03 يونيو 2013

حشود الكراهية بقلم عبد الرازق أحمد الشاعر


حين تسير محاصرا بين سدين، وتجد الطريق أمامك متعرجا ملتويا يزداد ضيقا كلما هممت بالتقدم نحو أي أفق، وتشعر أنك لا تستطيع أن تدير أحد صدغيك ذات اليمين أو ذات اليسار، وأنك مراقب من عل، وممنوع من التصرف في أنفاسك وأفكارك ودقات قلبك ولون أحبارك، فاعلم أنك مقبل على شفير حرب غير معلنة وغير مقدسة، وأنك أحد سجناء الفكر في بلاد تضيق بالرأي الآخر كما كانت تضيق ذات حرية بمستعمريها.
ما أصعب أن تضطر إلى قبض أنفاسك ونبضات قلمك وشذرات فكرك لأنك ملاحق حد المهانة من كتائب منظمة من الذين لا يرون إلا ما يرى رؤساء أحزابهم وكهنة تنظيماتهم غير المعلنة. فإن ذكرتهم بخير، انهالوا عليك تقريظا ومدحا، وأمطروك بوابل غير صيب من كلمات الإعجاب والإطراء، وإن خالفتهم في رأي أو نازعتهم في فكرة، انهالوا عليك سبا ولعنا، وأمطروك بقذائف ألسنتهم وسهام نقدهم وكأنهم وحدهم يملكون الحق وما على سواهم إلا التأمين وقول آمين. وهو نوع من الإرهاب الفكري المنظم الذي يأباه الدين ويرفضه العقل ويمجه المنطق، وهو ما يبشر بسقوط صروح الفكر وزوال منارات الحكمة في بلاد لم تعرف ظلامية الفكر وضيق الأفق واحتكار الرأي في يوم من الأيام. 
في مصر، عليك أن تكون يمينيا للغاية أو يساريا حتى النخاع أو تتصنع الميل إلى أولئك أو الركون إلى هؤلاء لتهرب من عواصف النقد الطائشة التي لا تفرق بين قلم وقلم أو بين رأس ورأس. ففي عالم الهوس الفكري والتطرف العقائدي، تذوي الفكرة وتتهافت الأديان، ويعيش الناس على حافة المسغبة العلمية التي تنتهي إلى اقتتال طائفي وعقائدي بغيض، وتنتهي بسقوط الأوطان والأفكار والمذاهب. 
لكنني رغم كل هذا أجدني مضطرا إلى قول ما أراه حقا، وإن تكاثرت على كلماتي سهام النقد وعلى شخصي عبارات التجريح، لأنني أحب هذا البلد حقا، وأنتمي إلى تراثه وأرضه صدقا، وأعشق دينه السمح الذي لن يشاد أحدا إلا غلبه. مضطر أنا للدفاع عن قيم هذا الدين وإن خالفت من يدعون احتكاره، ومصر أنا على الوقوف في وجه التضليل الإعلامي والفكري والروحي حتى تعود إلى هذا البلد عافيته أو أهلك دونه.
لن أتحدث لأرضي الناس، ولن أكتب إلا لأنفعهم، ولن أرضى الدنية في ديني لأنال عرضا من التصفيق أو التهليل أو المديح. أعرف أن الذين يصلون في النهاية إلى قمة الجبل إحدى الطائفتين اللتين تتصارعان على حزام التقسيم، لكنني أعلم أيضا أن جبلهم من جليد وأنه سينفيهم سريعا كما تنفي النار خبث الحديد ليمكث ما ينفع الناس في الأرض.
سأغرد خارج سرب التمرد، وأنأى بفكري عن طوفان التجرد، وسأبقى مواطنا مصريا أدافع عن يمين البلد ويساره ما حييت، ولن أشارك في فتنة قتلاها ليسوا بالضرورة شهداء. سأقاوم فكر التقسيم وإن تعرض لي سفهاء القوم باللفظ النابي والكلمة الجارحة لأنني أعلم يقينا أن الواقفين وسط المعركة أقرب الناس للموت. وأنا على يقين أنني لست في درب الوسطية وحدي، فهناك آلاف البسطاء الذين يأملون في حياة هادئة ولا ينتمون لأي من فسطاطي المعركة.
وأشكر كل من وجه لي اللوم على كلمة هنا أو فكرة هناك، حتى وإن أساء اللفظ أوأغلظ في القول، فأنا أقدر والله غيرة هؤلاء البسطاء على الدين، لكنني أؤكد لهم أنني وإياهم في فسطاط واحد، وأنني أغار على الدين كما يغارون ، غير أنني لا أعتبر البصمة دينا والتصويت فريضة والتحزب والتشيع رخصة للسب والقذف والشحن والكراهية والاقتتال. 
أومن أن الاقتتال خيانة وعصيان وتمرد على أوامر الإله، وأوقن أن هارون لم يكن مرتدا ولا يساريا حين صبر على عبدة العجل من قومه حتى يرجع إليهم موسى. وأجزم أن تقسيم الوطن إلى فسطاطين خيانة للتاريخ وتآمر على الأمة. لهذا سأستمر في حملتي ضد الكراهية وضد النبذ وضد الاستعلاء، وسأقاوم القادمين من اليمين أو الزاحفين من اليسار لاختطاف الوطن أو بعض من أرياشه. وأعلم أنني لا أسلك هذا الدرب الضيق وحدي.
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

الحقونا . . محمود سعد يحدثنا عن خط الفقر والمناوى يعظ وبكاء في "اون تى في" على المعونات الاجنبية


رغم ان برنامج الزميل الصحفى والاعلامى محمود سعد ليس من النوع الكوميدى الا ان الحلقة التى ابدى فيها حزن العميق على الفروق الطبقية فى مصر ووصول خط الفقر الى اكثر من 25 % ومع احتساب الذين يعيشون بالكاد يكون الخط الحقيقى وصل الى 49% والباقى ليس احسن حالا عدا نسبة محدودة
من الواضح ان التسعات ملايين التى كان يحصل عليها سعد من تليفزيون الدولة خلصتو انه يتظاهر بالفقر لمنع الحسد وربما الضرائب ، واكتمل المشهد الكوميدى باستضافته لميع مبارك والثرى مننظامه المدعو عبد اللطيف المناوى

اللى اختشوا ماتوا : على اون . تى . فى . بكاء خوفا من وقف المعونات الاجنبية
بلا ادنى كرامة او خجل دافع احد ضيوف قناة تى فى عن المعونات الاجنبية التى تحصل عليها الجمعيات الاهلية وحذر ان يقوم الاخوان من وضع العراقيل حيث لاحظ ان وزارة الصحة - على سبيل المثال - طلبت ان تكون المعونة فى المجالات التى تحتاج لها دون غيرها
بالطبع المذكور ليس قلبه على وزارة الصحة او المرضى حتى لو اخذ يولول فى الحلقة ولكنه يبكى على جيبه
عموما المعارضون للمعونات الاجنبية اكثر من الاخوان فكل مواطن شريف يعرف معنى الكرامة يرفض المعونات ويقرف من التربح
بالمناسبة هل لدى النقابة احصائية عن من اسسوا مراكز للحصول على المعونة ؟
***********
ملحوظة: اقتباسان من تقرير لجنة الاداء النقابي بنقابة الصحفيين

قل ولا تقل - محاضرات في ادب لغة الضاد


أعدها _ عبد الحق العانى
لقد عانت اللغة العربية من اللحن والخطأ والخلل وقبيح القول منذ العصور الأولى بعد الإسلام حين دخلت شعوب أخرى فيه. لكن العصر الحديث شهد إنحدارا خطيرا أصبح فيه الخطأ هو السنة والصواب هو الشاذ. وليس لي من بليغ القول ما أصف به ذلك لكني أستعير ما كتبه العالم الدكتور مصطفى جواد الأعجمي الأصل والعربي الهوى والعراقي المنشأ حين كتب:
"ومن أشد الرزايا التي نزلت بالعربية أيضا أن أساتذة في التأريخ والجغرافيا والعلوم لم يتعلموا من قواعدها ما يصون أقلامهم وألسنتهم من الغلط الفاحش واللحن الفظيع وإذا عوتبوا أو ليموا – وهم مليمون حقا – قالوا نحن ندرس التأريخ والجغرافيا والعلوم، ولا يخجلون من هذا الإعتذار، مع انهم أصبحوا سخرية الساخرين وضحكة الضاحكين ولا سيما مشاهدي "التلفزيون" مع أنهم يعلمون أن الإنكليزي العالم – على سبيل المثال – لا يخطئ الصواب في لغته ولو كان الخطأ الواقع منه في حرف جر لتناولته الألسن والأقلام باللوم والتقريع والتأنيب.
ونرى في "تحريرات" الدوائر ودواوين الحكومة أغلاطا تبعث على الأسف، فرفع المجرور ونصب المرفوع من الأمور المألوفة فيها، ولا سيما الإعلانات والتنبيهات، فضلا عن السقيم من العبارات. وإني لأتذكر أني قرأت في العهد الملكي الزائل على باب مكتب اللجنة الطبية بمعسكر الرشيد هذه الجملة "ممنوع دخول القلم حفظا لتفشي الأسرار"، فتأمل جهل المنبه للتركيب التعبيري، أراد "منعا لتفشي الأسرار" فوضع مكانه "حفظا لتفشي الأسرار" ولم يخطر بباله "حفظا للأسرار" فهو أوجز وأدل وأوفى بالمقصود.
ولا تسأل عن مترجمي الأفلام السينمية فهؤلاء أكلة السحت، يرتكبون من اللحن والغلط الشنيعين ما أصبح مخشيا كل الخشية على العربية وطلاب المدارس والشداة من الدارسين، وليت شعري كيف تجيز لجنة رقابة الأفلام وهي لجنة منتخبة من موظفي الدولة ومنهم موظف من وزارة التربية والتعليم المهيمنة على شؤون الثقافة اللغوية فلما ترجمة لغته فاسدة مفسدة، ناقضة لقواعد العربية، وأكثر المختلفين إلى دور السينما هم من طلاب المدارس والمعاهد والكليات؟"
وقد ظل المرحوم مصطفى جواد طيلة حياته حريصا على العربية فكتب في ذلك الكثير وكان مما قدمه في خدمة العربية سلسة إذاعية أسماها "قل ولا تقل" بين فيها الكثير من الخطأ الشائع في استعمال اللغة وأوضح الصواب فيها.
واليوم ساء الأمر كثيرا عما كان عليه في حياة المرحوم مصطفى جواد، وأسهم في هذا التردي مأ ادخلته ثورة الإتصالات الرقمية من محطات الجهالة التلفازية التي دخلت البيوت  ومن مواقع على شبكة المعلومات يكتب فيها كل من هب ودب من أنصاف المتعلمين والجهلة.
وهذه محاولة متواضعة مني، رغم أني لست عالم لغة لكني متعلم على سبيل النجاة، لإعادة نشر ما كتبه العالم المرحوم مصطفى جواد وإضافة ما يجب إضافته من التنبيه الى الأخطاء التي لم يوردها جواد مما جاء به آخرون قبله أو ما كتبه لاحقون بعده.
وكلي أمل أن أنفع الناس وأعيد للعربية بعضا من كرامتها التي هدرها الإعلام الجاهل. وحتى لا يقولن قائل أني أسلب العالم مصطفى جواد مجده فإني سوف أشير الى كل مقتبس منه بالحرفين (م ج)، فما لم يكن لمصطفى جواد فسوف أشير لمصدره في موضعه.

قل الجُمهور والجُمهورية
ولا تقل الجَمهور والجَمهورية
وذلك لأن المسموع من العرب والمأثور في كتب لغتهم هو الجُمهور بضم الجيم ولأن الإسم إذا كان علة هذه الصيغة وجب أن تكون الفاء أي الحرف الأول مضمومة لأن­ وزنه الصرفي عند الصرفيين هو فعلول كعُصفور وشعُرور اي شويعر. وإذا صغنا اسماً من الجمهور صناعيا، وهو الذي يسميه الصرفيون "المصدر الصناعي" وهو تساهل منهم وذلك بإضافة ياء مشددة وتاء تأنيث إليه فهو الجمهورية كالإنسانية والبشرية والعائدية والفاعلية.
وإذا كان الحرف الثاني من الإسم أو الصفة مضعفاً أي مكرراً فإن الحرف الأول نفسه يكون مفتوحا لا مضموما مثل عَبّود و خَرّوب و دَبّوس وقَيّوم، وشذ من ذلك سُبّوح وقُدّوس فإن ضم أولهما شاذّ. قال الجوهري في معجم الصحاح: و سُبّوح من صفات الله تعالى قال ثعلب: كل اسم على فعّول فهو مفتوح إلا السُبّوح والقُدّوس فإن الضم فيهما أكثر وكذلك الذُرّوح وقال سيبويه: ليس في الكلام فُعول بالضم. وقال الجوهري أيضا: "الذُرّاح بوزن التُفّاح والذُرّوح بوزن السُبّوح: دويبة حمراء منقطة بسواد وهي من السموم والجمع الذراريح وقال سيبويه: واحد الذراريح ذُرحرح وليس عند سيبويه في الكلام فُعّول. وكان يقول سَبّوح و قَدّوس بفتح أوائلها، قال الراجز:
قلت له ورياً إذا تنحنح           يا ليته يسقى على الذُرحرح
وفصّل الجوهري الكلام في مادة القدس من الصحاح فقال:
"وقُدّوس من أسماء الله تعالى وهو قُعّول من القدس وهو الطهارة. وكان سيبويه يقول سَبّوح وقَدّوس بفتح أوائلها. قال ثعلب كل اسم على قَغّول فهو مفتوح الأول سَفّود وكَلّوب و سَمّور و شَبّوط و تَنّور، إلا السُبّوح و القُدّوس فإن الضم فيهما أكثر وقد يفتحان. وكذلك الذُرّوح وقد يفتح." انتهى.
وإذا نقل قَعّول الى وزن فُعلول فإنه يكون مضموم الأول كالخَرّوب ثمر الشوك، فإن نقل صار "الخُرنوب".
قال الجوهري: "والخَرّوب بوزن التنور نبت معروف والخُرنوب بوزن العُصفور لغة. ولا تقل الخَرنوب بالفتح".
ومن هذا القول يفهم أن الفتح هو من العامية العراقية القديمة الباقية حتى هذا العصر فإن العامة تقول: العَصفور أي العُصفور أما زَيدون وخلدون وحَمدون وأمثالهم فهي مفتوحة الأوائل سماعا لأن الوزن مقتبس وليس أصيلا. (م ج)

قل: فلان مؤامر
ولا تقل: متآمر
لأن حق الواحد المفاعلة أي المؤامرة. تقول آمر فلان فهو مؤامر كما تقول حارب فهو محارب ولا تقول: متحارب، وشارك فهو مشارك ولا تقول: متشارك، ورافق فهو مرافق ولا تقول: مترافق. وإذا قلت: تآمرا أو تآمروا قلت: هما متآمران وهم متآمرون، فمتفاعل من هذا الوزن وهذا المعنى لا يستعمل إلامثنى أو جمعاً. فإذا أريد استعمال المفرد وحده يرد الى مُفاعل تقول: هو مؤامر وهي مؤامرة. (م ج)

