30 يناير 2014

هيكل.. كاهن يبحث عن فرعون» رؤية نقدية «لتابو» الصحافة المصرية



في كتابه "هيكل.. كاهن يبحث عن فرعون" يستعرض الصحفى أيمن شرف سيرة "هيكل.. كاهن يبحث عن فرعون» رؤية نقدية لـ «تابو» الصحافة المصرية !!
أصدر الصحفى الناصري أيمن شرف كتابا جديدا تناول الكاتب الصحفى الأشهر محمد حسنين هيكل برؤية نقدية مختلفة عن حالة التبجيل السائدة في عدد من الصحف المصرية، وقد صدر الكتاب قبل أيام عن دار سما للنشر.
يبدأ شرف كتابه باعترافه أنه ينتمي "إلى جيل تربى على كتابات هيكل منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي فحالت تلك الكتابات دون إدراكه الكامل لأخطاء تلك المرحلة ونصيب هيكل الكبير منها" واعتذر المؤلف إلى جيل من الشباب "أطبقت الهالة المحيطة بالرجل في العقد الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين على وعيه فلم يتمكن من رؤيته بعين ناقدة تستجلي الحقيقة" .. مشيرا إلى أن كتابه كان ينبغي أن يصدر قبل عدة سنوات.
يشمل الكتاب عشرة فصول، الأول يتناول الأصول الريفية لهيكل ورواية إحسان عبد القدوس عنه، وعلاقته المبكرة بالإنجليز ثم بحثه عن الأمريكان وتعاونه مع السوفييت، ثم بذور ثروته، أما الفصل الثاني فيتناول خلفية هيكل السياسية في بداية نشاطه الصحفي في أربعينيات القرن الماضي، مؤكدا أنه لم يكن له أي لون سياسي في الوقت الذي كانت الساحة الصحفية تعج بالتوجهات المختلفة، ثم يتناول بالتحقيق "أكذوبة هيكل عن علاقته القديمة بعبد الناصر، وقصة أول لقاء بينهما".
ويتناول الفصل الثالث "أكاذيب ليلة الثورة" - ادعاء الأهمية واختلاق أسماء وحبك قصص غير حقيقية، وطبيعة هيكل كمجرد مغامر لا صلة له بالثورة، وأسباب حرصه على التقرب من عبد الناصر، واتهامه بالعمالة للسي آي إيه من مصادر متعددة، من بينهم الرئيس الأسبق محمد نجيب، واعتذار هيكل لنجيب رغم ذلك حتى ستنازل عن دعواه ضده، وامتناع هيكل عن رفع قضايا ضد من يتهمونه بالعمالة رغم إلحاح كثير من الصحفيين عليه دفعا "لتهمة مخلة بالشرف المهني"، ثم سر ارتباط هيكل بناصر كمترجم لأفكاره وكمصدر لأخباره.
أما الفصل الرابع فيرصد استغلال هيكل لقصة موت عبد الناصر في الإثارة الصحفية، وامتناعه عن التعبير عن شكوكه في "اغتياله" في حينه، وقد خصص المؤلف الفصول من الخامس إلى السابع لبحث العلاقة بين هيكل والسادات في إطار مقارنة بين كتابه خريف الغضب ومقاله المطول "وقفة مع الصديق الأمريكي" الذي نشر في مجلة وجهات نظر في إبريل 2001، تحت عناوين "الوقفة الأخيرة لهيكل مع السادات، حشد الحجج في اتجاهين متناقضين، هيكل والسادات.. صداقة أم انتهازية سياسية!، هيكل ينظر في المرآة فيرى السادات!، إعادة اعتبار متأخرة للسادات، هيكل لم يحترف فن التعامل مع السادات، ظلال من الشك، السادات يرفض شراكة هيكل في الحكم".
وفي الفصل الثامن يناقش أيمن شرف علاقة هيكل بأحداث 15 مايو ودوره فيها، والخدمة التي قدمها للسادات بإعطاء غطاء إعلامي لإقصائه القيادات المرتبطة بعبد الناصر ونهجه، ثم دور هيكل في إفشاء سر عملية "الدكتور عصفور" التي نفذتها المخابرات المصرية للتنصت على السفارة الأمريكية بالقاهرة، ليقدم بذلك أكبر خدمة للمخابرات الأمريكية.
ويقدم الفصل التاسع نماذج على سلوك هيكل النرجسي وفبركاته الصحفية القديمة والحديثة، تحت عناوين "المقالات الست وكذبة فندها مكرم محمد أحمد، توزيع التهم بلا سبب واضح، إسقاط الحقائق سهوا أو عمدا، الإجهاز على مبارك حتى ولو بالكذب، السيجار ومديح مبارك وروبرت فيسك".
ويحوي الفصل العاشر ثلاث شهادات عن هيكل، الأولى للمؤرخ عاصم الدسوقي، والثانية للمفكر الراحل د.فؤاد زكريا، والثالثة والأخيرة للكاتب المخضرم صلاح عيسى

