22 أكتوبر 2011

ورحل أمين القومية العربية

سيد أمين
من واجب المثقف أن ينبه الناس لا أن يجاريهم بغية تجنب انتقاداتهم، وذلك لأن تحمل انتقادهم اليوم ثم اكتشافهم لو بعد سنوات خطأهم هو خير من مجاراتهم الآن ثم لا يتذكرونك ولو بعد سنوات إلا بالمذمة.
رأيت أن أكتب هذا المقال لأمين القومية العربية الأخ الشهيد معمر القذافى حتى لا يقال ماتت أمة خشى كتابها قولة حق فى حق واحد من أبرز صناع تاريخها، وحتى أذكر الساهى بتاريخ الشهيد الجديد من شهداء القومية العربية، وكيلا نلوم أنفسنا فى غد آت لا محالة نكتشف فيه أننا وقعنا نحن العرب- كعادتنا- فريسة للمؤامرة والخداع والتضليل.
فذاكرتنا العربية مثقوبة، يتسرب عادة منها العظات والتجارب، وتفكيرنا أيضًا- نحن العرب- يعانى أحادية النظرة وقصر المدى، حتى فى أسمى إخلاص المخلصين من بنى جلدتنا، وهذا هو مكمن الداء فينا.
فى الأمس سقط صدام حسين شهيدًا ومعه أبناءه أثناء دفاعهم عن أرض العراق، واليوم سقط معمر القذافى وأبناؤه شهداء أثناء دفاعهم عن أرض ليبيا، هل هناك اختلاف؟
نفس المقاتل ونفس الضحايا ونفس المسروقات.. الناتو.. القومية العربية.. البترول.. إذن لا فرق بين الأمس واليوم اللهم إلا رتوش صغيرة فى الديكورات.. وكأن الغرب كتب علينا قدرًا بأن زعاماتنا القومية لا تموت إلا مقتولة منكل بجثامينها.. وبترولنا لا يؤخذ إلا عنوة.. ولا نفهم ما يحدث إلا بعد خراب مالطة.
ولو أردنا أن نعرف ماذا حدث فى ليبيا هذا العام يجب أن نطرح سؤالاً أكثر أهمية: لماذا القذافى؟ فضلا عن سؤال محورى يدور حول لماذا الآن؟ فى الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن تبعها كفرنسا وبريطانيا حتى إيطاليا يعانون أزمة اقتصادية خانقة وهم فى أمس الحاجة إلى منقذ يحمى خزائنها من الإفلاس خاصة بعدما نضيت اقتصاديات دول الخليج العربى وصار نفطها بمثابة احتياطى استراتيجى خالص لأمريكا فى ظل أزمة طاقة مرعبة تعيشها، ما يعنى حاجة الغرب الأوربى إلى فتح أراضٍ جديدة وأسواق نفطية دائمة يمكنه الاعتماد عليها فضلاً عن الاستيلاء على الأموال الليبية فى بنوكها.
ولما كان الأمر كذلك خططت يد العدوان الغربية من أجل السيطرة على مقدرات عدة دول عربية تسمى إعلاميًا وسياسيًا بدول الممانعة وهى الدول التى رفضت من قبل الوصاية الأمريكية على قرارها السياسى، مبتكرة فى ذلك أسلوبًا سحريًا وفعالاً يستغل التناقضات الفكرية بين الحاكم والمحكوم لتجعل من المحكوم وقودًا للإطاحة بالحاكم دون أن تكبد نفسها الخسائر المادية والبشرية من خلال تدخلها العسكرى المباشر مثلما ارتكبت هذا الخطأ الأحمق فى العراق من قبل.
ولإضفاء مشروعية دولية بل شعبية على هذه المخططات، راحت تزيد فى الخداع وضحت برمزين من رموزها فى مصر وتونس وهى قاصدة فقط استبدال الرأس والإبقاء على النظام الذى هو صنيعها.
ماسبق يأتى مع أسباب أخرى فى إطار الإجابة عن تساؤل: لماذا الآن؟ أما لماذا القذافى؟ فهذا ما يجب أن نوفيه حقه، خاصة أننا نكتب ذلك إعلاء للحق والحقيقة ولأن من نكتب عنه ومعظم رجاله فى مقام صدق عند عزيز مقتدر.
لقد كانت ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 واحدة من أعظم ثورات تاريخنا العربى بشكل عام خاصة لكون تلك الثورة- والتاريخ يؤخذ بسياق أحداثه الدولية والسياسية والعسكرية- خلصت ليبيا بل الأمة العربية الآخذة فى النهضة القومية برعاية جمال عبدالناصر من أخطر مواطن الضعف فيها نظرًا لكون ليبيا فى تلك الأثناء عبارة عن قواعد عسكرية أجنبية عملاقة يقطن حولها شعب بدوى أقيم عليه ملك وهمى، فى حين أن الأرض الليبية مقسمة إلى ثلاث مناطق نفوذ دولية يقتبس العلم الملكى ألوانه الثلاثة من أعلام تلك الدول وهى أمريكا وبريطانيا وإيطاليا فضلا عن فرنسا وكنائسها العسكرية!!
وبعد ثورة الفاتح، تحولت ليبيا من فضاء لا تأتى لمصر منه سوى الطائرات الغربية المحملة بتقنية الموت والدمار كما حدث فى العدوان الثلاثى 1956 وفى 1967 إلى يد تقدم الدعم والعون المادى والعسكرى والدبلوماسى ليس لمصر فحسب بل لسوريا وفلسطين، الأمر الذى انتهى بقيام الامبريالية الغربية الأمريكية بقصف منزل الزعيم الليبى فى سرت عام 1986 بنحو مائة وسبعين طائرة.
ولما كان العرب قد انشغلوا كثيرًا بالصراع مع إسرائيل وأهملوا فى سبيل ذلك الفضاء أو الفناء الخلفى الإفريقى مما تركه نهبًا لعبث الصهيونية راح القذافى يقاتل فى تلك الميادين البعيدة محققًا انتصارات رائعة داعيًا إلى إنشاء الأمم المتحدة الإفريقية وداعمًا القوى الثورية الإفريقية، الأمر الذى انتهى إلى أن صار للعرب موطئ قدم كبير فى قلب بلدان الصحراء الكبرى الإفريقية وما يقع جنوبها وساعد القذافى على ترسيخ التواجد العربى فعمل على نشر الإسلام عبر دعم مراكز الدعوة الإسلامية، الأمر الذى أسهم فى تحول دول بأكملها من الوثنية إلى الإسلام وفى 2 مارس 1977 أعلن العقيد الليبى عن قيام سلطة الشعب وهو نظام الحكم الذى يمنح الأقاليم والقبائل السلطة المطلقة فى أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم عبر ما يسمى باللجان الشعبية التى تتجمع إرادتها المركزية فى مؤتمر الشعب العام متخذة من القرآن الكريم دستورًا ولا دستور سواه كما لا سلطة للقذافى على تلك اللجان والمؤتمرات وهو النظام الذى كان قد بشر به المفكرون الغربيون أمثال سارتر وبرتراندراسل و جاسبرز.
ووقف القذافى موقفًا صلبًا من القضيتين الفلسطينية والعراقية حيث كان يقدم الدعم المادى والعسكرى للمقاومين، فضلا عن نشاط دبلوماسى مخلص قامت به الخارجية الليبية فى هذا الصدد وله فى ذلك صولات وجولات فى الجامعة العربية سواء أو الأمم المتحدة.
ولما كان القذافى هو الداعم الوحيد للمقاومة العراقية التى تنكر لها الجميع بالمال والسلاح ثارت حفيظة الامبريالية الأمريكية المحتقنة أصلا ضده، وكان لابد من الإطاحة به.
وفى مجال التنمية الوطنية أقام القذافى أول نهر صناعى مغطى فى التاريخ حول الصحراء الجدباء إلى جناين خضراء، مستقدما العمالة العربية وخاصة المصرية والسودانية والتونسية، الأمر الذى تطرق له قوى الامبريالية بعين التوجس والقلق وراحت تحرض بشدة ضد إكمال هذا المشروع وكان لموقف نظام مبارك الموالى لأمريكا وإسرائيل سجال كبير بخصوصه مع الشقيقة ليبيا.
منجزات خطيرة تلك التى صنعها القذافى فى بلاده، محولاً مجتمع البادية إلى مدن صناعية وسكانية متحضرة، مهتمًا بشكل أساسى بصناعة الإنسان الذى وفر له مستوى معيشيًا مرتفعًا موزعا عائد النفط على عموم السكان فى بادرة هى الأولى عالميًا، والحكايات والدلائل فى هذا الصدد لا تنقطع.
واختصارًا.. فإذا أردنا أن نعرف ماذا حدث فى ليبيا علينا أولاً الحذر من الإعلام المأجور الذى قلب الحقائق حيث ارتكبت الجرائم وسارع هذا الإعلام بخلع رداء المهنية وقام بتوجيه أدلة الاتهام دون تروٍّ إلى النظام الحاكم، وفى أحيان كثيرة قامت الفضائيات لا سيما الجزيرة بصناعة الأكذوبة والترويج لها دون أن تأخذ رأى الطرف الآخر، فسوقت المتهم بكونه ضحية والضحية اعتبرته متهما.
لى أصدقاء كثيرون فى كل المدن الليبية ومنها بنغازى ومصراتجة حكوا لى كيف بدأت الفتنة.. وهى أن قرابة الخمسين شخصًا ارتدوا سترات الجيش الليبى وقاموا بإطلاق الرصاص الحى على المارة فى شوارع بنغازى وسارعوا بخلع ستراتهم وبدأوا الهجوم على ثكنات الجيش.. وهنا لم يفهم الطرفان ماذا يحدث، فاشتبكت قوات الجيش مع المحتجين من أهالى بنغازى وكان ذلك بمثابة إشعال فتيل الأزمة.. وحتى ما كان يردده الإعلام الليبى حول «حبوب الهلوسة» كانت تحالفه الصحة حيث حقنت زجاجات المياه المعدنية بمواد مخدرة وتم توزيعها من قبل مجهولين على المحتجين على أحداث ميادين بنغازى.
التفاصيل كثيرة فى المؤامرة الإعلامية على ليبيا، ولا يحسن بنا فى هذا الصدد ذكرها، ولكن المؤامرة السياسية والعسكرية وحتى الدبلوماسيين كانت كبيرة، فبعد تدمير وسائل الإعلام الليبية وإخراص صوت الطرف الثانى تم تدمير القطاع الدبلوماسى بالكامل عبر شراء ذمم معظم السفراء فى الخارج ورجال الحكم الذين خدموا مع القذافى طيلة أربعين عاماً!! وفى ظروف غامضة مررها الجميع مرور الكرام تمت الاستعانة بالأمم المتحدة ثم مجلس الأمن الذى وجد نفسه قاب قوسين من تحقيق غايته فتدخل الناتو وبدلاً من حماية المدنيين وجدناه هو من يقتل المدنيين ويدمر ليبيا بالكامل.
إن أكبر المتضررين من سقوط نظام القذافى ليس الشعب الليبى والمقاومة العراقية فحسب بل تضررت كل الدول العربية حينما قطعت يدها فى إفريقيا، وتضررت أيضًا الصين الحليف للتواجد العربى فى إفريقيا مقابل أمريكا وإسرائيل التى وضعت يدها على منابع النيل.
تضررت مصر بشكل شديد وصارت حدودها مع جارتها الغربية مشاعًا لكل العصابات الإجرامية المنظمة التى راحت تغزو مصر بأفتك أنواع الأسلحة ومنها المدافع ومضادات الطائرات باعتراف جهات رسمية.
نعم.. كل ما يحدث فى ليبيا وحتى سوريا مجرد مؤامرة يعمل الإعلام فيها عمل السحر مستغلاً حمق بعض التيارات الفكرية أحادية النظر التى سخرت رجالها لتغذية المؤامرة دون وعى مع أنها هى ستكون وقود المحرقة الجديدة لأن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وغدا لناظره قريب.
رحم الله معمر القذافى.. لقد كان لسان صدق فى كل المحافل الدولية.. رحم الله شهداء القومية العربية الذين لم يتخاذلوا قط مهما كانت الضربات ضدهم موجعة وذلك لأنه على قدر أهل العزم تأتى العزائم.