قل: وقف في المستشرف أو الروشن أو الجناح
ولا تقل: وقف في الشرفة
فالشرفة هي أجزاء متساوية من البناء ناتئة على حافة السطح بعضها متصل ببعض، وهي في الغالب محددة الأطراف، وتعد زينة للسطوح. وقد يقع عليها طائر أما الإنسان فكيف يقف أو يقعد على ناتئة من البناء في حافة السطح؟ وقد وصف ابن الرومي شرفات القصور التي كانت على دجلة قال:
ترى شرفاته مثل العذارى              خرجن لنزهة فقعدن صفا
عليهن الرقيب أبو رياح         فلسن لخوفه يبدين  حرفا
 فالمراد إذن (المستشرف) وهو الموضع الذي يشرف منه الإنسان على ما حوله. أو الروشن وهو المعروف عند الغربيين بالبالكون. ويجوز أن يقال (المشرف). وقد ظهر لنا أن بعض المترجمين الضعفاء ترجم "البالكون" بالشرفة ولم يعرف الروشن ولا المستشرف، وكذلك يجوز استعمال الجناح مكان الشرفة بالمعنى المغلوط فيه. (م ج)

قل: أيّما أفضل العلم أم المال؟
ولا تقل: أيّهما أفضل العلم أم المال؟

وذلك لأن (هما) في قولك (أيهما) ضمير يعود إلى اسم ظاهر متأخر عنه لفظاً ورتبةً عوداً غير مجاز. مضافاً إلى أن التركيب مخالف للمنطق اللغوي فأيّ للإستفهام، و(هما) إخبار ويكون الإستفهام عن الظاهر أول مرة فإذا كرر الظاهر جاز لنا أن نستفهم عن ضميره ولما لم يذكر الظاهر في هذه الجملة وضعنا مكانه (ما) فقلنا: أيما أفضل العلم أم المال؟ (م ج)
قل ولا تقل  (2)

قل: صَمَدَ العدو وصَمَدَ له صَمْداً
ولا تقل: صَمَدَ له صُمُوداً
وقل: الثبات
ولا تقل: الصمود
وذلك لأن الصّمد هو القصد وهو تحرك وسير ومشي إلى أمام. ولا يجوز إطلاق فعل من افعال الحركة ولا إسم من أسمائها على السكون والوقوف واللبث والمكث. لأن ذلك ضد المعنى المراد، فإذا أريد الوقوف في الحرب على سبيل المقاومة والمواقفة والمناهضة قيل: ثبت في الحرب والقتال والمقاومة ثباتاً. قال الله تعالى في سورة الأنفال "ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون". والشاهد على أن "صمد صمداً" معناه: تقدم في جميع كلام العرب، ومنه قول علي (ع) وهو يحث أصحابه على التقدم والقتال: "وعليكم بهذا السواد الأعظم والرواق المطنب فاضربا ثبجه فإن الشيطان كان في كسره، قد  قدم للوثبة يداً وأخر للنكوص رجلاً، فصمداً صمداً حتى ينجلي لكم عمود الحق وأنت الأعلون والله معكمن ولن يتركم أعمالكم". قال ابن أبي الحديد: "وقوله عليه السلام: فصمدا صمدا أي اصمدوا صمدا. قال صمدت لفلان أي قصدت له". فالصمد حركة وسير وتقدم.
قال الجوهري في كتابه الصحاح: "وصمده يصمده صمدا أي يقصده، والصّمَدُ بالتحريك لأنه يُصمد إليه في الحوائج..." وجاء في مختار الصحاح "الصمد السيد لأنه يُصمدُ إليه في الحوائج أي يُقصد، يقال صمده من باب نصر أي قصده".
وقال ابن فارس في كتابه "مقاييس اللغة": الصاد والميم والدال أصلان أحدهما القصد والآخر الصلابة في الشيء. فالأول الصمد: القصد يقال صمدته صمدا وفلان مصمّد إذا كان سيدا يقصد اليه في الأمور وصمد أيضا، والله جل ثناؤه الصمد للأنه يصمد إليه عباده بالدعاء والطلب".
وقال الزمخشري في كتابه الفائق في قصة بدر بن عمرو الجموح (رض) أنه قال: نظرت الى أبي جهل في مثل الحرجة (فصمدت له) حتى إذا أمكنتني منه غرة حملت عليه. قال الزمخشري "الصمد: القصد". وورد الخبر في لباب الآداب (ص 175). وقال في أساس البلاغة: "صمده قصده وصمد صمد هذا الأمر: اعتمده، وسيد صمد ومصمود والله الصمد".
وقال المطرزي في المغرب: "الصمد: القصد من باب طلب ومه حديث المقداد ما ريأت رسول الله (ص) صللا إلى عود أو عمود إلا جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسر، ولا يصمد له صمدا أي يقابله مستويا مستقيما بل كان يميل منه. وقوله: صمد لجبة خز أي قصد بالإشارة اليها".
وقال الفيروزأبادي في القاموس: "الصمد: القصد.. والمصَمّد كمُعَظّم: المقصود.."
وقال المبارك ابن الأثير في النهاية: " وفي حديث معاذ بن الجموع في قتل أبي جهل: فصمدت له حتى أمكنتني منه غرة. أي ثبت له وقصدته وانتظرت غفلته. ومنه حديث علي: فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق". والمبارك ابن الأثير هو العالم الوحيد الذي أضاف "ثبت" الى تفسير حديث معاذ بن الجموح، وقد ناقض نفسه بهذه الإضافة وخالف واقع اللغة العربية فكيف يثبت له ويقصده بفعل واحد وكيف تجتمع الحركة والسكون أو السكون والحركة في فعل واحد؟ وقد روى الزمخشري قبله الحديث في الفائق ولم يزد في شرحه على قوله "الصمد: القصد" فابن الأثير في هذه الإضافة كان واهما وكذلك كل من نقل من كتابه.
جاء في كتاب صفين لنصر بن مزاحم المنقري "وبعث علي (ع) خليداً إلى خراسان فسار خليد حتى إذا دنا من نيسابور بلغه أن أهل خراسان قد كفروا ونزعوا يدهم من الطاعة وقدم عليهم عمال كسرى، فقاتل أهل نيسابور فهزمهم وحصر أهلها وبعث الى علي بالفتح والسبي ثم (صمد لبنات كسرى) فنزلن على أمان" وجاء فيه "ثم بعث علي إلى حنظلة ابن الربيع المعروف بحنظلة الكاتب – وهو من الصحابة – فقال: يا حنظلة اعليّ أم لي، فقال: لا عليك ولا لك. فقال: فما تريد؟ قال: أشخص الى الرها فانه فرج من الفروج، (أصمد له حتى ينقضي هذا الأمر). وجاء فيه "ولم يبق مع ابن بديل إلا نحو مائة إنسان من القراء فاستند بعضهم إلى بعض يحمون أنفسهم، ولجج ابن بديل في الناس وصمم على قتل معاوية وجعل يطلب موقفه ويصمد نحوه حتى انتهى إلى عبد الله بن عامر واقفاً".
وجاء فيه "عبأ معاوية تلك الليلة أربعة آلاف وثلاثمائة من فارس وراجل معلمين بالخضرة أن يأتوا علياً (ع) من ورائه ففطنت لهم همدان فواجهوهم وصمدوا إليهم فباتوا تلك الليلة يتحارسون".[1]
وقال البلاذري في حصار مسلم بن عقبة المدينة المنورة: "فأمر مسلم بفسطاط عظيم فضرب له ثم زحف إلى أهل المدينة و (صمد) بمن معه صمد ابن الغسيل فحمل ابن الغسيل بالرجال حتى كشف الخيل[2]".
وجاء في كتاب معقل بن قيس الرياحي إلى الإمام علي (ع) "ورفعنا لهم راية أمن فمالت إلينا طائفة منهم وثبتت طائفة أخرى فقبلنا أمر التي أقبلت وصمدنا إلى التي أدبرت فضرب الله وجوهم ونصرنا عليهم".[3]
وجاء في كتاب لزياد بن خصفة اليه "ثم زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فقصدونا و(صمدنا صمدهم) فاقتتلنا قتالا شديداً". وفي أقوال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال يحث على القتال "وامشوا بنا إلى عدونا على تؤدة رويدا واذكروا الله لا يسلمن رجل أخاه ولا تتكثروا الإلتفات واصمدوا صمدهم وجالدوهم محتسبين".
وقال عمرو بن كلثوم:
إذا صمدت حمياها أريبا         من الفتيان خلت به جنونا[4]
وجاء في أخبار يوم الربذة "وقدم حبيش بن دلجة فعسكر بالجرف وكان مروان أمره أن لا يعرض لأهل المدينة وأن لا يكون صمده وقصده إلا لمن يوجهه ابن الزبير للمحاربة."[5]
وقال المبرد: روي عن النبي (ص) أنه نظر الى رجل ساجد إلى أن صلى النبي (ص) فقال: ألا رجل يقتله؟ فحسر أبو بكر عن ذراعه وانتضى السف وصمد نحوه، ثم رجع الى النبي (ص) فقال: أأقتل رجلا يقول: لا إله إلا الله؟"[6]
وجاء في أخبار الفتوح قول أبي جعفر الطبري ناقلا: " ولما توجه علقمة الى غزة وتوجه معاوية الى قيسارية وصمد عمرو بن العاص الى الأرطبون زمر بإزائه".[7]
وقال الواقدي في أخبار بدر: "فاجتمعت بنو مخزوم فأحدقوا بأبي جهل فجعلوه مثل الحرجة وأجمعوا أن يلبسوا لامة ابي جهل رجلا منهم فألبسوها عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة (فصمد له) علي (ع) فقتله وهو يراه أبا جهل ومضى عنه وهو يقول: أنا ابن عبد المطلب."[8]
وجاء في كتاب عبد الحميد الكاتب الى بعض قادة مروان الحمار ".... متوكلا على الله فيما صمدت له، واثقا بنصره.....ثم اصمد لعدوك المتسمي بالإسلام".[9]
فهذه شواهد ليست بالقليلة من واقع العربية تدل على أن الصمد هو القصد لا الثبات. (م ج)

