بقلم:محمد أسعد بيوض التميمي
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله امام المجاهدين والغر المحجلين
((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ*واتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ*واذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)]الانفال:24-26 [
الإسلام نظام حُكم مُتكامل في جميع نواحي الحياة,جاء لينظم حياة البشر بكل تفاصيلها من أبسط الأمور إلى أعظمها من العبادات في العلاقة بين العبد وربه,وفي العلاقة بين المسلمين أنفسهم وبين غيرهم من الناس في السياسة والاقتصاد والاجتماع والقضاء,فالإسلام جاء ليحكم بين الناس فيما إختلفوا فيه وليُبين لهُم ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات,وما هوالصواب وماهوالخطأ وما يجوز شرعا وما لايجوز,وما هو الحلال وما هو الحرام
وكل من يشك في ذلك أو لا يؤمن به أو يرفضه أو يدعي بأن الإسلام فقط هوعلاقة بين العبد وربه وليس له علاقة بالحياة فهو يكفرويكون محارباً للإسلام لإنه يريد الإسلام فقط أن يكون منعزلاً عن الحياة محصوراً في الزوايا والمساجد وبين الجدران يُمارس المسلمون فيها عباداتهم,فهم يريدون الإسلام طقوسا فارغة من اي مضمون,إسلام بلا روح,يريدونه جثة هامدة لا سياسة فيه ولا اقتصاد ولا حدود ولا حكم ولا دولة,ويريدون أن يُحكم المسلمين بقوانين البشر التي اشقت الإنسانية .
ومن أجل تطبيق الإسلام تطبيقا كاملا شاملا في جميع مجالات الحياة لا بد له من سلطان وقوة تنصر دين الله وتقيم وتنفذ حدود الله وشرعه في الأرض وتحمي ديار المسلمين ودماءهم وأموالهم وأعراضهم
فمن أجل هذا أقام الرسول صلى الله عليه وسلم أول دولة إسلامية في المدينة بقيادته بعد هجرته إليها مباشرة في السنة الثالثة عشرمن البعثة,وبعد أن نزلت الكثيرمن أيات الله التي تبين لنا طريق الهداية وأركان الإيمان وأركان الإسلام وما معنى الإيمان وما معنى الكفر,وكيف تكون عقيدتنا صحيحة لا شرك فيها وكثير من الأوامر والنواهي والأحكام,فكان إعلان هذه الدولة بمثابة إنهاء لحياة الإستضعاف التي عاشها المسلمون في العصرالمكي الذي لم يكن لهم فيها دولة,فالدولة تعني أن يصبح لهم شوكة وشكيمة وهيبة وقوة يدافعون بها عن أنفسهم ودينهم وديارهم فيهابهم ويحسب لهم الكفر ألف حساب.
والرسول صلى الله عليه وسلم أقام هذه الدولة بعد أن أصبح هناك أرض أهلها مسلمون يستطيعون أن يحمونها ويدافعون عنها وعن دينهم وعن نبيهم,لأنه لا يجوز أن يكون هناك سلطان للمسلمين على الأرض ولا يطبق عليه شرع الله بعكس مكة,حيث لم يستجيب للرسول عليه الصلاة والسلام في مكة أكثر من سبعين نفراً خلال ثلاثة عشر سنة قضاها فيها,كان معظمهم من المستضعفين لم يستطيعوا أن يحموا أنفسهم أو يدافعوا عن دينهم,فكانوا يمارسون عبادتهم ولقاءاتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسروكان كل من يُسلم يتعرض للإضطهاد والعذاب,حتى أنهم اضطروا أن يهاجروا إلى الحبشة مرتين هرباً من بطش قريش وأيضا تم حصارهم في شعب بني هاشم ولم يستطيعوا أن يفكوا الحصارعن أنفسهم بالقوة وإنما قامت قريش بفكه بدافع المروءة والقرابة مما اضطرالرسول صلى الله عليه وسلم أخيراً أن يهاجر الى المدينة المنورة بعد أن بايعه أهلها بما عرف ببيعة العقبة الصغرى وبيعة العقبة الكبرى والتي سميت ببيعة الدم, وبموجب هاتين البيعتين عاهدوه على أن يحموه ويدافعوا عنه كما يحمون أبناءهم ويدافعون عنه كما يدافعون عن أنفسهم وفي الطريق الى المدينة نزل عليه قول الله تعالى
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)]الحج:39 [
فهذه الأية كانت بمثابة إعلان إنتهاء عصر الإستضعاف
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمارس صلاحياته الموكولة له من رب العالمين بموجب شرع الله المنزل عليه
(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)]الحج:41 [
فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بتنظيم العلاقات الاجتماعية والإنسانية في داخل الدولة بين المهاجرين والأنصاروبين المسلمين وغيرهم من اليهود والنصارى والمشركين ووضع المواثيق والمعاهدات,وبدأ يرسل السفراء للأمصار ويوجه الرسائل إلى القياصرة والأكاسرة يدعوهم فيها إلى الإسلام,وبدأ يشكل السرايا والكتائب ويقوم بالغزوات وبدأ يُطبق شرع الله على الناس ويقيم الحدود وبدأت هذه الدولة تعلن الجهاد وتغزوا الكفار في عقر دارهم
فكانت بدرالكبرى التي كان إنتصارالمسلمين فيها بمثابة إعلان عن ولادة قوة جديدة في الدنيا لم تكن معروفة من قبل وهي دولة الإسلام ومقرها المدينة المنورة,وهي قادرة على أن تدافع عن نفسها فتصدت للكفار في أحد عندما هاجموا المدينة للأخذ بثأر بدر,ثم كانت معركة الأحزاب التي تحالف فيها الجمع الكافر من يهود ومشركين ومنافقين من أجل إستئصال المسلمين والقضاء على الإسلام,ولكن الله ارسل عليهم ريحا وجنودا لم يروها ولكن رأوا أثرها وفعلها فانهزمت الأحزاب وكان هذا النصرمقدمة لفتح مكة وبفتح مكة دخل الناس في دين الله أفواجاً وصارت وفود القبائل العربية تتوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة مبايعة له على الدخول في الإسلام وعلى السمع والطاعة بما سمي بعام الوفود,فامتد سلطان المدينة ليشمل مكة وبقية جزيرة العرب.
وكما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامة الدولة الإسلامية بمجرد وصوله الى المدينة المنورة فعل صحابته من بعده عند وفاته صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة,فلم يترك الصحابة المسلمين بدون قائد أو إمام ولو ليوم واحد وذلك لخطورة الأمر,فبعض الصحابة إنشغل بتجهيز جثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهر للدفن وبعضهم إجتمع وإنشغل بإختيارخليفة يقودهم من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم,فاجتمعوا في سقيفة بني ساعده التي حصل فيها نقاش وحوار بين الصحابة المهاجرين والانصار كانت نتيجته اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة لرسول الله,وكان استعجالهم على اختيار خليفة حتى لا ينفرط عقد المسلمين ويصبحوا في حالة من الفوضى وبذلك تذهب ريحهم وليس كما يدعي الشيعة المجوس والعلمانيون بأن الصحابة صاروا يتصارعون على السلطان والحكم,فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول
( إن كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم عليكم)
فكيف إذن سيكون الحال مع أمة الإسلام بكاملها وبمصيرها إذا كان الأمر يتعلق بثلاثة لا يجوز أن يكونوا بدون أمير؟؟
فكيف تكون الأمة بدون أمير وقائد يقودها ويجمع شملها ويمنع إنفراط عقدها ويحميها ويدافع عنها فكما قال الرسول صل الله عليه وسلام(إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر وإن يأمر بغيره كان عليه منه).
فقام أبو بكرالصديق رضي الله عنه بحمل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فطبق شرع الله,وحارب المرتدين قائلا
(والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليه)
فتصوروا معي ايها المسلمون لو لم يتم إختيار خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ارتدت الجزيرة العربية عدا مكة والمدينة فمن كان سيُجيش الجيوش لمحاربة المرتدين والقضاء على شرهم وخلف من كان ستجتمع كلمة المسلمين,فلو لم يكن هناك دولة وخلافة وخليفة لإنفرط عقدهم وقضي على الإسلام والمسلمين.
