11 أكتوبر 2012

من اليمين الى اليسار .. حالة غضب شعبي عارم تجاه احكام البراءة فى موقعة الجمل


مستشار لمرسي يُطالب بـ«محاكم ثورة»



قال الدكتور أيمن الصياد، عضو الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، تعليقا على حكم «موقعة الجمل» إن الاعتراف بالثورة « يتطلب محاسبة سياسية، ومحاكم ثورة»، مشيراً إلى أنه «لا توجد ثورة في التاريخ حاكمت النظام الذي ثارت عليه أمام محاكم جنايات».
وقال في تدوينات على صفحته بموقع «تويتر» الأربعاء: «للمعلومات فقط، وليس دفاعا عن النائب العام، ولكن إحقاقًا للحق، هذه القضية تحديدا لم تحققها النيابة، وإنما قاضي تحقيق منتدب من وزارة العدل»، مضيفاً: «لا تظلموا القضاة. القاضي لا يحكم بعلمه، وإنما بما لديه من أوراق وأدلة. الخطأ هو أننا لم نتعامل مع  ماجرى على أنه (ثورة)، ولكل ثورة قانونها».
وأضاف: «لا توجد ثورة في التاريخ حاكمت النظام الذي ثارت عليه أمام (محاكم جنايات). هذه ليست قضايا مخدرات يا سادة»، متابعاً: «الذين لم تعجبهم مظاهرات ماسبيرو بالأمس (طلبا للقصاص)، ماذا عساهم يقولون اليوم؟ ولي الدم صاحب حق قرره الله سبحانه، فمن يجرؤ أن يغبطه حقه».
وأكد «الصياد» أن «الحقائق المجردة تقول إن هناك ألفا قد ماتوا. ولن تستقر هذه الأمة قبل أن يُقتص لهم. هذه هي الخطوة الأولى، وليس تنظيم المرور ونظافة الشوارع» مختتماً: «قلنا منذ اليوم الأول إن الاعتراف بالثورة يتطلب محاسبة سياسية، ومحاكم ثورة. ولكننا للأسف، سرنا في طريق، كان لابد أن تكون تلك نهايته».
كانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت، الأربعاء، ببراءة جميع المتهمين في قضية الاعتداء على المتظاهرين يومي 2 و3 فبراير 2011 بميدان التحرير، والتى عُرفت إعلامياً بـ«موقعة الجمل».
وقالت في أسباب حكمها إن «المحكمة لم تطمئن لأقوال الشهود في الدعوى، حيث جاءت جميعها سماعية ووليدة أحقاد بين المتهمين والشهود نتيجة خلافات حزبية وبسبب الانتخابات البرلمانية».
وأضافت أن «بعض الشهود في القضية كانوا من المسجلين خطر، وفقًا لصحيفة الحالة الجنائية الخاصة بهم»، مشيرة إلى أن «الدعوى قد خلت من أي شاهد رؤية واحد تطمئن إليه المحكمة».
وأكدت المحكمة أنها في المقابل اطمأنت لشهادة اللواء حسن الرويني، الرئيس السابق للمنطقة المركزية العسكرية، والتي أدلى بها أمام المحكمة في جلسة سابقة، والذي قال خلالها إنه «لم يرصد قتلى بميدان التحرير»، وإنه «لم يتم أيضًا رصد أسلحة مع المتهمين الذين ألقي القبض عليهم بالميدان وتمت محاكمتهم عسكريًا في القضية رقم 118 لسنة 2011 عسكرية شرق القاهرة».
وذكرت المحكمة أنها اطلعت على أوراق الدعوى ومستنداتها وحققتها بنفسها وتبين لها أن «كل الأدلة غير كافية لإدانة المتهمين»، لافتة إلى أن هناك أحد شهود الإثبات ضد المتهمين قد تم حبسه بتهمة الشهادة الزور.

العريان: نحمل  النائب العام المسؤولية

اعتبر الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، في رد فعله على الحكم ببراءة المتهمين في قضية «موقعة الجمل» أنه يتعين على النائب العام «تحمل مسؤولية أحكام البراءة كلها»، مشيراً إلى وجود حاجة لـ«إجراءات قانونية ثورية».

وقال في تدوينة بحسابه على موقع «تويتر» : «بغض النظر عن طعن النيابة على الحكم الصادم للشعب، على النائب العام تحمل مسؤولية أحكام البراءة كلها»، مضيفاً: «نحتاج إلى إجراءات دستورية وقانونية وثورية».

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت، الأربعاء، ببراءة جميع المتهمين في قضية الاعتداء على المتظاهرين يومي 2 و3 فبراير 2011 بميدان التحرير، والتى عُرفت إعلامياً بـ«موقعة الجمل».

وقالت في أسباب حكمها إن «المحكمة لم تطمئن لأقوال الشهود في الدعوى، حيث جاءت جميعها سماعية ووليدة أحقاد بين المتهمين والشهود نتيجة خلافات حزبية وبسبب الانتخابات البرلمانية».

وأضافت أن «بعض الشهود في القضية كانوا من المسجلين خطرا وفقًا لصحيفة الحالة الجنائية الخاصة بهم»، مشيرة إلى أن «الدعوى قد خلت من أي شاهد رؤية واحد تطمئن إليه المحكمة».

وأكدت المحكمة أنها في المقابل اطمأنت لشهادة اللواء حسن الرويني، الرئيس السابق للمنطقة المركزية العسكرية، والتي أدلى بها أمام المحكمة في جلسة سابقة، والذي قال خلالها إنه «لم يرصد قتلى بميدان التحرير»، وإنه «لم يتم أيضًا رصد أسلحة مع المتهمين الذين ألقي القبض عليهم بالميدان وتمت محاكمتهم عسكريًا في القضية رقم 118 لسنة 2011 عسكرية شرق القاهرة».

وذكرت المحكمة أنها اطلعت على أوراق الدعوى ومستنداتها وحققتها بنفسها وتبين لها أن «كل الأدلة غير كافية لإدانة المتهمين»، لافتة إلى أن هناك أحد شهود الإثبات ضد المتهمين قد تم حبسه بتهمة الشهادة الزور.

الإخوان» تدعو للخروج إلى الميادين للمطالبة بإعادة المحاكمة


قال الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة «قررت الخروج مع بقية القوى الوطنية لإظهار غضبة الشعب المصري في كل ميادين الجمهورية، الخميس، والاستجابة لدعوة القوى الشعبية والحزبية والوطنية إلى مليونية، الجمعة، في ميدان التحرير؛ للمطالبة بإعادة محاكمة جميع المتهمين بقتل المتظاهرين في كل الأحداث السابقة، وكذلك تشكيل لجنة على مستوى عالٍ لتجميع الأدلة وتقديمها إلى القضاء، ومطالبة الرئيس بتنفيذ وعوده بالقصاص من قتلة المتظاهرين».

وأضاف «حسين»، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على الفيس بوك، أن «الجماعة صُدمت كما صدم الشعب المصري كله من الأحكام التي صدرت، الأربعاء، بتبرئة المتهمين في موقعة الجمل، بعد أن غُلت أيدي المحكمة، نتيجة عدم تقديم الأدلة الكافية، وكذلك طمس الأدلة التي تُدين المتهمين، كما حدث من قبل في قضايا محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو».

وشدد على أن الجماعة ومعها كل القوى الوطنية والشعبية والحزبية والشعب المصري، «لن يهدأ لهم بال» حتى ينال قتلة الثوار جزاءهم العادل وتطمئن أسر الشهداء والمصابين إلى العدل، مضيفا: «نحن على يقين أيضًا بأن الرئيس مرسي يشارك الشعب المصري كله الشعور نفسه».

البرادعي: طمس الأدلة سيستمر ما لم تتم إعادة هيكلة الداخلية


قال الدكتور محمد البرادعي الأربعاء رئيس حزب الدستور إن طمس الأدلة وغياب العدالة سيستمر في حالة عدم تطهير أجهزة الأمن بدءا بالقيادات وإعادة هيكلة وزارة الداخلية "على حد وصفه".
وأضاف البرادعي في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، تعليقا على الحكم القضائي الصادر ببراءة المتورطين في (موقعة الجمل) "كفانا خداعا للنفس والتفافا على الثورة".

