07 سبتمبر 2014

د. مصطفى النجار يكتب : قصة طفل من الإرهابيين أعداء الوطن

تجلس والدته منذ تسعة شهور فى قريتها بمحافظة القليوبية تنتظر أن يدق الباب ويدخل ليعانقها ويقبل يديها كما تعوّد لكن الباب لا يدق ودموعها لا تتوقف وصرخات طفلها ودموعه تحاصرها منذ قابلته عقب اعتقاله فى 25 يناير 2014 فى الذكرى الثالثة للثورة كان يصرخ منهارا ويقول لها ولأبيه : خرجونى من هنا انا هموت انا اتبهدلت وشفت الموت بعينى عشان اعترف انى ارهابى ومعايا متفجرات انا مش عايز اعيش فى البلد دى خلاص .. مش عايز أعيش أصلا !
(محمود محمد ) طفل يخطو لمرحلة الشباب بسنين عمره السبعة عشر ، جسده ضئيل ووجهه يفيض بالبراءة والرغبة فى المرح مثل كل طفل خرج لهذه الحياة ، رغم صغر سنه إلا أنه مدرك لما يدور حوله ويتحدث مع زملاءه بالمدرسة عن ثورة يناير التى هى أعظم حدث فى تاريخ المصريين الحديث ، يقول لهم إن كرامة الانسان حق إنسانى لا يجب أن يفرط فيه ، توجع قلبه الانتهاكات وما يسمعه عن قصص التعذيب لكنه لم يتخيل أن يوما سيأتى ليكون واحدا من أبطال حفلات التعذيب
يحتفظ منذ الثورة بتيشيرت مكتوب عليه ( وطن بلا تعذيب وطن نحيا فيه بالكرامة ) يرتديه تحت ملابسه أحيانا مثل أى شاب يرتدى تيشيرت داخلى خاصة فى أيام الشتاء ، كان يركب ميكروباص عائدا إلى بيته يوم 25 يناير 2014 وتم إيقاف الميكروباص فى كمين على الطريق الدائرى أعلى منطقة المرج وتم تفتيش كل من فيه واكتشفوا أنه يرتدى هذا التيشيرت تحت الجاكت الواقى من المطر ، أصابهم غضب شديد وكأنهم اكتشفوا قنبلة نووية يخفيها فى طيات ثيابه وسيفجرها بهم ، سحلوه على الأرض وضربوه بأقدامهم وأيديهم وهم يسبون أمه وأبيه ، وبدا المشهد كأن كلمة التعذيب محببة إليهم ومقدسة وتم إهانتها والنيل منها لذلك فهم يذودون عنها ذود الرجل عن عرضه وذود الجندى عن وطنه !
وبعد وصلة من التعذيب والإهانة اقتادوه الى قسم الشرطة القريب من الكمين حيث فوجىء أن ما حدث له بالكمين كان دعابة ومزاحا بالمقارنة للجحيم الذى اصطلى به فى هذا المكان ، أربعة أيام كاملة قضاها بين الموت والحياة ، يهتز جسده ويرتجف من شدة الصعق بالكهرباء ، يصرخ فيهم : انا عملت ايه ؟ انا ما كنتش فى مظاهرات ولا عملت حاجة انا كنت مروح بيتنا وقبضوا عليا من الكمين ، يصفعونه ويقولون : اخرس يا ارهابى يا بن ال ... انت كنت واخد فلوس من الاخوان عشان تجيب متفجرات وتحطها فى المكان اللى قالوا لك عليه ، يصرخ : اخوان ايه ومتفجرات ايه ؟ أنا أبعد مشوار بروح فيه هو دروس المدرسة انتم بتعملوا فيا كدا ليه ارحمونى
لم يرحمه أحد وحين خارت قواه من شدة الألم والجزع قالوا له سنتركك لكن ستعترف أمام كاميرا الفيديو أن هذه المضبوطات من سلاح ومتفجرات ومنشورات هى ملكك وضبطناها معك وانك قابض من الإخوان لعمل افعال تخريبية ، بكى الطفل وهو يصرخ : والله ما عملت حاجة حرام عليكم انتم هتطلعونى مجرم ، لم تثنهم دموعه وتوسلاته وتحت الضغط والتهديد باستئناف العذاب فعل ما يريدون حتى يتوقف عذابه !
طفل أقصى ما حمله على ظهره هو شنطة مدرسته صار اليوم ارهابيا خطيرا يتنقل بالمتفجرات ويزرعها ليقتل البشر ، هكذا بجرة قلم حولوه الى ارهابى وألقوا به فى سجن أبو زعبل ثم سجن الاستئناف ليحبسوه احتياطيا علي ذمة القضية رقم 715 لسنة 2014 اداري المرج ، تسعة شهور بلا محاكمة ، تسعة شهور وقلب أمه ينفطر ويضيق الحال بوالده المريض الذى يحتضر وهو يرى ابنه يتعرض لظلم بشع لا يستطيع رفعه عنه
إذا كنا سنقوم بتأليف كتاب ( كيف نصنع الإرهاب ) فقصة الطفل محمود صفحة من صفحاته وقصص أخرى مشابهة لا ندرى بها ولم تصلنا مازالت تحدث والناس تتهامس بها فى خوف والبعض ينكرها ويهاجم كل من يحكى عنها ويتهمه بالاساءة للشرطة والتآمر على الوطن
إذا كان توصيل صرخة المظلوم مؤامرة فلنكن متآمرين ، إذا كان رفض إهدار كرامة البشر والظلم والاعتقال العشوائى جريمة فنحن مجرمون ، ربما لا نستطيع أن نرفع عن محمود وأمثاله هذا الظلم الصارخ ولكن السكوت عن هذه المآسى خيانة للوطن لأن من يحب الوطن ويخشى على الدولة من الانهيار سيتصدى للظلم وقمع البشر لأن الدولة التى تسحق الانسان لا تبقى !
إذا شكك من اعتادوا التشكيك وأدمنوا التبرير فى قصة محمود فارجعوا إلى أسرة محمود وقابلوا أبيه وأمه وأخيه ( طارق محمد أحمد حسين ) فهم مصدر حكى هذه المأساة وحاكموهم إن كانوا كاذبين ، إلى كل من تبقى لديه ذرة ضمير فى هذا الوطن تذكر أن صمتك أو تبريرك يجعلك شريكا فى الظلم أمام الله ، إلى كل من تحمل مسئولية فى هذا الوطن قبل أن تنام تذكر صرخات الطفل محمود وتخيل أن ابنك مكانه وتذكر أن الله أعطاك فرصة لرفع الظلم حين تقرا هذه الكلمات فهل تفعل ذلك ؟ أم تتجاهله ؟
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
من يحب الوطن ويتشدق بالوطنية فليرفع الظلم وليتضامن مع المظلومين ، من يخشى على مصر من الخطر فالخطر الأكبر أن يكفر أطفالها وشبابها بمعنى الوطن الذى يُظلمون فيه ويُسحقون
اللهم نبرأ إليك من عجزنا اللهم نشهدك أننا ننصح خوفا على هذا الوطن وناسه من انتقام المظلومين وثورة اليائسين ، الحرية لكل معتقل مظلوم نحبه أو لا نحبه ، نعرفه أو لا نعرفه ! العدالة للجميع ..

