08 ديسمبر 2014

بيان شامل للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول الأوضاع العربية الراهنة

بسم الله الرحمن الرحيم 
حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
القيادة القومية 
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة 
وحدة حرية اشتراكية
بيان شامل للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
حول الأوضاع العربية الراهنة
يا جماهير أمتنا العربية ،
أيها المناضلون العرب على مساحة الوطن العربي الكبير
أيها الرفاق
مع كل يوم يمر على الأمة العربية، تتوضح أكثر فأكثر معالم التحديات المصيرية التي تواجهها في حاضرها، نظراً لحجم وبُعد الصراع الدائر حالياً على أرض العروبة وفي العالم، وسعي أطرافه الدولية والإقليمية النزول بالواقع العربي إلى أدنى مما هو قائم حالياً من تقسيم كياني وضعت أسسه اتفاقية سايكس بيكو.
وإذا كانت إقامة الكيان الغاصب على أرض فلسطين عام / 1948، هي نتاج لمسار سياسي امتد لنصف قرن، فإن المرحلة الحالية إنما تُؤسس على ما استطاع إنجازه التحالف الصهيو-استعماري على مدى أكثر من قرن، وجديده الاتكاء على مواقع إقليمية تتقاطع معه في المصالح وتنخرط وإياه في حلف غير مقدس، لتقويض مرتكزات القوة في الوضع العربي، وإجهاض حالة النهوض القومي وشخوصاتها السياسية، والانطلاق نحو إنتاج واقع عربي جديد، تتقدم فيه الهوية الطائفية على حساب الهوية الوطنية واستطراداً الهوية القومية. وحيث ضمن سياق هذه الهجمة، حوصرت الثورة الفلسطينية وضربت في أكثر من موقع، وتم احتواء نظام مصر من خلال اتفاقيات "كمب دايفيد"، وزّين للنظام الإيراني ابتلاع العراق عبر إشعال حرب استمرت ثماني سنوات، لكن العراق خرج منها قوياً مقتدراً وفرض نفسه قوة ردع فعلية لمن توهم بتوسع إقليمي على حساب الأرض العربية والحق القومي.
لقد دفع انتصار العراق في الحرب التي فرضت عليه، قوى التحالف الصهيو-استعماري لأن تتقدم مباشرة لتنفذ أصالة ما عجز النظام الإيراني عن تنفيذه وكالة، فكان الحصار الاقتصادي والسياسي ،ومن ثم العدوان الثلاثيني ،ومن بعدها عدوان 2003 الذي أدى إلى وقوع العراق تحت الاحتلال.
هذا الاحتلال الذي دُحر بفضل مقاومة شعب العراق أفرز واقعاً جديداً، وأثبتت معطياتها بأن العراق العصي على الاحتواء، عصي على الاحتلال، وأن كل قوة مهما بلغ جبروتها لن تستطيع أن تفرض شروطها وخياراتها على شعب اختار المقاومة، وهي التي استطاعت أن تهزم الاحتلال وباتت صاحبة الحق الشرعي في تمثيل العراق وإرادة شعبه وإقامة نظامه السياسي الذي يلبي الحاجات الوطنية ويعكس حقيقة الشخصية الوطنية لشعب ما بخل يوماً في تقديم التضحيات دفاعاً عن حقه بالحياة الحرة الكريمة ودفاعاً عن قضايا أمته.
واليوم إذ تعود قوى التحالف الصهيو-استعماري بقيادة أميركا لضرب العراق تحت حجة مواجهة الإرهاب، فهذا إنما يندرج في سياق إعادة تعويم العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال الأميركي، واستمر برعايتها النظام الإيراني، وللحؤول دون تمكين المشروع الوطني الذي اٌحتضن بحراك شعبي تحت عناوين المسألة الوطنية ،من إعادة بناء عراق جديد على قواعد الوحدة والديموقراطية والمساواة في المواطنة.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وفي ضوء تقويمها للواقع القومي الراهن استناداً إلى مشهدية الصراع الذي تعيشه الأمة من مشرقها إلى مغربها، ترى أن هذه الشمولية في الصراع ،ما هي إلا تأكيد على أن الأمة محكومة بمصير واحد، وأن معركتها واحدة وان تعددت أطراف الصراع في محاورها، وأن هذا الذي يجري على الأرض العربية ومن حولها إنما يرتبط ببعضه البعض ترابط الأوعية المتصلة.
وعليه فإن القيادة القومية للحزب وفي ضوء إدراكها لحجم التحديات التي تواجه الأمة عبر تنوع أشكال المخاطر وتعدد أطراف العدوان وحتى لا تبقى صورة الصراع مشوشة تؤكد على ما يلي :
أولاً : إن القيادة القومية للحزب، ترى أن صراع الأمة مع أعدائها المتعددي المشارب والمواقع، تحكمه جملة تناقضات تتفاوت في مستوى وطبيعة عدائيتها . وهي تتراوح ما بين العدائية الوجودية و العدائية السياسية من أساسية وثانوية. وإذا كانت لائحة اصطفاف قوى العداء السياسي الأساسي تضم مروحة واسعة من القوى الدولية وتحتل أميركا رأس لائحتها، ويحتل النظام الإيراني رأس لائحة قواها الإقليمية، فإن العداء المحكوم بالتناقض الوجودي كان وسيبقى يجسده المشروع الصهيوني الذي أقام كيانه الغاصب على أرض فلسطين. وبالتالي فإن الصراع مع هذا المشروع سيبقى مفتوحاً، ما بقيت فلسطين محتلة .
ثانياً: إن القيادة القومية للحزب، وهي تؤكد على هذه المسألة المبدأية التي تحكم رؤية الحزب وموقفه من الصراع العربي –الصهيوني، ترى أن كل طرف عربي داخلي أوإقليمي ودولي، يعمل على تخريب وتفكيك الواقع المجتمعي العربي ، ويسعى لاستغلال واقع متناقضات اجتماعية عربية بهدف اضعاف عوامل المناعة الوطنية ،وتحويل مكونات مجتمعية عربية في إطار مكوناتها الوطنية إلى جاليات سياسية مرتبطة بمراكز تقرير وتوجيه دولية وإقليمية، إنما يشكل رديفاً موضوعياً للمشروع الصهيوني ،وبالتالي تكون نتائج سلوكه التخريبي على الاستقرار المجتمعي العربي مكملة لنتائج المشروع الصهيوني. ولهذا فإن مواجهة هذه الأدوار العدائية ووأدها وخاصة الدور الإيراني الذي بات الصراع معه مصيرياً في ظل معطاه الراهن هي واجبة لسببين:
الأول، لتحصين الداخل العربي من اختراقات معادية تعمل على تغذية الاحتراب المذهبي والطائفي،
والثاني، أنه يحول دون العدو الصهيوني من نفاذ مشروعه الهادف إلى جعل الحدود السياسية للكيانات العربية بحدود الطوائف والمذاهب.
وإذا كان البعض يعتبر أن تسليط الضوء على خطورة الدور الإيراني وهو الذي يستبطن عدائية تاريخية فارسية مشبعة بشعوبية عنصرية حاقدة ضد العروبة، هو لتشتيت الجهد العربي وتوسيع دائرة العدوات مع الأمة، فهذا البعض عليه أن يدرك، ان النظام الإيراني هو الذي أسس لهذه العدائية انطلاقاً من تدخله في الشؤون العربية الداخلية وأطماعه والذي اتخذ بعداً خطيراً من خلال احتلاله الذي يتخذ طابعاً استيطانياً وتكفي الإشارة إلى تأكيد المسؤولين الإيرانيين، بأن إيران باتت تسيطر على أربعة عواصم عربية، بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء فضلاً عن احتلال الجزر الثلاث والاحواز لاثبات مسؤولية النظام الايراني عن ذلك. فهل العرب هم الذين ذهبوا إلى الداخل الإيراني، أم العكس هو الحاصل ؟إن اصرار إيران في ظل نظامها الحالي على نهجها وسلوكها العدواني والتخريبي والتوسعي فإنها بذلك تكون هي التي اختارت عن سبق إصرار وتعمد طريق المواجهة وعليها تقع تبعة الموقف بكل أبعاده الأخلاقية والسياسية وبالتالي تحمل عبء النتائج.
والقيادة القومية للحزب، وهي تعتبر النظام الإيراني مسؤولاً عن شرخ العلاقات العربية –الإيرانية والتي دخلت في مواجهات ساخنة في أكثر من ساحة، ترى بأن الدور الإيراني ليس الوحيد من مواقع التخوم الإقليمية الذي يشكل تهديداً للأمن القومي العربي. فالدور التركي الذي بات تدخله مكشوفاً في أكثر من ساحة عربية، هو كما النظام الإيراني يعمل عبر تأثيراته المباشرة وغير المباشرة على مواقع عربية وطمعاً بحصة في الترتيبات الأمنية والسياسية التي تطبخ في كواليس السياسة الدولية ضد الأمة العربية وطموح جماهيرها. وهذا ما كان ليحصل لو لم تكن الساحة العربية مفرغة من مركزها القومي الجاذب، والضعف والوهن والتفكك اللذين أصابا الجاذبيات الوطنية.
