09 نوفمبر 2014

ديفيد هيرست : بإمكان السيسي أن يماطل ولكن ليس بإمكانه إخفاء جرائمه

استمع إلى ما قاله الجنرال المصري حول مخاطر مواجهة التمرد في سيناء:
"انت مش متصور وانت ضابط جيش إني بمنتهى البساطة يعني آجي على رفح أو الشيخ زويد أروح محاصرها، ومطلع السكان منها، وأروح مفجر المباني الموجودة فيها؟، مشكلة احنا نعمل كدة؟ مش حنقتل حد ولا حاجة، رفح والشيخ زويد حنعمل الحصار، نخرج السكان الـ 100 بيت دول، ممكن نعمل كدة حد ضرب نار نطلع قدام النار دي ميت نار، مات اثنين ثلاثة أبرياء، انت في الآخر بتشكل عدو ضدك وضد بلدك؛ لإنه بقى في ثار بينك وبينه. بتشكل أمن بالتواجد مش بالقتال، خلي بالك الكلام دا بنقولوا احنا مع بعض كده. في التواجد مش في القتال، ما هي دبابة واحدة ورشاش واحد قادر يعمل لك حاجات كثير، بس دول في الآخر أهلك وناسك، ولازم نستدعي حالة انفصال الجنوب في السودان".
كلمات حكيمة قالها السيسي عندما كان وزيرا للدفاع تحت حكم محمد مرسي، وهي تصف ما يفعله اليوم تماما، وقد وظف بوتين نفس التكتيك في الشيشان، وحصلت النتائج ذاتها وزاد التمرد، وبعد حربين وعقدين من هذا التكتيك، لا تزال الحرب مستمرة في شمال القوقاز. 
وكرد فعل على الهجمات التي قام بها متطرفون، والتي ذهب ضحيتها 31 جنديا مصريا في سيناء في 24 تشرين الأول/ أكتوبر، أمر السيسي بهدم 800 منزل على حدود غزة، وأعطى المواطنين مهلة 48 ساعة للإخلاء، وشرد حوالي عشرة آلاف شخص في شمال سيناء؛ بسبب عمليات الجيش هذه. 
في شهر نيسان/ أبريل الماضي نشر موقع "ميدل إيست آي" تقديرات محلية بمقتل ثلاثمئة شخص على مدى الثمانية أشهر السابقة، معظمهم من المدنيين، بينما ذكرت الصحيفة المصرية "أصوات مصرية" أن 82 قتلوا، منهم 62 من قوات الأمن و20 مدنيا، بناء على بيانات صحافية صادرة عن الجيش في شهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر فقط، وهذا يصل إلى أربعة أضعاف الشهرين السابقين لذلك.
وقد وثّق الجيش المصري، دون قصد، لإعدامين قام بهما، حيث نشر صورا لجثتي أحمد عبدالقادر فريج، البالغ من العمر (18 عاما) من قرية المهدية، والمؤذن يوسف عتيق من نفس القرية، ولم يكن الجيش يعلم أن الشخصين ظهرا في فيديو، وهما أحياء يتم تعذيبهما. 
تدعم الولايات المتحدة النظام المصري، ويتحدث مسؤولوها حول أهمية إبقاء المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية خالية من الجهاديين، ولا يذكرون أهمية الدور الذي تلعبه مصر بالنسبة لهم ولإسرائيل في إبقاء الحصار على غزة.
والحاجة لدعم جهود محاربة المتمردين كانت بمثابة المبرر لجون كيري لرفع العقوبات العسكرية، التي فرضتها أميركا بعد مذبحة رابعة. والعمليات الآن في ذروتها، والتأييد لا يتمثل فقط في طائرات الأباتشي، ولكن بالدعم المعنوي أيضا.
وبحسب مجلة "جينز انتلجسن ريفيو" لم يتم التأكد من وجود علاقة أو عدمها بين حماس في غزة وأنصار بيت المقدس، المتطرفين التكفيريين، الذين تسببوا بمقتل حوالي 85 جنديا مصريا، ومع هذا قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي إن من حق مصر أن تحتفظ بمنطقة عازلة على حدودها مع قطاع غزة؛ لتعزيز أمنها: "بالتأكيد نعتقد بأن لمصر الحق في اتخاذ خطوات للحفاظ على أمنها، ونحن نتفهم الخطر الذي تواجهه من سيناء". أما محكمة الجنايات الدولية فهي غافلة عن قضية مصر. 
وهذا لا يدع سوى منتدى واحد يمكن التحدث فيه عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وكان في جلسة لمدة يوم في جنيف يوم الأربعاء. 
وسيتم هذا تحت آلية المراجعة الدورية الشاملة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي ينعقد مرة كل 4 سنوات، وقبل أن تبدأ جلسة الاستماع فإن احتمال صدور ما يدين القائمة المتنامية من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ضئيل، حيث أن المراجعة ستقوم بها ثلاث دول أعضاء في الأمم المتحدة، وكلها على علاقة وثيقة بنظام السيسي. 
فالسعودية هي ممولة مصر ما بعد الانقلاب، ودولة مونتيغرو حظيت بمليارات الدولارات كاستثمارات من الإمارات، أنشط بلدان الخليج في محاربة ثورات الربيع العربي، وساحل العاج، التي لعبت دورا رئيسيا في إعادة العضوية لمصر في الاتحاد الأفريقي. 
ومع هذا فبإمكان الـ 47 بلدا الأخرى التعليق خلال المراجعة، وتستطيع مفوضية حقوق الإنسان في هذه الحالة أن تضع قرارا للتصويت أمام جميع الأعضاء، وذلك لإنشاء لجنة تحقيق، كما حصل في حالة سوريا وشمال كوريا وفلسطين. 
إن المفوضية جسم من الأمم المتحدة، لكن ليست له أنياب، ومع هذا فإن السيسي يأخذ موضوع المراجعة هذا بجدية؛ لأنه يمكن أن يتسبب له بسمعة سيئة على مستوى العالم. 
وبحسب تقرير أعده محامون يمثلون حزب الحرية والعدالة، التابع للإخوان المسلمين، فعريضة الحكومة المصرية لا تذكر الحوادث التي "فوضت بارتكاب جرائم واسعة ومنظمة ضد المدنيين المصريين، والتي تتضمن القتل والاعتقال الجماعي والتعذيب. 
ولم تأخذ مصر بعين الاعتبار أن هذه الحوادث قد انتهكت مباشرة حقوق المواطنين بالتظاهر سلميا والكرامة، باعتبارهما حقوقا لكل المواطنين، ومن الواجب على الدولة تأمينها"، والتي يؤكد تقرير النظام العسكري أنها حقوق مضمونة لكل المواطنين.
والقائمة معروفة، ولكن يجدر ذكرها مرة أخرى لطولها وتضم: تفريق التظاهرات خارج مقرات الحرس الجمهوري في القاهرة في 8 تموز/ يوليو 2013، والتي قتل فيها 61 متظاهرا، وقتل 81 شخصا في 27 تموز/ يوليو، 121 شخصا قتلوا في 16 آب/ أغسطس، وفي مسجد رابعة العدوية في 14 آب/ أغسطس قتل ما يقارب الـ 1000 شخص، وهو الحادث الأسوأ في تاريخ مصر الحديث، الذي قتل فيه أشخاص بطريقة ظالمة. و57 متظاهرا قتلوا في تشرين الأول/ أكتوبر، 64 شخصا قتلوا في 25 كانون الثاني/ يناير هذا العام، والقائمة طويلة.
وهناك أيضا عمليات اعتقالات، ويتراوح العدد فيها بين 16.000 -41.000 شخص، وقامت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"أمنستي" بجمع وتوثيق أدلة دامغة عن التعذيب في السجون، وكذلك توثيق الفشل في اتباع الإجراءات القانونية، الذي نتجت عنه أحكام جماعية بالإعدام، فمحاكمة 545 شخصا انتهت في أقل من ساعة. وهذه الأحكام ليست أرقاما قليلة، ففي أقل من سبعة أشهر صدرت أحكام بإعدام 1243 في محاكم "انتهكت بشكل صارخ كل الضمانات التي يمنحها القانون المصري وتعهدات مصر الدولية بتوفير محاكم عادلة"، حسب تقرير المحامين.
وهناك أيضا قمع الدولة للصحافيين، وقانون التظاهر. وقام الجيش بانتهاك حريات، ضمنها الدستور المصري، وبشكل صارخ، مثل حرية الانتماء للأحزاب، وحرية التعبير وحرية الصحافة. وفي الحقيقة نحتاج ليوم كامل لقراءة عريضة الاتهامات.
كل هذا غاب عن اهتمام القانون الدولي، باستثناء موقف واحد ومشرف، ونعني هنا المنظمة الأفريقية لحقوق الناس والشعوب، والتي شجبت في 29 تموز/ يوليو هذا العام "الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان مثل التحرش والاعتقالات التعسفية والحجز والعنف الجنسي ضد المرأة، وممارسات التعذيب". 
وتعتبر جنوب أفريقيا واحدة من الدول القليلة، التي لم تمنح حصانة من الاعتقال لمن يدخلون أراضيها من أعضاء الحكومات الأجنبية.
ولا تزال السياسة الأميركية، والتي يتبعها الاتحاد الأوروبي، تجاه مصر تقوم على الشجب البلاغي من جهة، ومواصلة التعاون من جهة أخرى؛ دعم عسكري، فتح المؤسسات المالية والأسواق الغربية لمصر، ومنح حصانة قانونية في كل المحاكم، سواء كانت وطنية أو دولية. وتعتمد الحكومات الغربية في تبنيها هذه المواقف على ما يعاني منه الرأي العام الغربي، وهو "داء فقدان الاهتمام"، والذي لديه قابلية للعودة للحياة عندما يتعلق الأمر بإعادة كتابة تاريخ هذه الأحداث المريعة. وصدى خافت من هذا سيبدأ يوم الأربعاء في جنيف.
*عن هافنغتون بوست 

