12 فبراير 2013

ارحلوا ..... بقلم عبد الرازق أحمد الشاعر


بعد تفجير البرجين التوأمين في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، طالب عدد من الفنانين التشكيليين ومن بينهم ريناتا ستي وفريدير شنوك، بتغطية كافة مباني نيويورك التي شيدها الغرباء بستائر سوداء، وإعادة تمثال الحرية إلى فرنسا.
فأي حرية تلك التي تجر وراءها ذيولا من الخراب، وتحصد أرواح الشباب حصدا كأنهم عناقيد عنب في كرمة يابسة؟ وأي رخاء ذلك الذي تعدنا به الأصابع الممتدة بالمولوتوف والمعونات المشروطة بالذل؟ وأي رجال نحن حين نستبدل أمننا بنصب تذكارية لشهداء لا يعرفون فيم قتلوا ومن نكل بهم؟
كلما نظرت إلى المشهد العبثي الذي تعيشه مصر هذه الأيام، تذكرت صرخة القذافي المدوية عند باب العزيزية وهو يلوح بيده قابضا على خيط من سراب: "ثورة .. ثورة!" هي الثورة إذن أيها الباحثون عن خيوط السراب في فدادين المدن المؤجرة. هي الثورة ضد الشوارع وخطوط المترو وعابري السبيل ومعاشات الأرامل وبيوت الصفيح. بارك الرب ثورتكم ضد التاريخ وضد الوعي وضد الجغرافيا وضد البقاء ولو على كومة من حطب. لوحوا أيها الثوار جدا بسيوفكم المسننة في وجه مستقبل أبنائنا، وعودوا إلى دياركم الخراب وأنتم ترددون أناشيد الحرية رافعين أصابع النصر.
كنا نرفع ذات أمس أيادينا المتوضئة بالدعاء، ونمدها بزجاجات المياه الباردة لنطفئ ظمأ اليأس في قلوب رفاقنا، وكنا نشكل سلاسل بشرية لصناعة الحلم - يرفع القبطي حجرا، فيتناوله المسلم من يده ليبنيا كعبة صغيرة تؤوي عظامهما اليابسة وهما يرددان "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم." واليوم تُرفع الأصابع نفسها بزجاجات المولوتوف لتلقي بها على المارة بغض النظر عن انتماءاتهم، لأننا صرنا نعبد عجل الحرية المصنوع من خبال، ونبيع جلود إخواننا بأكياس الذهب العابرة للقارات ونحن ننادي كاذبين: "ثورة .. ثورة!"
إنها ثورة باب العزيزية أيها المحاربون الأشاوس، ثورة ضد شعب لم يمتلك يوما من أمسه إلا الدَّيْن ولا يمتلك من يومه إلا القلق. ثورتكم اليوم أيها المغرورون بفضائياتكم تجاوزت سقف طيبتنا وشهامتنا ومحبتنا لتراب وطن نطمع أن يجد فيها أبناؤنا ذات يوم خيمة تحمي كرامتهم في زمن العري القادم.
بعد عامين من الحمل الكاذب، يخرج علينا الوطن فارغا من الأمل ومن الحنطة والزيت والدفء. بعد عامين من الصراع الدامي على كومة من حطب، لا يزال إخوة كرامازوف في الحكم والمعارضة يستعرضون خيباتهم أمام كاميرات الفضيحة ليظهروا للعالم سوءاتنا كلها دون ذرة من حياء. بعد عامين من الفشل الزؤام، يخرج المصريون حيرى لا يدرون إلى أي ميدان تحملهم أقدامهم المتعبة بعد أن أوقعهم حظهم العاثر بين قوسي خديعة ذات اليمين وذات الشمال.
بعد عامين من الهتاف والأمل، يخرج المصريون إلى شوارعهم خائفين يتخافتون بينهم، يحمل الواحد منهم كسرة أمل يابسة وكيسا من قلق. يخرج المصري اليوم إلى شوارع الثورة بائسا لا ليحتفل بسقوط ديكتاتور، ولا ليرقص في زفة تنصيب آخر، بعد أن تحول إلى ضيف غير مرغوب فيه من حكومة لا تستطيع تحمل أعبائه، ومن معارضة لا تستطيع تحمل تبعاتها.
ليت صانعي الثورة القادمين على ظهور أحلامنا العاجزة يحملون كاميراتهم ويرحلوا. ليتهم يحملون تماثيل الحرية التي نصبوها فوق كمائن الشتات فوق مدرعاتهم المرشوق في مؤخراتها بيارقنا العربية الخادعة ويعودوا بها إلى حاضنتهم البريطانية، فلقد ارتوينا ثورة وشبعنا حرية.
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

والحل يا ريس؟ بقلم محسـن صـلاح عبدالرحمن

حمادة مسحول الاتحادية ..اثناء ممارسته البلطجة ضد المتظاهرين
لم أكن فى حاجة للتيقن أنه ضمن العينة المُوظَّفة أو المستظلة بغطاء الأقلية المخربة، فالعنف الذى تمارسه هذه الأقلية فى الشارع والتخريب والتعويق للوطن، ذلك كافٍ تماماً عندى للتدليل على عجز هذه الأقلية ويأسها كذلك من حظوظها لدى الشعب، أتحدث عن واقعة «مسحول الإتحادية» التى جاءت لتؤكد لنا أن تلك الأقلية لا تريدنا أن نعيد هيكلة الشرطة، وتريد أن تظل تهاجمها كذلك!
بينما هذه الواقعة ومعها أحداث التحرش كذلك، بغض النظر عن سجل المسحول وتاريخه وبغض النظر عن غايات المتحرش بهن السياسية، وبغض النظر عمن دفع بالمسحول والفلول والبلطجية وأمثالهم، وبغض النظر عن «الرجال المفترضين» الذين لم تتوافر لديهم النخوة ليوفروا ابتداءً، الصيانة والحماية للفتيات والسيدات اللاتى شاركن فى تظاهراتهم كما لم تتوافر لديهم النخوة والشجاعة ليدافعوا فى النهاية ويزودوا عنهن وليقدموا المجرمين إلى العدالة، لا أن يوفروا الغطاء لهم!.. أقول كانت هذه الأحداث كفيلة عند كل مصرى شريف غيور، أن ينتفض للكرامة المصرية، مطالباً بسرعة إعادة هيكلة الشرطة، ومن ثم تطهيرها ومن ثم تدعيمها بدماء جديدة، وكانت كافية عند القليل من أهلنا فى البيوت، لم يكونوا على دراية بعد بمسوغات نعتنا لهذه الأقلية النخبوية، بالعجز وبالفلس وبالسذاجة، أقول أن ذلك كان كافياً للقطاع الصغير من أهلنا الكرام أن ينضموا وقد انضموا بالفعل إلى الأغلبية فى الدعاء على هؤلاء، فى البيوت وفى الشوارع وفى الأسواق، أن يهديهم الله أو أن يأخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر.
فهؤلاء السُذج ما يخرج منهم من تصريح إلا ويحمل فى طياته المسوغات الكفيلة بإثبات ما ننعتهم به، فمثلاً لا حصراً، فلقد أسموا جمعتهم الأخيرة بجمعة إسقاط الرئيس أو الرحيل أو ما شابه، طيب نعملهم إيه فى اللى انتخبوا الرئيس؟ ههههه!.. هذه الأقلية النخبوية المخربة لم يبقَ لها إلا أن ترفع يافطة يصحبها هتاف «العجزة يريدون إسقاط الشعب».
هؤلاء لا يفقهون فى السياسة ولا يجيدون لعبها، فمثلاً عن وثيقة الأزهر، قالوا أنها لا تحمل مضامين سياسية، لذلك وقعنا عليها لأنها وثيقة «قيمية» فقط، فقلنا حسناً، ولعلهم بدأوا مشواراً فى تربية النفس، ثم سرعان ما انسحبوا منها ههههه!..
إنسحبوا منها لأنها «قيمية» ههههه، لذلك نحييهم بجد، لأنهم متسقون مع أنفسهم.
هؤلاء لا يفقهون فى السياسة ولا يجيدون لعبها، ولكن وللأسف..
ولكن وللأسف فإن هؤلاء السذج استدرجوا الإسلاميين طوال عامين كاملين، فى جدالٍ ساذج عبيط، والخسارة تحملتها ومازالت، مـصــــــــر وشعبها المقهور.
ذلك الشعب المقهور الذى وقع ما بين أقلية عبيطة تكاد لا تمثل إلا نفسها ومعها إعلام كذاب اتفقا على أن يخربا معاً اقتصاد البلد، ومن الجهة الأخرى أقلية سياسية أخرى «طيبة» تمثل الأغلبية الشعبية، معنى ذلك أننا هكذا شعب فى «الطراوة» ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ما الحل إذاً؟
بالتأكيد، كانت ومازلت لدىَّ إجابات، مللت ومللتم معى تكرارها، ولكن اليوم سأكتفى فقط بما هو جزئى لكنه هامٌ وملح، فأقول:
يقيناً الأمر من عندى أيسر ألف مرة عما هو أمام الرئيس، فمن «إيده فى الميه مش زى إللى إيده فى النار» أعانه الله، ومع ذلك فإن جاز لى أن أنصح فأقول، أن هؤلاء وللأمانة ليس لهم عند مرسى إلا رجاء واحد معقول، وهو قانون يكرس نزاهة مطلقة للانتخابات الپرلمانية القادمة، عدا ذلك من طلبات فهى كلها «هراء» ومن يريد منهم تحقيقها، فليس عليه إلا أن يذهب إلى الشعب عبر الانتخابات القادمة بتنوعها.
وفى جميع الأحوال ومن الآن، على الرئيس أن يخاطب أهلنا فى بيوت مصر، ويوضح لهم التخريب الذى تقوم به هذه الأقلية التى تكره مصر وتكره أن تتحسن أحوالها على يد رئيس إسلامى، ومن ثم فعلى مجلس الشورى أن يسن قانوناً ينظم المظاهرات ويضبط الشارع المصرى، ويكفل حرية التعبير التى لا تعوق حياة أهل مصر ومعايشهم.
ويا دكتور مرسى، أنا أشهد أن الشارع والمواطن وعبر كثرة أخطائنا، أصبح متمرداً وأن علاجه يحتاج إلى تدرج وإلى عمل مكثف على التوازى على مستوى قطاعات الدولة كافة الاقتصادية منها والخدمية وبالتأكيد الأمنية، وكحلٍ عاجلٍ مؤقت، إصدر أوامرك بتأهيل دفعة مؤهلات متوسطة لتدريبها «ستة أشهر» على العمل الشرطى المنضبط بحقوق الإنسان، و«حقوق الوطن» كلك، للعمل كمندوبى شرطة فى الشارع المصرى، ومثلها دفعة منتقاة من المؤهلات العليا، كضباط، للعمل فى نفس المجال، وإلى ذلك الحين، اجتمع مع وزير الداخلية، لكى تتفقوا على تخيير أفراد الشرطة «المعاكسين»، بين التأييف أو التطهير، قولاً واحداً وبالقانون، وإن لزم الأمر فسن قانوناً بذلك.
يا ريس هذه الدماء الجديدة التى ستنضم للشرطة وفق اختيارٍ مهنىٍّ وسلوكىٍّ منضبطين بمعايير حاكمة، ستحقق غايات عدة تتعلق مباشرة بالأمن واستقراره، ولكن منها أيضاً، أن يرسخ فى وجدان القدامى، أن البديل موجود ومن ثم امتناعهم عن «لوى الدراع» وأن يعوا وبحسم أن ليس أمامهم إلا أن ينضبطوا.
يا ريس، أما أجهزة المعلومات الأمنية، فدورها الإيجابى هامٌ جداً ومؤثر، عندما يتحقق ولاؤها لمصر ونظامها المنتخب.
أما الشارع والمواطن، فسيتحسن كلاهما تدريجياً، مع الانضباط الأمنى والحسم عند الوقائع الصغرى أولاً بأول، وعندها سيعى من يفكر فى الإقدام على التخريب، أن العيون ترصده، وأن السجون متسعة، وبالقانون.
ومع ذلك أعود وأقول أن إللى إيده فى الميه مش زى إللى إيده فى النار، وأن على الرئيس اليوم ووفقاً للصورة وتفاصيلها التى قد لا نكون على دراية بها، أن يتصرف آخذاً باجتهادنا أو بعيداً عنه.
وفى النهاية، فلقد كنتُ مجبراً على الحديث فى الجزئى الذى لم أحب يوماً أن أتحدث فيه، بينما الاختراق السياسى الإجمالى لهذه الأقلية المخربة، لن يتحقق إلا بما تخلفنا عن اعتماده منذ شهووور، وهو العمل للناس عبر الأعمال الكبرى، عبر دولة مؤسسية مهيكلة ومتطهرة، ومبدعة، وهو ما سأكرر حديثى عنه فى الأيام القادمة بإذن الله.
أما «الـخـروف» عن حق وهو بالمناسبة تعبير مخفف، فهو كل من دعى أو نظم أو شارك فى مظاهرة، ولم يحمِ بنات مصر بل أى فتاة أوامرأة، من التحرش والاغتصاب.
mohabd55@yahoo.com

