24 يوليو 2014

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : الخطايا العشر فى خطاب السيسى عن فلسطين

Seif_eldawla@hotmail.com
1) قام بتهميش المأساة وتحدث عنها ببرود واقتضاب، وكانه يتحدث عن مشكلة المرور فى جزر القمر.
2) ألمح الى أن انشغال مصر بالقضية الفلسطينية كان هو السبب فى ضعف الاقتصاد المصرى، متجاهلا أن السبب الحقيقى هو عصابات الفساد والنهب المنظم من الخواجات ورجال الاعمال وكبار موظفى الدولة.
3) قال أن مصر قدمت 100 ألف شهيد من أجل فلسطين، فى حين انه يعلم قبل غيره انها قدمتهم بفخر وشرف فى 1956 و1967 وحرب الاستنزاف و1973 ، دفاعا عن ارضها المحتلة.
4) كرر ذات الجملة الجوفاء التى يصدعونا بها منذ 40 عاما ((بأن مصر لا تقبل المزايدة على موقفها من القضية الفلسطينية)) والتى يكررونها فى كل مرة يقومون فيها ببيع فلسطين أو تسليمها الى المذبح الصهيونى الأمريكى.
5) ادعى انهم كانوا يحاولون تهدئة الامور قبل الحرب، رغم انه كان طرفا اصيلا قى التمهيد والتصعيد والتنسيق والتوتير من خلال هدم الانفاق وغلق المعبر والتحريض ضد الفلسطينيين.
6) انحاز الى الرواية (الاسرائيلية) حين ألمح الى ان خطف الاسرائيليين الثلاثة هو السبب فى الحرب، وتجاهل أن اغتصاب الارض والعدوان المتكرر والاغتيال والاستيطان والاسرى والحصار هى اصل المشكلة.
7) حرص على أن يظهر على الحياد، فاستخدم تعبيرات (الاقتتال، والأزمة) وتجنب ان يستخدم تعبير العدوان، فى سابقة لم تتكرر مع اى رئيس أو مسؤول مصرى بما فى ذلك حسنى مبارك.
8) كرر خطاب كامب ديفيد واسلو والاعتراف باسرائيل، بتأكيده أن أرض فلسطين تقتصر على الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية.
9) شكك فى جدوى فكرة المقاومة، مدعيا انها لم تؤت أى ثمار على امتداد 30 عاما، مخالفا بذلك كل الثوابت الوطنية والسوابق التاريخية والمواثيق الدولية التى تنص على الحق فى مقاومة الاحتلال، ومتناسيا ان الضربة القاسمة للقضية جاءت بعد انسحاب مصر من الصراع عقب حرب 1973، ومتجاهلا توازن الردع الذى حققته المقاومة فى فلسطين ولبنان.
10) ادعى ان المبادرة المصرية تنص على فتح المعبر بعد استقرار الوضع الامنى، متجاهلا انه هو الذى أمر بإغلاق المعبر قبل العدوان بعام كامل، وقبل تدهور الوضع الأمنى.
11) تناسى أن الأبرياء الذين ابدى تعاطفه معهم، هم انفسهم ضحايا قراراته بفرض الحصار وإغلاق المعبر، وضحايا الصمت المصرى على المذابح الجارية الآن على قدم وساق.
*****
القاهرة فى 23 يوليو 2014

أول صحفية تحبس بحكم قضائي: صعقت بالكهرباء وطلبوا منى مسح قسم الزاوية الحمرا يوميا

وقفت بثبات حاملة كاميرتها في اليوم الأول للاستفتاء على الدستور، بميدان الخلفاوي توثق بعدستها اشتباكات قوات الأمن مع مواطنين متجمهرين اعتراضًا على الدستور.. وفجأة ودون سابق إنذار قام أحدهم بسحب كاميرتها، ومع رفضها قام العسكري باقتيادها كالمجرمين إلى البوكس الأزرق.. بعد لطمها على وجهها وسبها بأبشع الألفاظ، لتتعرض بعدها لسلسلة من الانتهاكات، فضلاً عن صدور حكم ضدها بالحبس سنة.
هذا الأمر سجل نقطة سوداء في تاريخ الصحافة المصرية، خصوصًا أن سماح إبراهيم أول صحفية يصدر حكم حبس ضدها بعد إقرار الدستور الذي ينص على ضمان الحريات للصحفيين، ليتقلص بعدها إلى ٦ أشهر بعد الاستئناف وتغريمها ٥٠ ألف جنيه.
التقت "مصر العربية" بالصحفية سماح إبراهيم، عقب الإفراج عنها بعد قضائها مدة حبسها، لتروي لنا في أول حوار صحفي كواليس ما تعرضت له خلال الـ٦ أشهر الماضية من انتهاكات، مؤكدة أنه رغم ذلك، فإنها تصر على استكمال مشوارها الذي بدأته وعدم تنازلها للحظة عن نقل الحقيقة، مهما كلفها هذا من تضحيات.
بدأت سماح في سرد وقائع وملابسات اعتقالها قائلة: فوجئت أثناء تغطيتي وتصويري لاعتداءات الأمن على مواطنين مناهضين للاستفتاء على الدستور بقيام أحد أفراد الأمن بزي مدني بأخذ التاب الذي كنت أصور به، وقاموا بلطمي على وجهي وتوجيه أبشع الشتائم لي، وتم ترحيلنا إلى قسم الساحل، وهناك لم تتوقف المعاملة المهينة لنا، بل امتد الأمر إلى حد تجريد المعتقلين الرجال من ملابسهم أمامنا وتفتيشهم بشكل مهين أمام المعتقلات، إلى أن تم عرضنا على الأمن الوطني، وهناك تم توجيه عدة أسئلة سياسية لي من بينها، من الرئيس الذي أؤيده، وما موقفي من الدستور.
امتنعت عن الرد والإجابة وأخبرتهم أنني في البداية والنهاية صحفية أنقل الحدث فقط".
وتابعت سماح: "بعدها تم اقتيادنا مجددًا إلى بئر السلم بقسم الساحل الذي قضينا به ليلتنا بعد كلبشة يدينا بالمقعد الخشبي، إلى أن جاء الصباح، وتوجهنا إلى نيابة الجلاء للتحقيق معنا، إلا أننا حين وصلنا إلى هناك فوجئنا بأحدهم يطلب منا أن ندخل إحدى دور الحضانة، لأن المحكمة بها قنابل، أبديت رفضي أن يتم حبسنا بدار حضانة، وطالبته بأن نعود إلى القسم، فتم نهرى وقال في وجهى إنه باستطاعتهم إبادتنا إن أرادوا ذلك، وحين عدنا إلى قسم الساحل أخبرهم: "البت الصحفية دى هي اللى بوظت المأمورية".. وهنا فوجئت بلطمي على وجهي، وقيل لي: "احنا هنعاملك معاملة رجالة".
وبعدها حضر وكيل النيابة وقام بالتحقيق معنا، وأخبرته بكل الانتهاكات التي تعرضنا لها، وفوجئت بتوجيه عدة تهم لنا، وتم ترحيلنا إلى قسم شرطة الأميرية.
واستكملت حديثها: "بعد ٥ أيام من إيداعي بقسم شرطة الأميرية، اعترضت على حبسي، وهو الأمر الذي أثار استياء المتواجدين بالقسم، وفوجئت بهم يقومون بضربي في أنحاء متفرقة من جسدي بالخرزان، وكلبشة يدي من خلف ظهري في باب الزنزانو، بعدها انهرت من كثرة الضرب، فقاموا بصعقي بالكهرباء".
وتتابع: بعدها تم ترحيلنا إلى سجن القناطر، وكانت المعاملة معنا شبه مستقرة، وحكم علىّ أنا ومن معى بالحبس سنة، وتم الاستئناف على الحكم، فقرر القاضي أن تكون مدة الحبس 6 أشهر مع تغريمي 50 ألف جنيه غرامة، وفي سجن القناطر بدأت الأوضاع تتوتر حين وقعت أحداث مجزرة القناطر، كما أطلق عليها البعض أو فض العسكري كما نسميها نحن". 
وعن هذا اليوم تقول سماح: "بدأت تلك الحادثة بقيام سجانة تدعى سيدة، تتعمد استفزاز معتقلات الرأي من خلال سبهم بأبشع الشتائم، بسب د.سماح المعتقلة في عنبر العسكري، وهو ما رفضته د.سماح، فما كان من سيدة السجانة، إلا أن أحضرت الجنائيات، لضرب المعتقلات، وبالفعل قاموا بشد شعورهن ولكمهن وأكملت عليهن السجانات بالضرب بالعصي، فما كان أمام المعتقلات أسلحة للدفاع عن أنفسهن سوى البيض والشطة، حيث قمن بإلقائها على الجنائيات والسجانات، وقامت إحدى المعتقلات بإعادة إلقاء خشبة سقطت عليها، فأصابت مأمور السجن عبد الغفار فوق عينه بإصابة بسيطة".
وتابعت: "في صباح اليوم التالى، فوجئنا بقوات الأمن تقتحم عنبر "العسكري"، وسمعنا صراخ البنات وهناك جذبوا الفتيات من شعورهن وركلوهن بأرجلهم من الخلف، وهو ما تسبب بإصابة بعضهن بالنزيف الحاد، بينهن فتاة تدعى ياسمين، وقاموا بكسر يد د.سماح ورحلوها لسجن دمنهور بعد نزع حجابها، وبعدها بساعتين فوجئنا بقوات الأمن تقتحم العنبر، وأوقفونا صفا ووجهنا في الحائط وضربنا على ظهورنا لدرجة أنهم لم يرحموا سيدة عجوزًا معنا تبلغ من العمر ٦٥ عامًا، وأخذت تقول لهم: (أنا ست كبيرة)، وقاموا بتفتيش الفتيات بشكل مؤذ بالدرجة التي جعلتهن يصرخن، وهو ما جعلني أسأل مدير مصلحة السجون الذي كان يتولى تلك الحملة التي شنت علينا، لماذا يتم سحلنا وضربنا بتلك الطريقة وأخبرته أن المشكلة حدثت في عنبر "العسكري" وليس عندنا، فكان الرد "السيئة تعم"، فأبديت استيائي فأمر بإيداعي عنبر التأديب.
حجرة مظلمة لا تتجاوز المتر في متر.. زجاجة فارغة لقضاء الحاجة.. لا طعام ولا حتى شراب، هذا هو المكان الذي قضت به الزميلة الصحفية سماح إبراهيم ليلتها بعد نزع حجابها، لدرجة أنها حين سألت السجانة: "أصلي إزاى كان الرد: صلى بشعرك".
وتابعت: في اليوم جاء مأمور السجن واعتذر لي، وحاولت وقتها وضع شيء فوق رأسي لتغطية شعري، وأخبرني أن هناك زيارات لأهلنا، الغريب أن منظمات حقوق الإنسان انتظرت شهرًا كاملاً حتى جاءت، ولم تسمع سوى فتاتين، ورفضت طلبهما بأن يسجل كلامهما بالفيديو.
وأضافت: "رغم إنهائي مدة حبسي، إلا أنه كان هناك تعنتًا كبيرًا في الإفراج عني واستمرت مماطلات طيلة ٦ أيام، تم ترحيلنا من قسم للآخر إلى أن تم الإفراج عني من قسم الزاوية بعد دفع الـ٥٠ ألف غرامة، ومن لم يتمكن من دفعها طالبوه بأن يأتي ليمسح أرضية القسم يوميًا، وهو ما عرضوه علىّ، ولكنى رفضت بشدة".
وعن وضع البنات المعتقلات داخل سجن القناطر، تقول سماح إنه برغم الانتهاكات التي تعرض لها سجينات الرأي خلال عملية اعتقالهن من تحرش لفظي وبدني داخل الأقسام والسجن، إلا أنهن على أتم الاستعداد لفضح تلك التجاوزات، شريطة توافر الضمانات الكافية التي تتيح لهن التحدث دون التعرض للإيذاء الأمني".
وتوضح أن "المعتقلات بسجن القناطر يطالبن بتدشين مؤتمر حقوقي من الداخل، لرفع تلك التجاوزات وتقديمه للنائب العام والتحقيق فيها، لمحاسبة كل من تعرض إليهن بالإساءة مهما كانت صفتهم، ولعل أبرز روايات التحرش التي ذكرتها ما حدث من اعتداءات على إحدى الطالبات بالصف الثالث الثانوي، وصلت لحد نزع حجابها وجيبتها داخل قسم مصر الجديدة، وقول جملة بشعة تخدش حياءها، وضربها على ساقيها حتى تورمت".
وأشارت إلى "أن الفتيات يمتلكن من الثبات ما لا طاقة لرجال به"، مشيرة إلى أن "الفتيات كن يقمن بتنظيم وقفات احتجاجية أمام المكتبة ويعلنّ عن مسيرات بشكل فكاهي تجوب أرجاء السجن خلال فترة (التريض)، والتي يسمح لهن بالخروج من الزنزانة نصف ساعة يوميًا".
واختتمت حديثها: "سأكمل طريقي الذي بدأت ولن أنكسر إلى أن ينكسر معي قلمي"، مؤكدة أنها رغم كل هذه الاعتداءات، فلن يثنيها ذلك عن استكمال مهمتها في نقل الحقيقة.

