14 يوليو 2010

اتحاد الصحفيين العرب يرفض مذكرة من صحفيين عراقيين ضد الزميل سيد أمين

الأسبوع أونلاين*
رفض اتحاد الصحفيين العرب السبت الماضي 10 يوليو قبول مذكرة تقدم بها عدد من منتسبي " نقابة الصحفيين العراقيين " ضد الزميل سيد أمين مدير تحرير الاسبوع اون.. لاين يتهمونه فيها بسب الصحفيين العراقيين. وكان شخص يدعي ياس خضير العلي "يقول انه صحفي عراقي" ومدير مركز يسمى "ياس العلي للأعلام المستقل" قد تقدم وآخرين بمذكرة يتهمون فيها الزميل بسبه للصحفيين العراقيين في تقرير كتبه يقول فيه ان الاحتلال الامريكي حينما غزا العراق قتل نحو 400 صحفي من اصل 950 كانوا مقيدين بنقابة الصحفيين العراقية في حين فر نحو 300 صحفي عراقي الي الخارج هربا من الموت ولجأ الاحتلال الي فتح أبواب النقابة علي مصاريعها لمستشاري الشخصيات الطائفية التي جلبها الاحتلال فضلا عن عدد من مرتادي المقاهي ليتم ضمهم الي عضوية النقابة بوثائق مزورة وهو الأمر الذي كشفت عنه الصحف الامريكية نفسها وكشفت ايضا علي لسان جنرالات امريكيين انهم كانوا يكتبون التقارير ويغطونها للحفي العراقي ليضع عليها اسمه ومرفق مع كل مقالة من 50 الي مائة دولار. وقد انهالت رسائل السب والقذف ضد الزميل الذي فضح امرهم عبر بريده الاليكتروني اتهموه فيها بابشع الالفاظ التي تعبر عن افكارهم المريضة التي شكلها الاحتلال الامريكي الايراني. وقد رفض الاتحاد قبول المذكرة دون ابداء اسباب الامر الذي اعتبروه طعنا في نزاههتهم وموضوعيتهم..

وكان الزميل سيد أمين قد كشف فى جولة سابقة من الصدام عن حقيقة شخص يدعى انه صحفى عراقى ويدعى احمد المهدى الياسرى حيث نشر الزميل سيد أمين معلومات صادمة عن شخصيته الايرانية واسمه الفارسى والصحيفة التى يكتب فيها فى طهران والتى تعرف بدعم الباسيج الايرانى لهامما اثار حفيظته وتقدم بمذكرة ضد الزميل لنقابة الصحفيين العراقيين.

19 يونيو 2010

عن الحزبية .. والتدجيل

سيد أمين


قد تهاجمونى جميعكم، قد يتهمنى بعضكم بالفاشية وربما الرجعية ولكن ذلك لن يغير من قناعتى شيئا، فدعوني أبوح لكم بأننى ضد الحزبية بل إننى اعتبر الأحزاب لاسيما فى عالمنا الثالث والعربى تحديدا مجرد مجملات لوجه الاستبداد القبيح.


هذا الوجه الذى ما انفك من تجهيز حيلة حتى يبدأ فى الأخرى بما يضمن له السرمدية والدوام، وبالطريقة التى يساير بها روح العصر، فإذا كانت الروح السائدة فى العالم هى روح نظم الحكم المتفردة فهو قطعا نظام حكم متفرد , وإذا كانت روح التمثيل والديمقراطية , فهو نظام ديمقراطى , وإذا كانت شيوعية فهو شيوعى وإذا كانت رأسمالية فهو رأسمالى , ومع هذا وذاك يبقى هو بشخوصه وسياساته وتختلف فقط الأقنعة والمسميات.


يا سادة .. أنا لم أعد مقتنعًا بالحزبية والنيابية فى بلادنا ,لأنها تحولت إلى انتهازية وفساد يرتدى ثوب الوطنية والديمقراطية , التى لا يعرف أحدا ما هى.