ثالثا: إن القيادة القومية للحزب، وفي الوقت الذي تؤكد فيه على مواجهة كافة المخاطر التي تهدد الأمن القومي من داخله ومداخله تشدد على أهمية استعادة مصر لموقعها،ودورها القومي الناشط في ظل نظام تحترم فيه الحريات العامة وتتبوأ القضية الفلسطنية موقعاً متقدماً في خطابه السياسي وسلوكه العملاني وترى بأن ذلك يشكل مدخلاً طبيعياً لإعادة الاعتبار للمركز القومي الجاذب وأن انتصار المشروع الوطني في العراق ببعديه التحريري والتوحيدي يجسد رديفاً موضوعياً لمركزية الموقع المصري لأجل إعادة تثبيت الهرم العربي على قواعد قوية، والذي تشكل سوريا المتحررة من الاستبداد والمستعيدة لدورها القومي ضلعه الثالث. وهذا يتطلب التعامل مع الصراع الدائر في ساحة العراق، باعتباره صراعاً بين مشروعين: المشروع الوطني الذي تحمل لواءه قوى التحرير التوحيد الوطني، والمشروع الرامي لتبثيت إفرازات الاحتلال الأميركي والهيمنة الإيرانية، وفرض واقع يحاكي مشروع بايدن التقسيمي. ولهذا فإن من يحرص على حماية وحدة العراق وعروبته، أن يخرج من رمادية المواقف ويصطف حيث يجب أن يكون في مواجهة التهديدات الفعلية للعراق بوحدة أرضه وشعبه وهويته القومية.
رابعاً: إن القيادة القومية للحزب، وفي ضوء الحملة المغرضة التي يتعرض لها الحزب والتي لم تعد أهدافها خافية على أحد، نظراً لدوره المحوري في مقاومة الاحتلال الأميركي، والتصدي للهيمنة الإيرانية ومشروع فرسنة الحياة المجتمعية العراقية، وما فرضته سياقات المواجهة العسكرية والسياسية على الأرض، وخاصة بعد الضربة التي تلقاها النفوذ الإيراني في العراق مؤخراً، وما ألصق بالخطاب السياسي للحزب من تهم مغرضة تتناول بنيته الفكرية، ورؤيته للدين، وعلاقاته مع قوى تستند في أدائها إلى منطلقات دينية ورموزه القيادية تؤكد :
بإن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، إنما يستلهم دائماً في أدائه السياسي والنضالي العودة إلى منظومته الفكرية، وهو في واقع النضال السلبي كما في واقع النضال الإيجابي، لم ولن يكون في يوم من الأيام ملحقاً بحركة دينية أو مذهبية،. فهو حزب ، قال بفصل الدين عن الدولة ودعوته إلى إقامة الدولة المدنية المتحررة تقوم على أساس رفض كل أشكال استغلال الدين لأغراض سياسية ،وعلى احترام الأديان وحماية حق الإنسان بإيمانه الديني وان النظرية القومية التقدمية هي الأصل في بنيانه الفكري.
خامساً: إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي تدعو الرفاق العودة دائماً إلى الينابيع الفكرية للحزب، في تحديد ضوابط الخطاب السياسي على المستوى القومي وعلى المستويات الوطنية، تتوقف عند مشهديات الصراع التي تختلج بها بعض الأقطار العربية، وإنما تؤكد على ما يلي:
1- في ضوء ما آلت العملية السياسية في العراق وتبعية أطرافها لأميركا وحلفائها والنظام الإيراني، وفي ضوء احتدام الصراع العسكري بين الميليشيات الإرهابية على مختلف تلاوينها، فإن إنتاج نظام سياسي جديد في العراق يحفظ مقوماته الأساسية، لا يستقيم إلا على قواعد المبادئ التي طرحتها قوى المشروع الوطني والتي تتلخص: بإلغاء الاجتثاث للبعث وتحت أي مسمى، وإصدار عفو عام ،والتعويض على المتضررين ،وإعادة تأسيس الجيش العراقي على قاعدة قانونه الأساسي وعقيدته القتالية الوطنية والقومية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من ذوي الكفاءات والمستقلين ،وتشكيل هيئة تأسيسية لوضع مشروع دستور يكون بديلاً للدستور الذي أفرزه الاحتلال، وبالتالي طرحه على الاستفتاء الشعبي، وإعادة هيكلة الحياة السياسية على ضوء أحكامه. أما إذا استمر الموقف المعادي من الحزب محكوماً بقانون الاجتثاث وحظره بقانون وتحت أي مسمى، فإن هذا يعني أن أطراف العملية السياسية بكل تحالفاتهم الاقليمية والدولية ،هم المسؤولون عن إبقاء ساحة العراق مفتوحة على صراع مستديم، وعلى كل أشكال التدخل الدولي والإقليمي وخاصة من دول الجوار الجغرافي. وعندها فإن الحزب سيبقى ضمن الخيار الذي اختطه لنفسه وهو استمرار الانخراط في الصراع بكل أشكاله لأجل إسقاط العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال، وحماية وحدة العراق وعروبته.
2- إن القيادة القومية للحزب، وهي تؤكد على موقفها هذا، ترى بأن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا تحت حجة مواجهة الإرهاب، ما هو إلا لتعويم العملية السياسية بما يتعلق بالعراق، وربط ساحة سوريا بمسرح عمليات واحد مع ساحة العراق ،بحيث يراد للترتيبات الأمنية والسياسية في سوريا ،أن تكون متماهية بطبيعتها لجهة ما يرسم للعراق لإعادة رسم خارطة القطرين، وتقسيمهما إلى دويلات مذهبية وطائفية وعرقية. ولهذا ترى القيادة القومية بأن وضع حدٍ للصراع المدمر في سوريا، ولحالة الانكشاف السياسي والأمني الذي ارتقى إلى مستوى الانكشاف الوطني، لا يكون إلا عبر حل سياسي انتقالي، يضع حداً للتدخلات الخارجية في سوريا، سواء تلك التي تصطف مع النظام أو تلك التي تقدم نفسها تحت مسميات المعارضة بكافة تشكيلاتها. هذا الحل السياسي الذي يؤسس لنظام سياسي جديد يعيد هيكلة الحياة السياسية على قاعدة التعددية السياسية والديموقراطية، ويعيد لسوريا وهج دورها القومي ،بعدما شوهته الاختراقات المعادية للأمن القومي العربي وبخاصة الاختراق الإيراني، والتشكيلات التي تعمل تحت مسميات دينية ومذهبية موالية ومعارضة للنظام، هو الذي ينقذ سوريا ويحول دون تمادي التدمير الذي يطال بناها الحياتية والحيوية، ويعيد الأمن والأمان الوطني لشعب سوريا، التي باتت مأساته تشابه ما حل بشعب العراق من جراء الاحتلال الأميركي والهيمنة الإيرانية، وما أصاب شعب فلسطين من تشرد ما تزال تداعياته ترخي ظلالها الثقيلة على هذا الشعب الصامد الصابر.
3- إن القيادة القومية للحزب، وهي تدعو لحل سياسي يحمي المقومات الوطنية لسوريا والعراق، ترى أن الأحداث الجارية في اليمن، إنما تندرج في سياق إغراق كل ساحات الوطن العربي في دوامة الصراعات الداخلية المدمرة ،والتي من خلالها ينفذ أصحاب المشاريع المعادية من دوليين وإقليمين لضرب مخالب أنيابهم في الجسم العربي. وإذا كانت أحداث اليمن تحركها معطيات داخلية، إلا أن الدور الأخطر ،هو الدور الخارجي وخاصة الإيراني حيث يسعى نظام ملالي طهران للإمساك ما أمكن من الأوراق، لبسط نفوذه التوسعي أو لتوظيفها في سياق تحسين موقعه التفاوضي مع الغرب. وعليه يجب العودة إلى وثيقة الوفاق السياسي التي استند إليها في تحديد أسس الحل الانتقالي، وحتى لا تندفع الأمور إلى حرب أهلية لن يخرج أحد منتصراً منها.
4- إن القيادة القومية للحزب، وفي ضوء تقويمها للوضع اللبناني، ترى أن تعطيل دور المؤسسات الدستورية في لبنان ،وعدم ملء الشغور في الرئاسة الأولى، والتمديد للمجلس النيابي لدورة كاملة ،من شأنه أن يبقي البلد في حالة انكشاف سياسي وأمني، وبالتالي إبقاء حالة التفلت الأمني قائمة مع ما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية على السلم الأهلي .ولهذا فهي، تشدد على أهمية استئناف الحياة السياسية في لبنان لدورتها الطبيعية، وحتى لا يبقى الوضع اللبناني واقفاً على حافة الانزلاق إلى انفجار واسع في ظل ارتدادات الصراع في سوريا عليه. وهنا ترى بأن التعامل مع ملف النزوح السوري يجب أن يبقى محكوماً برؤية إنسانية ووطنية وأن لا ينظر إليه بمنظار الملف الأمني.
إن القيادة القومية إذ تشدد على إعادة انتظام الحياة الدستورية والسياسية في لبنان،ترى بأن إعلان بعبدا، إنما يشكل ركيزة لضبط الوضع السياسي على قاعدة عدم التدخل في الصراع المتفجر في سوريا،ومايترتب عليه من حماية الجيش في دوره الوطني،والحد من تأثيرات القوى المنخرطة في الصراع وسعيها أخذ لبنان رهينة لحساب المشاريع الفئوية، في ظل ارتفاع منسوب التكفير الديني في الخطاب السياسي، وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على وحدة النسيج المجتمعي
5- إن القيادة القومية إذ تنوه بمسار العملية، السياسية في تونس، فلأنها ترى فيها بداية تجربة واعدة في إدارة السياسة الداخلية. إذ أن ما أفرزته الانتخابات الأخيرة في تونس وطريقة تعامل كافة الأطراف مع نتائجها ، جديرة بالتوقف عندها، وتقويمها إيجاباً، كونها ضبطت الإيقاع السياسي تحت مظلة الدستور، وأثبتت أن الوعي المجتمعي المشبع بروحية المواطنة المدنية، هي الضمانة الفعلية التي توفر للشعب كل متطلبات أمنه السياسي والاجتماعي والحياتي.
6- إن القيادة القومية للحزب، التي رأت بداية أن الحراك الشعبي، يمكنه أن يحقق تحولاً ديموقراطياً، إذا ما حافظ على استقلاليته وحال دون اختراقه من قوى معادية وتشرذمه ، ونموذجه تونس، هي ما تأمله وتؤكد عليه، ترى بأن معطيات هذا الحراك الجماهيري في السودان ،والمسار العام الذي ينتهجه في تصديه لنهج السلطة وسياسات النظام التي أوصلت البلاد إلى حافة الإفلاس السياسي والاقتصادي، فضلاً عن مسؤولياتها في سلخ جنوب السودان عن وطنه الأم، سيدخل السودان نطاق التغيير الديموقراطي الذي يعيد الاعتبار للحريات الأساسية وحقوق المواطنة، وبما يضع حداً لتمادي النظام في سياساته الراهنة وخاصة فساده واستمرار اعتماده الأسلوب الأمني في التعامل مع أزمة سياسة بنيوية.
7- إن القيادة القومية للحزب ،وهي تتوقف أمام البعد الخطير الذي انزلق إليه الصراع في ليبيا، وبما بات يهدد وحدتها،تدعو القوى الوطنية الليبية كما الأمة العربية على كافة هيئاتها الجامعة ودول الجوار، لتحمل مسؤولياتها لإنقاذ ليبيا من دوامة الصراع القبلي والجهوي،وتوفير كل مساعدة ممكنة لإنتاج نظام سياسي على قواعد المواطنة والديمقراطية والمناعة الوطنية. فالحل السياسي الوطني بقدر ما هو حاجة ليبية داخلية لمواجهة قوى التدخل الأجنبي وقوى التخريب الداخلي المدان وطنياً وقومياً،فإنه يحمي خاصرة مصر الغربية ويحول دون تمادي الاختراق للامن القومي العربي
8- إن القيادة القومية للحزب ،التي تدرك أن تحالف القوى المعادية يحاول الاستفادة القصوى من تشرذم وانقسام القوى الوطنية والديموقراطية، تشدد على أن تبقى قوى الحراك الشعبي المشدودة إلى برنامج وطني للتغيير الديمقراطي موحدة، ومستقلة في خياراتها الوطنية وبشكل خاص في البحرين والأردن وكل ساحة عربية تشهد حراكاً شعبياً يستند إلى برنامج وطني لمحاربة الفساد والتبعية وغياب العدالة الاجتماعية وبعيداً عن كافة التحزبات الطائفية والعشائرية والقبول بالتدخلات الاجنبية .
9- إن القيادة القومية للحزب، وهي تؤكد على وحدة القوى الوطنية والديموقراطية على مستوى الأقطار العربية، تؤكد على الارتقاء بالعمل الوطني العربي إلى مستوى التوحيد في جبهة قومية، تكون قادرة على أن تشكل عامل استقطاب جماهيري لمواجهة تحديات الداخل،واصطفافات أصحاب المشاريع الطائفية والمذهبية والتقسيم من جهة، وتحديات الخارج المحمول على رافعات التدخل العسكري والسياسي من جهة أخرى ،وشواهده ما يحصل في العراق وسوريا وليبيا والسودان .
إن هذه الجبهة في حال تشكلها، فإنها ستعيد الاعتبار لدور الحركة الشعبية العربية في نضالها الوطني الديمقراطي، ضد نظم الاستبداد والقمع والنظام الرسمي الرجعي العربي المفرط في تبعيته للنظام الاستعماري، كما تؤكد على دور الحركة الشعبية في حماية التحولات الديمقراطية التي تشهدها بعض الساحات العربية، وعلى فتح الحدود بين الأقطار العربية كافة.
10- إن القيادة القومية ،وهي تشدد على أهمية تشكيل جبهة شعبية قومية، ترى أن ضرورة انبثاق هذه الجبهة بقدر ما تمليه ضرورة إملاء الفراغ السياسي الوطني الذي تعاني منه بعض الساحات العربية، إنما تمليه أيضاً ضرورة توفير حاضنة شعبية لكل قضايا النضال العربي وبالأخص القضية الفلسطينية، للحؤول دون تمادي استمرار عملية القضم والهضم والصهينة لكل معالم الحياة في فلسطين ،وآخرها انتهاك حرمات الاقصى، وما له من دلالة رمزية قومية ودينية، وهذا كاف لأن تنطلق جماهير فلسطين وجماهير الامة في حراك شعبي انتصاراً لهذه القضية، التي يجب أن تبقى محفزاً نضالياً للكفاح المفتوح على عمقه القومي، باعتبار أن تحرير فلسطين كان وسيبقى مشروعاً قومياً عربياً بإمتياز.وإن ما يراد تمريره تحت عناوين الترتيبات الأمنية والسياسية، ليس إلا إخراجاً لتصفيتها وتحويلها إلى مجرد حقوق مدنية. وبالتالي فإن الحزب الذي يرفض تمرير مشروع تصفية القضية الفلسطنية تحت مظلة المفاوضات العبثية، يدعو جماهير فلسطين العودة إلى طريق الكفاح وإطلاق الانتفاضة الشاملة.
إن القيادة القومية للحزب، وهي تكبر بشعب فلسطين مقاومته وتضحياته تدعو المقاومة الفلسطينية بكل أطرافها إلى استعادة وحدتها على قاعدة البرنامج المقاوم لتحرير كامل تراب فلسطين لأنه ما من مقاومة استطاعت الانتصار، إلا إذا توحدت قواها والتحمت مع جماهيرها.
فتحية لفلسطين وانتفاضاتها الجديدة التي أطلقت شراراتها من حرم الأقصى ومحرابه. وتحية لثورة العراق وقيادتها بكل قواها وأطرافها،ولمقاومة الشعب العربي في الاحواز ونضاله لتحرير الارض العربية من الاحتلال الفارسي الاستيطاني، وتحية لشهداء الأمة في فلسطين والعراق، وفي كل ساحة عربية سقطوا وهم يواجهون قوى الاحتلال والاستعمار ونظم التبعية والارتهان والاستبداد.
تحية للقائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق مصدر الإلهام الفكري للبعثيين.
تحية لشهيد الحج الأكبر الأمين العام للحزب الرفيق لقائد صدام حسين على أبواب الذكرى الثامنة لاستشهاده.
تحية للأمين العام للحزب القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الرفيق عزة إبراهيم.
الحرية للأسرى والمعتقلين 
الحرية للرفيق طارق عزيز ورفاقه المناضلين 
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية 
عاشت فلسطين حرة عربية، عاشت الأمة العربية وأهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.
النصر لأمتنا والخزي والعار للخونة والمرتدين والمرتبطين بالقوى المعادية للأمة.
وعهداً أن تستمر مسيرة أمتنا على طريق الرسالة الخالدة.
القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
٠٨ / ١٢ / ٢٠١٤

