26 مايو 2014
صحفي يفضح صفقة الانقلاب مع حمدين.. آخرتها رئاسة الوزراء؟
كشف الصحفي محمد عزام عن فضيحة جديدة من فضائح الانقلاب الدموي؛ متمثلة في صفقة جرت بين قائد الانقلاب والمرشح الذى تلاحقه اتهامات القيام بدور "الكومبارس" فى مسرحية الانتخابات "حمدين صباحي"، تقضى بتمكين صباحي من رئاسة الوزراء مقابل ترويجه بأن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا.
جاء ذلك في تعليق عزام على تصريحات حمدين صباحي في الصفحة الأولى لجريدة الأهرام اليوم والتي قال فيها " أقبل رئاسة الوزراء إذا خسرت الرئاسة".
وقال عزام -في تدوينه له عبر حساب الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك-: "من شهرين وفقني الله لمعلومات بتوقع أن صفقة الناصريين لإعادة دولتهم بالتحالف مع السيسي الذى يمثل لهم تجسيدا مشوها لزعيمهم ناصر.
واستطرد: "بس اهو كله عك وبيمشي وخلاص زى ما الدكتور أبو الغار قال في تعليق تاريخي".
واستطرد: "بس اهو كله عك وبيمشي وخلاص زى ما الدكتور أبو الغار قال في تعليق تاريخي".
وأضاف عزام "الصفقة تقضى بتمكين صباحي من رئاسة الوزراء، وإنتاج نسخة مشوهة من دولة النكسة هدفها دغدغة وخداع مشاعر الجماهير بالشعارات بعد غسيل مخ كامل نجح في مهمته بما يؤدى لإعادة تدوير تحالف سلطوى قائم زى مثل تدوير القمامة".
وتابع: "كل ماقلته سابقا هو بالطبع أقصى طموح العراب محمد حسنين هيكل وأفضل ما يحلم به ، لكن الفشل سيكون من نصيبهم بإذن الله تعالى وسيكون النصر فقط لمن يجمع رجاله من الفاهمين المخلصين".
د. خليل قطاطو : السيسي يقود انقلابا في ليبيا
القدس العربي
لو قلت لأحد المصريين ان السيسي قام بانقلاب فيمصر، فخذ احتياطاتك الكاملة، إبعد قليلا، وتأكد أنه لا يحمل أداة حادة، كي لا ينالك مكروه، لأنه قد يحتد ويعتبرك من الاخوان، ويحلل دمك. أما اذا لجأت الى القضاء المصري في حال أن نالك الاذى منه، فحظا سعيدا!
فقد تُغّرم وتُسجن بتهمة الانتماء الى تنظيم غير مشروع، ارهابي، وقد يحكم عليك بتقديم تعويض مالي كبير له لأنك تسببت بجرح مشاعره المرهفة بوصفك الثورة الثانية بالانقلاب. في أحسن الاحوال، ستضطر مرغما الى سماع محاضرة طويلة عن تفويض الشعب للسيسي لتخليصه من حكم مرسي والاخوان، وانه أصلا زاهد في الرئاسة لولا الحاح الجماهير، والدليل انه ليس له برنامج انتخابي، فالرئاسة أتت على غفلة وهو غير مستعد لها، بتاتا.
لا أدري لماذا تصر الفضائيات والمذيعات اللواتي يعتقدن انهن حسناوات على استضافته والتحدث اليه. لقد اصبحت هذه الاحاديث، والصمت الطويل (على رأي عبد الحليم حافظ) مادة خصبة للتندر بين المصريين. فاقتراحاته لحل المشاكل عبقرية، من باب قسم الرغيف الى اربعة، مع ان قسمته الى ثمان قطع مثلا كالبيتزا سيجعله اكثر شهية، واللمبات الموفرة والفلاتر، واربعة ركاب بالسيارة، وهو يعتقد ان العائلة المصرية المتوسطة عندها اربع او خمس سيارات مثلا، والكل يخرج منفردا بسيارته ليتفسح نكاية بالعسكر ليتسببوا بازمة وقود لمصر. هل من معاونين ومستشارين له لينصحوه بالاكثار من الصمت، حتى يبدو اكثر وقارا وهيبة عنه من كلامه الذي يضعه في مواقف لا يحمد عقباها؟
يوهمك أنه يتكلم كالحكيم، ولكن ما ان تسمع ما يقول حتى تسأل نفسك بمرارة، أهذا فعلا من سيختاره المصريون ليقود مصر؟ ولا تملك إلا ان تحزن على مصر وعلى «اللي جرالها». يتساءل بحرقة، تتظاهرون علشان نرسل لكم عشر سيارات و200 فرد ومصر مش قادرة تاكل، ولسه حتتظاهروا؟ في بلاد العالم المتمدن تخرج المظاهرات، فيؤتى بالشرطة لحماية المتظاهرين حتى يعبروا عن رأيهم وحتى لا يتعرض لهم أحد بمكروه. في مصر تهرع الشرطة والجيش والأمن المركزي ( سيئ الصيت) لقتلهم وتسليط البلطجية عليهم، الذين يسميهم الاعلام المصري بالمواطنين «الشرفاء». يقول الجاحظ ان العرب تسمي الاشياء بأضدادها من باب التهكم والتندر، من باب ان يسمى البخيل بأبي كريم والجاهل بابي فصيح والقبيحة بأم الحُسن.. وهكذا. لماذا يرسل حضرته الجنود لقمع المتظاهرين ومنعهم من التعبير بحرية عما يعتقدون به، ثم أليس الجوع نفسه سببا وجيها للتظاهر بدلا من منعه. قديما قال الخليفة عمر بن الخطاب «لو كان الفقر رجلا لقتلته»، وقال صحابي آخر: «عجبت للجائع كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه؟» هذه ليست دعوة للعنف ولكن للاحتجاج على الفساد وغياب العدالة الاجتماعية، لأن مصر لا تجد ما تأكل فيجب على الناس الا يتظاهروا في رأي السيسي، وهذا يناقض المنطق، فليته صمت.
انتخابات المصريين في الخارج جعلها الاعلام المصري عرسا مع ان المشاركين في الانتخابات ممن يحق لهم ذلك لم يتجاوز اربعة بالمئة فقط، وفي أحسن تقدير ستة بالمئة.
ستبدأ الانتخابات بالداخل، وهي بالحقيقة استفتاء بنعم للسيسي، لأن حمدين صباحي يشارك فقط لإكمال صورة رسمت واكتملت بدونه، والمقاطعون اعلنوا في الساحات ان هذه الانتخابات مهزلة ودفع الكثيرون حياتهم ثمنا لارائهم، وآخرهم الشهداء الثلاثة في الثالث والعشرين من أيار/مايو، الجمعة الاخيرة قبل الانتخابات. اناس يقتلون وآخرون يرقصون طربا في الشوارع ، تحقيقا لمقولة انتم شعب واحنا شعب، شعب يفرح بالسيسي «وانجازاته» وشعب لا يستحق الحياة، يقتله العسكر ومن والاهم ولا يحاسبهم أحد.
عدوى السيسي انتشرت كالانفلونزا اوجنون البقر او فيروس كورونا من بعير الحجاز. انتشر الوباء من مصر غربا ليحل في ارض ليبيا، واذا بخليفة حفتر يقود محاولة انقلابية ويجد مؤيدين له في بنغازي بحجة محاربة التطرف والارهاب وحفظ النظام، وها هي ليبيا تدخل الجدل الفلسفي اليوناني القديم كمصر، هل هو انقلاب أم ليس انقلابا؟ ربما بعد اشهر من الان سنرى صور حفتر هذا في الساحات، وتضيع ثورة السابع عشر من فبراير/شباط الليبية وتحل محلها ثورة السادس عشر من مايو. نصّلي الا يسافر الوباء غربا الى تونس. حفتر هذا، للعلم فقط، عاش ما يزيد عن عشرين سنة في أمريكا قبل ان يلتحق بالثورة. السيسي تلقى علومه العسكرية في أمريكا أيضا، محض صدفة، قد يقول المؤمنون بنظرية المؤامرة ان الرجلين جاءا لمحاربة الارهاب الذي تنازله امريكاايضا! وقد يقول آخر ان امريكا تراقب المنطقة بحذر من دون ان تتدخل، وأنه لا يصح ان تبنى التكهنات في الاحداث التي تعصف بالمنطقة على صدف، مجرد صدف، لا دليل على ارتباطاتها أصلا. مصطلحات وتعريفات جديدة ستدخل قواميسنا السياسية العربية الآن من باب:
انقلاب = ثورة ثانية
مظاهرة = ارهاب
بلطجي = مواطن شريف
عسكري = مشروع رئيس
تفويض شعبي = قتل من دون حساب
محاكم = مسارح تهريج
اعلاميون = جوقة من المشجعين
لقد أصبح الوضع العربي مزريا مضحكا الى درجة البكاء بحرقة. قمة المأساة أن يضحك الناس ويرقصوا بدلا من ان يبكوا، كإشارة لفقدان البوصلة، كالتائه الظمآن في الصحراء، يرى السراب فيحسبه ماء.
أليس حريا بنا ان نعّلم اولادنا الآن، ونستبدل الكتب القديمة ومن القائل، بـ…من القاتل؟
٭ كاتب فلسطيني
25 مايو 2014
بالفيديو..عايدة سيف الدولة:50 مذبحة بشرية ومئات السجون السرية حصاد نظام 30 يونيو
عندما يخرج مؤيدو النظام الحالي لن يوجه إلا بالرصاص وحينها سوف نري المذبحة العظمي
من انتهاكات السجون إجبار الجنائيين علي فرك برازهم أمام الضباط
لا يوجد إحصاء دقيق للتعذيب بمصر لانغلاق جميع القنوات المنوط بها رصد تلك الجرائم
لن يقف التعذيب في مصر إلا بحل وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها من جديد
مقولة مفيش معتقلين في مصر أكذوبة .. وهناك مئات السجون السرية
هناك معتقلين غير مسجلين بالسجون ومسجلين هاربين في قضاياهم
الطب الشرعي مسيس ولا يعتمد عليه لإثبات جرائم التعذيب
أمريكا ليس لديها مشكلة من التعذيب في مصر ولكنها تطلب عدم الفجاجة فقط لرفع الحرج !!