محسوب : البراءة تصاحب قتلة الشهداء أينما ذهبوا

قال الدكتور محمد محسوب ، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية ، إن هناك أركان مظلمة لم تصلها الثورة أو لم يؤمن قاطنوها بالثورة ولا زالت تعتبر أن ما قام به الثوار تمرد غاشم على نظام عادل ونظيف وديموقراطي
وأضاف محسوب ، عبر صفحته الشخصية على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي "  أي ثورة تلك التي تبحث عن قتلة شهدائها فلا تجد وإذا وجدت تصحبهم البراءة أينما ذهبوا".
وعلى جانب آخر ، نفى محسوب إصدار الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور مسودة للدستور للجديد ، ولكنها ستوزع غدا لبدء النقاش بشأنها ، مؤكدا أن المادة الثانية لم تحذف .
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت، الأربعاء، ببراءة جميع المتهمين في قضية الاعتداء على المتظاهرين يومي 2 و3 فبراير 2011 بميدان التحرير والتي عرفت اعلاميا باسم موقعة الجمل

أبو الفتوح : حق الشهداء يضيع بشكل منظم

 . قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وكيل مؤسسي حزب مصر القوية والمرشح السابق لرئاسة الجمورية، ان حق الشهداء ضاع والجهات التشريعية والتنفيذية لم تدعمه .
وأوضح، عبر تغريده له على تويتر، ان محاسبة كل من قصر في جمع الأدلة ضرورة.
يذكر أن القاضي  مصطفى حسن عبدالله  المكلف بالحكم في قضية قتل المتظاهرين والمعروفة اعلاميا بموقعة الجمل قد حكم  أمس ببراءة جميع المتهمين .

النجار: إغلاق ملف "موقعة الجمل" مرفوض واهانة للثورة

رفض الناشط السياسي مصطفي النجار اغلاق ملف قضية "موقعة الجمل" ، معتبرا اغلاقها اهانة للثورة وللشهداء ، داعيا لاعادة التحقيقات من جديدة بشفافية.
وقال النجار في مداخلة هاتفية مع برنامج "ممكن" على قناة "سي بي سي": "لن اعلق على حكم براءة المتهمين بموقعة الجمل ولكن هناك شخص وهيئة باكملها يجب اقالتها ومحاكمتها ممثلة في النائب العام لانها الجهة التي قامت باعداد ملف هذه القضية".
ورأي النجار أن الجهة التي قامت باعداد ملف القضية وجمع ادلتها الى ان وصلت الى المحكمة متسترة على القتلة ، محملا المجلس العسكري والمخابرات الحربية مسؤولية عدم تقديم الصور الخاصة بالجريمة.
واشار النجار الى ان من يقوم بالتستر على هذه الموقعة ولايقدم دليل لديه فهو شريك في هذه الجريمة.

حبيب يدعو للصعود إلى "زحل" للقبض على العصابة

انتقد الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، براءة كافة المتهمين بموقعة الجمل، داعيا للصعود إلى كوكب زحل من أجل القبض على منفذي الهجوم على ميدان التحرير.
وقال حبيب اليوم الأربعاء، عبر تغريدة على حسابه الشخصي بموقع "تويتر" للتواصل الإجتماعي: "لا توجد أدلة امام القضاة..حسنا، علينا ان نصعد الى كوكب زحل للقبض على عصابة موقعة الجمل ، من المؤكد أننا سوف نجدهم هناك ومعهم كل الأدلة".

النائب العام المساعد: لم نحقق في القضية وسنطعن علي البراءة


أكد المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد ورئيس المكتب الفنى أن النيابة العامة ستقوم بالطعن غداً على حكم محكمة الجنايات الصادراليوم من محكمة الجيزة ببراءة جميع المتهمين البالغ عددهم  24 متهماً فى قضية موقعة الجمل على رأسهم صفوت الشريف وفتحى سرور وعدداً كبيراً من رجال الدولة ورجال الأعمال والحزب الوطني المنحل.
وأضاف أنه على الرغم من أن النيابة العامة لم تجر تحقيقات فى القضية لاسنتادها منذ البداية إلي قضاة التحقيقات المنتدبون من وزارة العدل إلا أنهم سوف يقومون بالطعن علي حكم البراءة غداً بصفتهم ممثلون عن الشعب.
كانت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله ببراءة جميع المتهمين فى قضية موقعة الجمل المتهم فيها 25 متهماً على رأسهم صفوت الشريف وفتحى سرور والمتهمين بالاعتداء على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير خلال يومى 2 و3 فبراير 2011 مما أدى إلى مقتل 14 شهيداً وإصابة أكثر من 1000 آخرين

دربالة:يطالب بإقالة النائب العام ويحمله المسئولية

طالب  الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية بإقالة النائب العام مؤكداً على أن النائب العام هو المسئول  بالمقام الأول عن هذه الأحكام  التي صدرت اليوم في قضية موقعة الجمل.
وأشار دربالة  إلى أن النائب العام  قدم القضية غير مكتملة الأركان, كما قدم من قبل قضية قتل المتظاهرين, مشيراً إلى أن ذلك  يدل علي أن هناك شبهة تواطؤ في تقديم هذه القضايا بهذه الصورة الغير مكتملة, مطالباً بالطعن لنقض هذه الأحكام وعدم قبولها.
يذكر أن محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله, قضت ببراءة جميع المتهمين فى قضية موقعة الجمل, والتى كان  متهم فيها 25 متهماً على رأسهم صفوت الشريف وفتحى سرور .

 6 ابريل : حكم غير منطقى ويمثل خطرا على المجتمع


قال أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 إبريل وعضو الجمعية التأسيسية للدستور، في تصريحات لـ«المصري اليوم» إن الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة ببراءة جميع المتهمين في القضية التي عرفت إعلاميًا باسم «موقعة الجمل» حكم «غير منطقي»، حسب قوله، مستطردا: «جميع أدلة الاتهام ضعيفة مثل أدلة اتهام قتل الشهداء من الثوار أيام الثورة».

وأضاف «ماهر» أن «خروج المتهمين في قضية (موقعة الجمل) ومن قبلهم المتهمون في قضايا قتل الثوار سيشكل خطورة على المجتمع»، مشيرًا إلى أن «بقايا النظام السابق سيشكلون (لوبي) للضغط على مرسي والحكومة الحالية من خلال إثارة الفتن والمشاكل في المجتمع، فضلًا عن اختلاق مجموعة من الأزمات مثل اختفاء السولار وانقطاع الكهرباء التي ستتم بشكل مفتعل».

كفاية : لا يوجد استقلال كامل للقضاء

 وقال محمد عبد العزيز، المنسق العام المساعد لحركة كفاية: «قلنا في السابق والآن نكرر إن مصر يوجد بها قضاة مستقلون ولا يوجد استقلال كامل للقضاء»، معلقًا «منظومة الفساد داخل القضاء كبيرة، والرئيس مرسي لم يغير فيها شيئًا حتى الآن».
 وأضاف لـ«المصري اليوم» أن «الحكم نتيجة طبيعية للأحكام التي سبقته، لأن القضية في النهاية واحدة»، مشددًا على أن «الفترة الحالية تشهد توافقًا كبيرًا بين جماعة الإخوان ورموز النظام السابق»، واصفًا الحكم بأنه «تصالحي بين الجماعة والنظام القديم للإفراج عن الأموال التي يمتلكونها». 
وتابع «عبد العزيز» أن «اصطحاب الرئيس مرسي مجموعة من رجال الأعمال الذين ينتمون للنظام السابق في رحلته إلى الصين يعكس حالة المصالحة بين الرئيس والجماعة من جانب وبين النظام القديم من جانب آخر».

امام : طمس الادلة هو السبب ويجب جمع المزيد


وقال عبد المنعم إمام، القيادي السابق في حزب العدل، لـ«المصري اليوم» إن «طمس الأدلة وعدم كفايتها سبب قوي في الحكم بالإفراج عن المتهمين»، مطالبًا الرئيس مرسي ووزير العدل والنائب العام بـ«سرعة الانتهاء من جمع الأدلة الجديدة التي تكشف تورط رموز الداخلية وقيادات الحزب المنحل في التهم التي خرجوا منها براءة والمتعلقة جميعها بقتل المتظاهرين».

حركة ضغط : صفقة بين الاخوان ونظام مبارك


وأوضح كريم الشاعر، منسق حركة «ضغط»، أن «تورط بعض العناصر الإخوانية في موقعة الجمل وراء الإفراج عن رموز النظام السابق»، مشيرًا إلى أن «الحكم يأتى في إطار صفقة جديدة بين الجماعة ورموز النظام وقيادات المجلس العسكري السابقين بدليل عدم محاكمة الأخير في أي أحداث تورط فيها خلال المرحلة الانتقالية».

اتحاد شباب الثورة : سرعة جمع الادلة الجديدة


وقال تامر القاضي، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، إن «الحكم ببراءة رموز النظام السابق بسبب التعمد في إخفاء الأدلة»، وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» أن «الأدلة التي قدمت ضعيفة جدًا»، مضيفًا أنها «لو قُدمت أمام أي محكمة في العالم ستأخذ براءة، لأن هناك من تواطأ وأخفى البراهين بتورط مبارك ونجله جمال وأحمد عز وأعضاء مجلس الشعب بالحزب الوطني».

مؤكدًا أنهم «كانوا يقبضون على البلطجية في الميدان وكانوا يعترفون بذلك»، وطالب «القاضي» بإعادة جمع الأدلة بطريقة سليمة وتشكيل لجنة عاجلة من قضاة الاستقلال، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التحقيق مرة أخرى في ظل وجود نائب عام «حسني مبارك»، حسب قوله.

ظل الثورة: الرئيس مسئول

أعلن د. علي عبد العزيز رئيس حكومة ظل الثورة أنه من الواضح ان النظام الذي يحكم مصر الان يعمل لمصلحته الشخصية وتناسي ان هناك ثورة وشهداء يجب ان نستعيد حقوقهم.

و قال عبد العزيز في تدوينة علي الصفحة الرسمية لحكومة ظل الثور : الاوضاع تسير من سيئ الى اسوأ فى ظل نظام الواضح حتى الان انه لا يعمل الا لمصلحته فقط ويتناسى ان هناك ثورة لم يصنعها وحقوق لرجال ضحوا بأرواحهم من اجل الوطن وشعب كاره لاستبداد السلطة وسطوة اصحاب النفوذ بالمال او بالافراد .. يبدو ان هتاف الشعب يريد اسقاط النظام سيظل على ألسنتنا طويلا

وأضاف : تعهد الرئيس محمد مرسى اثناء الدعاية الانتخابية بإعادة محاكمة مبارك وأركان نظامه وفتح قضايا قتل المتظاهرين من جديد ومع هذا لم نرى منذ توليه حتى الان سوى مزيدا من البراءات فى قضايا قتل المتظاهرين.

وحمل عبد العزيز الرئيس محمد مرسي مسؤلية الحكم ببراءة متهمي الجمل قائلا : يتحمل الدكتور محمد مرسى مسئولية حكم براءة زبانية المخلوع فى قضية موقعة الجمل بسبب تخليه عن مطلب تعديل قانون السلطة القضائية لإقالة النائب العام من منصبه.

وأنهي حديثه محذرا : اذا لم تقتص الثورة بنفسها وتقوم بالتطهير والتغيير الجذرى ايضا بنفسها دون الاعتماد على فصيل او حزب يساوم ويقايض ستكتب ثورة 25 يناير فى التاريخ على انها كانت مجرد كرنفالات

التيار الشعبي يستنكر

عبر التيار الشعبي المصري عن أسفه لتقاعس جهات التحقيق في موقعة الجمل عن تقديم أدلة دامغة وقوية تدين المتهمين في ارتكاب مجزرة قتل المتظاهرين يومي 2 و3 فبراير عام 2011 ، إبان اندلاع أحداث الثورة، ما أدى إلى صدور أحكام تبرئة جديدة لرموز النظام السابق المتهمين في الموقعة التي كانت على مرأى ومسمع من العالم كله.
وأكد بيان صادر عن التيار حصلت المصريون على نسخة منه، أن استمرار نهج تبرئة المجرمين والقتلة نتيجة إخفاء الأدلة والبراهين وعدم محاكمة المسئولين عن باق الجرائم التي أسقطت شهداء وأهانت كرامة المصريين والمصريات هي إهدار واضح لحق أنبل شباب وفتيات الوطن الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل حرية مصر وشعبها .
وأعلن التيار الشعبي تضامنه الكامل ومساندته التامة لكل أهالي الشهداء حتى استرداد حقوقهم كاملة والقصاص من المسئولين عن قتلهم ، مطالبًا بمحاكمات ثورية تمثل مفهوم العدالة الانتقالية ولا تترك فرصة لإهدار دماء الشهداء بفساد القوانين أو عدم كفاية الأدلة.

"الاشتراكيون الثوريون": مظاهرات الجمعة المقبل أبلغ رد

أكدت حركة "الاشتراكيون الثوريون"، أن تظاهرة الجمعة القادم المعروفة إعلاميًا بجمعة الحساب يوم 12 أكتوبر، ستكون أبلغ رد على ما وصفه بـ"مهزلة الحكم الصادر، اليوم الأربعاء، ضد المتهمين في موقعة الجمل بالبراءة".
 وقال هشام فؤاد، المتحدث الإعلامي للحركة، إن هذا الحكم هو استمرار لمسلسل البراءة لجميع المتهمين بالنظام القديم في قتلة الثوار، مشيرًا إلى أن هذا الحكم ما هو إلا حكم سياسي ليس له علاقة باستقلال القضاء.
 وأكد هشام أن الفترة القليلة القادمة سوف تشهد حشدًا مجتمعيًا على أرض الواقع بالشارع بالإضافة إلى الحشد على المستوى السياسي والاجتماعي لإيصال رسالة الشعب التي ترفض تلك الأحكام التي حصل عليها قتلة الثوار.
 وأشار إلى أنه لو كان هناك إرادة سياسية وحاكمة من الرئيس الذي يدعي انتماءه للثورة لكان اتخذ أول قرار بإعادة محاكمة قتلة الثوار.

الجبهة السلفية: فـمـن قــتــــل شهدائـنا !

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
 تستنكر الجبهة السلفية بمصر الحكم الصادم ببراءة المتهمين من مجرمي نظام مبارك عن دورهم في موقعة الجمل، الذي أتى ليفجع أهالي شهداء الثورة الذين لم تبرد قلوبهم بالقصاص لدماء أبنائهم بعد ما يقرب من عامين على قيام الثورة. وتؤكد الجبهة على ما يلي:
  ليس هذا هو الحكم الأول الذي يأتي بتبرئة من سفكوا دم المصريين من رجال مبارك، والذين يعلم الجميع تورطهم وإجرامهم. في الوقت الذي صدرت على مدار عام فائت عشرات الأحكام ضد الثوار
 بعد كل أحكام البراءة التي صدرت في جرائم شاهدها الملايين، نقول: إذا لم يعد النظام القضائي والطريق القانوني قادرا على القصاص لدماء الشهداء، وعلى رد الحقوق إلى أصحابها، فإن هذا سيكون مدعاة لفقدان الناس الثقة في هذه المنظومة القانونية والقضائية
  إذا لم يكن رؤوس نظام مبارك وسواعده ممن حصلوا على أحكام البراءة هم المسئولون عن إسالة دماء المصريين في الثورة، فمن هو المسئول إذا؟!
 تطالب الجبهة السلفية الرئيس المنتخب الدكتور مرسي بالوفاء بوعده بإعادة محاكمة قتلة الثوار، وفتح التحقيقات من جديد، وتطالبه بإقالة النائب العام والتحقيق مع المسئول عن عدم تقديم الأدلة الكافية للقصاص من الجناة الذين ولغوا في دماء المصريين
 تدعو الجبهة وتؤكد على ضرورة استمرار الفعاليات والضغوط الشعبية حتى إقالة النائب العام والقصاص لشهداء ومصابي الثورة وعودة الحقوق لأصحابها
 والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
 الأحد 24 ذو القعدة 1433هـ/.الموافق 10 أكتوبر 2012 م.

البلتاجي: مهزلة

 أكد الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة، أن براءة المتهمين فى موقعة الجمل جميعًا امتداد لمهزلة براءة رجال مبارك ومساعدي حبيب العادلي وقيادات الداخلية بالمحافظات.
وتساءل البلتاجي عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك: "إذا كان جميع هؤلاء "براءة" فمن قتل الشهداء، وجرح المصابين، ومن جمع البلطجية، ومن دفع للقتلة، ومن نظم المجموعات ومن أدار الهجوم؟!".
وطالب البلتاجي الرئيس ونائبه ووزير العدل بإعادة التحقيقات وجمع الأدلة من جديد، مضيفًا أنه يعلم أن الآلاف من المواطنين الشرفاء مستعدين لتقديم معلومات قيمة في الموضوع شريطة أن يستشعروا جدية تلك التحقيقات، واختتم قائلاً "القصاص ليس فقط عقاب للماضي بل خريطة للمستقبل (ولكم في القصاص حياة)".


 الوطنى للحريات : سفاحون ابرياء

بيان من المركز الوطني للدفاع الحريات بخصوص أحكام البراءة التي حصل عليها المتهمون بتدبير أحداث موقعة الجمل :
سفّاحون أبرياء :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعد :
فإن المركز الوطني للدفاع عن الحريات يستنكر بشدة بالغة ما صدر اليوم من أحكام قضائية تبريء تلك الوجوه القباح التي اعتادت العربدة بمصر قبل الثورة وأثناءها ، وقامت بتخريب الوطن ونهب ثرواته ، ثم قامت بالاعتداء على خيرة شباب مصر الذين هبوا للخلاص من الظلم في ميدان التحرير فقتلت منهم من قتلت خلال المدة من الخامس والعشرين من يناير وحتّى تنحي المخلوع مبارك ,وكان من أبشع فعالها القميئة ما عرف باسم معركة الجمل والتي تمخض عنها مقتل عدد من أبناء مصر على مرأى ومسمع من العالم كله .
والآن يختلط ظلم الظالم بعسف القضاء وجوره ليشعلا نارًا متقدة في قلوب أمهات الشهداء وآبائهم وذويهم .. فالسفّاح قتلهم بماله وأعوانه وتحريضه .. والقضاء قتلهم بإبراء ذمة السّفّاحين والقتلة المجرمين الذين شهد الملايين بتواطئهم وتحريضهم يقينا على قتل الأبرياء .. والمركز إذ ييستنكر هذه الأحكام فإنه ينبه على الآتي :
** أولا : أن هذا الحكم هو حبة في سلسلة أحكام جائرة صدرت بتبرئة جميع القتلة من ضباط وأفراد ومجرمين من نظام مبارك وأعوانه على مدار ما يقرب من عامين حيث لم يبق من قتلة الثوار أحد إلا وهو طليق حر ممّا جعل الكثير من الشعب المصري يفقد الثقة في القضاء الذي كان سريعا جدا في أحكامه بحل البرلمان وإصدار أحكام ضد الثوار .
** الأحكام الجائرة التي صدرت من شأنها ترسيخ مبدأ تطهير القضاء من رجال مبارك الذين لا زالوا يحكمون قبضتهم على القضاء المصري والذي لا زلنا نريد نزاهته وعدالته .
** ترى من قتل هؤلاء الشهداء ؟ أهم منتحرون ؟ أم أنهم استأجروا لأنفسهم من يقتلهم ليحصلوا على لقب الشهيد ؟ ومن الوحيد الذي له مصلحة في قتلهم ؟ هل هو الشعب أم النظام الجائر وقتها ؟
** ولا زلنا نطالب الرئيس مرسي بالوفاء بعهده ووعده بإجراء محاكمات نزيهة والقصاص للشهداء من قتلى الثورة على يد رجال المخلوع وأعوانه وإلاّ فالحكم مقصود به إفقاد الثقة في وعود الرئيس قبل أن يكون سهما نافذا في قلوب أهالي الشهداء .
** إن دولة بحجم مصر وكيانها وثورتها التي علّمت العالم لا يصح أن يبقى نائبها العام ميراثًا إجباريًا من نظام مبارك فالنائب العام يحمل قسطًا وفيرًا من دم المساكين والضعفاء ولابد من إقالته فورًا والضغط الشعبي بالمليونيات والمظاهرات لإقالته ومساءلته القانونية عمّا قدّم خلال الفترة السابقة ، مع إجراء محاكمات ثورية سياسية لا قانونية للقصاص من القتلة وأعوانهم تحقيقا للعدل والقصاص .
ونذكر الجميع بقول الله تعالى : (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) سورة البقرة
حامد أحمد الطاهر
المتحدث الإعلامي باسم المركز الوطني الحريات