29 يناير 2014

صحيفة القدس العربي اللندنية تكشف اسرار اغتيال اللواء محمد السعيد

مصدر بالوزاره يؤكد لجريدة القدس العربي الاسرار وراء واقعة مقتل اللواء «محمد السعيد» ..
قال المصدر أن المكتب الفنى يحتوى في أدراجه على كل أوراق مأمورية فض رابعه والنهضه وكشوف بأسماء الضباط والامناء الذين قاموا بالعمليه وكل الاوراق المتعلقه بأنواع الاسلحه ونوعية الطلقات المستخدمه ومنذ عدة أيام والعلاقة بين الوزير محمد ابراهيم ومدير المكتب الفنى متوترة والوزارة كلها كانت تنتظر قرار بإحالته الى المعاش لا الى الاخره
كانت هناك شكوك في اللواء محمد السعيد بأنه هو من يسرب اسماء الضباط وعناوينهم وأذدادت هذه الشكوك بعد إذاعة برنامج بلا حدود والذى كشف فيه الاعلامى أحمد منصور عن حقائق ووقائع خطيره وسريه مثل المقبرتين الجماعيتين وتحديد مكان كل مقبره وتحديد أسماء اللواءات الذين أشرفوا على القتل والحرق والاباده
وبالرغم من أنها كانت شكوك بلا أدلة الا أن اللواء مدحت الشناوى قائد العمليات الخاصه والمشرف على تنفيذ مجزرة رابعه قرر هو ومحمد ابراهيم وزير الداخليه تصفية اللواء «محمد السعيد» بالاغتيال خشية أن يسرب صورا أو أوراق تكشف حقائق لازالت مجهولة حتى اللحظه ..
تم تنفيذ الجريمة بعلم عدد كبير من اللواءات الكبار المتورطون في مجزره الفض وبموافقة المجلس العسكري وتم التنفيذ على يد إثنين من مرتزقة ضباط القناصه وقيامهما بطلق ناري واحد يرجح أنه من سلاح آلي اخترق عنقه من الناحية اليمنى، وخرج من العنق بالناحية اليسرى، ثم اخترق المقذوف الناري الكتف اليسرى واستقر بها بحسب تصريحات الطب الشرعي وهذه ليست طرق الجماعات المسلحه مطلقا ومن السهل على أى خبير أمنى أن يرى بصمات جهاز الامن في عملية الاغتيال
هذه المعلومات مؤكده وحقيقيه والشعب المصري فقط هو من لا يعرف حقيقة من استولوا على السلطة وبدأو يستخدمون اجهزة الدولة الامنيه في اعمال اغتيالات وتصفيات وهذا لن يقتصر على ضباط الامن فقط بل سيمتد الى معارضون سياسيون لترشح السيسي وتم وضعهم في قائمة إغتيالات مجهزه ومعده وسيتهم بها الاخوان او انصار بيت المقدس وهم جماعة مخابراتيه منذ نشأتها