حالات التعذيب المعلن عنها تمثل أقل من 1% الواقع في مصر
النديم فقط يسجل أكثر من 250 حالة تعذيب سنويا
لا أستطيع تحليل السيسي نفسيا إلا علي الشازلونج .. لكن سياسيا هو دكتاتور
يا من كتبتم الدستور أعطونا أمارة أن لديكم شوية دم وكرامة في مواجهة انتهاك النظام لما كتبتم
ارتفاع حوادث العنف نتيجة ممارسات النظام الآن فوحش العنف عندما ينطلق يستشري بالمجتمع
قالت الدكتورة عايدة سيف الدولة أستاذة علم النفس بطب عين شمس، والناشطة الحقوقية البارزة بمركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، إنه حتى الآن تم حصر أكثر من 50 مذبحة بشرية تمت منذ 30 يونيو، وجارٍ حصر دقيق لذلك سوف يعلن عنه في ذكري اليوم العالمي لمناهضة التعذيب في 26 يوليو القادم.
وذكرت سيف الدولة في حوار خاص معها، أنه في خلال العشرة أشهر عمر هذا النظام ظهر مئات السجون السرية التي يتم احتجاز الموطنين بها ولا نعلم عنها شيئا وجرائم التعذيب التي يتم إعلانها للرأي العام لا تمثل أكثر من 1% من جرائم التعذيب التي تحدث الآن في مصر.
وأشارت إلى أنه لا يوجد إحصاء دقيق للتعذيب بمصر؛ لأن جميع القنوات التي من الممكن أن نرصد بها حالات التعذيب مغلقة، ولا مجال لوقف التعذيب في مصر إلا بحل وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها من جديد.
وفيما يلي نص الحوار....
في البداية نريد أن نعرف كم عدد السجون في مصر، وهل هناك سجون غير معلن عنها؟
رسميا على الورق نحن لدينا 42 سجنا، ولكن الواقع مختلف تمام، وهذا الرقم غير حقيقي، وهناك مئات من السجون السرية في مصر، ووفقا للقانون المصري، فإنه يحق للدولة إعلان أي مكان أنه سجن مركزي، سواء كان قسم شرطة، أو نقطة شرطة في مترو، أو أي شقة في أي مكان.
وهناك عشرات من حالات التعذيب التي جاءت إلينا كانت في أماكن غير معروفة، وهناك من تم تعذيبه داخل غرفة الشرطة بمحطات المترو، وغرف الأمن بالجامعات، والدولة الآن تمارس التعذيب على أي مواطن في أي مكان تواجد فيه الأمن.
ما أشهر مثال لتلك السجون التي تتحدثين عنها؟
مثلا هناك سجن العزولي الحربي بالإسماعيلية، فهذا المكان لم يكن معروفا نهائيا للرأي العام، ولا يعرف أحد ماذا يحدث بداخله نهائيا، ولم يعرف إلا عن طريق اتصالات من مجهولين لذوي المعتقلين به لإعلامهم أن أبناءهم بهذا السجن.
ولكن هناك تصريحات رسمية صدرت بأنه لا يوجد معتقلين في مصر وأن من السجون محبوسين احتياطيا ...
هذا كلام كذب، فيكفي أن نذكر أنه خلال شهر إبريل فقط هناك لدينا حوالي من 40 إلي 50 حالة لمفقودين قال أهالي هؤلاء المعتقلين، أنهم تم خطف ذويهم من الشارع أو اعتقالهم من المنازل من قبل قوات الأمن، وحين البحث عنهم في السجون أو في أقسام الشرطة لا يجدونهم نهائيا.
وهؤلاء لم يتم عرضهم علي نيابة أو مسجلين لدي أي سجن أو قسم شرطة في مصر، وهو ما يعني تجاوز فاق تجاوز الاعتقال الذي كان يحدث في السابق.
كيف تقارنين بين أوضاع المساجين وتعرضهم للتعذيب في عهد مبارك والإخوان وسلطات 30 يونيو ؟
التعذيب لم ينقطع منذ عهد مبارك حتي الآن، ولكن الفظاعة والوحشية والانتقام في التعذيب لم يصل في تاريخه لما نحن عليه الآن، ولا يقارن إلا بفترة المجلس العسكري، ولكن لم يتوقف التعذيب أيضا في نظام مرسي.
وما هو تفسيرك لذلك؟
العنصر المشترك في العهود الثلاثة هي وزارة الداخلية، والتي حاول مرسي احتواءها، وفضل ذلك عن الاحتماء بسلطة الشعب وقوة الشعب، وحال الإخوان في ذلك حال كل القوي السياسية في مصر، ولا يتم الثقة في قوة الناس إلا عندما تكون تلك القوي مطاردة.
ما أشهر أماكن التعذيب في مصر؟
من أكثر الأماكن سيئة السمعة في التعذيب قسم أول مدينة نصر وقسم ثاني مدينة نصر الدور الثاني، وقسم أول أسيوط، الدور الرابع في مدرية أمن الإسكندرية، ومقر المخابرات، والسجون الحربية.
هل هناك حصر بأعداد الأحداث الدموية خلال الفترة الماضية؟
حتي الآن قمنا بحصر أكثر من 50 مذبحة بشرية تمت في مصر منذ 30 يونيو وقمنا بتعريف المذبحة بالأحداث التي راح ضحيتها أكثر من 10 من الضحايا، وذلك غير أحداث رابعة التي ركز الإعلام الأضواء عليها فقط، وسوف يتم إعلان الرقم النهائي بالبيانات في ذكري اليوم العالمي لمناهضة التعذيب في 26 يوليو.
وفي 14 أغسطس لم يكن هناك مدينة لم يحدث بها مذبحة، فقد كان هناك مذابح في رابعة والنهضة والعمرانية ومصطفي محمود والعديد من المحافظات، وكذلك في 16 أغسطس و18 أغسطس و6 أكتوبر، وذكري الثوري.
وهذا غير ما يتم تداوله من قتلي سيناء، وما يتم إعلانه في وسائل الإعلام كل فترة من قتل 10 تكفيريين في سيناء، واعترف المشير عبد الفتاح السيسي بتلك المجازر في حواره الأخير مع إبراهيم عيسي، حين قال "هناك أبرياء بالفعل يُقتلون في سيناء ويتم دفع ديتهم قبل دفنهم".
وأنا مستغربة من عدم وجود رد فعل تجاه ما قاله السيسي، ففي الوقت التي كانت القوي المدنية تنص المشانق لمرسي في حالة وجود أي تجاوز، في حين التزمت تلك القوى بالصمت من تلك الجرائم التي تحدث.
لماذا يوجد في مصر من لا يعترض على مشاهد الدماء والقتل التي تحدث في المجازر التي تحدثت عنها؟
أصبح هناك حالة لدي الرأي العام أصبحت متقبلة للدماء ومشاهد المذابح التي تحدث في الشوارع، والإعلام المصري المتحول هو أحد أهم أسباب تبلد المشاعر لي المصريين، وتحولنا من شعب كانت تنزل دموعه علي أفلام عبد الحليم حافظ، لشعب يشاهد الدماء وحرق البشر برابعة دون أن يتألم.
ومتي تتغير تلك النظرة ؟
عدد الناس المدافعين عن نظام 30 يونيو سوف يقل، حين لا يستطيع النظام الاستجابة لمطالبهم، والسيسي يبشر بحالة من الفقر المدقع بمقولة "أجبلك منين" ويطالب الناس بشد الحزام أكثر من مما هو عليه الواقع المؤلم للشعب المصري.
وحين يقرر هؤلاء النزول ضد هذا الدكتاتور، لن يكون في وجوههم إلا الرصاص الحي.
هل ننتظر مذبحة أكبر؟؟
أعتقد أننا لم نشاهد أسوأ الأيام
ولكن الدولة تعلن أن هناك إرهابا وعليها أن تواجهه؟
ليس لدي علم بحجم الإرهاب الموجود في مصر، ولكن الإرهاب المعروف حجمه وفظاعته هو إرهاب الدولة، ومن يقوم بمخالفة القانون وعدم احترام الدستور هي الدولة.
وحين أجلس مع ذاتي وأفكر في حال من يتم قتل وحرق ذويهم، ومن يتم اعتقالهم من البيوت، ومن يتم الحكم عليهم من القضاء في ساعات قليله بالإعدام، ومن يتم قتل أصدقاءهم بالرصاص في المظاهرات، ومن يقول لهم السيسي لن تكونوا موجودين في عهدي ... كيف يكون شعور وتفكير هؤلاء لا أستطيع تخيل رد فعلي لو كنت مكانهم.
الصانع الحقيق للإرهاب في مصر هي الدولة، والإرهاب ليس نتيجة التطرف الفكري، ولكنه نتيجة القمع والتعذيب والاستبداد والإرهاب الذي تمارسه الدولة تجاه جزء من الشعب.
وما هي مصلحة الدولة في إحداث هذا الشرخ المجتمعي؟
هذه مدرسة سياسية معروفة كان جورج بوش أفضل من طبقها، وهي إذا أردت أن تجمع مناصريك وتعبئة الشعب في صفك، عليك صناعة عدو تحاربه.
والجيش والإعلام والداخلية وكارهي الإخوان يقومون بصناعة هذا العدو ويساعدون علي إشعال الكره تجاههم، ليكونوا هم العدو الذي يجب أن يتم حشد الدولة تجاههم.
