25 ديسمبر 2014

صحفية إسرائيلية: عباس دكتاتور يدعم عنصرية إسرائيل

توقعت هاس أن تسقط السلطة وعباس لأنهما مجرد وكيل ثانوي لإسرائيل ـ أرشيفية
اتهمت صحافية إسرائيلية بارزة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمساعدة إسرائيل على "خلق بانتستونات"، على غرار البانتستونات التي أوجدها نظام الفصل العنصري للسود في جنوب أفريقيا.
ونوهت عميرة هاس، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، إلى أن كلاً من المفاوضات التي امتدت على مدى عقدين من الزمان ودبلوماسية عباس البطيئة في الأمم المتحدة، عززت من قدرة إسرائيل على فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأوضحت هاس، التي تقيم بشكل دائم في رام الله، أن قيادة السلطة تستحق حالة انعدام الثقة التي ينظر بها الجمهور الفلسطيني تجاهها، مشيرة إلى أن هناك ما يبرر حالة الشك التي ينظر بها الجمهور الفلسطيني للتكتيكات التي يتبعها عباس.
ووصفت هاس عباس بـ "الديكتاتور"، الذي لا يسمح لأحد بمشاركته في اتخاذ القرار.
ووجهت هاس، التي تنتمي إلى مدرسة "ما بعد الصهيونية" انتقادات حادة لقادة حركة "فتح"، قائلة إن قادة هذه الحركة لم يتعلموا شيئاً من فشلهم في انتخابات 2006، منوهة إلى أن قادة الحركة يتضامنون مع أجهزة السلطة الأمنية، التي تتعاون مع الجيش والمخابرات والإدارة المدنية الإسرائيلية.
وأوضحت هاس أن معظم الجمهور الفلسطيني لا يشارك عباس الرأي بضرورة التخلي عن العمل المسلح ضد إسرائيل، ويعتبرون أن هذا الموقف يقترب من الخيانة، مشددة على أن التشبث بالحق في الكفاح المسلح يمثل أحد "مقدسات التاريخ الفلسطيني".
وأشارت إلى أن موقف عباس السلبي من الكفاح المسلح، يأتي في الوقت، الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي قتل الفلسطينيين وجرحهم، حتى في ظل حالة الهدوء التي تشهدها الضفة الغربية.
وتوقعت هاس أن يسقط عباس بسبب دكتاتوريته، وأن تسقط السلطة لأنها مجرد وكيل ثانوي لإسرائيل.
من ناحيته دعا المعلق تسفي برئيل عباس لعدم الاستجابة للضغوط التي تمارسها أمريكا بعدم التوجه للأمم المتحدة، وتقديم طلب لتحديد موعد لإنهاء الاحتلال على الأراضي المحتلة.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الأربعاء سخر برئيل من الحجج التي يسوقها الأمريكيون "وغيرهم"، الذين يدعون أنه يتوجب على عباس الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، على أمل أن تتشكل حكومة إسرائيلية "أكثر اعتدالاً"، معتبراً أن كل من يتشبث بهذا الافتراض يكون على "حافة الهذيان".
ولفت برئيل الأنظار إلى أنه في حال فاز بنيامين نتنياهو مجدداً فإن فوزه يعني إضفاءً للشرعية على سلوكه خلال فترة الحكومة الحالية، مشيراً إلى أن نتنياهو يقدم نفسه على أساس أنه "السد المنيع أمام إقامة دولة فلسطينية".
وواصل برئيل، قائلاً إنه حتى لو حدثت معجزة وفاز تحالف يسار الوسط وأصبحت تسيفي ليفني رئيس وزراء، فإن مواقفها السياسية معروفة، فهي تتحدث عن ضرورة استئناف المفاوضات، لكن جوهر المفاوضات لا يعنيها، حيث أنها تتشبث باستمرار السيطرة الإسرائيلية على حائط المبكى والمستوطنات وغيرها.

رئيس الموساد الأسبق: المشروع الصهيوني نحو الانهيار

الهجرة الإسرائيلية العكسية آخذة بالتحوّل إلى حالة جماهيرية جارفة

حذرت مرجعية عسكرية وأمنية إسرائيلية بارزة من انهيار المشروع الصهيوني بفعل السياسات التي تتبعها إسرائيل.
وقال الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد"، شفطاي شفيط، إن إسرائيل تواجه التحديات الإستراتيجية بعمى وبجمود فكري وسياسي، بشكل لا يدفع إلى الاطمئنان على مصير المشروع الصهيوني برمته.
وفي مقال نشره مساء الإثنين موقع صحيفة "هارتس" تساءل شفيط، الذي يعد من أشهر رؤساء "الموساد": "كيف حدث أنه في الوقت الذي أصبح مصيرنا متعلقا بالعلاقة مع الولايات المتحدة، تحرص حكومتنا على توتير العلاقات مع واشنطن على هذا النحو".
وواصل شفيط طرح أسئلته الصعبة: "كيف حدث أن أوروبا التي تمثل السوق الأكبر لنا تغلق أبوابها أمامنا وتوشك على فرض عقوبات علينا"، مستهجناً من رهانات تل أبيب على تعزيز العلاقات مع كل من روسيا والصين.
وأشار شفيط إلى أنه بفعل السياسات الإسرائيلية تعاظمت الكراهية لليهود بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، في حين أن الدعاية والدبلوماسية الإسرائيلية تنتقل من فشل إلى آخر، في الوقت الذي يحقق فيه الفلسطينيون انجازات كبيرة ومهمة.
ونوه شفيط إلى أن إسرائيل تخسر مواطن تأييدها في الأكاديميات الغربية، سيما في الولايات المتحدة، وأهمها على صعيد الطلاب اليهود الأمريكيين، الذين باتوا غير مستعدين للدفاع عن السياسات الإسرائيلية الرسمية.
وأشار شفيط إلى تعاظم حركة المقاطعة الدولية على إسرائيل واشتداد أثرها وانضمام عدد كبير من النخب اليهودية المثقفة إليها.
واعتبر شفيط أن حرب غزة الأخيرة تدلل على أن إسرائيل مصابة بعمى استراتيجي، مشيراً إلى أن إسرائيل استخدمت كل قوتها العسكرية هذه المواجهة غير المتناسبة مما قلص من قوة ردعها.
وأشار إلى أن الجدل المحتدم في إسرائيل يدلل على تهاوي روح التضامن في المجتمع الصهيوني "التي تمثل إحدى ضمانات بقائنا هنا"، على حد تعبيره.
وشدد شفيط على أن أكثر ما يدلل على الخطورة التي تواجه المشروع الصهيوني حقيقة أن مزيداً من الإسرائيليين يتهافتون للحصول على جواز السفر الأجنبي، بسبب تدهور الشعور بالأمن الشخصي لدى الإسرائيليين.
وأوضح شفيط أن ما يفاقم الشعور بالقلق لديه حقيقة أن التيار الديني الصهيوني، الذي بات يهيمن على الكثير من دوائر صنع القرار، معني باندلاع حرب دينية مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، محذراً من أن سلوك هذا التيار سيفضي إلى توحيد العالم الإسلامي ضد إسرائيل.
وشدد شفيط على أن المخرج الوحيد الذين يضمن بقاء المشروع الصهيوني هو التعاطي بإيجابية مع المبادرة السعودية، مشدداً على ضرورة فتح قنوات اتصال سرية مع مصر والسعودية لانهاء الصراع بناءً على ما جاء في المبادرة.
واستدرك شفيط مشككاً في نوايا وقدرة نتنياهو على الإقدام على مثل هذه الخطوة بسبب وقوعه تحت تأثير التيار الديني الصهيوني.