11 فبراير 2013

أيمن نور: إذا جاء رئيس ليبرالي لن يستمر 6 ساعات


قال الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، إن الدكتور محمد مرسي لابد أن يكمل مدته، مطالبًا جميع القوى المعارضة بمساندته في ذلك، مشيرًا إلى أنه إذا تم إسقاط مرسي وجاء رئيس ليبرالي لن يستمر 6 ساعات.
وقال نور في برنامج "بهدوء" أمس مع الإعلامي عماد أديب على قناة سي بي سي، إن الرئيس مرسي يفي بوعوده إذا جاءت في حدود صلاحياته، مشيرًا إلى أن العرقلة التي تتم في تنفيذ بعض القرارات تكون بسبب جماعة الإخوان المسلمين أو ذراعها السياسية الحرية والعدالة.
وأضاف: إذا كانت قوى المعارضة تكره الدكتور محمد مرسي فعليها أن تتركه يكمل دورته لأنه حال فشله ستضمن عدم المجيء برئيس إخواني آخر لمدة 20 عامًا على الأقل.
وانتقد نور أداء حكومة الدكتور هشام قنديل، مشيرًا إلى أن قنديل شخصية محترمة، ولكنه لا يصلح أبدًا رئيسًا للحكومة في هذه المرحلة وهذه الظروف، مشددًا على أن الدكتور محمد مرسي يتحمل نتيجة اختياره هذه.
وطالب نور جماعة الإخوان المسلمين بعدم المراهنة على فشل الآخرين، كما طالب القوى المدنية بعدم المراهنة على فشل الإخوان، مطالبًا كل تيار بتحمل مسئوليته تجاه الوطن في هذه المرحلة العصيبة.

