبه لتمريرها عبر مخرجات الحوار، فيما تضمَّنت (المكالمة الثانية) الحديث حول القضية الجنوبية وتطويع الجنوبيين بما في ذلك قيادات في الحراك مقرَّبة من هادي من بينهم مستشار الرئيس ياسين مكاوي ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، وقد تحدث الرئيس فيها بألفاظ نابية تمسَّ الجنوبيين، بحسب التسريب.
أما (المكالمة الثالثة)، فكشفت عن توظيف الرئيس لحادث “العرضي” للضغط على الأطراف السياسية لتمرير تقسيم اليمن إلى أقاليم. وعن الطريقة التي يعمل بها الرئيس من خلال إذكاء ما قالوا إنه “المناطقية” لتمرير المشروع، ورد في المكالمة ذِكر أسماء قيادات في الشمال أبرزها رئيس مجلس النواب يحيى الراعي وأمين عام المؤتمر عارف الزوكا والأمين العام المساعد ياسر العواضي.
والتقرير الإعلامي الذي نشرته قناة المسيرة الحوثية أكد وجود وثائق وتقارير أخرى مسجلة ومكتوبة حصلت عليها “اللجان الشعبية الحوثية” داخل الرئاسة بعد اقتحامها.

توافق إيراني – أمريكي
أما التوافق أو التنسيق الإيراني – الأمريكي لخروج هذا السيناريو بسيطرة الحوثيين، ربما لاستخدامهم لاحقًا في مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن، فشرحه أكثر من محلل غربي منذ وقت مبكر. فـ”إيان بلاك” كتب في صحيفة الجارديان 21 سبتمبر الماضي تحت عنوان: “دليل سياسات الشرق الأوسط عام 2014“، يقول إن: “أعداء الأمس (أمريكا وإيران) أصبحوا أصدقاء اليوم” بسبب توافق مصالحهم في مناطق مختلفة مثل العراق واليمن طالما أن مصالحهم تجتمع ضد الآخرين“، وأنه: “حتى ولو ظل الإيرانيون والأمريكيون مختلفين لمدة 35 عاما، فالآن تبادل المصالح في العراق واليمن يجمعهم سويًا“.
وصحيفة المونيتور الأمريكية، قالت أيضًا يوم 21 أغسطس الماضي تحت عنوان: (السعودية تبحث عن تحالفات يمنية لإخضاع الحوثيين) إن: “السعوديّة تحاول ترتيب الوضع السياسيّ في اليمن من جديد تحت لافتة المصالحة الوطنيّة، في الشكل الذي تطمح إليه، ولكنها سعت إلى بعض التناقضات هي: إضعاف الإخوان بعد اعترافها بالحوثيّين كقوّة محليّة، لكن ليس بالقوّة التي تقلق حدودها وحضورها داخل اليمن، والنتيجة حتّى الآن هي إضعاف الإخوان وصعوبة احتواء الحوثيّين الذين أصبحوا أقوى، وهو مشهد يلخّص الكثير حول مدى فاعليّة الدور السعوديّ المتراجع باستمرار في اليمن“.
وسبق هذا تقرير للكاتب البريطاني ديفيد هيرست في صحيفة الجارديان البريطانية نوفمبر 2013 الماضي يؤكد أنّ السعودية تدعم الحوثيين في اليمن؛ “لضرب الإسلام السياسي في المنطقة، بما في ذلك حزب الإصلاح الإسلامي الذي تجد فيه السعودية خطرًا كبيرًا وجامحًا“.
وقال إن: «الحوثيين يتلقون دعمًا ماليًا وعسكريًا من السعودية، وحول سر استمرار الدعم السعودي للحوثيين رغم أنهم كانوا محسوبين على إيران، نقل عن مصدر سعودي أن «المملكة لا ترى في الحوثيين أو الشيعة أو حتى إيران خطرًا عليها، بقدر ما إنها تعتبر بأن الخطر هو الإخوان المسلمون في مصر والتجمع اليمني للإصلاح في اليمن».

خسارة خليجية وتهديدات أمنية
عندما دشنت السعودية المصالحة الخليجية مع قطر، قيل بوضوح إنّ المصالحة جاءت لمواجهة المخاطر الإقليمية المتزايدة الممثلة في تمدد نفوذ إيران والشيعة في دول خليجية وتهديدهم للاستقرار الخليجي من بوابة البحرين، وشرق السعودية. ومع الوقت، بدأت تقارير غربية ومحلية تتحدث عن أخطاء خليجية في التعامل مع التيارات السنية العربية التي كانت جزءًا من القوة التي تستعملها السعودية ضد إيران والتمدد الشيعي في المنطقة، واحتمالات عودة التعاون مع قوى مثل الإخوان لو قبلوا تطويعهم تحت السياسة الخليجية.
وهناك تقديرات سياسية بأنّ السعودية ودولًا خليجية أدركت خطأ مقولة إنّ الحوثيين وإيران ليسوا أخطر من الإخوان المسلمين، بعدما نجح الحوثيون في كسر الذراع الخليجية في اليمن وأجهضوا المبادرة الخليجية وغيّروا قواعد اللعبة لصالح إيران حتي بات التهديد الشيعي مباشرة عبر البوابة السعودية جهة اليمن في الشمال، بجانب التهديد الداعشي عبر حدود العراق من الجنوب.
فالسعوديون يرون الحوثيين وكيلًا لإيران وجماعة إرهابية تهدد الاستقرار الإقليمي، وتخشى الرياض أيضًا من أن تخلق الحركة الحوثية بلدًا صغيرًا شمال اليمن، المتاخم للسعودية يهدد استقرارها.
ولهذا، كان رد الفعل الخليجي على سيطرة الحوثيين على مقر الرئاسة اليمنية سريعًا، حيث سيعقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعًا استثنائيًّا، اليوم الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة التدهور الأمني والسياسي في اليمن.
وذكرت مصادر في أمانة المجلس أنّ الاجتماع سيعقد في القاعدة الجوية بالرياض، ما يشير لطابع عسكريّ للاجتماع، وخليه أزمة عسكرية وسياسية لمعالجة تداعيات هذا الانقلاب في اليمن على أمن الخليج وبخاصة السعودية الأقرب للحدود اليمنية، وفي ظلّ التهديد الذي تواجهه البحرين أيضًا، والأخطار التي يشكّلها حزب الله بقيادة نصر الله بجانب جماعة الحوثي.
ولكن المشكل أن السعودية فقدت أوراق لعبها المؤثرة في اليمن بعد الغزو الحوثي للعاصمة، وباتت خياراتها تتقلص في اليمن. فالإدارة السعودية التقليدية اعتمدت على بناء توازن قبلي (حاشد، بكيل، بعض مذحج) شمال البلاد وشراء ولاء السلطة عبر المساعدات المالية التي كانت تورد إلى خزينة البنك المركزي اليمني، وتسحب بعد ذلك إلى أرصدة خاصة، وكان اسمُ الرئيس السابق علي صالح، أحدَ أبرز المشمولين في كشوفات “اللجنة الخاصة”.
وخلال حروب صعدة، قدمت المملكة لعلي صالح دعمًا سخيًّا ودفعت فاتورة الحروب، وحين أدركت مكره واستثماره لورقة الحوثي لابتزاز الجوار أوقفت الدعم ووصل الحوثيون إلى جبل “الدخان” داخل أراضيها وخاضت معهم مواجهات عنيفة انتهت بانسحابهم باتفاق لم يعلن وقالت يومها إنها تواجه جيشًا نظاميًا وليس مجرد مسلحين قبليين.
ومع اندلاع ثورة فبراير 2011م ضد صالح وإعلان جماعة الحوثي سيطرتها على محافظة صعدة اتخذت المملكة قرارًا بتجميد أنشطة “اللجنة الخاصة” وتوقيف الاعتمادات الشهرية عن القبائل المناصرة للثورة، ثم توقفت جميع المساعدات والمعونات المالية عن اليمن.