قل: يجب عليكم الصَّمد للعدو
ولا تقل: الصُّمود للعدو
وقد ذكرنا أن الفعل "صَمَدَ" معناه قصد، ومصدره "الصَّمد" لا الصمود الذي ابتدعه ذوو الجمود. والسبب في ذلك أن الصمد هو حركة على خط مستقيم  نحو المصمود أي المقصود، والمصادر التي تعني هذا المعنى تكون قصيرة لتمثل السير في اقصر الخطوط وهو الخط المستقيم، ولذلك قالت العرب "قصد قصداً" و "نحا ينحو نحواُ" و "رام يروم روماُ" و "عمد يعمد عمداُ" و "هدف هدفاُ" و "سبق سبقاُ" و "أم أماُ" و "صمد صمداُ" و "سار سيراُ". وهذا من أسرار العربي ومن دقائقها وعجائبها التي لا تحصى، ولقائل أن يقول: ولماذا لم يقولوا: ذهب ذهباُ؟ فنقول له: لأنه لا يتشرط في الذهاب والإياب أن يسير الذاهب و الآيب على أقصر الخطوط وهو الخط المستقيم، ولذلك طال المصدر. والظاهر أن الذي ابتدع "الصمود" حسبه بمعنى "الثبات" فأطال مصدره كالجلوس والقعود والوقوف والثبوت والثبات. وفي قصر مصدر الفعل "صمد" ومشابهته للمصادر التي من النوع الذي ذكرناه دليل على أنه يعني الحركة لا السكون والتقدم لا الوقوف والإقدام لا الإحجام.
والعجيب في اصرار كثير من العرب العصريين المعتزين بالعروبة وهو تركهم ما أمر الله تعالى به في القتال وهو قوله: "ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراُ لعلكم تفلحون" ولم يقل "فاصمدوا". وقال تعالى: "ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" ولم يقل "صمدناك"  وقال: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة". ولم يقل: "يصمدهم بالقول الصامد". وقال: "قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذي آمنوا" ولم يقل "ليصمدهم". وقال تعالى: " وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام" ولم يقل "ويصمد به الأقدام". وقال: "يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" ولم يقل "ويصمد أقدامكم" وقال: "وكلاُ نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك" وقال: "كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا" وقال: "ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين" ولم يقل "وصمد أقدامنا". وقال: "وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين". وقال: "إذ يوحي ربك إلى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين آمنوا". فما معنى هذه الرغبة عن لغة القرآن؟ فهل هو تجديد في العروبة؟ (م ج)

قل: هذه السياسة تتفق أو تتطابق أو تتلاءم مع السياسة الأمريكية
ولا تقل: هذه السياسة تتقاطع مع السياسة الأمريكية
فقد كثر مؤخراً في وسائل الإعلام إستعمال الفعل "تقاطع" بمعنى مناقض للمعنى الذي عرفه العرب. وقد طغى هذا الإستعمال المغلوط حتى ليوشك المعنى الصحيح للفعل "تقاطع" أن يختفي. ولا يخفي على أحد أن في هذا خطورة لأن المتلقي لا يمكن له أن يعرف ما المراد من استعمال الفعل "تقاطع"، أهو بمعنى "تناقض" أم بمعنى "اتفق" وبين الإثنين فرق كبير.

فهذا ابن فارس في مقاييس اللغة يخبرنا في باب "قطع":
"القاف والطاء والعين أصلٌ صحيحٌ واحد، يدل على صَرْمٍ وإبانة شيءٍ من شيء. يقال: قطعتُ الشيءَ أقطعه قَطْعاً.
والقطيعة: الهِجران.يقال: تقاطَعَ الرّجُلان، إذا تصارما."
كما جاء في لسان العرب:
" وتَقَاطَعَ القومُ: تَصارَمُوا".
فإذا كانت قواميس العرب لم تعرف معنى للفعل "تقاطع" سوى "تصارم" فمن أين جاء أهل الإعلام اليوم بمعنى مناقض تماماً لذلك المعنى؟
لذا لا تقل "تقاطع" إذا أردت أنه اتفق أو تطابق. (ع ع)

قل: ما زال الخلاف قائماً ولم يزل قائماً، ومازلت أقرأ
ولا تقل: لا زال الخلاف قائماً، ولا زلت أقرأ
وذلك لأن أفعال الإستمرار الماضية لا يكون نفيها بحرف النفي "لا" بل يكون بحرف النفي "ما"، تقول: مازال قائماً و مازلت قائماً، فهي كسائر الأفعال الماضية التي لا تكرر معها "لا" وذلك أنك لا تقول: لا جاء محمد فقط بل ينبغي أن تكرر "لا" فتقول: "لا جاء احمد ولا أرسل رسولاً". فإن لم يكن تكرار وجب أن تقول "ما جاء محمد" وكذلك زال وأخواتها. فليس فيها تكرار. واستثنيت حالة واحدة لإستعمال "لا" من غير تكرار وهي حالة الدعاء والرجاء كأن يقال "لا زال فضلك داراً"، كما يقال "لا خاب سعيك" ويقال "لا برحت محفوظاً" كما يقال " لا حُرمت ثمرة غرسك". (م ج)