ففى كل بلادنا العربية ربما بلا استثناء نجد أن الحزب الحاكم وهو بالمناسبة حزب لا يقوم على أساس الأفكار بل على أسس ترابط مصالح الأعضاء والشلليات، يقوم بصناعة معارضيه ويمدهم بالأفكار والأشخاص بما يضمن لهم دورا مقنعا فى تمثيلية «المعارضة» وهو الأمر الذى يضفى له المشروعية ويجمل وجهه القبيح.

أنا أعجب من اناس يقصرون قياسهم على فساد النظام الحاكم أو صلاحه فى أى دولة عربية على مجرد وجود أحزاب معارضة فى هذا البلد من عدمه , وهم لا يحتاطون من أن يكون هذا النظام هو نفسه صانع تلك الأحزاب وملهمها الأول وراسم أدوارها.

ويحضرنى هنا وصف الزعيم الليبى معمر القذافى للحزبية بأنها "تدجيل" و"النيابية" ب"التمثيل" وأنا اؤيده فى ذلك وأضيف أنها فى بلادنا قد تتحول إلى خيانة عظمى للشعب بما تمارسه عليه من تغييب وتجميل للطغيان.

وأعرف إن بلادى تحوى نحو 24 حزبا جميعها صناعة تكاد تكون خالصة للحزب الحاكم وشخوصها هم شخوصه , رجال يعينهم هذا الحزب، بل إنه من ملهيات القدر أن تلك الأحزاب التى لا يستطيع مثقف مهما كان مهتمًا بشئون تلك الأحزاب أن يحصى فقط ولو مجرد أسمائها أو أسماء أو حتى توجهات برامجها , وذلك لأنها أحزاب تنشأ بليل بدون أعضاء أو حتى برامج على موائد الحزب الحاكم.

وقد بلغ الاستهتار فى "التدجيل" اقصاه حينما كان أحد أهم تلك الأحزاب وأكثرها وضوحا فى البرنامج وفى الأعضاء شقيقًا لوزير فى الحزب الحاكم.

إن خطورة الحزبية وضحت بجلاء لمن لديه أدنى بصيرة فى دولة مثل العراق , فهؤلاء الذين لطالما هاجموا العراق فى عهده الوطنى قبل 2003 بحجة كونه لا يسمح بتكوين الأحزاب هم الآن ربما صاروا على قناعة بمصداقية ووطنية هذا الموقف، فأحزاب العراق نشأت من ميليشيات ارتكبت جرائم فى حق الشعب وتحولت الحزبية على يديهم إلى طائفية بغيضة أكلت وستأكل الأخضر واليابس فى هذا البلد المنكوب بالخونة والعملاء الذين يعتلون الحكم الآن.

وفى العموم وفى المجمل تقاس العدالة فى البلدان بالمستوى الاجتماعى للسكان وبالنهضة الصناعية على المستوى العالمى، وهنا نجد انه ما صنعت الحزبية فى بلادنا لا عدالة ولا نهضة ولا تداولاً للسلطة ولكنها كرست لسرمدية الحاكم كما أنها لم تصنع دولة صناعية متطورة كما صنعتها نظم لا تتخذ ديكورا لنخبتها الحاكمة فمنعت الأحزاب مثل الصين.
بل إن دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى تدعى التعددية وتعد مثالا للديمقراطية عند الكثيرين , نجد أن حزبين فقط يتداولان السلطة فيها منذ تأسيسها وأن هذان الحزبان لا يختلفان عن بعضهما فى التوجهات والمقاصد والسياسات إطلاقا وإن اختلفت الشخوص والأزمان كما أننا لم نسمع عن حزب ثالث لهما ذا توجه شيوعى أو قومى أو راديكالى أو يحمل فكرا مختلفا.
كما أن هناك أحزابا – وهى فى الأغلب جادة وناجحة - تعلى من أهمية الانتماء إليها وتربيطات منتسبيها المصالحية عن أهمية الانتماء للوطن ومصلحته وقد يلجأ بعضها الى العدو الخارجى فى محاولة للانتقام من خصمه ويدفع الوطن والمواطن الفاتورة الباهظة لتلك المهاترات , بل ان الصراعات السياسية بين تلك الأحزاب عادة ما يدفع ثمنها المواطن البسيط الذى هو فى الحقيقة الوطن.
إننى بحق أدعو إلى إلغاء الأحزاب فى بلداننا العربية والكف عن التمثيل والتدجيل وممارسة لعبة الخداع ضد الشعوب وهو الأمر الذى قد يوفر الجهد المنصرف إليها ليتم تحويله إلى التنمية والتصنيع والعدالة كما كان الحال فى مصر عبد الناصر.

ALBAAS10@gmail.com


AL BAAS. maktoobblog.com

07 يونيو 2010

القدرة والطالع.. رؤية تاريخية

سيد أمين
أجدني رغم ما يحيط بنا من أحزان قومية اعتدناها جراء مذابح 'الحريات' التي ترتكب ضدنا ليل صباح والتي لن يكون آخرها مذبحة قافلة الحرية علي يد الصهيونية الفاشية، أجدني أميل إلي عدم خوضها لأن الجميع قد تحدث فيها وانتحي بقلمي جانباً للحديث في أشياء بعيدة قد لا يبدو للوهلة الأولي الحديث فيها مستساغاً في تلك الأوقات.

وعلة هذا الميل يرجع إلي أن أقلام الوطن كثيرة وأقلام الإنسانية أكثر ورب كثرة أفقدت الكلمات وحيها فباعدت بين لفظة 'الجرح' وآلام 'المجروح' وبين مفردة 'الموت' وبين 'رهبته' وآلام اليتامي، هنا وجدت نفسي أنأي عن تكرار ما ردده غيري وهو واجب عليَّ وعليهم وأدلف للحديث عن 'الطالع والقدرة' ولعل مسألة 'الطالع' توحي أول ما توحي بأن من يؤمن بها أو حتي يرددها هو شخص غيبي ينكر قدرة العقل ويفضل إلقاء اللوم علي المجهول في كل فشل.


وفي الحقيقة، وبقراءة ولو سريعة في التاريخ قد يتأكد لنا أن لـ'الطالع' دوراً كبيراً في رسم خريطة العالم.
ويرصد نيقولا ميكافيللي - في كتابه الأمير - قصصاً كثيرة لفشل أو نجاح كان لسوء أو حسن الطالع، الدور الأساسي فيها إلا أن ميكافيللي الذي عاني هو نفسه من حسن وسوء الطالع يؤكد أنه لا جدوي للطالع دون القدرة، كما أنه لا جدوي للقدرة والذكاء دون توافر حسن الطالع.


ويضرب ميكافيللي لنا الأمثال عن صانع الفخار الذي تحول بفعل حسن الطالع في ليلة وضحاها إلي أمير للبلاد، حينما هاجم الأعداء إمارته وقتلوا الأمير ورجاله جميعاً وبعد نهب ثرواتها عادوا أدراجهم، هنا وجد البسطاء أن صانع الفخار هو أكثر السكان شهرة فنصبوه أميراً خاصة لما يمتاز به من قوة وبسطة في الجسم وحكمة في التصرفات.


هنا اختلط حسن الطالع بالنسبة لصانع الفخار وليس شعبه، مع القدرة وهي التي جعلت هذا الرجل من أشهر أمراء إيطاليا القديمة ودام حكمه وحكم أسرته بضعة قرون.


وعلي النقيض يضرب ميكافيللي مثلاً بالأمير الحازم الذي أوتيت له كل إمكانات الدوام والبقاء إلا حسن الطالع فهزم في معركة كان يجب أن ينتصر فيها ولو بربع جيشه، رغم ما عرف عنه من دهاء.