"لا يصحّ إلاّ الصحيح" - صبحي غندور*


" لا يصحّ إلاّ الصحيح"، هو قولٌ مأثور يتناقله العرب، جيلاً بعد جيل. لكن واقع حال العرب لا يسير في هذا الاتّجاه، إذ أنّنا نجد، جيلاً بعد جيل، مزيداً من الخطايا والأخطاء تتراكم على شعوب الأمّة العربية، وعلى أوطانها المبعثرة. فهل يعني ذلك أن لا أمل في وصول أوطان العرب إلى أوضاع صحيحة وسليمة؟! أم ربّما ترتبط المسألة في كيفية التفاصيل وليس في مبدأ هذا القول المأثور! فإحقاق الحق، وما هو الصحيح، يفترض وجود عناصر لم تتوافر بعد كلّها في مخاض التغيير الذي تشهده الأمّة العربية. وبعض هذه العناصر هو ذاتي في داخل جسم الأمة، وبعضها الآخر خارجي، حاول ويحاول دائماً منع تقدّم العرب في الاتجاه الصحيح.
إنّ الانقسامات والصراعات الداخلية تحوم في أكثر من بلدٍ عربي، والمنطقة العربية تُخرَق سيادتها من قبل القوى الأجنبية، بعدما استنزف الأجانب أيضاً لعقود طويلة ثرواتها وخيراتها..
صحيحٌ أنّ للأطراف الخارجية، الدولية والإقليمية، أدواراً مؤثّرة في تأجيج الانقسامات، لكن ماذا عن مسؤولية الذات العربية نفسها عمَّا حدث ويحدث من شرخ كبير داخل المجتمعات العربية؟
ماذا عن مسؤولية المواطن نفسه في أيّ بلد عربي، وعن تلك القوى التي تتحدّث باسم "الجماهير العربية"، وعن المفكرين والعلماء والإعلامين الذين يُوجّهون عقول "الشارع العربي"؟!
فالتداعيات الجارية في أكثر من بلد عربي تحمل مخاطر وهواجس أكثر ممّا هي انطلاقة واضحة نحو مستقبل أفضل. ولعلّ أسوأ ما في الواقع العربيّ الراهن أنّه لا يحمل في سياق سلبياته المتراكمة ما هو مبعث أمل، ولو بعد حين. وخطورة هذا الأمر أنّه يفرز العرب الآن بين تيّارين: تيّار اليأس والإحباط وفقدان الثقة بنتيجة أيّ فكر أو أيّ عمل، وآخر انفعالي يحاول التغيير لكنّه فاقد للبوصلة أو المرجعية الصحيحة التي تُرشده لبناء حياة أفضل!
إنّ نقد الواقع ورفض سلبياته هو مدخل صحيح لبناء وضع أفضل، لكنْ حين لا تحضر بمخيّلة الإنسان العربي صورة أفضل بديلة لواقعه، تكون النتيجة الحتمية هي تسليمه بالواقع تحت أعذار اليأس والإحباط وتعذّر وجود البديل!. وكذلك المشكلة هي كبرى حينما يكون هناك عمل، لكن عشوائي فقط أو في غير الاتجاه الصحيح.
هناك من يعتقد أن العرب لم يصلوا بعد إلى قاع المنحدر، وبأنّه ما زال أمامهم مخاطر كثيرة قبل أن تتّضح صورة مستقبلهم، لكن رغم وجود هذه المخاطر فعلاً، فإنّ ما تشهده الآن بلاد العرب من أفكار وممارسات سياسية خاطئة باسم الدين والطائفة أو "الهُويّات الإثنية" سيكون هو ذاته، خلال الفترة القادمة، الدافع لتحقيق الإصلاح الجذري المطلوب في الفكر والممارسة، في الحكم وفي المعارضة. فقيمة الشئ لا تتأتّى إلاّ بعد فقدانه، والأمّة هي الآن عطشى لما هو بديل الحالة الراهنة من أفكار وممارسات سيّئة.
هذه ليست مجرّد تمنيّات أو أحلام، بل هي خلاصة تجارب الأمّة العربية نفسها في القرون الماضية، وهي أيضاً محصّلة تجارب شعوب أخرى، كالأوروبيين الذين خاضوا في النصف الأول من القرن الماضي حربين عالمتين دمّرتا أوروبا وسقط نتيجتهما ضحايا بالملايين، وكانت بين شعوب الدول الأوروبية صراعات قومية وإثنية وطائفية أكثر بكثير مما تشهده الآن المجتمعات العربية. رغم ذلك، وحينما توفّرت الظروف والقيادات والرؤى السليمة، طوت أوروبا صفحات الماضي المشين بينها واتّجهت نحو التوحّد والتكامل بين شعوبها، متجاوزةً ما بينها من خلافات في المصالح والسياسات، واختلافات في اللغات والثقافات والأعراق.
أوروبا شهدت أيضاً في النصف الأول من القرن الماضي تجارب فكرية وحزبية سيّئة، كالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، ودفعت القارّة الأوروبية كلّها ثمناً باهظاً لسياسات هذه التجارب السيئة. لكن هذا "النموذج الأوروبي" في التقاتل والتصارع أولاً، ثمّ في التكامل والتوحد لاحقاً، احتاج طبعاً إلى مناخ سياسي ديمقراطي داخلي، على مستوى الحكم والمجتمع معاً، ممّا سمح بحدوث التحوّل الكبير. فالمسألة ليست فقط انتخابات وآليات للممارسة الديمقراطية الشكلية لأنّها، إذا لم تقترن بثقافة ديمقراطية سليمة داخل المجتمع نفسه، قد تزيد الأمور تعقيداً، كما جرى في تجربتي ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية. 
أيضاً، فإنّ مسألة الحريات في الولايات المتحدة لم تنتعش وتزدهر في العقد السادس من القرن الماضي إلاّ بعد فترة "المكارثية" الظالمة في العقد الخامس. كذلك لم يصل "الأميركيون الأفارقة" إلى حقوقهم المدنية إلاّ بعد عقود طويلة من مواجهة الممارسات العنصرية ومن إحداث تغيير في ثقافة المجتمع الأميركي نفسه. فالدستور الأميركي العظيم يساوي بين كل المواطنين، مهما كان لونهم أو عرقهم أو دينهم، لكن المجتمع الأميركي لم يكن ناضجاً لتقبّل فكرة المساواة بين الناس كما نصّ عليها الدستور والقوانين الأميركية. وهاهو باراك حسين أوباما الإفريقي الأصل يحكم الآن ولفترة ثانية "البيت الأبيض". وفي هذا "النموذج الأميركي" دلالة كبيرة على أهمية وأولوية إحداث التغيير في المجتمع أولاً، وفي المفاهيم والتقاليد الخاطئة عند عامّة الناس، وليس فقط بالحكومات وبالدساتير وبالنصوص القانونية.
الأمّة العربية وأوطانها عطشى الآن لمثل هذه التحوّلات الفكرية والثقافية في مجتمعاتها، وليس فقط لتغييرات شكلية في الحكومات والقوانين. إنّ هذه التحوّلات المنشودة في المجتمعات العربية مماثلة لقيمة المياه لدى الناس، حيث تزداد قيمتها كلما اشتدّ الظمأ والحاجة اليها. لكن الأرتواء والري لا يتحصّلان بمجرد الحاجة اليهما، وإنّما بالجهد والسعي المتواصل بحثاً عن الماء، لا عن سرابه، فيما يُشبه الصحراء القاحلة. 
وهناك في التراث الفكري العربي المعاصر ما فيه "خارطة طريق" من أجل الوصول إلى ينابيع الفكر السليم والقدوة الحسنة من أجل بناء مجتمعات عربية صحّية، تستوعب اختلافاتها وتنوعاتها وتقبل وجود "الآخر" وحقوقه ودوره المشارك كمواطن في وطن يقوم على مفهوم "المواطنة"، لا على مفاهيم "الأكثرية والأقلية". 
إنّ إعفاء النّفس العربيّة من المسؤوليّة هو مغالطة كبيرة تساهم في خدمة الطّامعين بهذه الأمّة والعاملين على شرذمتها، فعدم الاعتراف بالمسؤوليّة العربيّة المباشرة، فيه تثبيت لعناصر الخلل والضّعف وللمفاهيم التي تغذّي الصّراعات والانقسامات.
فأين العرب الآن من المكوّنات الأساسية لمجتمعاتهم، والتي تقوم على الفهم الصحيح للأديان وعلى مزيج من الهويتين العربية والوطنية؟. الرسالات السماوية تدعو إلى التوحّد ونبذ الفرقة. والعروبة تعني التكامل ورفض الانقسام. والوطنية هي تجسيد لمعنى المواطنة والوحدة الوطنية. فأين العرب من ذلك كلّه؟
إنّ غياب الفهم الصّحيح للدّين والفقه المذهبي ولمسألة الهُوية وللعلاقة مع الآخر أيّاً كان، هو المناخ المناسب لأيّ صراع طائفي أو مذهبي أو إثني يُحوّل ما هو إيجابي قائم على الاختلاف والتّعدّد إلى عنف دموي يُناقض جوهر الرّسالات السّماويّة والفهم السليم للهُوية الثقافية العربية، ويحقّق غايات الطامحين للسيطرة على العرب وعلى أرضهم ومقدّراتهم!.
أمَّة العرب تعاني الآن من عطبٍ في الداخل، ومن تهديدٍ من الخارج. لكن عدم علاج الضعف وإصلاح العطب سيهدّد هذه الأمَّة بالتحوَّل إلى أمَّةٍ مستباحةٍ أرضاً، ومتصارعة شعوباً، حتّى زمنٍ آخر يُصحَّح فيه ما هو خطأ قبل أن يتحقّق الصحيح!
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن.

