11 أبريل 2017

سليم عزوز يكتب: الوضع الدستوري للبابا

وكما قالت سيدة الغناء العربي، كوكب الشرق "أم كلثوم": "كلمتين اتقالوا شالوا الصبر مني"، فقد شعرت أنه لا فائدة، عندما ذهبت إلى القناة الأولى المصرية، فقرأت في شريط الأخبار أن عبد الفتاح السيسي، الذي هو من المفترض رئيس جمهورية مصر العربية، يعزّي البابا تواضروس في ضحايا تفجير كنيستي "الغربية" و"الإسكندرية"، عندئذ وجدتني أتساءل عن الوضع الدستوري للبابا؟!
الدستور لا يرتب وضعاً للبابا، وقد كانت فرصته ليطلب وضعاً في دستور 2012 أيام الرئيس محمد مرسي، وكان سيستجاب له بسيف الحياء. والفرصة الأكبر لهذا الطلب كانت بعد الانقلاب، وهو جزء من مكوناته منذ البداية، لكن إقرار وضع له كان سيرتب وضعاً لآباء الطوائف الأخرى، وعندئذ تتساوى الرؤوس وهو يريد أن يبقى الوحيد - ولو شكلاً - المسؤول عن المسيحيين في مصر، وهو ما لا يمكن أن يرتبه النص على وضعه في الدستور، فمن الأفضل أن يترك لعملية الأمر الواقع بدون نصوص دستورية تعوق نفوذه، أو تدفع آخرين لمزاحمته أو شراكته في

لمزيد من التفاصيل انقر هــــــــنا

09 أبريل 2017

سيد أمين يكتب: هل كانت ثورة يناير صراع أجنحة حكم؟


أمضى مبارك ثلاثين عاماً حاكماً على مصر، مع أنه في رأيي -وقد يعترض عليه الكثيرون- لم يحكم يوماً واحداً إلا فيما "سفه" من الأمور، أما ما عدا ذلك فقد استخدم كناطق رسمي لحكم المجلس العسكري، ليتلو قرارات قد يكون حرمَ حتى من مناقشتها، وإبداء رأيه فيها.

في هذا الوضع ترعرع جمال مبارك الذي قرر أن ينتفض انتفاضاً ناعماً، ثأراً لكرامة والده الذي رآه يستخدم كخيال "مآتة"، أو "فلتر" يخفف وقع "الأوامر" العسكرية على مسامع الناس الموهومة بالدولة المدنية وأدواتها المزعومة من برلمان وقضاء وأحزاب ومعارضة ونخب ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات دينية، ليس ذلك فحسب، بل ويتلقى منهم الانتقادات بل والطعنات الناقمة.

فراحَ جمال في غفلة من رقابة الرقيب العسكري، أو بترقب صامت منه على ما يبدو، يستحوذ على أجهزة لتدين له بالولاء، وكان بالطبع من أهمها "جهاز أمن الدولة"، ولما كان هذا الجهاز الأمني يفتقر إلى الدعم الشعبي الذي يستمد منه قوته في حال صدام الأجهزة، تم ضبط "الحزب الوطني"؛ ليكون على مقاس الرئيس وابنه وزوجته التي دخلت هي الأخرى في معركة الاستحواذ، وكان له ما لهم من أصدقاء وعليه ما عليهم من أعداء.

واستكمالاً للبناء الذي يترسخ بخطى ثابتة، تم تفصيل الأذرع الإعلامية والاقتصادية والشعبية والنخبوية والدينية، مروراً بتعديلات 2005 الدستورية الخاصة بالمادة 76 وتطويعها لتنص على أن اختيار الرئيس يمر عبر البرلمان الذي هو بالقطع تحت رحمة الحزب "التفصيل" الذي يسيطر عليه مبارك الابن.

واستمرت الترتيبات حتى اكتمل البناء ولم يتبقَّ سوى الانقلاب على حالة الانقلاب، وإعطاء الرئيس لأول مرة حقه في أن يحكم بما يتفق ورؤيته للحكم، لا أن يكون "ببغاء" يردد ما يطلب منه، ثم بعد نجاح الأمر يرث الابن الوليمة كاملة بلا شريك.

وحاول هذا الطرف التواصل مع المجتمع وإرسال رسائل ضمنية تشرح رؤيته لما يجري في الحكم، وذلك عبر أعمال فنية منها "طباخ الرئيس" ومسرحية "الزعيم".

الجانب الآخر

وإذا كان الطرف السابق هو الطرف المتغير الذي يمكن الإشارة إليه بالمجموعة "ب"، فإن الطرف "أ" الثابت الممتد هو بلا شك قوى العسكر والمخابرات التي ظلت تراقب الموقف عن كثب، وتعتمد هي الأخرى سياسة الخداع والتخبئة وتعد العدة للانقلاب على الخصم الذي أتت به ونصبته رئيساً للبلاد فلما اشتد عوده تمرد عليها، مستغلة في ذلك حالة الحنق الشعبي عليه من جانب، وعدم معرفة الشعب بتفاصيل انقسام السلطة "العسكرية" إلى ضدين متصارعين من جانب آخر.

ولأن حرية الإعلام هي مطلب عالمي، فقد استغلته المجموعة "أ" كحصان طروادة لإنجاز الأمر، فيما كان من الطبيعي أن تنخدع المجموعة "ب" بمطالب الانفتاح تلك، واعتبروا أنها أيضا ممكن أن تخّدم على خطتهم، وتضيف احتراماً إليهم، خاصة أن منعها سيساعد بلا شك الأعداء في مآربهم، ويرفع سقف الغضب الداخلي والخارجي في عصر السماوات المفتوحة.

فجندت المجموعة "أ" نخبتها الخاصة بها في مواجهة النخب القديمة من الإعلاميين والصحفيين وبعض الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها، وأسست لهم المنابر الإعلامية، وقدمتهم كـ"قوى وطنية" من أجل المساعدة في تغذية حالة السخط الشعبي المتزايدة ودعم رفع سقف الحريات إلى أقصى مستوى له.

كما أسست الحركات السياسية التي شجعت جرأتها وتراجع نظام المجموعة "ب" غير المسبوق أمامها أطيافاً كبيرة من الناس للانضمام إليها، رغم أنهم لا ينتمون لهذا أو ذاك ولا يعرفون بحقيقة معسكرهم.