زهير كمال يكتب: عمر بن الخطاب والفرس

في تصريح لافت للانتباه، انتقد آية الله هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليهم، مضيفاً أن ذلك قاد إلى نشوء تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.
قبل هذا، صدر تصريح مماثل للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقد اتهمه بعض علماء الشيعة المتشددين بالسفه ووصفوه بأقذع الأوصاف.
فالمغالون من الإخوة في المذهب الشيعي وخاصة في إيران يحقدون على عمر بن الخطاب وهناك مزار لفيروز أبي لؤلؤة المجوسي الذي قام بتنفيذ عملية اغتيال الخليفة عمر وبعضهم يدعي ان المزار هو قبر فيروز نفسه وهذا خطأ تاريخي فقد قام فيروز بقتل نفسه بعد تنفيذ الإغتيال حيث تجمع عليه المصلون ورموا عليه عباءة فقتل نفسه بالخنجر الذي أودى بحياة سبعة من المصلين كانوا ضمن ثلاثة عشر جريحاً منهم عمر الذي توفي بعد فترة قصيرة تتراوح بين ستة ساعات وأربع وعشرين ساعة.
ولم يقم أحد بنقل جثمان فيروز من المدينة حيث دفن فيها.
لا يعرف المغالون من الشيعة ان فيروز لم يكن سوى أداة ، ومؤامرة الإغتيال هي من تدبير بني أمية وحليفهم المغيرة بن شعبة مولى فيروز.
كتب التاريخ لم تبحث جدياً في هذا الموضوع ولم يتم التحقيق في الأمر في حينه رغم إصرار علي بن أبي طالب على ذلك ويمكن القول انه قد تم لفلفة الموضوع من الخليفة الجديد عثمان بن عفان الأموي، وكان الإجراء الوحيد الذي اتخذه هو عزل المغيرة بن شعبة عن ولاية الكوفة وعلق على الموضوع قائلاً ( ماذا تريدون أكثر من ذلك ، ها أنا قد عزلته ) .
قبل الدخول في موضوع المقال وهو المساهمة القيمة التي قدمها الفرس الذين دخلوا الإسلام في مساعدة عمر على بناء الدولة الإسلامية ، لا بد من الإشارة أنه بعد استشهاد الحسين بن علي وتكون المذهب الشيعي أخذ بعض علماء المذهب البحث بأثر رجعي عن الأخطاء والمساوئ التي طالت الأسرة الهاشمية. وكأمثلة على ذلك ما حدث في سقيفة بني ساعدة وترشيح أبي بكر لخلافة النبي ودور عمر في الدفع بقوة في هذا الاتجاه. وكذلك موضوع أرض الفدك وموقف أبي بكر وعمر في عدم توريث فاطمة لهذه الأرض اعتماداً على النص ان الأنبياء لا يورثون.
رغم ان هذا الموضوع قد سودت فيه آلاف الصفحات بين رد وسجال الا أنني أرى أن بعض الشيعة هم ملكيون أكثر من الملك ، فلم تسجل كتب التاريخ كلمة واحدة صدرت عن علي في الاحتجاج على قصص تحولت الى مشاكل كبرى ، بل إن حماسه واندفاعه ونشاطه خلال فترة خلافة عمر ساهمت مساهمة فعالة في صياغة الدولة الإسلامية على الشكل الذي نعرفه ، فما من قانون صدر أو قرار اتخذ إلا وكان لعلي أصبعاً فيه من خلال الإفتاء بموقف الإسلام في المواضيع والأحداث التي كانت تجري بوتيرة سريعة جداً في تلك الفترة الهامة من التاريخ.
ولعل أعظم إنجاز لعلي هو تأييد عمر في توزيع أرض السواد ( العراق) على فلاحي البلاد الأصليين وما تبع ذلك في باقي البلاد المفتوحة، وخالفا في ذلك ما كان متبعاً أيام الرسول في طريقة تقسيم الغنائم. معتمداً على نصوص قرآنية تخالف النصوص السائدة والمتعارف عليها، واجتهاد ثوري كهذا شجع سكان البلاد الجدد على الدخول بشكل طوعي في الدين الذي لا يفرق بين عربي وعجمي ألا بالتقوى.
ولو أردنا إعطاء وصف لعلي في تلك الفترة لقلنا انه نائب الخليفة ومفتي الدولة فهو باب مدينة العلم. وهناك بعض الكتب التاريخية التي تذكر أن عمر بن الخطاب كان يفضل ويحبذ خلافة علي له ولكن تحالف الأغنياء في ما بقي من العشرة المبشرين بالجنة والذين اختارهم عمر لإختيار صحابي يخلفه قد حال دون ذلك. ولا شك أن أختيار رأس الدولة بحيث لا يمت بصلة قرابة لسلفه هي فكرة ثورية أخرى جاء بها الإسلام ومما يتناسب مع ما وصلت اليه البشرية في وقتنا هذا من تطور في الانتخاب الحر والديمقراطي لرأس الهرم، ولكن هذا موضوع آخر.
كلمة الدولة تعني النظام، وهي أن المجتمع يقوم بتنظيم نفسه بحيث يعرف كل فرد فيه حقوقه وواجباته ، وقد بدأت الدولة الإسلامية تأخذ هذا المسار في عهد عمر بن الخطاب، أصبح هناك جيش منتظم يحارب على جبهتين في الشمال ويستدعي ذلك أن تكون له قيادة عسكرية ثابتة مسؤولة لها مهام محددة ويمكن عزلها أو عزل أفراد منها، وأصبح لها مخازن تموين وتسليح ، أما أفراده فمن حقهم أخذ إجازات للذهاب لروية ذويهم كل فترة ، كما أن اختيار الأفراد لهذا الجيش له مواصفات معينة كأن لا يكون وحيد الأبوين وغير ذلك.
وأصبح للدولة دخل ثابت من الزكاة وعليها دفع رواتب للمحتاجين ، ويترتب على ذلك تسجيل دافعي الزكاة السنوية ومن تخلف منهم ، وتسجيل المحتاجين ومن قبض منهم.
أمور كهذه تقوم بها الوزارات في أيامنا هذه وتعتبر من المسلمات او البدهيات ، ولكن في تلك الأيام حيث لم تعرف الجزيرة العربية أي تنظيم سابق فقد كانت بمثابة معجزة كبرى.
وهذا يقودنا الى موضوع الدواوين التي قام عمر بن الخطاب بتأسيسها لتنظيم الدولة.
ولكن من قام بتنفيذ هذا العمل الجبار؟ ومن أداره بشكل يومي؟
في البحث في كافة الكتب التاريخية التي أرخت لتلك الفترة لا نجد سوى النزر اليسير عن هذا الموضوع ، كما أن الباحثين في العصر الحاضر لم يقوموا بعمل أي بحث جاد في تفصيلات هذه النقطة.
ويشبه البحث والتدقيق في هذا الأمر تركيب صورة ممزقة ولا بد من تجميعها كأن تبدأ بالاركان ثم القطع التي بها حافة مستقيمة الخ .