فيديو.. باحث مصري يتسبب في أزمة لقناة العالم الإيرانية



أكد الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد محسن أبو النور، أن ثورة الخامس والعشرين من يناير ليست ثورة إسلامية، موضحا "لا يمكننا اعتبار ثورة شباب يناير إسلامية لأنها لم يقدها رجال دين ولم تتبنى في بدايتها أفكارا إسلامية". 
أبو النور أضاف في حوار له أجرته قناة العالم الإيرانية مساء أمس الأحد بمناسبة الحديث عن الذكرى الـ 34 للثورة الإيرانية "أن الإيرانيين استفادوا من تجربة الضباط الأحرار في 1952". 
تصريحات أبو النور المخالفة لرغبة التلفزيون الإيراني اضطرت مذيعا النشرة إلى إيقاف البث المباشر معه؛ بسبب ما اعتبروه معاكسا لتوجه القناة. 
ويظهر في الفيديو صوتا جانبيا يلقن مذيعا النشرة سؤالا عن تأثير الثورة الإيرانية على ما وصف بأنه الصحوة الإسلامية في الربيع العربي، وهو ما دعا أبو النور إلى التأكيد مجددا على أن الربيع العربي استفاد من التجربة الإيرانية في 1979 غير أن البحث العلمي لا يمكنه اعتبار تلك الثورات صحوات إسلامية، على حد قوله 
الجدير بالذكر أن الباحث المصري في مجال الشؤون الإيرانية أكد أن إيران حققت ثورة هائلة في مجالات العلوم الحديثة، مدللا على ذلك بأن إيران تصنع الآن طائرات من دون طيار، وتجري أبحاثا متطورة للغاية في مجال علوم الفضاء. 
يشار إلى أبو النور باحث أكاديمي في جامعة الأزهر وهو متخصص في مجال العلاقات المصرية ـ الإيرانية. 
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد زار مصر قبل أيام في محاولة لتقريب وجهات النظر المصرية ـ الإيرانية حيال المسائل الخلافية أهمها التدخل الإيراني في الشأنين السوري والبحريني. 
وتعقد إيران أمالا كبرى على إعادة علاقاتها مع مصر المقطوعة منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما بسبب توقيع الرئيس السادات معاهدة السلام في كامب ديفيد مع الإسرائيليين. 
ويرى محللون أن العلاقات المصرية ـ الإيرانية من شأنها إعادة ترتيب الأوراق السياسية في منطقة الشرق الأوسط ومن شأنها كذلك إعادة رسم السياسات الخارجية لدول المنطقة بالكامل. 

فضيحة تمويل جديدة للناشطة نهاد ابو القمصان

وصل النزاع بين الناشطة نهاد ابو القمصان مدير مؤسسة المركز المصري لحقوق المرأة والدكتورة نجوى خليل وزيرة التضامن الاجتماعي على مبلغ 545 الف دولار امريكى  اكثر من " 3 ملايين جنيه مصري" من جهات دولية مانحة الى المحاكم.
الوزارة رفضت صرف المبلغ نظرا لضخامة المبلغ وعدم معرفة اسباب تقاضى ابو القمصان له او اوجه صرفه فضلا عن الغموض الكبير الذى يكتنف هذا التمويل.
كانت وثيقة جديدة لموقع ويكيليكس المناصر للشفافية الذي أسسه الصحفي الاسترالي جوليان اسانج كشفت في وقت أن إحدى الناشطات المصريات التي قام المجلس العسكري الحاكم في مصر بتعيينها مؤخرا في منصب رفيع بالمجلس القومي للمرأة هي في حقيقة الامر تتلقى تمويلا أمريكيا وأجنبيا، مما يشير الى الدعم المستتر المحتمل الذي يقدمه المجلس العسكري المصري لتلك المنظمات.
حيث كشف الموقع عن الوثيقة رقم 09CAIRO2223 ,والتي تفيد أن المحامية المصرية نهاد أبو القمصان، التي عينها المجلس العسكري الحاكم في مصر في المجلس القومي للمرأة، قد تلقت تمويلا من الاتحاد الاوروبي، علاوة على مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التي أطلقها الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش، علاوة على تمويلات من مؤسسات خاصة وتمويلات من الخارجية الإيطالية ومن منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة وذلك وهي في منصبها كرئيس مدراء ” المركز المصري لحقوق المرأة.”
وقالت البرقية الأمريكية، الصادرة من السفارة الامريكية بتاريخ 1 ديسمبر 2009 والتي وقعها المسئول السياسي في السفارة الامريكية في ذلك الوقت ديفيد برنز أن نهاد أبو القمصان هي مرشحة السفارة الأمريكية في القاهرة لجائزة “الشجاعة النسائية العالمية” لعام 2010 والتي تقدمه الخارجية الامريكية كل عام.
وقالت البرقية عن نهاد أبو القمصان :”انها تستحق دعم الحكومة الامريكية لحملاتها التي لا تكل من اجل حقوق النساء في مصر”.
وامتدح المسئول في برقيته السرية دور نهاد ابو القمصان لدورها في تمرير قانون الطفل لشهر يونيو 2008 والذي جرم ختان الإناث ودورها في تمرير قانون الخلع ولدورها في نشر التوعية الاجتماعية المتعلقة بالتحرش الجنسي في مصر، وقانون الجنسية المصرية وفي التوعية بمخاطر ختان الإناث.
وقال ديفيد برنز في برقيته الدبلوماسية: إن ابو القمصان استطاعت بناء جسور مع الإعلاميين المصريين واستغلال ذلك بمهارة في نشر التوعية السياسية والتوعية بحقوق المرأة.
هذا ولم تحدد السفارة الامريكية المقدار المالي للتمويل الذي يتلقاه المركز المصري لحقوق المرأة الكائن بحي المعادي بالقاهرة بقيادة المحامية نهاد أبو القمصان.
وأرجعت السفارة الامريكية الفضل لنهاد أبو القمصان وعدد من الناشطات النسويات الاخريات في تمرير قانون الخلع المصري، وتحسين قانون الحصول على الجنسية المصرية.
وذكرت السفارة، في البرقية أن مجهودات ابو القمصان في التوعية العامة والإعلامية في محاربة ختان الإناث تلقت فيه تمويلا من الخارجية الإيطالية علاوة على منظمة اليونيسيف الدولية التابعة للامم.
وقالت السفارة الامريكية في رسالتها السرية للخارجية الامريكية في واشنطن: ان السفارة فاتحت ابو القمصان في موضوع ترشيحها لتلقي الجائزة الأمريكية، وأن ابو القمصان ردت بأنها موافقة وانها مستعدة لاستلامها.
وامتدح تقرير السفارة الامريكية كذلك دور أبو القمصان، التي هي ايضا زوجة الناشط الممول امريكيا حافظ أبو سعدة، السكرتير العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والتي تتلقى هي ايضا تمويلا سياسيا امريكيا، في نشر الوعي السياسي والانتخابي بين نساء مصر.
وقالت السفارة الامريكية: ان الفضل يرجع لابو القمصان في حكم صدر بسجن رجل مصري 3 سنوات لاعتدائه جنسيا على فتاة . وقالت السفيرة الامريكية ان ابو القمصان كتبت قانونا جديدا ليصبح تشريعا في مصر لاستبدال قوانين تتعلق بالمضايقات والمعاكسات التي تتعرض لها النساء في مصر.
يأتي هذا الكشف عن تقارب المجلس العسكري المصري الحاكم مع منظمة المركز المصري لحقوق المرآة بعد ان كشفت وسائل اعلام امريكية عن دور قيادات المجلس العسكري، علاوة على بيان من جماعة الاخوان المسلمين في مصر، في تهريب امريكيين كانوا يعملون في مصر بشكل غير قانوني ويمولون تلك المنظمات المحلية على الرغم من الاستياء الشعبي ضد عمل تلك المنظمات الممولة من الخارج.
تأتي هذه المعلومات الجديدة في وقت تشهد فيه مصر سجالا حول ولاء منظمات وافراد المجتمع المدني والنشطاء والسياسيين الذين تدعمهم دول خارجية في مصر في فترة ما بعد الثورة المصرية وتلقيهم انواعا من الدعم سواء كان مالي او عيني او سياسي.
هذا وقد تفجر الجدل بعد انكشاف عدة لقاءات غير معلنة بين شخصيات اعتبارية مصرية، بعضهم رشح لمناصب عامة وحكومية، ومسئولين اجانب تناولت الاوضاع في مصر مثل الكشف عنها مؤخرا صدمة للكثير من المصريين المتوجسين من التدخلات الخارجية في بلدهم في حين قابل المجلس العسكري الحاكم التدخل بغض الطرف عن تلك الممارسات التي تمتد لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
يذكر أن جنديا امريكيا خدم في العراق قد سرب إلى موقع ويكيليكس الذي يروج للشفافية في السياسة الدولية بين شهري نوفمبر عام 2009 ومايو عام 2010 وثائق عسكرية أمريكية سرية عن حربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 الف من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية شمل بعضها الكثير من الاسرار عن صلات ولقاءات غير معلنة لعرب مع سفارات الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا وتحدث برقيات أخرى عن مدى تغلغل النفوذ الاجنبي في عدة دول عربية والتمويل الامريكي الذي يقدم لها وشمل مناحي كثيرة في الحياة.

شاهد .. الدكتور طه سيف الله يتحدث عن الديمقراطية


10 فبراير 2013

الجيش المصري يجدد نفيه وجود قواعد أمريكية بسيناء


أكد الجيش المصري مجدداً ، عدم وجود أي قواعد عسكرية أمريكية أو تابعة لأي دولة أخرى على الأراضي المصرية، داعياً كل من لديه أدلة أو معلومات مؤكدة على وجود أي قواعد عسكرية أجنبية في مصر، أن يقدمها إلى وزارة الدفاع.وشدد المتحدث العسكري للقوات المسلحة، العقيد أحمد علي، على أن “الثوابت الراسخة لسياسات الدفاع للحفاظ على الأمن القومي والسيادة الوطنية، لا تقبل وجود قواعد أجنبية على أراضى مصر.”
جاء بيان القوات المسلحة رداً على تصريح أدلت به إحدى “الناشطات السياسيات” خلال برنامج تلفزيوني على إحدى القنوات الخاصة صباح السبت، بشأن “إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في سيناء، ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النيران في غزة بنهاية العام الماضي.”
وأكد بيان المتحدث العسكري باسم الجيش المصري أنه “لم يكن من قبل، ولا يوجد، ولن يكون هناك أبداً، تواجد لأي قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي المصرية.”
وذكر المتحدث العسكري: “تناشد القوات المسلحة النخبة والنشطاء السياسيين – لدورهم المهم في تكوين الرأي العام – تأكيد المعلومات التي يصرحون بها على وسائل الإعلام المختلفة، لما قد يحمله تداول أي معلومات مغلوطة من تشكيك وتشويه للقوات المسلحة.. وهذا أمر لن نقبل به.”

نحن نصنع الفرعون - بقلم د محمود ابوالوفا


قرأت فى الصغر عن قضية خميس والبقرى والذان اعدمتهما احدى محاكم ثورة يوليو عقب احتجاجات ومظاهرات كفر الدوار ,وهذه الواقعه لايعرفها ولا يسمع عنها الكثير من المصريين اليوم , وبقدر حبى الاعمى لثورة يوليو والرئيس عبد الناصر حينها وفى تلك الفتره كان اغلب جيلنا وبالتحديد فى نهاية الستينات لا يرون من ثورة يوليو ومن الرئيس عبد الناصر سوى الجانب المضىء , ولم يكن يخطر ببالنا ان هناك اى جانب مظلم , واعتقد ان الآله الاعلاميه الجباره قد شكلت جانبا كبيرا من افكارنا ومشاعرنا تجاههما , ولقد اعتصرنى الالم وشعرت بغصه فى حلقى على الحريه التى اهدرت بجريمة اعدام خميس والبقرى واحكام اخرى بالسجن على آخرين من رفاق خميس والبقرى , وما صاحب الحدث من ضجه اعلاميه كبيره مهلله للتخلص من اعداء الثوره الذين ارادوا الانقلاب عليها , وكانت هذه من اوائل الصدمات التى جعلتنى افكر بمنطقيه عند تناول شخصية الاشخاص الفاعلين فى ما حولى , سواء اكانوا من النخب الحاكمه ام من اساتذتى أم من أقرانى , فهذه الحادثه شكلت حاله من التفكير الموضوعى فى الاشخاص والاحداث وجعلتنى ارى الاشياء بمدلولاتها , وجعلتنى أوقن بأن الصوره الذهنيه للاشخاص لدينا قد تتغير ما بين فعل واخر ومابين موقف واخر فالبشر ليسوا ملائكة على الدوام ولاهم شياطين على الدوام , لكن جيلى يوقن اننا كنا ننظر للثوره وللرئيس عبد الناصر انهما بلا اخطاء , فجاءت واقعه كفر الدوار لتشكل هذا الوعى بما كرهته من التعامل الاقرب الى بلطجة الدوله مع فئه من الشعب , ثم جاء الرئيس السادات لتحدث واقعة مراكز القوى وما صاحبها من انقضاض على رفاق الامس من بقايا مجلس قيادة الثوره , والهجمه الاعلاميه الشرسه والتسريبات عن الاخلاقيات العفنه لهؤلاء الرفاق , تذكرت هذا كله وبدأت احاول قراءة هذه الاحداث مره اخرى فى ظل الواقع الذى نعيشه الان , وما يمكن ان يفضى اليه من سيناريوهات وبدأت اقارن مابين مواقف الرؤساء عبد الناصر والسادات ومرسى , وبدأت اجيل الفكر فيما يفعله القله من المسيطرين على الاعلام وكذلك ممن يطلق عليهم النخب وبعض اصحاب مهن الرأى فى حق الرئيس المنتخب وفيما يتخذه من قرارات وقد تشكل لدى - وعلى غير قصد منى - مقارنه باتساع كبير بين الرجال الثلاثه وبين المقاربات التاريخيه التى تجمع بينهم , فقد تعرض الرئيس عبد الناصر لتربص الاحتلال البريطانى وللفئويات ولفلول النظام الملكى البائد بالاضافه للمعارضين الاقوياء القادرين على تحريك الشارع واظهرهما جماعة الاخوان المسلمين وحركة مصر الفتاه بقيادة المناضل احمد حسين وبغض النظر عن اختلاف مواقف الفرقاء فأننى احاول توصيف الجو العام الذى أحاط بمجلس قيادة الثوره وعلى رأسه الرئيس عبد الناصر , اما الرئيس السادات فقد فرضه الرئيس عبد الناصر قبل وفاته بتعيينه نائبا اول له على رفض مكبوت من بقايا مجلس قيادة الثوره الاقوياء والمقربين اكثر من الرئيس عبد الناصر من امثال على صبرى وشعراوى جمعه وسامى شرف واخرين وكذلك احزان الهزيمه واسرائيل الجاثمه على جزء غالي من ارض الوطن وعدم قبول قطاعات كبيره من الوطن للرئيس السادات ممن افقدتهم صدمة موت الزعيم عبد الناصر القدره على تقبل خلفا له , لقد استطاع الرجلان ان يعبرا فوق كل هذه المصاعب بالدم والسجون والالام والدموع للبعض ولتستمر مسيرة الشعب , ورغم قسوة القرارات التى كان بعضها صائبا والكثير منها خاطئا الا ان المسيره استمرت ولم يبقى منها سوى الذكريات الاليمه لنا جميعا , وهكذا الايام التى تمر بنا اليوم وما يحيط بالرئيس المنتخب من مصاعب كالتى تعرض لها الاخرين من فئويات وفلول نظام تمكنوا من أن ينافسوا للوصول الى الحكم عبر الصناديق بمؤازره تامه من بعض ثوار الامس ومراكز قوى متمثله فى الكثير ممن ينتسبون الى وزارة الداخليه والسلطه القضائيه واخرين بالأضافه الى منظومه إعلاميه كفيله بإسقاط قاره باكمالها , ورغم عدم إتفاقى مع بعض مواقف الرجل , وإعتقادى ان البعض من قراراته إفتقدت الى النظره الثاقبه وعدم استشارة اصحاب الرأى ممن حوله , الا اننى اؤمن ان معارضتى له او لغيره لا تجعلنى أحيد عما تقرره قواعد العمليه الديموقراطيه , وما تمليه قواعد اللياقه مع الخصوم السياسيين , مما افتقده الكثير ممن يتصدرون المشهد اليوم , لكن الملفت للنظر ان المقاربات التى ذكرتها تتمثل فى التصرفات التى قام بها كل من الرجال الثلاثه تجاه معارضيهم وتجاه من وقفوا فى وجوههم وحاولوا كسر ارادتهم السياسيه او إحراجهم أمام باقى فئات الشعب فقد كان تصرف الرئيس عبد الناصر والرئيس السادات قويا وموجعا ومؤلما , لكننى اعتقد اليوم انه كان معهما بعض الحق فيما اقدموا عليه وان طبيعة المواقف قد أملت عليهما تلك التصرفات , وان كنت انكر عليهما الشمول وعدم التدقيق فيمن تعرضوا للعقوبه وكذلك انكر عليهما الافتقاد الى عدالة المحاكمات التى خضع لها المتهمين فى العهدين , وعندما أرى اليوم كل من هب ودب يخوض فى عرض الرئيس وكل من أراد أن يشتم لا يجد أمامه أحد يشتمه ويخوض فيه سوى الرئيس , والرئيس لا يغضب !! وعدم غضب الرئيس يضع الكثير من علامات الاستفهام والتى يجب ان تقودنا الى استشراف المستقبل , فالذى يحدث فى الإعلام من جهه وما يحدث فى الشارع كل جمعه لايدع اى حكيم فى الجانب الاخر هادئا ولا يحرك ساكنا , فهل هو الهدوء الذى يسبق العاصفه , وهل هذه العاصفه عندما تهب لن تبقى ولن تذر , فهل اجواء اليوم تبشر بصنع فرعون جديد , سواء الجالس على عرش مصر اليوم ام من سيخلفه , ام ان الموضوع لن يتعدى حدود ضبط النفس والتذرع بالحكمه , اننى ازعم ان استدعاء الماضى واستقراء المستقبل يجعلنا نتنبأ بعواقب وخيمه سيدفع الكثير من ابناء هذا الوطن ثمنها غاليا , فكل السيناريوهات السيئه مطروحه ولا يوجد منها خيار جيد واحد , وما اشبه الليلة بالبارحه وقبل البارحه , وليعرف الممسكين بتلابيب هذا الوطن والمتلاعبين بالنار انهم سيحرقون هذا الوطن وسيكونون اول من يكتوى بهذه النار , وستلاحقهم لعنة التاريخ , وقبله لعنات هذا الشعب العظيم. 
*خبير بجامعة الدول العربية
maw01000@yahoo.com

عضو بحزب غد الثورة يكشف عن إسم ممول بلطجية ذكرى الثورة الثانية


مدير أمن الأسكندرية مرمط وحرق دم المخبر وائل الأبراشى