وعندما صاغ علي صالح مبادرة على مقاسه تبنتها دول الخليج ودعمتها، ووقع عليها برعاية وحضور الملك عبد الله (23 نوفمبر 2011م) لتتحوّل إلى مبادرة خليجية منحت لصالح حصانة من المحاكمة والمسائلة، لكنها أبقت على نظامه بقبضته على مفاصل السلطة والثروة، وكانت أقرب إلى أن تكون مصالحة بين قوى الثورة ونظام صالح تشكلت معها حكومة بالمناصفة وانتخب عبد ربه منصور هادي رئيسًا توافقيًا.
وشارك الحوثي في الثورة، لكنّه لم يعترف بالمبادرة وما ترتب عليها وبقي أنصاره في ساحة الاعتصام أمام بوابة جامعة صنعاء حتى 2014م، وظل يقوي مراكزه بدعم إيراني، فيما سكتت المملكة عن تمدد الحوثيين خارج صعده، فأضعفت خصومه من القبائل والسلفيين وأنصار الثورة، بالتخلي عنهم وتركتهم فريسة بيد الحوثي وخلايا صالح.
فنجح الحوثي في تهجير السلفيين المحسوبين على المملكة من منطقتي دماج وكتاف بصعدة (يناير 2013م) وأجبرهم بالقوة على مغادرة معاقلهم ومراكزهم إلى خارج المحافظة بعد أشهر من مواجهات عنيفة، كما تهاوت قبيلة (حاشد)، معقل أولاد الشيخ الأحمر والقبيلة الأقوى، وبدأ يلتفت للجيش ومؤسسات الدولة ويسقط لواءات الجيش واحدًا بعد الأخر حتي باتت أسلحة الجيش ومعسكراته بيد الحوثي، وانتهي انقلابه الرسمي في سبتمبر الماضي باحتلال القصر الرئاسي في يناير الجاري، لتتقلص خيارات الخليج في اليمن باستمرار، وإن كان لدى المملكة الفرص لدعم أنصارها السابقين في اليمن لتحجيم الحوثيين والتهديد الإيراني الماثل وراءهم لحدودها.
ومع هذا بالسعودية بين خيارين أحلاهما مرّ، بين محاربة الحوثيين ومن ثمّ إعطاء فرصة لنمو تنظيم القاعدة في اليمن الذي يحارب الحوثيين، أو الصمت وترك التغلغل الإيراني الشيعي يتغلغل داخل حدودها بعد سيطرته على اليمن التي كانت تشكل بوابة حماية.
فتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، ازدهر نشاطه في أعقاب التطلعات التوسعية للحوثيين، واتخاذ الاضطرابات في اليمن طابعًا طائفيًا نجح في تأليب السنة ضد الشيعة، وهو الأمر الذي يصبّ في مصلحة القاعدة، التي تزعم وجودها في 16 من أصل 21 محافظة يمنية.
أيا كانت النهاية، فالقصة لم تنتهِ بعد ولم يعلن الانتصار الكامل لأحد حتى هذه اللحظة ولم يتم تسليم اليمن بالكامل للحوثيين وشركائهم الإقليميين (إيران) والدوليين، فالجميع في انتظار ردّ فعل القبائل والثوار والعسكريين المواليين للثورة اليمنية، والحرب لم تضع أوزارها، وفي انتظار ردّ فعل الخليج وعودته لنصرة أنصاره.
أما مؤشرات الصمود ضد الحوثيين، فظهرت بإعلان انتفاضة “تعز” ضد ما أسمته “الانقلاب”، وتجمع معارضي الحوثيين في مأرب، ويبدو أن اليمن مرشح أن يكون ساحة لحرب بالوكالة بين وكلاء إقليميين ومحليين، خاصة بعدما هدد الحوثي في خطابه المنتظر مساء الثلاثاء “باتخاذ إجراءات وخيارات تصعيدية“، وأنه “جاهز لأي إجراء مهما كان سقفه عاليًا”.

تسريب جديد لـ"مكملين ": السيسي امر النائب العام بوضع الرئيس مرسي في قفص زجاجى