23 فبراير 2013

نارام سرجون يكتب: تفجير الشريان الأبهر لدمشق ..طعم الموت العظيم


الوحدة الاخبارية...نارام سرجون/
بعض الكلام الذي يقال في النوائب والمصائب يبدو ثقيلا وباردا مهما كان عذبا ودافئا .. ومهما كان فيه من الأسبرين والمهدئات والعقاقير .. ومهما كان بردا وسلاما فانه يقع على الجرح كما لو كان ملحا ..
وبعض الكلام الذي نقوله يملأ الصفحات ولكنه يقع من الدفاتر كما تقع الأوراق المتعبة الصفراء من الشجر في عواصف الخريف .. وكما تنفرط حبات العقود عندما تنقطع خيطانها .. فتتبعثر الكلمات كما تتبعثر خرزات العقد وحبات الياقوت الحمراء ولانقدر على جمعها ونظمها اذا لم نمسك بالخيط ثانية ..
في كل تفجير ارهابي ينفرط عقد الكلام الجميل وتتبعثر حبات اللؤلؤ والزمرد على الأرض .. وتقع أيقونات اللغة على التراب في كل مكان .. فماذا يقال للدم .. غير كلام من دم؟؟ وهل احمرار الياقوت يساوي احمرار الدم؟؟
أحس أحيانا أن الكلام يمكن أن يتحول الى قمامة وانه يستحق أن نتعامل معه بالمكانس اذا لم يقل ماتريد قلوبنا بصدق أو اذا كان فقط صدى لما يريد الآخرون .. ولذلك فلن أقول صدى مايريد الآخرون بل مايريده قلبي ..وقلبي هو خيط العقد الذي سيحمل الياقوت الأحمر..ياقوت الدم..
أما كلام القمامة فقد انفردت فيه لغة المعارضة وثورات الربيع طوال سنتين .. فبعد كل بيان واجتماع وتصريح وتفجير كنت أقوم بكناسة الكلام المتساقط من الشاشات المعارضة والثورية والذي تراكم على الأرض كشظايا البلور المحطم .. كناسة كلام المعارضة كان دوما عملا ضروريا واسعافيا لأن من يسير حافيا على كلام الثوار سينزف من عقله لا من قدميه وستنغرز شظايا الزجاج في عينيه .. فلاتتعبوا أنفسكم في قراءة تفجير دمشق وتفسيراته ..لأن رسائل التفجير وصلت الى عناوينها دون أن تخطئ .. وقام بتسليمها سعاة بريد جبهة النصرة ..
ففي تفجير دمشق انتقلت القطعان الثورية الهائجة الى حالة فريدة وهي أنها لم تعد تعبأ بالرأي العام السوري ولابخداعه كما دأبت طوال سنتين .. فقد طاف بها الكيل .. بل صارت تغامر غير مكترثة بالمجاهرة بالحيوانية والعنف .. ولم تعد حريصة على ادخار آخر مالديها في ذخائرها الثورية من خطابات ظمئها للحرية والانعتاق .. نعم لقد قررت المعارضة التخلص من حالة الحرج والتمثيل التي امتهنتها طوال سنتين .. حيث كانت تقتل وتتهم النظام .. وتفجر الشوارع وتمسح أيديها المضرجة بالدم بجدران أجهزة الأمن السورية وتتهمها بأنها تريد اخافة الناس من الثورة السلمية وثورة الكرامة ..وتذبح الضحايا وتمسح سكاكينها باسم الرئيس وعائلته .. لكنها اليوم قررت الخروج من عباءة البراءة وصوف الخرفان الوديع وصمت الحملان دون وجل .. ولم تعد تعنيها آراء الناس ولاتعاطفهم معها ولااقتناعهم بطهارتها لأسباب كثيرة سنمر عليها ..
ومما يلفت النظر كثيرا هو أنه حتى المجلس الوطني والائتلاف قررا أن عملية خداع الناس لم تعد ضرورية خاصة بعد الأدلة الدامغة على أن ثورجيي الكرامة هم من ينسف الشوارع ويرسل الانتحاريين المجانين .. فتغطى الائتلاف بالأمس باعلانه التقية بأول ادانة لتفجير ارهابي .. ولم يتأخر في الادانة الا سنتين فقط !!.. أي بعد خراب البصرة كما يقال .. لكنه في اعلانه هذا فانه كان يقر بشكل غير مباشر ولأول مرة بأن الثورة هي من قامت بالتفجير لأنه لم يقم كما اعتاد باستعمال الأغطية والملاحف الكبيرة والشراشف في اخفاء الثورجيين عن مسرح الجريمة .. ولم يقم كعادته بمسح الدم عن سكاكين الثورة وانيابها .. ولم يتبرع كما اعتاد بالتبرع بارشاد الناس والسير في مقدمة العراضة الى حيث القاتل من أجهزة الأمن السورية.. بل اكتفى ببراءة باعلان الادانة .. وهذا يعني أنه يريد أن يقول : "نعم ليست الدولة من يقوم بالتفجير .. بل نحن من يقوم بالتفجير" .. وفي اعماق هذا الاعتراف غير المباشر حاجة ماسة لاعلان المسؤولية .. وغاية الاعتراف هي الدفاع عن الموقف العسكري للثورة وهي تتعرض للقضم اليومي.. فترد بالتفجير لتقول:
ان من يعتقد أن هناك ضعفا في الثورة أو أنها واهنة فهو واهم ..
ومن ينتظر سقوطها الوشيك فهو واهم ..
ومن ينتظر قبولنا الحوار فهو واهم ..
ومن ينتظر الحل السياسي فهو واهم لأن الحل هو عسكري .. وعسكري فقط .. 
كتبت المعارضة رسالتها على أوراق من أجساد السوريين ووتركت الرسالة في بريد منطقة المزرعة على قارعة الطريق واختارت أهم نقطة التقاء لطرق في دمشق حيث يكاد كل سوري قد مر مرة واحدة على الأقل في حياته من تلك النقطة لأن تلك النقطة هي الطريق نحو جميع سورية .. فلا يوجد سوري مر في دمشق لم يدخل عبر تلك العقدة والطريق الشهير (شارع الثورة) .. أو مايسمى أبهر دمشق .. ان تلك النقطة هي الشريان الأبهر لدمشق ومنها تسافر ضخات الحياة نحو سورية كلها .
تقول الرسالة الثورية مايلي ودون مواربة: هانحن في الشريان الأبهر ..فاما نحن واما هو؟ .. أي اما أن تقبلوا بنا بالقوة حكاما قادمين والا فسنرسل كل يوم رجلا آليا مبرمجا يسمونه (انتحاري) .. يرسل ابناءكم الى الموت .. سلّموا أيها السوريون .. فتسلموا ..
في تكتيك التفجير يراد بث الرعب في نفوس السوريين فيقبلون بما لايقبلون به .. رغما عن أنوفهم ..للوصول الى معادلة جورج بوش الشهيرة: "من ليس معنا فهو ضدنا .. وغالبية السوريين ليست معنا .. فهم ضدنا ..ومن ضدنا يجب أن يموت"..
وفي هذه العقلية يكمن خطر مميت لأنها تضع نفسها لأول مرة في مواجهة الجميع علنا .. وتقرر بشكل مجنون استفزاز جميع الشرائح الشعبية حتى الرمادية منها..وهي التي ستضع عنق المعارضة تحت حد المقصلة ..
هذه الأوهام والقمامات الثورية هي مايستدعي أن نحمل مكانسنا وننظف الطرقات منها ثم نرمي بها الى الحاويات العفنة.. لاتسيروا فوق هذا الزجاج المهشم من الأوهام والحطام كيلا تصاب بالجراح عقولكم وعيونكم .. لأن رسالة القمامة الثورية تقول للسوريين بالحرف مايلي:
1- لم نقدر على الأسد ولا على جيشه بعد سنتين من دعم الدنيا كلها لنا .. ونعترف أننا فعلا لانقدر عليه .. ولن نقدر عليه وجها لوجه لافي ساعة الصفر ولا في البركان ولا في الملاحم .. وعليكم أن تعينونا عليه لأنه ثبت في مكانه بسببكم وخسرنا معركتنا بسببكم .. فكما نصرتموه وانتصر .. فان عليكم أن تخذلوه كي ننتصر ..
2- ومما تقوله الرسالة من تحت ركام الأوهام رسالة على نقيض مبدأ قديم يقول: اضرب الراعي تتشتت الأغنام .. ليصبح مبدأ الثوار هو (شتت الأغنام لتضرب الراعي) .. ان ضرب العائلة يوجع راعيها .. لذلك فلنضرب الأسد حيث يتوجع ..اضربوه في أكثر نقطة توجعه وتجبره على الأنين .. اي اضربوا الأسد في "عائلته الدمشقية" .. وعائلته هم الشعب الذي رفعه ووضعه في قصر الرئاسة .. وهي الشعب الذي ملأ الساحات دعما لبرنامجه السياسي ..وضرب العائلة سيوجع كبيرها وراعيها .. اضرب الأبناء يتراجع الوالد .. اضربوا الاخوة .. يتقهقر الأخ المحارب ويبتعد عنا ..
3- ومما تقوله الرسالة ان الضغط العسكري في الأرياف خانق على الثورة .. والثورة تريد أن تتنفس فالحذاء العسكري في فمها في الريف يضغط وهو يعصر رقبتها عصرا .. فتقرر المعارضة أن تضرب بذيلها في أي مكان مؤلم لتخفيف الضغط عنها .. وضرب المدنيين أشد ايلاما من ضرب العسكريين ..هذا الاستنتاج مبني على اعترافات ووثائق القي القبض عليها وفيها مراسلات واقتراحات سابقة من بعض صقور (الثورة) بأن تخفيف الضغط عن المقاتلين في الارياف لن يتم الا عبر الضغط على النظام عبر المدنيين .. وسيقوم طرف ثالث بتسليم رسالة تهديد للنظام بأن استمرار الضغط العسكري على عنق الثورة الريفي سيدفع ثمنه النظام في شوارع مدنه .. وهذا ماسيخلق حالة من النقمة لدى المدنيين من تردي الوضع الأمني اذا ماتتالت التفجيرات .. لأن الضغط الشعبي كفيل برفع حذاء الجيش عن أعناق الثورة.. 
4- هناك طرف لايزال يريد عصر المفاوضات بين الدولة السورية وخصومها الدوليين في المنطقة حتى آخر قطرة فكان تصريح العربي والابراهيمي عن ضرورة استبعاد الرئيس الأسد من الحلول بعد شيوع أجواء انفراج وتلا هذه التصريحات مباشرة تفجير دمشق (الذي كان يتنبأ به البعض بعد تلك التصريحات التي بدت موطئة له) ليزيد من الوزن النوعي لتصريحات العربي والابراهيمي ..
------------------
في التعامل مع العمليات الانتحارية لاتوجد هناك بطولة لأنها هي بحد ذاتها من أسهل أنواع العمليات تنفيذا .. فهذه العمليات يمكن ان تنفذ كل يوم في كل مدينة في العالم .. فأنت لاتريد الا حمقى يتصرفون كالروبوتات تتم برمجتها بعناية وفق برامج غسيل الدماغ .. وتحتاج الى متفجرات يمكن لأي شخص صناعتها من مواد كيماوية ..لم تنج منها لندن ونيويورك وتل أبيب 
ولكن تعالوا نعرج على عباقرة الصهيونية عندما واجه الاسرائيليون سنوات الانتفاضة الفلسطينية وفوجئ الاسرائيليون بموجات من الاستشهاديين الفلسطينيين في مدنهم وشوارعهم لسنتين متتاليتين قتلت أربعة آلاف اسرائيلي .. فقرر الاسرائيليون الدخول في عملية سلام مع الفلسطينيين .. وعندما سئل رابين عن سبب قبوله للسلام بعد عناد ورفض قال: في الماضي كنا وعلى مدى عقود نخيف الفلسطيني بقتله .. لكننا اليوم أمام شخص يريد ان يموت .. فماذا يمكنني أن أفعل مع شخص لايريد أن يعيش بل أن يموت.. هل أقتله؟؟ لذلك دخلت عملية السلام ..
وتبين أن الاسرائيليين يراوغون ليكسبوا الوقت لأن رابين دخل عملية السلام مؤقتا ودوّخ الفلسطينيين بالمفاوضات ولم يعطهم أكثر من بلدية رام الله .. لكن في نفس الوقت كان الساسة الاسرائيليون يقومون بعملية دراسة واسعة للعقل الجهادي ويقومون بعمليات اختراق كثيفة أفقية وعمودية لجسم حماس من القاعدة حتى رأس الهرم .. فتم فهم سيكولوجيا العقل الجهادي .. واستعان الاسرائيليون بالعقل الوهابي لتدمير العقل الجهادي .. فكانت عمليات نيويورك تقريبا هي بداية نهاية موجات الانتحاريين الفلسطينيين .. وكأن من صمم عمليات 11 ايلول أراد منها احراج العمل الاستشهادي بأن حوله الى فعل جريمة وحشية حيوانية..ومنذ ذلك التاريخ خرجت العمليات الاستشهادية من شوارع اسرائيل نهائيا وتنقلت في شوارع العالم لتستقر في شوارع بغداد والعراق .. وأخيرا لتحط في دمشق حيث ترقد دجاجة القاعدة على بيوض جبهة النصرة لتفقس تلك الثعابين .. في عش المعارضة السورية .. عش الحرية والديمقراطية ..
فهل يقدر الاسرائيليون على شيء لانقدر عليه؟؟؟ مانعرفه حتى هذه اللحظة هو أننا نمسك بلجام المشكلة وأننا على ظهر الدابة .. وعلينا أن نشد اللجام .. حتى تتألم الدواب!! ..
هذه الأيام القاسيات ستمر .. شاءت المعارضة أم لم تشأ ..شاءت اسرائيل أم لم تشا .. شاءت تركيا والعرب أم لم يشاؤوا .. ونحن سنقبل التحدي .. وفي كل تفجير حقير نعرف أننا كنا على صواب في احتقارنا لهذه الثورة ولهؤلاء الثوار ولهذه المعارضة .. ونعرف أننا كنا على صواب في اختيارنا الوطني وفي رفضنا القطعي لمعارضة تقتل وتسرق وتبيع الوطن ..
وستغادر التفجيرات شوارعنا .. وسنسير في شوارعك يادمشق ولن نوقف دفق الحياة في شرايينها وشريانها الابهر .. لأن أجمل الموت هو أن يكون في دمشق وفي شرايينها وأوردتها .. ولأن أقوى الجذور هي التي تصنعها الشرايين في سفرها العميق في تراب الوطن .. وليس صحيحا أن طعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم .. فاذا كنا نموت فلنمت في دمشق .. حيث طعم الموت العظيم .. من أجلك يادمشق..من أجلك يادمشق... 
التاريخ : 2013/02/23