قل: اعتَزَلَ العرشَ
ولا تقل: تَنَازَلَ عن العرشِ
والسبب في ذلك أن "تنازل" فعل اشتراك في المسموع والمدون في اللغة العربية، ومعناه النزول من الإبل الى القتال بين اثنين أو أكثر منهما. قال مؤلف أساس البلاغة "ونازله في الحرب وتنازلوا" وقال الجوهري في الصحاح "والنزال أن يتنازل الفريقان" وقال مؤلف المصباح المنير "ونازله في الحرب منازلة ونزالا وتنازلا" نزل كل واحد منهما في مقابلة الآخر. وقال مؤلف القاموس "والنزال: أن ينزل الفريقان عن ابلهما الى خيلهما فيتضاربوا. وقد تنازلوا" ويقال في هذا المعنى أيضاُ "انتزل الفارسان وانتزلت الفرسان" أي تنازلا وتنازلوا وموضع الإنتزال هو "المُنتزل" قال ابن الربعي:
وسرابيل حسان شققت           عن كماة غودروا في المنتزل
واشتقت العرب من "النُزل على وزن العمر (وهو طعام الضيف فعلاُ) فقالوا تنازل القوم" أي  أكلوا عند هذا نزلة وعند ذاك نزلة. وعلى هذا يجوز لقائل أن يقول: إن باب الإشتقاق مفتوح وأنت ممن يذهب اليه، فلماذا لا نقول: "تنازل عن العرش؟" والجواب هو أن القياس ينبغي فيه أن يكون ملائما لطبيعة اللغة العربية و "تفاعل" إذا جاز اشتقاقه للواحد من نزل دل على الرياء والتكلف مثل "تمارض وتماوت وتغافل وتجاهل" فمعنى "تنازل عن العرش" على هذا القياس " تكلف النزول عنه وخادع به وراءى" مع أن المراد "اعتزاله العرش" وتركه إياه وتنحيه عنه وتخليه، وفي غير العرش يجوز أن يقال "نزل عنه" كقولهم "نزل عن حقه". قال في أساس البلاغة "وانزل لي عن هذه الأبيات" وفي المصباح المنير "نزلت عن الحق: تركته" فتأمل ذلك. ولا عبرة بما ورد في شرح البسامة لإبن بدرون (ص 20). (م ج)

وللحديث صلة....
عبد الحق العاني
7 حزيران 2013


[1] كتاب صفين (11، 97، 245، 331) طبعة المؤسسة العربية بالقاهرة.
[2] أنسا الأشراف للبلاذري (2:35) طبعة الجامعة العبرية
[3] شرح نهج البلاغة مج 1  ص267 طبعة البابي الأولى
[4] جمهرة أشعار العرب(ص 158) مطبعة الإتحاد. قال مؤلفه: "صمدت: قصدت"
[5] أنساب الأشراف (1: 151)
[6] الكامل في الأدب (3: 129) طبعة المطبعة الأزهرية
[7] تأريخ الأمم والملوك (4: 157)
[8] شرح نهج البلاغة (مج3 ص 337)
[9] جمع الأعشى (1: 209، 210)

الشركات الأمريكية والأوروبية وخطة السطو على النيل


بقلم: عامر عبد المنعم
لا يتصور أحد أن ما تفعله أثيوبيا مجرد تحرك عفوي من هذه الدولة، فالمشكلة أكبر من ذلك بكثير. نحن نواجه عملية سطو جديدة على نهر النيل من قبل مجموعة واسعة من الشركات الأمريكية والأوربية بدعم مباشر من البنك الدول ومؤسسات التمويل الدولية.
إننا نواجه نوع جديد من المستعمرين الذين نهبوا ثروات الشعوب في العالم العربي والإسلامي، يرون أن مصادرالطاقة التقليدية من بترول وغاز ستنضب، فوجهوا أطماعهم إلى الاستثمار في المياة ليحققوا أرباحا بمليارات الدولارات، ويدفعهم جشعهم إلى تحويل المياة إلى سلعة.
إنهم يعملون منذ التسعينات على خصخصة المياة في دول العالم الثالث، وسيطرة رجال الأعمال الغربيين ووكلاؤهم على مشروعات المياة، سواء كانت للشرب أو للري أو لتوليد الكهرباء، وهناك استراتيجية واضحة المعالم يعملون على تنفيذها للسيطرة على السدود والأنهار، بل وعلى الترع أيضا.
في عام 2000 أوفدتني جريدة الشعب إلى لاهاي لحضور منتدى المياة العالمي، وكان مؤتمرا ضخما حضره 5000 شخص من معظم دول العالم، وكان الغرض من هذا المؤتمر تمرير وثيقة أصدرتها لجنة أسسها البنك الدولي اسمها "اللجنة العالمية للقرن الواحد والعشرين" تنص على خصخصة كل مشروعات المياة في العالم، بزعم فشل الحكومات في إدارة المياة.
ولكي تتقبل الدول والشعوب وصفة البنك الدولي تضمنت الوثيقة بيانات مضللة ومبالغ فيها، بل وغير صحيحة، عن العطش الذي ينتظر العالم والمجاعات التي تهدد الشعوب، ليقنعونا بأن الخصخصة هى الحل.
وكتبت يومها أهم محاور الاستراتيجية الجديدة لأمريكا والغرب للسيطرة على المياة والأنهار في العالم الثالث وأهمها نهر النيل.
أخطر أهداف هذه الاستراتيجية أن تكون الوكالات الأمريكية والغربية التي ستقدم القروض صاحبة القرار في توزيع المياه بالسيطرة على الأنهار والسدود والترع وكل المشروعات المائية في العالم، حتى الآبار والمياة الجوفية لم تسلم من أطماع الدول الغربية.
وتقرر في هذا المؤتمر إنهاء سيادة الدول على الأنهار التي تمر بأراضيها، وإلغاء الاتفاقات السارية، بإنشاء مفوضيات لكل حوض نهر، ممولة من البنك الدولي والمؤسسات الغربية، وتقوم هذه المفوضيات -الموجهه غربيا- بالتحكم في المياة وإعادة توزيعها وفقا لأسباب مالية ربحية وسياسية كما في نهر النيل.
واستمر لوبي السيطرة على المياة بتمويل خبراء المياة في كثير من دول العالم، لتمرير الأجندة الموضوعة، ففوجئنا في مصر قبل الثورة، بتأجير الترع في الدلتا وتركيب عدادات لبيع المياة ولكن قام الفلاحون بتحطيم العدادات وأفشلوا المؤامرة.
على الصعيد الدولي، وللسيطرة على النيل تحقق ما كشفناه وتم تأسيس مفوضية للنهر ومقرها إثيوبيا، ضمن اتفاقية عنتيبي عام 2010 التي تمت صياغتها بطريقة خبيثة لضمان السيطرة على إدارة حوض النيل وفقا لغير مصالح دولتي المصب، حيث نصت على أن تكون القرارات بالأغلبية وليست بالإجماع كما طلبت مصر والسودان.
التحدي الذي نواجهه الآن ليس بسيطا كما يظن البعض، فبناء سد النهضة سيتبعه سلسلة أخرى من السدود على النيل الأزرق، والذين يقفون خلف السد، شبكة من شركات وقوى معادية تريد تطويق مصر واللعب بورقة المياة كوسيلة ضغط على صانع القرار المصري لتحقيق أهداف سياسية، في مقدمتها عرقلة مشروع الاستقلال المصري وخنق الحكم الجديد لاسقاطه، ومنها مساومة مصر فيما بعد لتوصيل مياه النيل للكيان الصهيوني مقابل حصة زائدة من المياه.
الذي أثار استغرابي واندهاشي وقتها أن الذي وضع روشتة البنك الدولي للسطو على مياه العالم ومنها نهر النيل كان الدكتور اسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الاسكندرية، وكان يومها نائبا لرئيس البنك الدولي، وتسببت هذه الرؤية الاستغلالية الجشعة في احتجاجات مناهضي العولمة ضده شخصيا، مما اضطر البنك الدولي للتخلص منه بعد المؤتمر بيومين حتى لا يشوش على الاستراتيجية الجديدة، وللحفاظ عليه كأحد كوادر البنك المهمة، إذ تم إرساله إلى مصر ليتولى منصبا قياديا في الدولة المصرية فيما بعد، من خلال سوزان مبارك التي عينته في مكتبة الاسكندرية، ولكن الثورة قطعت عليه طريق تولي منصب رئيس الوزراء كأحد المرشحين في شهور مبارك الأخيرة.
أمامنا تحديات كبيرة للخروج من قبضة الهيمنة الغربية، وهذا يحتاج إلى أن نعي أين الخطر؟ وكيف نتوحد لمواجهته؟ والمواجهة تحتاج إلى برنامج تنموي حقيقي يعمل على محاصرة العدو لا أن نتركه يحاصرنا، مع الانطلاق في الطريق الحقيقي وليس في الطرق التي يرسمها لنا أعداؤنا من خلال بعض المستثمرين الأجانب ومن معهم من رجال أعمال في الداخل.
علينا أن نستعيد قوة الدولة المصرية وأن نوقف عمليات الاستنزاف الحادثة الآن، وعلينا أن نسعى لجمع عمقنا الاستراتيجي الشعبي والعربي والإسلامي لقطع الطريق على من يريدون ذبحنا بكل ما يملكون، ولو حتى بمياه النيل.