وهل التعذيب الآن قاصر علي الإخوان المسلمين فقط؟
لا طبعا، ولكن الإخوان هم الفزاعة لجميع التجاوزات، ولكن الواقع أن هناك معتقلين من جميع التوجهات، وجميعهم يعذبون داخل السجون.
ولكن هناك حديث عن وجود تعذيب للمساجين الجنائيين، هل هذا موجود؟
الآن كل شخص يتقاطع طريقه مع السلطات الأمنية في مصر يتعرض للتعذيب، بما في ذلك التعذيب النفسي، الذي يترك الآثار الأكبر علي الإنسان طوال عمره"، وفي بداية إنشاء المركز كنا نظن أن التعذيب خاص بالسجناء السياسيين، ولكن الواقع كشف أن هذا السرطان طال الجميع بما في ذلك الجنائيين.
ومن الانتهاكات التي تحدث مع الجنائيين، إجبارهم بعد كل زيارة تأتي إليهم بالخضوع لفحص شرجي، أو يتم وضعهم في صفوف حتي يتبرزوا ويتم إجبارهم علي فرك برازهم بأيديهم أمام الضباط.
أليس هناك قانون ودستور بالبلاد الآن؟
القانون والدستور والشعب يضعهم هذا النظام تحت جزمتهم، وأنا أستغرب من موقف من كان في الصفوف الأولي للمدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في مصر قبل 30 يونيو، والآن بالرغم من أنهم هم من وضعوا هذا الدستور إلا أنهم لا يتحدثون عن انتهاك النظام لهذا الدستور.
وأقول لهم يا أعضاء لجان لجنة الخمسين لماذا لا تفعلون شيئا تعطينا إمارة أن لديكم "شوية دم وكرامة"، وتواجهون الدولة في انتهاكها للدستور.
وكيف نوقف التعذيب في مصر؟
أولا لا يوجد مجال للحديث عن إيقاف التعذيب في مصر في ظل هذا النظام، ونجاح حمدين شيء مستبعد.
ثانيا لن يقف التعذيب في مصر إلا بحل وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها من جديد، مع محاسبة المتورطين في تلك الجرائم.
أليس هناك بلاغات وقانون لمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم؟
أصبح من الخطر علي المواطنين كشف جرائم التعذيب التي تحدث معهم، فمن يقوم بذلك يتعرض لغض الداخلية، وحين تقوم إحدى الحالات بسؤالنا عن خطورة الإبلاغ عما تعرض له، لا نستطيع أن نقول له إلا "سوف نقف بجانبك في أي قرار تتخذه، ولكن لا نستطيع توقع عقبات ذلك".
هل هناك إحصائيات للتعذيب داخل السجون الآن؟
ما يتم الإعلان عنه من حالات تعذيب للرأي العام يعد نقطة في بحر، وتلك الحالات لا يمثل أكثر من 1% من جرائم التعذيب التي تحدث في مصر.
وما يحدث الآن من تعذيب في مصر هو قمة جبل الثلج، وما تم رصده من حالات في النديم والحركات الأخرى، جزء بسيط مما يحدث ولا نعلم عنه شيئا، سواء الأقاليم أو في سيناء، والصعيد والمناطق التي لا يصل إليها الإعلام.
وجميع المعتقلين الذي يقدر عددهم بحوالي عشرين ألف، تعرضوا للتعذيب داخل، ولا يوجد أحد منهم لم يمروا علي ما يطلق عليه "التشريفة" في القسم، وما يحدث بها من ضرب بالعصيان والهراوات والشلاليت ونزع الملابس بأكملها.
والآن قضية التعذيب تفرض نفسها علي كل المجموعات التي تتعامل مع المعتقلين، وذلك لاستمرار التعذيب، الذي كان دائما بمرتبط بنظام لم يتغير بالرغم من ثورة 25 يناير، وتغير عدد من الرؤساء.
أليس لدى مركز النديم حصر؟
لم يكن هناك أرقام لإحصاء التعذيب في مصر بشكل دقيق، والنديم مركز صغير في هذا المجال، ونحن نرصد سنويا أكثر من 250 حالة تعذيب، تعرضوا لتعذيب منهجي.
والرصد الدقيق لحالات التعذيب يتطلب، إما إبلاغ الحالات التي تتعرض له عن ذلك، أو أن يكون هناك قدرة للعاملين بحقوق الإنسان علي دخول أماكن الاحتجاز، أو أن يقوم المجلس القومي بحقوق الإنسان بالتفتيش علي السجون، أو أن تقوم النيابة بالتفتيش علي أماكن الاحتجاز، وجميع تلك السبل غير موجودة.
ولا يوجد حق لنا في دخول أماكن الاحتجاز، وهنا أتحدث عن زيارات غير معلن عنها كما يحدث في تونس ولبنان، وجميع القنوات التي من الممكن أن نعرف بها حالات التعذيب مغلقة، وجميع المساجين يتم تهديدهم بعدم التحدث، ومن يتكلم فإنه يتحدى الداخلية، ومنهم من يتكلم دون الكشف عن أسماءهم.
وحتي من يتقدم للمركز ويكشف عن حالة تعذيب لا يمكن ائتمان هذا النظام عن أسماءهم، ولذلك المركز ينشر وقائع التعذيب دون الكشف عن أسماءهم، حتي لا يتعرضون هم وأسرهم لخطر الداخلية.
ولماذا لا يتم الاستعانة بمصلحة الطب الشرعي للكشف عن حالات التعذيب وحصرها؟
مصلحة الطب الشرعي مسيسة مثل باقي مؤسسة دولة، ولا يمكن الاعتماد عليها في إثبات جرائم التعذيب، لأنها تتأثر بالسياسة العامة وتأخذ توجيهات لتغيير مسار القضية.
والحالات التي يتم التأكد أنها وفاة نتيجة التعذيب يتم تشكيل لجان ثلاثية وخماسية من خبراء طب شرعي من خارج المصلحة لاعتماد تقريرهم، فالطب الشرعي والنيابة ووزارة العدل منظومة تخدم علي جهة واحدة، وهي النظام، ولا يستطيع أحد أن يخرج خارج تلك المنظومة دون وقوع تلك المنظومة.
و تقارير الطب الشرعي لا تكون دائما بمعايير واحدة، فالتقرير يكون حسب الظروف ومن يكون مشرف علي كتابة هذا التقرير، وهناك مثال حالة خالد سعيد وغيره من الضحايا التي كان للطب الشرعي دور لطمس حقيقة قتلهم.
وبالرغم من وجود شخصيات محترمة داخل المصلحة تسعي لإخراج تقاريرها بشكل علمي ومحايد، إلا أننا نجد أن هناك أشخاص يتم نقلهم وتعيين غيرهم دون معايير أو معرفة أسباب ذلك، ويثير ذلك علامات استفهام كثيرة حول هذا الأمر.
هل العنف المستشري بالمجتمع مرتبط بالعنف في السجون؟
للأسف .. وحش العنف عندما ينطلق يستشري بالمجتمع
كيف ترين جهود المجتمع الدولي من جرائم التعذيب التي تحدث في مصر؟
العالم ليس لديه مشكلة مع الانتهاكات التي تحدث في مصر، وليس هناك تناقض بين الدول وبعضها في مناهضة التعذيب في مصر، ولكن الشكلة التي لديه في الفجاجة.
وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها مشكلة مع التعذيب في مصر، ولكنها لدهما مشكلة مع الفجاجة، وتقول لهم "لا تحرجونا بتلك الفجاجة"، فالولايات المتحدة ودول المجتمع الدولي كانت ترسل المعتقلين لتعذيبهم بالإنابة في مصر.
كيف تحليلين السيسي نفسيا ؟
لا أستطيع تحليل السيسي نفسيا إلا على الشازلونج .. لكن سياسيا هو دكتاتور
تضامنا مع الشامي وسلطان .. ليلى سويف وعايدة سيف الدولة تضربان عن الطعام
أعلنت عايدة سيف الدولة، الناشطة الحقوقية بمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، وأستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، عن إضرابها عن الطعام، بجانب الدكتورة ليلى سويف، أستاذة الرياضيات بكلية العلوم بجامعة القاهرة، وعضو حركة 9 مارس، تضامناً مع مراسل قناة "الجزيرة مباشر مصر"، ومحمد سلطان، ابن القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، محمد صلاح سلطان.
وقالت في بيان بثته على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "اثنان من المواطنين المصريين محتجزان في سجون النظام، أحدهما عبد الله الشامي، الصحفي في قناة الجزيرة، محتجز من يوم ١٤ أغسطس دون أن يصدر في شأنه قرار اتهام، والثاني محمد سلطان مواطن مصري أمريكي جاء إلى مصر ليكون بجانب والدته المريضة بالسرطان فاعتقلوه من منزله هو وأصدقائه كيدا وعقابا لوالده".
وأضافت: " كلاهما استنفذ كل السبل القانونية في دولة غاب عنها القانون، الأول دفاعاً عن حقه في ممارسة مهنته والثاني دفاعاً عن حقه في مصاحبة والدته خلال مرضها، فلم يسعفهما القانون ولم تستمع لهما أي جهة رسمية فقررا الصراخ بجسديهما وبدءا إضرابا عن الطعام منذ أكثر من 120 يوماً".
وواصلت "سيف الدولة": "في استجابة لهذا الوضع وجه أكثر من ١٥٠ مواطن مصري ومواطنة من كافة مناحي الحياة عريضة للمجلس القومي لحقوق الإنسان يطالبون فيها بالإفراج الفوري عن عبد الله الشامي ومحمد سلطان والى ذلك الحين نقلهما إلى المستشفى حفاظا على حياتهما، قدمت هذه العريضة للمجلس القومي صباح الأربعاء ٢١ مايو ٢٠١٤ وانتظرنا حتى ظهر اليوم أملاً في اتخاذ إجراء ما يحفظ حياتهما".