فلاقت هذه "التشكيلة" التفافاً شعبياً منقطع النظير بوصفهم "رجال خلاص وتضحية وطنية".

وبين هذا وذاك، تركت بعض الشخصيات للقيام بدور الوساطة في أي تسويات "حربية" بين الفريقين، ومن أبرز تلك الشخصيات صحفي عرف بلهجته الصعيدية.

وكما فعل الطرف الأول فعل هذا الطرف أيضاً، فأنتج أعمالاً فنية تدعم وجهة نظره، ومنها أفلام "هي فوضى" و"واحد من الناس" وغيرها.

الانفجار العظيم

أعدت العدة، وتخندق الفريقان، ولم يبقَ إلا إشعال فتيل الثورة الشعبية، وأخذ كل فريق يقدم دروعه البشرية، فريق يبدو للناس كما لو كان قد حكم ثلاثين عاماً، فلم يحصد فيهم إلا الفشل، وبالتالي انفضاض كثير من الناس من حوله مع أول شعاع للحقيقة، لدرجة أن صار الدفاع عنه مسبباً للخزي والعار، في مواجهة فريق آخر يبدو للرائي أيضاً بأن -جميع أفراده وليس بعضهم- ثوريين عفويين حركتهم غيرتهم الوطنية ووعيهم السياسي الجامع وليس الفئوي فانضم إليهم جل الشعب الساخط.

وبدأ الحراك في الأرض في اليوم المحدد سلفاً، استطاعت المجموعة "ب" أن تجهضه، هنا شعر أفراد المجموعة "أ" بالخطر فأعدوا العدة في اليومين التاليين لحراك أكبر تساندهم فيه ذمم اشتروها لقيادات الصف الثاني من وزارة الداخلية، وعدوا بالحماية، وفعلاً حصلوا على البراءة بعد ذلك.

حاصرت تلك القيادات الميادين والشوارع من الجوانب الأربعة، وراحوا يطلقون النار وقنابل الغاز على جميع المواطنين وفي كل الاتجاهات، حتى الأدوار العليا من العمارات بغية استنفار غضب سكانها وضمهم للحراك الغاضب على الأرض، وكانوا يقصدون بذلك تكثيف الرفض الشعبي ثم التجهيز لمشهد "اختفاء الشرطة" أو انكسار الذراع العسكرية للمجموعة "ب" وترك المسرح بالكامل للمجموعة "أ" والحراك الشعبي الساخط، ما نجم عنه تهاوي كل متاريس المجموعة "ب" الإعلامية والاجتماعية والدينية بسرعة كبيرة.

ويبدو أن وزير الداخلية حبيب العادلي واللواء عمر سليمان وزير المخابرات والفريق أحمد شفيق هم من المسؤولين القلائل الذين رفضوا الاستسلام للخطة، فتم التنكيل بالأول وقتل الثاني "ويقال إنه تم اختطافه"، في حين لم يمس الثالث أذى لوجود أنصار كثر له داخل المجموعة "أ"؛ لذا قرروا أن يتم التخلص منه عبر شيطنته إعلامياً.

وفي محاولة بائسة راح مبارك يستعطف الناس بالخطاب المشهور فخفتت حدة الاحتجاج، هنا، عاجلت المجموعة "أ" المتظاهرين بموقعة "الجمل" فرفعت من موجة الحنق والاحتجاج مجدداً؛ بل وتوسعت أكثر فأكثر، وكان يجري توجيهها لاتخاذ طابع عنيف، ما وضع مبارك في حالة مذرية، خاصة أن معظم أدوات سلطة كانت تعمل ضده، ثم انتهى الأمر بعدها بإجباره على التنحي.

ولا ننسَ هنا أن نزول الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي للميادين أسهمَ في السقوط السريع لمبارك ومجموعته، وأفشلوا الخطة التي أريد لها توقيف الثورة عند حد إسقاط مبارك وتعيين جنرال بديل له فقط، وحولوها إلى ثورة شعبية حقيقية تعادي كلتا الكتلتين المتصارعتين.

ورغم أن نزولهم بدا كما لو كان مساندة للمجموعة "أ" فإن تلك المجموعة اعتبرتهم الأعداء الجدد لها، خاصة حينما عرفت قدرتهم على الحشد الشعبي، حيث فتح السقوط السريع لمبارك ومجموعته شهيتها في إتمام التخلص من كل المنافسين المحتملين الجدد، وعلى رأسهم بالطبع حركات الإسلام السياسي، ولكن بطريقة تحولهم إلى أعداء لجميع قوى الأقليات في البلاد، وذلك عن طريق شيطنتهم عبر الإعلام ثم الانقضاض عليهم من كل حدب.

مؤشرات الصراع

مؤشرات الصراع الخفي بين جهازَي الأمن في مصر كانت واضحة، لعل أوضحها الاحتكاكات التي حدثت في عدة محافل بين رجال الجيش والداخلية، كما حدث في قسم شرطة مايو/أيار 2010، ثم الرد عليها باقتحام مقار مباحث أمن الدولة بعد الثورة.

والظهور المفاجئ للحركات السياسية الجريئة و"المسنودة" الداعمة لأي من الكتلتين المتصارعتين، والتحول السريع لإعلاميين رسميين عرفوا بولاءاتهم الأمنية الراسخة، لا سيما لو قورن موقفهم آنذاك بما جرى بعد الانقلاب العسكري وتوحدهم جميعاً خلفه رغم ما جرى بسببه من مذابح كانت أدعى لصحوة ضمير كتلك التي تصنَّعوها في 2011.

الغريب أنهم كما دافعوا باستماتة عن فتح سقف الحريات لأقصاه حتى إسقاط مبارك ومجموعته، وعن تحوله إلى حالة فوضى حتى إسقاط التيار الإسلامي، راحوا يدافعون باستماتة مشابهة، ولكن على إغلاق سقف الحريات تماماً، وذلك حينما نفذت المجموعة "أ" كامل خطتها ولم يتبقَّ إلا اليسير.

عموما.. ثورة يناير/كانون الثاني، سواء أكانت ثورة حاول الجيش إجهاضها، أو صراع أجنحة حكم تحول إلى ثورة، فهى حقيقة ثابتة تربعت في قلوب المصريين، وحتماً ستنتصر.

08 أبريل 2017

مقتطفات من تقرير لجنة الاداء النقابي بنقابة الصحفيين

مر عام على حكم حبس مجدى حسين فى قضايا نشر .. وباقى سبعة سنوات لم نسمع من تجار الحريات همسا

يبدو ان شهر مارس خاص بالاحكام ضد الصحفيين ، فقد مر عام على صدورحكم محكمة جنايات الجيزة بتأييد حبس الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير جريدة الشعب لمدة 8 سنوات في إتهامات تتعلق بالنشر

وكانت محكمة جنايات الجيزة قد رفضت السبت 26 مارس 2016 معارضة مجدي حسين لحكم غيابي سابق بحبسه 8 سنوات في قضية نشر بتهمة ترويج أفكار متطرفة تضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام ، وهي عبارات فضفاضة تستخدمها السلطات الأمنية عادة في التنكيل بخصومها السياسيين
حتى الآن لم نسمع همسا لمن شبعوا لطما من ادعياء الدفاع عن الحريات ، رغم ان الاحكام مخالفة للدستور المصري الذي تحظر مادته 71 الحبس فى قضايا النشر !
ولا نعرف لماذا ظلت هذه القضية فى طى النسيان الى ان ظهرت مع صدور حكم بالافراج عنه فى قضية "دعم الشرعية " قبلها بعدة أيام ؟
وقد حدث مثل هذا من قبل وقت صدور حكم ضد مجدى حسين لذهابه الى غزه ، ومع مطالبة الدفاع بالافراج خرجت قضية من الادراج ، حيث نشرت الصحف عن وجود قضية ضد مجدى حسين وابراهيم شكرى وعادل حسين قيل أن احد اعضاء حزب العمل اقامها منذ حوالى 20 عاما ، توفى خلالها رئيس الحزب ابراهيم شكرى ورئيس الجريدة عادل حسين رحمهما الله ، بل مات الحزب نفسه بالسكتة الديكتاتورية !
تستطيع أن تختلف مع مجدى حسين فى بعض ارائه ، ولكنك لا تستطيع الا ان تقول انه ضد العدو الاسرائيلى والامريكى دون مهادنة وان البعض يعتبر هذه جريمته !! .

القبض على الصحفى بدر محمد بدر

ألقت قوات الشرطة المصرية القبض على الكاتب الصحفي بدر محمد بدر رئيس تحرير صحيفة الأسرة العربية السابق والذي شغل عدة مواقع صحفية، كما قامت الشرطة بمداهمة مكتبه في حي فيصل غرب القاهرة واستولت على حاسباته الشخصية وسيارته وبعض المتعلقات الأخرى
وقد حملت أسرته الأجهزة الأمنية المسئولية عن سلامته، خاصة أنه يعاني أمراضا بالكبد، وبعض الأمراض الأخرى.
هذا وقد أختفى بدر قسريا ، علما بانه قد سبق اعتقاله ضمن قائمة كبيرة من الساسة والكتاب والفنانين والصحفيين في اعتقالات سبتمبر 1981 في نهاية عصر الرئيس الأسبق أنور السادات، وقد واصل عمله الصحفي بعد ذلك حتى أصبح رئيسا لتحرير مجلة لواء الإسلام عام 1988, ثم عمل في جريدة الشعب المصرية لمدة عام, (1990 )ثم عمل مديرا لتحرير صحيفة آفاق عربية في عام 2000 وتركها في عام 2004 ليرأس تحرير جريدة الأسرة العربية حتى أغلقت في نوفمبر عام 2006، وعمل مراسلا لبعض المنابر

وبيان للنقابة بالتضامن مع بدر
أصدر مجلس النقابة بيانا بتوقيع ابراهيم ابوكيله مقرر لجنة الحريات وحاتم زكريا السكرتير العام ، وكذلك تصريحات للنقيب عبد المحسن سلامه جميعها تؤكد التضامن مع الزميل بدر محمد بدر واتخاذ كافة السبل للوقوف بجانبه


السجن لثلاثة صحفيين فى قضية خلية ابناء الشاطر

قضت محكمة الجنايات فى قضية تابعة لجماعة الاخوان والمعروفة بخلية ابناء الشاطر بالسجن لثلاثة صحفيين أحدهم حكم عليه بالمؤبد هو الصحفي إسلام جمعة، فيما حكم على الصحفيين محمد أبو السول وأيمن عابدين بالحبس 3 سنوات بتهمة محاولة اختراق أجهزة حاسوبية رسميية

والقبض على مدير تحرير المختار الاسلامى

ألقت أجهزة الامن القبض على الصحفي أحمد عبد المنعم مدير تحرير مجلة المختار الإسلامي أثناء محاضرة له في أحد المراكز التدريبية في مدنية نصر حول وسائل الإعلام.
هذا وقد حضر التحقيقات معه ايمن عبد المجيد عضو مجلس النقابة

التحقيق مع صحفيين بروز اليوسف فى نشر اخبار عن مذبحة بورسعيد

أجرى مكتب النائب العام تحقيقات مع الزميلين رمضان أحمد، الصحفي بجريدة روز اليوسف، وخالد عمار، الصحفي بجريدة الوفد، لجلسة تحقيق أمام نيابة استئناف القاهرة ، بتهمة نشر أخبار كاذبة حول قضية مذبحة إستاد بورسعيد. 

وكان النائب العام، المستشار نبيل صادق أمر باستدعاء المحامي مقدم التماس إعادة التحقيق مع حسن المجدي المتهم في قضية مذبحة بورسعيد، بشأن ما نسب إليه من تصريحات بإصدار النائب العام قرارا بوقف تنفيذ عقوبة الإعدام على موكله المحكوم عليه بذات القضية، لما انطوى عليه هذا التصريح من بيانات كاذبة لعدم صدور مثل هذا القرار

عبد الحليم قنديل وعنتر مهددان فى قضية كفته

القضية المقامة ضد عبد الحليم قنديل والصحفى بصوت الامه عنتر عبد اللطيف بسبب اختراع " كفته " أوشكت على الانتها ء ، وصدور الحكم
المعتاد ان مقيم الدعوى يعتمد على ما تم نشره من الفاظ ساخرة و اعتبارها سب وقذف .. أما جهاز " الكفتة " ومدى مصداقية عمله ونجاحه فلا يأتى له بسيرة !
وعليه اقترح من هيئة الدفاع عن الصحفيين المتهمين باعتبار اتهام كفته " سلق وشوى " !