صحيفة أمريكية : "السيسى" سهَّل خلع "مبارك" للإبقاء على حكم العسكر

فى تقرير لها نشر، أول أمس، حذرت مجلة "فوربس" الأمريكية من الممارسات القمعية التى يلجأ إليها نظام الانقلاب ضد معارضيه فى مصر، مؤكدة أنه لا استقرار فى مصر فى ضوء القمع.
وذكرت المجلة أن "الاستبداد الحالى فى مصر تمنّاه الرئيس المخلوع حسنى مبارك"، معتبرة أن "الثورة فى مصر تلاشت بعد قيام الجيش بإعادة بناء الهيكل القمعى".
وأضافت أن "الجيش المصرى مكّن قائده عبد الفتاح السيسى من الوصول إلى الرئاسة؛ ليسير على خطى جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسنى مبارك؛ معتبرة أنه سهّل قبل ذلك عملية الإطاحة بمبارك؛ لمجرد أن الأخير خطط لتحويل مصر من الحكم العسكرى إلى نظام الأسرة الحاكمة".
ونقلت المجلة عن أحد الدبلوماسيين الأميركيين قوله: "إن نظام السيسى ضعيف"، مشيرا إلى أن "مظاهر الارتباك والازدحام والفوضى تعم القاهرة، ولا يشعر الزائر بالأمن إلا بالقرب من المواقع الحساسة، مثل وزارة الداخلية".
ولفتت، إلى أن "الرأسماليين الذين استفادوا فى عهد مبارك، تلاعبوا بالأسواق فى عهد الرئيس محمد مرسى، مما أدى إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية،
واستغل الجيش المظاهرات؛ لتبرير استيلائه على السلطة".
وتضيف "أعاد الجيش على وجه السرعة إنشاء الدولة العميقة فى مصر، وتولى السيسى المسئولية بدلا من مبارك، وعينت الحكومة محافظين من الجيش، وأحيَتْ الشرطة السرية وأجهزة المخابرات، وفرضت قيودًا صارمة على المعارضة، وحاكمت المتظاهرين أمام محاكم عسكرية، واعتقلت نحو 22 ألف شخص، وتعرض كثير منهم للتعذيب، وأجريت محاكمات جماعية دون أدلة، وحكم على مئات المتظاهرين بالإعدام فى وقت واحد، وعلى مراهقات بالسجن لفترات طويلة؛ لتنظيمهم احتجاجات سلمية، وفرض النظام برنامجًا شاملاً؛ لمراقبة وسائل الإعلام الاجتماعية".
ونقلت "فوربس"، عن أحد المنظمين لحرية الصحافة فى القاهرة، قوله: "قُتل 10 صحفيين، وأطلق النار على العشرات منهم، وجرح أكثر من 100 تعرضوا للاعتداء، واعتُقل عشرات آخرين، وطُرد بعضهم، ومنهم مذيعة شهيرة بعد تلميحها، بأن ما حدث فى مصر انقلاب، واعتراضها على أوضاع الصحفيين بشكل علنىّ.
واعتبرت أن هذا الوقت أسوأ من أى وقتٍ مضى بالنسبة للصحفيين. ورأى مراسل آخر أن الصحافة أصبحت جريمة؛ وأكد التقرير أن "القمع لن يحقق الاستقرار".
وذكرت أن " دانيال بنيامين المسئول بوزارة الخارجية الأمريكية، أكد أن قمع الإسلاميين فى مصر، هو مرحلة أساسية فى ظهور الفكر الجهادى المعاصر".
ورجَّحت المجلة تكرار هذه التجربة، مشيرة إلى ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية فى العراق وسورية، محذِّرة من تحوّل الكثير من الشباب إلى التطرّف، باعتباره السبيل الوحيد أمامهم؛ لتحدى نظامٍ يمنع المعارضة السلمية بشكلٍ متزايدٍ.
ورأت "فوربس" أن "الولايات المتحدة لن تستطيع تغيير الأحداث فى القاهرة". ولفتت إلى أن "إدارة أوباما ارتكبت خطأً كبيرًا بتأييدها مبارك، على الرغم من الاحتجاجات الشعبية، ودعمها لمرسى بعد انتخابه، ثم معارضة الانقلاب فى البداية، وقبوله بعد ذلك، ومباركة خطط النظام العسكرى".
وختمت المجلة تقريرها، بالقول: "يجب على الإدارة الأميركية التوقف عن استخدام المساعدات الخارجية؛ لرشوة قادة الجيش فى مصر، ولا ينبغى على الأميركيين أن يدفعوا مقابل حفظ السلام، أو لأى شئ آخر، وسيبقى نفوذ واشنطن محدودًا، وسيفعل نظام السيسى كل ما يرى أنه ضرورىٌّ؛ للاحتفاظ بالسلطة، ويبدو أن مصر سينتهى بها المطاف لتصبح بلا حرية أو استقرار".

"يو إس إيه توداي": أثرياء مصر يعيشون في منتجعات فاخرة بمعزل عن الشعب!!


قالت شبكة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، إن الأثرياء في مصر يعيشون في مجتمعات ومنتجعات منعزلة؛ للهروب من الشوارع المكتظة وتلوث الهواء، مشيرة إلى مدن الأثرياء تقع على أطراف العاصمة، وتتمتع بملاعب الجولف وحمامات السباحة ومراكز التسوق الضخمة والفيلات الفاخرة.
وأضافت الشبكة- في تقريرها المنشور اليوم- أن هذه المجتمعات تتعرض للانتقادات؛ لأنها لا تقدم حلولا سكنية لأغلبية المصريين.
ونقلت الشبكة عن أمير جوهر، خبير التنمية الحضارية، قوله: "غالبا ما تخدم هذه المجتمعات طبقة العليا في المجتمع من ذوي الوظائف الرفيعة في الدولة"، مضيفا "ينبغي استيعاب وخدمة مجموعة الفئات التي تشكل غالبية السكان في مصر".
وأضاف جوهر "أن هذه المجتمعات تخلق حملا كبيرا على العاصمة، حيث يعتمد من يعيشون بهذه المناطق على وسط القاهرة في أعمالهم، مما يعمق من خنق حركة المرور في العاصمة، كما أن الكماليات التي تتمتع بها هذه المجتمعات من ملاعب جولف في الصحراء تقوم على استخدام المياه والكهرباء المدعومتين، مما يرهق البنية التحتية وموارد القاهرة!".
من جانبه قال د. باسل كامل، أستاذ العمارة بالجامعة الأمريكية: "ما يحدث الآن هو صراع طبقي، حيث تتصاعد ظاهرة المجتمعات المغلقة للأثرياء التي انتقلت من العاصمة إلى منتجعات الصحراء". 

06 سبتمبر 2014

فهمي هويدي: لست راض عن نظام السيسي وتصنيف الإخوان جماعة إرهابية خطأ سياسي كبير والحديث عن موتها تمنى

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
هاجم الكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، ووصف تصريح الوزير برفضه المصالحة مع الإخوان بأنه مزايدة غير مقبولة من شخصية غير سياسية.
وأضاف هويدي في لقاء مع “الجزيرة مباشر مصر” مساء الخميس أن إرادة التفاهم لإجراء المصالحة بين الإخوان والسلطة غير موجودة بين الطرفين خصوصا النظام.
وقال هويدي إن الخلاف بين السلطة والإخوان كان في الماضي داخليا ، ولكنه صار هذه المرة خلافا إقليميا، مشيرا إلى أن الإعلام الموالي للسلطة شحن الأجواء في مصر بطريقة باعدت بينها وبين إجراء مصالحة حقيقية.
ودعا هويدي السلطة في مصر لإطلاق باب الحريات، لأنه لا غنى عن الديمقراطية، مشيرا إلى أن كل ما ينسب للإخوان من اتهامات الآن لا دليل عليه، ولم نسمع لهم ردا، لأنهم في السجون .
ووصف هويدي الأجواء التي تعيشها البلاد العربية بأنها أجواء ثورة مضادة للربيع العربي ، مشيرا إلى أنه من خلال متابعته محاكمات مبارك ورموزه، فإنه يستطيع أن يقول إن الهدف ليس ضرب الإخوان فقط، وإنما ضرب الثورة ككل.
وأشار هويدي إلى أن مصر كانت حاضرة في العملية العسكرية في ليبيا، ولكن الدولة الفاعلة فيها هي دولة خليجية، مستبعدا أن يتورط السيسي ويوجه ضربة عسكرية ضد ليبيا.
وعن رأيه في موقف مصر من الحرب على غزة ، قال هويدي إنه لم يكن سعيدا بالموقف المصري، مشيرا إلى أنه تمنى أن يكون موقف مصر أقرب للقضية الفلسطينية.
وقال هويدي إنه يتعامل مع نظام السيسي بمنطق الضرورة، وليس استسلاما وليس رضا بأدائه.
واختتم هويدي مقابلته مؤكدا أن الربيع العربي كان بمثابة تغيير في بنية الإنسان العربي الذي رفع مطالبه بجسارة ضد الأنظمة العربية، وطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة ، مشيرا إلى أنه لا يزال لثورة 25 يناير أنصارها، ويجب استعادتها لاسيما بعد توحش الثورة المضادة.