07 نوفمبر 2014

العفو الدولية: دفاع نظام مصر عن حقوق الإنسان مثير للسخرية

قالت منظمة العفو الدولية، إن محاولة النظام المصري الدفاع عن سجل حقوق الإنسان، خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، في جنيف، كانت مثيرة للسخرية.
ورأت نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة، حسيبة حاج صحراوي، أن الصورة التي قدمها الوفد المصري عن حالة حقوق الإنسان في البلاد هي في أحسن الأحوال منفصلة عن الواقع.
كما أكدت أنه ورغم الأدلة التي قدمتها منظمة العفو الدولية عن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في مصر، فإن الوفد المصري رفض كل انتقادات الدول الأعضاء وقدم صورة مضللة.
وشدد بيان المنظمة على ضرورة أن يستجيب النظام في مصر لنداءات الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، ويحترم حق التجمع، ويكف عن ملاحقة المدافعين عن حقوق الإنسان.
وكانت وفود دول غربية عديدة قد انتقدت خلال الجلسة سجل النظام الحالي في مجال حقوق الإنسان، وطالبت هذه الوفود الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تحسين الوضع الحقوقي وضمان محاكمات عادلة للمعتقلين.
بينما أشادت العديد من الدول العربية بحالة حقوق الانسان في مصر ووقفت إلى جانب السلطة في حين طالبت كل من تونس وقطر باحترام حرية وحقوق المصريين في التعبير.
وقاطعت منظمات حقوقية مصرية غيرُ حكومية أعمالَ الجلسة، احتجاجًا على ما وصفته بغياب مناخ الحريات في مصر، وخوفا من تعرضها للانتقام.
وكان الوفد المصري صرح أمس، أمام مجلس حقوق الإنسان الأممي في جينيف، أنه لا يوجد صحفي في مصر محتجز، بسبب ممارسة حقه في حرية التعبير الذي يكفله الدستور.
وقال ممثل النيابة العامة في وفد مصر بجينيف، إن الحكومة المصرية تدرس إمكانية تغيير بعض مواد قانون التظاهر، ولا يوجد محبوس في مصر دون أمر قضائي.
وينعقد مؤتمر حقوق الإنسان الدولي في جينيف لمناقشة الملف الحقوقي لمصر، وقدمت 125 دولة طلب استجواب وتوجيه أسئلة لمصر حول وضع الحريات وحقوق الإنسان في مصر، أثناء جلسة المراجعة الدورية الشاملة بمجلس حقوق الإنسان الدولي، وهو عدد يفوق عدد الدول التي مارست نفس الحق في الدورة السابقة عام 2010 لاستعراض ملف مصر، حيث سجلت الأمم المتحدة حينها