وبعد أن قضى ابي بكر رضي الله عنه على المرتدين جيش الجيوش لمحاربة الفرس والروم,وبعد سنتين ونصف تقريبا توفي أبي بكرالصديق رضي الله عنه فتم إختيارعمر بن الخطاب رضي الله عنه بنفس طريقة إختيارأبي بكر,واستمر في حمل الراية إلى أن سلمت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه,ومن ثم انتقلت إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من بعده,ومن ثم انتقلت الراية الى الحسن بن علي رضي الله عنه والذي تنازل بها الى معاوية بن سفيان اللهم ارضى عنه بما عرف في عام الجماعة,وبذلك إنتقلت الخلافة الى بني أمية ومن بعد الأمويين انتقلت الراية إلى العباسيين,ومن ثم جاء العثمانيون الذين استمرت دولتهم إلى عام 1924 عندما قام اليهودي أتاتورك بهدم الدولة الإسلامية وإلغاء الخلافة المتمثلة بالسلطنة العثمانية والتي كانت تعتبر دولة خلافة إسلامية تجمع شمل المسلمين تحت راية واحدة وبذلك لأول مرة يُصبح المسلمون عبر تاريخهم بدون دولة إسلامية منذ دولتهم الأولى التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة,ونتيجة لذلك انفرط عقد المسلمين ووقعوا تحت سلطان الكفارحيث أن الله حرم أن يكون للكافرين على المؤمنين نفوذ وسيطرة
(وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)]النساء:141 [
وهذه الأية خطيرة جداً,فالمؤمنون لا يمكن أن يقبلوا بأن يكون للكفارعليهم سبيلا,فعندما هُدمت دولتهم مُزقت رايتهم وإستُبدلت رايتهم برايات علمانية ودولتهم بدول ودويلات من صناعة الكفار,وصار المسلمون يعيشون في ظل هذه الدول التي لا تحكم بشرع الله وتحت رايات بدلا من راية التوحيد أصبحوا يعيشون في فراغ سياسي وقيادي هائل,صاروا غثاء كغثاء السيل ففقدوا الوزن والقيم والإعتبار بين الأمم,وصاروا كالأيتام على مادب اللئام,وصاروالا موطئا سهلا لكل طامع وغاز ولص ونهاب دولي,وصاروا مضرب المثل بالذل والهوان والتخلف وسرعة الإنكسار,فوقعوا تحت نفوذ وسيطرة الكفار وكل ذلك بسبب عدم وجود دولة اسلامية تجمع شملهم وإمام يقودهم,واستمرهذا الحال إلى أن جاء عام 2003 حيث إحتُلت العراق من قبل الحلف الصليبي الشيعي بقيادة أمريكا وإيران وظنوا أن الأمرقد استتب لهم وإذا بالله سبحانه وتعالى يرسل عليهم عبادا له أولي باس شديد فجاسوا خلال الديار
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ*إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ*ومَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) ]المائدة:54-56[
فبفضل الله وعونه ومدد من عنده استطاع هؤلاء أن يهزموا أمريكا ويُجبروها على الهروب من العراق وأعلنوا أن العرق دولة اسلامية وليست علمانية,وعند هروب امريكا قامت بتسليم العراق إلى الشيعة بقيادة إيران ولكن المجاهدين عباد الله وأحبائه استمروا في الجهاد والقتال ضدهم إلى أن جاء عام 2014
فإذا بهؤلاء المجاهدون أحباب الله يحققون فتوحات وإنتصارات ربانية مذهلة على الشيعة بداية من الموصل الحدباء مدينة الزنكيين الذين قهروا الصليبيين حيث أخذت جحافل الشيعة تنهارأمامهم من الرعب والخوف حتى إستطاع المجاهدون أن يفرضوا سيطرتهم على أكثر من ثلثي العراق وثلث الشام في أيام معدودات مما دفعهم الى الإلتزام بالحكم الشرعي إقتداء برسول الله صل الله عليه وسلم وصحابته من بعده كما حصل عند إقامة دولة المدينة وهذا الحكم هوإعادة الفريضة الغائبة وهذا الحكم هو إعلان قيام الخلافة الإمامة العظمى من جديد على الأرض التي أصبحت تحت سلطانهم في العراق والشام وهي مساحات شاسعة تمتد من حدود ايران شرقا الى البحر المتوسط غربا وهي نفس مساحة دولة الزنكيين في الحروب الصليبية الأولى ونفس المنطقة ولتكون هذه الخلافة بمثابة سلطان المسلمين وقوتهم التي تطبق شرع الله ومنهاجه الغائب عن الحياة منذ سنين طويلة وقاموا بتنصيب خليفة للمسلمين وهو
(إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي القرشي البغدادي المُكنى بأبي بكرالبغدادي حفظه الله ونصره وأيده بمدد من عنده)
والذي فاجأ العالم بإلقائه خطبة الجمعه في مدينة الموصل من على منبر مسجد نور الدين زنكي
وإذا بالعالم يُصاب بزلزال وإذا بالطواغيت يستنفرون مشايخهم وعلمائهم الذين هم طوع بنانهم وإذا بكثير من المشاهيرالذين ينتسبون للعلم الشرعي ومن الذين يُسمون بالإعلام منظري التيارالسلفي يتسابقون على إصدار الفتاوي التي تعتبر إعلان الخلافة باطل شرعاً ولا يجوز مبايعتها وتم شن هجوماً عنيفاً على هذا الإعلان والطعن به من جهات كثيرة ومتعددة من علمانية وإسلامية
(ويْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)]المرسلات:24[
ونتيجة هذا الهجوم العنيف حدثت بلبلة عند المسلمين فإنقسموا بين مؤيد ومعارض,فمن الطبيعي أن يهاجم العلمانيون إعلان الخلافة ويطعنون بها بمنتهى الحقد فكفرهم وعداءهم للإسلام يدعوهم إلى ذلك,
أما أن يتسابق كثير من العلماء والمشايخ والجماعات والأحزاب الإسلامية لمهاجمة هذا الإعلان وقيام الخلافة فهذه الطامة الكبرى,
فعندما دققت بفتاويهم وجدتها لا تستند الى شرع الله(الكتاب والسنة)وليس فيها دليل شرعي واحد من أية أوحديث بل كلام فارغ وأقوال وأمثال وضغائن وإتهامات باطلة فيها لهوى النفوس حظا كبيراً وحسداً وتسابق على كسب رضى الشيطان والسلطان معتبرين أن هذا الإعلان هو تجاوز لهم ولم يؤخذ به رأيهم وبأنهم هم أهل الحل والعقد ولا يجوز أن يتم أمر بحجم إعلان الخلافة دون أن تؤخذ موافقتهم وأن يُقروه أو يرفضوه والبعض إعتبر نفسه أحق بالخلافة.
فمن هُم هؤلاء أهل الحل والعقد والمشايخ والعلماء الذين يجب أخذ رأيهم وجعلوا من أنفسهم أوصياء على الإسلام والمسلمين؟؟
المُرجئة أتباع الحكام الظالمين الذين لا يحكمون بما أنزل الله ويعتبرونهم ولاة أمر للمسلمين و وإطاعتهم بمعصية الخالق واجبة ولو جلد ظهرك ولو أخذ مالك وأن من يحتج على ذلك يُعتبر من الخوارج ومن الفئة الضالة ويستباح دمه,والذين يُفتون بغير ما أنزل الله,فيحرمون الجهاد ويتعتبرون المجاهدين خوارج ومفسدون في الأرض ومن الفئة الضالة ويُلقون بالأمة الى التهلكة ويعتبرون الركون للظالمين والإخلاد الى الأرض والخنوع والخضوع لإرادة الكفارهو عين الحكمة وهو من باب جلب المصالح أولى من درء المفاسد هؤلاء الذين كالحمير التي تحمل اسفارا
وهل شيخ الأزهرالقبوري ومجمعه الكنسي أيضاً من أهل الحل والعقد الذين أباحوا دم المسلمين في رمضان وهم ركع سجود وأعتبروا ذلك من أفضل القربات إلى الله والذين يعتبرون عدو الله السي سي الذي هو من أشد الناس عداوة لله ورسوله والمؤمنين ولي أمرللمسلمين ويكفرون من يخرج عن ولايته؟؟
وهل من أهل الحل والعقد من يفتري الكذب ويستشهد بقول يستخدمه الأطفال في الحارات للطعن بالدولة الإسلامية حيث يقول بأن الدولة الإسلامية لسان حالها يقول(يا لعيبب يا خريب)ومعنى هذا القول إما أن تدعوني ألعب كما أريد معكم وإلا أخرب لكم اللعب ؟؟
بالله عليكم هل هذا رأي شرعي؟؟وهل من أهل الحل والعقد من كانت شهرته لأنه أفتى فتوى مخالفة للكتاب والسنة أباح بها دم الأطفال وسبي نساء الجيش الجزائري,فإستغلت هذه الفتوى من الغرب الصليبي والعلمانيين فتم التركيزعليها في الإعلام للطعن في المجاهدين مما سبب شهرة صاحبها والتي تدل على عدم فقه,وصار يوصف في الإعلام بمنظر السلفية الجهادية,فنتيجة هذه الشهرة الزائفة ظن بأنه اصبح وصياً على المجاهدين والأمة.
فمن حُجج هؤلاء أيضاً هو بأن هذه الخلافة أعلنت من قبل جماعة اسلامية ليس لديها قوة وشكيمة ولا تسيطرعلى الأرض وليس لها سلطان عليها وليس لديها مقومات الدولة,وبأنهم قلة وهم جماعة من المسلمين وليسوا جماعة المسلمين وأنها في حالة صراع مع قوى أقوى منها وإعتبروها من الخوارج بل من الخوارج الحروريين نسبة الى مدينة حروراء في جنوب العراق التي إتخذها الخوارج مركزا لهم وكانوا أشد الناس تطرفا في تكفيرالصحابة وإستباحة دماءهم,
والبعض استل خنجره ونزل فيها طعنا وتشويها وأتهم الدولة الإسلامية بأنهم مجموعات من المجرمين واللصوص وقطاع الطرق والمفسدين في الأرض ويستبيحون دماء المسلمين وأعراضهم,واتهموا الدولة بإنها عميلة لإيران والنظام السوري العلوي مكلفة بالقضاء على الثورة السورية والبعض قال أن إعلانها للخلافة هو تسفيه وإبتذال للخلافة وضرب لمشروع الخلافة وبأنها مؤامرة من الغرب على الخلافة.
فهؤلاء الثائرين الغاضبين الرافضين لقيام الخلافة والطاعنين بمن أعلنها وأقامها قد نصبوا أنفسهم أوصياء على الإسلام والمسلمين كما تفعل المجامع الكنسية عند النصارى الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على النصارى والنصرانية,فالقول الفصل يجب أن يكون قولهم والرأي رأيهم وكل من خرج عنهم يُلقون عليه الحرمان
(وآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ* ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ* إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)]الجاثية:17-19[
) قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)] يونس: 35[
فرداًعلى هؤلاء جميعاً ودفاعا عن مشروع الأمة وهذا الأمرالعظيم الذي يتعلق بالإمامة العظمى وهومما عُلم من الدين بالضرورة الذي كانت الأمة تنتظرإعادة إقامته منذ عقود طويلة ذاقت خلالها الأمرين من العذاب والقهروالظلم على أيدي أعداء الإسلام من العلمانيين وأسيادهم اليهود والصليبين لعدم وجود من يرفع عنهم كل هذا البلاء,
ورداًعلى سؤال هل توفرت الشروط الشرعية في قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام لإعلان قيام الخلافة والذي تلقيته من كثير من الأخوة في جميع أنحاء العالم؟؟
قمت بعرض جميع حُججهم على الكتاب والسنة كما أمر الله سبحانه وتعالى وعلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الرشدين وليس على الهوى
(ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )]النساء:59 [
فوجدت ما يلي
اولاً:قيام دولة اسلامية وتنصيب إماما للمسلمين عليها واجب شرعي على المسلمين,ومن ضرورات الدين وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده ونحن متبعون لهم وإن المسلمين أثمون لقبولهم العيش في غير ظلها وتحت غير سلطانها وقبولهم بهدمها على يد المجرم اليهودي أتاتورك وأن تلك اللحظة التاريخية التي هدمت فيها الخلافة كانت أسوء واسود لحظة في تاريخ المسلمين إنفرط فيها عقد المسلمين ووقعوا تحت سلطان الكفار,فكان واجب على المسلمين ان يعملوا على استعادة دولتهم وإقامة خلافتهم الإسلامية,منذ تلك اللحظة التاريخية السوداء
ثانيا:توفر الشروط الشرعية لإقامة الدولة الإسلامية والخلافة وهذه الشروط هي التي توفرت عند قيام الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي...........