لو كذبت.. احبكها! بقلم زياد العليمي

ل
(1) أعلن الإعلامى محمد الغيطى فى برنامجه «صحى النوم» الذى أذيع الأسبوع الماضى أن القوات المسلحة المصرية قامت بأسر قائد الأسطول السادس الأمريكى، وهددت بالمزيد، كما أكد الإعلامى أن الفريق مهاب مميش كان قائد العملية المذكورة.
وبغض النظر عن أن عملية كهذه لا يمكن أن تمر دون أن يعرف عنها أحد شيئًا إلا أن الغيطى لم يلتفت إلى أن الأسطول السادس الأمريكى يتخذ من قاعدة الإسناد البحرى فى المياة الإقليمية الإيطالية المحاذية لمطار نابولى، مقرًا له! أى أن القيام بعملية فى مواجهة الأسطول السادس تتطلب اختراق المياة الإقليمية الإيطالية، وهو ما يعنى إعلان الحرب على إيطاليا، وبالتالى يظهر تلفيق الرواية! وإن حدثت فالإعلان عن مسؤولية مصر عنها بمثابة إعلان الحرب على دولة أخرى!.
(2) نشر عدد من الصحف المصرية الجزء التالى من كتاب هيلارى كلينتون بعد ترجمته إلى العربية: «كان كل شىء على ما يرام. وفجأة قامت ثورة 30 يونيو، فتغير كل شىء، كنا على اتفاق مع الإخوان على ضم حلايب وشلاتين للسودان وفتح الحدود مع ليبيا من جهة السلوم وإعلان الدولة الإسلامية فى سيناء يوم 5 يوليو 2013 وكنا ننتظر الإعلان رسميا كى نعترف بها نحن ودول الاتحاد الأوروبى، وفجأة تحطم كل شىء أمام أعيننا دون سابق إنذار».
ونسى الصحفيون محررو الخبر أن هيلارى كلينتون لم تكن تشغل منصبًا رسميًا فى يونيو 2013 وبالتالى لم تكن طرفًا فى أى علاقات دولية تجيز لها هذا الحديث، كما أن كتابها «الخيارات الصعبة» يروى مذكراتها خلال فترة توليها وزارة الخارجية منذ 20 يناير 2009 وحتى 1 فبراير 2013 فقط، أى قبل يونيو ٢٠١٣!!.
(3) نشر عدد من الصحف صورة للممثل الأمريكى جورج كلونى وتحتها تعليق بأن الممثل المشهور تم القبض عليه عام 2012 لانتهاكه قانون التظاهر ولم يطالب أحد بالإفراج عنه كما يحدث فى مصر!
وتناسى محررو الخبر أن كلونى تم القبض عليه بعد أن رفض، والمتظاهرين، الابتعاد عن مقر سفارة السودان بواشنطن والتى تظاهروا أمامها، وليس بسبب التظاهر، وحكم عليه بغرامة 100 دولار وليس بالسجن لمدد تصل 15 عامًا كما يحدث فى بلادنا، وبعد الاحتجاز قابل هو ووفد من المتظاهرين الرئيس الأمريكى لمناقشة مطالبهم!
(4) يراد لنا أن نصدق افتراضات مثل أن تنظيم داعش يستهدف مصر وبدأ ينشط فيها! على الرغم من أن الخريطة التى أصدرها التنظيم نفسه لدولته المفترضة ليس فيها مصر! كما أن داعش اختصار لاسم تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، فإذا أردت أن تحبك الرواية عليك تغيير اسم التنظيم أولاً!.
كما يراد لنا أن نصدق أن الإخوان هم من قتلوا الأولتراس فى مذبحة بورسعيد، وبعدها علينا أن نصدق أن الأولتراس إخوان، وبحسبة بسيطة يتضح لنا أن الإخوان قتلوا الإخوان فى مذبحة بورسعيد، ورغم جرائم الإخوان العديدة إلا أن هذه الكذبة يصعب أن يصدقها عاقل!.
(5) إذا أردت أن تكذب عليك أن تحاول «حبك» الكذبة، فكذبك يصبح مكشوفًا عندما تعتمد على رجال كاذبون يفتقدون المهارة والذكاء الكافى لإقناع أى عاقل بكذبهم. أما بالنسبة لمن يصدق هذه الأكاذيب رغم سذاجتها وسهولة كشفها باستخدام محركات البحث، ففى الحقيقة العيب ليس فيمن يطلق الشائعات والأكاذيب، محاولا خلق حروب وهمية لحشد مؤيدين، بل العيب فى هؤلاء المؤيدين الذين لا يريدون

عايدة سيف الدولة: مصر تعيش أقبح أيام في تاريخها


قالت الناشطة الحقوقية "عايدة سيف الدولة"، أن مصر تعيش أقبح أيام في تاريخها. وأضافت خلال تدوينه لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك:":"لم تكن القاهرة يوما اقبح مما عليه الآن ولم تكن الاحزاب يوماً أكثر بؤساُ ولا الخطاب السياسي أكثر ضحالة ولا النظام أكثر قمعاُ وجبروتاً وبجاحة واحتقاراً للناس أكثر مما هو عليه الآن".