ويقول ميكافيللي أن قدرة بدون حسن طالع تعني فشلاً وأن حسن طالع مع نصف قدرة يعني انتصاراً.


وتأكيداً لهذه الرؤية يؤكد أحمد ميشيل عفلق أنه لا يستطيع أن يصدق أن هذه الأجيال العربية المتعاقبة لم تنتج لنا سوي ابن سينا وابن النفيس والخوارزمي وغيرهم ويشير إلي أن الحياة فرن جبارة احترقت بداخلها ملايين العبقريات والإبداعات وحرمت عالمنا العربي من ثمارهم، وأنه متي هيأنا للمواطن العربي عيشة رغدة جنبنا انصراف جهده إلي تلبية حاجات بيولوجية تحول دونه والإبداع.


ويقصد عفلق أنه ليس بالتأكيد أفضل كتابنا وعلمائنا من هم يطفون علي السطح الآن وأنه لولا سوء الطالع لكان بيننا بدلاً من أحمد زويل ويحيي المشد أو فاروق الباز الآلاف أمثالهم فقط لو تهيأ لهم حسن الطالع من خلال إمكانية في التعليم وتوفير لقمة عيش سهلة وموضوعية في التعيين والتدرج الوظيفي ومناخ عام يساعد علي الإبداع.


وفي التاريخ العربي يلعب حسن الطالع دور الأسد علي مسرح الأحداث، فها هو قطز يفر من آسيا ويباع في سوق العبيد ويرسو به المطاف إلي مصر فيهئ له حسن الطالع كاملاً للقيادة ويصير هذا الفتي المطارد من قبل المغول أميراً للبلاد فيلتحم حسن الطالع مع القدرة ويحقق النصر التاريخي علي المغول في بلد كان يصحو فيه الشعب كل يوم تقريباً علي صليل سيوف الانقلاب والانقلابيين.


وها هو محمد علي الجندي الألباني حاكماً لمصر بعد ثورة شعبية عزيزة في التاريخ المصري، حيث هيأت الظروف السيئة الثورة للمصريين ضد الوالي العثماني خورشيد باشا الذي فر دون قتال ولم يعد رغم أنه كان قادراً علي طلب النجدة فقام المصريون العازفون عن لعبة كراسي الحكم بتقديم محمد علي والياً للبلاد وهم يقصدون جعله قرباناً لغضب الخليفة العثماني إلا أن محمد علي صنع أعظم امبراطورية عرفتها مصر ودام حكم أسرته نحو القرن ونصف القرن وسار مؤسس مصر الحديثة.


وحتي في تأسيس الجيش المصري الحديث قصة عجيبة فالكولونيل 'سيف' وهو جندي من جنود نابليون المنهزم عز عليه أن يصير فلاحاً وقاده الشوق إلي حياة الحربية وتنامي إلي مسامعه أن بلاد فارس تؤسس جيشاً حديثاً من المرتزقة فقصد الالتحاق بهذا الجيش ولكن توقفت السفينة التي تقله قبالة سواحل الاسكندرية لعدة أيام، فراح يعرض نفسه علي حاكم الاسكندرية الذي أرسله إلي محمد علي بالقاهرة والذي قام بدعوته لتأسيس الجيش المصري ويكون وزيراً له.


وفي ثورة يوليو المجيدة 1952 يؤكد الضباط الأحرار أنه لو كانوا قد تأخروا يوماً واحداً عن يوم 23 يوليو لكانوا قد أعدموا في المقاصل الملكية بعد افتضاح أمرهم.


وحتي بعد الثورة ما كان للرئيس السادات أن يتصور وهو يعمل 'حامل أمتعة' في محطة قطار نجع حمادي في حيلة للتخفي من البوليس السياسي الملكي أن يصير بعد نحو 20 عاماً حاكماً للبلاد.


وحتي الرئيس مبارك ما كان يتصور حينما كان ضابطاً في الكلية الحربية أن يحكم هذه البلاد لولا دوره في حرب أكتوبر.


نعم هناك حسن للطالع ولكن لابد أن يقترن بالقدرة.. فقدرة كبيرة وحسن للطالع تعني خلق زعيم كبير وهو ما حدث مع سايس الخيول خروشوف الذي تحول إلي رئيس للاتحاد السوفيتي أحد قطبي العالم وقواه الضاربة.


نحن لا ننفي القدرة ولكن قدرة بمفردها لا يمكن أن تنجح لولا حسن الطالع الذي هو بالتأكيد التوفيق الرباني، والخلاصة أن حسن الطالع والقدرة التي هيأت للكيان الصهيوني البغيض الولادة في عام 1948 آخذة في الاندثار وأن أياماً مقبلة سيئة الطالع تواجهه ولن تغني عنها قدرتها.


albaas10@gmail.com


albaas.maktoobblog.com

29 مايو 2010

عن الدراما السورية وبراعم القطرية

عن الدراما السورية وبراعم القطرية



سيد أمين


لا اخفيكم سرا أننى منذ فترة بعيدة انصرفت عن مشاهدة السينما والدراما المصرية واعتقدت ان الفن بهذه الصورة لا يمكن ان يساهم فى تطوير المجتمعات بل قد يكون له تاثير سلبى ربما لا يصلح فيه ترميم ولا اصلاح.


وتأتى خطورة الاعلام عموما والاعمال الدرامية خصوصا مع ما يتعرض له المشاهد اثناء استرخائه وهى الفترة المثلى للتقبل اليسير والسهل للافكار المطروحة عبر استخدام تكنيكات تهدف الى الاقناع مثل التكرار والتجاهل والتضخيم والتهوين.


وادركت ان اساءة استعمال الفن - وهو ما يحدث بالفعل الأن - قد خلق مشكلة قومية كبرى يعد الصمت عليها جريمة نكراء لكونه يعبث فى المكون الفكرى والتوعوى للانسان المصرى ولا يتركه الا حطاما يملك بقايا انسان بحيث يصرفه بل يغيبه عن طرح ومناقشة اهم قضاياه التى تمثل له قضايا حياة أو موت ويلقى به فى جب عميق من التراهات والتفاهات والاسفاف والتبلد والاستكانة.


بصراحة اعتقدت ان كل الأعمال الفنية فى منطقتنا العربية تجرى بنفس المنطق التغييبى والهزلى وذات المنوال الذى يدار به الامر فى مصر فاقررت حكما متسرعا يصورالفن والفنانين كابواق تخدم المخططات الاستعمارية المرادة لبلداننا - بقصد او بدون - ولكن كان لزوجتى الفضل فى ان تصوب لى الامر واخبرتنى ان هناك من يقدمون فنا فعالا يخدم المجتمع وينقل الواقع وينشد الفضيلة وان متعة المشاهدة قد تجعلك لا تفارق الشاشة الا مضطرا بسبب انتهاء العرض.


فى الحقيقة كانت هذه هى المرة الاولى التى اشاهد فيها عملا دراميا سوريا ووجدتنى امام "باب الحارة" اجد فنا يقاس فيه العرض بالثانية والكلام بالكلمة دون مط او تطويل اوحشو فارغ ويرسم صورة ابداعية فى غاية السمو والرقى ولم اتوقف عن متابعة هذا المسلسل الا بعد مشاهدة اجزائه الثلاث ورحت اتابع بعد ذلك الدراما السورية بشكل عام فوجدت فيها ضالتى.


انا فى الواقع لم اشأ ان اعقد مقارنة بين الفن المصرى والسوري وذلك لاننى لا أؤمن اساسا بوجود الحدود الشعبوية القطرية الاستعمارية.


ولكن المقياس عندى يدور فى الاجابة حول سؤال : هل هذا الفن او ذاك فنا ايجابيا يخدم الشعب والثقافة العربية أم لا ؟ وهل هو يناصر قضايا الواقع والتحرر والتنوير ام انه فن اظلامى سلبى لا ينقل الواقع ولكنه يحلق منفردا لخلق واقع وهمى يدور فى خيال هذا المخرج الشاذ او ذلك الفنان عديم الثقافة أو ذاك المأجور وهم الذين استحلوا قسرا تنصيب انفسهم كمعبرين عن الثقافة المصرية رغم انهم هم الاكثر مناقضة واساءة لها .


لقد لفتت زوجتى نظرى الى امر غاية فى الخطورة حينما قالت لى ان الدراما المصرية لا تظهر فيها امرأة محجبة مطلقا مع ان معظم نساء المجتمع المصرى محجبات بل ان الاعمال التاريخية والدينية فى الدراما والسينما المصرية تظهر نساءا ربما كن صحابيات وهن غير محجبات بل قدموهن كمطربات كما حدث فى فيلم الشيماء.


ليس ذلك فحسب بل انه حينما قدموا مسلسلا عن صلاح الدين الايوبى عرضوه بصورة قد يفهم منها انه "زير" نساء وليس بطلا اسلاميا تاريخيا اضفى عليه الناس نوعا من القداسة من فرط استبساله.


درسنا فى كلية الاعلام ان الوظيفة الرئيسية من الفن هو التنوير والارشاد ثم الاعلام ثم الترفيه لكن على ما يبدو ان الاوضاع انقلبت رأسا على عقب فى مصر فصارت الوظيفة الاولى للفن هى الترفية المبتزل ثم نقل مخيلة المنتج أوالمؤلف والمخرج "بوصفها الحقيقة التى لا تقبل جدل" دون المرور بالتنوير والارشاد.


لقد غاص الفن المصرى فى متناقضين اساسيين اما الافراط فى "التعرى"و"الجنس"و"الخيانة" تحت دعوى" الحب " و" الشباب"و"الحرية" او الافراط فى"القتل" تحت "دعوى" الواقع" و"المخدرات" و"العشوائيات" والمؤسف ان لا هذا ولا ذاك يعبر عن المجتمع المصرى.


ربما قد تكون السينما التجارية استطاعت ان تقنع قطاعا من الشباب "فاقد الهوية" لتقليدها ولكن سرعان ما يدرك هؤلاء الشباب انهم وقعوا ضحية لفن ساقط جعلوا منه مرجعيتهم ولم يفيقوا الا مع الاصطدام بقسوة الواقع ومغايرته لخيال الافلام وهنا يجب التنوية ان هذا القطاع يمثل نسبة ضئيلة للغاية من الشياب المصرى الذى تشويه نار الفقر والبطالة.






قناة "براعم" القطرية





كما استطاعت قناة "الجزيرة" القطرية أن تصبح منبرا عربيا مميزا يقف فى صف المقاومة العربية فى العراق وفلسطين ولبنان وحتى الصومال وهى المقاومة التى خذلتها معظم النظم الرسمية , استطاعت قناة"براعم" القطرية ايضا ان تجمع اطفال العرب حولها لتقول ان هناك من لا يزال يقاوم تغريب النشء والعبث بثقافتهم العربية .


لقد تمكنت تلك القناة بحق ان تؤكد للجميع ان اللغة العربية الفصحى هى ام اللغات واكثرها جمالا وابداعا وافضلها تعبيرا واسلسها نطقا وكتابة عبر برامج مدروسة بعناية شديدة تربط ماضى الطفل بحاضره ومستقبله وتجعل من مهمة تثقيفه امرا يسيرا بحيث تخلق منه شابا عربيا صالحا.

albaas10@gmail.com

albaas.maktoobblog.com

12 مايو 2010

عن التعليم وسياسة التقليم

سيد أمين



لو تحدثنا عن التطور فبادئ لا يمكننا إلا أن نتحدث عن التعليم ..ولا يمكننا أيضا- مرضاة للضمير وكتعبير عن الصدق - إلا أن نقول انه لا يمكن ان تتقدم امة من الأمم دون ان تمتلك منظومة تعليمية سليمة تراعي أول ما تراعي ربط حاضرالإنسان بماضيه وذلك علي اعتبار ان فهم واستنهاض الماضي هو دراسة مكثفة لاستدراك المستقبل.


والحقيقة أجد سوء فهم واضح يعتري ذكاء القائمين علي التخطيط لرسم تلك المنظومة في عالمنا العربي عامة وفي مصر بشكل خاص لدرجة تشكك في صحة وجود هؤلاء المخططين أو


تلك المنظومة فى الأساس وإلا فان لم يكن هذا الشك سليما لكانت الكارثة وخرج الأمر من طور التعليم إلى طور الخيانة. فقد يجد هذا المسئول أو ذاك نفسه يمارس -بكل فخر-عملية خلع الأردية والتعري من كل ما يستر أمام العيان ويروح يتهجم على كل ما له صلة بالماضي متشدقا بمصطلحات هو ذاته لا يدرك معناها من قبيل التحديث والتطوير والتنوير والانفتاح على العالم ,وبالطبع تنعكس تلك الرؤيا المشوشة على مناهج التعليم التى أعطى - بكل أسف - مفاتيح إقرارها,فنكتشف أنها باهتة فلا هى استنهضت الماضي الذى لا نملك سواه ولا استشرفت المستقبل الذى نجهله ولا حتى استطاعت أن تكشف غبن الواقع الذى نعيشه فننتصر عليه. ويعتقد هذا المسئول او ذاك انه كلما أهدر التاريخ أو زيفه أو سخر منه فهو بذلك ينتصر على "العفن"وانه كلما تحرر من ثقافته العربية صار بذلك رجلا غربيا متطورا ينتقل بأجيال بلاده الى المدنية.


إنها حالة من جلد الذات والشعور بالدونية,وإلا فبماذا نعلل انتشار المدارس الأجنبية والخاصة والتجريبية فى طول البلاد وعرضها وهى جميعها يتم التدريس فيها للنشء بدءا من رياض الأطفال باللغات الأجنبية بل ان مناهج العربى والدين والتاريخ لا تدرس فى بعضها أساسا ولو درست يتم التعامل معها كما كان -وربما لا زال-يتعامل جيلنا مع حصة الألعاب بحيث لا يحضرها احد ولا يحاسب عن التقصير فيها لا المدرس ولا الطالب بل ربما تمت مكافأة الناظر.


لقد أنتجت الرؤية المشوشة والمنظومة المعدومة تلك جيلا اقل ما يوصف به انه "مسخ" فلا هو اوربى ولاعربى , ولاهو متعلم ولاجاهل , ولا هو يعرف من أين هو آت ولا الى أين هو ذاهب ولا حتى يعرف عدوا ولا حبيبا بل شخصا يحمل شهادة الاعدادية منذ نحو 30 عاما مضت يمتلك وعيا وثقافة وعلما افضل من حامل لشهادة الدكتوراة هذه الايام.


أنتجت جيلا أميا يحمل "اغلي"الشهادات وأعلاها واقل الثقافات والعلوم وأدناها وبرغم ذلك ستجده جيلا لا يكاد يستطيع القراءة والكتابة لا بالعربى ولا بالانجليزية ولا حتى بالصينية, وأنا استطيع وبكل ثقة أن اجزم بأن اختبارا فى القراءة والكتابة - بأي لغة من اللغات-كفيل لأن يعيد معظم خريجى الجامعات المصرية الأن الى المراحل الابتدائية مجددا.


وأنا واثق أننا سنجد من بيننا من يدافع-بحسن نية-عن التوسع فى تعليم اللغات الأجنبية بذات الحجج التى قد يسوقها المغرضون من ضرورة الانفتاح على العالم واللحاق بعلوم الغرب بلغتهم فضلا عن انه من تعلم لغة قوم أمن مكرهم وللرد على هذه الادعاءات وما شابهها.


أنا اعتقد انه لم ولن تحول اللغة العربية بتعدد مفرداتها وعمق دلالاتها دون النهضة والتطور بدليل ان عمليات تعريب العلوم التى انتهجتها الحكومة المصرية فى عهد عبد الناصر وعراق صدام حسين - ولا زالت تنتهجها سوريا - هى التى خرّجت للعالم فاروق الباز واحمد زويل ومجدى يعقوب ومحمد النشائى ويحيي المشد وغيرهم من علماء كما أنها هى التى خطت للعراق سجلا حافلا من العلماء فى شتى العلوم جعلت العالم الغربى يعيش حالة قلق شديد من ذلك النمو المذهل الذى اعتبرته انه يشكل خطرا تنافسيا عليها وكان ذلك احد الأسباب التى قادتها لغزو العراق.


إذن, فالعربية ليست ضد التحديث كما انه ليس المطلوب من المواطن العربى أن يصير شخصا غربيا حتى يتمكن من اللحاق بركب المعرفة والعلوم ولكن الأكثر منطقية ان تتحول العلوم نفسها إلى العربية ونفعل كما فعلت أمم كثيرة من قبلنا مثل الصين واليابان وروسيا وربما إيران حينما نقلت كافة العلوم إلى لغتها وطورتها بما يخدم ثقافتها دون خلع للأردية وسلخ للذات. كما أن القول"بأمن المكر"يحمل قدرا كبيرا من الإضحاك ما لم يكن السخرية فى حالتنا تلك لأننا بذلك سنشبه المخبر السري الذي جاء فى تقرير أعماله ان كان ابرز أعضاء العصابة وقدم لها ما كان مستحيلا أن تنجزه.


وبعيدا عن مسألة المحتوى هناك أيضا فشلا ذريعا فى تمام سلامة الشكل التعليمى بحيث أفقدت العملية التعليمية محتواها فساوت بين مجتهد وغير مجتهد عبر نماذج التعليم المتعددة كالتعليم العالى المفتوح والانتساب والجامعات الخاصة وجميعها - بحسب اعتقادي - صور مقنعة لبيع وشراء الشهادات التعليمية دون استفادة تعليمية حقيقية للدارسين.


وتنتشر عبر الانترنت محادثات ربما كان أشهرها تلك المحادثة الهاتفية التى دارت بين أستاذ جامعى واحد الطلبة الخليجيين فى القاهرة حيث جرى التعاقد على صفقة الشهادة مقابل الدولارات وحينما سألت بعضا من الطلبة الدارسين فى الجامعات أكدوا جميعا أن الشهادات تباع وتشترى مثلها مثل السيارات وقطع الأثاث.


بل أن المدارس الحكومية وهى قليلة عددا مقارنة بالمدارس الخاصة التى تمتص دماء الناس سنجد أن عملية التعليم فيها تمتاز بفوضوية خاصة تحولها – أى تلك المدارس – إلى أوكار للبلطجة والإدمان والرذيلة وكل ما ليس له علاقة "بالتربية " والتعليم.


قد يكون الأمر فيه قدر من المبالغة ولكنه بالتأكيد لا يخلو من الصحة , هذه هى الحقيقة.


ان فسادا رهيبا اعترى العملية التعليمية فى مصر فى الشكل والمضمون جعلها لا تؤتى الا ثمارا مرة .. فاقدة للولاء والانتماء والأخلاق بعدم تحولت هذه العملية من عملية "تعليم" الى عملية "تقليم" من كل مواطن النبوغ والجمال والإبداع والوطنية.,

albaas10@gmail.com

albaas.maktoobblog.com