ALBAASI0@GMAIL.COM

25 سبتمبر 2011

ربيع الشرق الأوسط الكبير

سيد أمين

قد تكون قراءتى تلك للأحداث الجارية فى عالمنا العربى صادمة للبعض، مقنعة للبعض، محيرة للكثيرين ولكن ماذا يملك الواحد منا غير أن يقرأ الأحداث ويناقشها مع الآخرين؟

قد يصيب وقد يخطئ ولكن لا هذا ولا ذاك يعنى سوى محاولة للفهم.. فقد يكون عالمنا العربى الآن متعرضاً لمؤامرة «سايكس بيكو» جديدة كتلك التى أعقبت الثورة العربية الكبرى فى بداية القرن الـ20 ولكن بغطاء جديد يستغل تطلعات شعوبنا المقهورة من قيد الاستبداد الذى قيدنا به الغرب نفسه على مدى قرون طويلة.

وكل ما أخشاه أن تكون ملامح الشرق الأوسط الكبير هى ما خدعنا به الغرب وحاول تسويقه إلينا بوصفه ثورات ضد الاستبداد لاسيما أن عالمنا العربى فى جله يوصف بأنه عالم مستبد بجدارة وحكامه مجرد مندوبين للشيطان.

وتقوم فكرة الشرق الأوسط الكبير بحسب تصورى لما طرحته الإدارة الأمريكية منذ سنوات على جعل عالمنا العربى مجرد فضاء خال؛ استهلاكى يدور فى فلك تل أبيب وأنقرة وطهران وهى عواصم الدول التى تقاسمت غرما ورضاء عالمنا العربى برعاية غربية وأمريكية بحتة.

ولما كان عالمنا العربى الذى تتسم نظم حكمه بالاستبداد منقسماً إلى كتلتين كبيرتين متضادتين إحداهما تسمى دول الموالاة وهى: «مصر والسعودية وقطر والبحرين وعمان والكويت والأردن وتونس والسلطة الفلسطينية وكتلة سعد الحرير فى لبنان» وهى كتلة الدول التى فقدت قدرتها على التحكم فى إرادتها وراحت تدار بالريموت كنترول من البيت الأبيض الأمريكى.

أما الكتلة الثانية فهى كتلة الدول المتبقية فى عالمنا العربى والتى تسمى دول الممانعة وهى الدول التى رفضت الانبطاح للإرادة الأمريكية ومازالت تحتفظ فى جعبتها ببقية من مقاومة وبعضًا من حياء فى حين تغيب العراق رائد تلك الكتلة قسرًا وصار فاقدًا الهوية والإرادة.

فان سياسة الولايات المتحدة ثابتة إزاء حكام دول التبعية لها أنها تصنع الحاكم المستبد وتصنع معارضته العميلة ثم بعد أن يستفحل فساد الحاكم الذى زرعته وتتأخر تنمية البلاد جراء موجات الكر والفر بين العميلين «الحاكم وجزء من معارضته» وتوشك البلاد على القيام بهبة شعبية لا تبقى ولا تذر تتدخل عناية البيت الأبيض لإزاحة هذا الحاكم المستهلك وتزرع بديلا جديداً له قد يحظى لحين من الوقت بحب الشعب إلى أن تفوح رائحة نتنة منه.

ويبدو أن الإمبريالية الأمريكية وكعادة أى إمبريالية مستحدثة ضحت برمزين من رموزها هما: مبارك وزين العابدين وذلك ليس من قبيل الخسارة ولكن من قبيل الحفاظ على المكسب على طريقة الطبيب الذى ضحى بالأم من أجل إنقاذ الجنين أو بالأصح الاحتفاظ بالبلد.

كما أن قيامها هى بمساندة المطلب الشعبى فى التغيير قد يحسن من صورتها القبيحة المناهضة لرغبات شعوبنا العربية من جانب ومن جانب آخر يبخر شحنة الغضب الفائرة فى الصدور فضلا عن أنها فى هذا وذاك تضمن ولاء الجنين الجديد.

ثم راحت الإمبريالية الأمريكية تستمرئ لعبة الخداع مستغلة حسن صنيعها فى مصر وتونس وتشعل الثورات فى دول الممانعة قاطبة تلك التى يتم ذبحها جميعا على مذبح المؤامرة التى تستخدم الإعلام لتصنع به ما لم تصنعه فيها قنابلها وبوارجها الحربية المتناثرة هنا وهناك مستفيدة فى ذلك بتجربتها التحريضية والتجسسية التى استخدمتها فى تركيع وتفكيك الاتحاد السوفيتى بكل ما له من هيبة وقوة.

أنا هنا لا أشك مطلقاً فى وطنية وعفوية ومشروعية الثورة المصرية أو التونسية ولكننى واثق تمام الثقة من أن ما كان يراد للثورة المصرية أن يكون مجرد فقط ذوبعة فى فنجان تستمر يوما أو يومين يقوم على أثرها المخلوع بنقل سلطاته إلى نائبه وينتهى الأمر ويهلل الشعب للثورة ويروى الرواة أساطير ألف ليلة وليلة عنهما، إلا أن الشعب المغلوب على أمره والذى فاض به الكيل لم يبرح الميادين قط مصراً على محو كل مبارك وديكتاتورياته وما يذكره به وهو الموقف الذى لايزال يتخذه رغم كل محاولات التفتيت والتخوين والتخويف وأنا على ثقة بأن عناية الله أقوى من عناية البيت الأبيض ولابد للماسونية التى حكمت بلادنا نحو 40 عاماً أن تقتلع من جذورها لأن الأحرار لا يعرفون أرباع الثورات.

وبشكل عام تعالوا ننظر إلى جوارنا فالذين تزعموا الثورة فى ليبيا مثلا هم جميعا بعض من رجال القذافى وأمضى بعضهم نحو 40 عاماً فى خدمة نظام حكمه رغم أن ليبيا وشعبها لم يعانى قط أزمة اقتصادية أو أزمة تحرر وطنى تعانيها دول عربية كثيرة كما هو الحال فى دول الخليج قاطبة ومصر والأردن وغيرها من دول «الموالاة».

وثمة تساؤل آخر يبدو منطقيا: لماذا لم تحدث الثورات العربية وتتخذ زخما وحراكاً واسعاً فى دول الموالاة رغم وجود أزمتي الاستبداد والتبعية الوطنية فيها فضلا عن الانتهاك المتواصل لحقوق الإنسان؟

هل ننكر أن هناك استبداداً فى الأردن وقطر والبحرين والسعودية والكويت لكنه لم يثر قط حفيظة لا منظمات حقوق الإنسان ولا المحكمة الجنائية الدولية ولا حكومات الغرب ولا الشرق ولم تعرها الفضائيات العربية ولا الغربية انتباهاً.

ورغم أن كثيراً من الإسلاميين وحتى الليبراليين المصريين يرون أن تركيا تلعب دوراً لصالح عالمنا العربى والشعب الفلسطيني خصوصاً فإن قراءة أخرى للمشهد قد تضعنا على طريق مغاير.

فتركيا هى الدولة التى توجد بها أكبر القواعد الأمريكية فى هذه المنطقة وهى المعبر ومركز الإمداد المتقدم للحلف الأطلسي فى كل عملياته العسكرية فى عالمنا العربى فضلاً عن أن هناك تعاوناً سرياً وثيقاً بين تل أبيب وأنقره استخبارنا بل عسكريا على عكس الصورة التى يراد تسويقها إعلامياً إلينا بوصف تركيا حزب العدالة والتنمية هى صاحبة أسطول الحرية وصاحبة الحسم مع إسرائيل فضلا عن أنها الدولة العائدة إلى عالمها الطبيعي وهو العالم العربى والإسلامي.

فيما نزعت إيران العراق نزعا من عالمنا العربى وصارت تبسط سطوتها على كل دول الخليج العربى ليصير عالمنا العربى مجرد دمية يلعب بها الآخرون.

ولم يكن اقتراح رجب طيب أردوغان أثناء لقائه مع دكتور عصام شرف بوضع دستور على أساس علمانى بمجرد زلة لسان أو جراء سوء فهم ولكن هذا التوجه كان مقصوداً لخدمة الشرق الأوسط الكبير الذى يهدف إلى تجريد عالمنا العربى من كل مقومات وحدته ومنها الدين واللغة والثقافة.. ومما يؤيد هذا الموقف أن الحكومة الانتقالية فى ليبيا أعلنت عن أن فرنسا بدأت فى تجهيز مدارس فرنسية لإقامتها فى ليبيا فضلا عن حصولها على 35% من النفط الليبى.