امريكا مع من ؟ .. مرسى ام السيسى؟ بقلم سعيد نصر

امريكا مع من ، الاسلاميين ام نظام 30 يونية ؟ ، سؤال مهم والاجابة عليه تحتاج لدلائل منطقية، فانا لست معنيا بتصريحات الطرفين التى يؤكد فيها كل طرف انها تتآمر ضده وتلعب مع الطرف الآخر ، خاصة واننى معنى فى الاساس بحقائق التاريخ وليس بما يصدر عن ابواق الدعاية السياسية .
لكى نجيب على السؤال بحقائق التاريخ، وليس بهلوسة المنافقين فلابد وان اعود بكم الى حادث 11 سبتمر 2001 وتبعاته ومبررات امريكا آئنذاك لضرب افغانستان والعراق و اتخاذها قرارا استراتيجيا بضرورة نشر الديمقراطية فى العالم العربى .
التوجه الرئاسى الامريكى الذى اتخذته ادارة بوش الابن عقب انهيار برج منظمة التجارة العالمية بنيويورك فى حادث ارهابى كان احد مبراراته الاساسية ان انظمة العالم العربى ديكتاتورية، و تستخدم العصا الامنية بقسوة ضد تيارات الاسلامى السياسى ، وتكون النتيجة شعور عناصر الاسلام السياسى باليأس والكبت ، وينعكس ذلك لكراهية شديدة لامريكا كداعم لتلك الانظمة ، ويتم ترجمة هذه الكراهية فى شكل عمليات ارهابية تستهدف الحضارة الغربية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية.
على ذلك الاساس تخلصت امريكا من صدام حسين ، و كشفت عن نيتها فى التخلص من بشار الاسد لولا تعقد الامور فى العراق بداية من 2004 ، فغيرت اسلوبها ليكون نشر الديمقراطية فى العالم العربى بوسائل سياسية وليس بالقوة ، مأخوذة فى ذلك بان قسوة الديكتاتورية فى العالم العربى تنعكس عليها فى شكل عمليات ارهابية .
هذا التوجه الرئاسى مازال معمولا به فى امريكا ، وكان يستوجب على ادارة اوباما ، بل ويلزمها بأن تفكر على الاقل فى نتائج ضرب الاسلاميين فى سوريا وبقسوة شديدة وصلت الى حد استخدام الاسلحة الكيميائية واقصاء الاسلاميين فى مصر.
بالتأكيد لو فكر اوباما والفريق المعاون له سيجد ان الحالة فى سوريا ومصر ينطبق عليها ما حذر منه التوجه الرئاسى الامريكى ، وبالتأكيد ايضا انه تدارس الموقف مع معاونيه ، وكانت النتيجة هى تضحية الادارة الامريكية بالتوجه الرئاسى فى سبيل ضمان مصالحها وضمان امن اسرائيل . 
قد يتساءل البعض هنا ، كيف يغض اوباما الطرف عن شىء خطير حارب من اجله سلفه جورج بوش الابن فى دولتين لكونه يمثل خطورة على الامن القومى الامريكى ؟ ، وهذا الشىء هو بالطبع اليأس والكبت للاسلاميين وترجمته لارهاب يستهدف الولايات المتحدة وحلفائها .
من كل ماسبق ذكره اعتقد وصلت الفكرة بالدليل والمنطق ان امريكا مع المشير السيسى ومع نظام 30 يونية ، ولكن المفزع فى الامر هو لماذا اتخذت امريكا هذه الخطوة على الرغم من انها وفقا لتقديراتها وحساباتها ستكون نتيجتها كبت يمكن ان يولد ارهابا يستهدف الامريكيين فى الداخل ؟
الادارة الامريكية ممثلة فى اوباما مطالبة الآن امام العالم كله بالاجابة الجامعة المانعة عن هذا السؤال ، خاصة وانه يوحى بأنها ادرات وحكومات كاذبة ، وان كبت الاسلاميين على ايدى انظمتهم برىء تماما من كذبة 11حادث سبتمر 2001 وكل الاكاذيب التى اعقبته.
الاجابة الجامعة المانعة هى الاخرى تصب فى اتجاه ان امريكا تؤيد السيسى ولم تكن فى يوم من الايام مع مرسى ، لان تبرير ما يحدث لا يمكن ان يكون الا درء خطر اكبر بتقبل خطر أقل والاستعداد للتعامل معه فى حينه ، بمعنى ان ادارة اوباما رضيت بتقبل خطر نتائج اقصاء الاسلاميين لانه اقل بكثير من نتائج سيطرة الاسلاميين على الحكم فى اهم دولتين فى العالم العربى وهما مصر وسوريا ، بحكم انعكاس ما يحدث فى هاتين الدولتين على اسرائيل.
تلك التحليلات والتقديرات تجد فى جعبة السياسة الامريكية ما يؤكد انها قريبة من الواقع ، فبعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتى السابق صدرت تقارير كثيرة تداولتها وسائل اعلامية كثيرة عقب غزو امريكا للعراق ، تؤكد ان امريكا وضعت الخطر الاخضر المتمثل فى الاسلام السياسى وامكانية نجاحة فى انشاء كيان سياسى مترامى الاطراف حتى ولو بعد حين ، عدوا لها ، بدلا من الخطر الاحمر الذى كان متمثلا فى الشيوعية والاتحاد السوفيتى السابق .