وختمت البيان قائلة: "بناء عليه قررنا البدء في إضراب عن الطعام تضامنا مع عبد الله الشامي ومحمد سلطان وزوجة عبد الله الشامي السيدة جهاد خالد المضربة عن الطعام منذ أكثر من أربعين يوماً في منزلها تضامنا مع زوجها واحتجاجا على ما يعانيه من ظلم، ويبقى مطلبنا هو ذات المطلب الذي وقع عليه زملاؤنا في داخل مصر، وتضامن حوله مدافعون عن الحرية في شتى أنحاء العالم.
يذكر أن أجهزة الأمن المصرية ألقت القبض على مراسل قناة "الجزيرة مباشر مصر"، عبدالله الشامي في 14 أغسطس 2013 أثناء قيامه بتغطية الاشتباكات التي نشبت بين الأجهزة الأمنية ومناصري جماعة الإخوان المسلمين في محيط ميدان رابعة العدوية، وقد تم تقديمه للنيابة بتهم التحريض علي العنف ودعم جماعة الإخوان وقررت النيابة حبسه 15 يوم علي ذمة التحقيقات ثم تم تجديد الحبس الاحتياطي له عدة مرات من قبل النيابة العامة ولا يزال محتجزا حتي الآن علي ذمة التحقيقات، وأضرب "الشامي" عن الطعام منذ أكثر من 120 يوم.
ويشار إلى أن محمد صلاح سلطان، قد دخل هو الآخر في اضراب عن الطعام، بعدإلقاء القبض عليه، و3 آخرين، وذلك لاتهامهم فى أعمال التحريض على قتل المتظاهرين ومهاجمة أقسام الشرطة وقتل الضباط وأفراد وزارة الداخلية، عقب فض اعتصام رابعة العدوية.
القدس العربي تشير الى مقال سيد أمين فى تغطيتها لمهزلة انتخابات الدم
الوظيفة العامة ليست وسيلة لتأمين مستقبل العائلة على حساب الفقراء… ورفع راتب الرئيس يثير غضب الكثيرين
القدس العربي - حسام عبد البصير:
MAY 23, 2014
القاهرة ـ ‘القدس العربي’
بحلول فترة الصمت الانتخابي استردت مصر كثيراً من هدوئها، وإن لم تستمد بعد عقلها الحائر بين متنازعين على سدة الرئاسة، وفصيل يرفض ان يترك الشوارع حتى يعود الرئيس المعزول لسدة الحكم. أيام قلائل ويظهر الرئيس الذي لازال اسمه في الغيب.. هو الرئيس الذي تراهن عليه الجماهير التي عاشت سنوات تنتظر الليل ان يتبدد والفقر ان يذهب الى غير رجعة، لكن سوء الطالع يشير إلى ان هذه الجماهير مقدر لها ان تنتظر لفترات طويلة مقبلة قبل ان يأتى الفرج، فالمــــرشح الرئاسي الاوفر حظاً يردد في كل مناسبة، بشجاعة يحسد عليها، انه لا يملك عصا نبي الله موسى كي يحيل الصحراء الى جنات، او يضرب بها الارض فتنفجر آبار النفط. وانه لا يملك سوى العمل، اما الوعود البراقة فلا يملك ادواتها في الوقت الراهن. فيما يتعهد منافسه حمدين صباحي بانجازات سريعة يشعر بها الفقراء والمساكين وعابري السبيل فور وصوله قصر الاتحادية. وبعد اسابيع شهدتها البلاد من الضجيج الاعلامي يحل على المصريين الهدوء لعلها فرصة مناسبة لتحسس موضع اقدامهم والتفكير ملياً في الشخص الانسب ليمنحوه اصواتهم، وان كانت صور المشير عبد الفتاح السيسي لا تعطي لاحد فرصة في التفكير، فعشاقه ومنافقوه ايضاً لم يتركوا حارة ولا شارعا ولا ميدانا الا وامطروه بصور الرجل، فيما يبدو حال صباحي كحال فقير متيم بفتاة من طبقة النبلاء لا يملك ان يشتري لاسرتها علبة حلوى وهو ذاهب لطلب يدها من العائلة. وان كان الصمت الانتخابي قد حل إلا أن اصوات انصار السيسي في الصحف والفضائيات لم تخمد بعد فلازال ضجيجها مستمرا حتى إشعار آخر، لذا لم يكن من الغريب ان تواصل صحف امس حشد الجماهير لعدم مقاطعة الانتخابات، وهو الامر الذي يتخوف منه كلا المرشحين.
مرسي لا زال أكبر
تهديد يواجه السيسي
ونبدأ رحلتنا مع جريدة ‘المصريون’ التي يرى رئيس تحريرها جمال سلطان ان العقبة التي تواجه المرشح الاوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية عبد الفتاح السيسي، ليس حمدين صباحي منافسه الوحيد: ‘التحدي الذي يواجهه السيسي لا يتعلق بالفوز على حمدين صباحي في جوهر الأمر، وإنما بالفوز على محمد مرسي، فإن السيسي يمكنه الفوز بأي فارق من الأصوات ويصبح رئيسا للجمهورية، ولكن تبقى شرعيته مشروخة وضعيفة وربما غير أخلاقية إذا حصل على أصوات أقل من التي حصل عليها محمد مرسي في انتخابات الرئاسة 2012، لأن العملية التي قام بها السيسي للإطاحة بمرسي قدمها باعتبارها إرادة شعبية واستجابة للملايين الذين طلبوا منه ذلك، وهذا يفترض معه أن الملايين التي تؤيد السيسي هي أكبر من الملايين التي كانت تؤيد مرسي، فلا يمكن أن تفوز بستة ملايين صوت أو عشرة ملايين ثم تدافع عن ازاحتك لرئيس حصل على ضعف الأصوات التي حصلت عليها أو أكبر منها بعدة ملايين، بدعوى الجماهير والإرادة الشعبية، وهذا هو وجه المعاناة والقلق الحقيقي الذي يقض مضاجع معسكر المشير السيسي، إنها مسألة حياة أو موت، شرعية أو لا شرعية، أن يحصل على أكثر من أربعة عشر مليون صوت انتخابي على الأقل، ولذلك نسمع كل هذا الصراخ، رغم ضعف المنافسة الفعلية والحصار الذي يعانيه صباحي والإجماع على أن فرصته ضعيفة، ولكنها ليست مستحيلة، ولعله لذلك، ورغم حساسية الأمر، اضطر البابا تواضروس، أبرز داعمي المشير السيسي إلى أن يطالب الأقباط في عظته قبل أيام بضرورة تكثيف وجودهم في الانتخابات وحذرهم من الكسل، منبها إلى أن الأمور ستكون خطيرة، حسب قوله، وهو مؤشر جديد على القلق المتزايد في معسكر السيسي’.
الإصلاح بين المتنازعين واجب شرعي
اتسعت الهوة بين الاخوان وخصومهم فما هو موقف الشرع من هذا التناحر؟ هذا ما يتعرض له الشيخ عبود الزمر في ‘المصريون’: ‘الخلاف شر، والتمادي فيه زيادة في الشر، وغلق أبواب الخلاف من الواجبات لأن دفع الشقاق يحمي روابط الأخوة بين الناس، ويحفظ سلامتهم. ألم تروا أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من فساد ذات البين، ووصفها بأنها الحالقة، وأكد أنها لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين. والحاصل أن اختلاف الناس وتردي العلاقات في ما بينهم قد يدفع إلى الرمي بالباطل والكذب والبهتان، بل إلى إراقة الدماء وكل هذا يصيب دين المرء في مقتل… الخلاف قرين التنازع، فمتى دب الخلاف في الرأي على نحو متضاد ولم يقبل أحد فيه الآخر، فإنه نذير التنازع المفضي إلى الفشل، قال تعالى ‘ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين’. والإنسان منا مطالب بالسعي لإنهاء حالة الخصومة والخلافات مع إخوانه حتى ان بعض العلماء قال ‘لا تجعل بينك وبين أخيك قاضياً بل اجعل حكمه رضاه’. والمقصود أن يسترضيه بأي صورة، ولقد أوصى بعض أهل العلم بالالتفاف حول المتفق عليه من الأمور وعدم تعظيم نقاط الخلاف، فلقد ذكر أهل العلم أن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم كانوا يتناظرون في المسائل الخلافية في ما بينهم وصولاً إلى الحق مع بقاء الألفة، ولم يرم أحداً منهم الآخر بكفر ولا فسق ولا بدعة. ان من عظمة التشريع الإسلامي أنه يُسوّغ لنا عند الاختلاف ـ مثلاً ـ تقديم الأسوس للناس على الاكفأ، وتقديم المفضول على من هو أفضل منه، درءاً للشقاق ورفعاً للخلاف وهي قواعد معتبره ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا عند النظر في أمور حياتنا’.
شكر واجب للرئيس المؤقت
بدأ العد التنازلي لرحيل الرئيس المؤقت عدلي منصور عن قصر الرئاسة، وهو ما دفع فاروق جويدة في ‘الاهرام’ لارسال برقية شكر له على ما قام به خلال فترة رئاسته: ‘هذا الرجل يستحق من كل مصري كلمة وفاء وعرفان وهو يمضى تاركا موقعه الذي لم يحلم به يوما ولم يسع إليه، بل هي الأقدار التي حملته في لحظة تاريخية صعبة وقاسية لأن يحمل لقب رئيس جمهورية مصر. هذا الرجل يستحق ان نقول له شكرا أيها المستشار الجليل وأنت تعود الى عالمك الذي أحببت، وطريقك الذي اخترت، وقد زدت قصر الرئاسة جلالا وتواضعا ونبلا.. اتحدث عن المستشار الجليل عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، وقد أوشك أن يجمع أوراقه تاركا قصر الرئاسة، بعد أن ادى دوره بكل الصدق والوفاء والتجرد لهذا الوطن، في لحظة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث.. هذا هو النموذج الوطني الرفيع الذي قدمه المستشار عدلي منصور وضرب للمصريين فيه مثلا، وقدم لهم صورة فريدة في الوطنية والولاء.. منصور خرج من منصبه المؤقت حاملا معه صفحات مضيئة سطرها في شهور قليلة، وعمر المرء ليس بالسنين والأيام ولكن بما يتركه من أثر وقيمة، ولا شك أن المستشار عدلي منصور اضاف لمنصب الرئاسة الكثير، وترك للمصريين ذكرى رجل نبيل تحمل المسؤولية بشرف، وادى دورا كبيرا في حماية وطن يعيش مأساة الانقسام’ .