أما في تاريخ الحقبة المشار اليها والتي بدأ تسجيل أحداثها بعد ثمانين عاماً من وقوعها فقد ركزت كتب التاريخ، على قلتها ، بالرسول ،أقواله وأفعاله أولاً ويأتي خلفاؤه في المرتبة الثانية بدون تفصيل وإسهاب ، ولا يخفى تحيز بعض كتاب تلك الفترة للقارئ الذي يشتري الكتاب وهو الخليفة أو الوالي.
وفيما يلي النقاط الجوهرية في الوصول الى الحقيقة في هذا الموضوع:
أولاً: أن عدد الذين يتقنون الكتابة والقراءة في كافة الجزيرة العربية لم يتجاوز 17 فرداً أيام الرسول وليس ممكناً أن يزيد العدد بحيث يستوعب العدد الكبير الذي تحتاجه الدواوين ، ومن الجدير بالذكر أن الرسول قد استعان في كتابة القرآن على عدد منهم ولم يكن شرطاً أن يكونوا مسلمين أو مخلصين له ، وقد أهدر الرسول دم واحد من كتاب الوحي هو عبدالله بن أبي سرح، كان ضمن أربعة فقط عند فتح مكة ، رغم أن مكة كلها كانت تحاربه على ما هو معروف، مما يدلل على فداحة جرمه رغم أنه كاتب وحي.
ثانياً: أن الدواوين في الجزيرة العربية والعراق كانت مكتوبة باللغة الفارسية ، أما دواوين بلاد الشام فقد كانت باللغة البيزنطية وفي مصر باللغة القبطية، وقد تم تحويلها الى اللغة العربية بعد فترة طويلة وربما بعد إدخال التنقيط على اللغة حيث تم تمييز الأحرف عن بعضها بحيث أمكن فهم النص من الكتابة وليس من المعنى. (مثل بسيط فإن حرف ب، ت، ث بدون تنقيط كانت متشابهة ولهذا فانه يمكن قراءة كلمة باب على عدة نواحٍ مثل تاب وثاب وبات الخ) .
ثالثاً: أن كلمة الديوان جاءت من كلمة ديوانه وهي كلمة فارسية تعني المجانين وقد أطلقها كسرى على الموظفين الذين وجدهم مشغولين بالحسابات. وتذكر الكتب أن الوليد بن هشام بن المغيرة قد ذكر لعمر أن الروم يستعملون الدواوين.
رابعاً: انهارت أمبراطورية فارس وهناك كوادر من الذين عملوا في الدواوين أصبحوا عاطلين عن العمل بينما ما زالت امبراطورية بيزنطة تتقهقر ويمكن لكوادرها أن تغادر المناطق التي دخلها العرب الى المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الجيش الرومي في تركيا.
وتذكر كتب التاريخ أن عدداً من الفرس كان موجوداً في المدينة عند اغتيال الخليفة عمر. وليس من سبب لوجود الفرس في العاصمة العربية سوى للعمل فيها ولم يكن هناك عمل سوى الدواوين. ولكن كان شرط الخليفة أن لا يدخل المدينة سوى المسلمين فقط وهذا يعني أنهم أشهروا إسلامهم.
خامساً: ضمن الكوادر التي وصلت المدينة رجل يدعى الهرمزان ، قالت الكتب في وصفه إنه كان ملك الأهواز ويمت بصلة القرابة لكسرى وهو أحد أعمدة البيوت السبعة للعائلة المالكة. ولا يتسع المجال لرواية قصة إسلامه ولكن كان أول انطباع له عندما رأى الخليفة عمر نائماً في المسجد النبوي أنه ينبغي أن يكون نبياً. وكثير من المؤرخين يعترف بأنه قد أسلم وحسن إسلامه.
سادساً: نصح الهرمزان عمر قائلاً: :كيف تعرف أن فلاناً أخذ دراهمه هذا العام ؟ وكيف تعرف أنه لم يأخذها مرتين؟ وفي كتاب آخر يذكر المؤرخ أنه كان في المدينة بعض مرازبة الفرس ( جمع مرزبان وهو يلي ملك الفرس في المرتبة) ويستطرد فلما رأى المرزبان حيرة عمر قال له: يا أمير المؤمنين إن للأكاسرة شيئاً يسمونه ديواناً جميع دخلهم وخرجهم مضبوط فيه لا يشذ منه شيء ، وأهل العطاء مرتبون فيه مراتب لا يتطرق اليها الفتنة. ولم تعرف المدينة سوى مرزبان واحد دخل اليها وهو الهرمزان.
سابعاً: أن عمر قد رصد راتباً شهرياً للهرمزان قالت الكتب إنه ألفا درهم، والمعروف عن عمر أنه فرض لنفسه ستين درهماً ولهذا فالمبلغ المذكور يعتبر ضخماً قياساً ، وكما هو معروف فإن عمر لم يفرق بين ملك وبدوي فقير ، فإن هذا المبلغ لم يكن لسواد عيون الهرمزان وإنما للصرف على الدواواين التي تحتاج ورقاً وأحباراً وهي من المواد الثمينة تلك الأيام ويتم إحضارها من مصر أو الصين فقط، وربما لتغطية رواتب الموظفين في الدواوين المختلفة ( الجند، الزكاة، الخراج، البريد الصادر والوارد، الخ). ويحتاج الأمر الى معرفة تكلفة هذه البنود في تلك الأيام ، ولكن هذا بحث آخر.
ثامناً: لم تذكر الكتب سوى أسماء ثلاثة موظفين في الدواوين وهم من العرب على النحو التالي :
عقيل بن أبي طالب.
مخرمة بن نوفل.
جبير بن مطعم بن عدي.
كانت الصفة الجامعة لهؤلاء الثلاثة أنهم خبراء في الأنساب في الجزيرة العربية. مما يعني أنه قد تم إحصاء وتسجيل سكان الجزيرة العربية لأول مرة في التاريخ. ويعني أيضاً جداول الزكاة والعطاء.
وقد ذكرت الكتب أن عقيل بن طالب كان يحتفظ بطنفسة ( سجادة صغيرة) يطرحها لنفسه ويصلي عليها في المسجد النبوي وهو أول من فعل ذلك. كما ورد أن جبير بن مطعم هو أول من لبس طيلساناً ( شال أو وشاح) في المدينة. ويبدو تأثير حضارة فارس على الاثنين ، فالهرمزان أو الفرس العاملين في الدواوين قد قدموا لهما هذه الهدايا البسيطة) .
وبتجميع النقاط السابقة كما تجمع الصورة الممزقة، يتضح أن المسلمين الفرس قدموا خدمات جليلة للدولة الإسلامية وساهموا مساهمة فعالة وأساسية في بنائها وكان الهرمزان لعمر بمثابة سلمان الفارسي للرسول الذي وصفه قائلاً ( سلمان منا أهل البيت). ومن الجدير ذكره أن الخليفة عمر بنفسه قام على رأس وفد كبير من الصحابة باستقبال سلمان على باب المدينة عند قدومه اليها. فأحد صفات عمر الأساسية التواضع الجم ورأس الدولة لا يمنعه مركزه من استقبال فرد مميز فيها ولا يقتصر الأمر على رؤساء الدول فقط كما يحدث الآن.
سلمان أنقذ الإسلام بالفكرة التي أقترحها بحفر الخندق في غزوة الأحزاب ولم يكن هذا عن خبرة عسكرية كما قالت كتب التاريخ بل لأنه نشأ في بيئة زراعية تمارس حفر الترع لسقي النباتات. وقد وصف أبو سفيان هذا العمل بأن الأعراب لم تكن لتأتي بمثله. وهكذا الدواوين فالأعراب لم يكونوا قادرين عليها في البداية وقام بتنفيذها الهرمزان واستعان على ذلك بكتبة الدواوين السابقين في أمبراطورية الساسان. 
كانت الدولة الإسلامية في خلافة عمر خلية نحل تعمل بكل طاقتها وكان الخليفة يطبق قانون السماء على الأرض أن لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى بدون منة على أحد ، وبذل المسلمون الفرس طاقتهم كلها لخدمة الدولة الجديدة وليس هناك أسطع مثلاً من نصيحة الهرمزان لعمر بتوجيه الجيش الإسلامي الى الأهداف الصحيحة داخل الأمبراطورية مما يعني أنه كان يعمل مستشاراً عسكرياً للدولة . وكانت آخر كلماته عند مقتله هو الشهادتين. أما قاتله عبيدالله بن عمر فقد هرب الى معسكر معاوية بن أبي سفيان خوفاً من قصاص علي بن أبي طالب. 
أولى بأحفاد المسلمين الفرس الأوائل أن يعيدوا حساباتهم ونظرتهم الى عمر أسوة بأجدادهم ، وأن يستمعوا الى نصيحة هاشمي رفسنجاني التي تدل على قراءته الصحيحة للتاريخ.

ذ.عبد الله بوفيم يكتب: إسرائيل الكبرى تتحقق سريعا

الكثير يعلم أن الصهاينة يخططون لدولتهم الكبرى التي حددوها ما بين نهري النيل والفرات وعلمهم طبعا يحمل نجمة داوود عليه السلام وتعني حكمهم ما بين خطين أزرقين هما نهري النيل والفرات.
الذي يفهم قليلا مما يقع في العالم العربي وبالخصوص ما بين نهري النيل والفرات سيفهم أنها عمليات تخريب وقتل وإبادة ممنهجة للمسلمين دون غير المسلمين تمهيدا طبعا لتتوسع إسرائيل على مناطق المسلمين فيما بين النهرين.
ما يقع حاليا في العراق هو تخريب وإبادة وتهجير للمسلمين في غرب نهر الفرات التي لا تريد فيه إسرائيل مسلما ذا عزة أو شوكة, لذلك فقد خطط الصهاينة مع بعض أحبتهم العرب وخلقوا وهما أسموه داعش ألصقوه بعدها بكل مجاهدي يذود عن عرضه وماله ونفسه فجعلوه داعشيا فاستحلوا دمه وحرضوا العالم أجمع عليه.
ما وقع وما يزال يقع في سوريا هو تخريب ممنهج بتمويل وتحريض وتغطية صهيونية بالطبع بغية تهجير وقتل المسلمين فيها كي تتوسع عليها إسرائيل قريبا فتعيد إعمارها بأموال العرب طبعا لفائدة الصهاينة.
بعض حكام العرب يخدمون إسرائيل الكبرى عن دراية وعزم بل منهم من يخدمها أكثر مما يخدمها أي صهيوني في العالم, فهاهم يشاركون في قتل المسلمين ظلما وعدوانا في سوريا والعراق واليمن ومصر, مشاركة إجرامية بالطيران والدبابات والقتل والتسميم وكل الوسائل القذرة في الحروب.
بعض حكام العرب صور لهم الصهاينة الشباب المؤمنين عدوا خطيرا فلم يعد لهم من هدف غير تصفية الشباب المؤمنين وتمويل ودعم وتشجيع كل من يصفيهم.
لقد انساق الكثير من الكتاب وراء تسمية الصهاينة لحراك الشعوب العربية بالربيع العربي ولم أكن ممن انساقوا معهم ولله الحمد بل أسميته من أول يوم خريفا عربيا لأنه بحق اسقط الكثير من أوراق العرب سياسة وثقافة ودينا واقتصادا, لقد كشف الخريف العربي الكثير من الأمور التي كانت غامضة وعرى أشجار الحكم في الكثير من الدول العربية.
قد يحسب البعض أن شباب العرب تحرك من تلقاء نفسه وخلق ثورات الخريف العربي التي زعزعت الكثير من حكام العربي وأسقطت بعضهم, لكن الحقيقة هي أن الإعلام الصهيوني المسيطر هو من حرك كراكيزه في الكثير من الدول في الفايسبوك والتويثر فصنعوا شبابا غاضبا لتحقيق أهداف بعيدة المدى.
الصهاينة مدركون أن الإسلاميين في العالم الإسلامي والعالم أجمع يبنون قلاعهم وينشرون دينهم ويتوطدون يوما بعد يوم, وإن تركوا لنموهم الطبيعي فسيكون من الصعب جدا كسرهم, لذا لا بد من منعهم من الرسوخ وإخراجهم للفعل السياسي قبل نضجهم كي يسهل كسرهم ودحرهم وقهقرتهم عشرات السنين نحو الوراء.
لم يكن الإسلاميون من حركوا الشارع العربي ولا من قادوا الثورات بداية بل انساقوا وخرجوا ورغما عنهم خوفا من أن يتولى القيادة والسيطرة غيرهم, ولم يتفوقوا في تحقيق مكاسب لهم إلا بحسن التنظيم الذي لم يكن لدى من حركوا الشوارع عبر الانترنيت.
حال تحققت ريادة الاسلاميين لدولهم ولشوراع دولهم حركت الصهيونية العالمية التابعين لها وفي كل مكان فوحدتهم جميعا بأن جعلت هدف توحدهم هم هزم الاسلاميين والفتك بهم ومضايقتهم بمضايقة الدين الذي يجعلونه مبرر قوتهم.
جميع المكتسبات التي حققها الإسلاميون وعلى مدى عشرات السنين في دولهم وفي العالم فقدوها في اقل من سنتين وسيرجعون للبناء ومن جديد لكن بناء سليما في الحقيقة بناء يعتمد القوة, قوة الحجة وقوة القوة وقوة العنف أيضا.
لهذا فإن الدول التي تدعم الصهاينة في حربهم على المسلمين في العراق وسوريا ومصر ستكون هي الضحية طبعا وستعاقب من الصهاينة وحلفائهم الشيعة المجوس أبشع عقاب وبتهمة أنهم تابعين للصهيونية العالمية.
حال يتحقق غزو الصهاينة المباشر للعراق وسوريا تحت غطاء الحرب على الإرهاب وتمويل بعض حكام العرب لإعمارها لصالح الصهاينة طبعا, سيكونون بعدها فقراء معدمين لا خوف منهم ولا رجاء منهم, يحق للصهاينة والشيعة المجوس حينها الرجوع عليهم والفتك بهم فتكا لم تعرف البشرية مثيلا له من قبل.
حينها سيفهمون بعد فوات الأوان أن من يسمح للعدو بالقضاء على أخيه سيرجع عليه العدو حال الانتهاء من أخيه.
عسكر مصر يخرب الأحياء والمدن ويهجر ويقتل ويستبيح الحرمات خدمة للصهاينة في كامل سيناء تمهيدا للتنازل عليها لإسرائيل طبعا والثمن طبعا هو بقاء العسكر يحكم مصر وينهب خيرات مصر, ومهمته في الحكم طبعا هي التخريب والتدمير والقتل والسفك.
حال ينفضح بعض الحكام المشاركين في تحقيق إسرائيل الكبرى, سينقلب عليهم عامة الشعب المستغفل حاليا والذي لا يفهم إلا بالملموس, بعدها سيظهر الأسود ويتولوا القيادة لما تبقى من دولهم ممهدين لتحرير ما سلب من دولهم.
بالطبع كل الصهاينة والمتصهينين وغير المسلمين سيكونون رعايا خاضعين للصهاينة وبالتالي لن يبقى في مناطق المسلمين إلا المسلمون الصادقون المتحملون للجوع والمرض والذين سيسعون لإيجاد حلول لمشاكلهم بما تحت أيديهم من مؤهلات وسيهاجر إليهم المؤمنون الجدد بخبراتهم من كل مناطق العالم لبناء معالم دولة قوية تتوسع إحقاقا للحق ونشرا للعدل وردعا للكفار المعتدين على حرمات المسلمين.
*مدير صحيفة الوحدة المغربية

سليم عزوز يكتب: "هو القرضاوي.. إن كنت جاهله"