31 مارس 2017

سيد أمين يكتب: ولكم في الانقلاب مكاسب.. أيها الإخوان


الجمعة 31 مارس 2017 13:47
رب ضارة نافعة، ما كان يتصور من دبروا للانقلاب أن ينقلب سحرهم عليهم ويكون عليهم حسرة، والشواهد كثيرة.
فقد قصدوا شيطنة التيار الاسلامي خاصة، وسحق كل كتلة ممانعة عامة أيما كانت توجهاتها الفكرية لاسيما كتلة الإخوان المسلمين فأمعنوا فيهم القتل والتنكيل، واستفزوهم أيما استفزاز، فجردوهم من انسانيتهم عسى أن يهبوا للدفاع عن حيواتهم، فيحملون ويحمل معهم العالم الغربي المتواطئ أصلا عليهم بتهمة الارهاب.
لكن نجح الإخوان كجزء كبير وحاسم من ثوار ثورة يناير ، في امتصاص الضربات المتتالية شديدة الإيلام الموجهة إليهم ، دون انفلات أعصاب منهم ، سواء أكانت نتائجه بالإنتقام أو حتى بالاستسلام ، فحازوا على تعاطف الكثيرين ممن لا زالوا يؤمنون بحرية الفكر والاعتقاد.

أصل الحكاية
والملاحظ أن كثيرا من المصريين لم يكونوا لينتبهوا أن جيرانهم الأخيار أو زملائهم المخلصين فى العمل أو المدرسة أو الحقل ينتمون لتنظيم فكري يضم جمعا عريضا من الناس يسمى الإخوان المسلمين.
ولما لمس الناس في هؤلاء التدين وحسن الصفات لم يصدقوا لوقت طويل ما رمتهم به السلطة من اتهامات ملفقة لهم بالإرهاب.
فراح الإعلام الموجه يدخل المعركة بعمليات غسيل كامل للأدمغة وتزييف حقير لكل ما هو حقيقي، ونسف لكل نسق ذهني مهما كان بديهياَ، مستغلا في ذلك حصاد جهد دؤوب استمر عقوداً أو ربما قروناً من التغييب والتسطيح والتجريف لوعي الانسان المصري.
فظلت الشاشات تمطر بغزارة في مساء كل يوم بالدعايات الوضيعة والمسيئة المحرضة بالقتل ضدهم ،والتي من فرط التسرع في إطلاقها، ورغبة في تكثيف الهجوم كان كثير منها يفتقد للحبكة الجيدة وفي الغالب كان يفتقد حتى للمنطق.
تلك الدعايات عبثت كثيرا بالمنطق ، فنسبت إلى الاخوان قتل الخازندار باشا في اربعينيات القرن الماضي غير آبهة بنفي الجماعة وشح الأدلة،وقفزت لاعتبار ذلك نزوعا للارهاب وخيانة لا تغتفر، لكن حينما قام أنور السادات بقتل أمين عثمان اعتبرتها تلك الدعايات بطولة وطنية لا تقدر بثمن، رغم أن القتيلين عرفا بالولاء للانجليز، وكان قتلهما دربا من دروب المقاومة الوطنية المصرية آنذاك.
هذا نموذج بسيط من نماذج مظلومية فئة من المصريين لا ترضاها العدالة الحقة ،والتي بدت تتكشف حقيقة آلاف الحكايات منها بفضل كفاح ثلة من الثوار ضد هذا الانقلاب البغيض ، وهو ما لا يمكن له أن يحدث من قبل بمثل هذا الشغف.

ثلة من النابهين
لكن كما نجح هذا الاعلام في تجييش بسطاء الناس ضد هذا التيار الاسلامي صاحب اليد الخضراء عليهم، كشف لكتل أخرى تترواح ما بين مثقفة وناضجة وعاقلة حجم الافتراء والتلفيق الذى يمارس ضد هؤلاء الناس.
والأهم أن ذلك جعل تلك الكتل ترتاب ليس في صدق الحاضر فحسب ، بل في كل الروايات- بالأحري التلفيقات– السابقة التى رمت السلطة العسكرية الإخوان بها تاريخيا ،فتحرروا من قيد الاستسلام للمعلومات التى تقدم لهم معلبة، وراحوا ينبشون في دفاتر التاريخ بأنفسهم ليكتشفوا أنه أيضا مزور حتى الثمالة.
صحيح أنهم لم يصلوا إلى كل خبايا المعرفة ، لكن من المؤكد أن من سار على الدرب وصل، وسلامة المقدمات قطعا ستقود حتما إلى سلامة النتائج ، مع ضرورة التأكيد على أن الحديث هنا ليس دفاعا عن الاخوان أو التيار الاسلامى أو حتى الثوار جميعا كفكر باختلاف توجهاتهم ، لأنه من البديهى لدى الشعوب المتحضرة أن حرية الفكر والتعبير والتنظيم والاحتجاج أمر مقدس لا يعقل الاقتراب منه ، ولكن الحديث عن جرم جنائي يرتكب ضد فئة بعينها من الناس دون أن يرتكبوا جرما سوى أنهم مارسوا حقوق المواطنة في وطنهم التاريخي.
لقد كسب الاسلاميون ضمن أغلى ما كسبوا ثلة من المثقفين والنابهين المنصفين، بل وممن وقعوا سابقا في حبائل شراك التاريخ المعلب، بعدما شاهدوا بأم أعينهم كيف يزيف التاريخ، وكيف يكتبه الأقوياء، وكيف تلفق التهم، وكيف تختلق الأدلة ، فانبروا للدفاع عن العدالة المهدرة ولإصلاح المنطق المعطوب، فنالهم جزء من النَصَب والعَنَت ،ولو كان أهون مما نالوه هم .
لذلك رأينا أغلب القطاع الاعلامي والصحفي والحقوقي المدافع عن حقوق الاخوان كمواطنين مصريين،هم من أبناء هذه الفئة الخيرة ، وهم الفئة التى وجودها في صف المسار الشرعي أوقع نظام الانقلاب في شر تلفيقاته.

مكاسب أخري
ولنقف على صلب المكاسب التي حققها الاخوان المسلمون من هذا الانقلاب على ما ذاقوا فيه من أهوال ، يمكننا أن نتخيل أنه لو كان الاسلاميون يمثلون ربع المجتمع قبل الانقلاب، وكان الربع الأخر يقف منهم موقفا عدائيا بينما كان النصف المتبقي خارج الصراع أساساً ، سنجد أن الأغلبية ونعنى بها النصف الأخر- ويضم الكثير من نشطاء يناير والعوام وغيرهم- انشطرت هى الأخري لقسمين، انحاز كل قسم منهما إلى طرف من طرفي الصراع بدرجة أو بأخرى وبطريقة أو بأخرى، ثم رويدا رويدا ما بدأ الخيط يترى مرجحا كفة المظلوم، وتلاه مؤشرات قرب الالتحام مجددا كما كان المصريون قبل الانقلاب.
نعم.. قد خرج الإخوان من محنتهم بمزيد من الأعداء ، ولكن أيضا خرجوا بالأكثر كثيرا من الأصدقاء ، مع وجود فارق خطير هو أن كثيرا من أعدائهم هم يتوزعون ما بين طبقات ثلاثة، إما من المختلفين فكريا وهؤلاء لهم حقهم في العداء السياسي طالما يحترمون حقوق الأخر، وإما ضحايا التزييف الإعلامي وهؤلاء يمكن لعدة برامج تلفزيونية توضيح الحقائق لهم ، وإما جهلاء وهؤلاء لا يفيدون لا الثورة ولا الثورة المضادة أصلا.
كما أن شدة الهجمة وطبيعة كل ما حدث، وسع من مدارك الإخوان وكل قوى الثورة ذهنيا عموما حول أساليب وطرق إدارة النظام العسكري للبلاد ، حتى لا يفكرون بحسن نية في الموجة الثورية التالية التى باتت ليست وشيكة فحسب ، بل ملحة لدى المصريين الآن.
ومن المكاسب أيضاً، أنه حينما قصد نظام السيسي مهاجمة الإسلام ، انصب هجومه على الاخوان المسلمين ما نصبهم في نظر المراقبين حماة لهذا الدين ، كما أن التكالب الغربي على الاسلاميين وتحالفهم مع النظام العسكري كشف بالدليل القاطع لمن كان في حيرة من أمره من هو عميل أمريكا واسرائيل.

لقراءة المقال على الجزيرة مباشر انقر هــــــــــــنا

05 مارس 2017

ليس دفاعا عن "خراجة" ولكن بيان لحقيقة تاريخية لا تسبب فتنة طائفية

بقلم : على القماش
فى محاولة من أحمد موسى لتشويه صورة الزميل محمد خراجه المرشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين ،جاء موسى من " الآرشيف " بمقال لخراجة تناول فيه المسيحية فى العصور الوسطى ، وأخذ يهاجم خراجه بانه يهاجم المسيحيين بما يثير الفتنة الطائفية فى مصر .
وبصرف النظر عن التغافل المتعمد من احمد موسى لاول وثانى فقرات لانها تبرىء الكاتب من مقصد من اثارة الفتنة ، فان واقع المسيحية فى العصور الوسطى محل نقد حتى من المسيحيين أنفسهم !
وقبل ان نوضح فى عجالة نقد الحكم المسيحيى فى اوربا فى العصور الوسطى نشير الى حقيقة لا يتنبه لها بعض الجهلاء من امثال المذيع أياه ، وأهمها ان حدوث اى خروقات من المنتسبين للاديان لا علاقة لها بسلامة الدين الذى نزله رب العالمين ، بل هى خطأ من أرتكبوها وحدهم .. فالالواح التى نزلت على موسى – عليه السلام – تنهى عن القتل وارتكاب الموبقات ، بينما اليهود يقتلون ويرتكبون الموبقات كل يوم !
وما أرتكبه بعض الحكام المسلمين من فساد أو جرائم يعاب عليهم وحدهم ، والقراّن الكريم والسنة النبوية ومجمل الدين الاسلامى برىء من مثل هذه الافعال
وفى العصور الوسطى حدث تصادم رهيب فى اوربا بين رجال الدين المسيحى وبين العلماء والباحثين ، وتشدد القساوسة والامثلة كثيرة
.. كما حدث غزو الصليبين باستغلال شعار الدين ، والدين منهم براء
نعم الوضع بالنسبة للمسيحيين العرب مختلف تماما ، فلم يضمروا العداء للمسلمين منذ بداية الاسلام ، وكان موقفهم المشهود فى استقبال " النجاشى " الحاكم المسيحى للمسلمين لحمايتهم ، وهم من ساندوا الفتح الاسلامى ضد الروم ، كما فرح المسلمون لهم عندما انتصروا على اعدائهم وهو ماورد فى سورة " الروم" ،كما ان التعايش المشترك مع المسلمين كان منطلقا من وطنيتهم ، والدين بالنسبة لهم قيم واخلاق ، والجامع المشترك مع المسلمين أكبر كثيرا من اية خلافات
ويمكن لآى قارىء او باحث بسهولة الاطلاع فى تفاصيل هذه الموضوعات سواء فى عصور التشدد المسيحى فى اوربا ، او فى التعايش السلمى للمسلمين والمسيحيين فى مصر والشرق لقرون طويلة ، وحتى فى حالات التشدد كان الغبن يطول الجميع
بالطبع مقالى ليس دفاعا عن خراجه او غيره ، فالاختيار الذى نحترمه حق للجمعية العمومية للصحفيين .. ولكن اذا كان احمد موسى أنتقى هذا المقال لخراجه وزعم انه يثير الفتنة الطائفية .. فلماذا لم ينطق بحرف واحد عن " مانشيت " بجريدة ابراهيم عيسى " المقال " .. " الكنيسة القبطية تنحاز للخرافة على حساب العلم " ومع ملاحظة ان موضوع ابراهيم عيسى كان عن الكنيسة القبطية الآرثوذكسية فى مصر !!
يبدو لانه وابراهيم عيسى أصدقاء فى الحصول على الملايين من الفضائيات وهذا أهم وفوق كل أعتبار !

27 فبراير 2017

سيد أمين يكتب: السيسي : رد المطلقة وجلب الحبيب!

الاثنين 27 فبراير 2017 16:32
يُخطئ من يتعاطى مع إلحاح السيسي عن توثيق الطلاق بوصفه حديثا في إجراءات اجتماعية أو حتى دينية، ففي الواقع هو حديث غارق في السياسة.
ذلك ليس لأن السيسي الذي يقود بلدا كبيرا على الأقل سكانيا ويكاد يهوى به إلى قاع الضياع، هو في فسحة ودعة من أمره ليتحدث عن رد المطلقة وجلب الحبيب.
وليس لأن أعباء هذا الأمر أثقلت كاهل الدولة المثقلة أصلا بسبب سياساته وسياسات من سبقوه من العسكر، فتحتم عليه أن يبحث عن حل جذري يلقي به عنها حمولتها ، بينما ملايين الرضع تبحث أسرهم لهم عن مسحوق الحليب ولا تجده، وملايين المرضى عرضة للموت بسبب نقص الدواء، إما لشحه أو لانتهاء صلاحيته وفساده أو لارتفاع سعره، وفي الغالب لعدم امتلاكهم ثمنه.
ليس لكل ذلك أبدى السيسي اهتماما بالطلاق في رأيي ، ولكن لأن سهولة الطلاق في الإسلام يعدها أي مراقب من غير المسلمين هي من أبرز وأفضل مميزاته التي تحفز للدخول فيه أو تدعو على الأقل لاحترامه.

وماذا عن الزواج؟
وإذا كان السيسي حقا قاصدا الضبط والربط في الدولة المصرية ، وفرغ من مطاردة تزايد الفقر والإرهاب والذين تسبب فيهما هو ، ولم يتبقَ له إلا تلك النواحي الاجتماعية، كان يجب عليه أن يقوم بتجريم الزواج العرفي بغض النظر عن حكمه الشرعي حلا أو حرمة ، خاصة أن الزواج غير الموثق لا الطلاق سواء كان موثقا من عدمه هو الأكثر والأعمق تأثيرا في الحياة الاجتماعية وله مردودات قوية ملموسة على الدولة، من حيث تكوين الأسر والمواريث والحقوق والواجبات.
لكن ذلك لم يحدث قط، وما حدث هو العكس تقريبا حيث سيتم رفع رسوم توثيق الزواج بشكل مبالغ فيه بحسب تقارير صحفية ، ليصير العريس والعروس يعاقبان على قرار إشهارهما وتوثيقهما الزواج بدفع مبالغ مالية كبيرة نسبيا، في بلد يعانى من ارتفاع غير مسبوق في نسب العنوسة نتيجة لارتفاع تكاليف الحياة، ليبلغ عدد العوانس بحسب تقرير أصدرته منظمة هولندية متخصصة نحو 8 ملايين فتاة أي40% من مجموع الفتيات فى سن الزواج، وحتى هذا الرقم نجده يتضاءل مع إحصائيات أخري تقدرهم بنحو 13مليون عانس مصري، وهو رقم مرشح للارتفاع بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها مصر في ظل التوتر السياسي والاجتماعي الذي خلقه نظام السيسي.

أيهما أدعى للتوثيق؟
ولو قمنا ؛ بكل براءة ؛ بعقد مقارنة حول الأهم للدولة ؛ هل توثيق الطلاق أم توثيق الزواج هو الأكثر إلحاحا في هذا البلد العربي المسلم؟ سوف نندهش بداية بعدم عقلانية أن نوثق افتراق من لم نوثق اقترانه "!". ونشير هنا بشكل مباشر إلى كافة أشكال العلاقات غير الموثقة ، سواء أكانت متفقة مع الشريعة الإسلامية أو غير متفقة ، كما أن ذلك الاندهاش يندرج أيضا على الآثار المترتبة على مثل تلك العلاقات.
فالزواج ينجم عنه في الغالب أطفال وهم في حاجة إلى إثباتات في السجلات المدنية ليبذلوا واجباتهم تجاه الدولة وتبذل الدولة واجباتها نحوهم ، بدءا من حقوقهم في التطعيمات وحصص التموين انتهاء بواجباتهم في الضرائب والتجنيد الإجباري.
كما أن توثيق الزواج هو إيذان بتكوين أسرة، والأسرة كما نعرف هي الوحدة الاجتماعية الأولى المكونة للدولة، وصيانتها هو مطلب أمن قومي لدى كثير من نظم حكم الشعوب الحرة التي تحث مواطنيها على إقامة علاقات الزواج أولا ، وإشهارها ثانيا ،صيانة للأمن القومي وحماية للمجتمع - الذي قامت الدولة أصلا لخدمته– من أن يصير مجتمعا للقطاء، بل راحت تدعم ماليا المتزوجين الجدد لا أن تفرض عليهم الرسوم الباهظة.
أما أهمية توثيق الطلاق – إن كان له أهمية للدولة والمجتمع– غير حفظ الأنساب فهو يتيح لها، إن قصدت السوء، عمل حصر بالمطلقات وإصدار قوانين تنظم علاقتهن بها ، أو سن قوانين تعجيزية تحول دون حدوثه أصلا ،أو فرض رسوم باهظة تدر لخزينة الدولة الموشكة على الإفلاس مئات الملايين من الجنيهات خاصة مع ارتفاع نسب الطلاق بين المتزوجين الجدد بسبب الأزمة الاقتصادية التي صنعها ذات النظام، لدرجة قد تجعل منها حال تنفيذها موردا من موارد الدخل الكبرى.
أو قد تدفع الزوج أو الزوجة للهرب من تلك الرسوم عبر إلغاء فكرة إشهار الطلاق أساسا كما يحدث في الغرب واللجوء لنظام الرفيق والصديق والزواج المدني.
هذا الكلام ليس من وحى الخيال ، فمؤخرا أعدت مؤسسة خاصة بالمرأة، قانونا شعاره "أسرة أكثر عدالة" يتضمن بنودا لتنظيم تعدد الزيجات، ويمنع الطلاق الشفوي، وتضمن مادة خاصة بتطبيق الزواج المدني - المعادل الموضوعي للزواج العرفي- وقامت بتقديمه لمجلس النواب ليقره.
لا تصدقوا أن السيسي ترك كل مشاغله ولقاءاته السرية والعلنية ، وراح يتفرغ للحديث عن الطلاق من بنات مشاعره الاجتماعية وخوفه على قلوب المطلقات .
فجراب الحاوي لا زال مكتظا بالمفاجآت.

اقرأ المقال كامـــــــــلا على الجزيرة مباشر

22 فبراير 2017

محمد سيف الدولة يكتب: بين الثوابت الوطنية والمكايدة السياسية

صرح وزير الدفاع الصهيونى أفيغدور ليبرمان ان (اسرائيل) قد قامت بقصف داعش فى سيناء، فانطلق البعض يتباكى على سيادة مصر الوطنية التى أهدرتها ودنستها الطائرة الاسرائيلية، وانطلق البعض الآخر لينكر الخبر ويتفاخر بوطنية السيسى ومؤسساته ونظامه الذين لا يمكن ان يسمحوا باى انتهاك للسيادة الوطنية.
***
منذ سنوات عديدة ونحن نلعب معاً لعبة الوطنية الزائفة في كل ما يتعلق بـ (اسرائيل)، رغم ما نعلمه جميعا من عمق الهيمنة والتحكم الاسرائيلى في كل ما يدور فى سيناء، وكثير مما يدور فى مصر، منذ عام 1979، بموجب الاتفاقيات المصرية الاسرائيلية المشهورة باسم كامب ديفيد.
ولكننا كثيرا ما نتجاهل أو نتجنب الاقتراب من المشكلة الرئيسية، ونتمسك بالصغائر من باب المكايدة السياسية.
ولمن نسى أو تناسى حقيقة القيود المفروضة علينا فى سيناء، نذكره بها فيما يلى:
· قيود على اعداد القوات وتسليحها وتوزيعها، بما يجرد مصر من المقدرة على الدفاع عن سيناء فى مواجهة أى عدوان صهيونى جديد مماثل لعدوانى 1956 و 1967.
· ضرورة استئذان (اسرائيل) وموافقتها على اى زيادة فى القوات من حيث اعدادها وتسليحها ومناطق تمركزها وطبيعة مهماتها ومواعيد انسحابها.
· يبلغ العدد المسموح به لمصر بموجب الاتفاقية 26000 فى منطقتى (أ) و (ب) بالاضافة الى شرطة فقط و 750 جندى حرس حدود وفقا لاتفاقية فيلادلفيا 2005 المنطقة (ج). فى حين ان تأمين سيناء يحتاج لما يزيد عن عشرة أضعاف هذه القوات.
· صرح السيسى مؤخرا فى اتصال هاتفى مع برنامج عمرو اديب ان اعداد القوات المصرية فى سيناء يتراوح بين 20 و 25 ألف. وهو ما يعنى انه لا زيادة فى الاعداد التى أذنت بها (اسرائيل) لمصر! وانما اقتصر إذنها فقط على اعادة توزيع القوات بين المناطق الثلاث. 
· وجود قوات أجنبية فى سيناء لمراقبة القوات المصرية، لا تخضع للامم المتحدة، وانما تتبع الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، وليس من حق مصر المطالبة بانسحابها الا بعد موافقة (اسرائيل).
· بالإضافة الى اكراه الدولة المصرية على الاعتراف بشرعية دولة (اسرائيل)، والتطبيع معها والحفاظ على امنها، ومحاكمة كل من يهدد امنها او يحرض ضدها من الاراضى المصرية.( المواد الثانية والثالثة من المعاهدة.)
· مصادرة وتأميم السياسة الخارجية المصرية لصالح اسرائيل، فللمعاهدة المصرية الاسرائيلية أولوية عن اتفاقيات الدفاع العربى المشترك وكل ما يماثلها، كما انه ليس من حق الدولة المصرية الدخول فى اتفاقيات لاحقة، تناقض الالتزامات الواردة فى كامب ديفيد (المادة السادسة من الاتفاقية.)
***
والقيود الأمريكية:
هذا بالإضافة الى القيد الأساسى الحاضر دائما رغم انه لم يرد نصا فى المعاهدة، وهو الخضوع الكامل للارادة الامريكية منذ 1974 حتى يومنا هذا بما يضمن الحفاظ على امن (اسرائيل) و مصالح الولايات المتحدة فى المنطقة، هذا الخضوع الذى يتضمن، بالإضافة الى امن (اسرائيل)، الشروط التالية:
· احتكار الولايات المتحدة للتسليح المصرى، بما يضمن تفوق (اسرائيل) على مصر والدول العربية مجتمعة.
· سيطرة نادى باريس وصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية على الاقتصاد المصرى.
· سيطرة رأس المال الاجنبى والمحلى على الثروات المصرية.
· الالتزام بالترتيبات الامنية الاقليمية فى المنطقة وفقا للاستراتيجيات والتحالفات والاحلاف الامريكية.
· اعطاء تسهيلات لوجستية للقوات الامريكية فى قناة السويس والمجال الجوى المصرى.
· حتمية التزام مجمل النظام السياسى المصرى بكافة مؤسساته بما فيها رئيس الجمهورية بهذا "الكتالوج الأمريكى."
· والباقى تفاصيل.
***
صحيح ان السيد عبد الفتاح السيسى، فى كل مواقفه وسياساته وانحيازاته، يثبت كل يوم انه مؤمن بهذا الكتالوج ومخلص له الى حد التطرف، خاصة فى علاقته مع (اسرائيل) التى يصفها نيتنياهو انها اصبحت بمثابة التحالف الاستراتيجى، الا أن الحكاية أقدم وأعمق وأخطر من السيسى ولقاءاته السرية ومن تصريحات ليبرمان.
***
بعد هذه التذكرة السريعة والضرورية بحقيقة التبعية المزدوجة لمصر؛ التبعية العامة للولايات المتحدة، والتبعية الامنية لاسرائيل فى سيناء، لا أتصور انه من المقبول أن نركز أو نكتفى بالتفاصيل والصغائر والاعراض، ونتجاهل الاساسيات والكبائر والأمراض المزمنة.
انها كامب ديفيد يا سادة بتبعيتها وقيودها ونظامها وحكامها، فمن يرفضها عليه أن يبحث كيف يسقطها، أما ما دون ذلك، ففيه شبهة المكايدة السياسية بالإضافة الى ما فيه من تضليل للرأى العام.
*****
القاهرة فى 22 فبراير 2017

20 فبراير 2017

محمد سيف الدولة يكتب: العلاقات السرية بين مصر واسرائيل

"اجتمع السيسى ونتنياهو وَعَبَد الله وجون كيرى سرا فى الأردن فى فبراير ٢٠١٦."
خبر نشرته جريدة هآرتس الاسرائيلية وأكده نتنياهو، قبل ان يؤكده بيان من الرئاسة المصرية، فى صياغة مراوغة.
***
والسؤال هنا لماذا يلتقى السيسى سراً مع نتنياهو؟ ولماذا لم يلتقيا علانية وفى وضح النهار كما كان يفعل مبارك ومن قبله السادات؟
خاصة وانه بين النظام المصرى و (اسرائيل) معاهدة سلام منذ ١٩٧٩، ناهيك عن الاستراتيجية المعلنة التى يتبناها ويمارسها السيسى منذ توليه مقاليد الحكم فى التقارب غير المسبوق مع اسرائيل، والاشادة المتكررة بالسلام معها وبدفء العلاقات وعمق التنسيق والثقة والطمأنينة المتبادلة، بل انه دائما ما يتفاخر امام وسائل الاعلام الدولية بكثافة الاتصالات التليفونية الدورية بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلى.
فلماذا تَخَفى هذه المرة وذهب الى العقبة الاردنية سراً للقاء نتنياهو؟
هناك احتمالان وراء ذلك، الاحتمال الاول هو انه كان يريد لأسباب نجهلها ان يلتقى نتنياهو وجها لوجه بعيدا عن اعين ورقابة مؤسسات الدولة المصرية، تحت غطاء التشاور حول السلام والقضية الفلسطينية.
وما يرجح هذا الاحتمال هو أن ما تم قبل هذا "الاجتماع السرى" ببضعة ايام، قد يوحى بانه كان يوجه دعوة مبطنة او يمهد لهذا الاجتماع؛ ففى لقائه بوفد القيادات اليهودية الامريكية بالقاهرة فى 11 فبراير 2016 وصف السيسى نتنياهو بالنص ووفقا لما تداولته وكلات الانباء بأنه "زعيم وقائد لديه قوى جبارة، تساعده ليس فقط في إدارة دولته، وإنما يمكنها أن تحقق التقدم وتعزز المنطقة كلها والعالم".
بعدها بعشرة ايام، فى 21 فبراير 2016 التقى الاثنان سرا فى العقبة بالأردن بحضور الملك عبد الله وجون كيرى.
***
اما الاحتمال الثانى فهو ان نتنياهو هو الذى وجه الدعوة كما صرح بذلك بنفسه فى الايام الماضية، وان السيسى لم يتمكن من رفضها، فكيف يرفض لنتنياهو طلباً؟ خاصة وان اسرائيل هى الطرف الأكثر حماسةً وترويجاً له ولنظامه على المستويين الامريكى والدولى. ولكنه أراد أن يفعلها بدون ان يجرح الصورة الوطنية الزائفة التى يرسمها لنفسه هو و إعلامه.
***
ان العلاقات المصرية الاسرائيلية العلنية من سلام واتفاقيات وسفارات وتنسيقات وتطبيع وتجارة وصفقات...الخ، تكفى وحدها لتجريد اى نظام او حاكم مصرى من الشرعية الوطنية. فما بالنا بالعلاقات السرية؟
كما ان مجرد ان يكون اللقاء سرياً، أياً كان جدول أعماله، هو مصدر شك وريبة وقرينة على سوء النوايا.
ان مثل هذه العلاقات والاتصالات والمفاوضات السرية التى لم تتوقف لحظة بين العرب واسرائيل منذ بدايات المشروع الصهيونى على امتداد قرن من الزمان، لم تحمل لنا سوى كافة انواع الأضرار والشرور والتآمر على شعوبنا وأوطاننا واستقلالنا، والتى كانت تنتهى دوما بمزيد من التفريط والهزائم والتنازلات.
***
ان العلاقات السرية بين مصر واسرائيل لم تتوقف لحظة منذ نهاية حرب 1973، ولا تزال تفاصيل كثيرة من اتفاقيات كامب ديفيد غائبة ومحجوبة عن غالبية الراى العام المصرى رغم مرور ما يقرب من 40 عاما.
والصندوق الاسود لهذه العلاقات لا يزال مغلقا بالضفة والمفتاح، وحين تتسرب منه اى معلومة، فانه يكون وراءها كارثة جديدة مثل حق (الاسرائيليين) فى دخول سيناء والبقاء فيها 14 يوما بدون تأشيرة وفقا لاتفاقية طابا، واتفاقية فيلادلفيا 2005، وصفقة تصدير الغاز لاسرائيل، واتفاقيات الكويز، و اتفاقيات تيران وصنافير... ولكنها لا تمثل سوى قمة جبل الاسرار الذى لا نراه ويحظر علينا الاقتراب منه، ومن ذلك ملفات التنسيق الامنى والاستخبارى فى سيناء، وملف حصارغزة واستهداف نزع سلاحها وإخلاء المنطقة الحدودية لإقامة المنطقة العازلة... الخ، وربما يكون اخطرها ما يصرح به نتنياهو كثيرا من ان الدول العربية و (اسرائيل) اصبحوا حلفاء وليسوا اعداء، وما ارتبط بذلك من احاديث عن مشروع لتأسيس تحالف عسكرى اقليمى جديد او اتفاقية دفاع مشترك تجمع مصر والاردن والسعودية والخليج و (اسرائيل) تحت القيادة الامريكية لمواجهة ايران. 
***
على امتداد سنوات طويلة منذ الانحياز المصرى لاسرائيل فى عدوانها على غزة فى صيف ٢٠١٤ ونحن نناشد رفاقنا القدامى فى معارك مواجهة (اسرائيل) وكامب ديفيد والتطبيع وشركاءنا فى دعم فلسطين والمقاومة والانتفاضة وفى قوافل الاغاثة وفك الحصار..الخ ، ان يخرجوا عن صمتهم، ويعلنوا عن غضبهم ويتصدوا لسياسات نظام يسعى لبناء شرعيته الاقليمية والدولية من بوابة اسرائيل، ويزج بمصر فى مستنقع التحالف والشراكة الامنية والاستراتيجية مع عدوها الاستراتيجى.
فهل يغضبون؟
*****
القاهرة 20 فبراير 2017

اعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين المصريين