الذين يأكلون والذين يطبخون : مشكلة ترتيب الاولويات - صلاح المختار



صلاح المختار
إذا أردت ان تلعب مع الثعالب عليك ان تتعلم مكرها مثل وردتني رسالة من صديق يسألني فيها : هل تغير موقفكم من (الربيع العربي ) ام لا ؟  وهذا السؤال مصدره الثانوي عدم دقة القراءة وجزئيتها لما نكتب ونقول ونعلن ، كمناضلين من اجل تحرير العراق ، ولكن مصدره الرئيس هو الفرق الجوهري بين من يطبخ الطعام وبين من يأكله ، فالذي يأكل لايعرف كم كلف الطبخ ولا ماهي درجة الحرارة المطلوبة ولا كمية الملح المطلوب ولا كيف ومتى نقلب قطعة اللحم في القدر ،كي تكون الطبخة لذيذة ومفيدة وليست محض جمع كمي لكل مكونات الاكلة ورميها في القدر وتركها على النار فتخرج عبارة عن كتلة لا طعم فيها ولا رائحة . هذه المقدمة ربما توضح للناس العاديين الفرق في تفكير من يخطط ويعمل في الساحة وبين من يراقب من  بعيد دون خوض المعركة الفعلية ، لذلك فان الاول يعرف ما يحتاجه لاكمال ( طبخة ) تحرير العراق ، بينما الثاني جائع ومتلهف للحصول على الاكل اللذيذ باسرع وقت  ولا يعرف ، ولا يهمه ان يعرف ، سوى الكليشات التقليدية الجاهزة وهي لاتصلح في فن وعلم الثورات الشعبية .
ان توضيح هذه المسالة ضروري لحرصنا الشديد على ابقاء الجميع عارفين بحقائق الصراع واتجاهاته .
            قلنا منذ البداية ان ما سمي زورا ب( الربيع العربي ) ليس سوى عملية تنفيس مخطط مخابراتي لضغوطات متراكمة منذ عقود سببها فساد اغلب الانظمة العربية واستبدادها وعمالتها وخدمتها للصهيونية من خلال استغلال مناخ الانتفاضة الذي توفر فعلا بمبادرة من منتفضين ، فلقد انتهى العمر الافتراضي لهذه الانظمة وكان يجب ازالتها لانهاء حقبة سوداء من تاريخنا وبدء صفحة جديدة تتخلص فيها امريكا والغرب الاستعماري من عبء تلك الانظمة التي كلفتها كثيرا مثل كره الشعب العربي لها واستعداده للموت من اجل دحرها ، واستبدالها ليس بانظمة وطنية وشعبية تستطيع البناء والتقدم وتعويض عذابات الشعب بل لمواصلة نفس النهج التشرذمي والاستغلالي ولكن بوجوه جديدة تحتاج الجماهير لعقود اخرى من العذابات لاكتشاف انها لا تختلف عمن اسقط الا بالاسماء .
             ما الذي يتضمنه ذلك الموقف المعلن ؟ في هذا الموقف ميزنا ثلاثة حقائق اساسية :
الحقيقة الاولى : اننا ندعم كل انتفاضة شعبية من اجل الديمقراطية والعدالة فنحن منذ بدأنا النضال نقاتل من اجل حكم الشعب وتسخير كل الموارد لاجل تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والتقدم في كافة المجالات بفضل ثروات الشعب ، لذلك فان اي فرصة لاسقاط الانظمة الفاسدة والمستبدة تعد مكسبا وطنيا .
الحقيقة الثانية : لقد اكدنا منذ بدء انتفاضة تونس وبعدها انتفاضة مصر بان اي انتفاضة تفتقر للقيادة الموحدة والتنظيم الجماهيري الواسع والستراتيجية الصحيحة والخبرات النضالية في مقارعة المخابرات المعادية والقدرة على اعادة  بناء الدولة والمجتمع بعد الخراب الذي حصل لن تكون ناجحة وسوف تتحول الى واقع مؤلم ينتج الاحباط وتراجع الحماس والتفاؤل .
 الحقيقة الثالثة : اكدنا منذ البداية ان الانتفاضة ملغومة بعناصر مشبوهة دربتها المخابرات الامريكية خلال السنوات الماضية على كيفية اسقاط الانظمة بطرق ( سلمية ) ، وهذه حقيقة توجد عشرات الوثائق والاعترافات التي تدعمها ، ولذلك حذرنا من خطورة وجود انتفاضة ملغومة خصوصا انتفاضة عفوية لا توجد قوة وطنية منظمة تقودها وتتحكم في مسيرتها واهدافها اللاحقة لهدف اسقاط النظام . وقلنا بالقلم العريض بان امريكا العاهرة في العراق وفي فلسطين لا يمكن ان تكون طاهرة في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا والبحرين . وما حصل خلال الفترة الماضية اكد صحة تحذيراتنا بدقة وبالتمام والكمال ، فهذه العناصر التي دربتها امريكا انسحبت من الواجهة حالما سلم الحكم لاحزاب تقليدية ارادت امريكا لها ان تستلم الحكم .
            اذن الثورة ليست نزهة توفرت فرصتها بعد ان اشرقت الشمس عقب فترة غيوم ومطر طالت  فنصرخ  في ابناءنا : هيا استعجلوا للذهاب في نزهة قبل عودة المطر ، فيتراكض الاطفال والام والاب لجمع ما يحتاجونه للقيام بسفرة ناجحة وممتعة وخاطفة ، بل هي عملية معقدة جدا وصعبة جدا وخطيرة اكثر ، لانها تتعلق بمصالح وخطط كثيرة منها خطط القوى الاستعمارية التي لها مصلحة في رفض اي تغيير يجردها من النهب والسيطرة ، ومنها ايضا الانظمة بكافة اجهزتها والتي تقاتل للبقاء ، ومنها اخيرا وليس اخرا ان من يريد التغيير لا يملك امكانت ضخمة يستطيع المناورة فيها في ساحة المعركة عند الحسم لاجل الاستيلاء على السلطة وتسخيرها لتحقيق اهداف الشعب بل هو لديه امكانيات محدودة ، لذلك فان عليه ان لا يفرط بقدراته المحدود لان تبددها في معركة خاسرة لعدم حساب نتائجها وظروفها بصورة دقيقة وصحيحة سوف يجرده من الامل القريب في اسقاط الانظمة ودحر القوى الاستعمارية .
            وبناء عليه فان الانتفاضة كي تنجح وتحول الى ثورة حقيقية يجب ان تملك مقومات النصر الاساسية ان لم  يكن كلها ، وفي مقدمتها شرط التنظيم الشعبي المجرب والمقتدر بقيادة واحدة او موحدة تتمتع بافق ستراتيجي يشوف المستقبل وتعقيداته ومشاكلة وفرصه ، وشرط وعي الدور الفعلي للقوى الاستعمارية وامكانياتها وتكتيكاتها الاستخبارية الذكية وتحالفاتها ، ومنها خطة الاصطفاف الامريكي مع مطاليب الشعب ليس لتحقيقها بل لاجهاض الانتفاضة ومنع تحولها الى ثورة . في حالة تحقق هذه الشروط فان الانتفاضة تسير بقوة من فجرها وهي الطليعة الشعبية الواعية والمنظمة ولا تخرج عن مسارها المرسوم عندما يتحكم فيها تيار مشبوه ، وتواصل تحقيق الهدف بعد الاخر ، في عزم وثبات ورؤية دقيقة للخطوات المتعاقبة والمترابطة .
             اذن ما قلناه كان صائبا ليس 90% بل 100% والدليل هو ما وقع فعلا خلال السنة ونصف السنة الماضية ، فمشروع الثورات اجهض وحول الى فوضى وحروب اهلية ، لان من بدأ به ليس حزبا ولا تنظيما ثوريا جماهيريا بل نخب شبابية بلا خبرات سياسية وبلا وعي ستراتيجي يمكنها من معرفة ما تخطط له القوى الدولية والاقليمية ، ولعدم وجود قاسم مشترك بين هذه النخب سوى اسقاط النظام ، لذلك وبسبب ما تقدم فانها بعد سقوط النظام فقدت السيطرة على مجرى الاحداث وتولت قوى اخرى تقليدية ، بعضها مرتبط بالغرب ، السيطرة عليها ووجهتها نحو اهداف اخرى غير اهداف الشباب .
هذا حدث في تونس ومصر وليبيا ويكاد يحدث في اليمن ، حيث ان من تسلم الحكم ليس الشباب الذي فجر الانتفاضة بل احزاب او كتل او شخصيات تقليدية لم تكن اصلا لها صلة بالانتفاضة ، وهذه الجهات جرت الوضع الى اعادة انتاج الصلة بامريكا والغرب بطرق منقحة لكنها من حيث الجوهر لاتختلف عن صلة النظامين السابقين في تونس ومصر بالغرب والصهيونية ، بينما في ليبيا تسلم الحكم من كان في امريكا وتدرب فيها  او على يد مخابراتها ، وفي اليمن عزل الشباب وحولوا الى اداوت بيد الاحزاب التقليدية التي تريد الان احكام قبضتها . اما في السودان فان الانتفاضة الشعبية ، التي حدثت متأخرة عن سابقاتها ، قمعت بشدة وسط تجاهل امريكي كامل لها والسبب اصبح واضحا الان فانتفاضة السودان لم تتحكم بها مخابرات امريكا ولم تخطط لها بل خططت لها قوى وطنية منظمة ومجربة ولديها ستراتيجية وطنية لذلك فان انتفاضة السودان كانت مضادة للخط الامريكي العام ، خصوصا وان النظام في السودان ينفذ نفس الاهداف التي تريد امريكا ممن ساعدتهم على الوصول للحكم في اقطار اخرى تنفيذها ، فلماذا تغير النظام السوداني الان وهو مازال ينفذ ما تريده امريكا بالتمام والكمال ولم يكمل مهمته بعد ؟