لم يكتف أزلام الانقلاب بالنصر الذي حققوه بإغلاق "الجزيرة مباشر مصر"، فبدا الدكتور يوسف القرضاوي، هو المطلوب، وأن القوم لن يشعروا بالانتصار، ما دام فضيلته على قيد الحياة، بعد أن أغروا به صبيانهم في فضائيات الثورة المضادة، فتطاولوا، وهم الأقزام، على قامته، فما ضر البحر أمسى زاخراً أن رمي فيه غلام بحجر!
لقد استمعنا لمن يقولون، إن إغلاق "الجزيرة مباشر مصر" لا يكفي، وأنه لابد من تسليم القرضاوي لسلطة الانقلاب العسكري لمحاكمته، ثم قرأنا لمن يكتب أنه سوف يسلم بالفعل، بعد أن وصفه بالإرهابي، مع أن هذا الإرهابي كان يتولى رئاسة مجلس إدارة موقع "إسلام أون لاين"، وكان هو يعمل فيه، محرراً بالقطعة. 
والمشّاؤون بنميم يمارسون نشاطهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وفق سياسة "كيد النساء"، عندما يكتبون أن الشيخ فتح النار، على أمير قطر. وتشاهد الفيديو المرفق فلا تجد ناراً أو ماء!
فمنذ الانقلاب العسكري، بدا واضحاً أن الشيخ القرضاوي أعلم أهل زمانه، على رأس المطلوبين للانتقام منه، ومن عجب أن سفهاء الثورة المصرية، الذين مثلوا غطاء ثوريا للثورة المضادة، التي قادها عبد الفتاح السيسي، ناصبوا الرجل العداء، تقليداً لزعيمهم الجديد، ومنهم من يضمر للإسلام العداء، من يسار "السبوبة"، ولأنهم لا يستطيعون الجهر بهذا العداء، فقد وجدوا في الدكتور القرضاوي ضالتهم، ليصبح رفعت السعيد هو رمز الثورة، وهو من أذيال نظام مبارك، ويصير صاحبنا هو العدو، مع أن دوره في الثورة يُذكر فيشكر، وهذا هو "بيت القصيد".
لا بأس، فإسلامنا الوسطي يمثله القرضاوي، في حين أنهم يريدون لإلهام شاهين أن تمثل وسطية الإسلام، في زمن كلّف فيه زعيمهم الأوحد عبد الفتاح السيسي، "فاطمة ناعوت" بتصحيح الإسلام!
القرضاوي عندي ليس مجرد فقيه وعالم كبير، قرأت له في صباي كتابه "الحلال والحرام في الإسلام"، فوقفت على قدر الفقيه المجتهد، وهو الكتاب الذي ألّفه في شبابه، وفي زمن كان فيه نضوج الناس يكتمل مع بلوغ سن المراهقة، ومن المعلوم أننا في زمان يحسب فيه الناس في عداد الموتى، ومع ذلك فإنهم لم يصلوا إلى مرحلة النضوج بعد.. "عبد الفتاح السيسي أنموذجاً"، مع أنه يقدم نفسه على أنه صاحب فتوحات، وفي أحيان أخرى صاحب كرامات!
والسيسي في تجلياته، يرتقي بيهود "بني قريظة" إلى "سدرة المنتهى" والمراتب العليا، فلا أدري لماذا لم ينتبه أحد، إلى تفسيره العبقري للآية الكريمة "وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم".
فقال في حشد من قومه، وعلى الهواء مباشرة، أنه توقف كثيراً أمام هذه الآية، وخلص منها بعد التوقف بأن هؤلاء "الآخرين"، هم الذين سيخرجون لحماية الدولة المصرية. في حين أن إجماع المفسرين يكاد يكون منعقداً على أنهم "بنو قريظة". 
ونحن عموماً في انتظار من سيحمي دولته من السقوط، لنعرف من هم يهود "بني قريظة"، ولنفرق بينهم بتدخلهم وبين يهود "بني قينقاع"، ويهود "بني النضير".. فاليهود تشابهوا علينا!
قيمة القرضاوي عندي، في أنه جمع المجد من أطرافه، فهو ليس فقط فقيها وبحر علم، ورمزا لإسلام الحضارة والتقدم الذي يريدون له أن يختفي من الوجود، ليحل محله الإسلام الرجعي، ليصبح الطريق ممهداً للسيسي، لأن يصبح من أهل الفتوحات، وتصبح فيه "فاطمة ناعوت" هي مجددة العصر، وفقيهة الأمة، حيث لا أمة.
فالقرضاوي إلى جانب كونه هذا العالم والفقيه، فهو زعيم ثائر على الاستبداد، طارده عبد الناصر من قبل، ويطارده عبد الفتاح السيسي من بعد، وكلاهما طلب من قطر تسليمه، ولأنهما جاءا من هامش المجتمع المصري، فليسا على دراية بالقيم العربية الأصيلة، إذ كيف يقبل عربي تسليم من استجار به.
ولأن عبد الناصر ولعدم إلمامه بالقيم الأصيلة التي تحكم مصر، ظل يطلب من حكام الدوحة تسليم القرضاوي، فلم يجدوا بدّا في مواجهة هذا الإلحاح إلّا منحه الجنسية القطرية. فما دامت القيم لم تحل دون الطلب، فليكف الجاهل بها عن طلبه امتثالاً للقانون، لكن السيسي خارج على القيم والقانون معا، إذ كيف يطلب غلمانه، من قطر ان تسلم مواطناً من مواطنيها؟!
لقد كان دور الشيخ في الثورة المصرية، مؤثراً في اللحظة التي كادت فيها الثورة يقضي عليها، فهذا هو القرضاوي إن كنت جاهله.
كان مبارك، قد ألقى خطابه العاطفي، مما أحدث فتنة في صفوف الثوار، وقضينا ليلة نعيش المشاعر المتضاربة، وفي الصباح لم يكن في الميدان كثيرون، وكان الجدل محتدماً بين قلة تريد أن تبقى، وأغلبية تريد أن تغادر، وحدثت غزوة الجمل، والذي كان يتم الاستعداد لها من الليلة السابقة على النحو الذي أوردته في مقالات عدة، وكان أن تم حصار الميدان، وفي هذا اليوم كان البيان التاريخي للشيخ القرضاوي، الذي كان على فراش المرض، ومع هذا تحامل على نفسه حتى بلغ استوديو قناة "الجزيرة"، وأفتى بأن الذهاب لميدان التحرير في يوم الكرب هذا لنصرة من فيه "فرض عين" على كل قادر عليه.
وظلّت "الجزيرة" تعيد إذاعة البيان، والحشود تأتي من كل فج، وقد غادرته في الساعة الثانية فجراً إلى منزلي لأستريح بعد يوم عاصف، وإذ كان علي أن أقطع مسافة كبيرة سيرا على الأقدام في ظل قرار حظر التجول، حيث لا وجود لسيارات إلا نادراً، فقد تمكنت من رؤية الأفواج، القادمة سيراً أيضاً في مشهد مهيب، استجابة لفتوى القرضاوي، وهي أفواج عندما رأيتها نمت مطمئنا على الثورة.
وكان طبيعياً بعد ذلك أن يأتي الشيخ الجليل، إلى ميدان التحرير في جمعة النصر، التالية لجمعة الرحيل، ليكون خطيبها، وهو رمز الثورة، الذي حافظ عليها من السقوط، ببيان دخل التاريخ في وقت خرج فيه مبارك منه.
وعداء الانقلاب العسكري للشيخ القرضاوي يأتي في هذا السياق، وقد كان عبد الفتاح السيسي هو المشرف وبشهادة الدكتور محمد البلتاجي، على دخول البغال ميدان التحرير، وكانت لفتوى القرضاوي الدور المهم في دحر العدوان، واستكمال الثورة، وانتصار الثوار.
ليس فيما قلت الآن جديد، بسبب المتغيرات الأخيرة، فقد كتبته في وقته، وثمنت دور الشيخ في الثورة مبكراً.
والحكاية وما فيها، أن الثورة المضادة التي تحكم مصر الآن في عداء مع كل مكونات ثورة يناير، وإن كانت تعتمد في أجندتها على أولويات وضعتها. وقد نقل مبكراً على لسان أحد أعضاء المجلس العسكري أن كل من هتف ضد حكم العسكر سيدفع الثمن، وما لم يقله أنه وكل من شارك في ثورة يناير سينتقم منه، فحتى أولئك الذين ناصروا عبد الفتاح السيسي، ومثلوا غطاء ثورياً لثورته المضادة وضع فريق منهم في السجون، ولما يبق في خدمة الحكم الجديد من ثوار يناير سوى "شرذمة قليلين"!
وكان من الطبيعي أن تكون "الجزيرة" و"القرضاوي" و"الإخوان" على رأس قائمة الانتقام، لأن الانقضاض الآن هو على ثورة يناير، دعكم من "عبيد إحسان الأنظمة" الذين يتطاولون على الرجل، فهؤلاء لا يمثلون شيئا في الموضوع!
في ظل الثورة المضادة، يصبح من الطبيعي أن يحصل مبارك على البراءة، وأن يطلب رأس القرضاوي.
وفي ظل حكم العسكر، من الطبيعي أن يكون القرضاوي هو العدو، وأن يكون عضو لجنة السياسات أحمد الطيب هو شيخ الأزهر!
وفي ظل سلطة البلهاء يظن أتباعهم أن القرضاوي يمكن أن يسلّم لعبد الفتاح السيسي!
قديما قيل "قطرياً" إن الدكتور يوسف القرضاوي هو مؤسسة عالمية تعمل في قطر!
فهل يسمع الصمّ الدعاء؟