زهير كمال يكتب: العزبة ... ومحاكمة القرن

العزبة هي مصر المحروسة أم الدنيا التي تأبى الإنفصام عن علاقتها مع فرعونها.
علاقة استمرت سبعة آلاف سنة تختلف عن علاقة أي شعب بحاكمه، وربما كان للنيل دور في ذلك، فللنهر العظيم علاقة حميمة مع حياة شعب مصر وكذلك حاكمها.
وصلت العلاقة الى حد تأليه الفرعون في مراحل من تاريخ مصر القديمة ، ومنذ الأزل عبر السنين، لم نجد شعبا يخلد حاكمه فيحنطه ويزوده بالذهب والفضة ويبني له صرحاً عظيماً سوى شعب مصر، وبينما كانت الشعوب الأخرى تبحث عن مستقبلها، كان شعب مصر يعيش الماضي ويضحي بجزء من ثروته أو بالأحري يفقدها مع حاكم مات وانتهى.
قليل هم الفراعنة الذين أحبوا شعبهم وخدموه ، قد يكون من بينهم مينا موحد القطرين وأخناتون الذي دعا الى التوحيد وعبد الناصر الذي حاول رفع الذل والاستعباد عن شعبه ، أما الباقون فحدث ولا حرج ، عن القهر والاستبداد والأنانية.
مات مئات الألوف في بناء الأهرامات أو الأضرحة الفاخرة. هل كان الفراعنة يأبهون؟
مات عشرات الألوف في حفر قناة السويس أيام الخديوي سعيد، كان شباب مصر يعملون كسخرة. هل كان الفرعون يأبه؟
باع الملك فاروق أسلحة فاسدة لجيشه ليضع عمولات الصفقات في جيبه ، استشهد كثير منهم في حرب فلسطين. هل كان الفرعون يأبه؟
بينما كانت شعوب الأرض تتقدم وتصبح أكثر صحة وتعليماً ووعياً كان حسني مبارك يحطم مصر ويقتل أبناءها ويبطحها أرضاً لتصبح مداساً لمن هب ودب، فهل كان الفرعون يأبه؟
من غرائب التاريخ علاقة الفرعون المميزة باليهود أو الإسرائيلين عندما يكونون متواجدين في المنطقة.
قديماً 
سلم الفرعون خزائن مصر لابنهم يوسف .
ربى فرعون آخر نبيهم موسى في قصره وعندما انشق موسى وهرب منه لحقه فغرق في البحر الأحمر.
حديثاً
دمروا جيشه (عبدالناصر) في عام 1967 وقتلوا أسراهم من جنود مصر في سيناء بدم بارد.
جاء الفرعون التالي (أنور السادات) وعقد صلحاً معهم، ضارباً عرض الحائط بشعبه ودم شهدائه.
عندما احتجوا عليه واغتالوه عاقبهم الفرعون اللاحق (حسني مبارك) بالسجن المؤبد مدى حياته ( قانون الطوارئ) .
هذا الفرعون نفسه كان يستقبلهم في مقر إقامته في شرم الشيخ باستمرار وعندما خلع اعترفوا بأنهم فقدوا أعز صديق لهم.
أما الفرعون الحالي فهو يسير على خطى سابقيه ويضرب أعدائهم التاريخيين بحجة الإرهاب ويضيق عليهم الخناق ولو استطاع أن يمنع الهواء لمنعه، غير مبال بتأوهات الغلابا والمساكين والضعفاء.
بين المسؤولية السياسية والجنائية والأخلاقية:
كانت أول محاولة جادة من شباب مصر لتغيير الأوضاع فيها واللحاق بالعصر هي ثورة 25 يناير 2011 ، فقد انهارت دفاعات الفرعون واضطر للتنحي وتخلى عن الحكم ولكن لمن رباهم وأسمنهم وأغناهم.
وبعكس باقي الشعوب المقهورة عقدوا لها محاكمة، والحق أنها ظاهرة حضارية تفخر بها مصر. ولكن هالهم أنهم يحاكمون فرعوناً للمرة الأولى في تاريخهم فأسموها محاكمة القرن.
ولكن هل يختلف مبارك عن شاوشيسكو رومانيا أو قذافي ليبيا أو غيرهم من الطغاة الذين مروا في تاريخ الشعوب.
يختلف، فهو فرعون الذي وصل الى حد التأليه في مصر القديمة.
مر على مسرحية محاكمة القرن عدة قضاة كان أولهم أشجعهم فقد حكم على الفرعون بالسجن المؤبد ، كان ينطق الحكم وهو يرتجف وأتى بكل التبريرات التي يستطيعها للنطق بهذا الحكم الرهيب وأخيراً استجمع شجاعته وقالها.
ثم تنحى عدة قضاة عن نظر القضية وكانت حجتهم ( بداعي استشعار الحرج) .
هل يوجد استشعار حرج في ميزان السيدة معصوبة العينين ؟ ألا يجب أن يتخلى القاضي عن مشاعره تماماً عندما يتولى أية قضية ؟ ولكنهم لم يهضموا ولا يستطيعون محاكمة فرعونهم.
وأخيراً جاء هذا القاضي الهمام ليعلن براءة الفرعون وأعوانه، قالها وهو ينظر اليه بإعجاب ووله وكأنه يقول : أنت سيدنا ومولانا، أنت الغني ونحن الفقراء، أنت السيد ونحن العبيد. لعلك تذكرني وترضى عني وتتفضل علي ، فأنا أطمع في كرمك.
كانت نية هذا القاضي الذكي إعلان البراءة في الجلسة السابقة قبل شهر تقريباً ولكنه آثر تأجيل النطق بالحكم ربما ليختار وقتاً مناسباً لذلك.
في حيثيات الحكم قال القاضي إن محمد حسني مبارك وأعوانه يتحملون المسؤولية السياسية وليست الجنائية .
هب الجميع ومعهم كل الحق يتساءلون: ولكن من قتل المتظاهرين؟
يظن هذا القاضي العبقري أنه حتى يتحمل مبارك وأعوانه الجريمة كان عليهم أن يحملوا المسدسات والبنادق بأيديهم.
ولكنها مسؤولية جنائية واضحة كالشمس في رابعة النهار .
وهذا يطرح سؤالاً عن المسؤولية الأخلاقية لهذا القاضي، هل يحتاج فعلاً الى الأدلة الجنائية ومعرفة عدد الخراطيش التي أطلقت من جنود الفرعون؟
وهل من المعقول أن يستطيع وزير أن يبيع الغاز لإسرائيل على مسؤوليته الخاصة.
مصر الفرعونية لا يتم عمل أي أمر مهما كان تافهاً إلا بعلم الفرعون وموافقته.
ولأنها محاكمة القرن كما توصف فالأمر لا يحتاج الى أدلة عينية تقدمها النيابة لإدانة الفرعون جنائياً.
وما حدث استخفاف بعقول الشعب المصري وغيره من شعوب العالم.
كل المسألة هي الجينات المتوارثة عند جزء من الشعب الذي يرفض المساس بالفرعون مهما فعل. 
لاحظنا مثلاً أن هناك جمهوراً من العامة كان يقف خارج المحكمة أثناء انعقاد جلساتها يهتف لمبارك وأصحابه دون مراعاة لمشاعر العائلات التي فقدت أبناءها. ولاحظنا أيضاً تشكل حملات شعبية مثل حملة ( أسفين يا ريس ) والتي ترفض محاكمته مهما فعل.
والأدهى من ذلك أن قسماً لا يستهان به من الفنانين والمثقفين يقفون وما زالوا مع الفرعون السابق. ولقد شاهدنا بعضهم وهو يذرف دموعاً صادقة وسخية وبحرقة شديدة على ما يجري له والمفترض في هؤلاء أنهم زبدة الشعب وصفوته ولطالما قام الفنانون منهم بتمثيل واقع المعاناة المريرة لفئات الشعب المختلفة. ولن نستطيع تفسير الأمر على أنه انسلاخ عن مجتمعهم فقط.
ومن الغريب أن بعض المثقفين (الثوريين) وجدوا الحل في استبدال فرعون فاسد بآخر سطحي وتافه.
وإنما يكمن الحل في تغيير طريقة الحكم بشكل نهائي حيث يتمتع رئيس الدولة بمنصب شرفي ويكون رئيس الوزراء صاحب الأغلبية في مجلس الشعب هو الحاكم الحقيقي.
لن يصلح حال مصر ولن تنطلق الى المستقبل إلا بأسلوب حكم كهذا ، وهي الطريقة الوحيدة للتخلص من الجينات المتوارثة والتي يمكن أن نطلق عليها اسم لعنة الفراعنة.
حفظ الله شعب مصر من كل سوء 

هيفاء زنكنة : منظمة « أنقذوا الأطفال» أم «انقذوا مجرمي الحرب»!