القضاء.. والثورة!! بقلم حنان عبدالفتاح


تنص المادة 76 من الدستور علي انه "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص دستوري أو قانوني" جاءت هذه المادة لتحد من العقوبات ممثلة في الاعتقالات السياسية والقرارات الادارية بناء علي تقارير مباحثية ضد معارضي النظام دون سند قانوني أو دستوري.. لحرمانهم من تأدية دورهم في خدمة الوطن في أي موقع كان.. وهي العقوبات التي مارسها نظام مبارك بلا حدود ضد معارضيه من كافة الاتجاهات. فكان هناك من تم اعتقاله وحبسه بل وتعذيبه في السجون دون جريمة ارتكبها أو ذنب اقترفه.. ونتيجة منعهم من أداء الخدمة العسكرية التي هي شرف لكل مصري أن يؤديها فداءً لمصر الغالية وهو ما تعرض له الكثيرون من ابناء تيار الإسلام السياسي ظلماً.. ويأتي قرار المحكمة الدستورية العليا بحرمان المستثني من أداء الخدمة العسكرية لمقتضيات الأمن اعتمادا علي تقارير أمن الدولة المنحل من الترشح لعضوية مجلس النواب الذي وصفه حزب البناء والتنمية بأنه يهدر حقوق الآلاف من المواطنين يأتي ليلقي بمزيد من الغموض وعلامات الاستفهام حول المسار الذي يسلكه القضاء أحيانا أهو متفق والنص الدستوري السابق الاشارة إليه أو متفق والقواعد الحاكمة التي تنص عليها مواثيق حقوق الإنسان والتي تعد المساواة بين المواطنين من أولها بل وأولوياتها.. كما يجعلنا نتساءل هل هذا المسلك القضائي يتفق والمضي قدما نحو تحقيق ثورة 25 يناير لأهدافها فالحرمان من أداء الخدمة العسكرية يكون منطقيا إذا جاء بناء علي عقوبة ضد المحروم ومفروضة عليه بحكم قضائي يستند علي نص دستوري أو قانوني وذلك طبقا لنص المادة 76 السابق الاشارة إليها.. أما إذا جاء الحرمان بناء علي تقارير جهاز أمن الدولة في عهد مبارك المخلوع فهذا ان دل فلا يدل إلا علي ان الثورة ليست وحدها هي التي ترجع للخلف بل ان كثيرا من الأحكام القضائية أشعر وكأنها أيضا تعيدنا لنقطة الصفر حيث بدأنا الثورة لمحاربة الاستبداد بالرأي واللامساواة بين البشر كما أشعر وكأنها تدخلنا في دوامات سياسية نتائجها الحتمية هي خدمة فئة سياسية علي حساب فئات أخري.. واعتقد ان قرار الدستورية بحل أول برلمان منتخب بعد الثورة وما أثاره من جدل سياسي وفراغ مؤسسي هدد أمن المجتمع كله وكذلك الأحكام القضائية الخاصة بمهرجان البراءة للجميع لرموز النظام السابق. أبلغ دليل علي ان الثورة لن يقف تقهقرها للخلف إلا إذا اخرج القضاء المصري العريق نفسه من دوامة المعارك بين شتات الأحزاب والحركات السياسية التي يعج بها مجتمعنا.. وأن نترك الفرصة للشعب المصري وحده بمختلف توجهاته لأن يمارس دوره في اختيار من يمثله بالانتخاب في مجالسه النيابية دون وصاية عليه من أحد حتي لو كان القضاء نفسه!!

شاهد المستشار زكريا عبد العزيز يشن هجوما كاسحا ضد الزند


21 فبراير 2013

الزند يفقد أعصابه ويترنح .. الأموال العامة استدعت 40 شاهدًا أكدوا جرائمه.. وصدقت «الشعب» وقدمت مئات المستندات


 
 
الشعب
فقد الزند أعصابه وبدأ يترنح بعد أن اقتربت ساعة محاسبته على جرائمه بالقانون
متى يحال الزند إلى «عدم الصلاحية» بجرائمه محل التحقيق ؟
استدعت نيابة الأموال العامة أكثر من 40 شاهدا، وحقق معهم المستشار محمد النجار، رئيس النيابة، لأكثر من 3 أسابيع، واصل «النجار» العمل فيها ليل نهار فى سرية تامة لرفع الحصانة عن الزند. واستمع إلى أقوال المتضررين الذين اغتصب (الزند) أرضهم فى مرسى مطروح وهم أكثر من 20 مواطنا من قبيلة «السمالوسى». كما استدعى المستشار النجار أكثر من 20 من كبار مسئولى الدولة، منهم مدير الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، ومدير إدارة الملكية والتصرف، ومدير إدارة الشئون القانونية، ورئيس مجلس إدارة الشركة العقارية المصرية، وجميع المهندسين والموظفين الذين لهم علاقة بالبلاغ الذى قدمته «الشعب» ممثلة فى رئيس التحرير الأستاذ «مجدى أحمد حسين» والكاتب «مرسى الأدهم» و«صابر شوكت» مدير تحرير أخبار اليوم.
كما استدعت النيابة مدير الإدارة الزراعية بمحافظة مرسى مطروح ومدير الإدارة الزراعية بمدينة الحمام ورئيس الجمعية الزراعية بعلم فنوش. وحصلت نيابة الأموال العامة العليا منهم على عشرات المستندات والوقائع والأقوال التى أكدت كل ما نشرته «الشعب» من جرائم (أحمد الزند)، رئيس نادى القضاة، وأكدت صدق البلاغ الذى قدمته «الشعب» ضده، وثبت مما قدموه جميعا صحة المستندات والوقائع التى قدمتها «الشعب» فى بلاغنا رقم 41 لسنة 2013 وارد أموال عامة عليا حصر تحقيق 22 لسنة 2013.
وبعد هذه التحقيقات تأكدت للنيابة العامة للأموال العليا جدية بلاغ «الشعب»، وهو ما استلزم السير فى إجراءات التحقيق والتقدم بمذكرة إلى مجلس القضاء الأعلى لرفع الحصانة عن أحمد الزند، الذى جاء فى غفلة من الزمن وفى عصر الفساد والإفساد -عصر مبارك المخلوع- رئيسا لأعرق أندية مصر وأهمها (نادى القضاة)، ليجلس هذا الذى يرتكب هذه الجرائم على كرسى جلس عليه عظماء تفتخر بهم مصر مثل المرحوم «يحيى الرفاعى» والمرحوم «محمد وجدى عبد الصمد».
اليوم.. حسم مصير الزند
وسينظر مجلس القضاء الأعلى برئاسة السيد المستشار «محمد ممتاز متولى» رئيس محكمة النقض، رئيس المجلس، فى اجتماعه اليوم الثلاثاء؛ التحقيق فى بلاغ «الشعب» ضد (الزند) فى مذكرة السيد المستشار «طلعت إبراهيم» النائب العام لرفع الحصانة عن أحمد الزند ورفع القيد الإجرائى الذى يغل يد النيابة العامة عن اتخاذ التحقيق معه وإحالته إلى المحاكمة الجنائية. وقد علمت «الشعب» أن المستشار «طلعت إبراهيم» النائب العام قد لا يحضر الجلسة.
وكانت «الشعب» قد بدأت حملتها ضد جرائم أحمد الزند فى 4 ديسمبر الماضى، وكنا نتصور أنه سيبادر باستخدام حقه القانونى الذى يعرفه أى طالب مبتدئ بكلية الحقوق بالرد علينا فى خلال شهر. لكنه لم يفعل وظل الزند ميتا فى قبره لا يحس ولا يتكلم بعد حملة «الشعب» ضده. والتزم الصمت التام كصمت الموتى فى القبور؛ لأنه يعرف تماما حجم الجرائم التى ارتكبها ويعرف مدى بشاعة مخالفتها القانون، فقد التزم الصمت وهو يظن أن ما كتبناه «كلام جرايد وهتعدى» مثل غيرها، وصب غضبه على مساعد النائب العام مطالبا مجلس القضاء برفع الحصانة عنه بزعم أنه أشاع خبر التحقيق معه فى النيابة، وبعد انتصار «الشعب» فقد الزند عقله وأخذ يسب حتى النيابة العامة.
كتيبة «الشعب» لا تخشى الزند
ولكن (الزند) خانه ذكاؤه هذه المرة؛ فهو لا يعرف من هم «كتيبة الشعب».. ولا يعرف سوى الفساد والجريمة.. ولا يعرف من هم رجال حزب «العمل» وجريدة «الشعب» بدءا من أعظم من أنجبت مصر فى القرن العشرين؛ الدكتور «محمد حلمى مراد»، الذى تحدى عبد الناصر وقدم إليه استقالته الشهيرة ووقف بصلابة شديدة ضد السادات.. ضد كامب ديفيد، وضد فساد مبارك وزوجته. «الشعب» مدرسة الوطنية المصرية منذ بداية صدورها عام 1979، وقد خاضت أعنف المعارك ضد الفساد وضد نهب مصر وتوريثها.. ضد (السادات وجيهان)؛ مثل معركة الدكتور «حلمى مراد» والوضع الدستورى لحرم الرئيس التى على إثر نشرها جاءه وزير الصحة (الإنسان) الدكتور «إبراهيم بدران» يطلب منه وهو صديقه المحترم أن يبتعد عن الهجوم على (جيهان السادات)، التى قالت له «إن السادات وعدها بأنه سيسلخه سلخا»، ونفذ (السادات) وعيده وتهديده باعتقال الدكتور «حلمى مراد» فى 5 سبتمبر 1981.
ولن تنسى ذاكرة مصر معارك «الشعب» ضد (مبارك وسوزان).. ضد نهب مصر وتوريثها.. ضد جبروت (زكى بدر) وزير الداخلية.. ضد (يوسف والى) وجريمته فى استيراد المبيدات المسرطنة من إسرائيل التى دمرت صحة المصريين والتى قادها المناضل الوطنى «مجدى أحمد حسين» وأغلقت «الشعب» بسببها وأوقف حزب «العمل» وأودع «مجدى حسين» السجن 3 سنوات. ومن عجائب القدر أن تقتص السماء لـ«مجدى» ويسجن (يوسف والى) على بعض جرائمه.
ولن تنسى ذاكرة مصر معاركنا ضد عرض السادات بتوصيل النيل إلى إسرائيل؛ إذ كانت «الشعب» هى أول من تصدى لجريمة السادات بعرضه توصيل مياه النيل عبر ترعة السلام. ثم تبعها المرحوم الوزير «عبد العظيم أبو العطا» وزير الرى، والذى قتلوه فى السجن. ثم كتاب نقيب الصحفيين المرحوم كامل زهيرى «النيل فى خطر».
إن معركة «الشعب» ضد (الزند) هى معركة ضئيلة بالقياس إلى المعارك التاريخية التى خضناها عبر تاريخنا الطويل وتعرض قادتنا فيها للسجون والاعتقالات والأمراض العديدة بسببها. وهى المعارك الساطعة فى سماء الوطنية والإسلام.. هى المعارك التى كان لها الفضل الأكبر والأول فى ثورة 25 يناير. لقد قمنا بهذه المعارك بينما (الزند) «يمثل» علينا ويتغنى بحب مصر ويدعى العدل، وهو يمارس قمة الفساد.. يرتكب أعتى الجرائم التى يتورع منها أشد المسجلين خطرا ضد فقراء المصريين وضد القانون والعدل.
وسيرا على درب «الشعب» منذ عام 1979؛ فلم نترك الظلم والفساد الذى اقترفه (الزند) وأصابتنا بشاعة وشناعة جرائمه بالصدمة.. بالجنون.. وكان قرارنا ألا تكون «الشعب» مثل الصحف الأخرى، وألا نكتفى بالنشر مثل بعض الصحف التى نشرت منذ شهر 9 الماضى بإيجاز شديد مخجل عن جرائم (الزند). فذهبنا إلى موقع الجريمة فى مرسى مطروح، حيث تعرضنا لمحاولة اغتيال من بلطجية الزند بأكثر من 20 بندقية آلية، فقدمنا بلاغنا إلى النائب العام الذى أحاله إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق.
ثم توالت على «الشعب» جرائم الزند وصرخات المظلومين ضده وضد أبنائه المستشارين الثلاثة، ومنها الجريمة التى اشترك فيها مع ابنه المستشار (محمد أحمد الزند) من بيع أرض لا يملكونها -بل لا وجود لها- لمواطن فقير بسيط. وحين استنجد هذا المواطن برئيس نادى القضاة سبه بأفظع الشتائم وأقبحها، وهو ما نشرته «الشعب» منذ شهرين. ثم حين نشرت «الشعب» فى عددها الماضى تفاصيل الدعوى رقم 21952/ 67 بمجلس الدولة والبلاغ رقم 2187 بلاغات النائب العام فى 9 فبراير الحالى المقدم من المهندس «حمادة شعبان» المدير العام بوزارة الإسكان والمسئول الأول عن التفتيش على أراضى الوزارة طالبا التحقيق مع أحمد الزند لاغتصابه أراضى باسم نادى القضاة مساحتها 2200 فدان بالحزام الأخضر بـ6 أكتوبر وتحويلها إلى منتجعات سياحية وقصور وفيلات بالمخالفة للقانون وللعقد، وتحقيق أكثر من 10 مليارات جنيه كسبا غير مشروع.
وهنا ستحترم «الشعب» طلب السيد المستشار «حامد راشد»، المحامى العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، بعدم التوسع فى النشر الآن حفاظا على سرية التحقيقات وحتى لا يرتب الزند أوراقه.
هنا فقد الزند عقله وأخذ يسب ويشتم حتى العدالة نفسها التى ينتمى إليها، والتى كان عليه أن يكون أحرص الناس على عدم إهانتها، ممثلة فى النيابة العامة التى كشفت جرائمه. وأخذ يترنح بعد أن اقتربت ساعة محاسبته على جرائمه بالقانون. وكنا نظن أن الزند لا يعرف القراءة والكتابة ثم اكتشفنا الآن أنه يعرفها وأنه قرأ كل ما كتبناه عنه مثل كل المصريين. وكعادته تلفظ بأبشع الشتائم القبيحة القذرة المزرية التى يتورع قلمى عن ترديدها، وأخذ يسب ويلعن حتى النيابة العامة لأنها تجرأت وكشفت وحققت فى جرائمه. ولن تتركه «الشعب» يمر مثل كل الفاسدين الذين قضت عليهم «الشعب».
لماذا صمت الزند
لقد صمت (الزند) مدة تزيد على 70 يوما على ما نشرته «الشعب» ضده وفضحت فيه جرائمه منذ 4 ديسمبر الماضى، وكنا نظن أنه سيبادر بالرد علينا حفاظا على كرامته وعلى سمعته، لكنه التزم الصمت كالموتى رغم أننا وصفنا جرائمه بعبارات تزلزل الجبال لكنه لم يرد، وكان مما قلناه نصا: «أن تحدث الجريمة من المجرمين فهذا شىء عادى يحدث فى كل البلاد وفى كل تاريخ، أما أن تحدث الجريمة من رئيس نادى قضاة مصر، كما تقول هذه الدعوى، فهو ما لا يمكن لعقل استيعابه، ولا لقانون قبوله، ولا لدين السكوت عنه».
وقائع الدعوى 10797 لسنة 2012 المرفوعة من الدكتور «إدريس بريك»، المحامى وأستاذ القانون الجنائى، والتى يتهم فيها (أحمد على إبراهيم الزند) رئيس نادى قضاة مصر؛ بجرائم استغلال النفوذ واغتصاب الأراضى والتزوير فى إجراءات المزاد وتحويله إلى مزاد صورى وهمى، والإضرار بالمال العام، والكسب غير المشروع، والتزوير فى إقرارات الذمة المالية.. أن هذه الاتهامات تصيبك ليس بالصدمة، بل بالجنون.. فهل يفعلها الزند ويرتكب هذه الجرائم المؤثمة قانونا والتى تنقله -حال ثبوتها- من (منصة القضاء) فى رئاسة نادى قضاة مصر إلى (زعيم عصابة) يغتصب ويستولى على الأراضى ويزور القانون لحسابه تحت اسم نادى القضاة ويتعمد الإضرار بالمال العام والكسب غير المشروع.
عبد المجيد دمر القانون لحساب الزند
لا محل مطلقا لادعاءات الزند أنه تم التحقيق فى هذه الدعاوى من قبل؛ فإن عبد المجيد محمود، النائب العام السابق، قد دمر القانون لحساب «صديقه» (أحمد الزند) فى كل البلاغات التى قدمها مَن ظلمهم أحمد الزند. ولقد تأكد لنيابة الأموال العامة العليا التحقيقات التى أجراها المستشار «محمد النجار»، رئيس النيابة، أن قبيلة «السمالوسى» هم أصحاب الحق الوحيد، وأن البلاغ المقدم من «الشعب» مبنى على أدلة وأسانيد قانونية تفضى إلى بطلان إجراءات المزاد التى تم من خلالها شراء الزند وآخرين القطعة محل كراسة الشروط رقم 40 يسار ترعة الحمام.
وهذه الأدلة والأسانيد كما أوضحتها تحقيقات نيابة الأموال العامة ومن خلال فحصها للمستندات التى قدمتها «الشعب» وقدمها أكثر من 20 متضررا ممن اغتصب الزند أراضيهم؛ تتمثل هذه المستندات فى حصر المواطنين والذى أجرته الشركة العقارية المصرية، والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، والتسجيل بالإدارة الزراعية بمدينة الحمام بمطروح واستخراج بطاقات حيازة زراعية من جمعية علم فنوش الزراعية، وزراعة الأرض منذ مئات السنين وبناء العديد من المساكن عليها.. كل هذه المستندات تثبت حق الأهالى فى هذه الأرض لأنهم القائمون على زراعتها وهم ساكنوها، واستصلحوها قبل قدوم الزند وغيره.
كما حققت نيابة الأموال العامة العليا فى أن قانون الهيئة العامة لمشروعات التعمير التنمية الزراعية يلزمهم بإخطار واضعى اليد الذين استصلحوا الأرض وحصرتهم الهيئة؛ إذ إن هذا الحصر بمثابة وعد بالبيع. فضلا عن أن الأهالى مرارا وتكرارا قد خاطبوا الهيئة لكى يقننوا أوضاعهم ويشترون الأرض من الدولة، إلا أن الهيئة لم ترد على هذه الطالبات، وباعت فى مزاد صورى وهمى مزور الأرض لمتزايد وحيد هو (أحمد الزند)، دون الإعلان عنه لدخول متزايدين آخرين إعلانا واضحا يحدد معالم الأرض وموقعها حتى يعلم من يرغب فى الشراء أين تقع هذه الأرض ويعاينها قبل الشراء، مما فوت الفرصة على الدولة أن تتحصل على مبالغ تفوق أكثر من (15 مرة) المبالغ التى دفعها الزند وغيره.
لقد كان تقديم «الشعب» بلاغها إلى نيابة الأموال العامة العليا بعد أن طفح الكيل من المماطلات والتسويف ومحاولة طمس الحقائق ودفن الجرائم التى ارتكبها الزند بمساعدة وحماية «صديقه» المدعو (عبد المجيد محمود)، النائب العام السابق، دون مبرر قانونى. وكما يقول الدكتور «إدريس بريك»، أستاذ القانون والمحامى؛ إن هذا يثبت مدى علاقة المحاباة والمجاملة التى تربط بين الزند والنائب العام السابق، وذلك من خلال تحويل البلاغ السابق إلى نيابة استئناف الإسكندرية، التى كيفت فى عهد عبد المجيد محمود -عهد الفساد والإفساد- البلاغ على أنه جنحة، وأحالته إلى نيابة شرق الإسكندرية الجزئية تمهيدا لحفظه، مما دفعنا إلى التقدم بتظلم لـ(عبد المجيد محمود) وتم رفضه. ثم تقدمنا بالتظلم ذاته إلى وزارة العدل، والتفتيش القضائى، ونتيجة لذلك حقق فى البلاغ المحامى العام لنيابات شمال الإسكندرية، وتحويل البلاغ إلى جناية، وإلغاء مجاملات (عبد المجيد محمود ) لـ(الزند) وقراره الظالم السابق. ثم حققت نيابة الأموال العامة العليا، كما أسلفنا، وأثبتت جرائم إهدار المال العام والتربح فى حق الهيئة والشركة العقارية وأحمد الزند، وهذا هو صميم عمل واختصاصات نيابة الأموال العامة العليا، وهو ما أصاب الزند بالجنون بعد رحيل (عبد المجيد محمود) ورحيل الظلم وتطبيق القانون عليه.
براوز داخلى
الإمارات تطرد الزند من القضاء
هذه الوقعة التى يعرفها جيدا كل شيوخ القضاة فى مصر وبالطبع يعرفها السادة أعضاء مجلس القضاء الأعلى؛ كانت كفيلة وحدها بإحالة (أحمد الزند) إلى عدم الصلاحية واستبعاده من السلك القضائى، والتى أهان فيها (أحمد الزند) أشرف وأسمى المهن الإنسانية وهى القضاء. هذه الوقعة حدثت حين تم إعارة أحمد الزند للعمل فى (إمارة رأس الخيمة) بالإمارات العربية المتحدة فى عام 1996، وبعد عام واحد من عمله بالقضاء تم طرده منها لـ«عدم صلاحيته».
وبعد الطرد ذهب أحمد الزند إلى حاكم إمارة رأس الخيمة يشكو له حاله وفقره وبؤسه وأن طرده من العمل القضائى أصابه بخسائر لا قبل له بها؛ فلن يستطيع استكمال دفع أقساط السيارة التى اشتراها ولا دفع إيجار الشقة التى يسكنها. وهنا رق قلب حاكم إمارة رأس الخيمة لحال (أحمد الزند) وقرر أن يعمل خطيبا ومؤذنا فى إحدى الزوايا الصغيرة. وكان بهذه الزاوية الصغيرة غرفة وصالة ملحقة بها أقام بها الزند طيلة مدة عمله بإمارة رأس الخيمة، وكان يؤدى دور الخطيب والمؤذن والفراش فى هذه الزاوية بعد إبعاده من عمله القضائى هناك!!.
و«الشعب» تسأل السادة أعضاء مجلس القضاء الأعلى: هل يجوز عقلا أن تطرد إمارة رأس الخيمة المستشار (أحمد الزند) من العمل بالقضاء لعدم صلاحيته ويستمر فى مصر فى عمله بالقضاء.. وهل يجوز أن يعمل القاضى بمهنة أخرى غير عمله بالقضاء؟!
يكفينا اليوم الحديث عن جرائم الزند الماثلة أمامكم هنا.. ألا يكفى ذلك يا حضرات السادة القضاة لرفع الحصانة عنه والتحقيق فى جرائمه ثم إحالته إلى «عدم الصلاحية»؟!