د. أحمد القديدي يكتب: صناعة الفتنة عند العرب

الشرق القطرية
إن من يتابع هذه الأيام أخبار العرب لابد أن تصيبه لعنة اليأس من هذه الأمة، فيدعو الله إن كان من المؤمنين بأن يهب لها من لدنه رشدا، وهي ضائعة جريحة بين عراق ينزف وسوريا تدمي وليبيا تنتحر ويمن مهدد وفلسطين مقسمة وليس لها من نصير من العسف الصهيوني سوى شعوب أوروبية تخلصت من عقدة الذنب تجاه اليهود وأصبحت دولة إسرائيل عبئا عليها بممارسات وحشية خارجة عن القانون والشرائع وتهدد أمن العالم والغرب بالخصوص وأضف إلى الصورة القاتمة مصر التي لم يستقر لها قرار بعد، رغم الهدوء النسبي، بل إن العربي يبصر في سلام دول الخليج بصيصا من أمل ويتمنى أن يشمل سلامها وأمانها كل محيطها المشرقي. 
وهنا وهناك من أرض العرب نرى أيادي خبيثة تؤجج نار الفتنة بكل أصنافها من فتنة طائفية بغيضة وفتنة دينية مدمرة وفتنة قبلية مخربة وفتنة حزبية مفرقة وفي تونس فتنة طبقية وأخرى جهوية بين مناطق تونسية وحدتها كل الوشائج والروابط منذ الفتح الإسلامي وجاء من ينفخ في رمادها الهادئ بحثا عن الجمرة الخبيثة في ظروف الانتخابات الديمقراطية التي تكاد أن تكمل مساراتها. 
وعلى هذه اللوحة الحزينة وفي هذا المشهد المشحون بالمخاطر تزدهر صناعة عربية خالصة ولا تعتقدوا أنها صناعة الطائرات والسيارات والحواسيب والأدوية والتجهيزات الإلكترونية، فهذه تركناها للأوروبيين والأمريكان واليابانيين والكوريين وللإنصاف نضيف لهم الأتراك بعد استعادة رجب طيب أردوغان للهوية التركية وهذه الصناعات لم يحن لدى العرب أوانها بعد، لأن ثقافة الإبداع تتطلب مهارات الحرية وحفظ كرامة بني آدم وتكريس قيم العلم عوض أدوات الظلم. 
ولتأكيد مقولة العلامة التونسي عبد الرحمن بن خلدون بأن العدل أساس الملك وأن الظلم مؤذن بزوال العمران، فإني أضرب مثلا واحدا فقط لا غير، ليقتنعوا مثلما اقتنعت أنا منذ ثلث قرن بأن تقدم شعب من الشعوب لن يتحقق إلا متى تمتع ذلك الشعب بحقوقه المدنية وحرياته السياسية ومتى حصن الدستور عرضه وأرضه وسلامة بدنه ومكنه من المساهمة في اختيار أولي أمره ثم إلى متى اعتنق مبدأ الحداثة الأصيلة لا الحداثة الدخيلة، أي بكل بساطة تحول من كائن مستعبد إلى إنسان حر. 
والمثل الذي يحضرني هو المقارنة بين ماليزيا من جهة وبين تونس من جهة ثانية، ففي سنة 1966 صنف برنامج الأمم المتحدة للتنمية PNUD هاتين الدولتين على نفس مستوى النمو من حيث معدل الدخل الفردي السنوي ومعدل الإنتاج الوطني الخام ومن حيث الطاقات البشرية والموارد الطبيعية ومؤشرات التنمية الاقتصادية وآفاق التنمية المستقبلية..
نعم كنا نحن في تونس سنة 1966 على نفس خط الانطلاق، جنبا إلى جنب مع ماليزيا تماما، كالرياضيين المتسابقين في مباراة العدو الأولمبي على نفس خط انطلاق السباق بذات الحظوظ وأمامنا نفس المسافة لتحقيق الفوز. والنتيجة في ظرف جيل واحد، تعرفونها جميعا، فنحن في سنة 2014 كالتالي: ماليزيا 11 مليونا من البشر نفس ديمغرافيا تونس، لكن مصنفة في المرتبة 30 في العالم من حيث النمو بنسبة 3% فقراء ونسبة 3% بطالة ومعدل نمو سنوي 7%.
وبالمقابل أصبح وضع تونس كالتالي: بلادي مصنفة في المرتبة 87 في العالم سنة 2010 وتقهقرت حسب إحصاءات أممية إلى المرتبة 93 سنة 2013 بنسبة المواطنين تحت خط الفقر حسب المعايير الدولية تقدر بـ23% سنة 2013 عوض 15% سنة 2009 ومعدل بطالة ارتفع من 16% سنة 2009 إلى 22% سنة 2013. ومعدل نمو لم يتجاوز 1 فاصل 5% ولا تظنن يا قارئي العزيز أن هذا الخندق العميق الذي فصل تونس عن توأمتها ماليزيا جاء بسبب طبيعة قاسية هنا وملائمة هناك أو أن لعنة أصابت التوانسة فتأخروا وأن نعمة حلت بالماليزيين فتقدموا أو أن زلازل أو سنوات عجافا ضربت تونس فدحرجتها إلى الوراء بينما منَّ الله على ماليزيا بمائدة نزلت من السماء، لا وألف لا، لأن الفقر سياسي وحضاري وثقافي في تونس وأن النعمة سياسية وحضارية وثقافية في ماليزيا، بل كما كان يقول أستاذنا الكبير (ألفريد سوفيه) عالم الاقتصاد والاجتماع ومبتكر عبارة العالم الثالث في محاضراته بباريس حين كنا طلابا: (إن التخلف ليس ظاهرة اقتصادية أو سياسية، بل هو ظاهرة ثقافية).
ومن هنا أتطرق لموضوع المقال عن الفتنة العربية انطلاقا من النموذجين التونسي والماليزي لعلي أثير في نفوس الشباب العربي الرغبة في تغيير منكر التخلف بتغيير ما بأنفسنا، لندشن عهدا جديدا من التقدم الاقتصادي والسلام المدني والتعايش بين المختلفين.
والفتنة الكبرى الثانية لدى العرب هي التي نعيش نتائجها المأساوية هذه السنوات، ونأكل ثمارها المرة وقد كان سببها الأصلي سوء تقدير جيل الاستقلال في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين حين لم يدرك البعد الثقافي للتخلف واعتقدت أن تحرير أوطانها من الاستعمار الغربي، عسكريا وإداريا، سيكون كافيا لتنهض شعوبهم وتتقدم ولم يدركوا أن نفس الاستعمار ظل معششا في وجدانهم ومستعمرا رؤوسهم فانساقت أغلب النخب الوطنية وراء النموذج المجتمعي والثقافي والاقتصادي وحتى اللغوي وكذلك في الملبس والمأكل والسلوك ظنا من تلك النخب أن ما يسميه الزعيم بورقيبة على سبيل المثال (اللحاق بركب الحضارة) هو أن تحذو الأمة المستقلة حذو الإمبراطورية التي كانت تستعمرها، فحدث مسخ تدريجي للشعوب، لأن زعماءها ألبسوها ثوبا ليس من صنعها ولا من تراثها ولا من قياسها، دينا ولغة، وتقاليد ولا فائدة من تعداد الأمثلة، فهي تقريبا في كل المجتمعات العربية ولنأخذ المثل التونسي لندرك أن بورقيبة كان عن حسن نية يعتقد أننا سنلتحق بفرنسا (مثله الأعلى) أي في الحقيقة مثله الأعلى في مركزية الدولة ونظافة الشوارع وقوة الصناعة لا في المؤسسات الدستورية ولا في حماية الحريات ولا في صون الحقوق، فجلب بورقيبة قوانين فرنسية لتنظيم المجتمع، منها مجلة الأحوال الشخصية التي أدخلت المرأة في الدورة الاجتماعية وزودتها بالتعليم، لكنها فجرت الأسرة التي كانت تعتمد على فضيلة الدين والأخلاق (من ذلك ما نبه إليه وزير الصحة الحالي محمد صالح بن عمار من الإفراط في اللجوء للإجهاض).
ومن ذلك أن في بلادنا أكبر عدد من كتائب الشباب لتزويد داعش ومن ذلك أعلى معدلات الطلاق الذي أصبح شبه مستحيل بسبب قلة عدد القضاة والمحاكم والقوانين المطاطة ومن ذلك أعلى نسب الأمراض النفسية والانهيارات العصبية حسب الجمعية التونسية للأمراض النفسية ومن ذلك أعلى نسب الأمهات العازبات وانتشار ظاهرة الزواج العرفي وتفاقم المآسي العائلية الغريبة التي تظهر منها بعض الحالات في البرامج التلفزيونية الاجتماعية. 
إننا نحتاج إلى ثورة حضارية تعيدنا لهويتنا المسلوبة وتبتكر منهجا أصيلا عوض المنهج الدخيل (كما فعلت ماليزيا المسلمة) لكن النخب في تونس والعالم العربي لا تزال تورطنا في صناعة الفتنة بممارسة النفاق السياسي لإرضاء سادتها الغربيين ونيل شهادات استحسانهم.