23 يوليو 2014

يا عدالتك يا مصر .. قضاة يرقصون بعد اعلانهم فوز السيسي


 

زهير كمال يكتب : غزة ... بين مصر وإسرائيل

في ستينات القرن الماضي كانت مصر الناصرية مشغولة في معركة بناء كبرى ولا تتحمل ميزانيتها شراء الكماليات التي ترغب فيها الطبقة الوسطى التي كانت تتذمر من نقصها في الأسواق.
كانت غزة هي المورد الوحيد لهذه الكماليات، اذا كنت مثلاً في إحدى المدن المصرية الكبيرة ورغبت في شراء علبة سجائر أجنبية مثلاً فان البقال يذهب لإحضارها من مخبأ سري ويبيعها لك خفية عن عيون الرقابة الصارمة للنظام. فاكهة التفاح كانت أحسن هدية تقدمها لأصدقائك عند قدومك من الخارج. وبالطبع لم تستوعب هذه الطبقة أن بناء مصنع يشغل الألاف من العمال أفضل ألف مرة من إشباع بطونها بحبة تفاح أو لوح من الشوكولاتة ..... ولكن هذا حديث آخر. 
أعتقد جازماً ان رأس النظام الصارم الذي يميل كليةً الى العمال والفلاحين كان يغض النظر عن تهريب هذه البضائع من غزة الى أسواقه، فهي لا تؤثر على ميزانيته وفي نفس الوقت ترضي الطبقة الوسطى وتمتص فائض نقودها.
انتهى هذا الترتيب غير المعلن في نكسة عام 1967 بعد احتلال إسرائيل لقطاع غزة .
بعد ذلك بسنوات قليلة تخلت الطبقة الوسطى في مصر عن معارك البناء وأغرقت نفسها في الكماليات حتى يومنا هذا.
وبعد هروب إسرائيل من قطاع غزة حيث لم تتحمل بنادق وسكاكين أهله وتضحياتهم الجسيمة، كان المتنفس الوحيد الذي يصل القطاع ببلد عربي هو معبر رفح ، كان الأمل ان يتذكر نظام مصر الحاكم جميل غزة ويرده لأهلها بعد ان أفقرهم الإحتلال وربط اقتصادهم بعجلته. لكن هذا لم يحدث، التصميم والرغبة في الحياة عند أهل غزة جعلهم يلجأون الى حل بديل لمشكلتهم: حفر الأنفاق والتهريب المعاكس، هذه المرة للضروريات.
ومن أجل رفع الحصار قامت ثلاث حروب مات فيها أبناء غزة الأبرياء ودمرت البيوت على رؤوس ساكنيها.
وبغض النظر عن التحليلات الإستراتيجية للصراع العربي الإسرائيلي فإن هناك ثأراً شخصياً من العدو الإسرائيلي لكل غزي سواء كان أصيلاً او لاجئاً ، ففي كل بيت شهيد لم تجف دماؤه بعد.
هذه الحرب تختلف عن سابقتيها، الحصار أصبح محكماً ولكن المقاومة أصبحت أكثر تدريباً وخبرة وأكثر تصميماً على تحدي الموت البطيء الذي تفرضه إسرائيل والنظام المتحالف معها في مصر.
والحق أن الموقف المصري يبعث على الحزن وفي نفس الوقت يثير السخرية، فأهل غزة يستغيثون يطلبون دواء لمعالجة جرحاهم ويغض النظام بصره وسمعه عن سماع أنين الجرحى والمكلومين ويعاقبهم بجريرة وجود حماس لديهم.
ويبعث على السخرية انه يخاف من حركة حماس ويحسب لها ألف حساب كونها تنتمي لحركة الإخوان المسلمين. وهو بهذا يقزم مصر ذات التسعين مليون نسمة لتخشى مقاومة تعد بالآلاف، كل الأنظمة المشابهة تفكر بنفس الطريقة عندما لا تكون لها حاضنة شعبية وتستقوي بالأجنبي لبقائها.
السؤال الذي ينبغي طرحه على المقاومة التي تقود المواجهة :
هل تحتاج غزة الى المعابر فعلاً؟ وهل تظن ان بإمكانها فرض فتحها بالقوة على عدو وعلى نظام حليف معه؟
والجواب واضح وهو دوران في حلقة مفرغة ، والخشية أن ضحايا هذه الحرب ستذهب تضحياتهم سدى.
وللخروج من هذا المأزق فلابد للمقاومة من رفع السقف عالياً ولا تكتفي بطلبات متواضعة وإنما: 
المطالبة بالرفع الكامل للحصار البحري والجوي عن القطاع
وهو طلب معقول وثمن قليل لوحشية إسرائيل التي لا تفهم ولا تحترم سوى القوة والحزم. في هذه الحالة فقط ستنزل إسرائيل من عليائها وتفرض على النظام المصري أن يفتح معبر رفح، فالبضائع الداخلة الى القطاع ستكون تحت عين وسمع النظام المصري.
من ير ويتابع الحالة العربية اليوم التي تتباكى على شهداء غزة وتطعنها من الخلف ليشعر بالإزدراء، ابتداءً من النظام المصري الذي قدم مبادرته لوقف (العنف المتبادل) بقرف واضح.... الى محمود عباس الذي يتمنى أن تقضي إسرائيل على المقاومة ولكنه يحاول الآن تلميع نفسه أمام الجماهير الغاضبة.
الأنظمة العربية جميعاً تخشى انفجار الأوضاع في بلادها إن استمرت الحرب في غزة ويحاولون وقفها بكل السبل، يعرفون أن تحت الرماد ناراً مستعرة ستطيح بهم، فكل العرب لهم ثأر شخصي عند العدو الإسرائيلي.
لا شك أن المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها والتي سجلت حالة مميزة من الوحدة الحقيقية انما تعاني من ضغط هائل على كل الصعد وبخاصة الوضع الإنساني الخانق ولكنها في نفس الوقت تسجل بداية النهاية للكيان الإسرائيلي ووضعه الشاذ في قلب المنطقة العربية.
ولن تستطيع أي قوة مهما بلغ جبروتها منع شعب عنيد من تحقيق أهدافه مهما طال الزمن.