لماذا لم يسر السيسي على درب هتلر؟
تعرض المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي لبعض الانتقادات لانه تجاهل التلفزيون المصري الناطق بلسان الشعب ولم يفرد له حواراً، كما فعل مع الفضائيات الخاصة، وهو ما تشير اليه سامية ابو النصر في ‘الاهرام’:’ان هذا الجهاز هو الذي يعمل لمصلحة الوطن فقط، من دون أي حسابات أو مصالح او تدخل لرأس المال فهذا الجهاز يعمل من رأس المال الوطني الذي يأتي من دافعي الضرائب، أي الشعب المصري العظيم الذي يثبت كل يوم القدرة على تحقيق المعجزة.. كما لا يعجبني أن المشير عندما قابل الاعلاميين لم يختر الا مذيعي القنوات الفضائية، باستثناء الاعلامية صفاء حجازي رئيسة قطاع الاخبار.. واننى أتساءل أين بقية الاعلاميين وما أكثرهم العاملين في هذا المبنى المهم.. يا سيادة المشير قال رئيس وزراء هتلر، الاعلام يستطيع أن يبني أمة أو يهدم أمة.. نريد أن نعطي الحافز والدافع للاعلاميين في هذا الجهاز لبناء الوطن بدلا من مهاجمته وعدم تطوير أدائه، خاصة في ظل الحرب الاعلامية التي تشن ضد مصر. ابتعد عن قنوات الفتنة والتصارع وسياسة فرق تسد التي ينصبها لنا الأعداء. كما لنا أن نتذكر معادلة كلاين التي تقول ان قوة الدولة الشاملة = القوة العسكرية + القوة الاقتصادية + القوة السياسية، مضروبة في القوة المعنوية، أي أن القوة المعنوية متمثلة في الاعلام والأفلام والكتب، ولذلك لو ان القوة المعنوية صفر ستكون قوة الدولة كلها صفر.. من هنا أطالب المشير السيسي بالتوجه لتلفزيون الدولة والاستفادة من جميع الكوادر الإعلامية الموجودة فيه.. كما أطالب الشعب بالنزول للمشاركة في الانتخابات الرئاسية لأن المقاطعة تعني المقاطعة للوطن’.
بعد الضجيج مصر تسترد هدوءها مؤقتاً
اخيراً دخلت البلاد صمتها الاجباري قبل يومين من بدء الانتخابات الرئاسية في الداخل، وهو ما اعتبره عمرو خفاجي في ‘الشروق’ فرصة لتأمل سير المعركة الانتخابية: ‘قبل آخر الكلام كان هناك كلام استمر لعشرين يوما لم نسمع فيه كلاما مختلفا ولم نسمع عنه كلاما مختلفا أيضا، رغم أن الحدث كبير، انتخاب رئيس بعد عزل رئيس منتخب، يبدو كل شيء تقليديا، ومعتادا، وكأن الجميع عاش هذه الحالة مرارا وتكرارا، حتى نتائج المصريين في الخارج، لم تغير الكلام ولم تبدله، لذا يبدو أن آخر الكلام سيكون مثل أوله، وألا نتوقع جديدا في اليوم الأخير المسموح فيه بالدعاية، قبل الصمت الإجباري الذي يبدأ منتصف ليل اليوم (الجمعة)، في مقابل ذلك، وعلى هامش كلام المرشحين، يظهر كلام لبعض فئات الناخبين، تكشف عن تغير واضح في الأمزجة السياسية التي كانت قائمة وقت الانتخابات الماضية، فلم يعد هناك من يعصر الليمون، ولم يعد هناك من يعتقد أنه يدعم الماضي، وتوارى تماما الذين كانوا يعتقدون أن الانتخابات من أبواب الجهاد في سبيل الله، واكتشفنا أن الموجود يبحث عن مصر أخرى مختلفة، ورئيس يعمل على تنفيذ ذلك، ويدعمه ولا يحيد عنه، حتى لو كان يتكلم بشكل تقليدي، أو أن كلامه ليس بجديد، فالغالبية في انتظار الأفعال. كلام المرشحين، لم يكن حاسما في تقديم تفسيراتهما عن عزل الرئيس المنتخب، وعن عوار سنة حكمه، كما لم يحدثانا عن تعهدهما بعدم تكرار ما كان قائما في زمن ما قبل يناير/كانون الثاني، أو ما قبل يونيو/حزيران، وطبعا ما بينهما، عشنا عشرين يوما مع كلام عن الفقر والفقراء، ولم نسمع عن آليات تنفيذ ذلك أو برنامج تحقيقه، لكن فهمنا أن الجميع دوما في حاجة لأصوات الفقراء، ولمحاباة الفقراء، والتحدث باسمهم، فهذه ضرورات السياسة في الدول التي تعتقد أنها مخلصة لشعوبها’.
بعد 30 يونيو الديمقراطية في إجازة
ولا يمكن بأي حال ان نترك جريدة ‘الشروق’ قبل ان نعرج لما تطرق له عضو البرلمان السابق مصطفى النجار بشأن ازمة المسار الديمقراطي الذي كانت تتوق البلاد اليه بعد ثورتين متعاقبتين: ‘الانتكاسة التي منيت بها الديمقراطية في مصر خلال الفترة الماضية كانت مهمة للغاية لفرز كثير من شخوص الصف المدني الذي يرفع شعارات الديمقراطية، ويقدم نفسه كمناصر لليبرالية ومدافع عن قيمها النظرية، بينما سقط بامتياز في لحظات المواجهة الحقيقية لينضم للصف المعادي للديمقراطية بشكل مباشر، أو عبر التبرير أو الصمت أو مهاجمة المدافعين عن الديمقراطية وتخوينهم والمشاركة في حملات تشويههم.. كشفت غبار المعركة الحالية عن أسطورة وجود تيار ليبرالي في مصر، واكتشفنا أن الأمر لا يعدو وجود بعض الأشخاص القلائل المؤمنين بالديمقراطية والمخلصين لمبادئ الليبرالية الحقة، وسط جمع كبير تمسح فيها وقدم نفسه على أنه حاميها، بينما هو في الحقيقة ساهم في هدمها ودعم ما يقلص فرص تعزيزها. من البديهي حين نتحدث عن التيار الديمقراطي يجب التأكيد على أننا لا نقصره على المنتمين للمدرسة الليبرالية فقط، لأن البعض يصنع افتراضا خاطئا بحصر الديمقراطية في الليبرالية ونزعها عمن سواها، وهذا اجتراء غير منطقي، لأن مفهوم الديمقراطية أوسع بكثير من الانتماءات الأيديولوجية الضيقة، سواء كانت ليبرالية أو يسارية أو دينية أو قومية أو غيرها. الديمقراطية ليست عدة إجراءات وليست صناديق انتخابات فقط، فهي أعمق من ذلك بكثير، لذلك فتقريب المفهوم وتوحيده بالقدر المستطاع بين أنصار الديمقراطية هو الخطوة الأولى للتأسيس، خاصة بعد حالة الخلط المتعمد والتدليس على الشعوب بأنها تعيش في ديمقراطية، بينما الحقيقة أنها أبعد ما تكون عنها’.
حزب النور لا يجد من يصدقه
يعيش حزب النور ذو الخلفية السلفية حالة من الارتباك تهدد مستقبله، بعدما فقد الكثير من شعبيته إثر لفظ كافة اطياف التيارات الاسلامية له، ومعها انصار ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران. وها هو حمدي رزق في ‘المصري اليوم’ يلقي عليه مزيداً من الهجوم: ‘على طريقة أغنية ‘اخترناه.. اخترناه’، دشن الشاب خالد زيدان، منشد حزب النور السلفي الأغنية (أعلاه)، ولكن على الطريقة السلفية، تحت عنوان ملغز ‘حراس صاحيين’، وتتخلله جملة انتخابية فاقعة: ‘النجمة رمزنا واخترناه’، الفيديو الذي يحمل شعار حزب النور يخلو تماما من الموسيقى، ويحتل مساحة في الفضاء الإلكتروني. معلوم ان الموسيقى مختلف على جوازها سلفيًا، لكن الرياء السياسي متفق عليه، جائز على مذهب ابن برهامي لفيديو صاخب يحظى بمباركة شيوخ الحزب. حزب النور زايد على الكل، أكاد أشك في نفسي لأني أشك في تأييد حزب النور، كان بالأمس مرسياً (نسبة إلى مرسي)، صار اليوم سيسياً (نسبة إلى السيسي)، مع الفارق لصالح الأخير وطنياً. لا أعرف سر غرام الحزب بالمشير، السيسي سره باتع، ساحر للسلفيين على شال أخضر حرير في حرير. بين شيوخ الحزب والسيسي مودة ورحمة، وكما جاء في الأثر، وقد يجمع العداء للإخوان الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا، السيسي والحزب.عفواً، قبل التهليل والتكبير للنشيد وبلع الطعم أعلاه، و’النجمة رمزنا واخترناه’، فلنسمع جيدا هذه الجملة الواردة نصا في نشيد الحزب: ‘أملنا وإحنا في حزب النور، نسعد وطن وننور دور، برحمة، حب ولين وسرور، على الحدود حراس صاحيين’.. طبعا الحزب لا يقصد البتة الحدود الشرقية، يقصد الحدود الشرعية.. يقيني الذي لا يتزعزع، اتنين مالهمش أمان.. السلفيين والإخوان، على الأقل هذا ما أعتقد، وجهان لعملة واحدة، حلفاء رابعة’.
زيادة راتب الرئيس لا تتناسب
مع بلد غالبيته من الجوعى
والى معركة اخرى يقودها هذه المرة في ‘المصري اليوم’ نجاد البرعي بسبب قرار زيادة راتب رئيس الجمهورية: ‘أصدر رئيس الجمهورية المؤقت قرارا بقانون نص فيه على تعديل مرتب رئيس الجمهورية الشهري من أربعة وعشرين ألف جنيه إلى اثنين وأربعين ألف جنيه. بما في ذلك بدل التمثيل. يمكن معرفة مرتب أي موظف حكومي كبير بما في ذلك الرئيس، ولكن لا يمكن معرفة قيمة دخله من أعمال الوظيفة العامة. الدخل هنا يشمل إلى جانب المرتب بدلات حضور اللجان وبدلات السفر وبدلات المخاطر والدخل من الصناديق الخاصة وغيره، من المصادر المتعددة التي تؤدي إلى أن يكون دخل أي موظف كبير من الوظيفة أعلى من مرتبه بكثير. ويرى البرعي ان الكثيرين يغيرون ولاءاتهم، من أجل الفوز بالمنصب ولو لبعض الوقت؛ ينفق أعضاء البرلمان الملايين على حملات انتخابية من اجل الفوز بشرف العضوية فيه. أنفق المشير المتقاعد عبد الفتاح السيسي حتى اللحظة، وفقا لحملته – اثني عشر مليون جنيه. السيسي نفسه كان موظفا عاما لا نعرف معلومات عن قيمة ما كان يتقاضاه من مرتبات وبدلات ومكافآت. ببساطة لو أراد رئيس الجمهورية القادم من المصريين أن يعملوا معه، عليه أن يصدر قانونا من مادة واحدة تقول ‘لا يجوز لأي موظف بالحكومة أو مكلف بخدمة عامة أو يعمل بأي هيئة أو مشروع تشارك فيه الحكومة أن يحصل على دخل مادي أو امتيازات عينية من أعمال الوظيفة أو الخدمة العامة يزيد على 42 ألف جنيه. يجب أن نتوقف عن شرعنة المال العام. الوظيفة العامة خدمة وليست وسيلة لتأمين مستقبل الأبناء والأحفاد على حساب الفقراء. هذا أفضل بكثير من توزيع اللمبات الموفرة على المواطنين؛ لو توقف الفساد سيتمكن الناس من شراء تلك اللمبات بأموالهم’.
السيسي تعالى على الجماهير
ولن يلبي طموحات الفقراء
والى اشد انتقاد ضد السيسي من المفكر البارز نادر فرجاني في ‘الوطن’: ‘الفائز، في شخص الرئيس القادم، يبدو محسوماً. واضح أنه أنصت إلى نصح كهنة الاستبداد، ولم يقدم برنامجاً محدداً للشعب لكي ينتخبه على أساسه، ويمكن أن يحاسبه في ما بعد على مدى النجاح في تنفيذه. ومع ذلك، فقد توافر شتات متناثر عن ملامح برنامج طموح، ولكنه مغرق في النمط التقليدي السابق تبيان فشله. في النهاية، ليس مشروع نهضة وإنما مجموعة مشروعات إنشائية وضعها مهندسون تنفيذيون من القوات المسلحة، على ما يبدو. هي صحيح طموحة ولكنها ‘فكر’ مهندسين ورجال أعمال، تحديداً هم مقاولون تقليديون لا يهمهم إلا توافر التمويل لتشغيل المعدات والبشر في التشييد، في استمرار للذهنية الاقتصادية التي بدأها النظام الذي قامت الثورة الشعبية لإسقاطه، وما زالت تحكم مصر. فليس من أدنى اهتمام بالبحث العلمي والتطوير التقني مثلاً، وهو مدخل مصر الأوسع لنهضة حقيقية. ‘نتكلم في مبالغ ضخمة مش أقل من تريليون جنيه’. كان هذا تقدير المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، لاحتياجات مصر من التمويل الاستثماري، في فترة ولايته، حتى يستطيع تنفيذ الكثير من المشاريع، وعلى الرغم من ذلك الموقف المتعالي، فقد توافرت من سيل الترويجات الإعلامية علامات على أي رئيس سيكون إن قُدّر له أن يفوز في الانتخابات المقبلة.
لعل السمة الغالبة على سيل الترويج المحسوب هي الترفُّع عن السياسة، والتعالي على جماهير الناس، فهو يرفض مناظرة منافسه علناً، على الرغم من إلحاح المنافس، وبدلاً من عقد المؤتمرات مع الجماهير كحال المرشحين في جميع أنحاء الدنيا، فهو يستدعي من يروق له موقفهم لحضرته المتسامية في قاعات فخمة نخمّن أنها مملوكة للمؤسسة العسكرية. وفي تذكير باهتمامات رؤوس نظام سعت الثورة الشعبية إلى إسقاطه، عقد لقاءً دعا إليه عدداً كبيراً من العاملين في حقل الرياضة، وليس الرياضيين كما أُعلن، كانت ذروته عقد صلح بين المدعوين مرتضى منصور وشوبير’.
لا مكان للمنافقين
في سدة الرئاسة
لكن ما هي مزايا الصمت الانتخابي الذي تمر به مصر حالياً هذا ما يحدثنا عنه محمد حسن البنا في ‘الاخبار’: ‘في فترة الصمت الانتخابي مزايا عديدة.. على رأسها منح المواطن فرصة لكي يفكر بحرية.. ويتدبر أمره.. ويقرر من سيختاره ليقود مصر في أخطر المراحل التي تمر بها في التاريخ.. الصمت الانتخابي يعني توقف الدعاية لأي مرشح.. ومنع أي تأثيرات على الناخب.. ويحظر نشر أو إذاعة أي دعايات لمرشح.. ولا يجوز أن يخرج علينا نفر من الناس ليقولوا لنا برنامج فلان أفضل من برنامج علان.. لأن مدة الصمت الانتخابي التي تستمر يومي السبت والأحد ملك المواطن.. وليست ملك المرشح.. وعندما تفكر فيمن تختاره ليجلس على كرسي الرئيس.. يجب أن تضع مصر في اعتبارك.. وكما نقول في القوات المسلحة ‘مصر دائما.. مصر أولا’.. هذا شعار نحفظه أجيالا من بعد أجيال.. وعندما كنت ضابطا احتياطيا في نهاية السبعينيات من القرن الماضي كانت من ضمن مهماتي أن أنشر هذا الشعار في ربوع القاعدة التي كنت أخدم فيها.. ومعنى ذلك أنه يجب أن نراعي مصر عند اختيار الرئيس.. أنت تختار رئيسا يستطيع أن يقود المصريين لنهضة بلدهم.. رئيسا لا يهاب الموت.. رئيسا فدائيا.. لأن المهمة صعبة.. بل شبه مستحيلة..’.
حمدين والسيسي
وجهان لعملة واحدة
ولا يمكن بأي حال ان ننهي جولتنا الصحافيه من غير ان ننتبه لذلك الهجوم على المرشحين الرئاسيين ويشنه سيد امين في جريدة ‘الشعب’: السيسي وحمدين .. وجهان لحكم العسكر.. وقد يتساءل احدنا أنه من البديهي أن يكون السيسي وجها من أوجه حكم العسكر، وأن خلعه بزته العسكرية لا تعنى انه صار مرشحا مدنيا، بينما كل أجهزة الدولة وعلى رأسها الجيش يقفان خلفه. ولكن ماذا عن حمدين وهو شخص مدني كان ممن ينتمون للمعارضة؟ في الحقيقة أن حمدين صباحي يمتلك مميزات هائلة ترشحه ليرتدي بذلة رئيس جمهورية مصر العربية، ولكن بالمواصفات الأمريكية .. أول هذه المميزات أن الأمريكان الذين دائما يعتمدون على التحالف مع العسكر في مصر يحاولون تحسين هذا التحــــالف، مجاراة للديمقراطية الغربية وخجلا منها بأن يكون رأس هذا النظام شخصا مدنيا غير محسوب على العسكر.. هل يتخــــيل أحدكم أن يأتي مرشح رئاسي يقول انه ناصري النزعة لينافس مرشحا رئاسيا آخر يشبهه عبيده بأنه ليـــس ناصــريا فحسب بل عبد الناصر نفسه – مع ان هذا المرشح لم يذكر عبد الناصر بحرف واحــد ولم يفعــــل اي شيء مما كان يفعله إلا عيوبه دون ميزاته، ثم نجد ان كلا منهــــما أي هذا الناصري وعبد الناصر الجديد، لا يفوتون فرصة واحدة إلا ويتوعدون بقطع ايادي وأرجل وألسنة حماس .. ولم ينطق واحد منهما بكلمة واحدة ضد إسرائيل. اللافت انه ومنافسه يتفنان في اســـتفزاز قطاع ضخم للغاية من الشعب من معارضي الانقلاب العسكري، أو هؤلاء الرافضين للمسلك الاستبدادي للســـــلطة العسكرية الآن، التي ستحكم مستقبلا إن قدر لهذا الانقلاب النجاح.. وان كلا منهما يصر على التحدث باسم الشعب والفقراء.. مع ان الفقراء هم من يقتـــلون في الشوارع من دون مصمصة الشفاه من الكومبارس او وخزة خجل عند المشير’.
