18 سبتمبر 2012

فيديو .. صهاينة يعتقلون سيدة أمام أطفالها في النبي صالح

بيان إلى الرأي العام السوري




دمشق 17-9-2012



الدم السوري أغلى من كل الخلافات الدولية، وأزكى من أطماع الأطراف الإقليمية، وبالتأكيد أقدس من كل السلطات. ولهذا فهو أمانة برقاب جميع السوريين الغيورين على الوطن وعلى جميع المواطنين من دون استثناء.
وكرامة السوريين، ورثة الحضارة والأبجديات، أغلى من أي مصالح سلطوية أو حزبوية. وحمايتهم من النزوح واللجوء والتهجير والعوز والحاجة، هي مسؤولية جميع المشتغلين في الشأن العام.
إن اللحظات الدقيقة والحرجة التي تمر بلادنا فيها الآن تتطلب منا في "تيار بناء الدولة السورية" إعادة التأكيد بأننا ملتزمون وجادون في تحمل مسؤولياتنا السياسية والوطنية. وأننا أمينون على حقوق جميع السوريين، لن نفرط بأي منها، بدءا بدفاعنا عن السيادة الوطنية، وصون البلاد وعزتها من أي تدخلات أو أطماع خارجية، وليس انتهاء بالدفاع عن حق جميع السوريين في التظاهر والتعبير عن رأيهم.
وعلى أساس التزامنا بعهودنا نقوم باعتماد خياراتنا واتخاذ مواقفنا. فلا نقوم بأي فعل ولا ننطق بأي كلام ما لم نعتقد أنه يساهم في إنهاء هذه الأزمة المريرة، التي أوصلنا إليها تعنت السلطة واستمرارها باستخدام أبشع أساليب العنف في مواجهة المحتجين عليها، وما لحق ذلك من ترويج العنف وشرعنته في مواجهة السلطة، من قبل أطراف خارجية سورية وغير سورية.
وبناء على هذا فأننا لم نشارك بمؤتمر أو نعقد اجتماعا أو نلبي دعوة طرف ما، ما لم نتأكد من أن عملنا هذا يمكن أن يعود بالخير على السوريين جميعا، بغض النظر عن مواقفهم وتوجهاتهم السياسية.
وضمن هذا الإطار آثرنا البقاء داخل البلاد متمسكين بترابها وعلمها، وملتحمين بأهلها: ينالنا ما ينالهم. وجعلنا من مصلحة السوريين معيارا في النظر إلى ما طرحته السلطة من برامج واهية وغير جدية، خاصة دعواتها "الإعلامية" لحوار لا تقصد به سوى الدردشة وتبادل وجهات النظر. وفي المقابل لم تستجب ولا مرة لعروضنا المستمرة بإقامة حوار تفاوضي يفضي إلى اتفاق على مرحلة انتقالية لتحول ديمقراطي حقيقي، يحقق العدالة والمساواة لجميع السوريين، بغض النظر عن دينهم أو قومهم أو طائفتهم أو جنسهم أو ثقافتهم أو توجهاتهم السياسية. وأن تكون جميع الأطراف الفاعلة شريكة بالتساوي بقيادة هذه المرحلة.
وانطلاقا من التزامنا بمسؤولياتنا، فإننا نتعاون مع جميع المساعي التي يمكن لها أن تحقن الدم السوري المهدور، وتصون كرامة السوريين. وآخرها مهمة السيد الأخضر الإبراهيمي، التي نأمل من الله أن يعينه ويعيننا جميعا للخروج بوطننا سالما غانما سيدا، يتسع لعيش جميع السوريين فيه باحترام وثقة وأمان.
وفي هذا السياق فإننا نؤكد استمرار مساعينا وجهودنا بالتعاون مع جميع القوى السياسية والمدنية والأهلية، بهدف إنقاذ البلاد من المخاطر الجسيمة التي تتهددها. وأننا ماضون قدما ببرنامج الحوار الذي باشرناه مع هذه القوى، للنهوض ببرامج ومواقف جديرة بأن تنهي هذه الأزمة المأساوية.

نستحلفكم بالله ألا تجعلوا الشعب يندم على اختياره



تناثرت الأخبار عن حضور وفد من "جماعة الإخوان" مؤتمرا دوليا عن الأمن والتعاون الإقليمى فى الشرق الأوسط فى العاصمة التشيكية "براج" يوم 31 أغسطس 2012، وشارك فى نفس المؤتمر وفدا من الجيش والمخابرات الإسرائيلية. كدنا أن نصمت كما صمتنا من قبل لأسباب عديدة منها منح الفرصة للرئيس د.مرسى لاستكمال بناء الدولة الديمقراطية، فبناء دولة ديمقراطية يحكمها من نختلف معهم خير من دولة ديكتاتورية يحكمها من نحبهم، أو دولة فاسدة جاسمة فوق صدورنا، كما أننا غير راغبين فى الصراع الدموى على السلطة بعد السكون الملحوظ للثورة، وتغاضينا عن الاختيار بغطاء ديمقراطى وافترضناه ديمقراطيا كاملا، وفضلنا أن يكون الصراع على السلطة سلميا من خلال انتخابات ديمقراطية بالرغم من عدم تكافؤ فرص المتنافسين وعدم تساوى أو تقارب مراكزهم. والتزمنا بحق السلطة المنتخبة فى اختياراتها، فهى المسئولة عن الإدارة، وهى المحاسبة على اختياراتها ونتائجها، ولم نزايد عندما اختار الرئيس د. مرسى فى رحلته إلى الصين "رجال مال" وليسوا رجال أعمال من أعمدة نظام "مبارك المخلوع"، وبدلا من أن تحولهم مؤسسة الرئاسة للمحاكمة على ماضيهم السيئ فى النظام البائد تكرمهم وتصطحبهم معها لعمل استثمارات فى الصين، والمفروض مكانهم الطبيعى الآن أن يكونوا بجوار زعيمهم فى "سجن طرة" وليسوا فى صحبة الرئيس المنتخب لعمل مزيد من الاستثمارات. عبرنا عن غضبنا لم نبالغ فيه عندما اختار مجلس الشورى بغالبيته من الإخوان وحلفائها رؤساء تحرير ومجلس إدارة الصحف قومية من بعض المطبعين مع العدو الصهيونى والمتحولين من ضد الثورة إلى التماشى معها. هل ماحدث صدفة قابلة للتصحيح أم أنه اعتماد لسياسة جديدة يسأل عنها أصحابها فى نهاية المطاف؟ وهل هذه مقدمة للتسامح الإسلامى والتصالح المدنى مع أعداء الوطن وقتلة خيرة أبنائه الذين فجروا ثورة 25 يناير؟

كنا نفرح ونصفق كلما يحرز الرئيس د. محمد  مرسى انتصارا على أعداء الثورة، وصار اهتمامنا بالنتيجة فى إزاحة ركائز النظام الخائن وعلى رأسهم المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، ولم نهتم بالآداة وكيفية الإزاحة حتى وإن كانت مقايضة عجائز الجنرالات بجنرالات اصغر سنا مدعومة بضمانات وتأيدات واضحة. لم نزايد على وطنية من فى السلطة، وقدرنا الظرف التاريخى والمرحلة الانتقالية، وصمتنا على التطمينات التى أرسلها وزير الدفاع المصرى وهو يستهل عمله الوزارى لنظيره الصهيونى ويؤكد التزامه –صراحة- بمعاهدة السلام الصهيونية-المصرية. كانت قناعتنا أن رفض الاتفاقية يحدده ميزان القوى على أرض الواقع، وأن الاتفاقيات ليست بحاجة إلى زعيق يعدلها أو ينهيها، وإنما تشيخ وتموت كالإنسان، وامتلاك قوة الردع هو العامل الوحيد فى فرض واقع جديد أو دفنها دونما استئذان الشركاء. ولم نغفل أننا فى مرحلة نقاهة، وافترضنا أنه لو جاء أى طرف إلى السلطة من المتنافسين على الانتخابات الرئاسية ما كان وضعه سيكون بأحسن من الوضع القائم المحاصر. مقدرات الدول فى لحظات التغيير تحتاج إلى حسن التقدير والعمل الدؤوب فى صمت لتغيير موازين القوى إلى الأحسن .