مذيعة CNN تحرج ساويرس: تقول الأوضاع ساءت بعد الانقلاب فيسألها عن مصادرها فتقول 3 من زملائى معتقلون

الفيديو الذي سيجعل السيسي يتراجع عن الترشح للرئاسة

فيديو .. مسئول اسرائيلى كبير فى برنامج حواري : السيسي افاد اسرائيل اكثر من مبارك

"الجمال" يكشف كيف تم تجنيد نشطاء لاسقاط مرسي

صورة السيسي
المصريون - :أحمد خالد
كشف الناشط السياسي "محمد الجمال" المنشق عن حركة 6 إبريل عن مؤامره تمت لاسقاط نظام الرئيس محمد مرسى،و كيفية تجنيد شباب الثورة واستغلالهم لاسقاط هذا النظام وقال الجمال فى تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك":
"زى النهاردة من سنة جالى عرض انى اتدرب على سلاح و200 شاب وتمويل غير محدود قام بمحاولة التجنيد واحد اسمة محمد عباس حاولت اعرف من وراهم وصلت لجرير منصور منتج سينمائى وصاحب شركة انتاج سينمائى وعرفت انه اعلى من صبرى نخنوخ او الاب الروحى لصبرى نخنوغ وعرض اخر من احد قيادات الجمعية الوطنية للتغير ب 200 طبنجة". 
وتابع "رميت الصنارة واوهمتهم الموافقة وبعت 5 شباب من الحركة وعرفت ان التدريب فى الريف الاوربى فى طريق مصر اسكندرية فى وجود ضباط 777 وان فيه فيلا فى التجمع الخامس تستخدم فى تخزين السلاح ودة شفناه بعنينا صناديق كتير مليانة سلاح جديد آلى وطبنجات" .

فيديو .. قائد الجيش الثاني: إذا أصبح السيسي رئيساً أو ترقي فهذا إنقلاب

27 يناير 2014

المركز العربي للابحاث يوضح معنى إعلان جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًّا

بإعلانها جماعة الإخوان المسلمين "جماعةً إرهابيّة"، دقّت الحكومة المصريّة المُعيّنة مسمارًا أخيرًا في نعش أيّ تسوية سياسيّة، قد تفضي إلى رأب الصدع العميق الذي ضربَ المجال السياسيّ المصريّ في المرحلة الانتقالية، ووصل إلى قمّته في انقلاب 3 تمّوز / يوليو 2013. وقد جاء القرار بعد يومين من وقوع انفجارٍ استهدف مبنى مديريّة أمن المنصورة في محافظة الدقهليّة، أفضى إلى مقتل العشرات من عناصر الأمن وجرحِهم.
وكانت جماعة "أنصار بين المقدس" السلفيّة التي تنتشر في مدن شمال سيناء وقراه، وتحظى بدعمٍ قبليّ ومحلّي هناك، قد أعلنت مسؤوليتها عن العمليّة في بيانٍ نُشرَ على الإنترنت، وتداولته بعض وسائل الإعلام، وعدّت العمليّة ردًّا على محاربة "النظام المرتدّ الحاكم الشريعة الإسلاميّة". وكانت هذه الجماعة قد استهدفت من قبْل جنود الجيش المصريّ في سيناء، وبعض عناصر الأمن، إضافةً إلى محاولة اغتيال وزير الداخليّة المصريّ محمد إبراهيم في الخامس من أيلول / سبتمبر الماضي.
وعلى الرغم من إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تُعدّ خصمًا أيديولوجيًّا لجماعة الإخوان المسلمين وسبق لها أن "كفّرت" الرئيس المعزول محمد مرسي، مسؤوليتها عن استهداف مديرية أمن المنصورة، استغلّت الحكومة المصريّة المُعيّنة الحادث من أجل اتّخاذ خطوة جذرية ذات أبعاد خطيرة، وهي اتّهام جماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية عن التفجير، ولتصنّفها بناءً عليه "جماعةً إرهابيّةً في الداخل والخارج"، في قرارٍ يهدف إلى القطع كليًّا مع الجماعة وإقصائها عن المجال السياسي، واستئصالها من المشهد السياسي المصري.
ظروف صدور القرار
خرج نائب رئيس الوزراء في الحكومة المصريّة المعيّنة عقب الانقلاب العسكري، مساء يوم الأربعاء 25 كانون الأول / ديسمبر؛ ليعلن قرار حكومته تصنيف جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابيّة في الداخل والخارج". وقرأ القرار وزير ناصري بطريقة حماسية لا تخلو من الاستعراض. وهدف إلى استغلال المناخ المعادي للديمقراطيّة، لتمرير قرارٍ جرى التمهيد له قبل انفجار الدقهليّة؛ إذ سبق أن هدّدت الحكومة في أكثر من مناسبة بحظرِ تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، وعَدّه إرهابيًّا.
وما يؤيّد هذا الاستنتاج أنّ وسائل إعلام وصحفًا مصريّة وعربيّة، بعد انفجار الدقهليّة في 24 كانون الأول / ديسمبر، عمدت إلى تناقل نسخةٍ مزيّفة من بيان "أنصار بيت المقدس" جرت الإشارة فيها إلى أنَّ التفجير كان "ردًّا على أحداث العنف التي تشهدها مصر ضدّ أعضاء جماعة الإخوان المسلمين"[1]، مع أنَّ البيان الأصلي لم يأت على ذكرهم بل ركّز على اتّهام النظام بالكفر ومحاربة الإسلام واستباحة دماء المسلمين.