علي ان اعترف بانني لم أختر عنوان الموضوع . أحد الناشطين في مجال حقوق الانسان، دوليا، هو الذي اقترح هذا العنوان لمنظمة طالما اعتبرناها، نحن المتابعين لمجال تخصصها، صرحا انسانيا يساهم في حماية الاطفال، اينما كانوا، في اوقات الصراع والسلم معا. هذه المنظمة هي « انقذوا الاطفال» Save the Children. 
تقدم المنظمة نفسها بانها « منظمة غير حكومية بريطانية تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم. تُعتبر أول حركة مستقلة تدافع عن الأطفال حيث أنها تقدم مساعدات إغاثية كما تساعد في دعمهم في البلدان النامية. للمنظمة 28 مكتبا حول العالم وتدعم شركاء محليين في أكثر من 120 بلدا، وتهدف الى تحقيق أكبر قدر من التنسيق في مجهودات الإغاثة مع الأمم المتحدة». تعتمد المنظمة على التبرعات الفردية والمؤسساتية كما المنظمات الخيرية العالمية القديمة الأخرى، مما يعني انها تتفاعل في عملها مع المجتمعات التي تتواجد فيها وتؤمن برسالتها.
وهل هناك ما هو أكثر انسانية من العمل على انقاذ وحماية الطفولة؟ فلم هذا العنوان اللاانساني، العدائي، غير المعقول لوصفها؟ هل هي حملة لتشويه نشاط المنظمة والحط من قيمة عملها خاصة وانها تعمل، في العراق، منذ بداية التسعينيات، واستمرت بالعمل تحت الاحتلال لتغطي جوانب متعددة من دعم الاطفال من بينها اعادة تأهيل المدارس ومراجعة المناهج التعليمية وانشاء شبكة حماية الاطفالـ بل كانت واحدة من المنظمات العالمية، مثل « أوكسفام» التي حذرت من عواقب الغزو؟ 
ان سبب اختيار العنوان مذهل في بساطته. اذ قامت المنظمة الانسانية، فرع أمريكا، بمنح جائزتها للانجاز العالمي، في احتفال كبير يليق بالمناسبة، الى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وتوني بلير، كما هو معروف، متهم في بلده بريطانيا والعديد من دول العالم بتهمة ارتكاب جرائم حرب فيما يخص شن حرب عدوانية على بلد ذي سيادة هو العراق. وهو وحكومته وقرار خوض الحرب على العراق، تحت التحقيق من قبل « لجنة تشيلكوت» التي ينتظر الرأي العام نتيجة تحقيقها، الذي تم تأجيل اعلانه عدة مرات، حتى الآن، لما للنتيجة من مترتبات قضائية وسياسية تمس الحكومة ومسؤوليها عموما.
هذه التهمة لوحدها كان يجب ان تكون رادعا لمنظمة «أنقذوا الاطفال»، لئلا تفكر بمنح الجائزة الى توني بلير، والتروي، على الاقل، لحين اعلان نتيجة التحقيق، ومعاملته على قدم المساواة مع اي متهم آخر بارتكاب جريمة ما، فما بالكم بجريمة تؤدي الى قتل الاطفال وتشريدهم وأعاقتهم وحرمانهم من التعليم والخدمات الصحية، كما سببت الحرب العدوانية، بقيادة الرئيس الامريكي جورج بوش وتوني بلير البريطاني، للاطفال العراقيين؟ 
لماذا، اذن، قامت المنظمة بمنح بلير الجائزة التقديرية؟ تقول المنظمة بانها منحته الجائزة لأنه حث زعماء قمة الثماني على الموافقة على مجموعة من المساعدات في مجال التخفيف من أعباء الديون، ولأعماله في افريقيا من خلال «مبادرة الحكم في افريقيا». هنا يتبادر الى الاذهان سؤال مهم : ماذا عن العراق؟ ماذا عن مسؤولية شن حربين عدوانيتين، في افغانستان والعراق، وما سببتهما من نتائج مخيفة لايزال العالم يعيش انعكاساتها؟ ماذا عن استخدام اليورانيوم المنضب الذي سيستمر في القتل البطيء للاطفال والكبار على مدى أجيال؟ من الذي سيتحمل مسؤولية الخراب البشري والعمراني ان لم يكن رئيس وزراء الدولة الغازية ؟ ومن باب القياس بالمثل هل يستحق رئيس عصابة قتلت المئات ان يكافأ اذا ما وزع بعض المال المسروق على عدد من الفقراء؟
النقطة التي تستحق الاشارة هنا، هي ان الجواب على الاسئلة الملحة المذكورة اعلاه واتخاذ موقف علني من منح الجائزة لم يأت من كتاب وناشطين عراقيين او عرب ولا من قبل مسؤولي الحكومة العراقية و «ممثلي الشعب المنتخبين» في البرلمان، بل أتى من حوالي 200 من موظفي «انقذوا الأطفال»، نفسها، ليستهجنوا بقوة، في رسالة مفتوحة، منح الجائزة الى توني بلير لأن « تاريخه كرئيس للوزراء وتوريطه بريطانيا في الحرب على العراق يهدد سمعة المنظمة… وإن قرار منح الجائزة لشخص حوله انقسام حاد ومتهم بارتكاب جرائم حرب ليس مستهجنا اخلاقيا، فحسب، بل يهدد سمعة المؤسسة عالميا، ويمكن أن يعرض برامج الهيئة وموظفيها للخطر».
وتزايد الضغط العام على المنظمة حين وقع أكثر من مائة الف شخص طلبا على الانترنت لسحب الجائزة من توني بلير باعتبار إن ماسببه بلير في العراق قد غطى على إنجازاته في أفريقيا. وشاركت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، الحقوقية الدولية، في حملة الأدانة حين وصف مديرها توني بلير بأنه يشغل منصب «وكيل علاقات عامة» للحكام الطغاة. 
وكانت استجابة الغضب الأولى من كاتب أمريكي هو نيكولاس دايفز، مؤلف « دماء على ايدينا: الاحتلال الامريكي وتخريب العراق». كتب دايفز رسالة مفتوحة الى منظمة « انقذوا الاطفال» بين فيها غضبه الشديد على المنظمة التي تساهم بغسل يدي توني بلير من دماء العراقيين وباعادة تأهيل واحد من اكثر مجرمي الحرب خطورة في هذا العصر. يقول دايفز بأن العديد من القانونيين « كانوا قد حذروا بلير من ان غزو العراق جريمة عدوان، وصفها القضاة في محاكمة النازيين في نورمبيرغ بانها أقصى جريمة دولية، وهذا ما ارتكبه بلير بحق آلاف الضحايا وتهديم المدن والقرى وتحطيم مجتمع بكامله». ويواصل دايفز سرد جرائم توني بلير واكثرها بشاعة بحق الاطفال، مستندا الى احصائيات ودراسات تثبت ان غالبية الضحايا من المدنيين العراقيين، خلافا لما يشاع، هم ضحايا القصف والاحتلال العسكري وما سببه من خراب للبنية التحتية.
ان منح هذه الجائزة الى متهم بجرائم حرب بشعة هو الذي دفع احد الناشطين الى اقتراح ان تغير المنظمة اسمها الى «انقذوا مجرمي الحرب»، ان لم تسحب الجائزة من بلير، كما اجدني اقف مع الكتاب والحقوقيين الداعين الى مقاطعة المنظمة، ما لم تغير موقفها، والتعاون مع منظمات أطفال انسانية اخرى، لا تطبق مفهوم الانسانية بانتقائية ومعايير ازدواجية لتساير بذلك السياسة العدوانية الامريكية والبريطانية.
٭ كاتبة من العراق

07 ديسمبر 2014

للأسف.. مجلة امريكية تنشر كاريكاتيرا يظهر مصر ككلب تسخره امريكا ضد ايران وحماس


صورت مجلة "ذا ويك" الأمريكية العلاقة بين مصر والولايات المتحدة في رسم كاريكاتيري أعادت نشره اليوم السبت تحت عنوان "أفضل أصدقاء مصر الجدد".
وأظهر الرسم الكاريكاتيري رجلا سمينا توضح ملابسه أنه يرمز للولايات المتحدة، ممسكا في إحدى يديه بطرف حبل مربوط في نهايته كلب صغير مكتوب عليه "مصر".
وفي الجانب الآخر من الكاريكاتير يظهر شخصان أحدهما يرمز لحركة حماس في غزة والآخر يرمز ﻹيران، وذلك حسبما كتب على كل منهما.
وتطلق الولايات المتحدة، وفقا لهذا الكاريكاتير، كلبها (مصر) على كل من حماس وإيران، إلا أنها تكتشف أن هذا الكلب لا يبث الخوف في كل منهما، حيث يقابلانه بشيئ من السخرية.
يذكر أن هذا الكاريكاتير يعود إلى عام 2011 حيث تم نشره للمرة الأولى بمجلة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية، إلا أن نيوزويك أعادت نشره اليوم.
جاءت إعادة نشر هذا الكاريكاتير بعد أيام قليلة من مشاركة الفريق محمود حجازي، رئيس أركان الجيش المصرى، فى اجتماع للقادة العسكريين من 22 دولة، بحضور الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس الأركان المشتركة للجيش الأمريكى، الجنرال مارتن ديمبسى، لبحث مكافحة الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش.