كدنا نتجاوز عن حضور وفد من جماعة الإخوان المؤتمر الدولى الذى عُقد فى "براج" باعتباره مؤتمرا أكاديميا فى العلوم السياسية، والخصوم الحضور أو الأعداء يلتقون بالصدفة، والمحرم هو مقاطعة المؤتمرات التى يدعو لها الكيان الصهيونى أو أى جهة على أرض فلسطين المحتلة وتحت إدارة صهيونية، إلا أننا لاحظنا أولا حضور د. عمرو دراج المؤتمر ضمن وفد الجماعة، وهو أستاذ بكلية الهندسة وأبحاثة تلقى فى مؤتمرات العلوم التجريبية وليست العلوم السياسية، وثانيا: ما ذكره د.عصام العريان ردا على من انتقد حضور وفد من "الإخوان" مؤتمر "براج" من أن وفد الإخوان حضر المؤتمر بصفته الحزبية والشخصية، واشترط ألا تجمعه مائدة أو منصة مع إسرائيليين، واعتبر الهجوم الإعلامى على حضورهم المؤتمر غير مبرر بالمرة. حضور د.عمرو دراج وكلام د.عصام العريان عن اشتراطهم بألا تجمعهم مائدة أو منصة مع الإسرائيليين يؤكدان معرفة الجماعة بطبيعة المؤتمر، لاتعليق فموقف الجماعة من الكيان الصهيونى معلن وواضح ولا لبس فيه، وأكد عليه الرئيس مرسى منذ توليه الرئاسة وانحيازه للقضية الفلسطينية،  لكننا نذكر أن ما انتهينا إليه من وضع مزر وكان من أحد أهم الأسباب لقيام الثورة هو فقدان السيادة الوطنية التى بدأت بمحادثات الكيلو 101 عام 1974 وكان الطرف المصرى آنذاك فى المفاوضات يشترط ألا يكون التفاوض مع الصهاينة مباشرا وألا تجمعهم مائدة واحدة.

انتخبناكم للرئاسة ونحن نختلف معكم حتى لا يعود يحكمنا الخونة والمطبعون من النظام البائد، فهل تدركون هذه الحقيقة؟ التطمينات الخارجية قد تحمى كيانات وتحافظ على نظم حكم مؤقتا لكنها لاتؤسس دولة سيادة ولا تقيم وطنا حرا. صحيح أن الحكم للأغلبية والحساب فى نهاية الفترة للشعب، ونقد المعارضة واجب للتنبيه قبل السقوط فى المستنقع. مارفضناه من مبارك وثرنا عليه لانقبله منكم ولايقبله الإسلام. نستحلفكم بالله ألا تجعلوا الشعب يندم على اختياره لكم وتدفعوه للمواجهة معكم.

كل هذه العنصرية ؟ - بقلم محمد سيف الدولة



لا يمثل الفيلم المسىء للرسول عيه الصلاة والسلام الا عدوان عنصري وطائفي جديد على شعوبنا ومقدساتنا وكرامتنا الوطنية .
 سبقه بعدة أيام عدوان كبير ومهين آخر ، حين اكد الرئيس الامريكى اوباما اعتراف الحزب الديمقراطى الامريكى بالقدس عاصمة لاسرائيل بالمخالفة لكل الحقائق التاريخية و المواثيق الدولية . وكأنها سلعة رخيصة فى سوق ومزاد الانتخابات الرئاسية الامريكية .
 ومنذ عقود طويلة لم ينقطع العدوان بكل صوره واشكاله بدءا بدعم نظام مبارك واحتلال افغانستان والعراق و جرائم سجون ابو غريب ودعم الاحتلال الصهيوني وجرائمه و التمثيل بجثث المواطنين الافغان والتبول على جثثهم  و استهداف كل ما هو عربى او اسلامى بعد 11 سبتمبر 2001 التى مازالت محل ريبة وشك الى يومنا هذا. وما زلنا نتذكر جريمة قتل مروة الشربينى فى المانيا وما ذكره محامى المجرم القاتل فى دفاعه بان موكله هو ضحية بيئة عامة معادية للعرب وللاسلام وللمسلمين ...

هذا بالاضافة الى التحقير الدائم لكل خلق الله فى افلامهم السينمائية ومنابرهم الاعلامية ، التى صنعت لكل منا صورة كاريكاتيرية ساخرة مثل المصرى البدائى عند الاهرامات ، والعربى والجمل فى الصحراء، والاسيوى الابله ، والافريقى المتخلف ....الخ . ليظل الغرب هو الجنس الارقى والاعلى الوحيد ، تمهيدا وتبريرا بطبيعة الحال لحقه المقدس فى السيادة على الجميع و استعمار واستعباد كل بلاد العالم .

انها ذات النظرة العنصرية الاستعلائية التى سادت منذ عدة قرون ، لم تتغير ، الا فى طريقة تناولها وتقديمها بشكل يتناسب مع ظروف كل عصر :

فمنذ ما يقرب من مائة عام ، كتب اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى واصفا مصر والمصريين والعرب والمسلمين وكل شعوب الشرق : (( ان الدقة كريهة بالنسبة للعقل الشرقى .. والافتقار الى الدقة ، الذى يتحلل بالسهولة ليصبح انعداما للحقيقة، هو فى الواقع الخصيصة الرئيسية للعقل الشرقى .)) أما (( الاوروبى ذو محاكمة عقلية دقيقة ؛ وتقريره للحقائق خالي من أى التباس؛ و هو منطقى مطبوع، رغم انه قد لا يكون قد درس المنطق؛ وهو بطبيعته شاك (يشك) ويتطلب البرهان قبل ان يستطيع قبول حقيقة أى مقولة؛ ويعمل ذكاؤه المدرب مثل آلة ميكانيكية. أما عقل الشرقى فهو، على النقيض، مثل شوارع مدنه الجميلة صوريا، يفتقر بشكل بارز الى التناظر. ومحاكمته العقلية من طبيعة مهلهلة الى أقصى درجة.

اما لورنس "العرب" فكتب فى مذكراته ما يلى (( كان فى نيتى ان اصنع امة جديدة، ان أعيد الى الوجود نفوذا ضائعاً، ان امنح عشرين مليونا من الساميين الأساس الذى يمكن ان يبنوا عليه من فكرهم القومى قصر أحلام ملهما. ولم تكن جميع الأقاليم الخاضعة للإمبراطورية لتساوى لدى صبيا انجليزا واحدا ميتا...))

ولقد انتقد جون هوبسون فى كتابه "الجذورة الشرقية للحضارة الغربية" نظرة الغرب الاستعلائية عن الشرق وباقى شعوب الارض ، وكيف يضعهم فى مكانة متدينة تبرر استعماره واستعباده لهم : فالعقل الغربى يرى نفسه : ديناميكى وعقلانى وعلمى ومبدع ومنضبط ومنظم وعاقل وحساس وعقلانى ومستقل وعلمى وابوى وحر وديمقراطى ومتسامح وامين ومتحضر ومتقدم معنويا واقتصاديا ...الخ

بينما الشرق وثنى مراهق نسوى منحط اعتمادى لا مبال متخلف وجاهل ، سلبي لاعقلاني مؤمن بالخرافات والطقوس ، كسول مشوش غريب الاطوار فطرى أحمق عاطفى ذو توجه جسدى غريب ومنطو ، طفولى وتابع وغير عملى ومُستَعبد ومستبد وغير متسامح وفاسد ومتوحش وغير متمدن ومتاخر معنويا وراكد اقتصاديا .

***

وهكذا يجب ان ندرك ان جريمة الفيلم الاخيرة ليست سوى امتداد لثقافة عنصرية حكمت علاقة الغرب الاستعمارى بباقى العالم على امتداد قرون طويلة ، وكنا نتصور انها انقرضت وزالت مع انتشار افكار المساواة وحقوق الانسان التى يملأون بها العالم ضجيجا كل يوم .

وهى ليست مجرد ثقافة وافكار ، بل هى مصحوبة باعتداءات عسكرية استعمارية لا تتوقف ، على سيادة الأمم والشعوب وكرامتها الوطنية ومقدساتها الدينية .

وحين نواجه هذا العدوان والعنصرية بالرفض والغضب ، يشنون علينا حملات تشويه باننا لسنا متحضرين واننا متطرفين ومتشددين .