د. فيصل القاسم يكتب: هل «داعش» مسمار جحا جديد لاستباحة المنطقة؟

كم كان وزير الدفاع الإسرائيلي الشهير موشي ديان على حق عندما قال قولته المشهورة: «العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل»! ونحن نقول كم ذاكرتنا العربية والإسلامية قصيرة كذاكرة السمكة، فسرعان ما ننسى لنقع في نفس الأشراك التي لم نكد نخرج منها بعد. لماذا نكرر ببغائياً القول الشريف: «لا يـُلدغ المؤمن من جُحر مرتين»، ثم نسمح لنفس الأفعى أن تلدغنا من نفس الجُحر مرات ومرات؟
لماذا لم يتعلم الإسلاميون من تجربتهم المريرة في أفغانستان؟ ألم تخدعهم أمريكا بالتطوع في معركتها التاريخية للقتال ضد السوفيات ليكونوا وقوداً لها، ثم راحت تجتثهم عن بكرة أبيهم بعدما انتهت مهمتهم وصلاحيتهم، وتلاحقهم في كل ربوع الدنيا، وكأنهم رجس من عمل الشيطان، فاقتلعوه؟ ألم تعدهم أمريكا بالدولة الإسلامية الفاضلة التي ظنوا أنهم يسعون إليها في أفغانستان دون أن يعلموا أنهم كانوا مجرد أدوات لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ 
بالأمس القريب صفق الكثيرون لتنظيم القاعدة، واعتبروا قائده محرراً للمسلمين من ربقة الطغيان الداخلي والخارجي. وماذا كانت النتيجة؟ لقد تبين أن ذلك التنظيم وغيره، بغض النظر عن تطلعاته وأهدافه وطموحاته وشعاراته، تبين أنه كان مجرد حصان طروادة حقق الذين استغلوه الكثير من أهدافهم من خلاله. وما أن انتهى دوره حتى لاحقوه في كل بقاع الدنيا، لا بل وضعوا من ألقوا القبض عليهم من أفراد التنظيم في أبشع معسكر اعتقال في العالم ألا وهو «غوانتانامو». لماذا يكررون نفس الغلطة الآن، علماً أن الكثير من رفاقهم ما زالوا يقبعون في معتقل غوانتانامو، وينعمون بحسن ضيافة الجلادين الأمريكيين؟
ربما يقول البعض إن وضع «داعش» الآن يختلف عن وضع القاعدة أيام زمان. ولا مجال للمقارنة، فداعش سليلة تنظيم الزرقاوي الذي ترعرع فيالعراق وأذاق الأمريكيين وأعوانهم الكثير من الويلات، مما حدا بالأمريكيين إلى تصنيع ما يسمى بـ»الصحوات» لمواجهة تنظيم الزرقاوي. وهذا صحيح، لكن العبرة دائماً بالنتائج وبالمستفيد. ماذا استفادت المنطقة، وخاصة العراق من ذلك التنظيم. هل تراجع النفوذ الأمريكي والإيراني في العراق مثلاً؟ بالطبع لا. فما زالت إيران التي يدعي التنظيم أنه يعاديها تتحكم بكل مفاصل العراق وتتمدد في سوريا ولبنان واليمن والخليج. ومازالت أمريكا تحكم قبضتها على بلاد الرافدين.
والسؤال الأهم: هل فعلاً دخل تنظيم الدولة الإسلامية إلى العراق من سوريا واحتل محافظة الموصل ومحافظات عراقية أخرى رغماً عن الأمريكيين، أم بتسهيل وغض الطرف منهم؟ ألم تكتشف الأقمار الصناعية الأمريكية بضع عربات روسية دخلت أوكرانيا بسرعة البرق؟ هل يعقل أن تلك الأقمار لم تستطع اكتشاف جحافل السيارات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وهي تدخل الموصل وبقية المناطق العراقية؟ هل يعقل أنها لا ترى جماعات الدولة وهي تتنقل داخل سوريا، وتستولي على مدن ومطارات في أرض مكشوفة؟ صحيح أن الطائرات الأمريكية قصفت بعض مناطق داعش في العراق، لكن ليس كل المناطق، بل فقط المناطق التي تجاوزت فيها داعش الخط الأحمر المرسوم لها أمريكياً، وخاصة عندما توغلت باتجاه كردستان العراق حيث المصالح الأمريكية والاسرائيلية.
هل سيسمح العالم، وخاصة الغرب بقيام دولة داعشية بين العراق وسوريا بالطريقة التي تحلم بها داعش؟ ألا يُخشى أن يكون ظهور داعش وتمددها حلقة جديدة في سلسلة المشاريع الجهنمية الغربية المرسومة لمنطقتنا؟ أليس من حق البعض أن يعتبرها مسمار جحا جديداً في المنطقة تستخدمها القوى الدولية كحجة، كما استخدم جحا مسماره الشهير، لإعادة رسم الخرائط وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ؟
أليس كل الجماعات التي يصفها العالم بـ»الإرهابية» استغلتها القوى الكبرى أفضل استغلال لتنفيذ مشاريعها في أكثر من مكان؟ فعندما أرادت أمريكا تأمين منطقة بحر قزوين الغنية بالنفط، فكان لا بد لها من احتلال أفغانستان. وماذا كانت الحجة؟ ملاحقة تنظيم القاعدة في أفغانستان. ذهبوا الى هناك منذ أكثر من عشر سنوات ومازالوا هناك. ألم تكن القاعدة هي الشماعة لاحتلال أفغانستان؟ حتى في غزو العراق استخدمت امريكا حجة وجود القاعدة هناك بالإضافة الى أسلحة الدمار الشامل. ألم تصبح الجماعات المتطرفة شماعة لكل من يريد أن ينفذ مآربه هنا وهناك؟ 
ألم يوظفوا تلك الحركات جيداً لتحقيق غاياتهم الاستراتيجية؟ فبحجة الجماعات الإرهابية أصبحت كل منطقتنا مستباحة أمام القاصي والداني كي ينفذ كل ما يريد بحجة مكافحة الإرهاب؟ اليوم بإمكان الأنظمة الدولية القيام بكل الجرائم و الموبقات والخطط في المنطقة بحجة محاربة داعش، وبذلك تلقى دعماً كاملاً من شعوبها خوفاً من داعش، ولن يعارض أحد، لأن كل من يعترض يشتبه بصلته بداعش وبالإرهاب. وحتى لو بقيت الدولة الإسلامية، وتمددت كما يتوعد مؤيدوها، هل سيكون ذلك مجاناً، أم على حساب جغرافية المنطقة وخريطتها؟ 
ما هي الصفقات الدولية والعربية والإقليمية التي تتم من وراء الستار تحت شعار مكافحة إرهاب داعش؟ ألا يخشى أنه كلما ازداد تضخيم داعش إعلامياً كانت المنطقة على موعد مع خازوق تاريخي من العيار الثقيل؟ ألم يتم من قبل تضخيم خطر القاعدة، ثم انتهى قائدها مرمياً في البحر للأسماك؟ أليس من حق الكثيرين أن يخشوا الآن من تكرار السيناريو المعهود في سوريا ودول أخرى مجاورة تحت حجة مكافحة الإرهاب الداعشي؟ ألم يؤد ظهور داعش وأخواتها في عموم المنطقة إلى وأد الثورات العربية وأحلام الشعوب بالتحرر من الطغاة وكفلائهم في الخارج؟ ألا يؤدي إلى إنهاك المنطقة وشعوبها واستنزافها؟ هل تعلم تلك الجماعات أنها مجرد مسمار؟ هل التاريخ يعيد نفسه بطريقة فاقعة، ونحن نصفق كالبلهاء؟
٭ كاتب واعلامي سوري

صحف صهيونية .. الكعبة مورد الأموال الذي يُغذّي الاقتصاد السعودي


التحضيرات المُكثّفة لموسم الحجّ في مكّة تصل إلى ذروتها، والاقتصاد السعوديّ يُتابع إمداد مكة والمدينة المنوّرة بالأموال والاستثمارات الوافرة
6 سبتمبر 2014, 16:270
الكعبة، مناسك الحج (AFP)

لعلّ رُكن الحجّ إلى مكة، المجبور بتنفيذه كلّ مُسلم على الأقل مرة واحدة في حياته، هو مَنبع الدخل الثابت المتواصل والأكثر ضمانًا للمملكة العربية السعوديّة. إذ أنّ للحجّ إمكانات وقدرة اقتصادية تصل إلى أكثر من مليار ونصف حاجّ، وهذه الأرقام آخذة بالازدياد. إذ أنّ هذا النجاح لا يُعزى إلى وفرة الموارد الطبيعيّة أو فطنة مُديري الشركات، ولا حتى إلى مساعدة مؤسّسات ماليّة أو سياسات خارجيّة خارقة.
فليست الكعبة مُجرّد حجرٍ أسود، إنّما هي مورد الأموال الذي تجرع منه شركات الطيران، وكلاء السفر، شركات الباصات، مُصنّعو الأغذية، دور التجارة للتذكارات، المطابع وجميع من يمتّ بصلة مباشرة أو غير مباشرة بجلب الحجّاج إلى هذه المنطقة المقدّسة.
من المتوقّع لهذه السنة أن يصل إلى الكعبة ما يُقارب 2 مليون شخص كي يطوفون سبع مرات حول الكعبة، ويقومون برَجم الشيطان بالحجارة والشُّرب من ماء زمزم وبالتالي إدخال ما يُوازي 3% من الناتج المحليّ الإجمالي في السعودية، والذي يبلغ 17-20 مليار دولار، إلى صندوق المملكة السعوديّة الماليّ.
مكة، مناسك الحج (AFP)

