كشف روبرت فيسك الكاتب الصحفي البريطاني المراسل الخاص لمنطقة الشرق الأوسط لصحيفة الأندبندنت البريطانية، أن مصر بعد الانقلاب العسكري أصبحت تدار من أكثر من مكان وأكثر من دولة أهمها دولة الإمارات العربيه التى خصصت قصرا كبيرا يقع في شرق دبي لإدارة الشأن المصري.
وقال فيسك في مقاله المنشور اليوم إن هناك قصراً يقيم فيه المصريون الداعمين للانقلاب العسكري الذين تستدعيهم الامارات في هذا القصر ومنه يتم توصيلهم إلى باب الطائره، فيكون من الصعب التقاط أى صورة لأى زائر.
وأوضح فيسك أنه لا يمر يوم دون عقد اجتماعات يحضرها مصريون وإمارتيون ممن كلفتهم الدوله بإدارة مصر وأغلبهم قادة مخابرات إماراتيون، مشيراً إلى أنه تم عقد لقاء مع أمير الشارقه والإعلامى الساخر باسم يوسف الأسبوع الماضي والمفاجئة أن استدعاء باسم يوسف لم يكن إلا بسبب رغبة أطفال من داخل الأسرة المالكة الجلوس مع باسم، كما دار نقاش بين الاعلامى وصاحب القناة الذي كان متواجدا بدبي في نفس اليوم، في إشارة إلى رجل أعمال مبارك محمد الأمين.
وأضاف أن المخابرات الإمارتية استدعت طوائف عدة من الطيف المصري منها قادة حركة تمرد التى تشرف عليها المخابرات المصرية، إلى جانب عدد ممن يعملون في الوسط الفنى يعرف عنهم حقدهم على التيار الاسلامى، كما استدعت قادة من التيار الدينى الموالى للنظام الانقلابي، حيث التقى نادر بكار المنتمى للتيار الاسلامى بمرشح سابق للرئاسة في القصر، وأكد أن بكار التقى برجل أعمال خليجى يريد فتح مصنعا للمياه الغازيه في مصر، ويشتمل في صناعاته على الخمور باهظة الثمن ويخشى معارضة الحزب الدينى الموالى للانقلاب، وأصر بكار على أن تكون زيارته سريه فطمأنه الاماراتيون أنه من باب الطائرة إلى باب القصر ومنه لباب الطائرة.
وأكد فيسك أن هناك من يريد للمصريين أن يعيشوا في وهم أن السيسي قد أنقذ مصر من الضياع قبل أن يبيع مرسي قناة السويس لقطر، وأنه هو الذي أعاد لمصر أهراماتها التى ضيّعها محمد مرسي ولازال في مصر ملايين من المصريين يؤمنون بالسيسي.
وقال: "إن السيسي كغيره يتلقى التعليمات بعد ضياع البلاد من تحت سيطرته وعجزه عن وقف التظاهر، وذلك بعد فقدانه كل أدوات الضغط بعد 4 شهور من توقف مصر سياسيا واقتصاديا وما يحدث من تمثيل لمصر بالحضور في المحافل الدوليه يضرها أكثر من غيابها.
وتابع أن السيسي الذي يتطلع لمنصب الرئيس يدرك جيداً أن الجميع يتعاملون معه على أنه مجرم هارب من العدالة وعليه أن يقدم ويفعل كل ما يطلب منه حتى يصل إلى هذا المنصب، وأخطر ما قدمه السيسي للخارج حتى يقفوا إلى جواره هو ما لا يصدق".
وبين أن ممثلون عن السيسي اجتمعوا بضابط إسرائيلى متقاعد، وتم الاتفاق على أن يوقع عقد بين مصر وهذه الشركة التي من خلاله بتأمين وحماية المجرى الملاحي قناة السويس، مشيرا إلى أن هذا العقد يمكن الشركة من السيطرة على جزء كبير من المياه المصرية وإذا ساءت النوايا الإسرائيلية فقد تزرع في المياه صواريخ تمثل تهديدا دائما لمصر.
واستطرد قائلاً: "على من يكذبني أن يثبت أن قناة السويس الآن تحت حماية الجيش المصري وليست تحت حماية شركة إسرائلية يقودها ضابط إسرائيلى يعمل مع الموساد لأن كل شركات الأمن الإسرائيلية لا يسمح بتأسيسها الا بموافقة الموساد".
وأوضح فيسك أن الشركة الإسرائيلية تتواجد الآن بمصر وتعمل منذ فترة نتيجة تنازلات السيسي التي يتخذها بشكل فردي دون حتى موافقة أصدقائه في الانقلاب لأنها تنازلات خطيرة، معتبراً هذه التنازلات أخطر ما يمكن تقديمه لأمريكا وإسرائيل بوساطة الإمارات التى فوجئت بأن كل ما تمنت أن يحدث لم يحدث.
وقال إن الإمارات اكتفت بقصر يجتمع فيه الامريكان والاسرائيليين والخليجيين وكل من يتعاملون في الشأن المصري من خلف الستائر السوداء.
واختتم فيسك حديثه قائلاً:" هذا القصر يمكن تسميته القصر الرئاسي المصري في دبي"!!
مصدرمحاكمة مرسي مأساة
المصريون- جهان مصطفى
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا جديدا للكاتب الشهير روبرت فيسك قال فيه إنه إذا كان لمحكمة أن تضرب مثلا لانقسام أي أمة, فإن هذا ما فعلته محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وأشار فيسك إلى مشهد الفوضى, الذي عم قاعة المحكمة, عندما واجه مرسي القاضي, قائلا :"أنا رئيس الجمهورية", فصرخ الصحفيون داخل القاعة في مرسي, والذين معه مرات عديدة قائلين :"اعدموهم اعدموهم". وفي المقابل كان هناك العشرات من رجال الشرطة, الذين لم يحركوا ساكنا لإنهاء هذا السيرك. وتابع أن ما حدث في محاكمة مرسي كان جزءا من مأساة مصر ما بعد ثورة يناير ، حيث يحاكم رئيس منتخب بتهم التحريض على القتل, التي قد تكلفه حياته إذا تراءى ذلك للمحكمة. وكانت محكمة جنايات القاهرة قررت في 4 نوفمبر تأجيل محاكمة مرسي في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية إلى الثامن من يناير المقبل. ورفض مرسي الاعتراف بشرعية المحكمة، مصرّاً على أنه الرئيس الشرعي للبلاد ومطالبا بمحاكمة قادة "الانقلاب". وخاطب مرسي هيئة المحكمة قائلا إنه جاء إلى قاعة المحكمة غصبا وبالقوة بسبب "الانقلاب العسكري"، وحمل الهيئة مسئولية إعادته لممارسة عمله. وأضافت مصادر أن الرئيس المعزول لوّح بإشارة رابعة، وقال للقاضي :"أنا رئيسك الشرعي وأنت باطل". ونُقل مرسي في نهاية الجلسة إلى سجن برج العرب بالإسكندرية