وكانت الحكومة المصريّة المعيّنة قد استبقت إصدار القرار باتّخاذ مجموعة من الإجراءات التي تستهدف استئصال جماعة الإخوان المسلمين، ومعاقبة المتعاطفين معها أو رافضي الانقلاب العسكريّ وجملة القوانين التي تقيّد الحريات العامّة؛ فبعد مجزرة رابعة العدويّة التي تُعدّ أعنف مجزرة دمويّة ضدّ اعتصامٍ سلميّ في التاريخ الحديث، توالت القرارات الإداريّة والممارسات الأمنيّة التي سعت إلى الإجهاز على معارضي الانقلاب العسكري، ابتداءً من قرار المحكمة الإداريّة حلّ جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها المنقولة وغير المنقولة في أيلول / سبتمبر الماضي، ومرورًا بإطلاق جملة من الأحكام القضائيّة التي شملت حتّى الطلبة والقاصرين ونشطاء حركات سياسيّة ساهمت في إشعال ثورة 25 يناير مثل "حركة 6 أبريل"، وانتهاءً بملاحقة القضاة الرافضين سياسات النظام العسكريّ والتحضير لمحاكمتهم.
ولم تساهم وسائل الإعلام المصريّة وبعض وسائل الإعلام العربيّة المعادية للثورة في شحن الأجواء بخطابٍ فاشستي ضدّ الإسلاميين فحسب، بل ذهبت أيضًا بعد إصدار قانون التظاهر في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي إلى وصم من يتظاهر ضدَّ الحكومة بالتحالف مع الإرهاب متمثّلًا بجماعة الإخوان المسلمين، واستهدفت تحديدًا فئة الشباب التي كان لها دور في إسقاط نظام مبارك. وفي ظلّ مناخ الإقصاء والأجواء المعادية للديمقراطية، وصلت الأمور إلى حدّ تسابق رؤساء المقارّ الأمنيّة في مراكز قرويّة في محافظات مصريّة لنشر أخبار القبض على قياداتٍ وعناصر محليّة إخوانيّة؛ من أجل كسب الشهرة أو التزلّف لنظام الحكم الجديد[2]في ظلّ خطاب سياسي شعبوي ينشر ثقافة الكراهية.
وتصرّ وسائل الإعلام المصريّة الموجّهة من قوى الأمن في نشراتها اليوميّة، على تصوير الاحتجاجات ضدّ الانقلاب العسكريّ وضدّ ممارسات الدولة الأمنيّة، على أنّها "صراعٌ بين الشعب والإخوان المسلمين"؛ بحيث يصبح من يعارض الاستبداد كأنّه يعارض "الإرادة الشعبيّة"، لتمتلئ الفضائيّات المصريّة بدعوات سحب الجنسيّة، واتّهامات التخابر مع جهاتٍ أجنبيّة معادية لمصر. وما لبثت هذه الدعوات أن تحوّلت تهمة رسميّة يوجّهها النظام بأجهزته القضائيّة الفاسدة لاحتجاز المعارضين واعتقالهم بتهم الخيانة العظمى.
لقد كان قرار إعلان الإخوان المسلمين جماعةً إرهابيّةً نتيجةً طبيعية ومتوقّعة لمسار النظام الاستبدادي الذي يديره العسكر، ويضمّ خليطًا من شخصيات محسوبة على الحزب الوطني القديم، وشخصيات أخرى من المعارضة التقليدية التي يمكن عدّها جزءًا من النظام القديم، بما فيها قوى قومية وإسلامية ويسارية، وهي التي فوجئت بثورة 25 يناير، ولم تقتنع يومًا بمبادئها؛ والتي لم تراجع يومًا موقفها من الديمقراطية؛ فالنظام الحالي يستمدّ شرعيته أصلًا من معاداة الإسلاميين. وعمل منذ مجيئه على تحويل الانتماء إلى "الإخوان" تُهمة، قبل أن ينتقل إلى المرحلة التالية التي يمتلك بموجبها سلطة تحديد من هو "الإخواني" وتعريفه، كما أعلن القرار الجديد. ولكنّه في الحقيقة يعمل بصورة منهجية على تصفية منجزات ثورة 25 يناير، بما في ذلك دور نشطائها الشبّان من "حركة 6 أبريل" وغيرهم.
من "الطوارئ" إلى "الإرهاب": إعادة تقنين السطوة الأمنيّة
لقد صنّف قرار الحكومة المصريّة، كما جاء في نصّ الجريدة الرسميّة، "جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وتنظيمها تنظيمًا إرهابيًّا في مفهوم نصّ المادة 86 من قانون العقوبات"، ما يعني تنفيذ قانون الإرهاب على أكبر حزبٍ سياسيٍّ في البلاد، حصل على ما تصل نسبته إلى 40% من مقاعد مجلس الشعب المنحلّ، وعلى أكثر من ربعِ أصوات المصريين في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في أيار / مايو 2012.