             هل تحققت الثورة ؟ الجواب قلناه منذ بداية الاحداث وهو كلا لم تتحقق الثورة وانما حصلت انتفاضة لم ترقى لمستوى الثورة بعد اجهاضها ، وهذا ما اشار اليه الرفيق المناضل عزة ابراهيم في مقابلته مع جريدة الاهرام المصرية ، وهو قائد ميداني مجاهد يقاتل امريكا وكان الرمز الاكبر والاهم ومازال للمقاومة العراقية التي الحقت الهزيمة بامريكا  في العراق ، واشارته لها مغزى كبير لانه قائد ميداني ومقاتل ولديه تجارب عمرها اكثر من نصف قرن في الثورة والتحرير وبناء الدولة والمجتمع
            في ضوء ما تقدم فنحن لم نغير راينا لاننا بالاصل مع الانتفاضة وكان اعتراضنا ومازال هو ان الانتفاضة يجب ان تكون محاطة بضمانات عدم السطو عليها وتحويلها الى وسيلة لتجديد شباب الانظمة وتنفيس الغضب الجماهيري وخداع الناس وتبييض وجه امريكا الاسود تحت غطاء انها تدعم الانتفاضة لاجل ان تتقدم وتعيد احتلال الاقطار العربية بطريقة متجددة واسوأ مما مضى . ونحن مازلنا نناضل من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية الشعبية بلا مساومة من جهة ونناضل من اجل تحرير الاراضي العربية المحتلة في كل مكان من جهة ثانية .
ان ما يتحكم بموقفنا من اي حدث هو خصوصية المرحلة التي نخوض فيها النضال ومميزاتها ،  فلا نفكر بالانتفاضة او الثورة بمعزل عن خصوصية المرحلة ، لان الثورة الناجحة في نهاية المطاف هي حصيلة فهم للبيئة ومعرفة للاعداء وتوجهاتهم وامكانياتهم وتكتيكاتهم ...الخ ، الامر الذي يجعل وضع جدول بالاولويات اهم ما في المشروع الثوري وهذه هي خارطة طريق النصر ، لان العدو يتبنى تكتيك خلط المراحل واستبدال مهامها لاجل ارباكنا وتضليلنا فنضيع في زحمة الطريق المملوء بالاهداف الحقيقية والكاذبة او التي تعود لمرحلة نضال اخرى لم تحل بعد ، فمثلا في مرحلة النضال من اجل الديمقراطية يمكن جعل اسقاط النظام مطلبا شعبيا اساسيا ، فلا ديمقراطية بدون تغيير النظام ، اما حينما تكون المعركة معركة وجود وهوية مع قوى استعمارية دولية او اقليمية فان الشعار الرئيس يصبح حماية الهوية القومية من التمزيق والتشرذم وليس اسقاط النظام لانه يصبح في خدمة القوى الخارجية .     
            ومنذ بدء نضالنا ميزنا بين نوعين من التحدي في الاقطار العربية ، فثمة اقطار عربية تواجه مشكلة الفساد والاستبداد والتبعية ، لذلك فالمشكلة الرئيسة فيها هي مشكلة عدالة اجتماعية وديمقراطية ، وبناء عليه يجب تغييرها بكافة الطرق بما في ذلك الكفاح المسلح . وثمة اقطار عربية تواجه مشكلة مختلفة تماما وهي انها تواجه تهديد  الهوية نظرا لوجود خطر خارجي شديد مدعوم بخيول طروادة من الداخل ، والهدف الرئيس للعدو الخارجي وخيوله الداخلية هو انهاء عروبة القطر ، وهذا الوضع موجود في الخليج العربي منذ السبعينيات من القرن الماضي ، ولذلك ميزت الحركة الوطنية العربية بكافة احزابها بين النضال من اجل الديمقراطية والنضال من اجل الهوية وعدت النضال من اجل الهوية اهم ويعلو على النضال من اجل الديمقراطية ، فبدون ضمان الهوية لا وجود للديمقراطية ، وتلك بديهية منطقية لا سبيل لمناقشتها .
            اما موقفنا من النظام السوري فالذي تغير فيه هو التوقيت فنحن منذ البداية مع التغيير وتحقيق وانهاء الوضع الشاذ في سوريا ، ولكن كنا في معركة العراق نواجه امريكا مباشرة وكنا نتجنب فتح معارك اخرى تعد جانبية وقتها ، اما بعد الانسحاب الامريكي وتسليم العراق رسميا الى ايران فقد حصل تحول خطير في ستراتيجية المواجهة والصراع . فبعد ان كنا نقاتل الاحتلال الامريكي المدعوم من ايران اصبح الاحتلال ايرانيا مدعوما من  امريكا ، ومن ثم فمن البديهي ان نجعل كل مصادر قوة ايران هدفا لنا ، وبما ان ايران تستمد الكثير من قوتها من حلفاءها وعملاءها في الخارج فان تصفية النفوذ الايراني في الوطن العربي عامة خطوة لابد منها لحسم الصراع في العراق ، والعكس صحيح ، اي ان تحرير العراق سيكون خطوة باتجاه تصفية النفوذ الايراني في كل مكان .
             وسوريا تشكل  القاعدة الاساسية لايران في الخارج ومنها تستمد اغلب نفوذها وقوتها وامكانياتها في لبنان والبحرين واليمن والعراق وغيرها ، لذلك اصبح التغيير في سوريا ليس مطلبا سوريا قطريا فقط بل هو مطلب قومي عربي يتعلق بستراتجية تحرير الامة كلها . من هنا فان من يعتقد بانه سبقنا في دعم التغيير في سوريا واهم ويتخبط  لانه يجهل او يتجاهل الفرق بين مثقف يكتب وهو يراقب فيكون سهلا عليه اختيار اي موقف لعدم وجود تبعات او اثار ولجهله بالكثير من محركات الصراع ومقررات اتجاهاته بالاضافة لجهله بموازين القوى السرية المتحكمة بالصراع وهو امر معروف في كل الصراعات ، وبين قوة شعبية وعسكرية تقوم بالتغيير وتجاهد بالسلاح وبكافة الوسائل الاخرى من اجل تحقيقه وتضحي بالنفس وغيره للوصول اليه ، فهي ( طباخ ) حلول الازمات والذي يعرف كيف يحلها باقل الخسائر ويعرف متى يشعل النار ومتى يطفأها ومتى يضيف الملح والبهارات ، بعكس من يجلس بانتظار الوليمة جاهزة وهو لا يعرف كم دمع الطباخ من رائحة البصل وكم تعب من الوقوف وراء النار الحارة وكم لسعته النار وهو يطبخ .
            لقد قلنا بلا مواربة بان القادسية الثالثة ابتدأت مع تسليم العراق من قبل امريكا الى ايران ، لذلك فنحن نناضل الان من اجل الحسم ، فالمعركة مع ايران دخلت زمن كسر العظم فاما ان نكسر عظم ايران واما ان تكسر عظمنا ، وكسر العظم هذا سيقرر مصير المنطقة كلها لعشرات السنين وربما لمئات السنين ، الامر الذي يجعلنا واكثر مما مضى مصممين على الحاق الهزيمة الشاملة بايران واستخدام كافة الممكنات المتاحة من اجل تحقيق ذلك الهدف الستراتيجية الكبير . لن نستطيع الحديث عن تحرير فلسطين او الاحواز او منع ضم البحرين الى ايران او منع تقسيم اليمن او تهديد عروبة كل الخليج والجزيرة العربية ومنع اعادة استعمار ليبيا من دون التخلص من التهديد الوجودي الخطير الذي تشكله ايران الان والذي يمنعنا من مواصلة النضال ضد الصهيونية وداعميها كما كان الحال قبل وصول خميني للسلطة .
من هنا فان مفتاح انتصار الامة العربية في كل مكان على خطط التقسيم الطائفي العرقي التي تنفذها امريكا والكيان الصهيوني هو الحاق هزيمة كاملة بأخطر ادواتهما وهي ايران التي نجحت وحدها في نشر الفتن الطائفية المدمرة ، وذلك يمكن ان يبدأ في العراق او سوريا . فلنحشد كل  الطاقات القتالية النفسية والمادية من اجل القيام بالرد القومي الشامل على الهجوم الايراني العنصري الدموي الذي بدأ في عام 1980 وتسبب في افظع الكوارث لنا خصوصا لان ايران تشاركت ستراتيجيا مع امريكا والصهيونية في العمل علنا على تدمير امتنا العربية ، وهو ما وضحه بلا لبس نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي حينما قال ( لولا مساعدة ايران لما تمكنت امريكا من غزو افغانستان والعراق ) . واذا كانت امريكا وايران قد مارستا مكر الثعالب معنا فقد حان وقت مكرنا .
10/10/2012
Almukhtar44@gmail.com

