بعدما كرموا الغيطانى وهالة سليمان وسيد أمين
الخبراء يتساءلون :
اللجنة التأسيسية للدستور.. نعمة أم نقمة على مصر؟
احتفلت الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية بمناسبة بمرور خمس سنوات على التأسيس بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك تحت رعاية الإدارة العامة للجمعيات الثقافية بوزارة الثقافة.. وقد تضمن برنامج الاحتفالية مائدة مستديرة حول "اشكاليات اللجنة التأسيسية للدستور".. حضرها عدد كبير من رؤساء الجمعيات الأهلية وقيادات العمل الإجتماعي والصحفيين والإعلاميين.
في البداية قال الدكتور مختار الشريف مستشار اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية، أن تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور يعد بمثابة "استهزاء" بعقول المصريين، الذين سبق وأن صاغوا أعظم دساتير العالم، وهو دستور 1923، وكذلك أسسوا أول مجلس نيابى فى العالم العربى عام 1866 (مجلس شورى النواب).
وأوضح أنه لا يليق بمصر التى صدَّرت الدساتير للعالم، أن يشكل دستورها فى تلك المرحلة الفارقة بلجنة لا تمثل كل طوائف الشعب المصرى، مندِّداً بأن جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين هم المسيطرون على اللجنة،
وتساءل عز الدين فرغل رئيس الإتحاد الإقليمي للجمعيات بالقاهرة ما الذى يجعل لاعب كرة قدم يصبح عضواً فى لجنة الدستور ما هى خبرته ؟!
وأشار إلى أن كل المشاركين باللجنة التأسيسية للدستور لم يقدموا مشروعات هامة لنهضة البلد فى ظل الأزمات التى نعيشها حالياً، كما أنهم لا يمثلون الشعب المصرى بكافة طوائفه،
مضيفاً أنهم أغلبية برلمانية تريد السيطرة على كل مقدرات الوطن حتى على رئاسة الجمهورية.
وأضاف أن هناك أغلبية تخدع الشعب المصرى باسم الدين حتى أصبح المصريون أقلية أمامهم، مشيراً إلى أنهم يقومون بتسييس المنظمات الأهلية حتى يتم فرض الرقابة عليها ولا تستطيع القيام بدورها وبالتالى تقييد الحريات.
وشدد على أنه إذا كانت هناك أغلبية تريد السيطرة على مصر، فإن هناك مجتمعا مدنيا واعيا وقويا يمكنه التحرك ضدهم.
وأضاف الأستاذ ياسر عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى أن تجارب دول العالم فى تأسيس الدستور، حيث أشاد بالتجربة التركية التى استطاعت عمل نهضة شاملة فى كل المجالات وارتفع معدل دخل الفرد فيها، وكذلك تجربة "لى كوان" مؤسس نهضة سنغافورة الذى حول البلد لأعظم بلد لأنه رفع شعار "العنصر البشرى أولاً"، وتجربة آسيا بشكل عام التى عززت ورفعت قدر المواطن فيها.. مؤكداً أن مصر هى من صدَّرت الدساتير للعالم من خلال فقهائها الدستوريين والقانونيين، مثل الدكتور يحيى الجمل الذى صاغ دستور الكويت، وسليمان باشا حافظ الذي شارك في صياغة معظم دساتير العالم العربي وغيرهما من الخبراء الدستوريين.
ومن ناحيته أعرب المهندس حسن الشامى، رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية عن تفاؤله بالصراع السياسى الدائر فى مصرالآن، والذى سوف يفرز دستورا جديدا يحقق طموحات كل المصريين..
وأضاف أن التيارات المدنية والليبرالية ضيعت فرصا عديدة خلال العام الماضي من عمر الثورة.. وكانت دائما تراهن على المواقف الخطأ بينما كانت التيارات الدينية " سواء الأخوان المسلمون أو السلفيون" يجيدون التفاوض وآليات الضغط والتراجع عندما تتطلب المواقف السياسية ذلك.
ودعا الشامي إلى تشكيل "جبهة دستور لكل المصريين" من أجل اسقاط اللجنة التأسيسية للدستور التي شكلها مجلسا الشعب والشورى أخيرا وسيطرت عليها التيارات الدينية الإسلامية بتنويعاتها المختلفة مطالباً بالتوافق على معايير موضوعية لصياغة دستور يحقق مطالب الثورة الأساسية في الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية…
وأوضح الشامي أن مصر تمر بلحظات عصيبة تتهدد فيها ثورة 25 يناير المجيدة مخاطر جسيمة ومحدقة من كل جانب وتتكالب عليها قوى متآمرة تحاول إجهاضها وإهدار دماء شهدائها ومصابيها واغتصاب السلطة على ذات النحو الذي عانينا منه طوال 60 عاما متصلة.
وطالب الشامي بتطبيق مبدا التمثيل للجميع من القاعدة للقمة فى الجمعية التأسيسية للدستور لان هناك جماعات غير موجودة كالاقباط والنوبة فى الجمعية التاسيسية التى خلت تمام من اهالى النوبة ولابد من فرص عادلة للشعب بكل طوائفه..
واختتم مضيفا أن هذا الموقف استدعى تنادي كافة القوى والأحزاب الوطنية والتجمعات الشبابية والهيئات الثقافية والفنية والنسائية والنقابات المهنية والعمالية والفلاحية والرموز الدينية المستنيرة.
وقال الكاتب الصحفى سيد أمين نائب رئيس تحرير جريدة (الأسبوع)، أنه من الضرورى أن يتم التوافق على معايير موضوعية لصياغة الدستور الجديد لمصر بما يحقق مطالب الثورة فى الحرية والعدالة الاجتماعية..
وأوضح أننا نحتاج مزيدا من الحريات. لأن القهر والاستبداد لا يمكن أن يؤدى للتنمية أوالنهضة.
ومن ناحيته أوضح الصحفي حمدى البصير، مدير تحرير صحيفة (العالم اليوم)، أن مصر تعيش فى مأزق ليس بسبب الخلاف حول رئيس الجمهورية، ولكنه بسبب تشكيل لجنة الدستور التى تشهد انقساماً شديداً ولا تمثل فئات المجتمع، مضيفا أن اللجنة بتشكيلها الحالي ستفرزا دستوراً منقوصاً لا يعبر عن المصريين، مطالباً بضرورة الحوار المجتمعى لصياغة دستور مصرى جديد.
واختتمت الاحتفالية بتكريم عدد من قيادات العمل الأهلي بينهم عز الدين فرغل رئيس الإتحاد الإقليمي للجمعيات بالقاهرة، وعدد من قيادات الإتحاد منهم ماجد أحمد الأمين العام، وفارس عبد الجواد أمين الصندوق، وعطية عبد القادر مقرر لجنة الإعلام، وعادل دياب وحمدي الجعفري عضوا مجلس الإدارة..
كما تم تكريم الكاتب الكبير جمال الغيطاني رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى والأستاذ ياسر عثمان مدير المكتبة.. وتم تكريم الفنانة إيمان سليمان رئيس فريق (كورال الإيمان) والمستشار محمود هنداوي (مداح النبي)..
ومن الإعلاميين تم تكريم اسم المرحوم عبد المعم ثابت وكيل وزارة الإعلام السابق والاسم المرحومك الصحفي عبد الله بلال المستشار الإعلامي للجمعية..
كما تم تكريم الكاتب الصحفى سيد أمين .. والصحفي حمدي البصير مدير تحرير جريدة (العالم اليوم) .. وعصام عبد الحميد نائب رئيس تحرير جريدة (العربي الناصري)..
ومن قيادات العمل النسائي تم تكريم هدى البدري رئيسة جمعية السيدة سكينة بالقاهرة، وهيام عبد العزيز رئيسة جمعية عشاق مصر، وهدى عوض رئيسة جمعية النشاط النسائي، وعبلة عبد السلام البرعي أمينة الصندوق بالجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية..
وأعقب ذلك حفل فني أحيته فرقة (كورال الإيمان) بقيادة الفنانة إيمان سليمان وابتهالات وتواشيح دينية من المستشار محمود هنداوي (مداح النبي).