ماذا يحدث في ألمانيا؟هل هى حرب عالمية على الاسلام؟

بداية القصة كانت من مدينة درسدن شرقي ألمانيا التابعة لولاية ساكسونيا، حيث استجاب المئات لدعوة رجل معروف بتاريخه الإجرامي ومسجّل لدى الشرطة كسارق هو "لوتز باخمان"، بل إن أبحاث لصحيفة "ساكسونيا" أكدت أن باخمان كان تحت الحراسة بسبب قضية الإتجار في المخدرات، ناهيك عن الجرائم الأخرى التي اقترفها في الماضي كالسطو والأقوال الكاذبة، والقيادة في حالة سكر والاعتداء، وغيرها من الجنايات.
يبدو أن الحملة الشرسة على الإسلام والمسلمين لم تعد تقتصر على بقعة جغرافية معينة، بل عمت العالم أجمع شرقا وغربا شمالا وجنوبا، ولا يكاد يمر يوم إلا وخبر اضطهاد أو انتهاك حقوق المسلمين يتصدر وسائل الإعلام بشكل عام.
وإذا كان من أكثر الأخبار تداولا في الآونة الأخيرة خبر تنامي الرهاب من الإسلام في المجتمعات الغربية، حيث تنتقل ظاهرة "الإسلاموفوبيا" من مدينة إلى أخرى في الدول الغربية، فإن ما يحدث في ألمانيا منذ شهر أكتوبر الماضي وحتى الآن يعتبر فريدا من نوعه، ويستحق التساؤل: ماذا يحدث في ألمانيا؟
بداية القصة كانت من مدينة درسدن شرقي ألمانيا التابعة لولاية ساكسونيا، حيث استجاب المئات لدعوة رجل معروف بتاريخه الإجرامي ومسجّل لدى الشرطة كسارق هو "لوتز باخمان"، بل إن أبحاث لصحيفة "ساكسونيا" أكدت أن باخمان كان تحت الحراسة بسبب قضية الإتجار في المخدرات، ناهيك عن الجرائم الأخرى التي اقترفها في الماضي كالسطو والأقوال الكاذبة، والقيادة في حالة سكر والاعتداء، وغيرها من الجنايات.
وبانضمام النازيين الجدد وجماعات مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم أو محبي موسيقى الروك في مسيرات الحركة، بالإضافة لحليقي الرؤوس العنصريين والمنحرفين والجانحين، ناهيك عن انضمام الجماعات اليمينية المتطرفة التي وجدت في هذه المظاهرات فرصة للنيل من المسلمين، وإبراز توجهاتهم العنصرية ضد الإسلام، مثل الحزب الوطني الديمقراطي المعادي للمهاجرين، وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المعادي للوحدة الأوروبية، ازدادت أعداد المتظاهرين لتصل أمس إلى أكثر من 17 ألف متظاهر.
وما يثير الريبة والقلق من هذه المظاهرات المعادية للإسلام والمسلمين هناك، هو تكرارها كل يوم اثنين في نفس المدينة، وقد ردد المشاركون في المظاهرة أمس والتي أطلق عليها اسم "المسيرة العاشرة ضد الإسلام" ترانيم عيد الميلاد للتعبير عن رفضهم لما سموه "أسلمة الغرب".
لم يكتف هؤلاء بانتهاك حقوق المسلمين من خلال المظاهرات العنصرية، بل مارسوا انتهاكات من نوع آخر، حيث تعرض مسجد في طور البناء في مدينة "دورماغن" غرب ألمانيا إلى تدنيس واجهته برموز نازية كالصلبان المعقوفة، وكتابات معادية للأجانب الأحد الماضي.
وأعلنت الشرطة المحلية في بيان أن مجهولين قاموا بتلطيخ واجهة المسجد ما بين مساء السبت إلى غاية قبل ظهر الأحد الماضي، بحوالي 40 إلى 50 رسما وعبارة معادية للأجانب – والمقصود بهم هنا المسلمين -، وهو ما يجعل الموضوع ينتقل من دائرة التظاهر إلى التعرض لمشاعر المسلمين.
والحقيقة أن أمثال هذه الانتهاكات لم تكن فريدة من نوعها في ألمانيا، إلا أنها في الفترة الأخيرة زادت بشكل ملحوظ، فقد ذكرت منظمات لمساعدة اللاجئين ومناهضة العنصرية: أن الأشهر العشرة الأولى من هذا العام شهدت أكثر من 200 تظاهرة ضد مراكز إيواء طالبي اللجوء، وفي 10 كانون الأول (ديسمبر) هاجم محتجون يمينيون ثلاثة أبنية مخصصة لسكن طالبي اللجوء برسم علامة الصليب المعقوف عليها ثم أضرموا النار فيها.
بل إن الأرقام الرسمية تبين أن يمينيين هاجموا مراكز ايواء طالبي اللجوء 86 مرة خلال الفترة الواقعة بين كانون الثاني (يناير) ونهاية ايلول (سبتمبر) 2014م، واشتملت هذه الاعتداءات على اضرام النار واعتداءات جسدية خطيرة ورسم رموز ممنوعة بموجب الدستور الألماني.
يضاف إلى ذلك أن الانترنت غُمر بعدد لا يُحصى من مواقع الكراهية والعنصرية وجماعات فيسبوك يمينية متطرفة، وتتحدث مدونة واحدة معادية للمسلمين عن زهاء 70 ألف زائر في اليوم، وهو ما يؤكد أن في الأمر حملة منظمة تشن ضد المسلمين في ألمانيا.
ومع وجود تحركات مناهضة لهذه العنصرية المقيتة ضد المسلمين في ألمانيا، كالمسيرات والمظاهرات المضادة، ومع تصريح المسؤولين السياسيين - وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل - المنددة بهذه التظاهرات التي تحريض على الكراهية والتشهير، والتي تحاول من خلالها حفظ ماء وجه الحرية الدينية المزعومة في ألمانيا، إلا أن كل المؤشرات تؤكد عدم جدية الحكومة الألمانية في استخدام الحسم وتطبيق القوانين على أمثال هذه الانتهاكات.
وربما يكون التساؤل التالي خير شاهد على ذلك: ماذا لو كانت تلك المظاهرات والاحتجاجات ضد اليهود في ألمانيا؟ ماذا سيكون رد فعل الحكومة الألمانية؟