بلال فضل يكتب : دين سيادة القاضي‎

كنا، يومها في أواخر يونيو/ حزيران 2011، نسجل حلقة مع بعض أهالي الشهداء في برنامج (في الميدان) الذي شاركت في تقديمه عدة أشهر، في قناة التحرير قبل بيعها، وكنت أسأل السيدة نجية عبد الملك، والدة الشهيد مصطفى كمال (25 عاماً) عن ملابسات استشهاد ابنها أمام قسم الزاوية الحمراء، لأفاجأ بها تمدّ يدها إليّ برصاصةٍ، أخرجتها من ملابسها، قائلة "دي الرصاصة اللي كانت جوه ابني، وقعت وهو على المغسلة، نزلت من صدره وهم بيعدلوه، كان واخد رصاصتين، التانية في بطنه جابت له نزيف داخلي، وديتها النيابة طلبت منهم يخلوها معايا لما تطلبوها أنا أوديها، مش هاين عليا أسيبها فيها ريحة ابني، كل يوم أشمها بالليل وأبص فيها، ماباشيلهاش من صدري".
في هذا الفيديو الذي لم يبق من الحلقة كلها سواه على الإنترنت، سترى كيف فشلت في التخلص من ارتباكي، لأكمل الحوار، وأسأل أم الشهيد عن سجله الجنائي، للرد على موجاتٍ تصاعدت، وقتها، تتهم كل من استشهدوا أمام أقسام الشرطة ومديريات الأمن بأنهم بلطجية وأرباب سوابق، ليتم تصوير الحكاية بوصفها خناقة بين حرامية وعسكر، لتهرب الدولة الشائخة من مواجهة حقيقة إسقاط الثائرين، خلال ساعات، لنظامها القمعي الذي صرفت عليه مليارات الجنيهات، وكأن وجود سابقة جنائية لبعض الضحايا ربما كانت ملفقة في عهد ساده الظلم والتزوير، يبرر القتل الجماعي، ويعفي القتلة من المحاسبة والعقاب.
لم يكن لدى الشهيد مصطفى كمال سجل جنائي يدينه، بل إن علاقته بالسياسة لم تبدأ إلا يوم جمعة الغضب التي ذهب فيها إلى "التحرير" بصحبة عمه الحداد الذي كان يعمل في ورشته، بعد أن زهق من العمل حسب التساهيل مع والده، مبيض المحارة، ولم يصدق مصطفى، يومها، أنه عاد من "التحرير" سالماً، ليستحم ويأكل وجبته الأخيرة من يد أمه، قبل أن يغادر البيت للاطمئنان على عمه الموجود مع المتظاهرين حول قسم الزاوية الحمراء، والذين كان قد بدأ إطلاق النار بكثافة عليهم من داخل القسم، وحين حاول مصطفى إسعاف شاب مصاب، جاءته الرصاصة القاتلة في صدره، ليزيد في فجيعة أسرته أنها خسرت، برحيله، مصدر رزقها الأهم، المتمثل في الثلاثين جنيهاً التي كان يعطيها لأمه، كل يوم، من حصيلة يوميته، البالغة 50 جنيهاً. 
وقت تصوير الحلقة، كان أمين الشرطة الذي أطلق النار على الشهيد مصطفى، هو رجل الشرطة الوحيد الذي تلقى حكمين بالمؤبد والإعدام، لقيامه بقتل المتظاهرين، قبل أن تتوالى بعد ذلك أحكام البراءة على كل الضباط ومدراء الأمن المتهمين بقتل المتظاهرين، فيحصل هو، أيضاً، على البراءة، بعد محاكمات عبثية، حصل فيها القتلة على البراءة، لأنهم حوكموا بقوانين، وضعها الذين أمروهم بإطلاق الرصاص، لتدور الأيام، ويستند القاضي الظالم محمود كامل الرشيدي على نتائج تلك المحاكمات الظالمة، لتبرئة مبارك كبير القتلة وأعوانه، متصوراً أنه لو قام بوعظ المصريين بكلام عن الدين ومكارم الأخلاق والبعد عن اللغو، سيمحو عار حكمه المستند على أباطيل برامج التوك شو وأكاذيب أذرع دولة عبد الفتاح السيسي.
دين سيادة القاضي هو كدين غيره من القضاة واللواءات والمسؤولين الذين يعتبرون ما يحصلون عليه من امتيازات وأموال عطاءً ساقه لهم الله تعالى، لأنهم يذهبون، دوماً، إلى العمرة والحج، ويؤدون الفروض والنوافل والصدقات. ولذلك، حين ينحاز القاضي وزملاؤه لمن قتلوا مصطفى ورفاقه، فهم، بذلك، يؤدون شكر النعمة ليديمها الله، لأنها لو زالت لن يحظى أبناؤهم وأقاربهم بالامتيازات التي يُحرم منها مصطفى، وغيره من "الرعايا" الذين جعلتهم الثورة يسعون إلى استرداد حقهم في وطنهم الذي يريدون لهم أن يعيشوا فيه غرباء، كما عاش آباؤهم وأجدادهم.
ليس مقبولاً في دين سيادة القاضي أن يعترض المواطن على قضاء الله، فيرفض أن يبقى منهوباً مسلوباً منزوع الكرامة، وليس من مكارم الأخلاق، كما يعرفها كل السادة المنتفعين بمصر أن يثور شباب مصر من مختلف الطبقات على كبير العائلة الذي جعل بلادهم تقبع في مؤخرة الأمم. المقبول في دين سيادة القاضي فقط أن يتقرب إلى الله، بمطالبة كبير القتلة الجديد بهز جيب دولته أكثر ببعض الفتات لأهالي الشهداء والمصابين، ليدفنوا أحزانهم، ويقبلوا بإفلات قتلة أولادهم من العقاب، لتبقى الرصاصة التي سكنت قلب الشهيد، ساكنةً دائماً إلى جوار قلب أمه، تنتظر عدلاً يطفئ نار "قهرتها" من هذه البلاد التي أضاع أهلها الحق، واختاروا بناء حياتهم على الباطل، مع أن ما بُني على باطل لن يقود إلا إلى المزيد من الدم والعفن.
"وبكره تشوفوا مصر"

باكستان تتبرع للأونروا بأكبر مبلغ في تاريخها

Description: cid:image005.png@01CF029B.35126C60
07 كانون الاول 2014
القدس الشرقية
رحبت الأونروا اليوم بتبرع مقداره 1 مليون دولار مقدم من حكومة الجمهورية الإسلامية الباكستانية. وسيعمل هذا التبرع على دعم الاحتياجات الطارئة في غزة، بما في ذلك إعادة الإعمار. وقام الممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الباكستانية لدى الأمم المتحدة السفير مسعود خان بتقديم مبلغ التبرع لمدير مكتب الأونروا التمثيلي في نيويورك السيد ريتشارد رايت.
وأعرب بيير كرينبول المفوض العام للأونروا عن شكره للحكومة الباكستانية على هذا التبرع السخي بالقول "إن الأونروا ممتنة للغاية لحكومة وشعب الباكستان على هذه اللفتة الاستثنائية التي ستعمل على تخفيف معاناة لاجئي فلسطين في غزة، وتحديدا أولئك الذين يعيشون في ظل معاناة شديدة في أعقاب الأعمال العدائية التي حدثت في الصيف الماضي والدمار واسع النطاق الذي خلفته. وإنني آمل أن تقوم الدول الأخرى، مثلما فعلت الباكستان، بإظهار سخائها وإعلان مساندتها للاجئي فلسطين".
وتلعب الأونروا دورا رائدا في معالجة الدمار الذي ألحقه النزاع الأخير في غزة والآثار المستشرية للحصار. وكانت الوكالة قد أطلقت مؤخرا مناشدة تطلب فيها مبلغ 1,6 مليار دولار من أجل عمليات الإنعاش وإعادة الإعمار.
تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين من لاجئي فلسطين المسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن وسورية ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل لمحنتهم. وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والإقراض الصغير.
لم تواكب التبرعات المالية للأونروا مستوى الطلب المتزايد على الخدمات والذي تسبب به العدد المتزايد للاجئين المسجلين والحاجة المتنامية والفقر المتفاقم. ونتيجة لذلك، فإن الموازنة العامة للوكالة والتي تعمل على دعم الأنشطة الرئيسة لها والتي تعتمد على التبرعات الطوعية بنسبة 97% قد بدأت في كل عام وهي تعاني من عجز متوقع كبير. وفي الوقت الحالي، يبلغ العجز المالي في الموازنة العامة للوكالة ما مجموعه 56 مليون دولار.

للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
الأونروا
سامي مشعشع
الناطق الرسمي للأونروا
خلوي: +972 (0)542168 295
مكتب: 0724 589 2(0) 972+

فيديو .. الشهيد صدام حسين عام ١٩٨٢ في جبهات القتال وبين الاهالى.. فيلم يعرض لأول مرة


نقلا عن شبكة ذى قار




صدام حسين يزور مدينة عنة عام ١٩٨٢ فلم نادر وحصري

بلال فضل يكتب: «دليل الثائر المخنوق للإفلات من الخازوق»!