02 يونيو 2013

شاهد .. كبيرة قضاة بريطانيا تشهر اسلامها

عن زهايمر العدالة بقلم سيد أمين

بعض الناس لديهم طاقة عجيبة لأن يتحولوا الى ببغاوات ..يرددون ما لا يفقهون ..ويدافعون باستماته عن وجهة نظر هم حتى لا يفهمونها..يدافعون عنها لدرجة تدهش من احتال فاطلقها .. وربما لو فهموها حقا لتحولوا الى أشد أعدائها .. الحقيقة أن الشعب المصري بحاجة الى تثقيف سياسي عاجل.
فقد أضفي بعض الساسة الانتهازيين القداسة الواجبة على القضاة واحكامهم فى غير محلها, وهم يقصدون باضفاء تلك القداسة ليس الانحياز نحو تقديس احكام القضاء بوصفها عنوان الحقيقة الكاملة كما يقولون ولكن لأنها انحازت اليهم فى معركتهم مع خصومهم , وما ان تتغير معادلات القوى , او طبيعة القضايا , فتقتص منهم ,حتى نجدهم يعودون لسيرتهم الاولى يقلبون ظهر المجن للقضاء.
وكان الاولى لهم حتى لا يقعون فى نقيصة مدح ما ذموه , وذم ما امتدحوه , أن ينحازوا للحقيقة بوصفها عنوان العدالة , وان يكونوا عند حسن ضمائرهم بهم قبل حسن ظن الناس.
والحقيقة أن االحكم الذى اصدرته المحكمة الدستورية مؤخرا بحل "الثلث" الفردي لمجلس الشوري وارجأت تنفيذه .. كشف غطاء الجريمة التى ارتكبتها في حكمها السابق بحل "كل" مجلس الشعب في ذات الدعوى الحاصة ببطلان الثلث الفردي فقط .. وهنا نجد انفسنا نطرح سؤلا :لماذا اختلف الحكمان مع ان السبب واحد ومصدرهما أيضا واحد ؟
قطعا .. حكم الدستورية يعد اعترافا واضحا منها بالخطأ الذى ارتكبته في حل مجلس الشعب مما يفتح المجال للحديث حول امكانية تطبيق الحكم بأثر رجعى على مجلس الشعب ليتم انتخاب الثلث الفردي فقط محل الحكم واعادة انعقاده, احتراما وتقديرا لأصوات ثلاثين مليون مصري ذهبوا للجان الاقتراع واختاروا نوابهم.
المدهش أن ممارسات المحكمة الدستورية وأحكامها صارت تذكرنا بألاعيب الحواة ,فما أن حسم الفريق عبد الفتاح السيسى الامر بأن الجيش منحاز الى الشرعية وليس طرفا فى صراع سياسي حتى استخدمت المحكمة الاعيبها لاجبار الجيش للدخول مرغما فى اللعبة السياسية.
ورغم أن البنود الخاصة بمن لهم حق التصويت لم تتغير فى كل الدساتير المصرية منذ ثورة يوليو 1952 حتى الأن , وجميعها تمنع ضباط وجنود الجيش والشرطة من حق التصويت فى الانتخابات العامة بوصفهم رجال نظام , إلا أن المحكمة الدستورية بقدرة قادر ارتأت أن تصدر حكما بحقهم في التصويت فى الانتخابات , والأنكى انها قامت بإلقاء المواد الخاصة بالجيش والشرطة فى الدستور خلف ظهرها وراحت تحكم على مادة عامة روتينية موجودة فى كل دساتير العالم الحديثة بأن جميع المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات , وبالقطع اعتبرت ان من ضمن تلك الحقوق التصويت فى الانتخابات.
ولو كان الأمر كذلك فى فهم مساواة الحقوق والواجبات , ما وضعت امتيازات خاصة بسبب العمل لقاضى ولا لدبلوماسي ولا لشرطى ولا لصحفي وغيرهم , ولصار تنفيذ احكام القضاء اختياريا عند المتهمين.
ثمة أمر خطير , بقصد به شق الجيش المصري فى هذا القرار المريب , فماذا لو صوت صف الجنود لمرسي ,بينما انحاز صف الضباط لشفيق مثلا , وحدث ما حدث امام الاتحادية فى ديسمبر 2012 للتدخل لفض الاشتباكات , فهل سيدخلون جنودا وضباطا كمصريين في فض الاشتباك ام سينحاز كل منهما لجماعته؟.
ومع تزايد حملات الخطف والارهاب والترويع والبلطجة فى المجتمع , وما يقابله من تقاعس او عجز واضح - بقصد او بدون - من الشرطة فى تقديم أدلة اتهام حقيقية وقوية ضد هؤلاء الأثمين , كان الأمل الأخير معقود على ان يتم اعتقال بعض العناصر شديدة الخطورة بموجب قرار رئاسي , هنا سارعت المحكمة الدستورية بغل يد الرئيس , واعطاء المجرمين متسعا من الوقت , ومتانة فى تحدى قوة الدولة , مع أن المادة الخاصة بهذا الأمر كانت موجودة فى دستور 71 واستغلها مبارك اسوأ استغلال , بحيث سجن كل معارضيه وهم بالألاف – وليس البلطجية – ومع ذلك لم تنتبه المحكمة الدستورية لتلك المادة طيلة 30 عاما واكثر , واستدركتها فى عصر الرئيس مرسي الذى لم يكمل عامه بعد وهو بأمس الحاجة لمثل هذه المادة لصنع وطن مستقر.
هل نقول أن المحكمة الدستورية تعانى من "زهايمر" أم ان العدالة نفسها التى تعانى منه.
Albaas10@gmail.com