وحتى الكيان الميت للجامعة العربية بدا مزعجاً لهذا المخطط فراحت قطر تطالب بحلها مستغلة فى ذلك حالة الحنق الشعبى ضدها، مع أن هذا الحنق ناجم عن رغبة فى توسيع نشاطها وليس قتلها كما أراد حاكم الدوحة أنه الشرق الأوسط الكبير.

Albaas10@gmail.com

Albaas.maktoobblog.com

30 أغسطس 2011

الشاعر ضياء الجبالى يكتب قصيدة رائعة فى هجاء صعلوك صفوى متأمرك

بناءً على طلب .. طالب الرماحي
باستفزازه للجميع بقلة أدبه ؛ وتطاولاته اللفظية ؛ وتجاوزاته بالسب والشتم
وذلك لصدام حسين ؛ وللأستاذ سيد أمين ؛ وللقوميين ؛ وللسلفيين ؛ ولي شخصياً
نوالي نشر قصيدة هجائه ؛ رداً على أخلاقه الحقيرة الدنيئة ؛ ورغبته المستمرة في أن يشتمه الجميع
هذا وسوف يتم إدراج قصيدة الهجاء بعد اكتمالها في ديوان الهجاء القادم بإذن الله
هذا ويوجد بعد الهجاء ؛ رأي الإخوة العراقيين ومقالاتهم ؛ في هذا الأفاق القذر الإمعة المدعو بطالب الرماحي
وفي شهاداته المزورة ؛ وخيانته للعراق ؛ ولشعب العراق ؛ وهي شهادة للتاريخ نعتز بها ونقدرها
ولا عدوان إلا على الظالمين

إلى الحيوان .. طالب الرماحي
هذه الملحمة الهجائية الجاري نشرها ؛ هي من بحر واحد ؛ وقافية واحدة لإسمك ؛
فما بالك لو هجوتك بباقي بحور الشعر ؟ وبكافة القوافي الشعرية ؟؟

ورغم قلة أدبك ؛ وغبائك ؛ ولكي أكون بريئاً من ذنبك ؛
فأنا أشفق عليك من هجائي اللاذع ؛ ماقرأته ؛ و ما لم تقرأه بعد ؛
ويمكنك أن تكتفي بهذا القدر ؟ وتكف أذاك وقلة أدبك ووقاحتك ؟
ويمكنك أن تطلب المزيد ؟ بالإستمرار في غيك وسفالاتك ؟
وفي حالة إصرارك وطلبك أن أنشر باقي الملحمة الهجائية ؛ رجاءً ألا يلومني فيك أحد
هذا وقد أعذر من أنذر

هـِجـاءٌ ؛ بـطـلـب .. طـالـب ؛ الـرمـاحـي ..

=========================

يا طالب .. أو يا ابن رماحي .. يا كـلـبـاً .. يـزهـو ؛ بـنبـاح ِ ..

يا نـاشـر شـرِّك .. بـلـسـان ٍ كـفحيح الأفـعى .. في الساح ِ ..

جـئتـُك َ.. لأعـلـمكَ ؛ الأدب َ وأكـون ُ.. لإجـرامـك َ؛ ماح ِ ..

جئتـك .. أهجو عُهركَ علَّك َ أن تكسو فـُجـرك َ.. بصلاح ِ ..

===============

لا تـشـتـم ْ.. عـمَّـك صـداما ً بـفـجـور ٍٍ.. يـعـلـو بـصـياح ِ ..

لا تـشـتـم غيرك .. عدواناً بـنـهـيـق ِ حـمـار ٍ .. نـطـَّاح ِ ..

وكرَجُل ٍ.. حارب ْ؛ أعـداءك َ بـدلاً .. من سـب ِّ؛ الأرواح ِ ..

والعن ْ.. مَن قد جعلوا أمَّـك َ تـرثـيـك ؛ وتـلطم ُ؛ بـنـواح ِ ..

===============

أولم يحـفـظ .. نـفـط بـلادك َ عـن مـحـتـل ٍ .. لـلإصـلاح ِ ؟؟

أو لم يرفـع .. رأس عـراق ٍ خـفـَّاقـاً .. وسـط ؛ الأفـراح ِ ؟؟

أوَ لم يكـفـك َ.. شـرَّ الفـُرس ِ بـجـهـاد ٍٍ؛ ونـضال ِ؛ كـفـاح ِ ؟؟

ما باع ؛ و لا خان ؛ الوطن ما عاش .. لـنـهـب الأرباح ِ ..

===============

أتـنـافـق .. من باعـوا وطـنك برشاوى .. الأجـر؛ السحَّاح ِ ..

عرضك .. مُنتهك ٌ؛ في العلن ِ بـمـسـاء ٍ ؛؛ وبـكـل صـبـاح ِ ..

شرفك .. مسفوح ٌ؛ في الجهر ِ وغـبـاؤك .. يـلـهـو بـمزاح ِ ..

ولأجـل .. الـمـال ِ؛ أو الجــاه ِ تـُجري .. لـدموع التمساح ِ ؟؟

وعـويلك .. بخرابـك ؛ ينعـق كـمجيء ؛ غـراب ٍٍ؛ ورواح ِ ..

===============

لا القـومـيـون ؛ ولا السـلـف سـلـمـوا .. بـأذاك المُجـتـاح ِ ..

تستعـدي عـلـيك .. الأعداء وتـولـول .. مـكـسـور جـنـاح ِ ..

تسـتعـذب .. صفعـات قـفـاك كـالمـيِّـت ِ.. لـكـنـَّك َ؛ صاحي ..

في جمجمتـك .. زوج حـذاء ٍ وغـبـاؤك ؛ يـعـدو .. بكساح ِ ..

كـل كـتـابــاتــك .. كالغائط يخـرج من إسـتـك َ.. بـرياح ِ ..

تحبو على وجهك ؛ مُنكفـئاً وتقول ُ.. لـنـقـص ِ؛ الأمـلاح ِ ..

===============

تـدعى ؛ دكـتوراً .. يا أحمق بـرنيـن ؛ الجهـل .. الفـضَّاح ِ..

إنـك دكـتـور ٌ.. في الـسـفـهِ كـالـبـغـلـة ِ.. في أي بـطـاح ِ ..

تـزويـر شهادات .. ضلالك لـيـس لـيحـتـاج .. لإفـصاح ِ ..

مـسـتـوى تعـليمك .. متدني لـيس لـيحـتـاج .. لإيـضـاح ِ ..

شعرك .. تخريف ٌ ؛ مكسور واسـأل .. مخـتـار الـصحـَّاح ِ ..

إنـك مـعــتـوه ٌ ؛؛ مجـنــون ٌ لا تـقـبـل .. نـصـح الـنـصاح ِ ..

إنــك .. لـقـطـار ؛ نـفـايـات ٍ مُـنـحـدر ٍ .. دون الـمـكـبـاح ِ ..

===============

ارحـمـنـا .. مِِن قـلـَّة أدبـك يا بــئـرَ ؛ فـسـاء ٍ.. نـضَّـاح ِ ..

أصلح ؛ من شأنك ؛؛ وتأدب ْ وأفــق .. من خـمـر الأقـداح ِ ..

بل عالج نفسك ؛ أو فاطـلب لـلحـقـن ِ.. بـمصل ٍ؛ ولقاح ِ ..

أو حـوِّلْ نـفـسـك .. لامـرأة ٍ واذهـب ْ.. لـطـبـيـب ٍ؛ جـرَّاح ِ ..

===============

يا هـادمَ بــلـدكَ .. يـا بـائـعَ عـرضـكَ .. بالـمال ؛ وبالراح ِ ..

يا قـاتـلَ شعـبـكَ .. يا ذابـحَ أهـلـكَ .. شُربَ دماءٍِ ؛ صُراح ِ ..

يا خـائـنَ وطـنـكَ .. بعـراق ٍ وعـمـيـلَ .. الـحـُكـم الـســفـَّاح ِ ..

شعبك يحتضرُ ؛ من الجوع ِ ويموتُ .. بـظـلـمةِ ؛ مصباح ِ ..

وفـجورك .. يـقبض للـثـمن بـكـؤوس ؛ خـمـور ؛ الـتـفاح ِ ..

يا طالـبُ .. يا عـارَ عـراق ٍ تـدميـرك .. هـو خيـر مـُبـاح ِ ..

إنْ لـمحكَ .. أبـطالُ عـراق ٍ أو شـمَّـوا .. دنـسـكَ بـفـواح ِ ..

فـسـتـلـقى منهم .. أحـذيـة ً تـُرديـك .. بـضـرب ٍ ؛ مَـنـَّاح ِ ..

ولـئـن أسـروكَ .. أيـا نـذل ٌ تـفـجـيـرُك .. لا فـك ُّ؛ سـراح ِ ..

===============

شعر

ضياء الجبالي

خالد ابراهيم يكتب شعرا يدافع فيه عن صديقه فى مواجهة صعلوك صفوى متأمرك

لفرق بينى وبينك إنى سيد مين
أنا مصرى وأبويا مصرى
وكلنا ناس وطنيين
وانت الرماح الفاشل
طالب فى بلاد النهرين
قلمك كتب النفاق
بريئة منه العراق
أوعاك تحلم بالنجاح
واللى قلته يادوب نباح
أسكت يا عدو الوطن
كلامك فاح منه العفن
وانت المفحفح والنتن
وانت المعفن والجبان
رماح مالوش أبدا أمان
طالب عميل للأمريكان
……………………….
نصيحة بالفصحى لو مش بتفهم العامية المصرية
خبئ وجهك المقنع
طهر قلبك المخنع
فأنت عار على الوطن

عندما يغلب الطبع على التطبع.. الدكتور طالب الرماحي نموذجاً

على حمدان
بعد أن نشرت قبل أيام مقالين هما في واقع الأمر ردين على مقالين لكاتبين أحدهما السيد حسن الخفاجي والثاني السيد نزار حيدر.. وصلتني رسائل من بعض الإخوة مباشرة أو على شكل مداخلات على المقالين، وكان أبرز ماأشار اليه هؤلاء الإخوة مشكورين أن (لاأحرق دمي) مع كتاب من أمثال هؤلاء مكشوفي الفكر والإنتماء ومعروفين في ممارساتهم وتاريخهم. قبلت النصيحة متمثلا بقول الشاعر :

قل للذي بصروفِ الدهرِ عيّرَنَا هلْ عاندَ الدهرُ إلا مَنْ بهِ خَضَرُ

ألا ترى البحرَ تعلو فوقه جيفٌ وتَسْتَقِرُّ بأقصى قَعْرِهِ الدُرَرُ

وكَمْ في السماءِ نجومٌ لاعِدادَ لها وليسَ يُكْسَفُ إلا الشمسُ والقَمَرُ

وكَمْ على الأرضِ مِنْ خضراءَ مورقةٌ وليسَ يُرمى إلا مَنْ بهِ ثَمَرُ

اليوم طالعني موضوع مرسل على بريدي من قبل كاتب كنتُ أعتبره معتدل الطروحات الى حدٍ ما، وهو الدكتور طالب الرماحي المقيم في لندن. حيث غالبا مايرسل لي مقالاته على بريدي وكذلك عن أنشطته ومن أبرزها ” مؤتمر المقابر الجماعية في العراق ” والذي يترأسه وتُعقد جلساته سنويا مابين لندن وأربيل.

في لندن، يعقد المؤتمر في قاعة بناية الأبرار في ” كروفورد ستريت ” والمملوكة للسيد زهير البطاط. وقد حضرت شخصيا الى هذا المؤتمر في العام الماضي بدعوة بإسم مستعار لأستمع وأرى.

كتبت بعدها موضوعا حول موضوع المؤتمر وطرحت فيه تساؤلات مشروعة يبدو أنها لم ترق للدكتور الرماحي حيث لم أتلقى منه جوابا عليها.

قلت لايمكن أن يقبل أحد جرائم المقابر الجماعية لأنها جرائم لايقبلها دين ولا شرع ولاقانون ولا أخلاق.. ولكن!، وهذا كان سؤالي، لماذا نتكلم فقط عن جرائم مقابر جماعية نعزيها الى النظام السابق في العراق قبل الإحتلال؟ ولماذا ننسى أو نتناسى مثل هذه الجرائم والتي حدثت منذ عام 2003 ولا زالت.. وفي مناطق مختلفة من العراق بعضها تم كشفها والعثور عليها وبعضها الآخر بقيت بدون تعريف أو هوية في وادي السلام في مدينة النجف..؟ أوليس هؤلاء الذين دفنوا فيها من العراقيين ونحن نتكلم عن المقابر الجماعية في العراق؟ وأنت يادكتور ترأس مؤتمرا يعنى بهذه الجرائم في العراق..؟ ثم ضربت له مثلا بالمقابر الجماعية التي قام بها مجرمو الجيش الأميركي وحلفائهم في جنوب العراق عام 1992 عند إنسحاب الجيش العراقي من الكويت وما هو موثق لدى محطات تلفزيونية عالمية منها (سكاي) البريطانية والتي شاهدتها أنا شخصيا من على شاشتهم عام 1992.. والأدهى من ذلك أن بعض الميليشيات لاحقا وبعد الإحتلال، وأعتقدها جيش المهدي عثرت على بعض هذه المقابر الجماعية في الصحراء مابين حدود الكويت والسعودية والبصرة وجنوب العراق، ولما وجدوا أنها تعود الى شهداء من الجيش العراقي وبالتعرف على هوياتهم، تم ردمها ومسحها بالأرض من جديد.. في حين تم إستغلال البعض الآخر منها إعلاميا كونها مقابر جماعية تمت على يد جماعة النظام السابق..!!

هذه معرفتي بالدكتور طالب الرماحي والحدود التي وقفت عندها عند مخاطبتي له، وتركت بعدها الموضوع.

نعود الى الموضوع الذ ي تسلمته اليوم من الدكتور الرماحي، وهو رد على كاتب مصري كان قد نشر مقالا موقع بإسم سيد أمين، شاعر وصحفي عربي مصري، وبتاريخ 21/8 يقارن فيه بين صدام حسين وحسني مبارك، ورد الدكتور الرماحي عليه والذي فوجئت فعلا بمضمونه وأسلوبه.. ولأمانة النشر أنقله لكم حرفيا بأخطائه الإملائية أو الطباعية والتي أعتقد أنها ناجمة عن عجالة الدكتور الرماحي في كتابة الرد، ثم سأتناول التعليق عليه باختصار :

رد الدكتور طالب الرماحي على الكاتب المصري سيد أمين :

سيد أمين كفى سذاجة أيها الغبي

لا أدري ماذا يريد هذا المدعو بسيد أمين أن يقول لقرائه الذي يتوهم دائما في كتاباته انهم جمع من السذج أو الذين لايفهمون ما يقرأون.. فهو في مقارنته هذه بين صدام الذي واجه 33 دولة وحسني مبارك الذي ثار عليه شعبه ووضعوه في قفص افتهام.. أن اللاأمين يريد أن يخدعنا بشجاعة سيده صدام وبجبن حسني مبارك.. هذا الرجل الذي يطلق على نفسه بالأمين جزافا يبدو أنه لم يفهم تاريخ صدام وحقارته وجبنه الذي تجاوز كل حدود الجبناء في التاريخ.. أو انه يدرك هذه الحقيقة لكنه لايريد ان ينزع عن عقله شجاعة وهمية لشخص كان عليه فضل وكان من اذياله الذي يعتاش على فضائله ويبدو ان سيد أمين من اصحاب الكابونات الذين يعتاشون على اموال الشعب العراقي التي كان يتفضل بها المقبور صدام على القومجيين العرب من الإعلاميين كسيد امين وهامر العظم وعبد الباري عطوان ومحمد المسري وامثالهم من أغبياء النخب القومجية العربية.

واحب ان ابين حقيقة يفهمها كل العرب اشرافهم وغيرهم وإن لايريد أن يفهمها المدعو سيد أمين وهي :

أن صدام المقبور حارس البوابة الشرقية للعرب من أمثال سيد اللاأمين قد ترك المعركة قبل أن يتركها البعثيون والجنود المغرر بهم، ترك المعركة وفر بجلده وهذا قمة الجبن وقد شهد ذلك العالم وادرك حقيقة ذلك الجبن كل العالم إلا عقل سيد الاأمين.

المقبور صدام بقي هاربا ويتنقل بين الحفر والمخابئ حتى تم العثور عليه في أحد الجحور وسلم نفسه بشكل مقزز واعتقد لو ان مومس كانت محله لفظلت ان تقتل نفسها ولا تظهر بذلك المظهر الذليل.. ففأين شجاعة سيدك صدام ياسيد اللاأميم؟

صدام اقترف من الجرائم ماتندى له كل جباه الشرفاء في العالم، نعم لاتندى لتلك الجرائم جباه حقيرة وذليلة ومتطفلة كجباه سيد امين وامتثاله عامر العظم وعطوان والنسري، ويسعدنا أن يبقى مثل هؤلاء الأذلاء في زريبة سيدهم المهزوم.

أما فيما يخص حسني مبار فأنا اتفق على أنه مجرم وديكتاور لكن إجرامه وغطرسته لايمكن ان تقاس بجرائم وغطرسة المقبور صدام حتى يعاب عليه في مقارنته بشجاعة المقبور صدام المزعومة.. كما أن حسني مبارك قد رضخ للغة العقل وتنازل عن السلطة وسلم نفسه للقضاء عكس صدام المهزوم الذليل الذي ظل مطاردا حتى أظهروه من الحفرة بتلك الحالة المخجلة وذلك الشكل المخيف الذي يشبه حشاشي بومباي.

أنا أقول كفى بك ياأمين وغيرك أن تخاطب عقول النخبة العربية بمثل هذه اللغة الهابطة.. واعلم أن هذه اللغة لن تغيظ احدا من العراقيين طالما تدل دلالة كبيرة على أن أعداء الشعب العراقي في مثل هذه الدرجة الوضيعة من السذاجة والغباء.

إنتهى رد أو مقال الدكتور طالب الرماحي.

أولا، وقبل كل شيئ، كنت أتمنى على كاتب وأكاديمي يحمل شهادة دكتوراه كما يدل على ذلك لقبه العلمي، أن يربأ بنفسه عن إستخدام مصطلحات سمجة وهابطة اللغة، وهو قد أعاب على الكاتب سيد أمين مخاطبته لعقول النخبة العربية بلغة هابطة.. لأن مثل هذه المصطلحات قد يستخدمها أزلام السياسيين عديمي الثقافة في الشوارع والحواري ولا يلامون عليها لأنهم لايعرفون غيرها ولم يتربوا إلا عليها.. وأول تلك المصطلحات هو (القومجيين والقومجية العربية) والمقصود طبعا القوميون العرب والقومية العربية.. ولكن يبدو لي أن اللغة هنا تتطابق والطبع يغلب التطبع كما هو دائما وذلك حين ذكر القومية أو القوميين العرب وأفكارهم وعقيدتهم وأحزابهم والمفروض بدكتور مثقف يرأس جمعية ويدير مؤتمرات ويعيش في بريطانيا أن يحترم فكر وعقائد الآخرين ويناقشهم موضوعيا إن شاء على أفكارهم فيخرج بذلك من دائرة الهابطين والشوارعيين دعوجية كانوا أم بدرجية أم صدرجية..!! فهؤلاء لايمكن أن نلومهم لأن هذه حدود ثقافتهم وتربيتهم.. لم يعرفوا الشهادات ولم يصلوا الى الدكتوراه ولم يتثقفوا سياسيا أصلا.

ماذكرته عن مصطلح القومجية العرب ووصفهم بالأغبياء من قبل الدكتور، ينطبق في واقع الحال على كل مصطلحاته اللاحقة في المقال، ولا أدري لماذا إنحدر الى هذا المستوى، أومَن دفعه الى هذا المنحدر؟ وهل يعتبر ذلك مبررا بسبب مقال كتبه شخص يمتدح شجاعة رئيس دولة راحل وهو صدام حسين ويعيب على رئيس دولته بصفته مصريا.؟ ولماذا لانترك الناس تفكر كيف تشاء، تحب صدام أو تكره صدام، ولماذا يستفزنا الى هذا الحد من يذكر حسنة من حسنات صدام..؟

ونعود الى الرئيس الراحل صدام حسين، وقد أصبح في ذمة الله، كما يصبح وسيصبح غيره وكل نفس ذائقة الموت.. ونحن في شهر رمضان.. وندعي أننا من شيعة إمام التقوى والعدل أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي لم يصدر حكمه في لحظة معاناة وغضب على قاتله بل أوصى بقتله إن هو مات دون التمثيل به.. وإن هو عاش فيترك أمره له لمحاكمته شرعا.. ومَن أعدل من حاكم كعلي عليه السلام.؟

أين الثرى من الثريا.. يادعاة التشيع للإمام علي عليه السلام..؟

ألا تستطيعون أن تتخذوه أسوة حسنة حتى في كتاباتكم..؟

طيب.. إعتبروها من باب التقية على الأقل لكي تكسبوا بها تأييد واحترام القراء. أليس ذلك أفضل من السب والشتم والطعن في شخص توفاه الله.. ولايجوز على الميت إلا الرحمة.. ونحن في رمضان على وجه الخصوص.

صدام حسين لم يترك المعركة ويختبئ فاراً بجلده كما تقول. ليس دفاعا عن صدام وإنما إنطلاقا من تسلسل الأحداث ووقائعها.. والعراق تحت قصف جوي وحرب برية شرسة من قبل دول عديدة وتآمر من الداخل ودول الجوار.. وأي قائد لابد له من الإنسحاب ليتحول الى اسلوب حرب العصابات والمقاومة.

صدام حسين لم يترك العراق عندما أتيحت له الفرصة عند بدء الحرب.. ولو كان جبانا أو خائنا لفعل.. وكانت أمامه عروض مغرية من الرئيس الروسي ومن الشيخ زايد رحمه الله وغيرهما. ولكنه قاتل وفقد ولديه وشرد عائلته من أجل أن يقاوم ولا يترك العراق حتى يموت على أرضه.

صدام حسين لم يسلم نفسه كما قلت.. وأنت تجافي الحقيقة التي حتى الأميركان قد إعترفوا بها لاحقا. لقد كان ضحية خيانة كولديه اللذين ماتا وهما يقاتلان. وحين وجدوا مخبأه تم تخديره بقنابل غازات مخدرة وقبض عليه مخدرا والصور الأميركية نفسها كشفت ذلك.. وأعتقد كما غيري، انه لولا ذلك لقاتل حتى يقتل. أما أن تعيب عليه أنه لم يقتل نفسه.. فقد قدمتّ له المديح فعلا، فليس قتل النفس، أي الإنتحار إلا من شيم المحبطين والضعاف واليائسين، إضافة الى تحريمه شرعا.

صدام حسين قدّم كابونات النفط.. ومنح أموالا للإعلام والصحافيين وقل ماشئت.. ولكن قل لي بربك ماذا يجري اليوم في العراق من حرق وتبذير المليارات والفضائح بشكل يومي..؟ وقل لنا:مِن أين لرجال دين ومراجع إمتلاك القصور والعمارات في لندن التي تعيش فيها أنت..؟ أم تريدني أن اعطيك العناوين البريدية والأسعار، بل حتى صورها وبعض صور عقود بيعها..!

صدام حسين، وباعتراف مسؤولين ماليين دوليين، وقد مضت سنوات على رحيله، لم يجدوا له حسابا شخصيا واحدا في أي بنك عالمي، ولم يجدوا له عقارا أو أملاكا في أي مكان.. أما قصوره وحتى سياراته فكلها مسجلة بإسم حكومة العراق وباعتراف بريمر ومن أتى بعده..!

نعود الى حسني مبارك.. هذا الذي تدافع عنه بشكل مبطن وصريح. وسبب الدفاع أعتقد لايمكن تجاهله فالرجل قد ساهم مع أعداء العراق بالمشاركة العسكرية في ذبح العراق عام 1992 والسنوات التي تلت ذلك.. وقبض من دولارات البترول ماشاء له.. تماما كما قبض من العراق ومن قبل صدام قبل ذلك مبلغ 120 مليون دولار كتبرع من حكومة العراق لمكتبة الإسكندرية.. والتي عُثر عليه مؤخرا بعد الثورة المصرية في حساب سوزان مبارك.. لابارك الله به ولابها ولابكم.

صدام حسين حوكم وعلى الملأ.. واطلع العالم عليه في قفص الإتهام.. لم يهِن ولم يسمح لأحد بإهانته.. وقارن ذلك بمنظر حسني مبارك في المحكمة، وأنت تدعي أنه قد سلم نفسه للسلطة ورضخ للغة العقل (!!)

حسني مبارك لم يسلم نفسه.. بل أجبر على الركوع.. تمارض ودخل مستشفى شرم الشيخ، في محاولة طفولية لإستدرار عطف الشارع والعالم.. أتى المحكمة ممدا على سرير كالجبناء يمثل دور الأبله المخرّف يلعب بأنفه بإصبعه أمام الكاميرات.. فأين الثرى من الثريا يادكتور..؟؟

أنصفوا وأنت تكتبون.. واتقوا الله الذي اليه تُرجعون.

وتذكر دائما أن اللغة الهابطة لاتليق بدكتور.

lalhamdani@rocketmail.com

27 أغسطس 2011

غوغاء الرماحى .. ومنطق الكاوبوى الصفوى الامريكى

سيد أمين
رغم الردود والرسائل بل والمكالمات الهاتفية التى وصلتنى من تونس والاردن والسعودية والعراق ومصر تنصحنى بعدم الانجراف وراء الرد عليه والوقوع فى فخ الرد والرد المضاد مما يمنحه شرف محاورة العقلاء ,الا اننى وجدت نفسى فى حاجة ماسة لأن اكتب لأعرى مزاعم طالب الرماحى وابين بلادة تفكيره وضعف حجته خاصة أنه تهجم بسفه اعتدناه من اتباع الكاوبوى الأمريكى على مفكرين مشهود لهم بالنزاهة والنضال والوطنية والثورية أمثال الاساتذة عبد البارى عطوان وعامر العظم وعلى حمدان وصلاح المختار وعبدو المعلم وضياء الجبالى ومحمد نجيب صهيونى - هذا اسمه الذى ينافى صفته - واخرين , ولأن المعركة اساسا كانت تخصنى وجب على أن أدلو فيها بدلوى فيها.
فأمثال الدكتور طالب الرماحى ممن جائوا منبطحين على بطونهم فوق الدبابات الأمريكية ودخلوا بها عاصمة الخلافة العباسية وحاضرة الرشيد , لا يمكن أن يكون لهم ولاء الا لمن أتى بهم بعدما سباهم وجعلهم ونسائهم رهن اشارته يوجههم أينما توجه ويفعل بهم كما يفعل السيد فى متاعه من عبيد وجوارى.
والحقيقة اننى لا ادرى فى اى علم حصل الدكتور طالب الرماحى على الكتوراة , أم تراها مجرد شهادة من نحو 80 الف شهادة علمية مزيفة اسبغ "الكاوبوى" بها على رجاله بعدما اكتشف انهم جهلة ومن محدودى الثقافة فراح يحتال حتى يصدق الناس هراءهم , رغم أن عشرات الرسائل من العراق ومن لندن ايضا وصلتنى تؤكد انه راسب فى الثانوية العامة ولا مؤهل علمى له , وعلى اى حال سواء كان ذلك صحيحا أم كذبا , الا أن هناك حقيقة راسخة وهى ان الشهادات ليست برهانا على الفهم والثقافة ولا تعنى نضجا فكريا كما فى حال صاحبنا.
ومن مظاهر الهراء فى أراء - او ردح- الرماحى أنه اعتبر حبنا للعروبة نقيصة فينا تأتى فى اطار العشق الحرام , ولو كان الأمر كذلك لصار الرماحى يسب الرسول الكريم الذى سأل سلمان الفارسى : أتسبنى يا سلمان ؟ فقال سلمان مستنكرا: وكيف أسبك وأنت رسول الله؟ فقال الرسول : تسب العرب فتسبنى؟ كما أن الاحاديث النبوية فى حب العرب متواترة كقوله صلى الله عليه وسلم " أحبوا العرب لثلاث , لأننى عربى ,والقرءان عربى , وكلام اهل الجنة عربى , وكذلك قوله تعلموا العربية وعلموها الناس فانها لسان الله الناطق وكذلك قوله حينما خلق الله الخلق اختار مكه ومن مكه اختار بنى هاشم ومن بنى هاشم اختارنى فأنا خيار من خيار".
ورغم علمى انك لا تؤمن بسنة نبيي الا أن ما أردت قوله من ذلك ان عروبتى هى جزء من اسلاميتى ولها قداسة قد توازيه ,ولذلك يا رماحى فحينما أهيم شوقا بعروبتى فذلك يعنى حبا للرسول واسلامى الذى نشر ثقافتنا العربية وجودها وهو كذلك يعنى اعتزازى بانتمائى الى اجدادى وجذورهم الضاربة فى الارض , كما ان ذلك لا ينتقص ابدا من الاخرين .
ثم انك يا رماحى اخذت على حبى للشهيد صدام حسين وقمت مدفوعا بغل دفين فيك ان كتاب البعث العراقى هم من زينوا صورته عبر منتدياتهم ومواقعهم , ولم تسئل نفسك لماذا فشلت حملة تشويهه وانتم تملكون مئات الفضائيات بالاضافة الى كل الاعلام الغربى الذى يناصبه العداء وصرف "شوارتسكوف" نحو 500 مليار دولار لصنع ذلك ولكنه فشل ؟ كما نسيت ايضا اننى مصرى , اى اننى من البلد الذى عاش نحو 20مليون من ابنائه " 4 ملايين سنويا" فى العراق وعادوا جميعا يشيدون بعدالة وحازمية الرجل مقارنة باستبداد مبارك وفوضويته , والجميع ادرك ان فكرة العدالة كانت أهم مليون مرة من فكرة الحرية الببغاوية التى ارسى لها المغبون مبارك الذى تدافع عنه.
ولأنك يا رماحى حينما لم تجد منطقا تزين به غيك رحت تتهمنى اننى من رجال مبارك وانك لم تسمع بى من قبل , ومع ان عدم سماعك بى مسألة تخصك وتخص اطلاعك , الا اننى لو كنت حقا كما تدعى لكنت بالفعل سمعت عنى اقول هراءا وغيا عبر الفضائيات المصرية واكبر صحفها , وأود ان اخبرك يا رماحى وازود معلوماتك الناقصة بل والمنعدمة اننى اعتقلت حينما كنت طالبا فى الثانوية العامة عام1990 اثناء مشاركتى فى مظاهرات الاحتجاج ضد ضرب العراق , ثم اعتقلت فى الكلية عام 1992 اثناء مظاهرات اتفاقية مدريد وتم منعى من دخول الامتحانات حتى لا احصل على التقدير الذى يجعلنى احمل حرف "الدال" ثم اصدرت روايتى الاولى عام 1997 وتحمل اسم "زمن السقوط" وتدور احداثها عن سلخانات أمن الدولة كما تضمن ديوانى الشعرى " اشعار مارقة" والذى منعت امن الدولة توزيعه عام 2005 اشعارا وقصائد تهاجم مبارك شخصيا وتنتقد التوريث.
ولكى لا أطيل عليك - لاننى لا احب ان ازيد وازبد - اننى مشفق بشدة على المفكرين العراقيين الحقيقيين من بطش "مالكك" و"سيستانك" وجاهبذة " اسيادك الكاوبوى" و"الصفويين" وأقول اننى لو كنت مواطنا عراقيا الان لقتلت على الفور واسرتى على بكرة ابيها .
أليست هذه هى الحرية التى تتشدق بها يا طالب فى "عراقك" الجديد بعدما جئتم بها من خلال طائرات المارينز وقتلتم قرابة مليونيين و350 الف شهيد واصبتم نحو 5 ملايين وشردتم نحو 4 اخرين " وهذه معلومات وليست كلاما لفض المجالس - كما نقول فى مصر - وهى منشورة فى مواقع غربية امريكية وفرنسية وروابطها موجود فى مقال لى بعنوان "ماذا تبقى من العراق ليحكمه المالكى" .. انكم يا طالب تثيرون اشمئزازو احرار العالم .. ولايمكن لأحد ان يطفىء نور الشمس , لانه قادم.
albaas10@gmail.com
albaas.maktoobblog.com