وعلى الرغم من أنّ موسم الحجّ سيبدأ هذه السنة بمطلع شهر تشرين الأول، إلّا أنّ التحضيرات تبدأ أسابيعَ عديدةً قبل ذلك، إذ تهبط بهذا الأسبوع الطائراتُ الأولى من بنغلادش والهند التي تحمل أولى مجموعات الحجاج إلى السعودية. بحيث تمنح السعودية موافقة دخول للدول حسبَ عدد المواطنين المسلمين داخل كلّ دولة.
عندما يكون متوسّط التكلفة للحاجّ الواحد بمبلغ يصل إلى حوالي 6000 دولار، فعلى الأرجح لا يوجد مناص من عمليات النهب والسرقة، إذ يضمن وكلاء السفريات دخول المسافرين إلى مكة دون وجود تغطيات ماليّة لذلك. وكذلك، على سبيل المثال، كشفت شرطة لندُن عن وكالَتَيْ سفر مارستا صفقات للحجّ دون حصولهما على تغطية أمنية للحجّاج تضمن تعويض المسافرين في حال قامت شركات السفر أو الطيران بعدم توفية شروط السفر التي ضمنوا تحقيقها لهم. وفي مصر، تقوم السلطات بإغلاق عشرات وكالات السفر الفرعيّة سنويًّا، وذلك لتأمين صفقات حجّ مُغرية من دون رُخَص تُخوّلهم لبيعها.
مناسك الحج (AFP)

في نفس الوقت، تجري سنويًّا تحديثات وابتكارات جديدة في موسم الحجّ داخل المملكة السعودية. وذلك ابتداءً من إنشاء وسائل مواصلات مريحة ومنظّمة، كقطار الأنفاق الذي أسّس عام 2010 بمساعدة الأبحاث في مجال إدارة المرور والحركة العامة التي أُجريت في مركز "الإبداع في وسائل المواصلات والإدارة العامة" بجامعة أم القرى في السعوديّة، وصولًا إلى تطبيقات للهواتف النقالة لتُستعمَل على يد الحجّاج.
كانت إحدى المشاكل العسيرة التي واجهت الحجّاج هي ضلّ الطريق وعدم معرفة موقع الفنادق أو الخيمات التي يسكنون فيها بعد تأدية قسم من شعائر الحجّ خارج مكة. من أجل ضمان عدم حدوث ذلك، بُنيَ تطبيق يرتكز على استعمال نظام التموضُع العالمي (GPS) الذي يرافق الحاجّ على طول طريقه ويُحدّد موقع الفندق الذي يسكن فيه بالإضافة إلى مواقع باقي أعضاء المجموعة.
وتكون هذه الفترة موسم الذروة لشركات الطيران، إذ تُشغّل مجموعة الطيّارات إلى حدّها الأقصى. تُخطّط شركات الطيران المصريّة، على سبيل المثال، لإقامة نقل جوّيّ من القاهرة إلى مكة يشمل 15-20 رحلة طيران يوميًّا، وتقوم بمثل ذلك أيضًا أثناء انتهاء موسم الحجّ في تشرين الأول تحضيرًا لعودة الحجّاج إلى مصر.
الكعبة، مناسك الحج (AFP)

تخضع مكة والمدينة المنوّرة إلى تغييرات اقتصادية هائلة. فمثلا، ارتفعت أسعار السكن إلى 22 ألف دولار للمتر المربّع، وحالات البطالة معدومة إذ يُعتبر مستوى المعيشة في هذه المدن من الأعلى في الدولة. ويزداد الطلب على الأراضي لبناء فنادق أخرى، مطاعم ومواقع استراحة.
من الجدير بالذكر أيضًا، أنّ عرب إسرائيل المسلمين يُسافرون سنويًّا وذلك وفقًا لحصص ثابتة تُمنح من وزارة الشؤون الدينيّة في المملكة السعودية. تُمنح هذه الأماكن كحصص خاصة للمملكة الأردنية الهاشميّة، فتقوم الأردن بمنح التأشيرات المذكورة لوزارة الشؤون الإسرائيليّة.

الصحف الصهيونية:السعودية تقوم بإنشاء مفاعلات نووية وتتواصل مع إسرائيل

الخطوة الكبيرة: السعودية تقوم بإنشاء مفاعلات نووية وتتواصل مع إسرائيل
التحركات الدبلوماسية الأخيرة للسعوديين تشير إلى أن ملوك النفط يتوقعون حدوث أزمة كبيرة قريبة. أكثر من داعش، تخشى العائلة المالكة أساسًا من مصير حكمها الذي بدأ يتزعزع ومستقبل سوق النفط. أسعار النفط تراجعت من 116 دولار إلى 102 خلال أسبوعين. يربط السعوديون مصيرهم بدول المنطقة: مصر، الأردن، إسرائيل

الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (AFP)

الفوضى في الشرق الأوسط آخذة بالتفاقم. دول تتفكك، أنظمة قديمة تسقط والمنطقة تتجه نحو حروب جماعات، قبائل وتنظيمات جهادية. لا يتجاهل السعوديون مصابيح التحذير الحمراء. هكذا بدأت المملكة بالمراحل التنفيذية لبناء أربعة مفاعلات نووية، كما ورد هذا الأسبوع (الثلاثاء، 02.09.14) في الموقع الإخباري السعودي "الحياة" الذي يصدر من لندن. سيبدأ البناء في العام الحالي وسيستمر طوال السنوات العشر القادمة.
ربما كانت هذه الخطوة استثنائية ولكنها ليست مفاجأة: بعد أن بدأ الأمريكيون بإنتاج النفط بواسطة الصخور الزيتية وتحولوا إلى مستقلين، تقريبًا، بشكل تام من ناحية الطاقة، يبدو أن وهج نجم دول الخليج بدأ بالتلاشي. تزداد، إلى جانب الخوف من المشاكل الداخلية، التهديدات من جهة إيران وداعش والعائلة المالكة لا تدفن رأسها في الرمال.
يأتي التصريح العلني بخصوص المفاعلات النووية ليترافق مع التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها السعودية في الأيام الأخيرة. فقد خرجت بعثة دبلوماسية، بمبادرة من الملك عبدالله، ويترأسها وزير الخارجية سعود الفيصل، إلى الإمارات العربية المتحدة، البحرين والأهم من كل شيء - إلى قطر. وصرحت جهات مسؤولة أن هدف هذه البعثة كان تجديد العلاقات مع قطر وتجاوز الخلاف الذي حدث بين الدولتين.
وصل الخلاف بين الدولتين إلى ذروته في شهر آذار الأخير حيث اختارت قطر ألا تتخلى عن دعمها للإخوان المسلمين رغم أنه يُعتبر في السعودية هذا التنظيم تنظيمًا إرهابيًا. وكردة فعل على رفض قطر لتسوية الأمر تم سحب سفراء السعودية، البحرين، والإمارات العربية المتحدة منها بادعاء "عدم التزامها باتفاقات الأمن الموقعة بين دول مجلس التعاون الخليجي (GCC)".

فقد السعوديون السيطرة على المنطقة
الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في جدة (AFP)

"يبدو أن هناك اليوم أشياء كبيرة تحدث خلف الكواليس. أعتقد أن السعوديين يقومون بتغيير سياستهم"، هذا ما قاله د. يوسي مان، الخبير بشؤون دول الخليج وسوق النفط في الشرق الأوسط من جامعة بار إيلان (إسرائيل). برزت خلال العملية العسكرية "الجرف الصامد" (الحرب الأخيرة على غزة) اللهجة المؤيدة لإسرائيل التي ظهرت في الخطابات ومن على منابر الصحف والمواقع السعودية الإخبارية. "يدركون أنه توجد هنا مشكلة وهي الإخوان المسلمون ووجود إسلام متعصب من النوع الذي لا يمكنهم السيطرة عليه أكثر. لقد فقدوا السيطرة على المنطقة وباتوا يدركون الآن، أكثر من ذي قبل، أن إسرائيل هي جهة هامة جدًا في المنطقة بما لا يقل عن الأمريكيين. تغيّرت كل قواعد اللعبة ويجب أن تتغيّر التحالفات بما يتناسب مع ذلك".
يشير د. مان إلى أن تلك المبادرات المكثفة التي تقوم بها السعودية في الفترة الأخيرة هي بمثابة تحرك يسبق المعركة" "السعوديون لديهم مثل هذا النهج، البدء بمبادرات جديدة في أوقات الأزمة. فعلوا ذلك بعد الـ 11/9، عندما شعروا بالتهديد؛ كما وفعلوا ذلك بعد اندلاع الحرب الإيرانية العراقية في عام 1981، كذلك "مبادرة الملك فهد" وغير ذلك. يعرفون ذلك من خلال حدسهم القوي".
رغم أن الجمع اليوم يتحدثون عن التهديدات الأمنية النابعة من التوسع الكبير لتنظيم داعش ورغم قيام السعوديين بوضع الجيش بحالة تأهب عند الحدود، يبدو أن السعوديين يرون تلك الأزمة على أنها أزمة ثانوية. "أعتقد أن داعش هي المنبر وحسب"، وفق ادعاء د. مان. يدرك السعوديون أنهم وصلوا إلى أزمة كبيرة ويحاولون الآن استخدام التهديد الحالي كأداة للتواصل". ولكن أزمتهم ليست خارجية بل هي أزمة داخلية:
"يحاول الملك عبد الله أن يسد الفجوات" قبل أن يموت. لا ينجح أبدًا بتعيين وزراء أمن ورؤساء أجهزة مخابرات يمكنه الوثوق بهم. هذه هي أكبر مشكلة تواجهه. الانتقادات ضده هي أساسًا من داخل العائلة المالكة. علينا الملاحظة أنه لا يستطيع أن يحسم في أي جبهة - لا مقابل إيران، ولا في سوريا، وكذلك حماس لم يتم إخضاعها تمامًا والولايات المتحدة تبتعد عنهم. الآن وبعد عدم نجاحهم بحل أزماتهم على المستوى الدولي ها هم يحاولون فعل ذلك من خلال التحالفات المحلية".
ربما هناك دافع آخر لتلك التحركات السعودية، ليس أقل أهمية: أسعار النفط آخذة بالانهيار. " أنا شخصيًّا لا يمكنني أن أحدد ما الذي حدث هنا تمامًا"، قال د. مان، "إن كانت تلك مجرد محاولة تحسين للسوق، بما معناه، حيث أنه بعد فترة طويلة من ارتفاع الأسعار يحدث تراجع أم أننا أمام أزمة. يبدو أنهم يستشعرون في الخليج بإمكانية حدوث أزمة ما. فبينما وصلت الأسعار إلى أعلى سعر لها، قبل أسبوعين، حيث سجل سعر برميل النفط 116 دولارًا فالآن نتحدث عن سعر 102 - 3 دولار للبرميل. يُعتبر تراجع بقيمة 14 دولارًا خلال أسبوعين تراجعًا حادًا، وهذا هو شهر آب الذي يُفترض أن تصل نسبة الاستهلاك فيه إلى الذروة. الوضع الآن هو حالة من فائض الإنتاج. قد تكون أسباب ذلك هي: أ. الأمريكيون ينتجون الكثير، ب. الصينيون يستهلكون كمية أقل - وهذا معطى، ج. حالة الطقس هذا العام كانت لطيفة نسبيًا، وغيرها. هنالك الكثير من إشارات التحذير الحمراء التي نراها نحن ويراها السعوديون".

هل حان الوقت لإقامة علاقات مع السعودية؟
قادة دول المجلس في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية (AFP PHOTO / SPA)

سُمعت خلال عملية "الجرف الصامد" في وسائل إعلام عربية تصريحات استثنائية مؤيدة لإسرائيل، من جهة السعودية، ويتحدث اليوم الكثيرون عن تطبيع العلاقات مع المملكة. ولكن، قبل التسرع والذهاب لتوقيع قرض سكني في الرياض - علينا أن نتوقف قليلاً ونفكر: هل بالفعل يمكن الوثوق بتحالف يتم في مثل هذه الظروف المتزعزعة؟
"تاريخيًا"، يجيب د. مان "لا يمكن الوثوق بهم. يمكن بنظرة إلى الخلف أن نرى كيف أنه كلما تعرضت دول الخليج لأزمة معيّنة كانت تُسمع مباشرة تصريحات عن التصالح مع إسرائيل. ذلك يجند العالم لصالح تلك الدول وعندما تعود الأمور لتستقر من جديد يهملون ذلك التوجه المعتدل تجاه إسرائيل. "هذه وجهة نظر".
"وجهة النظر الثانية، التي أؤيدها، هي أن السعوديين يغيرون سياستهم تمامًا. لن يكونوا أصدقاء مقربين لنا ولكنه من الواضح اليوم للكثير من الدول العربية أن إسرائيل ليست هي الجانب الشرير. لهذا يأملون بالتوصل إلى تحالف مستقر. يتحدث الجميع اليوم مع الجميع. ليكن هذا واضحًا. ومن الممكن جدًا أن نشهد اليوم الذي تتحدث فيه إيران مع إسرائيل. واضح جدًا بالنسبة لي أن الشرق الأوسط تغيّر. إليكم مثلاً الإصلاحات السياسية التي أدخلها السيسي. هذا شيء رهيب: القناة الجديدة، التقليصات في الدعم الحكومي والضرائب، وغير ذلك. تطرق لكل المقدسات الإسلامية. يتكون وعي جديد لدى الحكام في المنطقة بأن هناك شيء يجب أن يتغيّر".
"لا يعرف السعوديون كيفية التعامل مع جهات ليست عبارة عن دول. يريدون إعادة هذا إلى الخلف - لخلق أنظمة حكم ثابتة، ربما تكون ليست بالأنظمة المثالية ولكنها على الأقل أنظمة معروفة. تشير قدرة داعش على تجنيد المقاتلين إلى أزمة في الدول العربية والإسلامية. إنما ليس داعش فقط - أقنعت أحداث "الربيع العربي" السعوديين أنه عليهم أن يستندوا إلى الجهات القوية في المنطقة: مصر، الأردن، إسرائيل. العودة إلى التحالفات القديمة في الخليج الفارسي. لهذا نراهم يقولون الآن للقطريين: دعونا نضع المشاكل على الطاولة لنحلها. تشعر العائلة المالكة أن هناك احتمال أن تفقد الحكم بالنهاية".

داعش، هذا هو الموجود
جيش الدولة الإسلامية في العراق والشام (AFP)

من جهة أُخرى قلل د. عيران سيغل، وهو باحث في مركز عيزري ومختص بشؤون إيران والخليج الفارسي ومحاضر في دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا، من حجم تلك الحماسة. "لا يمكن أبدًا أن نعرف معنى موجة التأييد لإسرائيل تلك التي ظهرت مؤخرًا"، هذا ما قاله في حديث له مع موقع "ميدا". "أرى التقارير في وسائل الإعلام، ولكن من يتابع دائمًا وسائل الإعلام السعودية يمكنه أن يرى أيضًا الرسومات الكاريكاتورية اللاذعة والمقالات العدائية إلى جانب التصريحات البراغماتية. تحدث، مثلاً، وزير الخارجية السعودي لصالح إسرائيل ولن لم يذكر أحد حقيقة أنه قبل ذلك بأيام قال إن إسرائيل لا يحق لها أن تدافع عن نفسها. هم يتلاعبون على كل الحبال".
السبب وراء ذلك، كما يقول، والذي قد لا يُعجب الإسرائيليين، إلا أنه من المهم النظر إلى ذلك الواقع بشكل واعٍ: "السعودية الوهابية هي الدولة الأكثر قربًا إلى فكر داعش. داعش، كما هو معروف، هي تنظيم سلفي. هنالك اختلاف كبير بين فكرهم وفكر الإخوان المسلمين. يتماهى الكثير من السعوديين مع فكر داعش وهذا هو أكثر ما يخيف السعودية. التهديد داخلي. والأخطر من ذلك أن جهات مسؤولة في السعودية، بما في ذلك أقلية داخل العائلة المالكة، لا يرون بتنظيم داعش عاملاً إشكاليًا وتحديدًا طالما أن داعش تقاتل الشيعة".

فقدان السيطرة على سوق النفط
مصافي النفط، السعودية (AFP)

رغم ذلك يلاحظ الدكتور سيغل أيضًا تغييرًا في سياسة السعودية. لقد تميّزت السعودية طوال سنوات الـ 40 - 50 من القرن العشرين بتحركاتها خلف الكواليس. هذا ما جعلها تتفادى المشاكل والتهديدات التي تترافق مع قيادتها للعالم العربي. "هذا هو سبب دعمها الكبير لمصر، لكي تكون هي القائدة"، صرح يقول. غيّر السعوديون الموجة منذ بداية عام 2000 عندما بدأ النظام القديم بالتزعزع. وصلت ذروة ذلك في "الربيع العربي"، حينها أدركوا أنه ليس بوسعهم السكوت على ذلك. بدأت السعودية بعقد تحالفات جديدة وحتى أنها تدخلت عسكريًا في البحرين، عندما تم تهديد الأخيرة بثورة شيعية - داخلية.
"مشكلة السعودية هي أنه لا يمكن للسعوديين أبدًا معرفة هدفهم الأخير"، يشدد سيغل، ولكن لا شك أنهم يشعرون بالتهديد: "عندما نسأل وزير النفط السعودي عن إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأمريكية يرد قائلا إن ذلك هو عامل جيد سيساهم باستقرار المنطقة. ولكن، واضح أنه ليس صريحًا. إن حدث، رغم الشكوك والمشاكل، أن نجح مشروع الصخور الزيتية الأمريكي فإن أسعار النفط ستنخفض وسيكون لذلك تأثير كبير على السعوديين".
علينا أن نتذكر بأن الاقتصاد السعودي ليس على ما يرام، نسبيًا. "آخر معطى رأيته هو أن السعوديين تجاوزوا نسبة الـ 25% من استهلاك ما ينتجونه. وهذا يعني، السعودية تُنتج 10 ملايين برميل يوميًا، وهم يستهلكون في اليوم 2.5 مليون برميل للاستهلاك الخاص بهم. تتحوّل السعودية إلى دولة مبذرة. تقود حركة الحداثة والتطور، غير المسبوقة، والتي تتم بشكل غير مخطط له إلى استهلاك ضخم، هم لا يصمدون أمام وتيرة النمو، وهذا يؤثر في عملية التصدير وفي قدرتهم على السيطرة على أسواق النفط، مثلما كانوا قبل عشرات السنين. هذا الأمر يتم سحبه من أيديهم. لست واثقًا أننا نتحدث عن السنوات القريبة إنما قد يكون لذلك الأمر تأثيرات كبيرة".
في هذه الأثناء نُشر على صفحات الصحيفة العربية المعروفة "الشرق الأوسط" مؤخرًا مقالة تحت عنوان: "لم يعد الصراع العربي الإسرائيلي قائمًا". يدعي كاتب المقال بأن حرب غزة الأخيرة هي المرحلة الثانية بتغيير جبهات الصراع في المنطقة. المرحلة الأولى كانت حرب لبنان الثانية. تم تحريك الفلسطينيين من قبل قوى خارجية، مثل إيران، تركيا وغيرها؛ غير أن الدول العربية الهامة دعمت إسرائيل. إذًا، هنالك شيء ما يحدث. والفلسطينيون هم الوحيدون الذين لم يجدوا بعد مكانهم.
نُشرت هذه المقالة لأول مرة في موقع ميدا