باسم يوسف: مرسى كان القائد الاعلى للقوات المسلحة وهاجمته 30 حلقة ولم يمنع برنامجى



24 ديسمبر 2014

عالمة مصرية بأمريكا: هددت من أجل المساعدة في انجاح مهزلة جهاز"عبعاطى كفتة"

نشرت د. ندي المصري التي تعمل بمدرسة جورج واشنطن الطبية بامريكا محادثة علي حسابها على الفيس بوك تمت بينها وبين شخص يدعي أنه العقيد د. محمد ويعمل في مشروع عبدالعاطي جهاز CCD " الشهير لدى نشطاء الانترنت بجهاز الكفته " لعلاج فيروس سي والايدز".
وتحتوي المحادثة علي تهديد واضح لها للرضوخ لمطالبه بمساعدة فريق عمل الجهاز المزعوم من أجل انجاز هذا الاختراع.
وقالت على حسابها : كنت على يقين بأني مراقبة من قبل سلطات الأمن المصرية ولكن لم أتوقع أن تصل الى حد التجسس ؟!!! ولست أدري ما هو الدور الحقيقي للسفارة هل للحماية أم للتجسس ونقل الأخبار ؟!! وأتسأل ؟
هل من أجل الوطن يتم خداع الشعوب والإستخفاف بعقولهم بإختراعات وهمية ؟
هل من أجل الوطن يتم إستباحة دماء وأعراض وحياة الشعوب دون ثمن ؟
هل من أجل الوطن يتم تهديد وترويع المواطنين لمحاولتهم محاربة الجهل ؟
فوالله ما هذا بوطن ولاكنها انفسكم وإن كان هذا وطنكم فتعساً لكم ولأوطانكم ، أما وطني الذي أعرفه فهو أحب الي من روحي ولا يصلحه الا العلم وحتماً سأعود به يوماً إن كتبت لي حياة ،فشتان بين وطني وأوطانكم،((سيعلمون غداً من الكذاب الأشر))
اللهم لا تجعل مصيبتي في أهلي فهم أحب الي من نفسي .
وقالت د.ندى في تدوينة اخري:
انقطع الاتصال والتواصل فجأة مع احمد السيد وسالي إسحق اللي كانوا مفروض قدموا بلاغ رسمي في مقر هيئة الصحة العالمية ضد المدعو عبدالعاطي وفريق الكفتة المعاون ، والغريب ان لما اتصلت اليوم بمقر هيئة الصحة بالقاهرة نفوا وجود أي بلاغ من أي شخص على الإطلاق !!! — ‏‏يشعر بـ‏الحيرة‏

الاعلامية أيات عرابي تعرض تفاصيل مبادرة رفضها "الاخوان"

قالت الاعلامية الشهيرة أيات عرابي ان مبادرة اطلعت عليها عرضت علي الاخوان منذ عدة اشهر تتضمن بنود اقصائية مؤقتة للاخوان المسلمين مقابل انتخابات رئاسية جديدة ولكن تم رفضها.
وقالت عبرصفحتها علي الفيس بوك :
على مسؤوليتي !
هذا الكلام أقوله علناً للمرة الأولى, وقد لمحت به كثيراً
منذ حوالي شهرين أو ثلاثة, نُقِلَ إليّ شخصياً ( ومن قبلي إلى الإخوان ), عرض عن طريق وسيط, يتلخص في الآتي :
الاطاحة بقائد الانقلاب الحالي
اجراء انتخابات لا يشارك فيها الإخوان سواء في الرئاسة أو في البرلمان
عدم محاسبة قادة الجيش عما ارتكبوه من جرائم نظير عودتهم إلى ثكاناتهم
عدم تدخل الجيش في الحياة السياسية
عدم عودة الرئيس مرسي
انتخاب رئيس من خارج الجيش ومن خارج الإخوان المسلمين
الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين
عدم مشاركة الإخوان المسلمين في البرلمان لمدة 10 سنوات
واضافت أيات عرابي:
طبعاً كان العسكر بهذه المبادرة يحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه من سمعة الجيش التي انهارت واصبحت في الحضيض, وفي نفس الوقت الحفاظ على مكاسبهم السياسية وفي نفس الوقت ضمان عدم عودة الإخوان ارضاءاً لرغبة أمريكا والكيان الصهيوني.
بالطبع رفضتُ وما اعلمه أن الإخوان المسلمين هم أيضاً رفضوا تلك الشروط !
وبالطبع الكثيرون منكم يذكرون عندما قلت أن الفرخة ستذبح قريباً وكنت أقصد بها ابو فلاتر معتوه الجمالية, والكثير ادركوا ذلك في وقتها.
وترجيحي الشخصي هو أن الضغوط التي مورست على قطر لغلق قناة الجزيرة جاءت في محاولة لتضييق الخناق على الإخوان ليقبلوا بتلك الشروط.
لذلك يجب على كل معارضي الانقلاب أن يدركوا أنهم قوة فعلية ضخمة لا يمكن خصمها من الحسابات السياسية بأي حال من الأحوال, والمشكلة ليست في قائد الانقلاب, فهو مجرد دجاجة سيتم ذبحها, فلا تنزعجوا من غلق الجزيرة, فالحراك كان موجوداً أصلاً قبل أن تبدأ الجزيرة في نقله, والجزيرة وأي قناة أخرى لا تصنع الحدث بل تنقله, وانتم من يصنع الحدث ومن يصنع الضغط. واصلوا الضغط والتظاهر والحراك واستمروا فالانقلاب مرحلة مؤقتة زائلة حتماً ان شاء الله !
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين !
والله غالب على أمره