التقرير

سبع وصايا لثائر استبد به اليأس
أولًا: لا تخجل من اليأس 
يبدو لي أن من أطلق شعار “اليأس خيانة” فعل ذلك لكي يخفي عن الناس شعوره الدفين باليأس، أحيانا أظن أن من يبالغون في رفع هذا الشعار لا يفعلون ذلك عن إيمان مطلق بمضمونه، وإنما لكي ينكروا تسرب اليأس إلى دواخلهم، تماما كما يصرخ التقي مستعيذا من الشيطان لينفي افتتانه إن وقع بصره على مفرق صدر سكارليت جوهانسون. لو قلت لك إنه ليس من حق أحد أن يصادر على مشاعر وأفكار الآخرين لكي يتهمها بالخيانة، سيكون ذلك أيضا مصادرة على مشاعرك وأفكارك حتى لو كانت عدوانية، ما يمكن أن أقوله إن اليأس شعور إنساني إذا أصبت به فأنت إذن إنسان طبيعي لا تشكو من تبلد الحس، عليك فقط ألا تسمح بتبلد أحاسيسك و”تبليطها” في خط اليأس، وأن تواصل البحث عن الأمل لعلك تصاب يوما به كما أصبت باليأس، وحتى تحدث تلك الإصابة السعيدة، لا أظن أن هناك وصفة للنجاة أكثر حكمة وواقعية من تلك التي صكها العم نيتشه عندما دعا إلى الجمع دائما بين تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة، إذا كنت تسب سنسفيل أفكاري الآن فدعني أهنئك لأنك أثبت أنك إنسان طبيعي لا تنقصك البذاءة التي لم تعد الحياة ممكنة بدونها.
ثانيًا: لا تواسِ أحدًا
في ظل مناخ فاشي هستيري لا يوجد أمل في أن تقنع من حولك بأن كل ما يحدث يؤكد أن السلطة القمعية تصنع لنفسها كل يوم بغبائها مأزقا جديدا وعدوا شرسا، لأن البعض سيظنك متفائلا والعياذ بالله، وسيصرخ في وجهك إن كان مهذبا صرخة محمود عبد العزيز الشهيرة “يا عم باقولك أنا مش أنا.. صدق العليل ولا تصدق التحاليل”، لذلك لا تحاول عندما ينعي لك ثائر ثورته أن تواسيه مثلا بعبارة المفكرة روزا لوكسمبورج الرائعة: “الثورة هي شكل الحرب الوحيد الذي لا يأتي النصر فيه إلا عبر سلسلة من الهزائم”، فكثيرا ما يكون الشعور باليأس أكثر راحة للنفس البشرية من تحفيزها على الصمود حتى يتحقق نصر غير مضمون الموعد.
ستتبدد حتما سكرة نصر راكبي السلطة الموهومين، ليجدوا أنفسهم مطالبين بتقديم حلول لمشاكل الواقع التي تسببت أصلا في اندلاع الثورة، وعندها لن تنفعهم رطرطة الكلام عن المؤامرات الدولية والثوار الملاعين، لأن الناس يمكن أن تأكل الأونطة، لكنها لا يمكن أن تعيش عليها إلى الأبد، وحتى يحدث ذلك سيبقى ما يشعر به أي ثائر من مشاعر المرارة والحزن أمرا يخصه وحده، وربما حمل له بعض العزاء إدراكه أن نهر الثورة لم تفجره إلا مطالب شعبية، ولذلك، مهما تم تحويله ليصب في مصلحة مؤسسات الدولة الفاسدة، أو وضعوا سدودا قمعية لتمنع تدفقه، فإن الوسيلة الوحيدة للسيطرة على نهر الثورة، ستكون بإيقاف الأسباب التي فجرته منذ البداية، والتي يمكن أيضا أن تجدد ثورته في أي وقت.
ثالثًا: لا تدعها تأكلك.. بسهولة
نحن الآن نعيش تلك الأيام التي تأكل فيها الثورات أبناءها، فلا تدع ثورتك “تاكلك”. كان الكثيرون من أبناء هذه الثورة يتعاملون مع جملة (الثورات تأكل أبناءها) باستخفاف لأنهم يعتبرونها قادمة من عصور المشانق والمقاصل التي لم يعد لها مكان في زماننا، لكنهم لم يدركوا أن معنى العبارة أعمق من الأكل بمفهومه المادي القمعي، فالثورات تأكل معنويا أبناءها الذين لا يدركون تقلبات الخلق أيام الثورات، ولا يكونون مستعدين للتعامل مع تلك التقلبات العنيفة التي تجعل المرء يصبح ثائرا ويمسي خائرا، ليس بتغيير جلودهم وفقا لتلك التقلبات، بل بفهم أسبابها والتعامل الإيجابي معها، حتى لا يأكل الثائر نفسه من الغيظ.
لكي أكون صادقا معك، ليس هناك أي ضمانة ستنجيك من أن تأكلك ثورتك، لكن حاول قدر ما استطعت تأخير ذلك، ودعني أذكرك بما سبق أن كتبته منذ ثلاثة أعوام في هذا الصدد لكي تتضح لك رؤيتي أكثر: “الثورات تأكل أبناءها، ليس لديّ أدنى ميل لمقاومة هذه الحقيقة، أنا ابن ثورة الخامس والعشرين من يناير كما يسميها الكثيرون، أو ثورة الثامن والعشرين من يناير كما أسميها أنا وقليلون غيري، وأعلم أنني كأي ابن لأي ثورة، سأؤكل قريبا، كل ما أستطيع أن أعد به أنني حتى تعرضي لذلك وأثناءه سأجعل آكليّ يقضون وقتا طويلا سيئا في مضغي وابتلاعي وهضمي وتمثيلي الغذائي، وأنهم سيترددون بعد أكلي كثيرا على الحمامات وأطباء الباطنة ومعامل التحليل، هذا كل ما أملكه للمقاومة، وهو لو تعلمون عظيم”.
رابعًا: تمسك بذاكرتك
عندما يغني كُلٌ على ليلاه، تمسك بذاكرتك فهي سلاحك الوحيد، وتذكر أن “ليلاك” هي مصر الحالمة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولذلك لا تدخل في مناقشات عبثية تستهلك طاقتك الإيجابية، ولا تضيع عمرك وأنت تحاول إقناع الذين اختاروا العبودية بأن كل ما نشكو منه من فضلات لم يخرج إلا من مؤخرة نظام مبارك، وأنه لا سبيل لنا لكي نحظى بالتقدم والرخاء إلا بتفكيك القنابل المفخخة التي تركها لنا نظام مبارك. تذكر أن من ترغب في إقناعه ببديهيات كهذه، ربما كان يحتفل مع مبارك وأنجاله بكأس الأمم الأفريقية في اليوم التالي لغرق عبارة ممدوح إسماعيل وعلى متنها ألف ومائة مصري في قاع البحر الأحمر، وأنه بالتأكيد لم يكن يجد أدنى أذى في كونه يعيش في وطن يتم فيه انتهاك كرامة الناس وتعذيبهم وهتك عرض حريمهم ونفخهم وصعقهم بالكهرباء، لذلك هو يرى الحل لكل ما نحن فيه أن يعود ثانية ذلك العهد المبارك ليفعل ذلك بمن يكرههم من رافعي الشعارات الإسلامية، دون أن يسأل نفسه: “إذا كان ذلك حلا فلماذا ظللنا نحتفظ بمشكلة انتشار تيارات الشعارات الإسلامية في بلادنا برغم كل ذلك القمع؟”، ومثل هذا لا تحاول أن تسأله “كيف تدعي أنك تحارب الفاشية الدينية وكل ما يخرج من فمك ليس سوى فاشية وعنصرية واستعلاء على البشر وكسل عن مواجهة تعقيدات الواقع واستسهال للقمع والتعذيب”، لا تسأله كيف تشجع الميليشيات التي تحرق ممتلكات الناس وتعتدي على المدنيين دون أن تفكر أنها سلاح ذو حدين يمكن أن يستخدمه من يعارضك الرأي، صدقني لا أمل بإقناع هذا، فقط اترك الواقع لكي يلقنه نفس الدرس الذي سيلقنه للمتطرف الإسلامي، ذلك الدرس الذي يمكن تلخيصه في “يا نعيش سوا عيشة فل.. يا نخربها إحنا الكل”.
خامسًا: انس المنطق أحيانًا
“إنما الأمر في نظري أن مسائل الحياة لا تجري على المنطق دائما، وخاصة أيام الثورات، وحوادثنا القريبة في ثوراتنا الحديثة أكبر شاهد على ذلك، فكم انتقل رأي الكبراء من ناحية إلى ناحية تحت تأثير تيار الرأي العام”، هذه العبارة البليغة كتبها المفكر العظيم أحمد أمين في كتابه (زعماء الإصلاح في العصر الحديث) وهو يروي سيرة الإمام محمد عبده وموقفه من الثورة العرابية الذي بدأ بكراهية مفرطة لأحمد عرابي الذي كان يراه رجلا بالغ الضرر على المصريين لأن حلمه الثوري سيجهض الحلم الإصلاحي الذي كان يسعى إليه محمد عبده بشتى السبل. كان محمد عبده متشككا في جدوى الثورة العرابية مع أنه -كما يقول أحمد أمين- كان بدعوته الإصلاحية “سببا بعيدا من أسبابها ولم يكن سببا قريبا كعبد الله النديم… لكن شكه فيها استمر حتى رأى كل الأمة في ناحيتها، فاشترك فيها المسلمون والأقباط واليهود، ولم يصبح الأمر أمر حزب أمام حزب، بل أمر مصر أمام الإنجليز”، هنا انضم محمد عبده إلى الثورة متأخرا، لكنه دفع ثمن ذلك غاليا، حيث حوكم وسُجِن ونُفي خارج مصر، تماما كعرابي الذي ظل محمد عبده يلومه دائما على مواقفه العنيدة المتصلبة، لكن أعداء الثورة عندما قاموا بكسرها لم يفرقوا بين الإصلاحي والثائر، لم يفرقوا بين من كان مع الثورة من بدايتها ومن انضم إليها متأخرا بل سعوا للقضاء على الثورة وكل من ارتبط بها، لكن الثورة العرابية برغم انكسارها بقيت كفكرة، ونجحت بعد مرور سنوات قليلة في أن تتغلب على اتهامها بأنها هوجة عابرة، لتنبعث ثانية في وجدان المصريين، ولينصف الزمن فرسانها كلٌ حسب دوره وجهده وعطائه، ولتبقى سيرتها ملهمة للثائرين بكل بطولاتها العظيمة وأخطائها الجسيمة أيضا.
سادسًا: اتبع قلبك
عندما تتعدد الاجتهادات وتتضارب الاختيارات وتتناقض التفسيرات وتترطرط الجبهات وتبدو كل الروايات مقنعة، “فُكّك” من كل هذا واتبع قلبك، فلن ينجيك غيره، لا يعني هذا أن تلغي عقلك، على العكس في أيام كهذه لن يستجيب عقلك لأي محاولة إلغاء، وسيظل يعمل طيلة الوقت بشكل مرهق، وستكون محاولة تعطيله الكاملة غباوة مفرطة ومضيعة للوقت والجهد، كل ما في الأمر أنك محتاج لأن يكون قلبك هو صاحب القرار، فنحن في أيام يسهل فيها أن يضل العقل ويزل الإدراك ويصبح الحليم حيرانا ويمسي الحيران ملدوعا.
لذلك تذكر أن الثبات الانفعالي سلاحك الوحيد للبقاء في قارب النجاة الذي يصارع الأمواج العاتية، ولن يساعدك على ذلك سوى التشبث بمجدافين: الفهم والسخرية، إذا كنت قد وصلت إلى قارب النجاة ولم تغرق أصلا تذكر أنه لن يصل إلى بر النجاة الذي هو موجود بالتأكيد في مكان ما لا نراه الآن سوى من يتمسك بالفهم والسخرية، لأن الاكتفاء بمجداف السخرية وحده بلاهة واستخفاف بالخطر، والاكتفاء بمجداف الفهم وحده سيفضي بك إلى الاكتئاب وكسر المجداف ولبسه، والسخرية هنا بالغة الأهمية لأنها ستذكرك دائما أن كل ما تصل إليه من فهم للعاصفة التي تصارعها ليس سوى استنتاج مبدئي قابل للمراجعة مع أول هجوم لموجة شاهقة العلو تهدد بقلب المركب رأسا على عقب.
أهم ما يجب أن تنتبه إليه الآن أن الظروف حكمت عليك أن تركب في نفس المركب إلى جوار كثيرين يقومون بالتجديف معك بنفس الهمة بحثا عن بر النجاة، لكن أول ما سيفعلونه فور الوصول إليه قتلك أو تسخيرك لتكون عبد الجزيرة الأول، ليس لديك للأسف خيار ترك المعركة ورمي نفسك في البحر، لأن الشهادة أكثر شرفا من الانتحار العاجز، وضميرك لن يقبل بخيار رمي المجداف والاستسلام للمصير المجهول، لأن الطرف الآخر لو حقق النصر ستكون أنت أيضا هدفه الأول، فأنت وحدك الذي تهدد الجميع في هذه البلاد، فلولاك لاستمروا في التعايش مع الخرابة التي ألفوا عفونتها وعرفوا مداخلها ومخارجها واتخذوها مستقرا ومستودعا، لذلك ليس أمامك سوى خيار وحيد أن تأخذ دائما زمام المبادرة على متن المركب وأنت تقاتل بكل شرف وذكاء من أجل ما خرجت مضحيا بروحك من أجله في الثامن والعشرين من يناير 2011، وأن تحرص على إعلان أهدافك ونواياك دائما وأبدا لأن ذلك هو وحده السبيل الذي سيجعلك تتبين عدوك من حبيبك.
سابعًا: ابنِ ذاتك فعليها يتوقف كل شيء
أكثر ما يمكن أن يلهمك في هذه الأيام الخنيقة التي تمر بها البلاد كلمات المفكر الثوري علي شريعتي في كتابه الرائع (بناء الذات الثورية) وهو يقول بعد تأمل طويل لتاريخ الثورات: “إن الإنسان لا يستطيع أن يبقى مخلصا وصادقا في ثورة اجتماعية حتى النهاية ووفيا لها، إلا إن كان ثوريا قبلها ومتناسقا معها، فليس الإنسان الثوري هو الذي يشترك في ثورة اجتماعية فحسب، فما أكثر الانتهازيين والمغامرين والنفعيين الذين يشتركون فيها، وهم جرثومة الانحراف في كل الانتفاضات، وفشل كل الانتفاضات من جراء اشتراكهم فيها، لأن الثوري قبل كل شيء جوهر أعيدت صياغة ذاته”. لذلك لا تراهن على أحد سوى على نفسك وأحلامك ومبادئك، فلن تنتصر هذه الثورة إلا بالقليلين الذين آمنوا بها قبل أن يروها، صدقني لن ننتصر إلا عندما يعيد كلٌ منا بناء ذاته الثورية وننجو من آفة الزياط الثوري التي تجعل بعضنا يجبن عن مواجهة الواقع بما فيه من عك وتناقضات وأخطاء بما فيها الأخطاء التي نرتكبها والتناقضات التي نقع فيها، لأننا إذا هربنا من تلك المواجهة لن نكون قد اختلفنا عن الخرفان الذين نسخر من إدمانهم لنطاعة السمع والطاعة.
أنت يائس، وماله؟ مجهد؟ ليس عيبا. اتخنقت؟ ومن منا ليس كذلك؟ اليأس ليس عيبا، ليس خيانة كما نحب أن نقول أحيانا لكي نحمس بعضنا البعض، لا تستسلم لمن يلعن اليأس، ولا لمن يروج للأمل، لا تستسلم لمن يقول أي شيء، بما فيه ما أقوله أنا، يمكن فقط أن تتذكر “أبونا” صلاح جاهين وهو يجيب قرار الحياة بقوله “صبرك ويأسك بين إيديك وإنت حر.. تيأس ما تيأس الحياة راح تمر.. أنا شفت من ده ومن ده عجبي لقيت.. الصبر مُرّ وبرضك اليأس مُرّ”. فاختر لنفسك ما شئت، ونم على الجنب الثوري الذي يريحك، لكن لا تستهن بقوة اليأس أبدا، فلولا اليأس ما انفجرنا في 28 يناير، ومن يدري، ربما كان اليأس أملنا الوحيد الآن، وربما لا، الله أعلم.
(هذه الوصايا مقتطفات من كتابات متفرقة نشرتها على مدار عام 2013، وكانت نافعة لي وللبعض كما زعموا، إذا كنت ممن يستبد بهم اليأس الآن، جَرِّبها، فإن نفعتك كان ذلك خيرا، وإن لم تنفعك فاعتبرها بجملة خسائر الأعور الذي ضربوه على عينه فقال: أهي خسرانة خسرانة).

06 ديسمبر 2014

فيديو للمتحدث العسكري يؤكد تحفظ الجيش على الرئيس محمد مرسي


خبر قديم في "الوطن" يؤكد صحة المعلومات التى اوردها "مرسي" و"التسريبات"

في اطار مساعي التحقق من التسريبات التى اذاعتها فضائية "مكملين" وما اعلنه اليوم الرئيس الدكتور محمد مرسي امام المحكمة من انه كان محتجزا في قاعدة عسكرية ننشر نص الخبر الذى نشرت جريدة "الوطن" الموالية للانقلاب في 1 مارس 2014 وهو ما يدعم صحة هذه المعلومات.
حيث قالت الصحيفة تحت "النيابة العامة تكشف: مرسي كان محتجزا بقاعدة عسكرية بقرار من وزير الداخلية"ما يلي:
كتب : وليد إسماعيل وطارق عباس
كشفت النيابة العامة للمرة الأولى رسميا عن مكان احتجاز الرئيس السابق محمد مرسي بعد عزلة فى 3 يوليو الماضي، وأكد المستشار إبراهيم صالح، ممثل النيابة العامة، أن مرسي كان محتجزا في قاعدة أبو قير العسكرية بالإسكندرية، بعد صدور قرار اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، باعتبار قاعدة أبو قير العسكرية سجنا عموميا سمي بسجن "أبو قير شديد الحراسة" وأنه تم نقل مرسي اليه لتنفيذ قرار حبسه الصادر من النيابة العامة فى 5 يوليو الماضي.