الرئيس القادم بلا سلطة
البعض يرى ان الرئيس الذي لازال اسمه في علم الغيب لا يمتلك اي صلاحيات تجعل منه صاحب سلطه مستبدة، وهو ما يشير اليه ابراهيم عيسى في صحيفة ‘التحرير’:’الرئيس القادم مقيَّد بدستور يجعله يُدير لا يَحكُم قطعًا، دور الرئيس في منتهى الأهمية، وهو قائد البلاد، لكن ليس محرِّكها الوحيد (ولا الأول) مثلا في تشكيل الحكومة طبقًا للمادة ’146′، يُكلِّف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يومًا على الأكثر، يُكلِّف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز أكثرية مقاعد مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يومًا، عُدّ المجلس منحلا ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يومًا من تاريخ صدور قرار الحل. وفي جميع الأحوال يجب أن لا يزيد مجموع مدد الاختيار المنصوص عليها في هذه المادة على ستين يومًا. وفي حالة حل مجلس النواب، يعرض رئيس مجلس الوزراء تشكيل حكومته وبرنامجها على مجلس النواب الجديد في أول اجتماع له، وفي حال اختيار الحكومة من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، يكون لرئيس الجمهورية، بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء، اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل. هذا ما يملكه الرئيس إذن في تشكيل الحكومة، حيث لا شيء إلا بأمر البرلمان وموافقته، حتى اختيار الوزراء الأربعة يتم بالتشاور مع رئيس الحكومة وليس حقًّا نهائيًّا منفردًا، ثُمَّ هناك كذلك المادة ’147′: ‘لرئيس الجمهورية إعفاء الحكومة من أداء عملها بشرط موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب. ولرئيس الجمهورية إجراء تعديل وزاري بعد التشاور مع رئيس الوزراء وموافقة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة للحاضرين، وبما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس′.هذا يعني ببساطة أن الرئيس لا يملك لا تعيين الحكومة ولا حتى إقالتها إلا بموافقة’
سيناريو المؤامرة على الثورة الليبية ونصيحة للمجاهدين الثوارمن أجل إجهاض المؤامرة
بقلم:محمد أسعد بيوض التميمي*
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)]الانفال:30 [
منذ إندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير 2011 التي أسقطت الطاغية القذافي الذي عاث في الأرض الفساد مدة 42 عاماً أهلك خلالها الحرث والنسل,والمؤامرات على الثورة الليبية لم تتوقف من أجل سرقتها وإجهاضها وتغييرمسارها ومنع تطبيق شرع الله في ليبيا .
فسيناريوالمؤامرة بدأ عندما أعلنت أوروبا وأمريكا وقوفها إلى جانب الثورة الليبية بنية إختطافها,ومن أجل ذلك أوعز الغرب إلى كثير من رجال القذافي أن ينحازوا إلى الثورة ليكونوا بديلاً للقذافي,فيتم بواسطتهم إنتاج نظام القذافي ولكن بشكل أخر,وحتى لا يُسيطرعلى ليبيا الجماعات الإسلامية الجهادية التي تريد تطبيق شرع الله ومنع جعل ليبيا دولة اسلامية.
وكان من ضمن هؤلاء اللواء عبد الفتاح يونس أحد أفراد عصابة القذافي التي إستولت على ليبيا في عام 1969 ووزير داخليته,ومن الذين يُدينون بالولاء المطلق للقذافي ومن تلطخت أيديهم بدم الشعب الليبي,مما يُفسربقاءه الى جانبه طوال هذه المدة,فهو أحد الأدوات التي إستخدمها في قمع الليبيين,ولكن الثوار الليبيين إكتشفوا حقيقته وخيانته وخداعه ومسرحية إنضمامه الى الثورة أثناء الثورة فقاموا بتصفيته,وما أن تمت تصفيته حتى بدأ الثوار يُحققون تقدماً واسعاً على الأرض بعد أن كانوا يُراوحون مكانهم وجميع هجماتهم تفشل,بل قام طيران الناتو بقصفهم في كثيرمن المناطق خصوصاً في مناطق اجدابيا وراس لانوف والبريقه بسبب إعطاء عبد الفتاح يونس إحداثيات تستهدف عن عمد ضرب مواقع الثوار المتقدمين على الأرض مما ألحق بهم خسائر فادحه.
وأيضا من ضمن الذين تم دسهم على الثورة الليبية من أجل سرقتها وإجهاضها ضابط اسمه خليفة حفتر برتبة لواء من لواءات القذافي التي تم تربيتها على كتابه البصل الأخضر والحقد على الإسلام والمسلمين,وأن الخطر الحقيقي عليهم هو الإسلام والمسلمين,وهو الذي كلفه القذافي بالقضاء على الجيش الليبي في معركة مفتعلة مع تشاد في عقد الثمانينات ليس لها غاية أوهدف إلا القضاء على الجيش الليبي,حتى لا يبقى يُشكل خطراعلى نظام القذافي,ولما نفذ هذا المجرم الخائن المهمة التي كلف بها,حيث قتل في هذه المعركة العبثية ألاف من الجيش الليبي وتم أسر الألاف وهو منهم,وقامت تشاد بإحتلال إقليم أوزو الليبي,شعر بأن القذافي سيتخلص منه لإخفاء سرالمؤامرة طلب اللجوء السياسي الى الولايات المتحدة الأمريكية وبقي فيها إلا أن إندلعت الثورة فأرسلته أمريكا الى ليبيا لإجراء الإتصالات مع كتائب الثوار لتنضوي تحت قيادته وليكون بديلاً للقذافي وليقوم بإجهاض الثورة وسرقتها ولكنه فشل في ذلك فلم يستجيب له أحد لأنهم يعرفون تاريخه الأسود وعمالته لأمريكا .
ومن الذين أيضا إنضموا إلى الثورة أيضا بنية سرقة الثورة أحد أزلام القذافي وأزلام إبنه سيف وهو محمود جبريل العلماني المتطرف بعلمانيته وتم تزويده بالملايين من الدولارات من قبل الأمريكان والإمارات لشراء الذمم وتم تسويقه على انه البديل الليبرالي للقذافي ولكن سرعان ما أسقطه الشعب الليبي عندما فرض عليه حظر سياسي وهو الأن يقف مع اللواء خليفة حفتر ويعيش في الأمارات .
ومن ضمن المؤامرة لسرقة الثورة كان قادة المجلس الإنتقالي بالإتفاق مع الناتو الذين كانوا لا يُريدون أن يسمحوا للثوار بدخول طرابلس والهجوم عليها من أجل تحريرها وإنما يُريدون أن يقوموا هُم بالدخول إلى طرابلس بواسطة قوات منشقة عن الجيش الليبي حتى لا تقع طرابلس في يد الثوار,لكن الثوار فاجؤوا العالم بشن هجوم على طرابلس دون إعلام المجلس الانتقالي أوحلف الناتو,وكان هجوماً مباغتاً وناجحاً بكل سهوله ويُسرمما جعل المجلس الانتقالي وحلف الناتو يحتجون على ذلك,ومما دفع الطاغية للفرار إلى سرت وفي سرت كانت نهايته المُذلة على يد الشعب الليبي نهاية مخزية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً نهاية تليق به وبتاريخه المثقل بالمشاهد المرعبة وهو يُنكل بالشعب الليبي وبدمه حيث كان يتمتع بذلك,وكلنا شاهد هذه النهاية التي يستحقها والتي تشفي الصدورعلى شاشات التلفازفأخزاه الله في الدنيا قبل الأخرة.
(لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ]البقرة114: [
وكان من ضمن سيناريو المؤامرة الطلب من الثوار بعد سقوط الطاغية إلقاء سلاحهم وأصدر بعض المشايخ والعلماء الليبيين وغير الليبيين فتاوي شرعية تحرم حمل السلاح بعد الثورة وتطلب تسليم السلاح للمجلس الانتقالي وكأن الثوار فقط مهمتهم التضحية وإسقاط الطاغية وبعده يتم القضاء عليهم لمصلحة الأنتهازيين والوصوليين والمندسين,لمنع تحويلها إلى دولة تحكم بشرع الله,فقامت بعض الكتائب المواليه للمجلس الانتقالي بتسليم أسلحتها بشكل مسرحي من أجل خداع الثوارالحقيقيين فيقوموا بالاقتداء بهم وتسليم أسلحتهم,ولكن الثوارالحقيقيون كانوا واعيين لهذه المسرحيه والخدعة فلم يقبلوا تسليم أسلحتهم وبقوا على تشكيلاتهم المسلحة.
ولكن كل ذلك لم يجدي نفعاً مع الثوار,بل أجبر الثوار المجلس الوطني الليبي أن يُصدر قانون العزل السياسي لحماية الثورة والذي ينص
(على عدم السماح لكل من عمل مع القدافي وكان جزء من نظامه بالعمل السياسي أو الترشح في الانتخابات أو إستلام أي منصب سياسي أوعسكري)
ونتيجة لهذا القانون غير المتوقع قامت بعض الكتائب التي يقودها ضباط من الجيش الليبي السابق والذي يمسهم القانون بإفتعال صدامات مع كتائب الثوار في طرابلس وفي كثير من المناطق,وقامت فلول عصابات القذافي المُسماه باللجان الثورية بعمليات إغتيال في بنغازي وإتهام الجماعات التي تنادي بتطبيق شرع الله بهذه الإغتيالات وإعزاء سبب هذه الصدامات وهذه الإغتيالات هو انتشارالسلاح بيد الثوار وأن هذا السلاح يؤدي الى الفوضى وعدم الاستقراروأن ليبيا لا يمكن أن تستقر إلا إذا سلم الثوار سلاحهم.
ونتيجة لفشل جميع المحاولات التي إستهدفت سرقت الثورة وخداع الثوارفكان لابد من اللجوء الى أساليب أخرى.
فذات يوم فوجيء الشعب الليبي والعالم باللواء خليفة حفتر المذكور أعلاه يُطل من قناة العربية التي سُخرت له ليقرأ بياناً يُعلن فيه بأنه قد سيطرعلى السلطة ونصب نفسه قائداً عاماً للقوات المسلحه في ليبيا من أجل إنقاذها من المتطرفين والتكفيرين والإرهابيين والفوضى,ومُعلنا بأن القوات المسلحة الليبية وجميع القبائل قد أعلنت ولا ئها له وبأن على جميع الكتائب المسلحة تسليم سلاحها له,وكان يظن بأنه مجرد أن يعلن بيانه هذا ستنضم له كثيرمن كتائب الثوار وبذلك يسيطرعلى الوضع ولكن كانت محاولته زوبعه في فنجان ومفضوحة,وما أن إنتهى من إلقاء بيانه ووجد أن أحداً لم يتجاوب معه بل أعلن الثوار بأنه مطلوب لهم بتهمة الخيانة العظمى والتأمرعلى الثورة مما جعله يختفي عن الانظار.
وبعد هذه المحاولة الفاشلة بعدة أشهر فإذا بهذا المجرم الخائن أحد نفايات القذافي يُعيد الكرة ولكن هذه المرة بهجوم عسكري مُباغت بالمرتزقة الذين ينتمي إليهم على مدينة بنغازي ومدعوماً بالطيران المصري وبمساندة ودعم علني من المجلس العسكري الخائن في مصر,وتم تسخيرقناة العربية مرة أخرى لهذه المحاولة ونقل أخبارها وإعلان نجاحها بمجرد بدئها وكأنها قناة مُلك جماعة حفتر المرتزقة,فقرأ بياناً من على شاشتها مُعلناً فيه بأنه سيُطهرليبيا من التكفيريين والإرهابيين والمتطرفين وإعادة الأمن والأمان والإستقرار إلى ليبيا,وكان هذا البيان نفس البيان الذي ألقاه سي سي عندما إنقلب على مرسي وقيامه بثورة مضادة,فقد أعلن بأنه قام بهذه المحاولة إستجابة لأوامرالشعب الليبي من أجل تخليصه من الارهابيين والمتطرفين والتكفيرين الذين يُهددون الشعب الليبي وإعادة الأمن والإستقرار له,وهذا ما يوضح أن الجهة الغبية التي تقف وراء الإثنين واحدة ولكنها لا تعلم بأن المُعطيات في ليبيا غيرالمعطيات في مصر.
ففي ليبيا كان الثوار المجاهدون له بالمرصاد,فتصدوا له وأوقعوا خسائرفادحه في مرتزقته ومن بقي منهم فروا من الميدان وتم إسقاط طائرتين مصريتين وتداعى جميع المجاهدين من جميع أنحاء ليبيا لحماية بنغازي ومواجهة المؤامرة وإجهاضها,وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بتيقظ وفطنة المجاهدين فشلت المؤامرة والمعطيات في مصر تختلف عنها في ليبيا,
ففي ليبيا حدثت ثورة حقيقية أطاحت بالطاغية وعصابته,وتشكلت كتائب ثورية جهادية حقيقية مُسلحة تفرض سيطرتها على معظم الأراضي الليبية,وهؤلاء الثوار قدموا تضحيات جسام فاقت المائة ألف قتيل نحسبهم عند الله من الشهداء وعشرات الألاف من الجرحى والمفقودين والألاف من البيوت المُدمرة وليس كما يُحاول البعض الإساءة لهؤلاء الثوار بتسميتهم ثوارالناتو زورا وبهتانا,فلو لم يثور الشعب الليبي ويحمل السلاح لمقاتلة كتائب أبناء القذافي المدججة بجميع أنواع السلاح الذي أعد لقتل الشعب الليبي ولولا الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الليبي كيف كان ممكن التخلص من هذا الطاغية المتوحش ولبقي وبقي أبناءه وأحفاده من بعده يحكمون ليبيا الى ما شاء الله.
أما في مصر لم تحدث ثورة حقيقية وإنما إنتفاضة شعبية استطاعت أمريكا بواسطة الجيش أن تجهضها قبل أن تتطورالى ثورة حقيقية تطيح بالنظام,لذلك فالنظام بقي كما هو ولم يتغير إلا الطربوش الذي كان على رأس النظام ولم تتشكل كتائب مسلحة للدفاع عن الثورة.
ومن ضمن سيناريو المؤامرة على الثورة الليبية وصول علي زيدان الى منصب رئاسة الوزراء بعد نجاح الثورة وعندما إكتشف أمره ولى هاربا وإختفى وهو الأن من المساندين والداعمين للمجرم الخائن حفتر الذي أعلن الحرب على الله ورسوله والمؤمنين.
ولكن رغم فشل جميع المحاولات لسرقة الثورة الليبية وإجهاضها إلا أن المؤامرة لم تنتهي ولن تنتهي إلا بخلع جذورعصابة القذافي من أرض ليبيا الطاهرة وتطهير ليبيا تطهيراً كاملاً شاملاً من شرهم,فما دام الكثيرمنهم حراً طليقاً في الداخل والخارج يُحيكون المؤامرات فلن تهدأ ليبيا ولن تستقر ولن يعيش الشعب الليبي أمناً مطمئناً في سربه.
نصيحة وتحذير للمجاهدين الثوار في ليبيا
بناءاً على ما تقدم فإنني أتوجه الى الأخوة المجاهدين في جميع كتائب الثوار في جميع أنحاء ليبيا وبشتى مُسمايتهم بالنصائح التالية من أجل القضاء على المؤامرة قضاءاً مُبرماً ومن أجل تفويت الفرصة على الخونة والعملاء المتربصين بكم الدوائر والذين أعلنوا الحرب على الله ورسوله والمؤمنين ولا يريدون لليبيا أن تحكم بشرع الله والذين لن يهدأ لهم بال الا بالقضاء عليكم.
اولاً:عدم التفريط بسلاحكم مهما كانت الضغوطات والإغراءات,فالتخلي عن سلاحكم يعني التخلي عن قوتكم ووضع أنفسكم تحت رحمة عدوكم والحكم على أنفسكم بالموت والتصفية دون شفقة ولا رحمة بل ستتهمون بالخيانة العظمى.
فهل أنتم عليكم أن تضحوا وتطيحوا بالطاغية فقط وبعدها تقدمون ليبيا على طبق من ذهب للعلمانيين وأزلام القذافي ليُعيدوا إنتاج نظام القذافي بشكل مختلف؟؟
فما قام به الخائن حفترهو أكبر إنذار لكم لعدم التخلي عن سلاحكم,فلو كنتم قد تخليتم عنه لنجح حفتر بخيانته بكل سهولة ويُسر ولعلقكم على المشانق كما يحدث في مصر الأن
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)]البقرة:216 [
فما حدث يفرض عليكم أن تكونوا أشد إصراراً على التمسك بسلاحكم وعدم المساومة عليه ولا بأي شكل من الأشكال فالمؤمن كيس فطن.
ثانياً:تشكيل قوات عسكرية موحدة بمثابة جيش من جميع الكتائب تخضع مباشرة الى غرفة العمليات المشتركة وتشكيل قوات نخبة منها تقوم بمطاردة فلول كتائب أبناء القذافي واللجان الثورية التي كانت تفسد في الأرض ولا تصلح.
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِفَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)] ال عمران:103 [
ثالثاً:تشكيل جهاز أمني موحد من جميع كتائب الثوارالمتواجدة على جميع الأرض الليبية والتي شاركت في الثورة مشاركة فاعلة,والتي تشكلت من الثوار وليس من كتائب أبناء القذافي ومن الجيش الليبي يكون هدفه تأمين الثورة وحمايتها وتأمين وحماية جميع قيادات الثورة وفرض الأمن في جميع أنحاء ليبيا.
رابعاً:تشكيل محكمة عسكرية ثورية شرعية يُمثل فيها قضاة شرعيين من طلاب العلم الشرعي للنظر في جميع القضايا والتجاوزات التي قد تحد ث من إحدى الكتائب.
خامساً:تشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة ومشتركة من جميع الكتائب التي تشكل منها الجهاز الأمني الموحد تكون نواة لوحدتكم على أساس الكتاب والسنة.
سادساً:حل جميع الكتائب والألوية التي كانت تتبع جيش القذافي ونزع سلاحها والتي إنضمت للثورة مع إعطائها رواتب تقاعدية.
سابعاً:عمل قوائم بجميع فلول عصابات القذافي الهاربة في الخارج والتي تتأمرعلى الثورة والمطالبة بتسليمهم وبإصرار وعلى رأسهم محمود جبريل وقذاف الدم وموسى كوسا والفلول الموجودة في الداخل لإلقاء القبض عليهم من أجل تقديمهم للمحاكمة على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الليبي خلال إثنين وأربعين عاما.
ثامناً: تشكيل قوات مشتركة من جميع كتائب المجاهدين في ليبيا لمطاردة جميع قوات حفتر المرتزقة والقضاء عليها قضاءاً مبرماً وإلقاء القبض على حفتر حياً أوميتاً من أجل دفن المؤامرة على المجاهدين في رمال ليبيا الى الابد,فلا تنتظروا حتى يعيد تجميع قواته وإجراء إتصالاته مع ضعفاء النفوس الذين ممكن أن يشتريهم بالأموال ثم يعيد عليكم الكرة مرة ومرة ومرة
(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)] الأنفال:58 [
تاسعاً:الإصرارعلى تطبيق الشريعة وعدم القبول بأي بديل عنها مهما كلف الثمن,فلن يحق العدل والعدالة والأمن والأمان والإستقرار في ليبيا إلا شرع الله .
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد
*محمد أسعد بيوض التميمي
https://www.facebook.com/profile.php؟id=100006485874099
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلاميه
الموقع الرسمي للامام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)