كارثة .. منسق حملة السيسي في فرنسا يدافع عن ذبح الاطفال في غزة .. واسرائيلية تعترض



سيف الدولة:السيسى قدم أوراق اعتماده..ويجرى مراسم الاعتراف بنظامه

بارك الكاتب والمفكر القومى المصرى المهندس محمد سيف الدولة، لقائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، على التجهيز للاحتفال والاعتراف الكامل والتنصيب الاسرائيلى الامريكىى الدولى، للسيسى ونظامه.
‫وقال سيف الدولة فى تدوينة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "‏‫#‏مبروك_للسيسى‬
يجرى ضمن ما يجرى الآن فى العدوان الصهيونى البربرى على ‫#‏غزة‬ ، مراسم الاحتفال والاعتراف الكامل والتنصيب الاسرائيلى الامريكى الدولي، للسيسى ونظامه، بعد أن قدم أهم أوراق اعتماده، وهى التزامه المقدس بكامب ديفيد، ليس فقط بالصمت والحياد والتنسيق مع اسرائيل، بل بالانحياز والمساعدة والتمهيد للعدوان، من خلال هدم الأنفاق مع اغلاق المعبر والتحريض الاعلامى ضد كل ما هو فلسطينى على امتداد عاما كاملا، واستبدال العدو الصهيونى بالعدو الفلسطينى، بالاضافة الى، وهو الأهم، تقليم أظافر القوى الوطنية المصرية المعادية لاسرائيل، والتى طالما تظاهرت وانتفضت غضبا ضد كل الاعتداءات الصهيونية المماثلة فى السابق.

الاعلامى محمد الاسوانى يكشف حقول الغاز وراء تدمير اسرائيل لغزة

أنه من أهم الأسباب في الهجوم الاسرائيلي على غزة هو ذلك البئر ( حقل الغاز ) الذى هو بعمق 600 مترا تحت مستوى سطح بحر غزة والذى يقع بعرض 30 كيلومترا من سواحلها أى في المياه الإقليمية الفلسطينية و يقدر بحوالي 30 مليار متر مكعب الذى تقدر قيمته بالمليارات من الدولارات وهذا حسب الخريطة التى أعدتها “يو . أس. جيولوجيكل سيرفيس وهى وكالة أمريكية) ، وكما هو معلوم بأن تلك الإكتشافات كانت في عام 1999 و بموجب الإتفاق الذى وقع عليه ياسر عرفات كممثل للسلطة الفلسطينية بأن السلطة لديها الحق بالإستثمار في مياه غزة الإقليمية وتم التعاقد مع مجموعة شركات مكونة من ( بريتيش جروب وكونسوليدايت كونتراكترز ومع شركة فلسطينية خاصة ) بحيث يصبح للشركات الأجنبية حصة مقدرة بـ60 بالمئة و فلسطين 30 بالمئة على أن يكون نسبة رأس مال السلطة الفلسطينية الإستثماري هو 10 بالمئة لبدأ حفر البئرين ( الحقلين ) : غزة مارين 1 و غزة مارين2 لكن المشروع لم يتم بسبب تعنت إسرائيل التي أشترطت بأن تحصل على الغاز كله بأسعار منخفضة جداً ولكن حماس هى التى كانت تشكل العائق في إتمام الصفقة الظالمة .
وأما بخصوص التعاقد الذى تم مع الشركة البريطانية كان هناك تحريض إسرائيلي دائم لإفشال المشروع الفلسطيني ولذلك وجدنا رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذى كان مبعوث “اللجنة الرباعية للشرق الأوسط” قد أبرم إتفاق مع إسرائيل بحيث يحرم الفلسطينيين مستقبلا من ثلاثة أرباع إيرادات الغاز على أن يكون شرط إتمام التعاقد بإيداع الحصة الفلسطينية التي تعود اليهم في حساب بنكي دولي و تسيطر عليه واشنطن ولندن ولكن حماس رفضت الاتفاق بعد فوزها في انتخابات 2006 و وصفته بأنه اختلاس وتعدي على حقوق الشعب الفلسطيني وطلبت إعادة التفاوض بشأن التعاقدات وكان هذا في عام 2007 وقد أشار وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي موشيه يعلون إلى أن ” الغاز لا يمكن استخراجه من دون عملية عسكرية تجتث سيطرة حماس على غزة”.
وهكذا إستمر المخطط الصهيوني التآمري في عام 2008 و برضى غربي أمريكي وبضوء أخضر من حسني مبارك قد شنت إسرائيل عملية “الرصاص المصبوب” على غزة ، و في سبتمبر 2012 أعلنت السلطة الفلسطينية أنها استأنفت المفاوضات مع إسرائيل حول الغاز وعلى الرغم من معارضة حماس على تلك الإتفاقيات الغير شرعية والتى تبخس حقوق شعب فلسطين ولكن المافيا الصهيونية والعربية والأمريكية أرادت تمرير تلك التعاقدات المشبوهة ولكن السلطة بقيادة ابو مازن كانت متواطئة ولاسيما بعد قبول فلسطين في الامم المتحدة كـ” دولة مراقبة غير عضو “ كان موقف السلطة الفلسطينية متماهي مع إسرائيل في المفاوضات حول المياة الإقليمية الفلسطينية أى بحر غزة الذى به حقول الغاز ومع ذلك ظل كل شيئ مجمد وكانت إسرائيل تشكل عائق للفلسطينيين في منعهم من إستغلال الثروات الطبيعية التي بحوزتها ، و في 23 يناير 2014، خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس الروسي بوتين تم مجموعة تفاهمات ومن أهمها إمكانية إسناد تشغيل بئر الغاز بمعرفة غازبروم الروسية في مياه غزة وحينها جن جنون إسرائيل وهذا حسب ما نشرته وكالة ( ايتار تاس للانباء ) و مشيرة إلى أن روسيا وفلسطين بصدد تعزيز التعاون في مجال الطاقة و في هذا السياق سيتم استغلال بئر الغاز الفلسطيني وكذلك يــتوقع استغلال حقل نفط أخر يوجد في ضواحي مدينة رام الله الفلسطينية في الضفة الغربية و تستعد الشركة الروسية تكنوبرومكسبورت للمشاركة في بناء موقع كهرو-حراري بقوة 200 ميغاواط. و قد عزز هذا الإتفاق ما توافق عليه الفلسطينيين من تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة بتاريخ 2 يونيو 2014 مما يعضد الاتفاق بين فلسطين وروسيا ،
وبعد مرور عشرة أيام من حكومة الوحدة الوطنية قد حدث ذلك الإختطاف للشباب إلاسرائيليين الثلاثة حسب الإدعاءات الإسرائيلية وقد تم العثور عليهم مقتولين يوم 30 يونيو وفي الغالب كانت الموساد من ورآء هذه المؤامرة حتى تقطع على الفلسطينين تلك الوحدة الوطنية بين حماس ومنظمة التحرير وإتهمت دولة الكيان الصهيوني ضلوع حماس في عملية القتل وليس هناك دليل واحد على هذا الإدعاء الكاذب ولكن هذا المخطط كان ضمن استراتيجية تل أبيب الهادفة الى تدمير غزة حتى تتكن من السيطرة على جميع مصادر الطاقة في الأراضى المحتلة وبهذا تصبح جميع احتياطيات الطاقة في حوزتها من بينها احتياطيات الغاز الفلسطيني وكذلك مخطط سيطرتها على الحقول( اللبنانية والسورية والمصرية ) وكما هو معلوم إن ذلك المخطط يقع ضمن الأستراتيجية الأمريكية التي تسعى من خلال في دعمها اسرائيل حتى تسيطر على الشرق الأوسط بأكمله ومنع روسيا من مد نفوذها في المنطقة .
المصدر نقلاً عن خبير الطاقة 
مانيلو دينوتشي

مصطفي منيغ يكتب : مصر المصير ومبادرة العصير

لأول مرة تحس إسرائيل أنها مقبلة على أيام سوداء غير مسبوقة، لم تألفها، وهي المدللة كانت تشير لشيء فيركع خوفا منها وجيشها الموصوف بالبراعة الحربية والدهاء العسكري والانتصار الدائم. ولول مصر "السيسي" لفر نتنياهو وزمرته المجرمة للاستقرار في ولاية "الإسكيمو/ ألسكا" المبتاعة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية في زمن الغفلة هناك . حَالَةٌ تَجَمَّع لتخليص الدولة العبرية منها ، كل أعمدة الحكم الذاهبة لتكريس حلف ، طالما أشرنا إليه، لن يُبقى الشرق الأوسط كما كان، وإنما كما يناسب مصالحهم الجديدة التي لم تعد مبنية على النفط ومشتقاته بل مشيدة هذه المرة على التلاحم الفكري الفارز منهجية لا تعترف بملة أو دين ، ولا تسعى لمناصرة حقوق الإنسان بالمطلق بل لتكريس الطبقة المنتجة المكونة مما يقاربون به لقب العبيد في عهد روما / اسبارتاكوس المتعامل معهم بأسلوب يبقيهم تحت السيطرة وفق حراسة أمنية تعتمد ما ظل العلماء في مختبرات الولايات المتحدة بإشراف البنتاغون على ابتكاره يفوق أدوات القمع المسوقة لدى الأجهزة الأمنية من شرطة وحرس الدول المعنية، عشرات المرات من حيث القدرة على تجميد أشرس المظاهرات ، وجعل المشاركين فيها ينظرون ويحسون ولا يتحركون ، لتسهيل مهمة اعتقال من يطاله هذا التصرف لمعارضته الشكل 
والمعيار الجديد المتحكم في المنطقة مغيبا الأخلاق ومقصيا التعبد بأي شعائر كانت . السعودية لم تحس حتى اللحظة أنها المقصودة قبل إيران ، لازالت غارقة في عسل الثراء القابل للتبخر في أية لحظة لو رفعت صوتها بكلمة تعاكس ما هو مدبر لتخطيط قائم منذ اعتلاء أوبانا دفة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية .
السعودية معروفة بدفع رواتب بعض الجيوش العربية لهدف الملك عبد الله يحمل سره في قلبه ، لكن الحساب هذه المرة لم يعد ينفع أحدا بزعامة السعودية حينما ساندت "السيسي" وبواسطته إسرائيل لضرب غزة ، وإن حصنت نفسها لتبقي في هذا الموضوع بالذات خارج التغطية (إن جاز التعبير) فقد دق ناقوس يرن بالحقائق في أذان أحرار فلسطين البعيدين عن محمود عباس وخدماته المجانية المقدمة لمحتلين أرضه من صهاينة انتهي بهم الأمر للبقاء بلا نوم منذ بداية عدوانهم على أرض الأطهار الشرفاء الأخيار مقاومي غزة الذين فاجؤوا العالم بمواقفهم البطولية على أرض معركة شرسة ، كل يوم ، رغم الثمن المُقدم المترجم بعدد الشهداء ، يربحون ما يؤكدون به أنهم ليسوا نعاجا كما مثلهم "عباس" ، في مفاوضات عبثية غير قائمة على مصداقية أو أساس ، بل أسد تسبب زئيرهم في إغلاق مطار بن غريون ، وامتناع مؤسسات الطيران الكبرى عبر العالم الاتجاه إليه وهو تحت رحمة صواريخ "القسام" لأجل غيرمسمى .
القاهرة صاحبة المبادرة اللاعادلة (المتلعثم صائب عريقات في شرح بنودها وما ترمي إليه لصالح المعتدي وهو كبير المفاوضين) ستجد نفسها منزوية مُبعدة أمام ضغط الشعب المصري العظيم الذي لن يرضى أبدا التضحية بما عُرف به من عروبة هو قلبها النابض ، وما اتسم به من شيم نصرة المظلومين المغلوبين على أمرهم ، من أجل سواد عيون إسرائيل المعانقة للسيسي في تحدي سافر لمشاعر المصريين الذين لقنوا نفس إسرائيل درسا لن تنساه على مر الدهر وإلى يوم النشور، في العاشر من أكتوبر ، وما المظاهرات التي اجتاحت كل المدن داخل جل المحافظات منادية حشودها بفتح معبر رفح ، سوى مقدمة مباركة لتحرك يتعاظم مع الأيام تعيد به مصر التحامها الأصيل مع الأمة العربية الكبيرة الممتدة وجودها من المحيط إلى الخليج .
* الرباط
مدير نشر جريدة الأمل المغربية
عضو الأمانة العامة لحزب الأمل
المحمول : 00212675958539*
البريد الإلكتروني :
mustaphamounirh@gmail.com