1:الفئة المؤمنة فلا يشترط عدد معين لإقامة الخلافة فعدد المسلمين في المدينة كان ما يقارب ثلاثة الاف مسلم تقريبا وكان من بينهم حوالي سبعماية منافق ولكن يشترط وجود الفئة المؤمنة التي تكفل الله بنصرها,فالفئة المؤمنة المتمثلة بالدولة الإسلامية في العراق والشام التي أعلنت الخلافة عددها أضعاف مضاعفة لعدد المسلمين في دولة المدينة وهل هناك مقارنة بين عدد المسلمين يومئذ وعدد إمبرطوريتي الفرس والروم؟؟ لا مقارنة لا بالعدد ولا بالعدة ولا بالمساحة
(إن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)]الانفال:19 [
2:مساحة دولة الخلافة ومقوماتها فلا يشترط مساحة محددة من اجل إعلان الخلافة عليها كما يدعي البعض وإنما يجب أن تتوفر الأرض التي تخضع لسلطان المسلمين,فحدود الأرض التي تخضع لسلطان الدولة الإسلامية في العراق والشام التي أعلنت الخلافة عليها هي أضعاف مضاعفة من مساحة دولة المدينة,حيث تبلغ عشرات الألوف من الكيلومترات في حين أن دولة المدينة لم تكن تتجاوز بضعة كيلو مترات
3:القوة فمن هذا المنطلق كان قيام فئة مؤمنة إمتلكت القوة والشكيمة والأرض أثبتت موجودية في ساحات الجهاد والقتال ضد الكفار وأن الله سبحانه وتعالى بدأ يُمكن لها في الارض ونتيجة هذا التمكين كان لابد من تطبيق شرع الله فوق هذه الأرض التي تحت سلطانهم والتي يستطيعون الدفاع عنها,وبذلك أصبح إعلان الدولة الإسلامية واختيار أميراً لها واجبا شرعيا عليهم لإنهاء حالة الاستضعاف التي تعيشها الأمة منذ مائة عام,وحالة الاستضعاف لا يمكن أن تنتهي إلا بوجود دولة وإمام للمسلمين وهذا لا يمكن أن يكون إلا بالجهاد وهذا ما فعلوه المجاهدون في العراق والشام
((ومَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرً* لَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)]النساء:76-77[
وكما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أقام دولة المدينة مباشرة على الأرض التي أصبحت تحت سلطان المسلمين بمجرد وصوله الى المدينة المنورة وكانت هذه الدولة إعلان بأن حالة إستضعاف المسلمين قد إنتهت كما شرحنا سالفا وأن كل من يقول بغير ذلك إنما هولا يريد إقامة شرع الله في الارض وهو محارب لله ورسوله والمؤمنين ولا يريد أن يُحكم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في رأيه الشرعي وإنما يُحكم هواه في رأيه ولو إدعى بأنه من اشد أنصار الخلافة
فمن مظاهر توفر شرط القوة عند الدولة الإسلامية الإنتصارات الربانية في أرض العراق والشام التي اذهلت العالم,ومن مظاهرها إزالة الحدود التي أقامها الكفارعلى أنقاض الدولة الإسلامية العثمانية والتي تعرف بحدود سايكس بيكو وهذا أول مرة يحصل منذ مائة عام وهذه الدولة تمتلك جميع أنواع الأسلحة الفتاكة وغير الفتاكة التي لم تكن دولة المدينة تمتلكها ولديها عشرات الألوف من الجنود وتمتلك مقومات اقتصادية وفي مقدمتها البترول والأرض الزراعية والمياه والله سبحانه وتعالى أفاء الله عليهم بغنائم كثيرة,فالخلافة الآن تمتلك القوة اللازمة للدفاع عن نفسها ومقومات النجاح والإستمرار.