10 أكتوبر 2012

استطلاع رأي: 78 % من المصريين راضون عن أداء مرسي




المصري اليوم

 كشف أحدث استطلاع للرأي العام، أجراه «المركز المصري لبحوث الرأي العام» (بصيرة)، الأربعاء، عن وجود تباين واضح بين معدلات الموافقة على أداء الرئيس محمد مرسي، وتقييم إنجازه في برنامج الـ100 يوم، حيث أعرب 78% من المستطلعة آراؤهم عن رضاهم عن أداء الرئيس، في حين قال 41% إن الرئيس نجح في ملفات الأمن والمرور والقمامة والخبز والوقود، مقابل 40% رأوا أن البرنامج لم ينجح في الملفات السابقة، فيما لم تتأكد النسبة المتبقية من نجاحه.

وأوضح الدكتور ماجد عثمان، مدير المركز، في بيان له، أن «الاستطلاع، الذي أجري في 3 أكتوبر على 1783 شخصا من خلال الهاتف، وبنسبة استجابة 90%، وهامش خطأ 3%، أظهر أن 29% من المواطنين موافقون بشدة على أداء الرئيس مرسي، مقابل 49% موافقون فقط، مقابل 12% غير موافق على أدائه، و3% غير موافقين تماما، و7% كانوا غير متأكدين».

وأوضح «عثمان» أن «نسبة الموافقة على أداء مرسي لم تتغير كثيرا على مدارالأربعة استطلاعات التي قام بها المركز، فكانت نسبة الرضا عليه بعد 50 يوما بلغت 71%، ثم 77%، بعد 60 يوما، و79% بعد 80 يوما، ثم تراجعت إلى 78% عقب مرور الـ100».

وأشار إلى أن «الاستطلاع أظهر أن التغير الواضح كان في انخفاض نسبة من قالوا إنهم موافقون بشدة على أداء الرئيس لتتراجع النسبة من 39% إلى 29% خلال الـ20 الماضية».

ولفت الاستطلاع إلى أن «التحسن الأكبر كان من نصيب الملف الأمني، حيث أعرب 73% من المستطلعة آراؤهم عن تحسنه، يليه الملف المروري بنسبة 57%، مقابل 25% أشاروا إلى عدم حدوث أي تحسن به، و11% قالوا إنه تحول إلى الأسوأ».

وجاء ملف رفع القمامة في المرتبة الثالثة، حيث أعرب 48% عن تحسنه، مقابل 48% أوضحوا أنه لم يحدث به أي تحسن، يليه ملف رغيف الخبز المدعوم للمواطن، حيث ذكر 42% أنهم لمسوا تحسنا، مقابل 35% ذكروا أنه لم يحدث تحسن، و11% أعربوا أن تحول للأسوأ.

واحتل المرتبة الأخيرة ملف توافر الوقود، حيث لم تتجاوز نسبة من رأوا أن الوضع تحسن ثلث المواطنين، بنسبة 33% مقابل 34% ذكروا أنه لم يحدث تحسن، و27% رأوا أن الوضع أسوأ.

قوى واحزاب سياسية سورية تدعو الى الحوار السياسي رفض التدخل الاجنبي بكافة اشكاله





الرأى- من جانبلات شكاي

في أول نشاط من نوعه، وبعد لقاءين مماثلين لأحزاب معارضة الداخل، تحركت «أحزاب الجبهة والقوى الوطنية والتقدمية» أمس وعقدت ملتقى سياسيا اعتبرت فيه «الحوار هو السبيل الأنجع لحل الأزمة» التي تمر بها البلاد، وان سورية «ستنتصر على المؤامرة التي حاكتها ضدها الرجعية العربية والصهيونية والامبريالية العالمية».
وجاء الملتقى تحت عنوان «الحوار السياسي والمصالحة الوطنية سبيلنا إلى استعادة الأمن والاستقرار»، وتحت رعاية «الجبهة الوطنية التقدمية» التي تمثل الائتلاف الحاكم ويقوده حزب «البعث»، وتضم إضافة إليه تسعة أحزاب
أبرزها الحزب الشيوعي السوري بجناحيه بكداش والفيصل والاتحاد الاشتراكي العربي وحزب الوحدويين الاشتراكيين والحزب السوري القومي الاجتماعي جناح المحايري.
وتتضمن محاور الملتقى الذي يستمر يومين موضوعات: الحوار السياسي، الجيش درع الوطن، مكافحة الإرهاب ورفض التدخل الخارجي، إضافة إلى المصالحة الوطنية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.
وكما جرت عليه العادة توالت قيادات الأحزاب على إلقاء الكلمات وقال الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي صفوان قدسي إن احزاب الجبهة منذ بداية الازمة كانت حاضرة في مواجهة هذه المؤامرة الكبرى التي بعضها من دول عربية وإقليمية ودولية، رافضا ما يوجه لهذه الاحزاب من اتهامات بأنها كانت غائبة.
واتهم الامين العام لحزب الوحدويين الاشتراكيين فائز اسماعيل «الرجعية العربية وقطر والسعودية وتركيا بالاشتراك مع اميركا في المؤامرة على سورية»، وقال: «اميركا تبيع الاسلحة للقتلة وقطر والسعودية تدفعان الثمن وتركيا مهمتها ايواء هؤلاء القتلة».
وخلال الجلسة اعترض نقيب اطباء سورية سمير اسماعيل على طريقة ادارتها عبر القاء الامناء العامين لكلماتهم، وقال: «اعتدنا ومنذ زمن بعيد على ان قيادتنا تحكي ونحن نستمع، وإن كان كل الكلام جيد وسمعناه لكن حان الوقت لأن تستمعوا الى الناس».
ورفض مدير الجلسة الاقتراح وعقب بالقول: «هناك برنامج مقرر بأن يعطى للأمناء العامين فرصة وبعد ذلك نستمع الى المناقشات».
وفي كلمته قدم الامين العام لحزب العهد غسان عبد العزيز عثمان خطة من خمس نقاط لحل الازمة تتمثل بـ«العمل على تشكيل هيئة عليا للمصالحة الوطنية» وان «يصدر عن المعارضة اعلان صريح برفض العنف وان تبادر الجماعات المسلحة الى إلقاء السلاح» وان «يترافق ذلك بوقف الجيش النظامي عملياته العسكرية» و«اعتبار الهيئة مرجعية سياسية وطنية من صلاحيتها الاتصال بجميع الاطراف والدعوة لحوار شامل وصولا لحل سياسي وطني وان الشعب وحده مصدر السيادة وكل السلطات» و«الدعوة الى عفو عام يشمل جميع الاطراف».
وحذر الأمين العام للحزب السوري القومي الاجتماعي عصام محايري من أن الأزمة «مرشحة إلى الاستمرار إلى اجل ما لم نقف وقفة تستحق المؤامرة والمتآمرين».