«رابعة» و«الجزيرة مباشر مصر»: الحكم بعد الفاصل بقلم سليم عزوز

القدس العربي
لا تبث قناتا «الجزيرة مباشر مصر» و»رابعة» عبر القمر المصري «نايل سات»، حتى يلزم حكم قضائي إدارته بوقف البث، بعد جلسات ومداولات، والهتاف: «محكمة.. فتحت الجلسة.. رفعت الجلسة»!.
فليس في سلطة مجلس إدارة القمر «نايل سات» أن يوقف بث القناتين في مداره، ولو اجتمعوا له، حتى لو صدر قرار يلزمه بذلك من عبد الفتاح السيسي شخصياً، ضعف الطالب والمطلوب.
ومع كل هذا فقد رفعت دعوى، وصدر حكم وأودعت حيثيات، بإلزام إدارة الشركة المالكة للقمر سالف الذكر بمنع بث المحطتين الفضائيتين، مع أن الأمر في الأجواء الطبيعية هو رفض الدعوى، لكن مصر تعيش ظرفاً استثنائياً بعد الانقلاب العسكري، والذي مكن شخص وزير الدفاع من أن يصبح رئيساً بقوة السلاح، ليثبت فشله في إدارة شؤون البلاد، ويجعل إنساناً مثلي كان يحسب على معارضة الرئيس محمد مرسي يتحسر على أيامه، من الحسرة، فلا يعرف قيمة أمه إلا من حلت عليه دعوة مظلوم وعاش مرحلة زوجة الأب.
كانت تقطع الكهرباء، لنصف ساعة فيتهمون مرسي بالفشل، ويهتف إعلامي موتور، بأن من لم يستطع أن يحل مشاكل البلاد فليرحل، فجاء اليوم الذي صارت فيه مصر خارج إطار الخدمة بعد انقطاع التيار الكهرباء في عموم القطر المصري لثماني ساعات في كثير من المحافظات والمناطق، وبعد يوم مظلم طل علينا وزير الكهرباء عبر قناة «الحياة» ليقول إن لجنة شكلت لمعرفة الأسباب ولم تتمكن من معرفتها بعد!
بطبيعة الحال، فان أداء الفضائيات كان مختلفاً بعد هذا الانقطاع غير المسبوق عن انقطاعه لمدة نصف ساعة في عهد الرئيس مرسي. في الثانية كنا نسمع فحش القول في مخاطبة الرئيس، الذي يظلم مصر لحساب غزة، حيث يرسل لأهله وعشيرته هناك الكهرباء في «أجولة» و»كراتين». وفي الأولى فان الأداء هين لين، ومن أراد أن يعارض، فقد اقتصر هجومه على وزير الكهرباء، الذي بدا في ورطته وقلة حيلته وهوانه على الناس، كمن يقف على البر ويصرخ: «إني أغرق تحت الماء». في حين أن الفاشل الحقيقي هو ذلك الرجل الذي قام بانقلاب عسكري وجر البلاد للهاوية، من أجل أن يكون رئيساً، ثم بدا أفشل من أن يُخرج «عنزاً من الربة». والربة بكسر الراء هي البرسيم في مرحلة الطفولة.
عباقرة أهلنا في الصعيد، حتى في أمثالهم وهم يضربون مثلاً على ضعف المستهدف ولإثبات فشله، فلا يقولون أنه لا يستطيع أن يخرج «عنزاً من البرسيم» وإنما من «الربة». وكذلك جماعة الانقلاب في مصر.
الحمل الكاذب 
لا بأس، فالبأس الشديد أن عبد الفتاح السيسي يعتقد أن الإعلام قادر على الترويج لنجاحه وان كان لا وجود لهذا النجاح، فيشعر المواطن أن الكهرباء عندما قطعت، فأوقفت ناموس الحياة، وأن فشل السلطة في كل الملفات، أنه مجرد إحساس كاذب كالحمل الكاذب، فمبجرد أن يستمع المصري للميس الحديدي وبعلها يقف على أن الدنيا ربيع، ويكفي أن السيسي أنقذنا من أن نكون سوريا أو لبيبا. مع أنه فعل ما فعله بشار الأسد، وأكثر مما فعله حفتر، لكن مصر لم تنزلق إلى ما انزلقت إليه سورية وليبيا بسبب الثوار الذين يحرصون على السلمية حرصهم على الحياة، وليس بسبب السيسي الذي يدافع عن انقلابه دفاع بشار عن حكمه وحكم أبيه.
السيسي يؤمن إيماناً عميقاً بقدرة الإعلام على أن يمثل للناس كأسا من الويسكي يحتسيه المهموم فينسى همه، ويخرج عن إطار محنته ويعتقد أن «بكرة أحلى»، وبكرة هذا سيكون بعد حرق جيلين، «يا من يعش».
ومن هنا فان الإعلام الذي ينقل الرأي الآخر، والمعلومة الحقيقية، يزعج حكم السيسي الذي هو على «جرف هار» يوشك ينهار، فيهز أركانه فضائية هنا وموقع الكتروني هناك، فيتم الحصار بأحكام قضائية لن تنتج أثراً.
فما هو الجديد الذي ترتب على حكم القضاء الإداري بإلزام المسؤولين عن القمر «نايل سات» بمنع بث قناتي «الجزيرة مباشر مصر» و»رابعة»؟! وهما لا يبثان أصلاً عبره، ليذكرنا هذا بما قاله عادل إمام في «شاهد ما شفش حاجة» عن فاتورة خدمة الهاتف التي جاءته بمبلغ كبير، مع التهديد بالدفع أو بسحب «عدة التليفون»، وقد خشي من تنفيذ التهديد على الرغم من أنه لا يمتلك هاتفاً أصلاً.
عندما قرأت الحيثيات لأول مرة منشورة على أحد المواقع تمنيت أن يكون قد اختلطت الأمور على المحرر فظن أن مذكرة الدفاع هي حيثيات الحكم، ولا زلت اعتقد هذا إلى الآن، صحيح أن النص المنشور في كل المواقع والصحف واحد، بما في ذلك موقع «صدى البلد» وجريدة «المصري اليوم» وغيرهما من المواقع والصحف المقربة من الانقلاب، فلا يمكن أن تفتري لتسيء، إلا أنني أقول اإنه ربما حدث هذا كما يحدث دائماً، إذ ينشر موقع خبرا، فتنقله عنه المواقع الأخرى «نقل مسطرة»، ويتم التواطؤ بالصمت على هذا النقل.
قبل سنوات أقامت «المصري اليوم» زفة لنجاحها في الحصول على مذكرات مفتي الجهاد التائب الشيخ سيد إمام، باعتبار أن هذا سبق، وراعني أن جريدة محدودة التوزيع كانت قد نشرت المذكرات قبل ذلك بعدة شهور، ثم قام موقع شهير بنشر قضية أغذية فاسدة دخلت البلاد، وسط زفة أيضاً لهذا الانتصار الصحافي، وكان هذا سطواً على ما نشرته الصحيفة محدودة التوزيع فاقترحت على القائمين عليها إثارة هذا السطو على الرأي العام، فما كان من أحد القائمين عليها إلا أن لفت نظري إلى أنهم يسطون يومياً على ما تنشره المواقع الأخرى فلا ضرر ولا ضرار.
الحياد المفترض
المنشور على أنه حيثيات لحكم قضائي بإلزام «النايل سات» بوقف بث «الجزيرة مباشر مصر»، وفي ظني أنه ما جاء في عريضة الدعوى، وقد اختلط الأمر على المحرر الناقل، هو عبارات إنشائية واتهامات غير مسبوقة، اذ يتهم المنشور على أنه حيثيات المحطة بالخروج على «الحياد المفترض» في الإعلام!
الأصل في أحكام القضاء أنها تقوم على الجزم واليقين، لا على الظن والتخمين، وعندما يتم الحديث بهذا الشكل فإننا نكون أمام حالة من اختلاط الأدوار، ليتحول القاضي إلى ناقد إعلامي، ويصبح دوري أنا أن أصدر أحكاماً تحت عنوان: «حكمت المحكمة»، فالقاضي يحكم بالقانون، وإلا صارت الأحكام القضائية مثل مقالات الرأي. وقديما وقفت مترافعاً أمام دائرة بالقضاء الإداري وقلت إن السلطة في مصر تتعامل مع أحكام القضاء على أنها تصدر للاسترشاد، وأنها مجرد «وجهات نظر».
كنا في عهد المخلوع، وكان قضاء مجلس الدولة ينحاز للحريات بمفهومها الواسع، وكانت السلطة تنفذ ما يروق لها من أحكام وتتطاول على ما عداها.
قضية الحياد الإعلامي قضية جدلية، وما انتهى إليه «جمهور العلماء»، وأنا واحد منهم بعد إذن سيادة القاضي، أنه لا يوجد شيء اسمه «الحياد الإعلامي» الذي ينتمي إلى فصيلة «الغول، والعنقاء، والخل الوفي»، والمطلوب هو الموضوعية. و»الجزيرة مباشر مصر» تعرض الرأي والرأي الآخر، رغم غضب جمهورها العريض، وفي مجال المعلومة لم يضبطها خصومها متلبسة بالكذب والافتراء.
وإذا صح أن الخروج على «الحياد المفترض» جريمة تستلزم الإغلاق، ووقف البث لتم بمقتضى هذا الحكم إغلاق عموم فضائيات الثورة المضادة، ليس فقط لأنها لا تلتزم بـ «الحياد المفترض»، ولكن لأنها لا تلتزم أيضاً بالموضوعية، وتنشر الأكاذيب وتقوم بتشويه الخصوم وتخترق خصوصياتهم وحرياتهم المكفولة منذ أن عرفت البشرية مفهوم «الدولة الحديثة».
المنشور على أنه حيثيات، وظني أنه مأخوذ من عريضة الدعوى، أن «الجزيرة مباشر مصر» أخذت على عاتقها نشر الأكاذيب بعد ثورة الشعب على جماعة الإخوان. ولم أقرأ في المنشور أمثلة على ذلك!
الغريب أن ما نشر على أنه حيثيات قال إن «الجزيرة مباشر مصر» قد خرجت على ميثاق الشرف الإعلامي.. وبحثت عن الميثاق فلم أعثر عليه، فمعلوماتي أن ميثاق الشرف لم يوضع بعد.
ما علينا، فعندما علمت أن حكماً صدر يلزم شركة الأقمار المصرية بما هو خارج سيطرتها، فقد قررت على الفور الحكم بحل تنظيم داعش.
صحافي من مصر