ثالثاً:أن الدولة الإسلامية في العراق والشام ليسوا من الخوارج,فالخوارج الحروريه يُكفرون علي وعثمان رضي الله عنهما ومعاوية والصحابة وأباحوا دماءهم,فهل الدولة الإسلامية تؤمن بذلك أو تقول بذلك؟؟فهذا الإدعاء هو فجورفي الخصومة وهي من خصال النفاق والعياذ بالله,وإن اتهام الدولة الإسلامية في العراق والشام بأنها ترفض الاحتكام لشرع الله هو افتراء وكذب وتضليل للمسلمين وتدليس عليهم وظلم عظيم لهم يتحمل وزره كل من قال بذلك
فهم أصلا قاموا من أجل تطبيق شرع الله ونصرة للدين وهم الأن يُطبقون شرع الله من خلال المحاكم الشرعية والقضاة الشرعيون في المناطق إلى تخضع لسلطانهم والتي يسود فيه الأمن والأمان ومن أجل ذلك أقاموا الخلافة,فهذه الافتراءات القصد منها هو تنفير المسلمين منهم لمعاداتهم وعدم مبايعتهم وهذا الاتهام هو من أشد أنواع الكذب الذي يُخرج صاحبه من الملة
(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)]الكهف:5[
(إنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)]النحل:105[
والرسول صل الله عليه وسلم يقول(المؤمن لا يكذب)
رابعاً:أما القول بأن الدولة الإسلامية هي جماعة مسلحة وفي حالة قتال وصراع وجهاد مع الكافرين وليست دولة إسلامية كما كان الحال في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أن تعلن خلافة,فهذا كلام باطل شرعا فما الذي يمنع إعلان الخلافة وهي في حالة صراع مع الكفار والمشركين كما كان الحال في دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده,فعندما أعلنت دولة المدينة لم تكن جزيرة العرب قد فتحت ولا حتى مكة وكانت إمبراطوريتي فارس بالشرق والروم بالغرب تهدد وجودها ومع ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخشى على الدولة بل قام بغزوهما في غزوتي مؤتة وتبوك وكان قبل وفاته قد جهز جيشا بقيادة أسامة بن زيد وكان عمره سبعة عشرعاما لغزو الروم,وبعد أن أصبح أبو بكر رضي الله عنه خليفة أمر ببعث جيش أسامة ورفض حل رايته رغم حاجته إليه في حروب الردة قائلاً
(والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم)
بل وخرج إلى خارج المدينة لوداعه.
وكانت نتيجة هذا الصراع زوال إمبراطوريتي فارس والروم على يد جنود التوحيد الأقل عدداً وعدة وتم إزالتهما في نفس الوقت حيث كانت تدور معركة اليرموك ضد إمبراطورية الروم في الشام وفي نفس الوقت تدور معركة القادسية في العراق ضد إمبراطورية الفرس,
فأي عقل وأي تفكير مادي يقول أن يهاجم أناس قليلي العدد والعدة وليس لديهم تاريخ عسكري وكانوا يعيشون في عمق الصحراء أضخم إمبراطوريتين في التاريخ في ذلك الوقت في وقت واحد ؟؟
إنه الإيمان الراسخ في النفوس والعقول والوجدان رسوخ الجبال بأن النصر من عند الله وأن الله ينصر من ينصره,فبمثل هؤلاء الرجال أصبحت العراق وبلاد فارس والروم تحت سلطان المسلمين وراية التوحيد ترفرف فوقها حتى وقفت جيوش الخلافة على شواطئ الأطلسي غربا وأسوار الصين شرقا والدولة الإسلامية تسير على نفس النهج والمنهج وتحمل نفس العقيدة التي حملها الصحابة والقادة الفاتحين
(ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).]محمد:2[
خامسا:الرد على القول بأن إعلان الخلافة مؤامرة على الخلافة وعلى دُعاتها من قبل الغرب الصليبي والمقصود به تتفيه وتسفيه وابتذال لمفهوم الخلافة,فهذا كلام ساذج وهو أصلا يصب في مصلحة أعداء قيام الخلافة,فالغرب الصليبي لا يمكن أن يستخدم ورقة الخلافة للعب بها ومن أجل منع الخلافة الحقيقية كما يزعمون,فأحد أركان إستراتيجية الغرب الصليبي في بلاد المسلمين منع ومحاربة قيام الخلافة ولو شكليا فهؤلاء ليس لهم عدو إلا الإسلام,فهم يعتبرون الخلافة خطراً على كفرهم وعلى مصالحهم ونفوذهم,فكان من شروط مؤتمر لوزان بعد الحرب العالمية الأولى الموقع بين بريطانيا وبين أتاتورك في عام 1923