بلال فضل يكتب: أربع حكايات عن حتمية شق الصف: اللهم لا تجمعنا على قلب رجل واحد!

تمهيد
ومن حقّك طبعًا أن تدعو بما شئت، فما أنا هنا بداعٍ لكي تؤمِّن خلفي، لأن كل ما أطلبه منك، قبل أن تدعو أو أن تؤمِّن خلف من يدعو بأن نكون على قلب رجل واحد، أن تفكر أولًا في مصائر الدول التي ظنت أن الصف الواحد والتجمع على قلب حاكم واحد هو طريقها الأكيد للتقدم، فسحقت كل رأي مختلف واتهمته بشق الصف وزعزعة الجبهة الداخلية، ولم تستبن الرشد إلا ضحى غد الهزيمة.
حكاية أولى
يروي ويل ديورانت في كتابه (قصة الفلسفة) أنّ الفيلسوف الأشهر سقراط قال في دفاعه عن نفسه أمام المحكمة التي حكمت بإعدامه: “أحب أن تعرفوا أنكم إذا قتلتم رجلاً مثلي، أسأتم إلى أنفسكم أكثر مما تسيئون إليّ، لأنكم إن قتلتموني لن يسهل عليكم أن تجدوا رجلًا آخر مثلي، فأنا إذا صح لي أن ألجأ إلى هذا التشبيه المضحك السخيف، أشبه “ذبابة” بعثها الله إلى الدولة، والدولة شبيه بحصان عظيم كريم، ولكنه بطيء الحركة لضخامة جسمه، وهو بحاجة إلى ما يبث فيه الحياة، وأنا هذه الذبابة التي تحرك الحصان وترفعه إلى النشاط وسرعة الحركة، وإذا كنتم لن تجدوا رجلًا مثلي فإني أنصحكم ألا تقتلوني وأن تبقوا على حياتي”.
تشبيه سقراط نفسه بذبابة لم يفده كثيرًا، فغرور قاتليه جعلهم يتصورون منطق “اعتبرونا ذباب يا أخي” ضعفًا وانهزامًا، فقتلوا سقراط لكي تستقر الدولة، أو على حد تعبيرهم “لكي يتطهر المجتمع من أمثاله الذين يفسدون شباب أثينا”، لكن قتل سقراط لم يكتب حياة أطول للدولة التي فقدت الحياة يوم فقدت قدرتها على تحمل الراي المختلف.
حكاية ثانية
كانت مصر يومها قد أكملت 13 عامًا من بناء دولة الصف الواحد الذي يدهس كل من يعارضه، إما بالإعدام أو الاعتقال أو النفي، وفي يوم 23 اغسطس سنة 1965 وقعت حادثة مفاجئة لم يحسن جمال عبد الناصر قراءتها جيدًا للأسف الشديد وإلا لكان وفر على مصر الكثير.
الواقعة يرويها في مذكراته المهمة الصحفي الكبير مصطفى بهجت بدوي، وأتمنى على من يسارع باتهامه أنه كان من أعداء الثورة أن يقرأ عنه أولًا قبل الحكم عليه، يقول رحمه الله: “المفاجأة الكبرى كانت يوم جنازة مصطفى النحاس فقد بدت كأنها يوم الحشر، تحركت المباحث الجنائية العسكرية وأرادت أن تلغي تشييع الجنازة بحجة المحافظة على الأمن رغم آلاف الآلاف من الجماهير التي احتشدت وسدت الطرق من جامع عمر مكرم إلى ميدان التحرير وحتى جامع الحسين.
وتآمرت الشرطة على خطف جثمان مصطفى النحاس، ونشأت معركة حقيقية بغير مبرر بين الشرطة وبين جماهير الشعب، أيهما يفوز بالجثمان، وهل تستمر الجنازة أم تتبدد، وانتصر الشعب بطبيعة الحال، وكان أغرب المناظر التي سجلتها العين بعد انحسار المعركة بانتصار الجماهير هو هذا المنظر شديد المفارقة والتناقض الذي قد يحير أساطين علم النفس وقد لا يحيرهم، منظر شيخ في الستين استولى على الجثمان ووضع النعش فوق عربة الموتى، وأخذ يرقص أمامه “عشرة بلدي” فرحًا بالنصر على الشرطة في هذا المشهد الحزين، ودالت دولة الحمقى وبقي الشعب لأنه هو الباقي دائمًا”.
الحكاية الثالثة
“الله يخرب بيت الثورة اللي ضيعت البلد وقسمت صف الشعب”، عبارة بالتأكيد قالها ولكن باللغة الفرنسية كثيرون من الذين حاولوا أن يصوروا النظام الفرنسي في القرن الثامن عشر بوصفه فترة ظللها الهدوء السعيد الذي أنهته الثورة الفرنسية إلى الأبد.
في كتابه (التاريخ الاجتماعي للثورة الفرنسية) يقر المؤرخ نورمان هامبسن بحقيقة أن الثورة جعلت المجتمع الفرنسي منقسمًا؛ “حيث لم يجمع الفرنسيون في أي فترة من الفترات التالية للثورة على شكل الدستور، ولا على السياسة الاقتصادية التي يجب أن تتبعها الحكومة، ولا على مكان الكنيسة من الدولة”. لكنه يلفت الانتباه إلى أن تصوير الفترة التي سبقت الثورة بأنها فترة الهدوء السعيد هو محاولة للتضليل الخطير؛ لأن الانقسام الذي عاشه الفرنسيون لم يوجد فجأة مع الثورة، بل كان بسبب “الاستقرار الظاهري” الذي عاشته فرنسا في ظل حكم الملكية وفي ظل وجود المجتمع الإقطاعي المتنافر مع تقدم العصر، وفي ظل السلطة الصورية التي كانت تتمتع بها كنيسة فقدت سمعتها، وأن كل ذلك ظل يقوم بتوليد مشكلات وصراعات تحت السطح أخذت تشتد حتى كان مصيرها الانفجار الذي لم تعد بعدها فرنسا كما كانت.
لم تتعلم فرنسا بسهولة أن الديمقراطية لا تعني أن يتفق الناس مع بعضهم في الرأي، بل أن ينجحوا في إدارة صراعاتهم مع بعض في ظل القانون الذي يمنع تحول المجتمع إلى غابة، وبالتأكيد لم تحل فرنسا كل مشاكلها حتى الآن، لأنه لن توجد على الإطلاق دولة تحل كل مشاكلها، لكنها بالتأكيد أصبحت أكثر تقدمًا، ربما لأنها لم تعد تعتبر اختلاف الناس في الرأي مشكلة.
حكاية ليست أخيرة