فيديو .. شاهد مخلوقات عجيبة تهبط فى الكعبة وميدان التحرير وحلب


شبح لحصان أخضر مع راكبه يقال انه تردد
 ظهوره خلال بداية الثورة المصريةولا ندري مدى حقيقته
وملائكة تقاتل على خيول بيضاء في سوريا 
الملك الذي نزل على الكعبه في رمضان 1430
والحمام يطوف بالكعبة ليلا
فيديو يكشف حقيقة فيديو نزول الملائكة على الكعبة
.. والسماء تمطر سمك سبحان الله

20 فبراير 2013

سلطان: قرار الدستورية بعزل من لم يؤد الخدمة العسكرية سياسيًا «فضيحة علمية»


 الشروق

وصف عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، قرار المحكمة الدستورية العليا، بحرمان من لم يؤد الخدمة العسكرية من الترشيح لعضوية مجلس النواب وبالتالي عزله سياسيًا، بأنها «فضيحة علمية».



وقال سلطان، في تدوينة عبر فيسبوك'، اليوم الأربعاء، إنه «فى يونيو الماضي، أصدرت المحكمة الدستورية حكمها بعدم دستورية قانون العزل السياسي؛ تأسيساً على عدم جواز عزل المواطن من مباشرة حقه السياسي إلا بناءً على حكم قضائي بإدانته».

وتابع: «يوم الاثنين الماضي، أي بعد ثمانية أشهر، وبمناسبة رقابة المحكمة الدستورية على قانون انتخابات مجلس النواب، أصدرت ذات المحكمة بذات القضاة قراراً مناقضاً تماماً لحكمها السابق، حيث قررت أنه يجب أن يحرم المواطن المصري الذي لم يؤد الخدمة العسكرية بسبب استبعاده بقرار من موظفي حسني مبارك لأسباب أمنية من الترشيح لعضوية مجلس النواب، ومن ثم يعزل سياسياً دون حاجة إلى صدور حكم قضائي بإدانته!، وبالطبع سيشمل هذا العزل عدداً هائلاً من المعارضين السياسيين لمبارك، الذين حرموا من أداء الخدمة العسكرية بقرار إداري أمني، وليس بحكم قضائي».