((القضاء على الحكم الإسلامي وذلك بإنهاء الخلافة الشكلية المتمثلة بالدولة العثمانية بعد السلطان عبد الحميد وفي عهد أخر سلطان ثماني السلطان رشاد وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله,أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة,أن تختار تركيا دستورا بدلا من الدستور الإسلامي,محاربة القرآن))
فالغرب الصليبي يعرف معنى أن يكون للمسلمين خليفة وإماما واحدا اي أن مليار ونصف مسلم يتحركون بحركة واحدة بإشارة من اصبعه الى ساحات الجهاد
وأما القول بأن الدولة الإسلامية في العراق والشام صناعة إيرانية والنظام السوري ويستخدمانها للتأمرعلى الثورة السورية فهذا كلام مفعم بالغباء والجهل,
كيف تكون عميلة لهما وهي التي تقوم بتحطيم المشروع المجوسي الصفوي الشيعي الذي إستفحل أمره قبل الثورة السورية وتقوم بتحرير العراق والشام من نفوذ وإحتلال إيران اكبر حليف للنظام العلوي,والأن وانا اكتب هذه السطور قامت الدولة الإسلامية بتحرير أكبر حقل غاز في سوريا في ريف حمص وقتلت المئات من الشيعة الإيرانيين والنصيريين وأسرت المئات وغنمت ذخائر واسلحة من جميع الأنواع وبكميات ضخمة .
(فإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بغيرهدى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)]القصص:50 [
لذلك وبناء على كل ما تقدم وبالدليل الشرعي أجد أن إعلان الخلافة متوافق مع شرع الله وهو على منهاج النبوة وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده وبأن المجاهدين الناصرين لدين الله من المهاجرين والانصار في الدولة الاسلامية في العراق والشام متبعين لهم وهم أصحاب الأمر,فهم في ميدان الجهاد يتحملون مسؤولية مصيرالأمة والدفاع عن دينها وديارها,فالأمر أمرهم والشورى مشورتهم والفعل فعلهم والقرار قرارهم والرأي رأيهم ,فهم قادة الامة وطليعتها وروحها وسيفها ورمحها وعندهم علماؤهم الربانيون الذين يُرجعون كل أمورهم إلى القران والسنة,فهم أهل الحل والعقد,أما الذين يدعون بأنهم أهل الحل والعقد من الذين ينتسبون إلى العلم الشرعي من أتباع السلطان وغيرهم من المشاهير الذين غرتهم شهرتهم فظنوا بأنهم هم الذين يحلون ويعقدون في الأمة ومن لم يقبل بذلك فهو من الخوارج والحروريين وهم أصلا هؤلاء حرموا الجهاد في العراق والشام وإعتبروه محرقة لشباب المسلمين
(فإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بغيرهدى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)]القصص:50 [
فعلى هؤلاء جميعا أن يعلموا بأن إقامة الخلافة في الأرض على منهاج النبوة هو واجب شرعي وفرض على المسلمين وهذا ما فعله المجاهدون في العراق والشام نيابة عن المسلمين وكل من يعترض على ذلك إنما يعترض على الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين ويريدها عوجا,ويعترض على قدر الله ووعده,فمن يستطيع من البشر أن يُعطل وعد الله وقدره,لذلك أدعو جميع المقاتلين في جميع الكتائب في العراق والشام مبايعة خليفة المسلمين وأميرهم أبي بكر البغدادي حفظه الله ونصره وسدد خطاه ورميه .
(وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)]النور:55 [
محمد أسعد بيوض التميمي
bauodtamimi@hotmail.com
https://www.facebook.com/profile.php?id=100005537716697
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.net