في 23 مارس 1933 عقدت الجلسة الافتتاحية للبرلمان الألماني (الرايخستاج) في دار أوبرا كرول الواقعة بوسط برلين بعد أن دمر حريق مبنى البرلمان الأصلي قبل أسابيع، وكما يروي كيفن باسمور في كتابه عن (الفاشية): دخل النواب إلى القاعة وسط احتشاد من جموع من شباب يرتدون شارة الصليب المعقوف وينادون النواب بأوصاف مثل خنازير الوسط أو خنزيرات الماركسية، برغم أنه كان قد سبق اعتقال النواب الشيوعيين لاتهامهم بإحراق مبنى الرايخستاج، وتم احتجاز عدد غير قليل من الاشتراكيين، وألقي القبض على أحدهم لدى دخوله المبنى، واصطف أفراد كتيبة العاصفة النازية وراء الاشتراكيين وسدوا مداخل المبنى ومخارجه.
كان البرلمان يومها منعقدًا لهدف واحد هو تمرير قانون تمكين يمنح الزعيم الألماني أدولف هتلر سلطة إصدار قوانين دون موافقة البرلمان، حتى إذا كانت قوانين تخالف الدستور، لكن إصدار ذلك القانون نفسه كان يتطلب تعديل الدستور، وهو ما لم يكن يمكن أن يتم بدون موافقة أغلبية الثلثين، ولذلك كان النازيون يحتاجون إلى دعم المحافظين، وهو ما جعل هتلر في خطابه أمام البرلمان يتعهد للمحافظين بأن تمرير هذا القانون لن يهدد وجود البرلمان ولا منصب زعيمهم الرئيس هيندنبورج، لكي يصوتوا لقانون التمكين، في البدء نجح هتلر في السيطرة على نفسه خلال إلقاء الخطاب بشكل استثنائي، لكنه انفعل فجأة داعيًا لإعدام مدبر حريق الرايخستاج متوعدًا الاشتراكيين بأشد العقوبات، ليهتف النواب النازيون في نهاية كلمته “ألمانيا فوق الجميع”.
يومها، امتلك رجل وحيد الجرأة ليشق الصف الواحد الذي بدا أنه يقود ألمانيا إلى سماوات المجد، كان ذلك النائب الاشتراكي أوتو فيلز الذي وقف ليرد على هتلر بشجاعة مستندًا إلى “مبادئ الإنسانية والعدالة والحرية والاشتراكية”، وبرغم أنه كما يروي السفير الفرنسي الذي حضر الجلسة كان يتحدث بنبرة أشبه بصياح طفل مضروب، إلا أن الجميع كان مذهولًا من كلمته، خصوصًا أنه ختمها بالإعراب عن أطيب أمنياته لأولئك الذين تحفل بهم السجون ومعسكرات الاعتقال، كعادة الطغاة لم يكن هتلر سعيدًا بما قاله فيلز، لم يكن كافيًا له أن تصفق له كل ألمانيا وأن يجتمع الكل على محبته وتأييده، ولذلك فقد قام ليرد على فيلز بعصبية محمومة، متّهمًا الاشتراكيين بأنهم قد عذبوا النازيين طوال 14 عامًا، مع أن النازيين لم يكونوا يعاقبون على أنشطتهم غير المشروعة إلا بأخف العقوبات، وعندما أطلق النواب الاشتراكيون صيحات استهجان، تعالت صرخات النازيين من داخل القاعة وخارجها “سوف تعدمون شنقًا اليوم”.
يومها وافق البرلمان على قانون التمكين لهتلر، بأغلبية 444 صوتًا مؤيدًا مقابل 94 صوتًا معارضًا من الاشتراكيين الذين جرؤوا يومها على شق صف الأمة الألمانية، وهو ما أطاح بسيادة القانون وأرسى الأساس لسلطة قائمة على إرادة الفوهرر، ليمنحه ذلك القانون الحق في اتخاذ ما يراه مناسبًا لتحقيق المصالح العليا للشعب الألماني ضد أي شخص يعتبره عدوًا للأمة الموحدة، وكان الاشتراكيون الذين جرؤوا على الرفض أول ضحاياه، لكن قائمة الضحايا اتسعت فيما بعد لتشمل كل مؤيدي هتلر ومنافقيه وموالسيه والمبررين له والصامتين عليه، لتتخلص ألمانيا من كل أعدائها وتصبح بلدًا موحّد الصف، دون أن يدري أهلها أن ذلك الصف الموحد لم يقدها إلا إلى الدمار الشامل.
خاتمة
ولعلك كنت تعلم قبل قراءة هذه الحكايات أنه عندما تتحدث وسائل إع.. لامنا عن ضرورة اجتماع المصريين على قلب رجل واحد، فإنها لا تعني أبدًا أن يتوحدوا على أرضية مبادئ مشتركة مثل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وغيرها من المبادئ التي اجتمع عليها أحرار المصريين في ميادين التحرير، ليس لأنهم نسوا اختلافاتهم، بل لأنهم أدركوا أن اختلافاتهم لا تتعارض مع أن يتفقوا على مبادئ مشتركة أصبحت من شروط التقدم الإنساني، أما التوحد الذي تعنيه وسائل الإع.. لام الآن وبالأمس ودائمًا هو توحد على تمجيد شخص القائد الملهم الضرورة، وعلى الحفاظ على حق مؤسسات الدولة المترهلة الفاشلة في أن تمارس المزيد من النهب والسلب والفساد دون رقيب ولا حسيب.
وإن كنت لست متأكدًا من ذلك، جرب أن تتحدث مع أحد الذين يتحدثون عن أهمية التوحد وخطورة شق الصف، لتقول له في البداية إنك من أنصار الرئيس الملهم القائد الضرورة عبد الفتاح السيسي، وإنك لا ترى غيره بديلًا ولا أملًا، وستجد منه حفاوة شديدة فور أن تقول له ذلك، ثم جرب بعدها أن تقول له نقدًا لممارسات جهاز الشرطة التي تقوم كل يوم بتجذير مشكلة الإرهاب وتعميقها، أو نقدًا لارتفاع ميزانية الشرطة والجيش على حساب ميزانية الصحة والتعليم اللتين لن تنهض البلاد إلا بهما، أو أي نقد من أي نوع لأي من مؤسسات الدولة الفاشلة، وعندها ستجد نفسك وقد تحولت فجأة من خانة الأحرار المحبين لمصر إلى خانة الأعداء الراغبين في شق الصف، لتدرك أن دورك في الصف الوطني المفترض أن تتحول إلى حيوان أخرس يسير خلف قائد القطيع دون أن يمتلك حتى حق السؤال على وجهة سير القطيع، فضلًا عن حق الاعتراض على طريقة قيادته للقطيع، وعندها ستحمد الله لأنه جعل لك قلبًا اخترت له أن يظل حيًّا بدلًا أن تميته بإرادتك، لكي يظل الرجل الواحد باقيًا على كرسي الحكم.
اللهم لا تجمعنا على قلب رجل واحد، واحفظ لنا قلوبنا نابضة بالحياة والسؤال والشك حتى يأتينا اليقين.

نيويورك تايمز تعرض ملامح استعادة الموصل وتوقيت الهجوم على داعش


المصدر وطن
نقلت صحيفة نيويورك تايمز في عدده الصادر في 3 تشرين الثاني 2014 عن قادة عسكريين أمريكيين قولهم بأن القوات العراقية مدعومة بالطائرات الأمريكية المقاتلة ومئات الخبراء العسكريين الأمريكيين المتواجدين في العراق، تخطط لشن هجوم عسكري واسع ضد معاقل قوات تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وذلك بحلول فصل الربيع المقبل في العام 2015.
وذكر مراسلا الصحيفة مايكل غوردون و ايريك شميدت بأن الحملة العسكرية التي يتوقع لها المسؤولون الأمريكيون أن تواجه مصاعب لوجستية وسياسية جمة تهدف إلى القضاء على قوات (داعش) وانهاء قبضة التنظيم على محافظتي نينوى والأنبار، وفتح الطرق الرئيسية التي تربط محافظات العراق الشمالية والغربية ببعضها البضع وتأمين الحدود مع سوريا بغية بسط سلطة الحكومة في بغداد على البلاد. كما تقضي الخطة المقترحة بعزل قوات (داعش) في مدن مثل الموصل والرمادي واضعاف قدراتها ومن ثم تشن القوات الحكومية وقوات البيشمركة هجوما عليها بعد أن تكون قواها قد انهكت.
أضافت الصحيفة بأن الهجوم المزمع تنفيذه يجري التخطيط والاعداد له بمساعدة الخبراء الامريكيين الذين أكدوا بأن القوات الحكومية في بغداد ستكون بأمس الحاجة لاضافة ثلاث فرق عسكرية إلى صفوفها من أجل البدء بالحملة، أي نحو عشرين ألف جندي حكومي اضافي.
وأوضحت الصحيفة أن القوات الأمريكية قد هيأت مقراً لقائد القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط الجنرال جيمس تيري الذي سيشرف على قوة مهمات خاصة انشئت لهذا الغرض يكون مقرها في الكويت، في حين سيكون الجنرال بول فونك مشرفاً على مئات الخبراء والمدربين الأمريكيين الذين يعملون مع القوات الحكومية في بغداد.
وتتوقع المصادر الأمريكية بأن تكون القوات الحكومية في بغداد بحاجة إلى مشورة القوات الامريكية على غرار ما حدث في الهجوم الذي شنته هذه القوات سنة 2008 على الميليشيات الشيعية في البصرة حيث انهارت القوات الحكومية أمام تلك الميليشيات لحين وصول القادة الأمريكيين الذي اشرفوا على القوات العراقية وغيروا اتجاه المعركة.
من جانب آخر، أكدت الصحيفة بأن واحدا من المعوقات التي تواجه التخطيط لانجاح الحملة هو تحديد الإدارة الأمريكية عدد الخبراء العسكريين الأمريكيين في العراق بنحو 1600 جندي، في حين ذكرت الصحيفة بأن عدد الجنود الأمريكيين المتواجدين اليوم في العراق بلغ 1414 جنديا أمريكيا. وفي الوقت الذي يأمل فيه القادة العسكريون الأمريكيون بتعزيز تواجدهم في العراق بنحو 3500 جندي امريكي إضافي، تفيد المصادر بأن القوات الحكومية تكبدت خسائر فادحة في معارك شنتها مؤخرا ضد المتمردين. إلى ذلك، أكد مسؤول عسكري رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة تعتمد أيضا على ما سيقدمه حلفاؤها لدعم الجهود العسكرية حيث تعهدت كل من استراليا وكندا والنرويج بارسال المئات من القوات الخاصة إلى العراق