السفير د. عبدالله الأشعل يكتب : الصهيونية غير اليهودية فى الإعلام العربى

فى عدد ديسمبر 1985 أصدرت ريجينا الشريف فى سلسة عالم المعرفة فى الكويت كتابا بعنوان الصهيونية غير اليهودية، وعرضت لنماذج مختلفة منها فى دوائر السياسة الأمريكية فى سياق تحليل العلاقة الوثيقة بين إسرائيل وواشنطن. ويقصد بالصهيونية غير اليهودية أن المشروع الصهيونى لالتهام وإذلال العالم العربى تمكن من تجنيد اليهود فيه حتى قامت إسرائيل بجهود اليهود المتحمسين للمشروع، ولكن إلى جانب اليهود هناك فيالق أخرى من المتعاطفين معهم وقدموا للمشروع خدمات كبرى. معنى ذلك أن الصهيونية هى مشروع سياسى يتجاوز الدين اليهودى ولاعلاقة لها به رغم زعم كبير الحاخامات فى الولايات المتحدة بأن دعم المشروع هو التزام توراتى، يقابله عشرات من الأحبار الذين يرون المشروع وقاعدته على الأرض إسرائيل تخالف صحيح التوراة. المهم أننى عندما قرأت هذا الكتاب منذ أربعين عاماً لم أتخيل للحظة أن فى المنطقة العربية سوف يجاهر البعض بأنه صهيونى، لأن الصهيونية هى الجزار الذى يوجه خنجره إلى العرب وهم الضحية، فكيف يساند الضحية جزاره حتى لو كان يذبح خروفاً آخر؟ هذا الموقف النفسى صادفته عند الخراف وفى أحد أعياد الأضحى وبينما كنت أنتظر دورى عند الجزار ليذبح خروفى، وصلت عربة الخراف فلما رأت زملاءها ينزلون ويذبحون فإن الخراف التى أهلها الله بالفطرة للذبح بكت وثارت وكادت تفلت جميعاً لولا قبضة الجزار الذى وضعها أمام قدرها المحتوم ، بل إن الخراف تعرف الكلمات التى يهمهم بها الجزار وهم يهم بالتهام فريسته، كما أعرف من أبناء الأسرة من قاطع أكل الخراف والأرانب بسبب هذه القسوة. هذه المشاعر والتأملات ألحت على وأنا أتابع مذابح ومشاهد الإبادة فى غزة، وتصورت لو أن غزة هذه تسكنها كلاب أو قطط فهل موقف جمعيات حقوق الإنسان سيكون مثل جمعيات حقوق الإنسان التى نشطت فى بلادنا لتجنيد الأنصار وتمويلهم حتى يسكتوا فى هذه اللحظات، ثم يتلقون إشارة الحركة فى أوقات معينة. وإذا كان ذلك مفهوماً عند الغرب الرسمى الذى يتمنى أن يذبح المسلمون والفلسطينيون خصيصاً ويتم شواؤهم على نار هادئة فكيف نبرر المواقف الغربية المجافية للمشاعر الإنسانية ناهيك عن النخوة والمشاعر القومية والتضامن التى يجب ان تسود بين أبناء العرق الواحد من الحيوانات. 
قد أفهم أن بعض الناس ممن لا يعرفون غلبت عليهم حماقتهم فرأوا الأمور معكوسة، وقد أعذر من خلطوا عملاً صالحاً بعمل فاسد بسبب عجزهم عن التمييز بين ما ينفع وما يضر، وقد أغفل من لوث الإعلام سمعهم وأبصارهم وعقولهم بخطط موسادية معدة بإتقان لدفع الناس إلى سلوك ومعتقدات تخدم مخطط الموساد، لكن كيف تفسر أن قنوات مصرية وعربية وصحفاً تفتح ذراعيها لصوت واحد لا يصمد لحظة واحدة أمام وهج الحقيقة، وينفق على هذا الإعلام المليارات ويتقاضى جنرالات الإعلام الملايين سنويا ويوضعون فى صدارة المشهد والإعلام منهم براء؟ 
وإذا كانت الشماتة فيما يحدث فى غزة من سوءات بعض النفوس، فكيف تسمح النظم بالجهر بهذا الفجوروالتشفي فى المشاعر الإنسانية والقومية؟ 
لقد شعرت بالذعر وأنا أتابع من قبيل الفضول مجموعة من القنوات الفضائية المصرية لأفاجأ بأن أحدهم يمتدح نتانياهو ويدعو للجيش الصهيونى القاتل بالنصر حتى ينهى هذا العرق الفلسطينى! ويمتدح له إكمال رسالته الجهنمية ، بل على قناة أعلم أن بعض الجهات السيادية كانت فى نشراتها الداخلية توصى بمتابعتها لمنسوبيها رغم الفجاجة والخروج عن أبسط آداب الظهور الإعلامى. فى نفس الوقت، كنت أتابع حادث الطائرة الماليزية المؤلم التى سقطت بصاروخ فوق أوكرانيا وموقف الزعماء الغربيين أوباما وكاميرون وميركل وغيرهم وإصرارهم على ردع روسيا الداعمة لانفصال شرق أوكرانيا والبكاء على الضحايا لأنهم غربيون أساسا بينما يجاهر أوباما وكاميرون وميركل فى نفس اللحظة على مساندة إسرائيل فى إبادتها لفلسطين وغزة وحرق الناس أحياء بجيش "الدفاع الإسرائيلى" بزعم أن لإسرائيل حق الدفاع عن النفس، وهذه الدول نفسها مع فرنسا هى التى قررت فى الأمم المتحدة يوما فى يناير من كل عام لإحياء ذكرى هولوكوست اليهود فى ألمانيا بينما يشجع هؤلاء علنا أحفاد الهولوكوست على محارقهم ضد شعب لا علاقة له بمأساة اليهود. 
السؤال كيف سمحت الدولة بهذه السياسة الإعلامية الواضحة ضد المشاعر الإنسانية والحسابات الاستراتيجية؟ وكيف أتيح لهذه الرويضات أن تنفرد بالشاشة لتطل كل ليلة بوجهها القبيح دون خجل أو مراعاة لحرمة الدم ويدعمون القاتل ولا يرعون حتى حرمة الشهر الفضيل، وأن القتلى من المسلمين الآمنين فى بيوتهم وكانوا صائمين قائمين. 
إننى أشعر بالقهر والخجل أن تكون الأمور قد وصلت إلى هذا الحد، فأصبح الليبرالى العربى هو الذى يفرط فى دينه وعرضه ومقدساته القومية وضاعت بوصلته فى القضايا الداخلية والخارجية. فهل يفعل هؤلاء ذلك عن جهل بحقائق الأمن القومى المصرى، وإذا كانوا كذلك فمن سمح لهم بالظهور المستمر والمبرمج واستضافة من على شاكلتهم حتى أعوذ بالله أن تكون بلادنا قد وصلت عقيدتها السياسية إلى هذا الدرك الاسفل. صحيح أننا نشهد زمن الانحطاط وتصدر الرويبضات للمشهد وتوارى الشرفاء والقامات بعد احتلال هؤلاء للواجهات بما يقدم مصر والعرب للعالم ولعدوهم الأبدى على هذا النحو المشين. 
لقد سار خطاب الصهيونية العربية على مستويات متعددة سياسية وثقافية وإعلامية ودينية وحتى المؤسسات الدينية والدعاء لغزة و مناضليها وشهدائها صار موقفاً سياسياً ودعماً لعدو للوطن . لكنى كنت واثقا منذ أكثر من عشرين عاماً أن بعض منابر الإعلام العربى قد جندت عناصر الصهيونية العربية فى جميع المجالات، وأن هذا الظهور المنهجى كان جزءا من مخطط أكبر هدفه النهائى أن يشعر المسلم بالخجل من إسلامه، ولا يقيم حرمة لها طابع دينى، وان يخجل العربى من عروبته وأن لبراليته تقضى بأن يدعم عدوه بدعوى الموضوعية والانفتاح، وهذا خلل خطير فى الإعلام والثقافة والسياسة أدى إلى خلل فى العقل العربى نفسه فأدى به الخلل إلى فقدان القدرة على التمييز بين الضرر المحض والنفع المحض، وهذا فى القانون هو الشخص غير المميز، أو اذا كان تجاوز السابعة هو الشخص الأبله الذى يجب الحجر على تصرفاته فكيف يسمح لهؤلاء البلهاء أن يعتلوا المنابر الإعلامية مهما كان عدد المشاهدين قليلا بهذا الخطاب الفاحش ويحسب فى النهاية على ما يصدر من مصر. إننى نيابة عن شرفاء مصر والعالم العربى أقول بكل تأكيد أن العدو هو الذى هبط علينا كالجراد فاعمل القتل والنهب وهو العدو الصهيونى، وأن طابوره الخامس فى إعلامنا ومختلف دوائرنا دليل على نجاحه فى اختراقنا، وصدق تقرير عاموس يالدين مدير المخابرات العسكرية الصهيونية السابق الذى قدمه للحكومة الإسرائيلية عام 2010 وكتبت عنه عدة مرات ان الموساد تمكن من تحقيق إنجازات كبرى وأهمها اختراق معاقل الدولة فى مصر من جميع الجهات ، وطالبت المرحوم عمر سليمان يومها أن ينشر أسماء هؤلاء قبل أن تبادر إسرائيل بكشفهم ولكن يبدو أن القائمة أطول من أن تنشر وأنهم فى محرقة غزة كشفوا بأنفسهم عن أنفسهم، ولذلك وجب فضحهم ومن يفتحون لهم فى عقول الناس آفاقا للفتنة والضرر. 
وليس سراً أن خطة إسرائيل فى إحراق غزة اعتمدت أساساً عليهم ومنهم للأسف فلسطينيون تنكروا لفلسطينيتهم ومصريون وعرب تنكروا لمصريتهم وعروبتهم، وهذا أكثر ما يثير مرارة ضحايا المحرقة فى غزة أن يدعم القريب العدو بدلاً من أن يهب للنجدة ودفع العدو الغادر. فتشوا بينكم عن الطابور الخامس الصهيونى بأسماء عربية وديانة إسلامية وقد يبالغ سبكا للدور فى عروبته وإسلاميه حتى تنطلى اللعبة على البسطاء، فلا يفرقون بين العداء السياسى والتنافر الجينى، ولا يمكن لهؤلاء أن يغيروا الجينات العربية الإسلامية. 
أما الحياء فهو فطرة دلنا عليها القرآن الكريم حين أطاع آدم وحواء الشيطان وبدت لهما سوء تهما، فسعيا إلى ستر العورة، فما بالنا بهؤلاء لا يحرصون على ستر عورتهم بل يباهون بكشفها، فقدوا دواعى الاعتبار وباعوا أنفسهم للشيطان وخطابهم الشيطانى يجب عزله حتى لا يختلط الماء باللبن. ستنتصر إرادة الله فى غزة وستبقى فلسطين أرض الأنبياء ومسرى رسول الله إلى السماوات العلا وأمجاد مصر العسكرية ضد المغول والتتار على أرض فلسطين حتى وإن تسلل مغول العصر الصهاينة فى الضباب.