واتهم سلطان، المحكمة الدستورية العليا بالتناقض، من خلال «مد الظلم ليصبح عزلاً أبدياً»، بالمخالفة لعشرات ومئات المبادئ والأحكام الدستورية في مصر والعالم كله، والتي حظرت التأييد في مثل تلك الأحوال، مؤكدًا أنه «شيء مفزع ومؤلم»؛ لأنه «لا يمس تاريخ المحكمة وسمعتها فقط في الداخل، ولكن سمعتها العلمية والمهنية في الخارج أيضاً».

وأشار إلى أن الحالات المماثلة للأحكام المتناقضة في قضاء النقض والإدارية العليا تستلزم الإحالة لدائرة تسمى دائرة توحيد المبادئ، تكون مهمتها إزالة التناقض وإصدار حكم واحد والاستقرار على مبدأ موحد، أما المحكمة الدستورية فإنه لا توجد إلا دائرة واحدة ووحيدة، وهى التي صدر عنها هذا التناقض.

وأوضح سلطان أن الحل الأمثل أمام المحكمة الدستورية الآن لإنقاذ سمعتها وسمعة مصر، حسب قوله، أن تدعو أعضاءها لجلسة عاجلة لتسلك أحد مسارين، الأول: العدول عن قرارها بعزل المواطنين سياسياً بدون حكم قضائي، والثاني: العدول عن حكمها الصادر في يونيو الماضي بعدم دستورية قانون العزل السياسي لتضمنه عزلاً سياسياً بغير حكم قضائي، وإصدار حكم جديد بدستوريته.

وأكد أنه في حالة رفض المحكمة الدستورية سلوك سبيل أحد المسارين، فليس أمامها إلا المسار الثالث، وهو الاستقالة الجماعية لأعضائها المحترمين.

الوطنية الجامعة ولعبة المظاهرات - حنان عبدالفتاح

جريدة المساء
أصبحت المظاهرات اللاسلمية التي تقودها المعارضة ممثلة في الانقاذ تحت ستار السلمية. لعبة مكشوفة للمواطن لا طائل من ورائها.. كما أصبحت سياسة ارخاء أحبال الصبر من قبل الرئيس مرسي بعدم التعدي للسلميين تحت ستار الاعتراف بالحق في التظاهر السلمي. أصبحت سياسة لا تنطلي علي رجل الشارع بل زادت شكوكه في قدرة مرسي علي السيطرة علي الأمور خاصة مع فشل الدعوات المتكررة للحوار الوطني حيث أدرك المواطن ان مرسي يلعب لعبة مد أحبال الصبر للمعارضة لتشنق نفسها بنفسها برفضها للحوار تارة وبفشل مظاهراتها في اقناع المواطنين للانضمام إليها تارة أخري نتيجة لطرحها اهدافاً بعضها غير شرعي ومطالبتها بانهاء مشاكل المصريين المزمنة دون تقديمها حلولا عملية. 
كما ادرك المواطن ايضا ان مرسي يمارس لعبة ارخاء الأحبال تلك أملا في أن تنتقص من رصيد الانقاذ في الشارع المصري وهو ما حدث بالفعل ليضاف إلي رصيد الحرية والعدالة أملا في حصوله علي الأغلبية البرلمانية وهو ما أشك في امكانية تحقيقه من وجهة نظري. إذ ان عكس ما توقعه الرئيس هو ما حدث إذ بدأ رصيد الاخوان يتناقص في ظل عدم قدرتهم علي تقديم برنامج شامل واضح لادارة البلاد بل ان رصيد مرسي نفسه بين مؤيديه بدأ يتناقص والدليل علي ذلك ظهور تيارين جديدين علي الساحة السياسية الأول ينادي بعودة الجيش وقد ظهر ذلك جليا في مطالبة المواطنين بنزوله أمام مجمع التحرير الذي أغلقه المتظاهرون لليوم الرابع علي التوالي وهي المطالبة التي نحذر منها!! 
أما التيار الثاني ظهر بين مجموعة من الشباب والمثقفين وعلي رأسهم محمد سيف الدولة المستشار السابق لرئيس الجمهورية والمستقيل حيث تبنوا الدعوة إلي نشر فكرة الوطنية الجامعة التي ترفض الارتماء في احضان الاسلاميين السياسيين الحاليين الذين استطاع الاخوان بسلبيتهم وعدم خبرتهم السياسية في تشويه صورتهم كما ترفض هذه المجموعة الارتماء في احضان الليبراليين الاقرب للايمان بالحرية علي الطريقة الغربية التي تؤمن بشكل خفي بفكرة الوصاية الأمريكية الغربية علينا بل وتخشي الصدام في حالة الخروج من تحت عباءة هذه الفكرة!! 
أيضا ترفض هذه المجموعة التي اختارت لنفسها اسما مؤقتا وهو الوطنية الجامعة ترفض الارتماء أيضا في احضان الناصرية بشعاراتها الحنجورية التي أصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع رغم انها تنادي بمكافحة الفقر وبالعدالة الاجتماعية دون ان تقدم لنا حلولا عملية. 
وفي النهاية يدعو هذه المجموعة أو التيار الوطني الجامع للبحث عن حلول لمشاكلنا وانطلاقا من المعطيات المتاحة لثرواتنا المصرية والاستغلال الجيد لها والسعي الجاد لتعاون عربي مثمر مبني علي الارتكاز علي الشعوب العربية كقاعدة صلبة واساسية في هذا التعاون ودون التدخل في النظم القائمة عليها وكل هذا في اطار مظلة شاملة ترتكن لمرجعيتها الاسلامية التي يمكن البناء عليها بمد اطراف التعاون ليشمل شتي الدول الاسلامية.. وكل هذا من أجل كسر الحصار الغربي المفروض حول مارد ثورات الربيع العربي لمنعه من التمدد وحتي لا يؤتي ثماره الذي حدده باعلان اهداف كل ثورة من ثورات ميادين التحرير بشتي دول الربيع العربي منذ يناير ..2011 تري هل تستطيع الوطنية الجامعة ان تضم تحت مظلتها الغالبية العظمي من المصريين كتيار سياسي ناهض ومنافس لما هو موجود علي الساحة. 
وهل يمكن ان تكون نواة يمتد ظلها ليشمل غالبية الشعوب العربية والاسلامية؟! 
المستقبل وحده هو القادر علي الاجابة.

عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: أنصاف رسائل


استيقظ الإنجليز ذات شعاع من أصباح عام 1815 على نبإ مرعب بثته الإذاعة البريطانية عن سير المعارك في ووترلو. لم يصدق الناس أثيرهم وهاموا في الشوارع بحثا عن أي مسئول ينفي ولو كذبا نبأ هزيمة ولنجتون هناك. لكن الهم كاد يقتلهم حين شاهدوا أعلامهم المنكسة فوق مؤسسات حكومتهم، ورأوا نظرة الانكسار في عيون قادتهم.
لم يكن لدى أحدهم هاتف جوال يطمئن به على لابسي الخوذات من ذوي القربي عند ووترلو، ولم تكن ثمة أقمار صناعية تبث الدخان المتصاعد من الجثث المتفحمة هناك. فقد جاءهم الخبر الصاعقة مشفرا بدقات مورس، وبثه صوت متهدج في كلمتين حازمتين: "هزم ولنجتون ..."
لكن ثقل الهزيمة لا يقاس بعدد الحروف كما يعرف محترفو الهزائم في شرقنا البائس، فقد تكفلت تلك الرسالة المقتضبة بإشعال الحرائق في كل قلب، وتقاسم الإنجليز شهقاتهم في كافة الميادين، وخزن كل بيت ما يكفيه من الحزن أشهرا.
وبعد أن حبس الإنجليز أنفاسهم في دكاكين الرعب ساعات كئيبة، عادوا ليتنفسوا الصعداء بعد أن تبين لهم أن الضباب الكثيف حجب نصف الرسالة السعيد: "... نابليون في ووترلو."
هكذا تعبث الروايات المبتورة بعصبيتنا وأحلامنا العريضة، وتزرع بين صدر الرسالة وعجزها فدادين من المشاعر المختلطة والأحاسيس المتضاربة. شتان بين النصر والهزيمة في عرف المتحاربين، لكن الرسائل الباردة تعامل الحروف في حيادية باهتة، فلا تميز بين وطنية وتبعية أو بين خائن وثائر.
وقد اكتشف أثر الرسائل المبتورة على الصدور المتحفزة محترفو التزوير الفضائي من أبناء العم سام، فاستخدموه أبشع استخدام وروجوا لفتنته في فضائياتهم التي تتحدث العربية وتنطق بلسان عبري مبين. فكانوا أصابع مورس وضبابه، لهذا سمحوا لنا بقراءة أنصاف الرسائل كي نفرح أو نحزن أو نثور أو نهدأ، وتحكموا في فصولنا، فجعلوها ربيعا كلها، ثم أسروا للراقصين حول جثث الرفاق بنصف الرسالة الحزين. وفجأة تحولت شوارعنا الربيعية جدا إلى عواصف خريفية لا تبقي ولا تذر، تكنس الشوارع والشباب والشجر.
بضغطة زر لم تكتمل عمدا، فرح الناس وهللوا، لأنهم لم يعرفوا أثر الضباب المتصاعد من آلة الحقد على أفهام الطيبين، ولم يعرفوا أن الحرب العقائدية قد استعرت، وأنهم حطبها والسعير، فذهبوا إليها لاهية قلوبهم يتأبطون ذراعا نصفه حرية.
بدأت الحرب في شوارعنا أيها الطيبون بضغطة زر من قناة مورس التي أنتجت وأنضجت نصف رسالة نيء لا يستطيع التاريخ هضمه، وحركت كاميراتها لترصد دقات قلوبنا وما تفعله بنا رسائلهم المبتورة عن نية وسوء طوية. لكن الرسالة التي كشفت عن بعض ساقها اليوم ستبدو يوما أكثر فظاظة حين يكتشف الناس في بلادي أنهم كانوا ضحايا ضباب إعلامي أسقط نصف رسالته وتركنا في ظلمات الخديعة نتلظي بربيعنا العبثي.

سامر العيساوي يقتحم موسوعة النضال بأطول إضراب عن الطعام في التاريخ


حملت الجامعة العربية اسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الاسير الفلسطيني المضرب عن الطعام سامر العيساوي ورفاقه وطالبت باطلاق سراحهم.

واشار بيان لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية إلى أن "قضية الأسير المناضل سامر العيساوي وزملائه هي تجسيد لظلم وقهر وغدر إسرائيل"، والامر "يتطلب تدخلاً دولياً واسعاً ودعماً قوياً ومساندة مستمرة من كافة المؤسسات ذات العلاقة بحقوق الانسان والضمائر الحية كافة في العالم أجمع انتصاراً للعدالة ودفاعاً عن الكرامة".
ويضرب العيساوي عن الطعام منذ آب/أغسطس 2012 احتجاجاً على إعادة إعتقاله بعد خروجه في إطار صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في أواخر عام 2011.
واعلن نادي الأسير الفلسطيني أن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية اضربوا الثلاثاء عن الطعام ليوم واحد تضامناً مع أسرى آخرين مضربين منذ فترة طويلة.

''لن انتظر شاليط آخر لأنال حريتي، بموجب صفقة لا يحترم بنودها المحتل، سأنتزعها بالإضراب عن الطعام''.. هذه هي كلمات للأسير المضرب عن الطعام ''سامر العيساوي''، الذى يضرب عن الطعام في رقم قياسي بلغ 112 يوماً، فقط من أجل الحرية والكرمة.

الحياة في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليست حياة، وكذلك الحياة لـ''العيساوي'' ليست لقمة عيش وإنما كرامة وإحساس وتحمل، مائتي يوم أضربها عن الطعام ثم المياه في سبيل الإفراج عنه، كونه أحد محرري صفقة وفاء الأحرار، وقد أعاد الاحتلال اعتقاله بعد مرور أقل من عام على الإفراج عنه.

ويعتبر إضراب ''العيساوي'' هو الأطول فى العالم؛ معاناة لم يتحملها جسده النحيل حتى جعلته أسير لـ''كرسي'' متحرك لا يقوى على الوقوف، ووسط تخاذل من ضمير العالم الذى لم يحرك ساكناً أمام المضرب عن الأكل سوى بالصمت؛ لا يملك ''العيساوي'' سوى قبضته وابتسامته أملاً في النصر.

المعركة للأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية تنحصر بين خيارين، إما الحرية وإما الموت، إنها معركة ''البطون الخاوية'' بين الأسرى والمحتل؛ لا أسلحة ولا ذخيرة يحاربون بها سوى فراغ البطون، هي سلاحهم الوحيد في وجه العدو.

''العيساوي'' ليس وحيداً في هذه المعركة؛ فقد بدأ قرابة 800 أسير فلسطيني، اليوم إضراباً عن الطعام تضامناً مع ''العيساوي'' وزملائه المضربين منذ شهور عدة، واحتجاجاً على طريقة تعامل إسرائيل معهم، وعدم تنفيذها للعديد من مطالبهم.

''الموت أفضل من حالة الموت البطيء التي يعيشونها، والإذلال المتعمّد لهم في السجون الإسرائيلية''.. هذا حال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؛ لا يجدون سوى الإضراب كنوع من الاحتجاج على سياسة الاعتقال الإداري وتأجيل المحاكمات؛ حيث رفعوا شعار ''الإضراب حتى الموت أو الحرية''.

تستطيع أن تصف حياة ''سامر العيساوي'' وزملائه بأنها ''موت حقيقي''؛ حيث يتعرض الأسرى إلى تلف في الخلايا الدماغية، وعدد من أعضاء جسدهما، ليدخل ''العيساوي'' إلى حرب ''تكسير عظام'' بينه وبين سلطة الاحتلال.

ولم تكتف قوة الاحتلال الإسرائيلي بمعركة الجوع مع الأسير سامر العيساوي، لكنها قامت باحتلال منزله في حي العيساوية في القدس الشرقية المحتلة واعتقلت شقيقه.

مطالب الأسرى تتلخص في حياة كريمة؛ حيث يتعرضون للكثير من عمليات القمع؛ مثل عدم وجود فرش وأغطية نوم كافية، وكان على المعتقل أن يقوم مبكراً من فراشه ويرتب ''بطانيته'' ويجلس في وضع معين طيلة الوقت، ولم يكن الطعام كافياً أو شاملاً لمختلف المتطلبات الغذائية الضرورية للجسم، وطالما تعرض المعتقلون للإهانات والسباب والإذلال بالإضافة إلى الحرمان وسوء ظروف المكان وقسوة المعاملة، وطول فترات العزل وتعدد أشكال العذاب والعقاب، والحرمان من زيارة الأهل.

''يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة.. حطم قيدك أجعل لحمك جسر العود''.. هكذا كانت رسالة أحد الشباب المصريين عبر موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' إلى الأسرى الفلسطينيين في محبسهم، وقال آخر: ''بالروح بالدم نفديك يا أسير''.

''أمعائك الخاوية رمز كرامتنا''.. هذه كانت رسالة ألتراس نادى الزمالك إلى الأسير المتضور جوعاً من قلب الاستاد، كما أعلن أربعة من الشباب في مصر الدخول في إضراب عن الطعام لليوم الثالث على التوالي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال .

الحسناء السورية والوحش .. الأساطير تهاجم الأساطير بالسواطير التلمودية


بقلم ىنارام سرجون 
عندما أمرّ على صحف العرب وكتّاب العرب أعرف ماذا يعني أن الأمم الفقيرة بالنخب لاتستطيع خوض المواجهات الفكرية الطاحنة مع الأمم الأخرى ..المواجهات الفكرية تحتاج الى عقول لاتمسك بها العواطف ..وعقول لاتمارس العناد الفكري ..وعقول لاترى امتطاء الحقائق لجياد العقل الجامحة اهانة لها لاتقبلها عزة نفسها فتصرّ على نبذ الحقائق .. ويصل الأمر ببعض الكتّاب أنهم ماعادوا يكتبون عن الواقع بل صاروا يكتبون بطريقة رواية الاساطير ومبالغاتها وقسوتها ومفاجآتها ... انفصل المثقفون العرب عن الواقع تماما وأصابهم الربيع العربي بلوثة "التأسطر" .. وصارت قراءة بعض كتابات مثقفي العرب مغامرة لأنها عملية مواجهة بين العقل والأسطورة ..والمشكلة الكبرى أن عددا من القراء العرب أيضا يميلون لتصديق الأسطورة ..لأن العاطفة لا العقل من يعمل ..ولأن العناد يحل محل العاطفة عندما تتنحى للعقل .. فالأسطورة تنتشر لأن الاسطورة يقرأها عشاق الأسطورة والحكايات .. 
لاأدري من أين جاءت الأساطير وكيف ألهم كتّاب الأساطير القديمة فكانت الاسطورة الاغريقية عن حروب وصراعات الآلهة مثل بوسيدون اله البحار وهيرا الهة الزواج وديميتر اله الزراعة والخصب وأريس اله الحرب والانتقام وأفروديت الهة الحب والجمال ووو.. ولاأدري ان كانت قصص الاغريق القدماء هي قصص عن أناس حقيقيين لكن ألبست لبوس الأسطورة عندما حدثت لدى الاغريق "ثورة" .. أو "ربيع" اغريقي وظهر كتاب ثورجيون اغريق فكتبوا الأحداث بلغتهم... لكن ماأعرفه ان ميثولوجيا الاغريق كتبها كتّاب عقلاء نبلاء لتخليص العقل من سطوة الأسطورة المجنونة ولتعليم العامة القيم والأخلاق .. أما كتّاب العرب فيكتبون الأسطورة للسطو على العقل ولتخليص العامة من الأخلاق وزرع الشر والغباء .. وتتميز أساطيرهم بسيلان لعاب برنار هنري ليفي اللزج على كل سطورها ..ووجوه أبطالها .. ولاأملك الا أن أهنئ برنار هنري ليفي على هذه العبقرية في ابتكار أسطورة من الهواء سيسجلها له التاريخ وستجعل هنري كيسنجر تلميذا صغيرا لديه... 
كيسنجر كان يعرف هشاشة المجتمع العربي ويصفه أنه مجموعة خيام وفي كل خيمة شيخ ..ونصح بأن يتفق الغرب مع شيخ الخيمة وينسى شعب الخيمة .. فالشيخ هو كل شيء ...لكن برنار هنري ليفي أثبت أنه يعرف أكثر من كيسنجر ..فهو يعرف النخبة العربية وأهل الخيمة بحذق ويعرف شقوقها وهشاشتها ويعرف كيف يحول مزاجها ويركبه ...ومن يعرف النخب يركب على شعوب النخب ... فصمم لهم ليفي أسطورة الربيع العربي لتأكل أساطير المقاومين العرب من الرئيس جمال عبد الناصر الذي هدم ثورجيو ليبيا نصبه وتمثاله بعدما جرجروا العقيد الجريح كالوعل الجريح وفتكوا به كالضباع الهائجة .. وتمكن برنار هنري ليفي بعبقرية توجيه الاسطورة المجنونة التي صممها ليصدم بها أسطورة عظيمة هي أسطورة المقاومة وأسطورة تحالف الشرق بين الرئيس بشار الأسد والرئيس أحمدي نجاد والسيد حسن نصرالله .. فلحقت بأسطورته غوغاء المثقفين العرب .. تغني للأسطورة .. كي تسحق الأسطورة .. 
ان كل مايكتب عن الربيع العربي لايستحق أن يقرأ لأن فيه القليل القليل من العقل والحكمة وفيه الكثير الكثير من "فوضى الحواس" وهياج العاطفة .. ولايستحق أن يرمى بنظرة أو التفاتة .. انها الرثاثة والعبث ... انها الكتابة العمياء ..وكتابة الأميين ... ويحتاج القارئ الى أن يتوضأ وأن يبسمل ويتعوذ من الشيطان الرجيم بعد كل قراءة عن ربيع العرب والثورة السورية لما فيها من أساطير ووحوش لاوجود لها الا في مخيلات البلهاء وعشاق الأساطير .. 
فحتى هذه اللحظة كتب الكثيرون عن وحشية الجيش السوري ووحشية الفرقة الرابعة قصصا لم يكتبها قبلهم أي كاتب أساطير .. وكتبوا عن صراخ المدنيين وعن مذابح وقصف مدفعي وبالدبابات وبالسلاح الكيماوي وعن انشقاقات عشرات آلاف الجنود وعن الدولة التي قتلت الجميع وعن تفجيرات نسبوها للدولة التي تفجر مقراتها الأمنية ومدنها وتنسف اقتصادها وعن الدولة المجنونة التي تريد اشعال حرب طائفية لتحمي نفسها وعن مقاتلين لحزب الله يموتون في شوارع الزبداني وعن الآلاف من حرس ثوري ايراني يقاتلون الشعب البائس .. انها فن كتابة الأسطورة المجنونة بكل مافيها من خيال لكنه الخيال القاتل الذي يكتب أسطورة الشيطان . 
كي تفهم الأحداث السورية لايستطيع عقلك الذي تعلم الرياضيات والهندسة والجبر والأدب والأخلاق والشعر والتاريخ طوال عقدين على الأقل أن يفهم شيئا من الحدث السوري لخلطه بالأساطير وسيحتاج عقلك الى حرق طن أو طنين من وقود المنطق وأن يكون قد قرأ شيئا كثيرا عن تفكيك الاسطورة كي يعرف التعامل مع هذا الطوفان من الأساطير الذي يجعل كتّابا في مصر مثلا يجلسون في مكاتبهم - بعد انجاز الثورة المصرية - ويستعيدون أمجاد حرب أكتوبر بتوجيه الضربة الجوية "الأولى" على "النظام السوري" بدل اسرائيل وهم لايتزحزحون عن مقاعدهم ولايأتون الى سوريا (لأن سوريا تأتي اليهم عبر الجزيرة وبعض الكذابين المعارضين) ولايعرفون عن الحدث السوري الا كما يعرف منصف المرزوقي (رئيس تونس) عن تقطيع زينب الحصني التي ظهرت حية ترزق بعد أن انفعل وبكى عليها الشيخ المرزوقي بطريقة مخجلة على منصة الجزيرة وهو يتهم الأمن السوري بتقطيعها .. دون أن يعتذر عن تلك التهمة كأي عاقل يحترم نفسه ليصير بعدها رئيسا لجمهورية كما يحدث في الأساطير التي تحكي عن البلهاء الذين صاروا فرسانا .. 
عندما نستمع لفنانين أو لنخب مثقفة مثل حمدي قنديل وعبد الحليم قنديل وفهمي هويدي وغيرهم نعرف أن النخب المثقفة العربية لديها ماء.. لكن ماءها ضحل وطيني وعكر .. ليس له عمق فكري ولامنسوب .. وفكرها راكد تعيش فيه الضفادع النقاقة .. وأن أغلبهم يكتب دون أن يفكر ودون حتى أن يغامر بالبحث عن الحقيقة .. فيكتب لجمهوره الاسطورة دون أن يدري..ويحشو عقول قرائه بالماورائيات الثورية.. فقلمه مربوط بحصان عاطفته الذي يجري بعيدا عن حصان عقله. 
فهمي هويدي مثلا كتب منذ أيام يعتذر للشعب السوري الذي يذبحه النظام ولايفعل العرب له شيئا .. وكلامه بالطبع فتوى للجهاد ليس لما تضمنه من الأكاذيب والأضاليل بل لما افتقده من الموضوعية والأمانة وزخر به من الدموع .. فهمي هويدي تحول مثل غيره الى راو للأسطورة والى كاتم صوت في أسلحة الثورجيين ..هم يطلقون الرصاص وهو يكتم صوت الرصاص .. بل اجتهد كاتم الرصاص هويدي وطور نفسه ليكتم قلمه صوت انبجاس الدم السوري البريء من الأعناق بسكاكين المكبرين الثورجيين .. وأصيب هويدي بعمى الألوان فالدم الذي يسفكه الأمن السوري أحمر قان لزج ساخن طاهر لاينسى ...أما الدم الي سفكه الثورجيون بجنون والذي لو سكب في نهر النيل لتغير اسمه الى نهر "الأحمر" فان فهمي هويدي لايراه لأن دم الأغيار (الغوييم) ماء شفاف يتبخر أو أنه نفط خفيف سريع الاحتراق في الاعلام الخليجي الذي يتأرجح فيه هويدي وينام في سريره قرير العين ..انها نفس طريقة الكتابة الاسطورية للتلمود اليهودي عن الغوييم والشعب المختار ..الثورجيون صاروا الشعب المختار .. وباقي الشعب السوري هو "غوييم" فهمي هويدي ..الذي صرنا نقرأ اسمه فهمي يهودي ...انها الاسطورة الجديدة يكتبها لنا برنار هنري ليفي بأقلامنا العمياء ...والله أكبر ...يا أمة الاسلام.. 
كتّاب التلموديات الهويدية الذين كتبوا لنا عن الربيع العربي والجيش السوري كانوا في رواياتهم كأنما يكتبون عن اليهود عندما دخلوا أرض كنعان ..فمثلا ذكر سفر يوشع "انهم قتلوا بحد السيف جميع من في المدينة من بشر وحيوانات ثم زحفوا الى مدينة «عاي» الكنعانية فقتل يوشع وقومه كل من في المدينة البالغ عددهم حوالي 12 ألف نسمة".... 
لن أتوقع من هويدي أن يعتذر للسيد حسن نصر الله على حملة التزوير والتضليل والافتراء على شخصه والحاق الاهانة به واتهامه بالقتل والاعتداء على انجازات المقاومة .. والعمل المتواصل لقتل اسطورة هذا البطل ..فهمي هويدي الذي بكى بكاء مرا على خذلان الشعب السوري لم يبك على خذلان حلم السيد حسن نصرالله بقهر اسرائيل في عقر دارها..وقد كان قاب قوسين أو أدنى ..فأنقذها ربيع العرب وكتّاب أساطيرهم.. 
يخطئ من يعتقد أننا نريد من السيد هويدي وأمثاله أن يعتذروا منا لكننا نطلب منه أن يعتذر من أستاذ اللغة العربية وأستاذ التاريخ وأستاذ الجغرافيا ومدرسي الأخلاق الذين درسوه ..وأن يعيد امتحانات الثانوية عله يعرف شيئا عن المنطق الذي يبدو ان بهجت الأباصيري ومرسي الزناتي هما من يعلّمان المنطق في مدرسة فهمي هويدي الأخلاقية .. ألا تستحق دمعة واحدة من أم شهيد سوري "غوييم" ذبح بيد المسلحين الأشاوس أن يريق عليها هويدي ومثقفو "شعب الله المختار في بابا عمرو" من كتّاب الأساطير حرفا ؟؟ ألا يستحق جدّ رسول الله هاشم الذي يرى هويدي قبره يغرق في الظلام وتنقطع عنه الكهرباء في غزة ولاتستطيع كل جحافل الاسلاميين العرب المنتصرين في شمال افريقيا وعلى تخوم غزة أن تنير عتمته .. ولم تستطع ايقاد شمعة واحدة في غزة ..فيما الثورجيون يشعلون كل النار في محيط اسرائيل .. ويشعلون الجحيم في المشاعر 
كنت دائما أقول ان النخب هي التي تقود قاطرة الصراعات ..وأن مايحدث من صراع بين الشرق والغرب هو صراعات النخب مع النخب .. فالنخب هي التي تستطيع بناء المجتمع السليم ..وكنت دائما منحازا الى النخب العربية التي أصغيت لها وهي تشتكي وتثرثرعلى مدى عقود عن الديكتاتوريات لأنها حطمت انسانية الفرد في المجتمع المقهور ولأنها تبني عبودية المواطن المريض نفسيا فيما تحاول هذه النخب اعادة بنائه وشفاءه ..وصفقت لها أكثر مما كان يصفق جمهور أم كلثوم لمقاطع أغانيها وكنت أقول: هذه النخب هي من تستحق أن يقال لها "عظمة على عظمة ياست" وهي تنشد نشيدها المزمن بأن "بلدا لاينعم فيه المواطن بالحرية لايستطيع أن يتحرر من احتلال" .... 
لكن ماحدث هو أن هذه النخب كلها كانت نخبا هشة والاستماع لأم كلثوم فيه فائدة أكثر وراحة ضمير .. فقد سقطت هذه النخب في امتحان مواجهة الأمم وتبين أنها نخب لشرب الأنخاب والخطابات وأنها هي السبب في المأساة وأنها مصنع الديكتاتوريات والفشل في الانتقال الديمقراطي وأن شكواها من القمع كانت لأنها تريد هي أن تمارس القمع على طريقتها كما تفعل الآن .. حجم الهزيمة الثقافية المجلجلة هائل واستسلام جنرالات الثقافة العربية بالجملة لهذه الحملة الفكرية الثقافية في الربيع العربي مهين وشائن ومروع ويشبه هؤلاء الجنرالات جنرالات الجيش العراقي الذين كانوا يستسلمون بعد سقوط بغداد دون قتال ... لمجرد رؤية تمثال سقط .. 
هناك حالة من الطفولة والصبيانية وقلة الوعي من النخب في التعامل مع الربيع العربي ومع الحدث السوري تحديدا .. فهناك نوع من المساهمة ببناء الأساطير ونوع من التكرار لمقولات العامة والرعاع بل وخشية من رفع الصوت بكلمة منصفة ...وهناك تحرير لمشاعر الانحطاط ودفع نحو "حيونة الانسان" .. 
نعم هناك عملية مقصودة لاطلاق لمشاعر البهيمية .. أنا لاأصدق مثلا كيف أن كل عتاولة الثقافة العربية ومثقفي المجلس السوري الوطني والمثقفين العرب لم يتنبهوا الى خطورة اطلاق مشاعر العامة بتبني لغة الاسطورة ولغة الصورة .. ولغة اليوتيوب ..وباشاعة الأساطير عن تناطح الهلال الشيعي مع السنّة وتوزيع صور الموت والدم حتى على الأطفال وترويجها في مواقع الثورجيين وموبايلات الشباب والمراهقين بحجة فضح نظام قمعي .. بعض فعاليات الثورة كان يباهي بنشره صورا كثيرة لمشاهد الموت البطيء المعذب وللجثث المعذبة دون دليل أو تحقيق عن صحتها ... نعم انك بالصورة قد تشنّع على نظام وتدينه لكنها ستحول مشاعر الناس لدى جمهورك نفسه الى غرائز وانفعالات غير منضبطة .. وللأسف دفعت بمؤيدي الدولة في سوريا من منطق الرد بالمثل والصورة بالصورة والدفاع عن النفس الى اطلاق ألبوم مخيف عن صور العنف والفظائع التي يمارسها الثورجيون ... 
لو كانت الثورة تعنى بشعبها ولديها عقول تفكر لما سمحت على مواقعها وفضائياتها بنشر ثقافة الصورة المرعبة الدموية في مجتمعاتها ولحاولن جهدها ابعاد العنف وثقافته .. فمثلا هل رأيتم صورة واحدة لجثث أو ضحايا تفحمت في أحداث سبتمبر في أميريكا أو بعد تفجيرات لندن أو مدريد لتحرض الغرائز على العرب؟؟ لم تسمح النخب الثقافية الغربية بنشر صور الرعب والموت في مجتمعاتها رغم انها كانت ستزيد من منسوب الكراهية للعرب والمسلمين واكتفت النخب هناك بالحديث المطوّل عن الدمار والموت وصور الغبار وثقافة حكم الشريعة وقطع الرؤوس .. ومافعله الثوار العرب أنهم جعلوا ثقافة صورة الموت والدم جزءا من النفسية الجديدة للجيل الجديد وتم بناء جيل سيكون غير سوي نفسيا وانحرافا نحو العنف والجريمة السهلة لأن التراشق بالصور العنيفة بين الطرفين كان منصة لانشاء الاعتيادية على مشاهد العنف والقبول بها والاستسلام لها كأمر طبيعي بعد أن كانت محط استهجان واستغراب ولاتصديق ان تحدث في سوريا .. 
فعلى هؤلاء المثقفين أن يتوقعوا نهوض مجتمع عنيف اعتاد لغة العنف .. وبدأ ياكل نفسه وأبطاله ..ولن تضبطه عملية ديمقراطية ولاحريات السوربون ورومانسيات سمر يزبك ورزان زيتونة .. وهذا الأمر بالطبع لن يلقى عناية أعضاء مجلس استانبول لأن أبناءهم لن يعيشوا في سوريا مهما حدث بل سيبقون مثل أبناء المعارضين العراقيين الذين بقوا في الغرب ورفعوا دعاوى ضد ترحيلهم بعد سقوط صدام حسين لأنهم يعرفون أي مجتمع أطلقته الحريات المجنونة والتحرير بتفجير المشاعر الانسانية .. 
صارت الأسطورة الطليقة المجنونة تأكل الاساطير الحقيقية وتأكل كل أعداء اسرائيل واحدا واحدا .. فثورجيو ليبيا هدموا نصب أسطورة عربية جميلة هي تمثال عبد الناصر ..فيما بدأ ثورجيو سوريا تمردهم من أجل قانون الطوارئ والمادة الثامنة في الدستور وانتهوا الى احراق صور أسطورة عربية هي حسن نصر الله وبدؤوا يذبحون من يخالفهم رأيهم حتى لو كان مؤمنا تقيا مثل الشيخ أحمد صادق خطيب جامع أنس بن مالك في دمشق ..لأن من يشرف على الثورة ليس مؤهلا لقيادة جمهور ولامدرسة ابتدائية ..ولأن النخب التي تكتب للثورة من المحيط الى الخليج نخب جوفاء لاتعرف الفرق بين الكتابة والخطابة والعزف على الربابة 
وعمل الحجابة..ولعل الأهم أن كاتب الأسطورة الحقيقي هو مرشح الرئاسة الاسرائيلي ..برنار هنري ليفي 
مافعله كتّاب أساطير الثورة ببعض الناس لايغتفر وستأتي بهم كتب التاريخ للمحاكمة لأنهم حولوا الناس الى وحوش آدمية ..هذه الصور المروعة التي كان الثوار يروجونها والمقالات المنحازة الى دم دون آخر التي كانوا ينشرونها بحجة التشنيع على النظام كثير منها كان مفبركا وكثير منها تم بيد الثورجيين أنفسهم بل ان الانحطاط بلغ حدا أن بعضها كان مسروقا بوقاحة من جرائم صبرا وشاتيلا ودير ياسين الفلسطينية وصارت اسرائيل تلقي بارثها الدامي علينا لتنظفه لها ثوراتنا وتنسب صور جرائمها لنظام الرئيس الأسد حتى تجرأ الثورجيون وقالوا ان الجيش السوري لايساوي رباط حذاء جندي اسرائيلي .. فدارت عنفة العنف ..وكل طرف يلوم الآخر ...ولكن ماحدث أن مايسمى "الثورة" ولغياب القيادة الرشيدة والنخب الواعية ولاختراقها من قبل المخابرات الغربية لم تعر بالا الى هذه العملية في بث الأساطير التي تخلق وحوشا لايمكن ضبطها والسيطرة عليها... 
والغرب نفسه طبعا يشارك في هذه العملية الهوليوودية الضخمة في صناعة الاسطورة الهوجاء العربية .. ومن الأمثلة الصارخة على تغليف الحدث السوري بالأسطورة هو مقالة صحيفة التايم البريطانية عن "زوجة الطاغية" .. فالصحف الغربية تعرف أن قراءها لاتجذبهم أخبار العالم الخارجي الا اذا تمت صياغتها بطريقة تجعل عين القارئ لاتترك المقال قبل أن تتركه ..ولايوجد مقال عن سوريا لايطعّم بنكهة الأسطورة والعجائبية .. فمن يقرأ مقالة "زوجة الطاغية" يحس أن الصحيفة تعرف أن الحكايات والميثولوجيا هي التي تجذب الناس أكثر من لغة التقارير الرسمية .. ومن يقرأ تلك المقالة يحس أنه يقرأ حكاية "الحسناء والوحش" الشهيرة انما تتلاعب بالقصة وتنزع صفات النبل عن وحش سوريا وتجعله طاغية يكرهه القارئ .. فزوجة الطاغية وهي السيدة أسماء الاسد تقدمها الصحيفة على أنها وديعة رقيقة كالحرير نشأت في بيئة وديعة وتنسمت هواء الحرية والديمقراطية وسط ملائكة المجتمع البريطاني الى أن تزوجت طاغية قاسي القلب ومصاص دماء قلب حياتها وهي الآن تعاني وتكتم في نفسها وتبكي في سرها على حمص ولاتجرؤ على البوح .. ومن يقرأ المقال لايجد الا عبارات غامضة ورواة مجهولين لنقل التفاصيل من مثل "ويقول مقربون منها" ويقول بعض الجيران ..ويقول صديق لايمكن التصريح باسمه الحقيقي .. رواية عاطفية سخيفة ستقرؤها كل ربات البيوت الانكليزية لانها مسلية ..لكننا نعرف ان الوحش الاسطوري الذي تتحدث عنه التايم هو انسان راق ..وشفاف ..ومتنور ..ويحمل قلبا نقيا ...ومع هذا فهو يقاتل بشراسة هكطور الطروادي ..عندما يواجه عدوه أغاممنون المتكبر المغرور... 
وأما من يقرأ تقرير صحيفة الايكونوميست البريطانية عن سورية فيعتقد أنه يقرأ من مذكرات جبهات القتال في الحرب العالمية الأولى والثانية حيث فرق الجيوش تسحق المدنيين المسلحين تسليحا خفيفا وتهرسهم الدبابات..أساطير في أساطير في أساطير .... 
ولمن يعشق قراءة الأساطير سنحكي له قصصا بابلية عظيمة وكنعانية مليئة بالخير ....سيكتب كتاب الأساطير الحقيقية يوما عن صراع دار بين شعب هدد (أو حدد) .. وهو اله العواصف والأمطار عند السوريين القدماء الذي كان يتجول على عربات السماء ويجلد الغيوم لتمطر ويزمجر فيقصف صوت الرعد ..(وكان معبده القديم في دمشق في مكان الجامع الأموي بالضبط .. وأما معبده الكبير في حلب فكان على أعلى مكان فيها وهو النجد الذي نهضت عليه قلعة حلب الحالية) ...هذا الشعب هاجمه هبل (اله الزيت والنفط ) .. وتداعى الى المعركة لنصرة هبل آلهات كثيرات مثل آلهة الخيانة والغدر "غطر" وآلهة الحقد "بندر" وآلهة الكذب وآلهة الدم .. وآلهة الغاز وآلهة المال وآلهة الفضائيات ..وكان يقودهم يهوه وآلهة الغرب وآلهة الشرق وآلهة بان كيمون ... 
لكن الاله "أنو" اله السماء السومري والاله آشور والاله انليل (اله الربيع والهواء) ..وعشتار آلهة الحب والجمال ..وآلهة الكوثر ..واله الثلج والبرد القارس السيبيري .. واله اللون الأصفر وأسوار الهيمالايا .. كلهم أطفؤوا الحرائق التي نفخها من فمه اله الزيت والنفط والغاز والدولار ...وقامت عشتار بنشر الحب حيثما وقع لهيب النفط والزيت والدم ...وكان "انليل" ينظف الربيع الأخضر من الربيع الأسود المتسخ برائحة الدم يساعده اله الثلج والبرد القارس ...وكان انليل ينفخ على الغبار والهباب والدخان ويعيد الربيع الأخضر ...ظل ينفخ حتى جاء آذار ...نعم في آذار..ستتزوج عشتار .. من اله الرعد والأمطار .