وقد تضمّن نصّ القرار في بنده الأوّل عبارةً عامّةً وفضفاضة، هي"توقيع العقوبات المقرّرة قانونًا لجريمة الإرهاب على كلّ من يشترك في نشاط الجماعة أو التنظيم، أو يروّج لها بالقول أو الكتابة أو بأيّ طريقة أخرى، وكلّ من يموّل أنشطتها"؛ وهو ما يضع ملايين المصريين ممّن لا يقرّون سياسات قمع عناصر الجماعة أو ملاحقتهم، أو حتّى يدعون إلى التصالح معهم في دائرة الملاحقة والاتّهام، فمساحة التأويل شاسعة في ظلِّ عموميّة النصّ.
وهذا لا يعني أنّ الحكومة المصرية سوف تسجن كلّ عضوٍ في جماعة الإخوان المسلمين وتعاقبه، ولكنّها سلّحت نفسها بسلاح ثقيل من شأنه أن يشيع أجواء من التخويف والترهيب؛ فالقانون سيف مسلّط في يديها يعطيها حقّ التعامل مع أيّ معارض سياسي، بوصفه مشتبهًا به بأنّه "إخواني"، والتعامل معه بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وثمّة وسائل تنظيم جوقات إعلامية في إلصاق التهمة بكلّ معارض. هذه أجواء فاشيّة بلا شكّ؛ فقوانين مكافحة الإرهاب لم تصمَّم في أيّ بلد لمكافحة حزب سياسي، فضلًا عن حزب ذي قواعدَ اجتماعية وسياسية واسعة.
وحتّى نفهم الآثار الخطيرة التي تترتّب على صدور هذا القانون، يمكن تتبّع الانتهاكات الجسيمة التي رافقت صدور قوانين مكافحة الإرهاب التي أقرّتها بعض الدول العربيّة وغير العربيّة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، وانتشار عقيدة الحرب على الإرهاب؛ إذ صار بالإمكان اعتقال المواطن بشبهة كونهِ إرهابيًّا، ثمَّ تمديد حبسه حتّى يثبت أنّه ليس إرهابيًّا أو لا ينتمي إلى فصيلٍ إرهابيّ، ونصّ المادّة 86 من قانون العقوبات المصريّ مستمدّ من مفاهيم تلك الحقبة، حقبة المحافظين الجدد وحربهم على الإرهاب.
ومن هنا، فإنَّ خطورة هذا القانون تكمن في "استثنائيته"؛ أي أنّه يجري عكس العُرف القضائي المشهور: "المتّهم بريء حتى تثبت إدانته"، وتتزايد خطورته في مصر في ظلّ قدرة النظام الاستبدادي عبر أجهزته البوليسيّة على حبس أيّ مواطنٍ مصريّ حتّى يثبت أنّه ليس إخوانيًّا؛ فالقانون إذًا لا يهدّد من هم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين أو من هم متعاطفون معها فحسب، بل يهدّد أيضًا ملايين المصريين الذين قد يفكّرون يومًا في الاحتجاج ضدّ النظام وأسسه الانقلابيّة، ويعرّضهم إلى محاكم استثنائيّة باسم مكافحة الإرهاب.
لقد كان من أهمِّ نتائج ثورة الخامس والعشرين من يناير تقييد قانون الطوارئ الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثين عامًا، وجرى خلاله تبرير آلاف المحاكمات العسكريّة ضدّ المواطنين المصريين في عهد مبارك؛ بحيث أصبح من غير الممكن تمديد حالة الطوارئ لأكثر من شهر إلا بموافقة أغلبيّة أعضاء مجلس الشعب. لكن النظام العسكري أبى إلا أن يطيح هذا الإنجاز؛ إذ عبر إقرار قانونيْن جديدين، هما: قانون التظاهر الذي أقرّه الرئيس المصريّ الموقّت عدلي منصور في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، وتفعيل قانون الإرهاب ذي الطبيعة الاستثنائيّة بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعةً إرهابيّة، جرى منْح السلطة القائمة الصلاحيات القصوى في ملاحقة المعارضين واعتقالهم وتقديمهم إلى محاكمات عسكريّة.