********************
هل قررت إسرائيل القضاء على المقاومة الفلسطينية؟

السفير د. عبدالله الأشعل

الغارات الإسرائيلية على غزة منذ نهاية يونيو 2014 بعد اتهام حماس بأنها خطفت وقتلت ثلاثة من الصبية الإسرائيليين دون أن تقدم سندا صحيحاً واحدا ، تثير الكثير من القضايا خاصة وأن الغارات الجوية الإسرائيلية أدت إلى مقتل الكثيرين، فضلاً عن إحراق المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة الغربية لصبى فلسطينى (محمد خضير) حياً بذريعة الانتقام للصبية الإسرائيليين.
الملاحظة الأولى: أن إسرائيل لعبت دوراً بارزا فى تطورات المنطقة التى تخدم إسرائيل وتفتت العالم العربى وتحرم الفلسطينيين من المساندة العربية حتى تخلو الساحة لإسرائيل للانفراد بالفلسطينيين فأصبحت العلاقة طردية بين تفتيت العالم العربى وإضعافه وبين قوة إسرائيل، وتمزيق الصف الفلسطينى، ولهذا السبب يتمسك الفلسطينىون بأن الأمة العربية أمة واحدة وأنهم جزء منها وأن الجسد العربى يجب أن يحمى الجزء الفلسطينى الذى يقتطعه الذئب الصهيونى، بينما الجسد عاجز عن الدفاع، عازف عن الاشتباك تماماً كالفريسة التى تستسلم للوحش المفترس عندما يأتى على مواطن القوة والحركة فيها فى الغابات والبرارى.
الملاحظة الثانية هى أن هناك الكثير من الإشارات على أن إسرائيل اختلقت فكرة خطف الأطفال الصهاينة، بالاتفاق مع واشنطن، حتى تعيد إلى الأذهان قضية شاليط، فإذا كان شاليط قد استخدم ذريعة لأعمال الإبادة الصهيونية ضد غزة ودفع الفلسطينيون أراوح المئات ، في محرقة 2008-2009وعاد شاليط رغم ذلك إلى أهله وذويه، رغم كل الخسائر الفلسطينية مقابل اطلاق وهمي لعدد من الاسري لم تلبث ان اعادتهم الي الاسر ، فإن فكرة الخطف فى ذاتها مألوفة عند الفلسطينيين حتى خارج غزة من وجهة نظر تركيب الصورة الذهنية التي رتبتها اسرائيل كما أن الخطف لواحد أدى إلى حملة الرصاص المصبوب، فما بالنا بخطف ثلاثة من الفتي وقتلهم، إلا أن يكون الرد هو اقتلاع المقاومة وابادة العرق الفلسطيني؟. وإذا كانت تسيبى ليفنى قد اتفقت مع مصر مبارك على عملية الرصاص المصبوب وأعلنت ووجها يفيض حبورا مع وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، وقررت يومها فى 25 ديسمبر 2008 قبل بدء العمليات بيومين أن إسرائيل قررت تغيير قواعد اللعبة، فإن إسرائيل هذه المرة – فيما يبدو – قررت انهاء اللعبة ذاتها وانهاء صفحة القضية. وهذا يقودنا إلى تقصى دوافع إسرائيل للعملية، والآثار والنتائج التى ترجوها منها بقطع النظر عن النتائج.
الملاحظة الثانية هي أن دوافع إسرائيل من العملية هو تصفية المقاومة وإعادة احتلال غزة تمهيداً لاتفاق نهائى يفصل بين إسرائيل ومشروعها الصهيونى النهائى ببضع خطوات. وأما حساباتها تعتمد على خمسة ركائز:
الركيزة الأولى هى أن واشنطن التى كانت تتوسط منذ أسابيع هى التى تدعم هذه العملية دون مواربة وقد كانت واشنطن أيضاً تدعم الرصاص المصبوب.
الركيزة الثانية هى أن تفتيت العالم العربى إضعاف لدوله وشغلهم جميعاً. خاصة مصر، دفعت إسرائيل إلى تقدير الموقف على أنها صارت طليقة إزاء أهدافها. صحيح أن مصر مبارك كانت سندا لإسرائيل وعملياتها، علي اساس أن مبارك كان كنزها الاستراتيجى، فإن مصر مبارك، شهدت معارضة شعبية كاسحة ضد سياسات الحكومة، وكانت المعارضة تتمتع بحرية كاملة فى التصدى للغزو الصهيونى مما كان عاملا مهما فى حسابات إسرائيل المرحلية .أما مصر الآن الرسمية والشعبية فى حال مختلف تماماً بعد أن لعب الإعلام دوراً هاماً فى شيطنة غزة بحماس أو بغيرها. وإذا كان الحد الأقصى لطموح إسرائيل هو القضاء على المقاومة، فإن حده الأدنى هو إحباط المصالحة الفلسطينية، رغم أن حماس صارت جزءا من الكيان السياسى الجديد لحركة سياسية، بعيدة عن حركة مقاومة، بحجة ان السلطة لايجوز ان تحتوي علي حركة" ارهابية" وفقا للوصف المصري والاسرائيلي.
لقد أدانت الدول العربية عدا بعضها عملية الرصاص المصبوب، فهل هناك اتفاق أم انشغال أو عدم اكتراث تجاه الحملة الأخيرة على غزة فى شهر رمضان وتحت الحصار والضيق، فهل يتناسب هذا الموقف مع الجدوى الوهمية لاجتماع مجلس الأمن . أم أن الكل متفق على تقديم غزة قربانا للتحالفات الجديدة فى المنطقة؟ وقد حذرنا عدة مرات بأن إدخال حماس فى معادلة الصراع بين الأطراف فى الأزمة المصرية سوف يغرى إسرائيل بما تقوم به فى غزة، ونؤكد مرة أخرى أن الكراهية لحماس لأى سبب يجب ألا يجر مصر إلى موقف يضر أمنها القومى على المدى الاستراتيجى، فمقاومة إسرائيل فى فلسطين صمام أمان لمصر مهما بدت بعض الحسابات الوقتية مغرية، ومهما كان الخلاف بين غزة وحماس ومصر الجديدة، فإن إسرائيل هى العدو الحقيقى لمصر الدائمة على مر العصور. ولنلاحظ أن العدوان على غزة هو أحد شعب استراتيجية العدوان على كل الأراضى الفلسطينية وعلى عموم الشعب الفلسطينى. الفارق هذه المرة بين موقف مصر مبارك، ومصر الحالية من الحملة الصهيونية الأمريكية على الفلسطينيين هو أن مصر مبارك تواطأت مع إسرائيل، بينما مصر الحالية أدانت بشكل ما هذه الحملة وحاولت الوساطة والتهدئة ثم أبلغت فلسطين بنية إسرائيل وتهديدها، ولكن إسرائيل تعلم جيدا حدود التأثير المصرى الرسمى حتى لو أراد، كما تدرك جيدا أن الشعب المصرى اليوم مشغول عن محنة الفلسطينيين
ولكنى أحدز أيضاً بأن الجينات المصرية الطبيعية عربية إسلامية وأن تحريف هذه الجينات لا تلبث أن تنقلب ولتتأملوا معى إمعان نظام مبارك فى علاقته بإسرائيل وإمعان إسرائيل فى الإضرار بمصر وبمصالحها ثم انفجر الشعب فى ثورة عارمة فى 25 يناير على النظام وتحالفاته. وليس هناك ما يشير إلى أن الشعب سوف يفقد شعوره بالمخاطر الصهيونية، مهما حاول الإعلام المضلل لدرجة أن إحدى القيادات الصحفية فى أقدم جريدة مصرية امتدحت على صفحتها الخاصة نتانياهو وحملته ضد الفلسطينيين. ودعت شيطانها أن يكثر من أمثال هؤلاء السفاحين، نكاية فى حماس. للأسف الشديد جميع الدول العربية لديها ما يشغلها، ليبيا واليمن والسودان وسوريا ولبنان والعراق.
لم تعد القضية هى غزة وحماس، بل هى نضال شعب مظلوم ضد الظلم الصهيونى والأمريكى والتمزق العربى ولذلك فإن السكوت على العدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى حسابات خاطئة، وسوف تحول الشعوب العربية دفاعاً عن القدس والشعب المظلوم بعد أن أصبح ينافس بقية الفلسطينيين فى محنة اللجوء فى أوطانهم وفى ربوع وطنهم الكبير. 
المطلوب بصفة عاجلة فتح معبر رفح كألتزام قانونى على مصر، والتمييز بين المصلحة العارضة فى النظام والمصلحة الدائمة فى الوطن، كما أن المقاومة تدافع عن الشعب الذى يتعرض للعدوان، والمطلوب دفع العدوان وليس مساندة المقاومة.
والمطلوب أيضاً أن يقوم الإعلام المصرى والعربى بإستعادة وعيه وشرح الحقائق الثابتة للشعوب العربية.
والمطلوب رابعاً أن يتجاوب المصريون مع حمالات الدعم بكل شئ لمساندة الشعب الفلسطينى ضد إسرائيل ولكن المطلوب العاجل هو بحث أدوات التأثير على قرار إسرائيل بإستمرار العدوان ومن العار أن نتحدث تحت النار عن التحقيق ووقف الاستيطان كما ورد فى البيانات الرسمية.
وأخيراً إذا ارادت مصر الجديدة أن يكون لها موضع محترم فى العالم العربى فهذه فرصتها الوحيدة حتى تفلت من استعباد الآخرين لها وحتى لا تكون مصر الجديدة فى الشئون الداخلية والخارجية نقطة سوداء فى تاريخ مصر المعاصر.

مصطفى إنشاصي يكتب : تأملات في موقف المقاوم والمفاوض الفلسطيني

بداية يجب عدم وقف إطلاق النار قبل الانتهاء من الاتفاق على كل بنود الاتفاق المطروحة وتفاصيلها وعدم تأجيل شيء منها، فلم يعد لدى أهل غزة ما يخسرونه فلقد تم تحميل غزة أكثر مما تحتمل ولم يعد هناك خيارات للتراجع إما أن تكون حرب تحرير وإعادة الاعتبار لقضية الأمة، أو أن نعود إلى اتفاق تهدئة هزيل وضياع دماء مئات الشهداء وآلاف الجرحى وهدم مئات المنازل وتشريد آلاف الأسر، وعلى المقاومة إن فشلت في تحقيق انتصار حقيقي يتجسد في شروط التهدئة يتناسب وحجم التضحيات التي دفعتها غزة في هذه الحرب وكل الحروب السابقة ويكون درساً رادعاً للعدو الصهيوني ألا يفكر في إعادة الكرة مرة ثانية فلترحل من حياتنا إلى الأبد، وإن فكرت أن تحتفل بانتصارات وهمية على حساب أشلاء الشهداء كما هي عادتها فعلى القادرين من الشعب أن يخرجوا بأجسادهم لمنع تلك الاحتفالات حرصاً على مشاعر المصابين والثكالى والمنكوبين!
لذلك على المقاومة الحذر من تكرار نفس الأخطاء التي وقع فيها عند التوقيع على اتفاقيات التهدئة السابقة، وتاريخ طويل من اتفاقيات الإطار التي تم التوقيع عليها وتم نقضها من طرف العدو الصهيوني قبل أن يجف حبرها. ومن الخير للمقاومة ألا يتولى التفاوض أو اتخاذ القرار قيادات الخارج الذين يعانون من جوانب القصور الكثيرة في ثقافتهم السياسية والتفاوضية وقصور الطموحات، إضافة إلى أنه يرزح تحت الضغوط التي تمارس عليه من جهات التمويل أو الدول المضيفة التي تمنعه من حسن استثمار حجم جرائم العدو وحجم تضحيات شعبنا في فرض أفضل الشروط لصالح القضية والشعب والمقاومة.
ومهم جداً وضع جدول زمني ويكون (مقدس) لا قداسة دينية أو صنمية ولكن قداسة التزام من قبل العدو الصهيوني والدول الراعية للاتفاق تجنباً للتسويف كالعادة والمماطلة والنقض له، وقداسة الالتزام بالمواعيد المدرجة فيه يجب أن تكون مقترنة بحق المقاومة في الرد على عدم الالتزام بالطريقة التي تراها مناسبة. كما أن الاستمرار في المعركة يجب أن يكون وسيلة المقاومة لإكراه العدو والموقف الدولي الداعم له على سرعة الاستجابة لشروطها التي يجب أن تؤكد هذه المرة حقيقة أنها هي التي تملك أوراق القوة وزمام المبادرة ومتى تنتهي المعركة لا العدو الصهيوني.
إضافة إلى ذلك علينا أن نؤكد لأنفسنا قبل العالم حقيقة: أن الوضع الداخلي الصهيوني هش ولا يحمل مقومات الصمود والصبر لأكثر من مدة محددة وقابل للانهيار تحت ضربات المقاومة، وكذلك حالة الجندي الصهيوني الجبان الضعيف نفسياً سريع الهروب من أرض المعركة .. وإن كان ذلك الوضع الهش قادر على الضغط على غطرسة حكومته وإجبارها على الاستجابة لشروط المقاومة وألا تنقض اتفاقياتها مرة ثانية، أو قد يكون هشاً فعلاً إلى درجة أنه أيضاً لا يستطيع التأثير على قرارات قادته السياسيين والعسكريين، ونركز هنا على تحطيم أكذوبة الأسطورة الصهيونية عن غلاء الدم اليهودي والتأكيد على أن القادة الصهاينة لا يبالون بدماء الصهاينة ...!

أين الضفة الغربية والأسرى في مفاوضاتكم؟!
أين الضفة الغربية في عقل المفاوض الفلسطيني وشروط مبادرات التهدئة أو الهدنة طويلة الأمد التي إن صح ما نشر عن شروط المقاومة تمتد 10 سنوات؟! أين الضفة التي تئن من سياسة التنسيق الأمنى، ومن استباحة العدو الصهيوني لها اعتقالاً وقتلاً واغتصاباً للأرض وتهويدها وتدمير المنازل ومنع البناء ... أين هي في شروط التهدئة في الوقت الذي يطالبونها فيه أن تنتفض ضد سياسة اللتنسيق الأمني وضد العدو -وهي منتفضة دعماً لغزة الآن- أليست القضية واحدة وهي جزء من الوطن ويجب التأكيد على وحدة القضية والوطن جغرافياً وسكانياً؟! أم أننا نفتكرها ونطالبها بدفع الثمن والتضحية وننساها عند توقيع اتفاقات جني الغنائم؟! ومثل الضفة أين الرهائن (الأسرى والمعتقلين) في سجون العدو الصهيوني وطرح حلول وأفكار لإنهاء معاناتهم في السجون وتحريرهم ومنع عودة اعتقالهم ثانية؟!

القضية قضية أمة لا فصيل
في الماضي تسبب كثير من القادة الفلسطينيين في توصيل رسائل خاطئة للعدو الصهيوني والأطراف الإقليمية والدولية من خلال إدلائهم بتصريحات غير مسئولة أو يطغى عليها الطابع الفصائلي، آن الأوان للكف عن مثل تلك التصريحات! كما أن عليهم الكف عن تقزيم قضية الأمة وحقوق الشعب في تصريحات تسول تهدئة مقابل التهدئة أو مقابل رفع الحصار! عليهم رفع سقف مطالبهم بما يتناسب وحجم قضية بمستوى الأمة لا فصيل يريد أن يثبت أركان حكمه في بقعة صغيرة بعد أن حصر كل تفكيره فيها وأصبحت هي بداية ونهاية القضية وحقوق وتضحيات الشعب الفلسطيني والأمة! أولئك القادة والإعلاميين بحاجة لتلقي دورات تأهيلية في كيفية الإدلاء بالتصريحات السياسية وتوصيل الرسائل بالأسلوب الصحيح، هم بحاجة لدروس في كيفية تجسيد الوطنية والوحدة الوطنية في خطابهم السياسي والإعلامي ومفاوضاتهم ورسائلهم إلى الأطراف المعنية، لأن الروح الفصائلية والرغبة في تحقيق المكاسب الشخصية والحزبية تتصدر المشهد ومهيمنة على أدائهم على جميع الأصعدة، وهنا مقتل المقاومة والقضية في مراحلها الحاسمة التي تحتاج فيها إلى إلغاء الأنا والتركيز على وحدة القضية والموقف! لأن اختزال المقاومة في فصيل دون بقية الفصائل هو إضعاف لوحدة الموقف الفلسطيني، واختزال المقاومة في الفصائل دون الشعب الذي هو المقاوم الحقيقي وهو الجندي المجول الأكثر تضحية وعطاءً وثباتاً هو تقزيم لملحمة البطولة والنضال وبخس أهل الفضل فضلهم من المتصارعين على قطف ثمار معاناة الجماهير ...!
كما أنه في الوقت الذي يجب أن نؤكد فيه على أننا شعب يحب الحياة مثل كل الشعوب يجب أن نؤكد على حقيقة أننا شعب خُلق للحرب والقتال وقادر على الصمود وممارسة الحياة الطبيعية تحت القصف والدمار والقتل إلى أن ينتهي الاحتلال، وأن مستجلبي العدو الصهيوني هم الذين يعجزون عن الصمود وممارسة الحياة بشكل طبيعي تحت القصف وإطلاق الصواريخ وتُشل الحياة ومجالات الإنتاج لديهم ويُدمر اقتصادهم وكل شيء، لذلك إن فرض علينا العدو الصهيوني المعركة في المستقبل فلا يلومن إلا نفسه ولا يظن أننا سنرحب بأي مبادرة للتهدئة بعدها إلا بعد أن نحرر أرضنا ومحيطها لأننا قادرون على ممارسة الحياة في كل الظروف!
كما أنه على القادة والمحليين السياسيين الكف على الفزلكة الفارغة عن سبب العدوان الصهيوني لكسب أصوات الناخبين، أو للهروب من أزمة سياسية داخلية تعاني منها الحكومة، أو للحفاظ على حكومة الائتلاف الصهيوني الحالية ... أو أن صمودنا سيفشل سياسة الحكومة الصهيونية وسيحل الائتلاف القائم وغير ذلك وأن ذلك جزء من انتصاراتنا التي حققناها، فكل ذلك لا قيمة له ما دام كل الحكومات التي تأتِ أو التحالفات التي تشكل حكومة جديدة سرعان ما تعيد الكرة، ذلك شأن داخلي صهيوني وتنافس بين أحزابه وسياسييه على تحقيق مكاسب انتخابية أو سياسية حزبية في ضوء ثبات موقفها من الآخر الفلسطيني وعدائها له واتفاقها على استئصاله وإبادته!

تركيز الصواريخ على المغتصبات القريبة
على المقاومة أن تكف عن إطلاق الصواريخ بعيدة المدى والكلفة العالية مالياً وسياسياً لقضيتنا ويكفِ ما أطلقته وقد أدرك العالم أن لدينا صواريخ تصل إلى أبعد مما يتخيله العدو الصهيوني والدول الداعمة له، وعليها التركيز على المغتصبات الصهيونية المحاذية للشريط الحدودي والقريبة من قطاع غزة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، مثل مغتصبة سديروت التي يصعد سكانها على أسطح منازلهم والمناطق المرتفعة فيها ليشاهدوا أثار قصف جيش عدوانهم على أحياء قطاعنا الحبيب! فتلك المغتصبات تكلفة الصواريخ التي تصل إليها قليل، كما أن القبة الحديدية المزعومة تفشل في إسقاطها لقصر مداها، أضف إلى ذلك أنها الحلقة الأضعف ويمكن تهجيرهم وتشريدهم إلى الداخل المحتل وذلك سيشكل ضغطاً أكبر على حكومة العدو من اختباء سكان المدن البعيدة في الملاجئ أو مواسير الصرف الصحي لبعض الوقت ثم الخروج.
كما أنه يجب أن يكون من شروط المقاومة في المستقبل أنه في حال نقض العدو الصهيوني اتفاق التهدئة الموقع أو هدد حركة المزارعين الفلسطينيين وحرية وصولهم إلى أراضيهم المحاذية للشريط الحدودي، طبعاً بعد نقله إلى حدود ما قبل 4 حزيران/ينويو 1967 واستعادة الأراضي التي صنع منها مناطق عازلة، ولا بأس أن تطالب المقاومة أن تكون حدود قطاع غزة عند نهاية الأرض الحرام (الأراضي التي كانت عازلة قبل عدوان 1967 بين غزة والأراضي المحتلة 1948 وأن يتم تحريرها واستعادتها وتوسيع مساحة قطاع غزة عشرات الكيلو مترات المربعة)، يجب أن تكون رسالة المقاومة في حال نقض العدو الاتفاق أنه سيتم قصف المغتصبات الصهيونية في الأراضي المحتلة عام 1984 القريبة من عزة وتهجير سكانها وإبقائها مهجورة ومنع عودتهم إليها.

استكمال تحرير غزة
يجب أن تتشدد المقاومة في شروطها لتحقق أكبر قدر ممكن منها ولتعلم العدو درساً لا ينساه فهو عدو مستهتر بأرواح أبناء شعبنا متغطرس بقوته العسكرية ظناً منه أنها يمكن أن تكسر إرادتنا واعتاد على فرض شروطه وإملاءاته لذلك يجب كسر هذه المعادلة الجائرة بحقنا!
يجب ان تكون هذه المعركة بعد كل هذه التضحيات معركة استكمال تحرير غزة وذلك ما لفتنا انتباه المقاومة له منذ عام 2005 وما بعدها ولكن قادتها للأسف كما تسابقوا على جني ثمار انتفاضة الأقصى وأضاعوا إنجازاتها وتضحياتها وتسببوا في الانقسام وربنا رحمنا من الحرب الأهلية؛ يبدو عليهم الآن أيضاً يستعجلون قطف الثمار بوعودهم لنا باحتفالات النصر في العيد تلك الاحتفالات التي عادة لا تراعي مصاب الثكالى والمصابين والمشردين بلا مأوى والذين فقدوا مصدر رزقهم .... يحتفلون دون مراعاة لمشاعر الذين دفعوا الثمن غالي وكأنهم حرروا فلسطين! لذلك يجب التركيز على تحميل العدو الصهيوني تكاليف إعادة الإعمار وتعويض الأسر المنكوبة والشهداء .... يجب أن يكون شرط مقترن بحق اللمقاومة في الرد على العدو الصهيوني بالطريقة التي تراها مناسبة في حال عدم الوفاء به أو تعطيله من قبل العدو الصهيوني.

حذاري من التدويل لمرافق السيادية
على المفاوض الفلسطيني التركيز على السيادة الوطنية لا تدويلها لأن التدويل أوقات أو غالباً ما يكون مفسدة وتضييع للحقائق على الأرض في المستقبل وجمود الحال على ما هو عليه ويصبح معيق لحركة المقاومة والرد في بعض الحالات، والأسوأ أنه يمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية على مرافق المناطق المحررة -حسب يزعم البعض أنها محررة-، مثل: الميناء والمطار والمعابر وغيرها! ولا يعقل أن يتم رفض المراقبين الدوليين بحسب اتفاق عام 2005 على معبر رفح وقبوله الآن، أو رفض إرسال قوات مراقبة دولية من قبل فصائل مقاومة قبل سنوات واتهام الذين نادوا به في وطنيتهم واليوم يصبح مقبولاً وعملاً وطنياً لأنه يخدم مصلحة فصيل أو بعض الفصائل وطبعاً يلتقي مع نوايا الذين طرحوا فكرة التدويل سابقاً..!

ترك إدارة غزة للجماهير
يجب أن تبدأ مرحلة جديدة بعد هذه المعركة بحيث يتم تقليص دور الفصائل والسلطة الفلسطينية في إدارة شئون الأراضي المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة) ومنح الجماهير دوراً أكبر، وتتفرغ الفصائل المقاومة للمقاومة فقط ولا تتدخل في شئون الناس وحياتهم التي للأسف لم تقدم نموذج ثوري صحيح يجمع بين السلطة والمقاومة وانعكست تجربتها سلبياً على حياة كثير من المواطنين ومواقفهم، وأن تتفرغ السلطة للمفاوضات العقيمة التي لا نهاية لها ولن يكون لها نهاية ما دام كبير المفاوضين صاحب كتاب "الحياة كلها مفاوضات"!
كما يجب التأكد من تقليص هيمنة حماس وحكمها لغزة وإشراك الفصائل الأخرى وأن تكون مشاركة الفصائل وحماس رمزية وتكون إدارة غزة الفعلية للجماهير ومن يختارونه بعيداً عن الشخصيات التي تزعم أنها مستقلة وما هي بمستقلة، لأن الجميع شركاء في النصر أو في النكبة ويجب أن يكونوا شركاء في اتخاذ القرار في غزة، والجماهير هي المتضرر الأكبر ولها الحق في إدارة شأنها بنفسها!
اشتراط تقليص دور أجهزة حماس الأمنية في ملاحقة واعتقال أبناء شعبنا لأي سبب إلا في حال وجود دليل على جريمة يعاقب عليها القانون أما الاعتقالات السياسية والملاحقات والمضايقات التي تسببت في شرخ المجتمع وإثارة روح الكراهية والعداء بين مكوناته يجب أن يوضع لها حد!
هذه بعض التأملات التي نرجو من الله تعالى أن يأخذها المقاوم والمفاوض الفلسطيني في الاعتبار في هذه الحرب الهمجية التي يجب وضع حد لها تماماً!
التاريخ: 20/7/2014