القذافي وإفريقيا بقلم د. شوقي عبدالحق


تمر ذكري تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية والتي أصبحت بعد ذلك الإتحاد لإفريقي في غياب الزعيم القذافي الذي قاد وهو طالب بالثانوية المظاهرات إحتجاجاً علي قتل لومومبا ..وتاييداً لنيكروما البطل .. وعندما فجر ثورته في الفاتح من سبتمبر 69 كان يدرك أهمية هذه القارة ..وبعرف أن معركة الحرية واحدة ..من طرابلس حتي كيب تاونفي جنوب إفريقيا ..فتحولت ليبيا إلي مثابة للأحرار ..وقد ساهمت ليبيا في تحرير دولاً كثيرة ..من القارة ..وساندت الحركان الثورية من منديلا حتي تشاد في شمال القارة ..ونصبت أكثر من عشرين رئيس في دول كانت مستعمرة لفرنسا ..والبرتغال .. وإسبانيا ..أو يحكمها الميز العنصري .
وفور إنضمام جنوب إفريقيا كأخر دولة تتحرر دعا الزعيم القذافي إلي قمة في مدينة سرت في ليبيا ..وقال لقد إنتهت اليوم معركة التحرير ..وعلينا أن نبدأ معركة الوحدة .. وعرض أن تتحول المنظمة إلي إتحاد إفريقي ..ونظراً للمكانة ارفيعة له في إفريقيا ..فتمت الموافقة بالإجماع علي الإقتراح ..ووضع هدف نهائي له هو قيام الولايات المتحدة الإفريقية ..وعبر سلسلة من القمم إنطلق العمل لقيام حكومة إفريقية واحدة ..وجيش أفريقي واحد ..وعملة واحدة ..وجواز سفر واحد .. ووزارة ري ..وإقتصاد ..ودفاع .. وخارجية .. وتحرك من خلال دعم شعبي من خلال الممالك .. والقبائل الإفريقية .. والتي زارها جميعاً قاطعا ً أكثر من30 ألف كم بالسيارات وسط الصحراء .. والأدغال محرضاً .. وكانت تستقبله الملايين من الأفارقة داعميين له في تحقيق هذا الحلم .. فملك قلوبهم فنصبوه ملكاً علي ملوكهم في مؤتمرهم الذي عقد في بنغازي .. وقد كان يوماً تاريخياً .. حيث تم إنشاء هذا التجمع الشعبي .. وقد أعلن في ذلك اليوم أكثر من عشر ملوك إسلامهم أمامه ..و علي الملاء .. وهؤلاء لهم اتباع يعدون بالملايين الذين أسلموا بالتبعية في اليوم التالي .. إن قيادة القذافي للقارة عززت عليه حقداً كبيراً .. من دول الغرب ..التي تحركت لتدافع عن مصالحها .. ودينها فكانوا في سباق مع الزمن ..حيث إذا أعلنت الحكومة الأفريقية سوف يتم التحكم في كافة موارد القارة الغنية ..وهي المخزون المتبقي في العالم ..وسيتم إيقاف النهب المنظم للقارة ..والتحكم في الأسعار ..وتتحول القارة إلي قوة تفاوضية .. وتثق في نفسها .. وتملك قوة تدافع بها عن مصالحها .. وأصبحت تطالب بمقعد دائم في مجلس الأمن .
فكان لابد للغرب أن يتخلص من هذا الثائر الذي حمل هذا اللواء .. فوجد ظالته في بداية مايسمي بالربيع العربي في تونس .. ومصر .. وحاولوا بواسطة مجموعة من الكومبارس العملاء أن يوقدوا ثورة علي نظام ثوري ففشلوا فشلاً ذريعاً .. فتدخل حلف أطلس تحت هذا الغطاء لينفذ هذه المهمة القذرة .. وتصدي الليبيين والليبيات ثمان شهور تحت صواريخ الناتو .. وأساطيله البحرية التي يفترض أن تواجه روسيا .ز أو الصين .. وأطلقوا ثلاثين ألف غارة علي هذا البلد الصغير في عدده الكبير في معناة ..و استخدموا كل وسائل الحرب النفسية ..وأحدث الأقمار الصناعية ..التي بلغ عددها 17قمراً ..و الصواريخ الذكية .. والدويلة العميلة قطر .. لتمول هذه الجريمة ..ولتعطي غطاء لها عن طريق الجامعة العبرية .. اسف العربية ..والصهيونية العالمية عن طريق برنار هنري ليفي صديق الثوار الليبيين الكومبارس ..الذين دمروا بلدهم .. وساقوه نحو الجحيم ..وسلموا هذا الزعيم البطل لأعدائه ..ولعل الجميع بات يعرف أن الطائرات التي أغارت عليه في سرت ..وقصفت سيارته .. وتم جرحه . وقد نزلت القوات الفرنسية بعد ذلك القصف بقنابل الغاز ..ليسلموه جريحاً مغمي عليه لمجموعة من الكلاب تتناهشه .. وتتراقص علي جثمانه .. في مشهد اهتز ضمير العالم .. وأكد علي انحطاط هؤلاء العملاء .. لقد سقط القذافي شهيداً ..وسينتهي ثوار الناتو في مزبلة التريخ ..وسيبقي اسمه محفوراً في قلوب ملايين الأفارقة التي لاتهدها القنابل .. وستظل دعوته لقيام الولايات المتحدة الأفريقية ..هدفاً ..وسيأتي اليوم الذي معرف فيه نحن كعرب في هذه القارة ..التي نعيش فيها بأن صانع هذا الحدث هو هذا البطل الذي نترحم عليه في يوم كهذا .*استاذ التاريخ الحديث
كلية الآداب
جامعة عين شمس


هدوء في تركيا بعد احتجاجات عنيفة.. والباعة وعمال البلدية ينظفون شوارع إسطنبول


بدأ الباعة وعمال البلدية في تنظيف شوارع إسطنبول وأنقرة اليوم الأحد بعد أعنف موجة من المظاهرات ضد الحكومة منذ سنوات. 
وأشعل محتجون النار واشتبكوا مع الشرطة أثناء الليل، لكن الشوارع كانت أكثر هدوءًا بعد اشتباكات على مدى يومين ألقي فيها القبض على آلاف الأشخاص وأصيب المئات.
واندلعت هذه الاضطرابات إثر احتجاجات ضد خطط الحكومة لإعادة بناء ثكنة عثمانية قديمة لتضم متاجر أو شقق سكنية في تقسيم في إسطنبول، والذي يعد مكانا للاحتجاجات السياسية منذ فترة طويلة .ولكن الاحتجاجات اتسعت لتتحول إلى تحد أوسع لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية. 
ويبدو أن الأمطار ساهمت اليوم الأحد في ابعاد المحتجين عن ساحة تقسيم بوسط اسطنبول حيث بدأت الاحتجاجات لكنها لم تطفئ حماسة مجموعة صغيرة من المحتجين ظلوا متجمعين حول نار اشعلوها. 
وتناثر الركام في الميدان بعد ايام من المواجهات بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب التركية التي اطلقت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ودارت بينهم مطاردات في الشوارع الجانبية. 
ومسح الباعة رسوم الجرافيتي المعارضة للحكومة من على الجدران.. وكانت الشعارات المعارضة قد كتبت على سيارات محترقة من بينها سيارة للشرطة وحافلة. 
وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي دعوات لمزيد من الاحتجاجات اليوم الاحد في كل من اسطنبول وانقرة لكن لم يتضح بعد عدد من سيشاركون في هذه الاحتجاجات. 
وقال اكين الذي يعمل في تجارة السيارات وهو موجود في تقسيم منذ أربعة ايام "سنبقى حتى النهاية". 
وقال في إشارة إلى حديقة جيزي في تقسيم التي اصبحت سببا لاندلاع الاحتجاجات "لن نرحل. الحل الوحيد هو سقوط هذه الحكومة. ضقنا ذرعا بهذه الحكومة القمعية التي تواصل الضغط علينا. لم يعد الامر يتعلق بهذه الاشجار". 
وقال مسؤولون انه كان هناك اكثر من 90 مظاهرة منفصلة في أنحاء البلاد يومي الجمعة والسبت. ويقول مسعفون إن أكثر من 1000 شخص أصيبوا في إسطنبول وأصيب عدة مئات في أنقرة. 
وصدمت ضراوة رد الشرطة الأتراك، بالإضافة إلى السائحين الذين فوجئوا بالاضطرابات في واحدة من اكثر المناطق التي يزورها سائحون في العالم.. وقوبل ذلك بانتقاد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجماعات حقوقية دولية. 
وأطلقت طائرات هليكوبتر عبوات الغاز المسيل للدموع في حياء سكنية واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لاجبار محتجين على الخروج من مبان. واظهرت صورة على يوتيوب شاحنة شرطة مدرعة تصدم محتجا لدى اقتحامها حاجزًا. 
وشهدت تركيا تحولا منذ تولي اردوغان السلطة قبل عشر سنوات، حيث قام بتحويل اقتصادها من اقتصاد يعاني من أزمات إلى أسرع الاقتصادات نموًا في أوروبا. 
ولا يزال أردوغان هو السياسي الأكثر شعبية في البلاد إلى حد كبير إلا أن معارضيه يشيرون إلى ما يصفونه بتسلطه وتدخله كمحافظ من الناحية الدينية في الحياة الشخصية للناس في الجمهورية العلمانية. 
وأدى تشديد القيود على بيع الخمور وتحذيرات من اظهار مشاعر الحب علانية في الاسابيع الاخيرة الى اثارة احتجاجات. واندلعت احتجاجات سلمية أيضا بسبب مخاوف من أن تؤدي سياسة الحكومة إلى أن يجر الغرب تركيا إلى الصراع في سوريا. 
ودعا أردوغان إلى وقف الاحتجاجات فورا وقال إن حكومته ستحقق في ادعاءات استخدم الشرطة القوة المفرطة. ولكنه ظل على تحديه. 
وقال في كلمة تلفزيونية "إذا كان هذا الأمر يتعلق بتنظيم التجمعات وإذا كان هذا حرًاكا اجتماعيا يجمعون فيه 20، فإنني سأقوم وأجمع 200 ألف شخص. وإذا جمعوا مئة ألف سأجمع مليونا من حزبي".

تظاهرات لمئات العاملين فى دار الكتب يؤيدون مساعى وزير الثقافة فى التطهير




تظاهر المئات من العاملين بدار الكتب والوثائق القومية والهيئة العامة للكتاب أمام مبنى الدار برملة بولاق على كورنيش النيل وأعلن المتظاهرون دعمهم الكامل للوزير فى مواجهة مافيا الفساد بالوزارة، مؤكدين ان الحرب التى يواجهها الوزير تعبر عن تيار المصالح والمستفيدين من مراكز القوى القديمة في الوزارة.
وحمل المتظاهرون عددًا من الفتات المطالبة بتطهير الوزارة والتصدي للفساد وإنصاف العاملين المظلومين من بينها "يا وزير الثقافة طهر قرحة السخافة"،" يا وزير يا وزير الثقافة عصبتها قوية"، "العسكرى بره بره"، "احنا جنودك يا وزير احنا سيوفك للتطهير".
من جانبهم وزع العاملون بيانًا على كافة العاملين فى دار الكتب وهيئة الكتاب أكدوا فيه دعمهم للوزير فى تطهير الوزارة من رموز الفساد الذين أضروا بثقافة المجتمع بفسادهم او بصمتهم على الفاسدين، مشيرين الى ان احرار دار الكتب والوثائق طالبوا مرارا بالتحقيق فى عدد من المخالفات الصارخة التى طالما تجاهلها الوزراء السابقون بعد ثورة 52 يناير حتى جاء "عبد العزيز" وقرر مكافحة الفساد بكل طاقته وإمكاناته .
وأعلن العاملون رفضهم لمن يتحدثون باسم الثقافة المصرية ممن أسموهم فى بيانهم "المنتفعون" الذين روجوا لثقافة التوريث وساهموا فى تجريف الثورة المصرية وطمس هويتها فى سبيل الحفاظ على مكاسبهم الشخصية .
وشن المتظاهرون هجوما كبيرا على وسائل الإعلام التى تختلق اخبارًا وتقارير مخالفة للحقائق وترديد ألأكاذيب واتهامهم بالحصول على أموال لدعم الوزير، مؤكدين انهم يرفضون هذه اللغة القميئة .

وائل قنديل يكتب: بروفة حريق ٣٠ يونيو


مصر تندفع بأقصى سرعة إلى الجحيم، تجاوزت حالة الاستقطاب والتناطح السياسى إلى مرحلة النيران الحية، وتخطت حالة التدافع إلى مرحلة التفكير فى محو وإبادة الخصم، والآن تتطاير مفردات «التحرير» و«الاجتثاث» وتخليص البلاد من الإخوان والإسلاميين، ويصل الشطط والهطل ببعضهم إلى الحديث عن جلاء محمد مرسى والإخوان المسلمين عن مصر.
ولصناعة مناخ بهذه البشاعة لابد أن تعمل ماكينات إنتاج الأكاذيب والشائعات بأقصى طاقتها، وتجرى عملية مزاوجة بالإكراه بين تبر الثورة وتبن الثورة المضادة، ويختلط الحقيقى بالمزيف.
على الصفحة الثالثة من «الشروق» أمس نموذجان صارخان للخلط والتلفيق والنصب السياسى باسم الثورة.. الخبر الأول يقول إن أوبرا باريس وأوبرا براغ أعلنا انضمامها لقافلة المحاربين ضد وزير الثقافة الجديد، (لا أعرف هذا الوزير ولا أرى أنه الأنسب للمنصب فى الفترة الحالية) لكنى أيضا لا أعرف كيف يمتلك بعضهم كل هذه القدرة على الادعاء والتلفيق، إذ يقول العنوان الأول للتقرير نقلا عن مديرا أوبرا مصر المقالة إن الفرنسيس والتشيكيين يتضامنون معها ضد تعسف الوزير بإعلان تعليق العمل فى الأوبرا بالبلدين المذكورين، غير أن العنوان الشارح للتقرير يجزم على لسان مصادر فى أوبرا باريس بأنهم لا يعلمون شيئا عن هذه «العركة» بين موظفى الثقافة المصرية.
وبالصفحة ذاتها وفى موضوع آخر فى سياق منهجية استخدام الكذب كسلاح مشروع تنقل الزميلة منى أبوالنصر عن أمين عام مجمع البحوث الإسلامية نفيا قاطعا لتلك الشائعة التى روجت على أوسع نطاق بشأن مصادرة كتب أستاذ الفلسفة الدكتور حسن حنفى وتكفيره وإخراجه من الملة، وهى الأكذوبة التى جرت عملية تعبئتها وإطلاقها فى سوق التلفيق للتدليل على أن الرئيس وجماعته يحرقون الثقافة المصرية ويطاردون حرية الفكر والإبداع.
لقد دخلنا مرحلة اللعب على المكشوف، وما كان يروج تلميحا صار يعلن عن نفسه تصريحا ورأينا لأول مرة وجوها محسوبة على «الثورة» تجهر بأنه يشرفها أن تكون من الفلول ومعهم ضد محمد مرسى والإخوان، وسمعنا أصواتا تتحدث عن ترويكا للحكم الجديد فى مصر تضم جنرال الثورة المضادة ومرشحين خاسرين وآخرين منسحبين من سباق انتخابات الرئاسة.
ومع دخول يونيو، ترتفع وتيرة الحشد على نحو مجنون، وكالعادة يطل الحشد المضاد برأسه، ففى مواجهة قوات سحب الشرعية من الرئيس القادم عبر انتخابات أكد سلامتها ذوو العقول والضمائر، يأتى إعلان قوى الإسلام السياسى عن خوض غمار المعركة فى التوقيت ذاته دفاعا عن شرعية الرئيس.. وتخيل الموقف ساعتها حين يحتشد الفريقان فى ساحة معركة واحدة.
إنه الحريق الكامل والدمار الشامل لو استمرت عمليات التعبئة بهذه المعدلات المجنونة.. وهذا إن وقع ــ لا قدر الله ــ ستكون أيدى الجميع ملوثة بالدماء، وبشكل خاص عواجيز السياسة وبارونات الفشل والانسحاب الذين قرروا بلا وازع من ضمير أن ينضجوا أحلامهم الخائبة على عظام المصريين وجماجمهم، ويشربون دماء الغلابة نخبا لانتصار هو الهزيمة الحضارية والأخلاقية فى أجلى معانيها.