كتب الدكتور محمد شرف الاستاذ الجامعي ورئيس جمعية ابطال 25 يناير علي صفحته في الفيس بوك تفاصيل القصة الكاملة لحادث التعدي على المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، الشخص الذي يظهر في كل مشهد سياسي ويخرج بالمفاجأت، ويطلق التصريحات التي يعتبرها البعض قد تخطت كل الحدود.
المكان، نادي القضاة، الزمان، مساء الأحد 23 ديسمبر 2012، النتيجة: إصابة المستشار أحمد الزند بخدش في خده الأيسر أسفل الأذن، واعتقال ثلاثة من الشباب الذين تقول عنهم وسائل الإعلام بلطجية.
وعن التعامل الإعلامي مع القضية، فقد بالغت وسائل الإعلام في نشر أخبار وروايات متعددة حول الحادث.
فمثلًا قناة الحياة، أول قناة تعلن عن اعتقال شخصين من فلسطين في محاولة لاغتيال المستشار أحمد الزند، وهذه مسألة تجعل المشاهد يفكر سريعًا في السيناريو المعلب وهو: أن هؤلاء الشباب أرسلتهم جماعة الإخوان المسلمين بعد استقدامهم من غزة أو حركة حماس.
الخبر الثاني: إطلاق نار كثيف على المستشار أحمد الزند أثناء خروجه من بوابة نادي القضاء ونقله إلى المستشفى متأثرًا بجراحة !، وهي رواية تذهب بالذهن إلى حيث عصر الاغتيالات والتخلص من الرجل الوطني الذي يقف ضد رئاسة الجمهورية !.
الخبر الثالث: اتصال أحد وكلاء النيابة ببرنامج 90 دقيقة، وعندما سأله الإعلامي عمرو الليثي حول ملابسات الموضوع، قال:«المستشار أحمد الزند تعرض لمحاولة اغتيال وهناك فصيل لا يريد أن تستقر الدولة وأن ندخل في مرحلة الاغتيالات».
خبر آخر نشرته جريدة المصريون: أن عددًا من المتظاهرين هتفوا ضد الزند أثناء خروجه من نادي القضاة، وأن مجموعة من وكلاء النيابة بإطلاق نار كثيف في الهواء لتفريق المتظاهرين مما أحدث مشهدًا من الارتباك جعلهم يزيدون في الهتاف وحاولوا الاشتباك معهم.
ونقل عن مصطفي الشرقاوي قوله : روى مراسل سكاي نيوز، سمير عمر، رواية قريبة لرواية المصريون وهي:«أن إطلاق النار جاء من قبل حرس النادي، وليس من المتظاهرين».
وبعد متابعة الأمر في وسائل الإعلام، كان يجب أن تحتار!، ماذا حدث بالضبط ؟، هل هي محاولة اغتيال ؟، أم محاولة للتظاهر تحولت إلى اشتباك ؟!، أم مؤامرة يراد منها التأثير على مجريات الأمور في الفترة القادمة؟!.
في الحقيقة تعجبني الرواية الثانية والثالثة، فمجرد التحدث عن إطلاق نار من متظاهرين أو بلطجية تجاه مجموعة أشخاص، لا يمكن أن يصدق عاقل أن النتيجة خدش في الوجه تحت الأذن اليسرى غير ظاهر أو مؤثر يستطيع صاحبه أن يتحدث في الهاتف ويضعه على الجرح دون أي شعور !.
كما انه لا يمكن فصل التوقع الثاني وهو أن المتظاهرين كانوا هناك للتظاهر وتحول الأمر إلى ما سوف أذكره من مصدر موثوق أكد لي كل الظنون التي لم تبتعد عن ذهني بعد كثرة الروايات.
الرواية كما يرويها شهود عيان شاركوا في هذه التظاهرة واختطف من بينهم ثلاثة شباب بحجة محاولة اغتيال «الزند»، أن هؤلاء الشباب وقفوا أمام نادي القضاة أثناء مؤتمر الزند وكانوا يهتفون لتطهير القضاء، وتنديدًا بما يفعله الزند من محاولات دائمة لزعزعة استقرار الوضع السياسي في البلاد.
انتهى المؤتمر والشباب في الخارج يهتفون هتافات كثيرة كان من بينها:«قالوا الزند من أهالينا، إيه يا ثورة ده عار علينا، قولوا للزند وسيده، بكرة الثورة هتقطع إيده,,».
وما إن اقترب الزند وسمع الهتافات غضب غضبًا شديدًا وكان التصرف الذي تسبب في الأحداث أن قام الزند بــ«البصق» في اتجاه المتظاهرين ضاحكًا وساخرًا منهم، ثم شوهد من قبل بعض المتظاهرين وهو يشير إلى بعض الملتفين حوله-الذين يقال أن بينهم حرس ووكلاء نيابة- فخرجت أعيرة نارية كثيفة في الهواء لترهيب المتظاهرين الذين لم يتوقعوا هذا التصرف، بالإضافة إلى استنفار من حراس النادي الذي يبلغ عددهم 500 فرد بحسب رواية وكيل نيابة على قناة الحياة.
وشارك في تاجيج الأمر، أن أُصيب اثنين من المتظاهرين بطلقات خرطوش تم إطلاقها من الناحية التي يقف فيها «الزند» ومن معه، وكان ذلك سببًا في تقدم بعضهم كرد فعل على الموقف وكان ما شوهد على الفضائيات من تقدم بعض وكلاء النيابة إلى تجمع الشباب والقبض على ثلاثة وهم:«محمود متولي قمر"طالب تجارة عين شمس"، خالد المسدي"هندسة طيبة"، وعبد الرحمن عيسى دكتور بيطري يحمل الجنسيتين المصرية والفلسطينية وإخوته معهم الجنسية المصرية وله أخت متزوجة من رائد مباحث"».
هنا وجد الإعلام فريسته التي يبحث عنها، حيث أطلقت السهام مباشرة والاتهامات نحو «جماعة الإخوان المسلمين»، وبدا الأمر وكأنها محاولة اغتيال من حركة حماس بتحريض من الإخوان المسلمين !.
العجيب أن وسائل الإعلام نقلت مشهد القبض على الشباب ولم تنقل مشهد قبله بدقائق لعله يكشف كل شىء!.
والأعجب منه أن يتم القبض عليهم والتعدي عليهم بمنتهى القسوة وإصابتهم في وجوههم وتظهر صورة أحدهم وهو ينزف من أنفه، ويقول أحدهم معلقًا أثناء عرض المشهد في برنامج الحياة اليوم، «أهو قبضوا على البلطجية وكمان وكلاء النيابة هما اللي قبضوا عليهم وسمى أحدهم وهو "المستشار علاء قنديل"».
ونقل مصدر من داخل النادي أن الشباب أعدموا ضربًا وهم مصابون الآن بإصابات بالغة في معظم أنحاء أجسامهم بعد التعدي عليهم من قبل الزند نفسه الذي تولى ضربهم بقدميه كما نُقل من داخل النادي.
وهنا أسأل عدة أسئلة وأريد الإجابة عليها من كل منصف:
*هل يعقل أن يذهب اشخاص لاغتيال شخص ولا يصاب أحد بطلق ناري ؟!
*هل من السهل القبض على مجرمين جاءوا لقتل شخص، ويتولى القبض عليه وكلاء نيابة دون مقاومة ؟!
*هل يمكن أن نصدق أن الشباب الذي قُبض عليهم وهم جميعًا على مستوى أكاديمي عالي، جاء لاغتيال الزند ؟!
*هل وصل الحمق بجهة ما أن ترسل شبابًا بهذا المنظر الذي في الصور ليغتال شخص حوله مئات الأشخاص من الحرس والمرافقين ؟!
هذه أسئلة أسألها لله ثم للتاريخ، وهؤلاء الشباب الذين تحقق معهم الشرطة الآن، يجب أن يقف الجميع بجوارهم ونصرتهم لأن الفاتورة التي سيدفعها هؤلاء باهظة، بسبب الحالة السياسية الحالية التي سيستغلها الزند وأنصاره من الإعلاميين وبلطجية السياسة، حتى يبدأوا فصلاً جديدًا من الأكاذيب يروح ضحيتها الأبرياء بسبب الخلافات السياسية والمصالح الشخصية.
أدعو كل المحامين الشرفاء للدفاع عن هؤلاء الشباب والوقوف إلى جوارهم، أدعو كل شباب مصر أن يقفوا بجوارهم وان يساندوهم فهم ليسوا أقل من أحمد عرفة، وإذا تركناهم سوف ينالون منهم ويلفقون لهم التهم ويضيع مستقبلهم وتعيش أمهاتهم وآبائهم في حسرة وألم بسبب عراك سياسي.
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد