لأنه فعلا واحد مننا.. واضح وضوح الشمس.. لم يرتد قناع الكذب والخداع وهو يمارس السياسة، أو يتلون من أجل مصلحة ذاتية خاصة علي حساب مصلحة الوطن.. تتطابق أقواله مع أفعاله.. ويشهد علي ذلك تاريخه النضالي وصلابته وإيمانه القوي بقدرة الشعب المصري علي الثورة والتغيير من أجل غد أفضل.
لم يكن اختياري وأسرتي وعائلتي لحمدين صباحي رئيسا لمصر النهضة وليد لحظة الانتخابات التي سنشهدها يومي الأربعاء والخميس المقبلين .. بل يرجع حسم هذا الاختيار إلي نوفمبر من العام 2009 يوم أن أخذ علي كاهله -وحده بصورة عملية- مواجهة التعديلات الدستورية التي أجريت علي الدستور في عهد النظام السابق وأكدت أبدية حكم مبارك وتوريث ابنه جمال الحكم من بعده..
وطرح حمدين نفسه مرشحا شعبيا غير رسمي لموقع رئيس مصر وسعي بدأب منقطع النظير - في عز جبروت النظام السابق وأذنابه - لجمع مليون توكيل من شعب مصر تؤيد ترشحه لمنصب الرئاسة في مواجهة استبداد مبارك أو وريثه جمال وقد كان لي الشرف وعائلتي وأسرتي بعمل توكيلات له وعلي رأسنا أمي الحاجة نوال عبدالفتاح التي تعدت سن السبعين أطال الله في عمرها حتي تري حلمها وقد تحقق بوجود صباحي علي سدة الحكم من أجل نهضة مصر وشعبها ..
فقد عرفناه عن قرب وقت أن كانت إقامته في مدينة القناطر الخيرية.. عرفناه منتميا ومدافعًا عن الغلابة والفقراء والبسطاء والفلاحين من هذا الشعب .. لا يخشي في الحق لومة لائم في سبيل تحقيق مبادئه من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية.. وقد دفع ثمن ذلك من حريته وتعرض لكثير من الاعتقالات..
حمدين صباحي وضع برنامجا طموحا هدفه: وضع مصر علي أول طريق النهضة الشاملة ونقلها من مصاف دول العالم الثالث إلي قائمة الدول الاقتصادية الناهضة والمنافسة علي موقع متقدم في ترتيب اقتصاديات العالم.. ومشروعه: نهضة كبري تليق بمصر وشعبها وثورتها عبر مثلث متكامل قاعدته هي العدالة الاجتماعية التي تحققها التنمية الشاملة .. وضلعاه هما الحرية التي يصونها النظام الديمقراطي والكرامة الانسانية التي يحميها الاستقلال الوطني .
'وإذا تشابهت عليكم البرامج .. فاختاروا المرشح الذي يشبه برنامجه "دي جملة حمدين بيقولها كتير .. يعني ببساطة هنشوف نقط متشابهة في البرامج .. بس المهم مين اللي نقدر نصدقه؟؟ .. رأينا اللي نقدر نصدقه هو اللي طول عمره بيقول نفس البرنامج في كلامه وأفعاله ' .. - نقلا عن برشور دعاية في حملة صباحي.
المعايرة بالمرض!!
صدمت ومعي الكثيرون عندما تجرأ المرشح المنافس الصديق القديم لحمدين صباحي الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح - وهو الطبيب - وعاير صديقه ومنافسه بإصابته بفيروس 'الكبد الوبائي سي' .. وكم كان حمدين صباحي يتمتع بطيب نفس ورباطة جأش في رده عندما أكد معلومة صديقه المشترك في مواجهة السادات عام1977 وعاتبه علي عدم اكتمال المعلومة من أنه قد منٌ الله عليه بالشفاء بعد أخذ حقن الانترفيرون .. وعاد حمدين ليؤكد أنه مثله مثل أغلب الشعب المصري أصيب بالبلهارسيا وأصيب بهذا الفيروس أثناء العلاج.. وهذا من بين الأسباب التي جعلته يختار شعاره 'واحد مننا'.
وكنت أتصور أن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح مسلم فطن لا تغرب عنه حقيقتان مهمتان.. الاولي: أن نفسه وماله وولده وكل ما يملك في هذه الدنيا لله وحده.. والثانية : أن الدنيا التي نعيشها ليست دار قرار بل دار اختبار وتمحيص وأننا خلقنا فيها لنكدٌ ونشقي ونبتلي حتي نصقل لنعد بذلك لحياة الخلود في الدار الباقية.. وأقول للدكتور عبدالمنعم من منا يعلم وقت ومكان موته إلا الله سبحانه وتعالي؟ وأسأله : هل كنت تضمن مؤشرات ضغطك لحظة الاعلان متباهيا بقوتك عن مرض حمدين ؟!.
وأقول للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أيضا: بالطبع تتفاوت درجات البشر في الثبات أمام الابتلاءات فمنهم من يتلقاها راضيًا بقضاء الله، ومنهم من تراه هلوعا .. وحمدين صباحي من الصنف الأول الذين تجرعوا المرارة دون عبس ، ووقفوا مع البلاء بحسن الأدب .. وظل في مرضه الذي ابتلاه به الله موفور الثقة، ثابتًا ولم يرتع، وظل صابرا ، حتي أزال الله الغمة وأسبغ عليه الرحمة بالشفاء من الداء، لأنه آمن بوعد الله عز وجل بالسعة بعد الضيق، والعافية بعد البلاء، واليسر بعد العسر ..
اللهم ولٌ علينا خيارنا ولا تولٌ علينا شرارنا .. آمين.