09 أغسطس 2011

محاكمات مبارك .. صدام .. مشاهد متنافرة

سيد أمين
يغص عالمنا العربى بصنوف شتى من الفساد المقترن بالحكم , مبرهنا على أن السمكة لا تفسد الا من رأسها / رئيسها الذى إذا كان بالدف ضاربا فشيمة اهل "البيت" بلا شك الرقص والطرب.
وثمة مشهدان اثنان قد يبدوان للوهلة الاولى متقاربين تماما وسرعان ما يكتشف الرائى انهما متنافران , بل ويقف كل مشهد منهما فى اقصى جهة من المشهد الاخر.
وللحقيقة أن التقارب المخادع الذى يبدو للوهلة الاولى ليس إلا فى مشهد واحد هو ان الذى يحاكم هو أعلى رتبة فى البلاد إلا ان المشهد برمته يبدو بعد ذلك مختلفا , من حيث السبب والنتيجة , ومن حيث الضحايا هل هم اعداء البلاد ام هم الوطنيون فيها ومن حيث الظرف الذى قاد الى تشكيل هذا المشهد او ذاك , هل كان ثورة شعبية وطنية أم احتلالا اجنبيا ؟ فضلا عن انه لا يستوى خلقا خائن ومقاوم , صادق وكاذب , وادلة ملفقة واخرى قاطعة يجرى تمزيقها.
المشهد الاول حدث عام 2007 ويخص الرئيس العراقى صدام حسين والمشهد الثانى فى 2011 ويخص الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك.
ففى المشهد الاول نرى رئيسا سقط أسيرا أثناء مقاومته عدوان 33 دولة غربية كبرى على بلاده , فى مؤامرة وقف فيها بطل المشهد الثانى موقف المتأمر والشامت بل والمشارك .
بينما فى المشهد الثانى نرى ثورة شعبية غير مسبوقة تاريخيا فى دولة مثل مصر يميل شعبها الى السكينة والسلام والتسامح ضد رئيس البلاد واركان نظام حكمه الذين ساموا شعبهم سوء العذاب طيلة 30 عاما حكمها مبارك , دمر خلالها الحرث والنسل , وبيعت اراضى الوطن للأجانب ولعلية القوم واعتلى اللصوص قمة المشهد السياسى , وسيطر نظام الاقطاع . واستمرأ الناس الفساد والعمالة والخيانة وكل قيم الانحطاط , بل والادهى ان ذلك صار صكا للراغب فى العيش عيشة رغدة.
حوكم بطل المشهد الاول بأدلة ملفقة وتهم تم دحضها من الغريب قبل القريب , وكانت جريمته فى كل المشهد انه دافع عن استقلال بلاده طيلة فترة حكمه ولم يدخل الى الحظيرة الامريكية / الاسرائيلية التى هرول اليها معظم الحكام العرب وعلى رأسهم عراب اسرائيل بطل المشهد الثانى.
وفى المشهد الثانى حوكم الرجل بتهم تخجل منها الوطنية وتعافها الفطرة الانسانية وتنفيها قيم الشهامة والرجولة , فهو لم يترك موبقة قانونية واحيانا اخلاقية الا وارتكبها , عمالة ليس لاعداء بلاده فحسب بل لاعداء دينه واعداء بنى جنسه التاريخيين منذ ان خلق الله الخلق , وكذا السرقة و النهب والاحتيال والتعذيب والكذب والتحريض على قتل واصابة الاف المتظاهرين السلميين من خيرة شباب بلده المثقف وممن هم فى سن ابنائه واحفاده , والعمل على نشر الفساد والخوف فى الارض التى اوصى الله لها بالأمن والأمان والرخاء والنصر , كل ذلك نظير ان يبقى فى الكرسى حتى يورث نجله الحكم.
فى المشهد الاول نرى قاضيا اصدر حكمه قبل ان يعتلى المنصة ومتهما وقف شامخا ابيا بل وانيقا رغم ان حراس المحكمة برمتها هم أعداء البلاد كلها والخصوم الشخصيون له.
وفى الثانى نرى قاضيا مشهودا له بالنزاهة ولكنه لا يحكم الا بناء على مستندات وبراهين حال المتهم وعصابته دون توافرها لاسباب متعددة منها ان المتهم مشهود له بارتكاب جرائمه بدقة كبيرة كما ان كل الادلة لا تخرج الا من بين يديه.
ونرى مبارك راقدا على سرير فى محاولة رخيصة لاستدرار عطف شعب تم ثقب ذاكرته وتغييبه سياسيا وفكريا ,رغم ان العديد ممن حضروا المحاكمة شاهدوا مبارك يهبط ماشيا من الطائرة ومنهم شيخ المقاومين حافظ سلامة , ولا يفوتنى هنا أن اذكر ما تردد عن أن تقريرا لمنظمة اليونسكو حول وعى الشعوب العربية السياسى أكد أن 94.6% من المصريين يعانون أمية سياسية.!!
فى المشهد العراقى تمت محاكمة الرجل محاكمة صورية وسط مظاهرات غضب واستنكار تجوب العالم , ووقفت الامبريالية العالمية حامية لها ومصرة عليها , وفى المشهد المصرى كانت المحاكمة فى حد ذاتها مطلبا شعبيا وعالميا , وجاءت فى اطار تخفيف ضغط الرأى العام , فيما استنكرتها كل قوى الرجعية والامبريالية العالمية وأزلام مبارك وفلوله.
الاختلاف أيضا وصل الى أشخاص الدفاع ففى المشهد العراقى كان القتل يطارد دفاع صدام حسين بل ويمتد ليطال أهلهم وذويهم أيضا , فيما ازدحمت القاعة بشهود الزور , بينما فى المشهد الثانى تم الدفع بسخاء لدفاع مبارك – مع كثرتهم وطول خبرتهم ولاعلاقة لنا هنا بضمائرهم فمنهم من يدافع عن جواسيس اسرائيليين متمرسا خلف مفاهيم المهنية – ولكن اكتظت القاعة بأسر الضحايا المكلومين ودفاعهم المتطوعين الذين لا يملك كثير منهم دخلا منتظما.
ونرى ايضا جمال وعلاء مبارك يحاولا الظهور بمظهر أصحاب الحق والثقة بالبراءة بل والضحايا رغم أن الجميع يعلم أنهما ليسا إلا مهندسين فى مؤسسة الفساد التى ضربت بأطنابها كل مصر , أما عدى وقصى صدام حسين فعلى النقيض فقد استشهدا اثناء مقاومتهما - مع الطفل مصطفى- للاحتلال الامريكى لبلادهما.
وحتى من ناحية المحاكمة الشعبية لكلا الطرفين , نجد أن الشعب العربى فى اغلبه يشهد لصدام حسين بالوطنية والشهامة والشجاعة وعدم ايثار النفس على الغير , فهو لم يتردد ابدا فى ان يودع كل لص أو منتهك للقانون السجن حتى لو كان ابنه قصى او حتى زوج ابنته , بل انه صنع من العراق البلد النامى بلدا يقف فى مصاف الدول المتطورة , فهو الاكثر تقدما تقنيا وعلميا وتعليميا وطبيا ليس فى العالم العربى فحسب بل وفى العالم الثالث كله , أما بطل المشهد الثانى فقد هوى بالبلاد الى الحضيض وباع مصانعها وغرب تعليمها , وخرب زراعتها وصحة شعبها , ورهن نفطها , وباع ارضها , واستأآثر لنفسه ولابنيه ولحزمة من ضعاف النفوس بكل مقدرات البلاد ولم يترك للشعب حتى الفتات , فأ تخمت كروش وبنيت قصور , وفسدت ذمم وضمائر , وتبلدت مشاعر , بينما سكن الشعب القبور واكلوا الجيف ولحوم الحمير ,وافشت السرقة والرذيلة , وساد منطق عصابات القرون الوسطى , وتفشت الشللية فى كل شىء , وقتل الشرفاء والمفكرون جوعا فى منازلهم , وقهرا بين عزوتهم , وذلا رغم عزتهم.
نعم كلا المشهدين متشابه فى الظاهر لكن اختلاف الجوهر بينهما شاسع , كالاختلاف بين اعدام المجاهد عمر المختار ومقتل الخائن أمين عثمان , واثق ان اعدام صدام الذى لم يدنه قط بل زاد من عبقرية هذا الرجل واعلى من قيمته العالية أصلا فى التاريخ , اثق انه لو طبق على مبارك فلن يدعم ابدا موقفه , ولن يرفع من شأنه المتخم بالفساد .. واثق ان الناس سيقولون انتصرت العدالة ويتأكدون من ان الله – حقا - يمهل ولا يهمل.
Albaas10@gmail.com
Albaas.maktoobblog.com

05 أغسطس 2011

الابادة والخيانة والتجهيل .. بلاغات جديدة ضد مبارك


الابادة والخيانة والتجهيل .. بلاغات جديدة ضد مبارك

تقدمت "الحملة الوطنية لتوثيق جرائم مبارك " بثلاثة بلاغات الى المستشار عبد المجيد محمود النائب العام ضد الرئيس المصرى المخلوع محمد حسنى مبارك.

تضمن البلاغ الاول اتهام الديكتاتور المخلوع بالتآمر على مصلحة البلاد العليا والزج بها فى مؤامرة ضد دولة العراق الشقيق بهدف تسهيل احتلال الولايات المتحدة الامريكية لها وقتل ملايين العراقيين عامى 1990 و2003.

وقدمت فى هذا الصدد ما نشرته صحيفة الفجر المصرية عن شيك بمبلغ 120 مليون دولار من الشيخ الزايد رئيس دولة الامارات العربية لمبارك كدفعة اولى ثمن موافقة مصر على الدخول فى الحرب ضد العراق عام 1990 وكانت بيانات الشيك كالتالى شيك صادر من بنك أبو ظبي الوطني يحمل رقم 758628 بتاريخ 25 أغسطس 1990.. وكود حساب صاحبه (1673).. والشيك محرر باللغة الإنجليزية بآلة كاتبة.. علي يمينه جملة: "صالح لمدة 12 شهرًا.. وفيه أمر بأن يدفعوا لرئيس جمهورية مصر العربية مبلغاً وقدره 120 مليون دولار فقط.. علي أن يودعوه في حسابه في مؤسسة «مورجن ترست المصرفية».. وعنوانها 23 وول ستريت (شارع المال) في نيويورك.. مع جملة «رجاء وضعه في الحساب رقم 65000357».. وهو حساب حسني مبارك هناك.

ويحمل الشيك توقيعين لشخصين أجنبيين لهما حق التوقيع علي الشيكات.. الأول ربما كان اسمه كيدلي، أما شفرة توقيعه فرقمها (111) والثاني ربما كان اسمه وليكس وشفرة توقيعه رقم (34).
فضلا عن طلب استدعاء باسل بوشناق ــ الفلسطيني الأصل والذى كان في يوم من الأيام الرجل الذي يدير حافظة استثمارات الشيخ زايد المالية وهو الرجل الذى حرر الشيك لسماع اقواله بأنه حرر من قبل شيكا اخر بمبلغ 300 مليون دولار لجمال مبارك فى نفس التوقيت وبنفس الهدف.
واتهم البلاغ الثانى الرئيس المخلوع بتنظيم حملة ابادة منظمة ضد الجماعات الاسلامية فى حقبة التسعينيات افضت الى قتل قرابة 20 الف شخص فى الحملة التى اطلق عليها انذاك حملة مكافحة الارهاب - طبقا لشهادة منظمات حقوقية - وقدمت "الحملة الوطنية لتوثيق جرائم مبارك" ملفا كاملا بشهادات مسجونين سياسيين سابقين نشرت فى الصحف منها " الاسبوع والوفد والفجر والتحرير وروزاليوسف" وتتضمن مشاهدات لعمليات قتل داخل السجون وخارجها كانت تتم بشكل ممنهج اثناء عمليات الدهم للقبض على مطلوبين واثناء حفلات التعذيب التى كانت تقام للمعتقلين.
اما البلاغ الثالث فقد اتهم الرئيس المخلوع بتبنى سياسة تعليمية من شأنها الحض من الثقافة العربية وازدراء اللغة العربية فى المدارس عبر تدريس اللغة الاجنبية بشكل اجبارى للنشء قبل ان يتعلموا لغتهم القومية الامر الذى اثر فى انتماء الاجيال الجديدة لوطنها وقوميتها فضلا عن تخريج اجيال من حملة المؤهلات الذين لا يجيدون القراءة والكتابة سواء بالعربية او بالانجليزية.
وقال الدكتور حامد مكى كبير المستشارين القانونيين للحملة الوطنية لتوثيق جرائم مبارك ان الحملة عازمة على الاستمرار فى توثيق جرائم نظام المخلوع كما وكيفا وان كانت تعانى نقصا شديدا فى الموثقين لاسيما مع الكم الرهيب الذى تتلقاه من شكاوى ومعلومات.
وقال سيد أمين منسق عام الحملة ان الحملة تقدمت حتى الان بنحو 20 بلاغا للنائب العام ضد المخلوع واركان نظامه وتتنوعت التهم بين الخيانة العظمى والجاسوسية لصالح اسرائيل والقتل العمد وتزعم تشكيل عصابى والرشوة والفساد .
واضاف "أمين" ان بلاغا واحدا من البلاغات التى تقدمت بها الحملة يتم محاكمة مبارك عليها فى المحاكمات الجارية الان وهى تهمة الخيانة العظمى فى تصدير الغاز لاسرائيل باقل من سعره العالمى .
وتابع هناك اتهام اخر بالخيانة العظمى للمخلوع بعد سعيه خيانة مبادىء الجمهورية وتوريث الحكم لنجله الا انه لم يتم محاكمته عليها بعد وينتظر ان يتم النظر فيها بعد تشكيل محكمة الغدر.

07 يوليو 2011

يوم أن عاد الرئيس ...

يوم أن عاد الرئيس ... بقلم - سيد أمين

هذا الصباح، رأيت فيما يري النائم، وأحسست فيما يحس المتيقظ، أن مبارك قد عاد إلينا مرة أخري، وكان صوت المذيع في القناة الأولي بالتليفزيون المصري .. يسرد تفاصيل الاستعدادات لإلقاء خطابه الأول علي الشعب .. ويردف أن الرئيس سيكشف تفاصيل المؤامرة الكبري التي تعرضت لها البلاد الأشهر الماضية.
مرت اللحظات ثقيلة، حبلي بالتساؤلات، مفعمة بالتشاؤم والمخاوف .. وكدت أسمع نبض قلبي يدق بسرعة وكأنه طاحونة أهمل صاحبها صيانتها .. وتركها تسري إلي مصيرها المحتوم، فركت عيني، بل ضربت بيدي علي اذني .. علّي لم أفصل بعد بين الحقيقة والسراب، وودت لو كنت لازلت نائمًا، وأن ما أسمعه ليس إلا كابوسًا يأخذ وقته وأستيقظ منه.
أدرت محرك القنوات علي التلفاز الذي تركته مفتوحًا ليلة البارحة ورحت أغط في نوم متقطع وأنا أتابع أحداث ميادين التحرير، وكيف واجهت قوات الأمن المتظاهرين بقوة مفرطة.
تباعدت القنوات وكأن لم أعرف مكانها إلا أنني عثرت بالتأكيد علي بعضها، محللون وسياسيون يرجئون تعليقاتهم إلي ما بعد خطاب الرئيس، صوت مذيع الـ»بي.بي.سي« الأجش ينقلنا إلي بث مباشر للخطاب.
كان الرئيس مبارك كعادته يمشي معتزًا بنفسه بين صفوف المهللين له من أعضاء مجلسي الشعب والشوري، ركزت الكاميرا علي وجهه وهو يحاول تصنع الابتسامة ويلوح بيده للحضور، حاولت في تلك اللحظات تفرس ملامح وجهه لعلي أفرق بين ما هو إنساني فيها وما هو وحشي، علِّي أغلب إنسانيته وأبدد الخوف المتصاعد بداخلي، لكن ذلك للأسف لم يشفع، حيث وجدت شبهًا قريبًا بينه وبين النمر الذي يبتسم بعدما تمكن من فريسته، وراح الخوف يتزايد أكثر وأكثر بداخلي.
كان الرئيس قد اعتلي المنصة وكانت هتافات »الهتيفة« من جوقة »الحزب الوطني« لا تتوقف »بالروح بالدم نفديك يا مبارك« .. و»اخترناك اخترناك أبدًا أبدًا لن ننساك« .. وأخذ هتاف قوي يتصاعد »الموت للعملاء .. الموت للعملاء« وبالطبع كانوا يقصدون الثوار الذين أنا واحد منهم كما هو الشعب كله.
وهنا اعترتني رجفة شديدة وتذكرت خطابه في قناة »العربية« وتسألت تري ماذا سيفعل بنا مبارك .. قد يكون نصيبي أ يسلخ وجهي أو يعلقني كذبيحة علي مدخل أحد سلخانات شرطته.
خفتت الهتافات وبدأ الرئيس خطابه "أيها الاخوة المواطنون" هنا قلت في نفسي ربما يقصد" أيها الضحايا القادمون"وأخذت أحاول ترقب كل كلمة سيقولها وانتزعها ليس من شفتيه ولكن من عينيه وحركات يديه، واستطرد " لقد اجتازت البلاد فترة عصيبة .. محاولاً تقمص شخصية الزعيم عبدالناصر ـ حاول فيها مأجورون من القلة المندسة بين الشعب اعتلاء المشهد السياسي في مصر والزج بها في أتون فوضي عارمة لصالح جهات أجنبية لا تريد لمصر وشعبها الخير".
وأردف "لقد كنا لهم بالمرصاد حتي أوقعناهم في الحفرة التي حفروها للبلاد .. وقضينا علي معظمهم واكتظت السجون بفلولهم".
واستطرد الرئيس "لقد عرفتموني منذ سنوات عديدة، وفيا لمصر، أمينًا علي مصالحها القومية، حريصًا علي استقلالها .. مدافعًا عن كرامتها وها أنا الآن أثبت لكم كما أثبتُّ في حرب أكتوبر المجيدة أنني قادر علي الانتصار في معركة الداخل كما انتصرت في معركة الخارج".
وتابع " أن فلول جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بموجب القانون الذي أنتم شرعتموه وحركات كفاية و٦ أبريل وجمعية التغيير وغيرها من حركات طفيلية مأجورة سقطت في شر أعمالها".
»وهاهو البرادعي وعبدالحليم قنديل وجورج إسحاق ومحمود الخضيري وزكريا عبدالعزيز والبسطويسي وأحمد بلال وعلاء الأسواني وبلال فضل ويسري فودة وممدوح حمزة ومحمد الأشقر وعمرو مصطفي ومحمد البلتاجي وخالد يوسف وغيرهم من شراذم الناس يصلون سعيرًا في الدنيا كما سيصلونها في الآخرة".
وكشف مبارك في خطابه المقتضب والتاريخي ـ علي حد وصف الإعلاميين فيما بعد ـ تشابك مصالح عناصر من دول خارجية ضد مصر وقال " ولا أخفيكم سرًا أن تحقيقات موسعة جرت كشفت عن تشابك عناصر متعددة في تنفيذ تلك المؤامرة علي البلاد منها إسرائيل وأمريكا وساحل العاج« ثم لاحظ الرئيس حالة من الوجوم بدت علي وجوه الحاضرين من ذكر اسم ساحل العاج فأردف يقول »نعم ساحل العاج التي أرادت نشر الفوضي في مصر حتي لا يتمكن منتخبنا القومي من المشاركة في كأس الأمم الافريقية".
وتابع "وكذلك تلاقت مصالح داخلية للفئات المندسة مع مصالح خارجية تمثلت في محاولة نقل البلاد إلي النموذج "الديمقراطي" للبلاد الغربية الكافرة مع ان الله يقول في محكم كتابه " وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات" وأن مبدأ " المساواة" الذي ينادون به هو في حد ذاته "الشيوعية"التي لا يقرها عقل ولا دين ولفظتها بلدانهم أنفسها قبل أن تنتقل إلينا علي يد تلك القلة".
ثم واصل الرئيس قوله " لهذا وذاك كانت مساعينا السابقة والمستمرة لتسليم البلاد إلي أيد أمينة حريصة علي مصالح الشعب، تقطع كل يد عابثة بأمنها القومي وكان جمال مبارك واحدًا من أهم الشخصيات التي رشحتموها وائتمنتموها علي حمل الأمانة كما حملها والده من قبل، وأنا هنا أؤكد انه لا حكم إلا بانتخابات حرة ونزيهة تسودها روح الشفافية وبارادة شعبية خالصة".
وتابع "وفي نهاية حديثي لا يمكنني إلا أن أحيي الشرفاء الذين وقفوا ضد المؤامرة الدنيئة للنيل من البلاد وفي مقدمة هؤلاء اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية".
هنا علت هتافات التحية لحبيب العادلي فنهض لرد تحيتهم وقد بدا أسفل بزته العسكرية حذاء" كزلك" كهذا الذي يرتديه الجزارون وانفرطت سكين كبيرة كانت معلقة بسلسلة في خاصرته وأخذت تقطر دمًا.
فيما راح أحمد عز وأحمد المغربي وفتحي سرور وصفوت الشريف يتراقصون من حوله وقد لمحت ضحكة تشفٍ تظهر من فم أحمد نظيف الذي ظهر جليا بين الراقصين.
وأنهي الرئيس خطابه بسرد أهم وقائع الفخار الوطني التي مرت بها مصر وقال:"لقد احتازت البلاد اختبار التنمية بنجاح وشيدت أكبر شبكة للصرف الصحي في التاريخ، وطاردت منتخب الجزائر في السودان بعدما طردته من مصر شر طرده، وانتجت مدينة الإنتاج الإعلامي سلسلة مطولة من الأعمال الدرامية التي بهرت العالم وجعلت من مدينة أكتوبر هوليوود مصر".
وأضاف "وشعب صنع تلك المعجزات قادر علي أن يستكمل المشوار في مسيرة نجاحه الطويلة والسلام عليكم ورحمة الله".
وهنا زغردت النساء وتعالت الهتافات "بالروح بالدم نفديك يا جمال".

18 يونيو 2011

عن منطق الاستبداد فى عالمنا العربى

عن منطق الاستبداد فى عالمنا العربى
سيد أمين
فى كتابه الأشهر "الأمير" عرض نيقولا ميكافيللى على أميره أمير "فلورنسا" الذى كان يتأهب لغزو إحدى الإمارات المجاورة له- فى سعيه لتوحيد واستعادة أمجاد الإمبراطورية الرومانية الممزقة- ثلاثة أساليب لغزو تلك الإمارة أولها أن يذهب الأمير بنفسه على رأس جيشه لغزوها ولكن نصحه هنا بتجنب هذا الخيار لأنه قد يفقد إمارته الأصلية بعد تغيبه فيستقل "النبلاء" بها.
وثانيها أن يجرد جيشا لغزو تلك الإمارة وهنا حذره من أن يستقل قائد الجيش بالإمارة الجديدة ويكون كمن استبدل خصما بخصم.
وثالثها أن يجرد الأمير جزءا من جيشه ويبقى على الجزء الأخر فى إمارته الأصلية ثم يتوجه لغزو تلك الإمارة الجديدة ويقوم هناك بالتنكيل بوجهاء القوم "على طريقة اضرب المربوط " ويختار شخصا ينتمى لأحط العائلات من تلك الإمارة وأكثرها سفها وإجراما واقلها عددا وينصبه أميرا على تلك الإمارة ثم ينسحب بقواته بعد ذلك , وقال له "ميكافيللى" أن الأمير الذى ستنصبه سيكون أكثر ولاء لك من أى من جنودك الأوفياء وأنه سيقمع شعب إمارته أكثر من القمع الذى كان من الممكن ان تلحقه جيوشك بهم كما انه دائما سيعتبر شعبه عدو له بينما سيعتبرك الصديق الصدوق وسيرسل لك كل خيرات إمارته دون حرب أو عناء.
ويقول عبد الرحمن الكواكبى فى "طبائع الاستبداد" أن الحاكم المستبد يسعى دائما لتجهيل شعبه وتغييب وعيه وذلك لأن وجود الشعب الواعى يعنى فى المقابل مزيدا من القلاقل او الثورات على الاستبداد, كما أن الحاكم المستبد يسعى لربط الشعب به وبنظامه , بحيث تتدخل الدولة فى كل صغيرة وكبيرة لحياة الفرد , الآمر الذى سيصيب الإرادة الفردية أو حتى الجمعية للشعب بالترهل والعطب , ومن ثم يقاس مدى شقاء الإنسان أو سعادته وتلبيته لحاجته الطبيعية بمدى قربه أو بعده من الحاكم.
واتفق "الكواكبي" مع "ميكافيللى" فى أن الحاكم المستبد يجيد اختلاق الأزمات التى تشعر الناس بالخوف والقلق من المستقبل والواقع معا , ومن ثم يهرولون إليه طلبا للحماية وهنا يقوم باحتضانهم مقنعا إياهم بأنه يصنع معجزة يومية من اجل حمايتهم والإبقاء على حياتهم.
كما أن الحاكم المستبد لا يجب أن يكون سخيا على شعبه بشدة ولا مقترا بشدة ولكنه فقط يعطيهم "كسرة" من خبز رغم أنه يستطيع منحهم رغيف الخبز كله , وذلك لأن الشعب الجائع بشدة سيكون أمامه طريقين إما الثورة أو أن يسلك مسلك التجريب "الحاجة أم الاختراع " فينجح , وبالتالى يخرج من حظيرة هذا الحاكم المستبد , وكلاهما خطر , كما أن السخاء الذى يشبع الشعب سيقوده إلى أمرين إما أن ينصرف الى العمل السياسى بعدما تمت تلبية حاجاته البيولوجية أو ينصرف عن الحاكم ولا ينفذ أوامره , كما أن السخاء الشديد قد يفقد الحاكم ثروته عملا بمبدأ "خد من التل يختل" ويصبح بعد فترة ليس لديه ما يقدمه للشعب فيثور عليه.
والحاكم المستبد يعادى العلم ويخرب المنطق ويقتل الطموح لدى شعبه , فيقوم بمعاقبة المثقف ويكافىء الجاهل و السطحى و التافه, يعلى من قيمة لاعب كرة القدم و"المشخصاتى" وكل عمل لا ينتج جديدا - بحسب زماننا - ويحط من شأن العالم والمخترع والصانع والزارع والمدرس والدارس والطبيب والمهندس , بل أنه يعلى من قيمة العمل التافه فى كل تخصص ويقتل الإبداع والمبدعين لأنه يريدها ارضا جرداء حيث يمكن أن تنمو الطفيليات .
وذكر لى صديق بالغ الاطلاع والثقافة أن احصاءا امميا اصدرته منظمة العلوم والثقافة العالمية – لم يتسنى لى التأكد منه- اكد ان نسبة الامية السياسية فى مصر تصل الى 94.7%
والحاكم المستبد يمتاز أيضا بالقسوة المفرطة فى حين , واللين المفرط فى حين أخر , وينصح "ميكافيللى" أميره بأن يستخدم القوة المفرطة ضد أعدائه بحيث أنه ينتقم منهم انتقاما يغنيه عن خشية انتقامهم فى أى وقت لاحق , بل ويجعل منهم عبرة لمن يعتبر , كما أنه يجب أن يبدو لينا ودودا ويتقلد وشاح الإنسانية طالما كان الأمر فيه أمرا إنسانيا لأشخاص لا يكنون عداء له .
فى الحقيقة ,أن "ميكافيللى" رسم منذ نحو ألف عام خارطة طريق للاستبداد اقتدى بها كل السلف الطالح من بعده , رغم أنه لم يكن شريرا قط بل كان وطنيا قوميا عاشقا لبلاده كما لم يكن عاشق من قبل , بدليل أنه وجد ميتا وحيدا فى عمر 33 عاما بسبب الجوع والبرد , بعدما كان سفيرا نابغا لبلاده فى سن التاسعة عشر , ولم يكن يدرى أن نصائحه تلك ستصير مرجعا أساسيا لكل نظم الحكم فى العالم من بعده, وان أول من المستفيدين منها هم اعداء بلاده, وأنها أتعست فيمن أتعست بلداننا العربية وشعوبنا فوجدنا حكاما على شاكلة "مبارك مصر" و"زين عابدين تونس" وغيرهم كثيرين فى الممالك والإمارات والجمهوريات العربية يطبقونها باستخدام القلم والمسطرة , فصرنا أمة مستعمرة بدون جيوش للأعداء , فقيرة رغم أن جبالها تنضح بالنفط والمعادن , جاهلة ونحن امة اوصى دينها أول ما أوصى بالقراءة , أمة خائفة مرتعدة جبانة ونحن فينا حمزة والمعتصم وعنترة وشمشون وغيرهم وادبيات ثقافتنا تنضح على الشهامة والشجاعة والإباء , امة تجمع بين كل مقومات الوحدة ولكن ممزقة الى حد التهتك.
Albaas10@gmail.com
Albaas.maktoobblog.com