فرغم ان كافة التيارات السياسية بكل رموزها رفضت وادانت ، فى الازمة الاخيرة ، وعن حق وبصدق ، كل مظاهر العنف والقتل والايذاء التى تخللت المظاهرات السلمية ، الا اننا فوجئنا ان المنابر الاعلامية الامريكية والغربية بل وعديد من المصرية والعربية ، غيرت اهدافها و بوصلتها من التركيز على ادانة الفعل المسىء والجارح لكبريائنا الوطنى والدينى الى التركيز على ادانة ردود الفعل الغاضبة . فتركوا الفعل الاصلى وركزوا على رد الفعل ، على غرار ما كان يحدث معنا على الدوام ، مع كل احتلال او عدوان جديد فى مصر او فلسطين او لبنان او العراق او غيرها ، لنصبح نحن فى النهاية المعتدون المتخلفون الارهابيون ...الخ

ان مظاهرات الغضب ستنفض وتنصرف خلال ساعات او ايام قليلة ، ولكن ما يجب ان يتبقى من الازمة هو العمل على عدم تكرارها مرة اخرى ، العمل على عدم تكرار الاساءة والعدوان والعنف بكافة اشكاله ، مع افشال الهدف الاصلى الساعي الى شق الوحدة الوطنية المصرية ، مع ابلاغ رسالة واضحة الى الجميع ان مصر قد تغيرت وان الراى العام الشعبى بكل تنوعياته ومرجعياته قد اصبح طرفا اصيلا وفاعلا فى بناء كل السياسات والخيارات القائمة والقادمة ، وانه لن يقبل احدا بعد الآن ، بعد الثورة ، اى مساس بكرامته الوطنية او بمعتقداته الدينية ، اسلامية كانت او مسيحية .

نيويورك تايمز: واشنطن متورّطة في مذبحة صبرا وشاتيلا



وكالات    ذَكرَت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيَّة أن مذبحة صبرا وشاتيلا أضعفت بشكل كبير نفوذ الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، وأرجعت ذلك لما أسمته بـ “تورط أمريكي غير متعمد”.
جاء ذلك في مقال للكاتب الأمريكي “سيث أنزيسكا” بالصحيفة، اليوم الاثنين، حيث ذكر “سيث” أن وثائق الاجتماعات بين المندوب الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط آنذاك موريس دريبر والمسئولين الإسرائيليين كشفت عن تواطؤ واشنطن بصورة غير متعمدة في المذبحة، وأرجع ذلك إلى الخداع الإسرائيلي والذي أضعف الجهود الأمريكيَّة للحيلولة دون ارتكاب مثل هذه المذبحة.
وأشار إلى أن صورة واشنطن الأخلاقيَّة ضعفت بشكل كبير بسبب المذبحة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيليَّة، وقال إن واشنطن شعرت بالذنب حيال المذبحة الإسرائيليَّة، وهو الأمر الذي دفعها لإعادة نشر قواتها بالمنطقة لتغادر بعد فترة بدون رد فعل واضح المعالم، وفق ما نقلت وكالة “سما” الإخباريَّة.
وأورد المقال تفاصيل اجتماع بين دريبر ووزيري الخارجيَّة والدفاع الإسرائيليين آنذاك إسحق شامير وإرييل شارون وعدد من كبار مسئولي الاستخبارات الإسرائيليَّة يوم 17 سبتمبر 1982 أي بعد ساعات من بدء المذبحة.
وجاء في التفاصيل، أن شامير الذي كان يعلم بما يحدث من قتل من قبل قوات الكتائب بالمخيمين لم يشر إلى ذلك مطلقًا، وأن شارون سبق أن أبلغ واشنطن بأن المخيمين يوجد بهما ما بين ألفين وثلاثة آلاف من “الإرهابيين”، وأن هذه المعلومات تسببت في تقاعس الأمريكيين وتأخرهم عن منع المذبحة.
وأورد المقال أيضًا قولا لشارون جاء فيه: “عندما يتعلق الأمر بأمننا، فإننا لا نسأل أبدًا، وعندما يتعلّق الأمر بالوجود والأمن، فإننا نعتبر أن ذلك من صلب مسئولياتنا ولا نتخلى عن التقرير بشأنه لأي أحد كان”.

أمريكا هي الطاعون … عبد الحليم قنديل



العنوان مأخوذ عن شاعر المقاومة الفلسطينية الراحل محمود درويش، كان الشاعر العربى البارز يؤكد أن ‘أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا’، ولم يكن التشديد المضاف من فراغ، فقد راح مئات الآلاف من العرب والمسلمــين ضحايا للهمجية الأمريكية، وبدت السياسة الأمريكية كوباء قاتل مهلك للحرث والنسل في أوطاننا .
وربما يكون العداء الغالب للسياسة الأمريكية من أبرز القواسم المشتركة بين شعوبنا، وهو ما يفسر تحرك الناس التلقائي لاقتحام السفارات الأمريكية في القاهرة وبنغازي وصنعاء وتونس، ورغبتهم العارمة في طرد الأمريكيين من سفراء الشر، وهي الرغبة التي بلغت ذراها بحرق القنصلية الأمريكية في ‘بنغازي’، وأدت ـ ربما دون قصد ـ إلى موت السفير الأمريكي وعدد من أعضاء بعثته اختناقا بدخان الحرائق، وقد لايكون قتل السفراء مرغوبا، وقد يكون الأفضل هو طردهم، وطرد قوات ‘المارينز’ التي ذهبت إلى ليبيا في غزو عسكري مباشر، وبدعوى اعتقال مهاجمي القنصلية الأمريكية، وهو تصرف أحمق سوف يزيد من حدة العداء للأمريكيين، ويسقط الأقنعة عن وجوه كالحة تتصدر المشهد الليبي الآن .
نعم، كان الفيلم الحقير المسيء للنبي (ص) وأمهات المؤمنين هو السبب المباشر في موجة الغضب الشعبي الأخيرة، وهي ليست غضبة لجماعات بعينها، بل للعرب والمسلمين جميعا، وإن كان ظهورها أكثر سطوعا في عواصم الثورات الجديدة، فثمة حريات عامة مكتسبة تسمح بالاحتجاج الظاهر، بينما بدا الاحتجاج مكتوما في عواصم أخرى، لاتزال في الأسر، ولا يزال حكامها يتعاملون مع المنشآت الأمريكية كأنها الأماكن المقدسة، لا يسمح لأحد بالاقتراب منها أو التصوير، وحتى لو كانت المناسبة تعبيرا عن غضب من إهانة لحقت بخاتم الأنبياء والمرسلين، هذه الإهانة التي تعاملت معها واشنطن كأنها من حريات التعبير، وتغاضت عن انتاج الفيلم الحقير، وعن عرضه بالتعاون بين جماعات صهيونية والقس تيري جونز ـ حارق المصحف ـ وقله شاردة مأفونة من أقباط المهجر، ووفرت أمريكا الحماية لكل هؤلاء، وأتاحت لهم حرية الطعن البذيء في الإسلام وسيرة نبيه الكريم، وبدعوى أن الحكومة الأمريكية لا تتدخل في حريات التعبير، وما دام الأمر كذلك، فمن حق الناس في بلادنا أيضا أن يعبروا عن غضبهم بحرية، وحتى لو أخذ الغضب صورة اقتحام السفارات الأمريكية، فحرمة السفارات ليست أقدس من حرمة النبي، وإذا كان بوسع واشنطن تحريك قوات المارينز بدعوى حماية سفاراتها ورعاياها، فإن بوسع العرب والمسلمين، بل ومن واجبهم، أن يدافعوا عن ديارهم ودينهم ونبيهم بأغلى ما يملكون.
ولقد حاولت واشنطن أن تبدو في صورة المناصر للثورات العربية المعاصرة، وجهدت في احتوائها، وفي بناء تفاهمات علنية وسرية مع تيارات بعينها من نوع جماعات الإخوان المسلمين، وتصورت أمريكا أن هؤلاء سيحفظون لها طيب المقام، وأنها استبدلت خدمة الإخوان بخدمة تابعيها الديكتاتوريين المخلوعين، وبدا كأننا بصدد ‘إسلام أمريكاني’ تختلط فيه الصور، ولم تدرك واشنطن، ولا أدرك التابعون الجدد، لم يدرك هؤلاء وأولئك أن القصة لم تنته بعد، وأن الثورات قامت أساسا ضد الأوثان لتحرير الأوطان والسكان، وأن جمهور الثورات الواسع معاد للسياسة الأمريكية بالجملة، وأن ريح الثورة التي اقتلعت الأوثان لن تغفل عن حرية الأوطان، وأنه لا إمكانية لتنمية حقيقية ولا لديمقراطية ناجزة مع بقاء التبعية للأمريكيين، وهذا هو الخطر المحدق بجماعات الوثنية الجديدة المتخفية وراء مسوح إسلامية، والتي بدت غيرتها على مصالح الأمريكيـــين أظهر من غيرة البيت الأبيض نفسه، ورحبت ـ فى ليبيا ـ بقدوم ‘المارينز’ الأمريـــكي لغزو البلاد، ولم تطلب ـ في مصر ـ استدعاء السفـــيرة الأمريكية، ولا سحب السفير المصري من واشنطــــن، وبدت ردود أفعالها في تونس واليمن باهتة جدا، وراحت جميعا تنتقد سلوك المحتجين العرب، وتحملهم المسؤولية عن اضــطراب الأمـــن وتعكير السكينة العامة، وكأن المحتجين ـ وليس واشنطن ـ هم الذين سمحوا بإنتاج وعرض الفيلم الحقير المسيء للنبي والمستهزئ بقداسة الإسلام .
وبالطبع، فإن مكانة النبي (ص) فوق كل الافتراءات والترهات، وانتاج مليون فيلم حقير ضد الإسلام لن يحد من قوته وانتشاره السريع فى أربع جهات الدنيا، فالإسلام هو الدين الخاتم، والنبي محمد (ص) هو المثل الأعظم بإطلاق مراحل التاريخ الإنساني، وعظمة الإسلام ـ فوق امتيازه الذاتي ـ أنه يدعو أتباعه للإيمان بالله وكتبه ورسالاته وأنبيائه جميعا، لا نفرق بين أحد منهم، والإساءة للسيد المسيح تغضب المسلمين كما تغضبهم الإساءة للنبي، وحين ترتبط الإساءة للنبي باسم أمريكا يتحول الشعور الغاضب إلى عبوة ناسفة، فأمريكا هي التى تدعم وتسلح وتطور كيان الاغتصاب الإسرائيلى لفلسطين، وأمريكا هي التى احتلت العراق وأفغانستان وقتلت الملايين، وأمريكا هي التى تسيطر على ثروات البترول فى الخليج، وهي التي تنشر قواعدها العسكرية بامتداد أراضينا وسواحلنا، وأمريكا هي التي تحتل قرار مصر ـ أكبر الدول العربية ـ منذ عقد ما يسمى معاهدة السلام، وهي التي تضعف الجيش المصري، وتنشر فيروس الخراب في كيان الدولة المصرية باسم المعونة، وجهاز المعونة تحول إلى سلطة انتداب، وهي التي دمرت ـ عبر وكلائها ـ قلاع التصنيع المدني والإنتاج الحربي في مصر، وقد لا يتسع المقام لشرح أو حتى مجرد ذكر عناوين الشرور الأمريكية، فالعلة ظاهرة دون احتياج لمزيد من الشروح، والغضب الحالي من الفيلم الحقير يحمل معنى الرفض للهيمنة الأمريكية على قرارنا ومقدراتنا، لا ندعو ـ بالطبع ـ إلى قتل السفراء الأمريكيين، بل إلى طرد النفوذ الأمريكي من بلادنا، ورفض معونات الأمريكيين المسمومة، وإزالة قواعدهم العسكرية، ومقاطعة بضائعهم ومنتجاتهم، وخلع الحكومات الموالية للأمريكيين، وتحرير الديار واستعادة استقلال القرار، فلن يحسب أحد لنا حساب مادمنا على حالنا من الضعف والوهن والاستخذاء، وحرية أوطاننا هي أعظم ضمان لحماية مقدساتنا، وقطع اليد التي تسيء لديننا ونبينا العربي العظيم.

15 سبتمبر 2012

خبير في الجماعات الاسلامية يكشف أسرار القاعدة وبن لادن وأمريكا


الخبير في الجماعات الاسلامية رياض الصيداوي لـ(المغرب): هذه أسرار القاعدة وبن لادن وأمريكا

القاعدة تحولت الى ارهاب محلي وبن لادن خدم المصالح الامريكية
 
امريكا دخلت في تحالف استراتيجي مع الاسلاميين ضد الصين وروسيا
 
 بعد مضي 11 عاما على حوادث 11 سبتمبر ، تطرح عديد الاستفهامات المتعلقة بمصير القاعدة وتأثيرها اليوم في خارطة القوى الاقليمية والعالمية .
 
” المغرب ” حاورت الخبير التونسي في الجماعات الاسلامية رياض الصيداوي الذي كشف عن خفايا تمركز هذا التنظيم في المغرب العربي ومدى ارتباطه بالقاعدة في افغانستان وباكستان.


يشار الى ان رياض الصيداوي هو مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف وله عديد الدراسات والأبحاث في مجال الحركات الاسلامية باللغات العربية والفرنسية والانجليزية.

حاورته: روعة قاسم

بداية، كيف ترى الآن تموقع القاعدة بعد 11 عاما على حوادث مانهاتن؟

أعتقد أن تنظيم القاعدة دخل منذ مدة طويلة في مرحلة اسطورية أكثر منها حقيقية فاسم القاعدة أصبح ماركة مسجلة في آسيا وقرى نائية في إفريقيا. بمعنى أن هذا التنظيم تحول إلى أسطورة ولم يعد هيكلا تنظيميا مؤثرا على الصعيد العالمي يعطي أوامر من منطقة معينة إلى مجموعات تنفذ هذه الأوامر في مناطق أخرى. وتحول إلى إرهاب محلي يستخدم “مظلة القاعدة “حتى يجلب الاهتمام. فعلى سبيل المثال القاعدة في الجزائر كتنظيم تمثله الجماعة الاسلامية المسلحة سابقا التي غيرت تسميتها، فإذن نحن أمام تنظيمات أو خلايا إرهابية محلية.

هل هذا التحول مرتبط بمقتل بن لادن ؟

لا فقد حصل هذا التغيير قبل ذلك بكثير وبالتحديد منذ احتلال افغانستان والسيطرة على معابر طورابورا . كما ان عديد الدراسات الغربية تؤكد ان بن لادن لم يكن قائدا فعليا للقاعدة في المغرب العربي. فالمجموعات المتشددة المسلحة تستخدم الارهاب الدولي كمظلة ايديولوجية لتنفيذ مصالحها وتساعدها في ذلك المواقع الالكترونية المختصة على غرار موقع “سحاب” الذي ينشر أفلام فيديو تروج لافكار القاعدة ..

وكيف تتعامل الولايات المتحدة مع هذا المعطى؟

أعتقد أن الولايات المتحدة التي تمتلك أكبر جهاز استخباراتي في العالم “السي آي إيه” تدرك هذا المعطى وليست بغافلة عنه. لكن يبدو ان القاعدة تبرر سلوكيات أمريكا باسم مكافحة الارهاب، فواشنطن احتلت العراق بذريعة القضاء على القاعدة التي يدعمها نظام صدام حسين. اذن واشنطن تحتاج الى بقاء القاعدة لكي تحافظ على سوسيولوجيا الخوف التي تحرك بها العالم. فالقاعدة تعمل بالأساس لصالح الولايات المتحدة وهي العدو الايجابي الذي خدمها بشكل مباشر او غير مباشر.

من جهة اخرى ، طرح مقتل بن لان اسئلة كثيرة وغامضة . فلماذا لم تستطع الاستخبارات الامريكية القضاء عليه سوى بعد مضي عشرة اعوام فيما قضت على صدام حسين في أشهر؟ ولماذا لم تعرض جثته أمام العالم؟ علما وان عائلة بن لادن تربطها علاقات اقتصادية وشراكة قوية مع عائلة بوش والعائلة السعودية.

ما تفسيرك لهذا الامر؟

المنطق العقلاني يقول ان بن لادن خدم المصلحة الامريكية سواء أكان مجندا بشكل مباشر أو غير مباشر. وهو بالتحديد خدم اليمين الامريكي في العراق . كما أن مقتل بن لادن جاء في أعقاب سلسلة احداث دراماتيكية عرفتها المنطقة أو ما يسمى بـ” الربيع العربي ” وصولا الى صعود الاسلاميين المعتدلين الذي تربطهم علاقة حب وطيدة بواشنطن الى الحكم .

لقد ظهرت الادارة الامريكية فجأة لتقول لرأيها العام بأن هؤلاء الإسلاميين جيدون ولم يعودوا شياطين مثل السابق. فتخلصت من العقدة ودخلت في علاقة استراتيجية مع الحركات الاسلامية وهي تساندها في الوصول الى السلطة وتساعدها على ازالة العقبات التي تواجهها سواء في مصر أو في تونس أو في ليبيا وفي سوريا، في إطار تحالف إستراتيجي ضد الصين وروسيا.

فواشنطن تتدخل في سوريا بشكل استخباراتي غير مباشر وتدعم المعارضة الاسلامية بالسلاح فيما باقي الدول الخليجية تقوم بدعمها ماليا.

ماذا عن تواجد القاعدة في المغرب العربي؟

القاعدة في المغرب العربي لم تأت لا من أفغانستان ولا من جبال طورابورا. ففي الجزائر مثلا هي تنظيمات مسلحة هربت من المدن الى المناطق الصحراوية بسبب مواجهة الجيش النظامي لها و باعتبار ان الصحراء الجزائرية واسعة جدا وتمركزت هناك بسبب صعوبة ملاحقتها. القاعدة باتت إرهابا محليا وليست إرهابا عالميا. ويستخدم هذا التنظيم المسلح في بلاد المغرب مصطلح “القاعدة” لأنه إسم مثير وجذاب يساعدها في عمليات التهريب والإختطاف التي تقوم بها من أجل المال، فهي إذن عصابات تهريب أكثر من أي شي آخر.

وكيف ترى مصير القاعدة خلال الاعوام القادمة؟

الارهاب المحلي سيتواصل لان هناك عناصر محلية تغذيه مثل الاسباب الكلاسيكية كانتشار البطالة والفقر والذي يدفع الشباب الى الانخراط في المجوعات المسلحة. واعتقد ان المشكلة الأساسية التي تواجهها المنطقة تتمثل في الانفلات الامني الحاصل في ليبيا بسبب تفكك الدولة والذي ساعد على تمركز هذه المجموعات بسبب انتشار السلاح وعدم ضبطه وجمعه حتى الآن . والعنف المسلح في ليبيا باعتقادي يحمل مخاطر اساسية على مصر وتونس والجزائر وسيحول ليبيا الى بؤرة للقاعدة في المنطقة.

تركيا تواكب المهمة السورية للإبراهيمي: 400 طن أسلحة لمقاتلي المعارضة



 مجلة الطليعة القومية - المغرب
استبق رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان اللقاء المتوقع بين المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، ليشن هجوما على النظام السوري، معتبرا أن «نظام الأسد يقترب من نهايته الحتمية»، فيما كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أضخم شحنة أسلحة تصل إلى المسلحين في سوريا عبر تركيا، بينها صواريخ «سام 7».

وكشف المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في الداخل حسن عبد العظيم، إثر لقاء لوفد من معارضة الداخل مع الإبراهيمي في دمشق، عن «تطوير» في خطة الموفد المستقيل كوفي أنان للحل في سوريا.

وقال عبد العظيم إن اللقاء مع الإبراهيمي «مهم ومفيد ومثمر»، مضيفا «هناك تطوير لخطة كوفي انان. خطة الإبراهيمي لن تكون تكرارا لخطة انان، وستكون هناك أفكار وخطوات جديدة». وتابع «رحّبنا به (الإبراهيمي)، وقلنا إن هيئة التنسيق تؤيد جهود هذا المبعوث الأممي في حل الأزمة في سوريا، ووقف العنف والقتل وتأمين الإغاثة الطبية للمدنيين».

وأكد عبد العظيم، الذي سيزور بكين غدا، أن «الأزمة في سوريا لن تحل إلا بتوافق عربي وإقليمي ودولي. طالبنا الإبراهيمي بإشراك كل الدول والأطراف في حل الأزمة». وأضاف «قلنا بضرورة تأمين التوافق وسيستمع الإبراهيمي للمعارضة والمسؤولين ويبلور أفكارا ورؤية وخطة تكون قابلة للنجاح».

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة «سيعقد الإبراهيمي غدا (اليوم)

مجموعة من اللقاءات مع سفراء عرب وقائمين بأعمال السفارة ووفد من الاتحاد الأوروبي ومجموعة من المعارضة وممثلين عن المجتمع المدني، كما سيعقد اجتماعا مع الرئيس السوري».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الإبراهيمي التقى المستشار السياسي في السفارة الصينية في دمشق فينغ بياو في فندق «الداما روز» بدمشق. وقال «سألني المبعوث الأممي عدة أسئلة، ويبدو أنه مهتم جدا بما يجري في سوريا، وفي إنجاح هذه المهمة، وقد بدأ بذلك بداية حسنة وسيكون هناك لقاءات أخرى، ونحن سننتظر ونتمنى له كل النجاح في مهمته».

ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر ديبلوماسية قولها إن اتصالا هاتفيا جرى بين الإبراهيمي ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، «وضع الإبراهيمي فيه داود أوغلو في صورة المساعي والمباحثات التي يجريها حول اللاجئين السوريين».

أنان

ووصف أنان، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «فشل المجتمع الدولي في التوصل إلى حل بشأن الأزمة السورية بالعار». وانتقد عدم نجاح المجتمع الدولي في التوحد لمواجهة هذه الأزمة طوال هذه الفترة، ومساعدة أبناء الشعب السوري الذين سقطوا ما بين قتيل أو جريح والذين شردوا عن ديارهم».

وحذر أنان من أن «النزاع السوري قد يؤدي إلى انقسامات طائفية، لن تؤثر على سوريا وحدها وإنما ستمتد آثارها إلى باقي دول الشرق الأوسط، نظرا لأنها من الدول الفريدة في العالم، ولا يمكن احتواء أي أزمة فيها بسهولة».

أردوغان

وقال أردوغان، في مؤتمر في يالطا جنوب أوكرانيا، إن «نظام الأسد يقترب من نهايته الحتمية»، محذرا من امتداد النزاع إلى المنطقة بأكملها.

وأضاف اردوغان، في خطاب أمام مؤتمر يالطا للإستراتيجية الأوروبية، «علينا أن نقول لا لهذه المأساة، وألا نسمح لألسنة اللهب بالانتقال إلى المنطقة بأكملها»، مشيرا بذلك إلى «الأزمة الإنسانية» في البلاد.

وأكد أن «الوضع في سوريا ليس ناجما عن قوى خارجية بل عن رد فعل الشعب السوري الذي تراكم منذ سنوات» كما حدث في ليبيا ومصر. وتابع «لكن هذا النظام لا يفكر في الديموقراطية إنه نظام ديكتاتوري». وقال إن «الهدف الوحيد (للأسرة الدولية) هو العمل على جعل سوريا ديموقراطية، في إطار احترام سلامة ووحدة أراضيها».

واعتبر أن «النظام السوري يسعى إلى تصدير أزمته، إلى دول الجوار بعد أن يطفي عليها صبغة طائفية، وذلك من أجل تغطية ممارساته القمعية ضد أبناء شعبه، من خلال قصفه للمدن بالطائرات والمروحيات والدبابات»، مضيفا أن عزم «الشعب عن مواصلة طريقه نحو تقرير مصيره لن يوقفه هذا العنف».

وأشار أردوغان إلى أن «مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مجلس الأمن لإيقاف المأساة الإنسانية في سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لإيجاد سبيل للضغط على بعض الأطراف الدولية كالصين وروسيا، التي تحول دون الوصول إلى توافق دولي لحل الأزمة، للحيلولة دون انتشارها في المنطقة».

«التايمز»

وكشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أضخم شحنة من الأسلحة تصل إلى المسلحين في سوريا، مشيرة إلى انه تم نقل حوالي 80 في المئة من الشحنة التي يبلغ وزنها حوالى 400 طن، بينها صواريخ «سام 7» مضادة للطائرات.

وذكرت أن شحنة من الأسلحة، من بينها صواريخ أرض ـ جو، هي الأضخم من نوعها، أتت بالبحر من ليبيا إلى تركيا، حيث تم توزيعها على المسلحين في سوريا. ونقلت عن عضو في «الجيش السوري الحر» عرّف نفسه باسم أبو محمد قوله إن شحنة الأسلحة «يبلغ وزنها أكثر من 400 طن، وتشمل صواريخ سام 7 وقاذفات صاروخية من طراز آر بي جي». 

في هذا الوقت، قال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن «الطيران قصف مركزين للشرطة كان المعارضون استولوا عليهما الخميس في الميدان وسط حلب». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى «انتشار لقوات النظام في الميدان»، موضحا أنها «تستعد لطرد المعارضين المسلحين منه».

صاحب الفيلم المسيء للاسلام بحماية شرطة كاليفورنيا والفيلم غير موجود أصلاً



لوس انجليس- ا ف ب -وفرت الشرطة الاميركية في جنوب لوس انجليس الحماية الامنية للرجل الذي تعتبره وسائل الاعلام الاميركية بانه الكاتب المحتمل للفيلم المسيء للاسلام والذي ادى الى احتجاجات في العالم الاسلامي
وطلب نيكولا باسيلي نيكولا الذي يشتبه في انه بث على الانترنت اعلانا عن الفيلم المسيء للرسول محمد وحتى انه قد يكون الكاتب المفترض للفيلم، حماية الشرطة بعد ان كشفت وسائل الاعلام الاميركية مساء الاربعاء هويته.
وافاد مصور لوكالة فرانس برس الجمعة ان منزل الرجل الواقع في سيريتوس (40 كلم الى جنوب لوس انجليس) اصبح منذ ذلك الوقت تحت المراقبة وهو مع ذلك مطوق بالصحافيين.
وقال ستيف ويتمور المتحدث باسم رئيس بلدية تلك المنطقة في لوس انجليس ردا على سؤال حول نيكولا باسيلي لوكالة فرانس برس "تلقينا اتصالا وتجاوبنا معه، نحن نضمن الامن العام". واضاف "لا توجد صدامات، ليس هناك جريمة: اذا كنا نراقب الجوار فهذا بسببكم (الصحافيون)".
ولم يوضح المتحدث الجهة التي اتصلت بالشرطة وطلبت مساعدتها ولا نوع الحماية في المكان.
والخميس توجه صحافي الى منزل نيكولا باسيلي نيكولا الذي كانت تنتشر امامه سيارات قوى الامن. وبقي عنصران من الامن في المنزل لاكثر من ساعة.
ورفضت العائلة الادلاء باي تصريح لكن لوحظ ان باب مدخل المنزل مشابه جدا للباب الذي ظهر في عدة مشاهد من الفيلم المثير للجدل والذي بثت مقاطع منه على مواقع الانترنت.
وقالت مصادر لم تفصح عن هويتها لمحطة التلفزيون الاميركية "ايه بي سي" ان نيكولا باسيلي (55 عاما) يخشى على حياته.
وحسب وثائق قضائية حكم على الرجل بالسجن لمدة 21 شهرا في 2010 بتهمة احتيال مصرفي.

أقل من ربع ساعة، مدة "التريلر" السينمائي، الذي تداولته مواقع الإنترنت، يتخلله تمثيل رديء وخدع سينمائية شديدة البدائية، هو كل ما جرى عرضه حتى الآن من الفيلم "المسيء للرسول" الذي ظهرت منه مقاطع غير مترابطة على موقع "يويتوب".
الفيلم الذي صُنع في أمريكا، كان مجهولاً في بلد المنشأ ذاته، ولم يحظَ بشهرته الحالية إلا بعد انطلاق المظاهرات الغاضبة ضده، وضد صنّاعه المجهولين، مطالبة بالقصاص.

وقد تسابقت وسائل الإعلام الأمريكية، وفقاً لتحقيق نشرته صحيفة "الوطن" المصرية، للتوصل لهوية أصحاب الفيلم، وفهم الجدل المثار حوله، لتجد نفسها محاطة بشبكة من الأكاذيب، تشكك في صحة وجود الفيلم من الأساس. وتبدأ الحكاية بإعلان القس المتطرف تيرى جونز في ولاية فلوريدا أنه سيعقد محاكمة عالمية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يعرض خلالها فيلماً يوضح حقيقة الإسلام والمسلمين.

ويشارك في تنظيم المحاكمة موريس صادق، أحد نشطاء أقباط المهجر، الذي اشتهر بتصريحاته الشاذة، الداعية لوضع مصر تحت الحماية الأجنبية لحماية الأقباط والأقليات، وأخيراً إقامة دولة مسيحية في مصر، أعلن نفسه رئيساً لوزرائها من أمريكا. لكن بسؤال جونز وموريس، اتضح أنهما ليسا الصناع الحقيقيين للفيلم، وأنهما داعمان فقط، وربما شاركا في بعض مراحل إعداده، لكن تبقى جهة إخراج وإنتاج الفيلم مجهولة.
وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية التقطت الخيط الأول، في مكالمة هاتفية مع رجل يدعى سام باسيلى، عرّف نفسه بأنه مخرج ومنتج الفيلم، وأنه يعمل في الأساس بمجال سمسرة العقارات. سام قال في المكالمة الهاتفية إنه إسرائيلي أمريكي، عمره 56 عاماً، يعمل في مجال الترويج للعقارات بولاية كاليفورنيا، وأكد أنه مختبئ خوفاً على حياته، ثم بدأ في سرد المعلومات الخاصة بإنتاج الفيلم وتكلفته.

وكالة الأنباء حصلت على رقم سام من موريس صادق، لكنها لم تقابل صاحب الرقم حتى هذه اللحظة، ولم تستطع التحقق من هويته، وطبقاً لباسيلي فإن الفيلم مدته ساعتان، وتكلفته 5 ملايين دولار، تبرع بها 100 يهودي يودون فضح مساوئ الدين الإسلامي، على حد قوله، وأن عنوانه التجاري براءة المسلمين، وأوضح أن تصويره استغرق 3 أشهر في صيف 2011، وشارك فيه 57 ممثلاً، ومضى يقول في المكالمة الهتافية إنه يحارب "سرطان" الإسلام بأفكاره وأفلامه السياسية.

سرعان ما ظهر باسيلى مرة أخرى، في حوار هاتفي مع جريدة "وول ستريت جورنال"، ليكرر ما قاله في الحوار الأول دون زيادات هامة، ولكنه قال إنه أمريكي الجنسية، دون أن يشير إلى الجنسية الإسرائيلية، وذكر أن عمره 52 عاماً، مناقضاً ما قاله في الحوار الأول.

الغموض الذى يحيط به باسيلي نفسه، وعدم معرفة أي من العاملين في مجال السينما به، دفع الصحافيين والمدونين للتنقيب عن صاحب الاسم اللغز. الموقع الإسرائيلي "تايمز أوف إسرائيل"، نقل عن مسؤولين حكوميين - رفضوا ذكر أسمائهم - أن السلطات لم تجد في سجلاّتها أي إسرائيلي بهذا الاسم خاصة بين المقيمين في ولاية كاليفورنيا وفقاً للسجلات الرسمية. كما لا يظهر اسم سام في قوائم الحاصلين على تصريح سمسرة العقارات، أو في أي دليل هاتف. اسمه مجهول لكل العاملين بصناعة الأفلام والسينما بكاليفورنيا، فضلاً عن أنه لا يظهر في قواعد بيانات صنّاع الأفلام أو المخرجين أو العاملين بالسينما أو أي سجل خاص بهذه الصناعة من قريب أو من بعيد.

حاولت وكالة أسوشيتدبرس تتبع العنوان المسجل على رقم الهاتف الذي أجرى باسيلي مكالمته الهاتفيه معها من خلاله، لتجد نفسها في مفاجأة مذهلة، أنها أمام رجل آخر يُدعى نيكولا باسيلي نيكولا، عمره 55 عاماً. نيكولا قال للوكالة إنه مسيحي مصري، وأنكر أنه مخرج الفيلم، أو أنه يستخدم اسم سام باسيلي كاسم مستعار له، لكنه أكد أن له دوراً في إنتاج الفيلم، واتضح أن نيكولا أُدين في جريمة نصب في وقت سابق، وقضى 21 أسبوعاً في السجن.

كل ما يوجد عن باسيلي، باستثناء المعلومات التي وفّرها عن نفسه، قناة تحمل اسمه على موقع "يوتيوب"، تولت عرض مقاطع من الفيلم المسيء للرسول منذ 3 أشهر، تلك المقاطع التي ظلت مجهولة بلا أهمية حتى تم دبلجتها، وعرضها على الإنترنت في مواقع عربية قبل أيام، في حين لا توجد معلومات إضافية عن باسيلي بموقع "يوتيوب" نفسه، سوى أن عمره 75 عاماً، في تناقض ثالث مع المعلومات التي سبق أن وفّرها عن نفسه.

مع تزايد التساؤلات حول هوية سام باسيلي، ومدى كونه شخصية حقيقية، ظهر اسم آخر وصف نفسه بأنه أحد المستشارين الذين أسهموا في صنع الفيلم ليقطع الشك باليقين، ويؤكد أن باسيلي ليس إسرائيلياً. إنه ستيفن كلين، ناشط مسيحي إنجيلي متطرف، معروف بنشاطه ضد المسيحيين الكاثوليك والمثليين جنسياً والمسلمين، وبتنظيمه مظاهرات معادية للإسلام وإقامة المساجد، وهو ذو علاقة وطيدة بالجمعية الوطنية القبطية الأمريكية، التي تجمع متطرفي أقباط المهجر.

ظهر ستيفن في حوار مع قناة "سي إن إن" ليؤكد أن باسيلي مجرد اسم مستعار لمجموعة من المسيحيين العرب والأمريكيين، عملوا من قبل في الشرق الأوسط، واتفقوا على صناعة فيلم يفضح "مساوئ الإسلام"، على حد تعبيره.

وأكد ستيفن أن الاسم المستعار يستخدمه أيضاً رجل شرق أوسطي مسيحي يتحدث العربية بطلاقة، وشارك في صناعة الفيلم، وأضاف أن المدعو باسيلي قال له إن سبب إخفائه هويته هو خوفه على أقاربه بمصر. ومضى قائلاً: قلت لباسيلي إنه سيساعد في كتابة الفيلم، لكنه حذّره من أن يكون "فان جوخ" الثاني، مشيراً إلى المخرج الهولندي ثيو فان جوخ، الذي قُتل عام 2004 بسبب فيلم "الخضوع"، الذي اتهم فيه الإسلام باضطهاد المرأة.

وانفردت صحيفة "ذي أتلانتيك" الأمريكية بتفاصيل أكثر، وإن كانت تصب في نفس الاتجاه المشكك في هوية المدعو سام باسيلي، بعد أن أجرى مراسلها في الشرق الأوسط، وكاتبها المعروف جيفري جولدبرج، تحقيقاً عن صنّاع الفيلم، وقاده بحثه إلى نتيجة مبدئية فحواها أن سام باسيلي ليس إلا اسماً وهمياً، وأنه - حسب حوار مباشر مع ستيف كلاين مستشار الفيلم - ليس إسرائيلياً، بل على الأرجح ليس يهودياً.

وقال مراسل "ذي أتلانتيك": "كجزء من بحثي عن مزيد من المعلومات عن المدعو سام باسيلي مخرج الفيلم المسيء للإسلام، اتصلت برجل يدعى ستيف كلاين، وهو كما يدّعي، ناشط مسيحي متشدد بمدينة ريفر سايد في كاليفورنيا، ويعمل في مجال التأمين على العقارات، وجرى تقديمه في وسائل الإعلام المختلفة على أنه مستشار للفيلم، فقال لي إن باسيلي منتج الفيلم ليس إسرائيلياً وفي الغالب ليس يهودياً، وإنه صاحب اسم مستعار. وروى أن هذا الـ"باسيلي" اتصل به لمساعدته في عمل فيلم مسيء للنبى محمد، وأنه اختاره لهذه المهمة، لأنه ينظم احتجاجات معادية للإسلام أمام المساجد والمدارس، ولأنه من قدامى المحاربين في فيتنام وخبير في كشف خلايا القاعدة في كاليفورنيا، ما يجعله موضع ثقة المسيحيين واليهود الشرق أوسطيين في كاليفورنيا.

وأضاف مراسل ذى أتلانتيك: عندما طلبت من كلاين وصف باسيلي قال لي: "لا أعرف الكثير عنه، قابلته وتحدثت معه نحو ساعة، لكني أستطيع أن أوكد لك أنه ليس إسرائيلياً، وأن إسرائيل ليست متورطة، وأن تيرى جونز -القس المسيحي المتطرف الذي حرق المصحف - لا علاقة له بالفيلم، وأن الشخص الذي قيل إنه تيرى جونز شخصية أخرى اتخذت هذا الاسم المستعار. مؤكداً أن كل هؤلاء الأشخاص ذوي الأصول شرق أوسطية، ممن شاركوا في صناعة الفيلم، يحملون أسماء مستعارة، معلقاً: "أعتقد أن الحملة كلها ليست إلا حملة تشويه". وواصل مراسل ذي أتلانتك حواره مع مستشار الفيلم متسائلاً: "من تعتقد يكون سام باسيلي؟" فأجاب: "إنه ناشط أمريكي، وهناك 15 آخرون شاركوا في إنتاج الفيلم، من سوريا وتركيا وبعضهم أقباط من مصر لكن أغلبيتهم إنجيليون".

واختتم المراسل تحقيقه بقوله: "أتشكك في كل ما يدور حول هذا الفيلم الغريب والرهيب، لكن لم يتوافر لديّ أي دليل على أن سام باسيلي يهودي إسرائيلي، وهو على الأرجح شخص مجهول يتحرك باسم مستعار"، مؤكداً أن الأيام القادمة ستكشف المزيد.

بعد تزايد التناقضات في قصة المنتج والمخرج اللغز سام باسيلي، وصعوبة تحديد هويته، بل جنسيته، مصرياً كان أم أمريكياً أم إسرائيلياً، يهودياً أم مسيحياً، إنجيلياً أم أرثوذكسياً، بدأ السؤال الأهم يطرح نفسه: "هل هناك فيلم مسيء للرسول من الأصل؟".

مجلات السينما، وأهمها "هوليوود ريبورتر"، تساءلت إن كانت المعلومات التي وفّرها باسيلي عن الفيلم حقيقية من الأساس، فالفيلم شديد الرداءة في أسلوب التصوير والإضاءة، ويستخدم خدعاً سينمائية شديدة السذاجة، ومن المستحيل أن يتكلف هذا الفيلم الضعيف 5 ملايين دولار.

النقطة الثانية: إن كان هناك فيلم يتكلف 5 ملايين دولار، فلا بد أن يظهر اسمه في مواقع الأفلام المستقلة، والمواقع المهتمة بأخبار السينما، أو حتى تصاريح التصوير وغيرها من الأوراق الرسمية، فى حين أنه لا يوجد أثر على الإطلاق لأي فيلم يحمل اسم "براءة المسلمين".

ظهرت الحقيقة على لسان ممثلة مغمورة اسمها ساندي لي جارسيا، 46 سنة، من مواليد ولاية كاليفورنيا الأمريكية، التي شاركت بدور صغير في الفيلم المسيء. تروي الممثلة أنها رأت إعلاناً في مجلة "باسكيتيدج" الخاصة بالعاملين في السينما عن طلب ممثلين لفيلم "محاربي الصحراء"، وهو فيلم "مغامرات في الصحراء العربية"، كما جاء في نص الإعلان، الذي يشير أيضاً إلى أن الفيلم سيحتوي على بعض المشاهد العارية.

الإعلان في المجلة يطلب رجالاً للقيام بأدوار دكتور ماثيو، في دور صيدلي مثقف، وجورج، ممثل جذاب، وبلال، محارب قوي، إلى غيرها من الأدوار التي لا يرد فيها اسم محمد أو أي من الصحابة. تقول ساندي إن الفيلم لم يحوِ أي مشاهد أو جمل حوارية عن محمد، وأن الشخصية الرئيسية للفيلم اسمها "السيد جورج"، بل كان يدور في إطار تاريخي عن مصر قبل ألفي سنة، ولم يكن له أي علاقة بالدين.

وظهرت ساندي جارثيا مرة أخرى على القناة العاشرة الإسرائيلية مساء أمس الأول، لتؤكد أن "العبارات التي نطقها الممثلون أثناء أداء أدوراهم كانت مختلفة وتم دبلجتها وتغييرها، بحيث أصبح الفيلم عن الإسلام والرسول"، فمثلاً ورد لفظ الله على لسانها في لقطة من الفيلم، ثم سمعتها على لسانها نفسه "محمد" بعد الدبلجة، وأضافت أن المخرج "باسيلي" اتصل بها قبل 6 أشهر، وطلب منها إعادة بعض العبارات من جديد، لسماعها في الفيلم بطريقة أفضل، ويبدو أنها نطقت كلمة "محمد" في الإعادة دون أن تعي ما يقصد بها، فتم إدخال كلمة "محمد" بكل عبارة ورد فيها الاسم على لسانها، وهذا ما حدث مع بقية الممثلين.

وأضافت ساندي أن سام باسيلي اسم المخرج، وأنه أرسل لها نسخة من الفيلم بعد الانتهاء من تحميضه فشاهدتها، ووجدت تغييراً كبيراً في العبارات عبر دبلجة الأصل، فلم تهتم بالأمر، وقالت: "لا أعرف شيئاً عن الإسلام وديني المسيحية يمنعني من الإساءة لأي مشاعر».

ولعبت ساندي دور والدة إحدى الفتيات التي يفترض أن يتزوجها النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وفقاً لسيناريو الفيلم، وإمعاناً في خداعها لم يذكر السيناريو اسم النبي محمد، وقالت: "خلال التصوير والحوار الذي كان يدور بين الممثلين لم يكن هناك اسم النبي محمد نهائياً، بل كانت الشخصية الرئيسية في الفيلم تسمى مستر جورج".

وأكدت لي جارسيا أنها وغالبية الممثلين في الفيلم تعرضوا للخداع من القائمين عليه، وأنها لم تكن لتشارك في مثل هذا الفيلم لو علمت مسبقاً أنه يسيء للرسول محمد، بل كانت تعتقد أنه يصور حياة المصريين قديماً. وعادت جارسيا لتؤكد حقيقة الخداع الذي تعرضت له هي وزملاؤها في الفيلم، في حوار على موقع "جاوكر" الأمريكى، بقولها: "أشعر بالذنب لما حدث، وسأرفع دعوى قضائية على المخرج والقائمين على الفيلم".

ونقلت صحيفة "الغارديان" عن نفس الممثلة قولها إن المخرج، الذي قال إن اسمه سام باسيلي، زعم أنه ثري إسرائيلي حصل على ثروته من العمل في مجال المقاولات، ولكنه لاحقاً قال لها إنه مصري. وأضافت ساندي أن باسيلي كان يتحدث العربية والإنجليزية وكان حريصاً على تصوير جورج، الممثل الذي قام بدور محمد، في أسوأ صورة ممكنة، وأضافت أنها أصيبت بالرعب عندما علمت بنبأ مقتل السفير الأمريكي في بنغازي وأربعة من موظفى السفارة الأمريكية.

وقالت ساندى - لوسائل إعلام مختلفة تسابقت للحديث معها - إن الفيلم "المشبوه" تم تصويره في صيف عام 2011 داخل كنيسة قرب لوس أنجلوس، وإن الممثلين كانوا يقفون أمام "شاشة خضراء" تُستخدم لتركيب صور في الخلفية. وأضافت أن نحو 50 ممثلاً شاركوا في العمل. وأكدت غارسيا أنها تتذكر أن منتج الفيلم رجل يدعى سام باسيلي وصفته بأنه متقدم في السن شعره أشيب ويتحدث بلكنة. وأضافت أنه سدد أجرها بشيك. وأنها اتصلت به الأربعاء بعد الاحتجاجات. وقالت: "سألته لماذا فعل هذا ووضعني في موقف سيئ بحيث يُقتل كل هؤلاء الناس من أجل فيلم ظهرت فيه؟" مشيرة إلى أن الرجل الذي تعرفه باسم باسيلي قال لها إن هذا ليس خطأها.

"البعث" التونسي يندد بالاعتداء على المقدسات الدينية


حركة البعث القطر التونسي
أمة عربية واحدة    ذات رسالة خالدة
وحدة حرية إشتراكية


حتّى لا نغضب سريعا وننسى سريعا : بيان حول الإعتداء على المقدّسات


أن يٌخرج شخص فيلما أو نصّا ثقافيّا أو ما إلى ذلك يسخر فيه من حضارة أو معتقد أو أفكار أو ألوان أناس يختلفون معه في الدّين وفي المنبت الحضاريّ يٌخرج ذلك العمل عن دائرة حريّة التّعبير والإبداع وما إلى ذلك ويتنزّل في منزلة العنصريّة والتّمييز الدّينيّ أو العرقيّ، ناهيك وأنّ مخرج فيلم " براءة المسلمين " يصرّح عن وعي أنّ عمله ليس عملا ثقافيّا ، بل هو عمل سياسيّ بامتياز وأنّه يعتبر الاسلام سرطانا والمسلمين أجلاف وسفّاحين وما إلى ذلك من النّعوت العنصريّة.
لذلك لا يجب التّعامل مع هذا العمل على أنّه عمل فني إبداعيّ وأنّ  الإبداع لا رقابة عليه، بل يجب التعامل معه على اعتباره عملا سياسيّا معاديا سخر من العرب ومقدّساتهم وعلى رأسهم الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وسلّم.
ونحن نتساءل كيف يعمد أشخاص يدعون أنّهم متحضّرون  وأنّهم ينتمون لدول ديمقراطيّة وحداثيّون وأصحاب رسالة للإنسانيّة إلى النّزول إلى هذا الحدّ من الحقد على العرب وعلى الإسلام، وكيف لقادة هذه الدّول سياسيّين ونخب ثقافية وعلميّة أن يفسّروا هذا السّلوك الذي يكاد يكون عامّا وشائعا لدى العديد من أبناء جلدتهم يعبّر عنه رجال الدين والجنود والمثقّفون ورجال السّياسة، وماهي خططهم وبرامجهم لتجاوز هذا الشّعور العنصريّ وخاصّة تجاه العرب والإسلام؟؟؟.
إنّ هذا العمل مرفوض ومٌدان ويجب محاسبة أصحابه : مٌنتجيه ومٌنفّذيه ومٌروّجيه ومٌموّليه.
ولكن نعتقد أنّ الأمر يتجاوز هذه الدّائرة الضّيقة ويتعدّاها إلى صنّاع القرار السّياسيّ على المستوى الدّوليّ ووكلائهم في وطننا العربيّ العزيز.
فهذا العمل بالإضافة إلى تنفيسه عن عقد الغيرة والحسد من العرب والاسلام ، هو امتحان لردّات فعل العرب
الرّدود الشّعبية وما يمكن أن يٌسمى " بالتجاوزات " هنا وهناك... تٌقدّم للشّعوب الغربيّة على أنّها صورة العربيّ المتهمّج .. وستٌصوّر أعمال " الحرق والعنف " إن وقعت وتٌروّج على أوسع نطاق ويٌروّج معه في نفس الوقت أنّ العدوان على العرب والمسلمين مشروع بل هو ليس عدوانا وإنّما مهمّة تحديث وتحضّر...
وهو امتحان للنّخبة السّياسيّة والثّقافيّة في وطننا وقياسا لردود فعلها، فعلى ضوء ذلك تٌوزّع العطايا الماديّة والسّياسيّة.. وعلى ضوء ذلك يٌقرّب "الأصدقاء" ويٌجتثُّ الخصوم.. فصمتت النّهضة وحلفاؤها وصمت الإخوان...
وبان بالكاشف أنّ لعبة تجريم الاعتداء على المقدّسات ما هي إلاّ تعلّة لضرب خصومهم السّياسيّين لأنّه لا مٌقدّس أكثر من المصحف الشّريف ومن الرّسول الأكرم محمد صلى الله وسلّم.
 لذلك وفي اعتقادنا حتّى لا نغضب سريعا وننسى سريعا نرى أنّه يجب توجيه الاحتجاجات والغضب الشّعبيّ إلى ثلاث جهات محدّدة :
·        المصالح السّياسيّة والاقتصاديّة للدّول الرّاعية لهذه الأعمال والمٌروجة لها والحامية لأصحابها
·        مٌمثّليّات الأمم المتّحدة كتعبير عن فشل هذه المنظّمة في الوفاء لميثاقها فلا سلام ولا تفاهم دوليّ ولا حقوق إنسان ونراها تتكلّم في اتّجاه واحد
هذه الجهات أو الأنظمة الحاكمة في أقطارنا والجاثمة على صدور شعوبنا لتواطئها وعمالتها المفضوحة وصل بها حب السّلطة والتمسّك بكرسيّ الحكم إلى حدّ المساومة على حرمة الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وسلّم وعدم الاحتجاج على انتهاك حرمته..


حركة البعث
تونس في 13 سبتمبر 2012