وعليه، يبدو أنّ تركيبة القوانين الجديدة لا ترمي إلى استئصال جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها فحسب، بل تهدف إلى إعادة صوغِ حالة الطوارئ، وإطلاق يدِ النظام الأمنيّة بصورةٍ قانونيّة أيضًا؛ للقضاء على أيّ مقاومة تواجه الديكتاتوريّة وعودة المؤسسة الأمنيّة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الثورة.
احتمالات المرحلة المقبلة
لا يُعدّ قرار الحكومة المصريّة المعيّنة إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعةً إرهابيّة نكسة لمبادئ الحوار والديمقراطية فحسب، بل يوجّه ضربة قاصمة أيضًا لخريطة الطريق التي أعلن عنها وزير الدفاع عبد الفتّاح السيسي عقب عزله الرئيس السابق محمد مرسي، بوصفها تمثّل، كما زعم حينها، مفتاحًا لحلّ الأزمة.
وعلى الرغم من أنّ البعض يعتقد أنّ الضغوط التي تمارسها السلطة الحاليّة تهدف إلى دفع الجماعة إلى القبول بتسوية سياسية تعطي الشرعيّة للانقلاب العسكري وللنظام السياسي الجديد الذي نتج منه، فلقد غدَا واضحًا غلبة الميول الاستئصاليّة لدى نظام العسكر، وجنوحه إلى إقصاء المعارضين، وإصراره الغريب على السير منفردًا على الرغم من الاحتجاجات المستمرّة والتنديد الدولي والحقوقيّ العالمي.
أخيرًا، لا بدّ أنّ هذه السياسة التي توّجتها الحكومة المصرية بقرارها الأخير إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، تضع حدًّا لكلّ المساعي الجارية في دوائر الثقافة العربيّة، منذ أكثر من عقدين من الزمن من أجل تحقيق المصالحة بين التيّارين الإسلامي والعلمانيّ. والأخطر من ذلك، أنّ ذهاب النظام المصريّ الاستبدادي إلى دفع الأمور بهذا الاتّجاه، سوف يدفع البعض إلى الخوف والانكفاء، وسوف يدفع آخرين إلى التظاهر السلمي. ولكنّه سوف يدفع أيضًا من دون شكّ بالكثير من الإسلاميين المصريّين إلى العودة للعمل السرّي. وقد يدفع بعضهم إلى التطرّف واستخدام العنف، بعد أن حُرموا من ممارسة حقّهم في التعبير عن النفس بوسائلَ سلميّة، ما دام ثمن العمل السلمي قد أصبح القتل أو السجن لسنوات طويلة؛ فالدولة التي تعامل جزءًا من شعبها بوصفهم إرهابيّين، إنّما تدفعهم إلى أن يكونوا كذلك بالفعل.
[1] للاطلاع على النسخة المزيّفة من البيان، راجع: بوّابة أخبار اليوم، 24/12/2013، على الرابط: http://goo.gl/Mu1Q7p
للاطلاع على النسخة الأصلية للبيان، راجع الرابط التالي:
[2] انظر على سبيل المثال إلى الخبر الذي نشرته صحيفة المصري اليوم، بتاريخ 25/11/2013، والذي يعلن فيه مأمور مركز شرطة فرشوط وهي قرية في محافظة قنا، على قبضه على أحد قيادات الإخوان المسلمين وبحوزته "مبلغ مالي قيمته 790 جنيهًا، وإيصال تحويل عملة من النقد الأجنبي إلى الجنيه المصري"!، وقد جرى تصدير الخبر بصورة المأمور.
راجع الخبر على الرابط التالي: