bbc
اتهم وزير الاعلام السوداني احمد بلال عثمان اسرائيل بالقيام بقصف مجمع
اليرموك للتصنيع الحربي جنوبي العاصمة الخرطوم.
وأوضح الوزير السوداني في مقابلة مع بي بي سي ان السودان يمتلك الادلة
على ذلك مشيرا الى أن "مجموعة من الفنيين اكدوا من خلال فحص مخلفات الاسلحة التي
استخدمت في الهجوم عن وجود ادلة دامغة بانها اسلحة اسرائيلية".
واضاف عثمان أن "اتهام اسرائيل بالقيام بضرب مصنع اليرموك لم يأتي
من فراغ وانما مبني على حيثيات ثابتة ومشاهدات عيان".
وشدد الوزير السوداني على أن التقنية العالية التي استخدمت في هذا الهجوم
لا تمتلكها اي دولة في المنطقة غير اسرائيل، حيث تم تعطيل الرادارات في مطار الخرطوم
قبل الهجوم بالطائرات.
واشار عثمان إلى أنه ليس هناك اي عداوة تستدعي هذا الهجوم بين السودان
وبين اي دولة اخرى في المنطقة سوى اسرائيل، وأن الاسرائيليين اعربوا سابقا ان هذا المصنع
يهدد مصالحهم الاستراتيجية والداخلية.
ولمح الوزير السوداني الى ان السودان سيقوم بتقديم شكوى رسمية الى مجلس
الامن الدولي ، وهدد بانه "وسوف نتخذ خطوات اكثر حسما اتجاه المصالح الاسرائيلية
التي تعتبرها من الآن اهداف مشروعة لها".
واوضح عثمان انه تم تدمير 60 بالمئة من المصنع بشكل كلي، و40 بالمئة بشكل
جزئي، و"ان السلطات السودانية كانت قد بدأت بالعمل على نقل المصنع الى مكان خارج
العاصمة، الا ان الاسرائيليين علموا بذلك وبادروا بالقيام بالضربة".
حريق كبير
وكان الوزير قال للصحفيين في الخرطوم عصر الاربعاء "هاجمت اربع طائرات
حربية مجمع اليرموك" مضيفا ان الطائرات ذهبت من حيث اتت من جهة الشرق.
وكانت انفجارات قوية هزت منشأة للتصنيع الحربي جنوبي الخرطوم في الساعات
الأولى من فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية، المعروف بعلاقاته القوية بالسلطات
السودانية، إن حريقا وانفجارات وقعت في مصنع اليرموك للذخيرة.
وسارعت قوات الجيش السوداني بإغلاق الطرق المؤدية إلى موقع وصف بانه مصنع
للأسلحة في المنطقة.
ووتناقض رواية الوزير السوداني مع تصريحات سابقة ادلى بها عبد الرحمن
الخضر، محافظ ولاية الخرطوم،بعد وقوع الحريق في مصنع الاسلحة السوداني مباشرة، قال
فيها إنه لم يتضح بعد سبب الحريق الذي اندلع في مصنع للاسلحة بالعاصمة السودانية، ونفى
في حينها فرضية وجود عامل خارجي قائلا "لا شيء يشير الي أسباب خارجية".
وقال الخضر في تصريحات للتلفزيون السوداني إن الانفجار وقع على الارجح
في قاعة للتخزين بمجمع التصنيع العسكري الضخم.
وقالت وكالة السودان للانباء (سونا) ان الحريق شب في مجمع اليرموك الصناعي.
ونقلت عن الخضر قوله إنه لا توجد خسائر في الارواح وان بعض الاشخاص نقلوا
الي المستشفيات بسبب استنشاقهم الدخان الذي نتج عن الحريق.
انفجار سيارة
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال الصحفي السوداني فيصل محمد صالح إن الانفجار
وقع شرق منطقة "أبو آدم" جنوب الخرطوم التي تضم عددا من المنشآت العسكرية
والبترولية الهامة.
وأضاف أن بعض سكان المنطقة تحدثوا عن تحليق طائرة في سماء المنطقة قبل
الانفجار، لكنه أضاف أن والي الخرطوم نفى وجود عامل خارجي في حديث إلى وسائل الإعلام
الرسمية.
وتحدث بعض شهود العيان عن أن الانفجار كان قويا إلى درجة تهدم بعض اسطح
المنازل في المنطقة.
وكان شخصا قتل في انفجار سيارة في مدينة بورسودان الساحلية بشرق البلاد
في شهر مايو/ آيار الماضي. وقالت الحكومة السودانية حينها إن الانفجار كان مشابها لانفجار
وقع العام الماضي وألقت فيه بالمسؤولية على ضربة صاروخية اسرائيلية.
وامتنعت اسرائيل عن التعقيب على الحادث الذي وقع في مايو أو الانفجار
الذي وقع في 2011 والذي أودى بحياة شخصين. ولم تؤكد أو تنف المسؤولية عن حادث مماثل
في شرق السودان في 2009.
ونقلت وكالة فرانس برس عن تقرير يعود الى شهر ايلول/سبتمبر صادر عن مركز
الابحاث المستقل "سمول ارمز سيرفي" ومقره سويسرا إشارته الى أن اسلحة وذخائر
من صنع صيني بحسب ما يبدو على اغلفتها نقلت الى موقع الصناعات العسكرية ومنه نقلت الى
منطقة دارفور الغربية التي تشهد نزاعا مسلحا منذ عشر سنوات.