06 نوفمبر 2014

عبدالله النجار يكتب: حقيقة الصراع



مصر ليست دولة هامشية بموقعها الجيوغرافي وتعدادها السكاني وطبيعتها التاريخية وبالتالي تؤثر بشدة وكذا تتأثر بمجريات الأحداث حول العالم كل العالم وبالتالي ينبغي الأخذ في الاعتبار كل مستوى من مستويات الصراع عند تحليل أي حدث في الداخل المصري وحتى لا نشعب الموضوع في المستوى العالمي الذي يحتاج لكثير من الدراسة والتحليل سأتناول حقيقة الصراع على مستوى الداخل المصري مع الإشارة أن القضية الأم هي الانعتاق من الاستعمار ومخلفاته والسعي للامتلاك الإرادة ، في الداخل المصري ليس الصراع بين إسلام وكفر وبين إخوان وعسكر وإنما حقيقة الصراع بين دولتي يوليو 1952 ويناير 2011 بين دولة عسكرية تحولت إلى مملكة الجنرالات يملكون البلد تماما كما الملوك وزرعوا لذلك تنظيما طليعيا في كل مرافق الدولة ورسخوا لبيروقراطية مقيتة تقيد الدولة وتجعلها عصية على تغير سياستها العامة الداخلية، زرعوا تنظيما طليعيا في مؤسسات القوة العسكرية والأمنية (دفاع وداخلية) وفي مؤسسات العدالة (القضاء والنيابة) وفي مؤسسات المال والأعمال (رجال الأعمال) وفي مؤسسة التسويق لدولتهم والاغتيال المعنوي للخصوم وخلق الرأي العام (الإعلام) هذا التنظيم الطليعي قائم على المصالح المالية يمنح نفوذا لكبار منتسبيها في كل أرجاء الدولة فهم السادة الأمراء أفراد الأسرة المالكة وفي المقابل يرسخ هذه الإمتيازات عل شكل قناعات لدى قواعد جماهيرية ويشكل وعيا عاما يبرر من تلقاء نفسه مفهوم السادة والعبيد فجيش عظيم دون مبرر للعظمة وشرطة باسلة وقضاء شامخ وإعلام عريق كلها دون أي مبررات والجماهير تقتنع وتغني سابقا للزعيم الخالد ثم اخترناك وأخيرا تسلم الأيادي إنها جماهير وقاعدة شعبية شئنا ذلك أم تعامينا عنه، لم يكن ثمة تنظيم مناهض للطليعي هذا قادر على التنغيص عليه من خلال قواعد شعبية سوى التيار الإسلامي وفي القلب منه الإخوان المسلمون لذا عمل التنظيم الطليعي بماكينته الجبارة على مواجهة التيار الإسلامي ليس كونه إسلاميا وإنما كونه القادر على زعزعت الطليعي، واختلفت وتيرة وأسلوب المواجهة بين فصيل وآخر وبين حقبة وأخرى، ناصر والإخوان، السادات والجماعة الإسلامية، مبارك والمواجهة التدريجية مع الجميع وخلق سقف للحرية لم تكن الظروف مواتية لرفعه أو تحطيمه حدث ذلك حتى ثورة الياسمين التونسية والتي تأثرت بها مصر فكانت ثورة يناير الهادفة لبناء دولة يناير 2011 والقضاء على دولة يوليو 1952 وبدأ الصراع الماثل أمامنا اليوم والذي أصبح صفريا بين الدولتين، هذا الصراع كان حتميا وكاد أن يكون في أي وقت سابق عن انقلاب الثالث من يوليو لكنها أولا أقدار الله ثم تدابير دولة يوليو المخابراتية لتوقيت المواجهة حيث التوقيت الأصعب عل التيار الإسلامي وفي القلب منه الجماعة ثم عجز دولة يناير عن إدارة المشهد واشعال المواجهة في توقيتات أفضل بكثير وكان الأسلوب الإصلاحي لجماعة الإخوان هو السبب في ذلك والذي استغلته دولة 1952 جيدا، واقع المواجهة الآن أن الصراع محتدم للغاية والأطراف الخارجية تترقب وتذكي الصراع باتجاه عدم الانعتاق من الاستعمار وإمتلاك الإرادة أظن أن الواقع لن يكفيه بضعة أسطر لتوصيفه ويحتاج لمقالات أخرى وهنا فقط حقيقة الصراع.

مهزلة.. شاهد كيف تناول الاعلام حوادث السير في عهدى مرسي والسيسي

 

عبدالله شبيب يكتب: في عالمنا..طغاة عملاء يحاربون شعوبهم!

قد يذكر التاريخ في المستقبل أعاجيب ظهرت في هذا القرن- وفي منطقتنا العربية بالذات!- ...ونادرا ما كانت تحصل ..حيث يشن بعض الطغاة الفاسدين ..العملاء الدمويين .. حروبا طاحنة ضد شعوبهم- أو قطاعات عريضة منها!- مستعملين الجيوش التي حشدوها لخدمتهم[ أي خدمة الطغاة] ومولوها وسلحوها من دماء وأقوات الشعوب التي يذبحونها !! بينما مهمتها أن تدافع عن تلك الشعوب وبلادها !
هذه ظاهرة غريبة شاذة .. لو قيلت من قبل لما صدقها احد لكننا نعيشها واقعا أليما مشهودا مأساويا مجردا من الإنسانية ومن كل ما يمت إليها بصلة!!
ذلك أن العبث الصهيوني بلغ مداه ؛ فمعروف من قبل أن بعض الشعوب تكون كارهة لحكامها لاستئثارهم ونهبهم وتجاوزهم وظلمهم..وأن الشعوب تثور على الطغاة كما تثور على المستعمرين والمعتدين-..ولكن أن يستعمل الطغاة كل تلك القوة والأسلحة لتدمير الشعوب ..وبنيتها التحتية ..التي من المفروض أن يحافظ عليها أي مسؤول فهي من مسؤوليته!..ولكنهم يدمرون حتى بيوت الناس وأكثر الأحيان فوق رءوسهم ..كما يفعل مجرم الشام .. الذي يشن حربا قذرة بلا هوادة ضد شعبه منذ أكثر من ثلاث سنوات!
وقد كانوا يستجدون الدخول قي خدمة أمريكا المعتدية وحلفها ..وتحت [بنديرتهم] فلما لم يأبهوا بهم..رحبوا - على لسان المعلم وزير خارجيتهم- بالعدوان الأحنبي وقالوا أنهم يستفيدون منه! ..يعني تصديق نظرية أن العدوان التحالفي لتثبيت عرش بشار واستمرار الحرب الطائفية النتنة المشبوهة!
ومثل بشار طغاة عملاء آخرون في مصر وفي العراق .. ولأن الصنم اليهودي الفاسد في ليبيا قد قتل اختار الموساد والسي آي إيه أحد ضباطه الذين تدربوا جيدا في الولايات المتحدة – على عين السي آي إيه .. فجمع حوله [ فلولا] من الموتورين والجناة الذين كانوا أدوات لطغيان ابن اليهودية القذافي .. وكانوا سياطا يجلد بها شعبه ويظلمه ويسرقه ويهتك أعراض من يشاء منهم – وأولهم هؤلاء الأتباع الأذلة!-..فانضم هؤلاء وغيرهم ممن أغرتهم الرشوات السخية من بعض أعداء الإسلام الممولين لكل من حارب الإسلام الصحيح وأنصاره.. !
[ ملاحظة وإضافة محدثة: قضت المحكمة العليا في ليبيا مؤخرا ببطلان مجلس النواب الليبي ! وهذا يذكرنا بقرارات المحكمة الدستورية المصرية أيام مرسي في مصر[ محكمة محمود عبدالمجيد وتهاني الجبالي!] ..وكيف تبين – وأثبتنا ذلك بالوثائق والبراهين- أنها مخترقة بالكامل من أمريكا واليهود!.. فهل تكررت المأساة في ليبيا؟ خصوصا وأن فيها حكومتين ومجلسين .. فيا ترى ما حدود [ شرعية] ما يسمى المؤتمر الوطني الليبي؟ إذا كان الذين انتخبهم الشعب ليسوا شرعيين .. فما مدى شرعية من احتشدوا دون انتخاب ولا ما يشبهه ولا يمثلون أحدا؟!!
فإذاعرفنا أن المجلس المطعون في شرعية انتخابه مع الوطنيين الليبيين المتمسكين بالثورة والحرية – وفيهم الإسلاميون ( انتبه!) ..وأن المؤتمر الوطني مع المشبوه حفتر[عميل الموساد والسي آي إيه ومبعوثهما ..وخليفة القذافي ].. ومن معه من فلول النظام الفاسد البائد ..والمرتشين بالمال الحرام الوافد ! .. وبعض القبليين المخدوعين والجاهليين .. عرفنا سر الأمر!
ترى هل السر في رشوات صبيان الموساد أعداء الإسلام .. المشار إليهم سابقا؟! ..فمن اشترى الذمم في مصر يشتريها في غيرها ..وثبت أن القضاء الذي يجب أن يكون بعيدا عن أي غرض او تأثير .. يشترى ويباع ..كما نرى في [ القضاء القرقوشي البعكوكي المصري ] !!
وعلى كل فقد رفض المجلس المطعون في شرعيته وأنصاره حكم المحكمة ..وطعنوا فيه وثاروا ضده !
وللأسف .. فإن ذلك سيفاقم الوضع في ليبيا أكثر !! خصوصا وأن التدخلات الخارجية من عملاء الموساد – خاصة – لا تنتهي .. وسيول الرشوات لا تنقطع!!
وقريبا كان [الخنزير برنار ليفي في الجوار بتونس وقال إنه جاء بخصوص ليبيا لا تونس _ يعني أنه يواصل التآمر والتحريض ..وهو صاحب نظرية الانقلابات والإبادات لتجنب صعود الإسلاميين ..!
فهل يعقل العاقلون؟ وهل يبصر المبصرون؟! أم على قلوب وعيون أقفالها؟]
اللهم ألهم الليبيين الرشاد ووفقهم لمصلحة وحماية البلاد؛ وخلصهم من كل عوامل الفساد ؛ واحقن دماءهم!. ..واحم ليبيا من جميع أعدائها الداخليين والخارجيين ..ورد كيد المتآمرين في نحورهم..واحرمهم كل أدوات تآمرهم ..إنك على كل شيء قدير!!..آمين ..أمين..]
أما اليمن فهي على الطريق .. وقد عربد فيها أذناب إيران [ الحليفة الخفية للولايات المتحدة والصهيونية] ..,وإن غطت خيانتها بشعارات براقة كذابة ! وفي البلدين – يجري استهداف الإسلاميين المعتدلين الإصلاحيين خاصة!
فتش عن الموساد..!:
.. لا شك أن معظم ذلك من تدبيرات الموساد الذي يعمل – وشركاؤه – ليل نهار لتوهين هذه الأمة ..وإثارة الفتن فيها –وبعتبر الإسلام الصحيح المتكامل ودعاته خطرا عليه وعلى عملائه وأذنابه!- ..ولما خشي أن تخرح النظم عن طاعته – وتبطل الالتزام بحمايته .. تدخل – بمؤامراته المعروفة وكيده المحكم ..وشبكاته المتنوعة والمعززة والممتدة .. فأشعل ثورات مضادة..! وقلب الربيع العربي على رؤوس أصحابه !!..وكاد يحوله خريفا بل فعل كما في مصر والعراق واليمن..إلخ ..وأخر تحركه في بلاد أخرى كانت تنتظر!
.. ولكننا نبشره ونبشر أدواته ..أن الحال لن يدوم وأن الشعوب لا بد ان تبلغ غاياتها وتتحرر وتملك قرارها وقيادها بنفسها !

فيديو .. انهم قتلوا البطل سليمان خاطر



"الابواب الخلفية" حلقات نارية تفضح الجواسيس المزودجين

الصبي الذى خدع السادات
الجاسوس الذى بكت عليه مصر واسرائيل معا
دور سعد الشاذلي في حرب اكتوبر
اميرة الجواسيس التى خدمت اسرائيل كثيرا
طارق عبد الجابر يكشف حقيقة لقائه برئيس الموساد
اشرف مروان كنز اسرائيل الاول
طارق عبد الجابر ورئيس الاكوادور
سر مايك هراري

توفيق بوعشرين : من المسؤول عن شيطنة الإسلاميين؟

كاتب وصحفي مغربي، رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم" المغربية. 
الإعلام الغربي مسرور بهزيمة حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات أمام "نداء تونس". والديبلوماسيون في أوروبا يتنططون فرحاً لقدرة حزب علماني، يقوده شيخٌ على حافة الغروب، من هزيمة حزب أصولي في انتخابات مفتوحة، من دون تزوير ولا انقلاب ولا تعليق للعملية السياسية. ووكالات الأنباء العالمية مهتمة كثيراً بالنتيجة، وبردود فعل راشد الغنوشي الذي أقرَّ بالهزيمة، وهنأ خصمه. الجميع فوجئ من ردة فعل غير معتادة في هذه المنطقة، حيث الرابح يأخذ كل شيء والخاسر يفقد كل شيء.
لعقود، سادت القناعة في أوروبا وأميركا أن اليساريين والليبراليين وعموم العلمانيين، في العالم العربي، لن تقوم لهم قائمة أمام المد الأصولي الذي يستحوذ على القاعدة الاجتماعية الفقيرة والمتدينة والغاضبة، وأن الحل هو الرهان على الأنظمة السلطوية، لأنها الذراع الواقي من آفة الأصولية الدينية التي لا تحب الغرب، ولا ترى أن مصالحه يمكن أن تتعايش مع مصالحها. الديمقراطية آلية صالحة لكل زمان ومكان، إلا في العالمين، العربي والإسلامي، بحسب منظّري اليمين الأوروبي والأميركي، لأن هذه الديمقراطية تلد من بطنها عدواً لها. لهذا، لا داعي لزراعة هذه النبتة في الصحراء العربية.
كيف سقط الغرب، بمراكزه العلمية ومؤسساته السياسية وإعلامه القوي وأجهزة مخابراته المطلعة، في هذا الفخ، وأصبح يرعى الاستبداد باسم الخوف على الديمقراطية من أعدائها، وينظّر للاستغناء العربي من القاعدة الديمقراطية؟
ثلاثة تفسيرات لهذا المأزق الذي وضع الغرب نفسه فيه، ووضع معه مستقبل الانتقال الديمقراطي في البلاد العربية في أزمة كبيرة. أولها التفسير التقليدي أن للغرب مصالح، وليس له مبادئ خارج حدود دوله، فلا يخجل من دعم الاستبداد إذا يخدم مصالحه ويرعى امتيازاته، ويضمن تدفق النفط إلى مصانعه، ويبقي الأسواق مفتوحة أمام منتجاته، وإن تناقض هذا الاستبداد مع قيم الحداثة والتطور. ويعطي هذا التفسير مثالاً ملموساً بعلاقة الولايات المتحدة مع السعودية، حيث تدعم واشنطن نظاماً يناقش أحقية المرأة في قيادة سيارة في القرن الحادي والعشرين.
يقول التفسير الثاني إن اليمين المسيحي الإسرائيلي، النافذ في مراكز قرار عدة في أميركا وأوروبا، خطف العقل الاستراتيجي والسياسي في الغرب، بخصوص هذا الموضوع، وهو الذي يشوه صورة الحراك العربي وثوراته ونضالاته لصالح إسرائيل والاتجاهات المسيحية المتعصبة، والتي لا تطيق أن ترى زواجاً محتملاً بين العرب والديمقراطية، لأن ذلك يكسر الصورة النمطية التي تسوقها عنهم في العالم. لهذا، لا تتوقف عملية شيطنة الإسلاميين في الغرب، ونقل كليشيهات مضللة عن الشرق الخامل سياسياً، والذي لا يلد إلا الأصوليات المتشددة في طبعاتها المتعددة، كلما أتيحت له الفرصة، وذلك بفعل تأخر ثقافي بنيوي مزعوم، وبفعل فشل مهمات الإصلاح الديني، فشعوب العالم العربي، حسب هؤلاء، لم تخرج بعد من القرون الوسطى الأوروبية قبل خمسمائة عام. إذن، الحل هو دعم النخب المستبدة العلمانية، لأنها أقل ضرراً من مفاجآت صندوق الاقتراع. 
يعيد التفسير الثالث الموقف الغربي المتردد في دعم مسار التحول الديمقراطي في العالم العربي إلى عامل ذاتي لدى الحركات الإسلامية نفسها، والتي لم تنجح في الدفاع عن قضيتها، ولا اهتمت بتشكيل رأي عام في الغرب، يدعم مطالبها، وينحاز للقيم المشتركة بينها وبين الأمم الأخرى، وفي مقدمها الحرية (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً). الإسلاميون، ومنذ نصف قرن، وهم يخاطبون أنفسهم فقط، ويحشدون للعداء مع الغرب كل الغرب، من دون تمييز، وينظّرون للمفاصلة والتميز عن الآخر، وتركوا لخصومهم مهمة بيع صورتهم لدى الغرب. وعندما أتيحت لهم فرصة الحكم، أقاموا نظاماً للملالي في إيران، أو نظاماً للعسكر (المؤمن) في السودان، أو نظام أمير المؤمنين كما نحته الملا عمر أولاً والبغدادي ثانياً.