الأردن والتغيير المخيف ( لإسرائيل )- علاء الريماوي




    الكاتب علاء الريماوي
    ظلت الساحة الأردنية في فهم المؤسسة (الإسرائيلية) من أهم الساحات التي وجب الحفاظ على استقرارها لما فيها من تركيبة متداخلة في المجتمع والذي يحتوي على  نسب وازنة من الفلسطينيين .
    في تقرير لمعهد البحوث الإستراتيجية في الكيان  اعتبر الاردن أحد الركائز الأساسية التي تحفظ المنطقة من حرب كبيرة مع ( إسرائيل ) بسبب إعتدال قادتها والاهم طبيعة العلاقة القائمة على المصالح المشتركة .
    حديث المصالح هذا ذهب الى أبعد من ذلك حيث ظلت توصيات أجهزة الأمن (الاسرائيلية)  من خلال تقديراتها عن ردة الفعل على  النشاط( الإسرائيلي ) في القدس ، غزة  متوجسة من إضعاف نظام الحكم في الاردن و الذي تربطه علاقة إستراتيجية في الكيان برغم حديث البلاط الملكي الغاضب على (إسرائيل ) في شأن المفاعل النووي الأردني والذي بحسب المصادر الاردنية تعطله (إسرائيل) من خلال تحريض الدول الغربية على عدم التعاطي في هذا الملف  .
    التصعيد على الساحة الأردنية كان حاضرا على القناة الثانية العبرية من خلال نقاش مع نخبة سياسية حذرت من أن الانفجار في الاردن وشيك خاصة بعدما نجح الاخوان تجاوز احتجاجات الموضة الى غضب شعبي كبير في الجمعة الماضية .
    الحاضرون الى النقاش في القناة لم يخفوا أن توقف الربيع العربي عند المحطة السورية خدم النظام الاردني في السيطرة على الشارع ، لكن حالة الغضب المتزايدة على سياسة الحكومات ومنها الفشل في الملف الاقتصادي والاهم بقاء عناويين الحكم السابقة والمتهمة بالفساد جعل وتيرة الغضب الساكنة حاضرة وبقوة مما يجعل خيار التصعيد قائما ، لذلك بدت (إسرائيل) متخوفة من التصورات الاتية .
    1 . شكل الدولة مع التغيير : التقديرات (الإسرائيلية) تتحدث عن عناصر القوة في المجتمع الاردني والتي تتركز في العشائر والحركة الاسلامية ، عشائر الاردن وإن ظلت حليفة الملك إلا إنها قبلت دائما البقاء في المراتب المتدنية عن (الرقم 1) مما يؤهل حركة الأخوان إكتساح حالة التغيير المتوقعة والذي يعني التغيير الجوهري في طبيعة العلاقة مع الأردن .
    2 . شكل التحالفات الشرق أوسطية إذا نجح التغيير : تعتبر (إسرائيل) الأردن من اهم عناصر محور الخير الذي واجه حركات المقاومة للمشاريع الغربية من خلال ممارسته ودوره الأمني والسياسي البارز ، هذا الدور سينقلب في حال الثورة الى علاقة ستراعي حركة الصعود الاسلامي في المنطقة والتي ستضاف الى محور بدا يتبلور من مصرو  تركيا هدفه تحقيق إستقرار على الجبهة السورية التي تعني روح النجاح في بناء المنطقة .
    3 . انتهاء ما يسمى بالحدود الامنة والتي تعتبر الأردن آخرها بعد إشتعال جبهة سيناء وسوريا ، مما يجعل محط الأنظار كبيرا على الحدود الأردنية القابلة للاشتعال للحافزية الكبيرة التي تحرك الفلسطيني على الساحة الأردنية ومعه ثقافة كبيرة ظلت حاضرة في ثقافة الحركة الاسلامية التي يتسع تأثيرها .
    4. انتهاء الحيوية الأمنية والاستخبارية : ظل الأمن العربي ظهير الامن( الإسرائيلي) من خلال مستويات عليا من التنسيق عبر غرفة عمليات مركزية تشمل مصر ، الأردن ، إسرائيل ، السلطة ، وبعض دول الخليج العربي ، هذا التنسيق وفر للكيان حركة إختراق كبيرة عبر ما يعرف بالتنسيق الامني الذي أعطى  للكيان قدرة كبيرة على فهم المنطقة وبواعث قوتها .
    هذه التخوفات ليست الوحيدة لكن يظل الرهان في الكيان على رسوخ الحكم القائم الذي ظل متوازنا ثابتا برغم قلاقل المنطقة بفضل حركة التحالفات القوية مع عشائر الاردن وتحييد الفلسطيني عن مشهد المشراكة لتخوف العودة الى المواجهة والاستقطاب بين الفلسطيني والاردني .
    راسم السياسة في الكيان يضع متغيرا آخر وهو الاعتدال المبالغ فيه للحركة الاسلامية التي ظلت دوما عنصر الاستقرار في الدولة الاردنية .
    هذه المتغيرات وإن بدت متماسكة في حفظ الانتقال الى الثورة الا أن طبيعة الماضي لم تحسم صحة جدلية التغيير في السلوك من خلال ما ثبت في الربيع العربي في تونس ، مصر ، سوريا بل بات من اليقين أن لدى الاتجاهات في العقل العربي ما يخالف مقاسات علم الاجتماع الإنساني والتحليل المنطقي الذي ثبت فشله مثلا في الحالة الليبية .
    الحديث عن جبهة الاردن لا يعني أمنية التوتر هناك ، بل الأمنية الغالبة لدنيا هي إستيعاب الانظمة العربية لطموحات الجماهير وتوجهاتها الباحثة عن التغيير في زمن لم يرى العربي كرامة في وطنه الكبير ، لذلك بات من  المهم المبادرة للجلوس مع المعارضة لتحديد خارطة إصلاح من غير عنف ولا إراقة دماء ، لأن البديل لا سمح الله في الاردن سيكون عنيفا كما هي الحالة السورية .

سترون بعيون احبتكن .. قراءة في رواية سأرى بعينيك يا حبيبي

بقلم نضال حمد
استلمت مؤخرا من الصديق الروائي الفلسطيني والأديب الكبير، المميز رشاد ابوشاور أحدث روايته بعنوان " سأرى بعينيك يا حبيبي" ، مع إهداء رائع من كاتب رائع. جمعتني ورشاد ابوشاور دروب النضال الوطني الطويل والشاق ، منذ قام ابوشاور بنشر أول مشاركة كتابية هامة لي ( كان عمري 19 سنة) أثناء حصار بيروت سنة 1982 في جريدة المعركة اليومية ، الجريدة التي صدرت عن اتحاد الكتاب العرب والفلسطينيين واللبنانيين أثناء الحصار الشهير، فكانت تلك مشاركتي الأولى، حيث تبعتها الثانية ونشرت أيضا من قبل رشاد ابوشاور. ومنذ  ذلك الوقت وبعد بيروت تعمقت وتطورت الصداقة والعلاقة مع أبي الطيب.وفي تلك الفترة من الزمن لم أكن حتى أحلم أو أفكر بأنني سوف أكون في حالة تشبه ببعض أوجهها حالة د. فوزي والصيدلانية سلمى زوجته وصديقة نجمة بطلة رواية : سأرى بعينيك يا حبيبي. التي سأتحدث عنها هنا..
كتب رشاد ابوشاور عددا كبيرا من الروايات والقصص والكتب،بالإضافة لمقالات في الصحافة العربية كنا ومازلنا ننتظرها كل يوم أربعاء لنتنفس هواءا طلقا ، هواء الحرية والكلمة الحرة والانتماء لكل فلسطين ولكل بلادنا العربية التي هي بلاد الأمة الواحدة. رشاد هذه المرة ليس هو رشاد الذي عرفناه في روايات : أيام الحب والموت ، البكاء على صدر الحبيب ، شبابيك زينب ، العشاق ، الرب لم يسترح في اليوم السابع .. هذه الأخيرة التي روت حكاية سفينة الرحيل من بيروت المحاصرة الى تونس.
تلك الروايات مجتمعة تناولت قضية الصراع مع العدو الصهيوني وواقع النضال الوطني الفلسطيني والعربي ضد الاحتلال وأتباعه ومناصريه من الشرق والغرب. و الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة والفدائيين زمانا ومكانا ومكانة. و رواية سأرى بعينيك يا حبيبي غير شكل ومع هذا نرى فلسطين حاضرة في الرواية.
رواية سأرى بعينيك يا حبيبي شيء جديد يقدمه لنا الروائي الفلسطيني الذي يقيم في عمان بالأردن ، والذي  أقام في بيروت ودمشق وتونس ومدن عربية أخرى وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية بالذات حيث كان مع أبطال روايته العشاق ، عشاق الثورة المستمرة. هذه الرواية تتحدث عن التحولات الاجتماعية الكبيرة التي شهدها الوطن العربي. وبالذات بروز التطرف الإسلامي عبر التيارات السلفية الجهادية. وكذلك اختلاط البدو بالحضر والفلاحين وتحولهم الى مجتمع جديد ، يتجمع سكانه في مكان واحد فرضته ضرورة التوسع والعمران ، عبر اختفاء الأراضي الزراعية التي كان يقيم ويرعى فيها البدو ماشيتهم.  يرصد الكاتب تمدد العمران واتساعه ووصوله الى تلك المضارب والمراعي. وتبدل أحوال الناس وكثير من رؤيتهم للحياة ومن عاداتهم وطرق عيشهم.ويظهر الصراع داخل هؤلاء الناس من خلال أبطال الرواية وأحداثها التي حبكت بطريقة تجعل القارئ يقرأ بلا توقف.
في هذه الرواية لم يحدد ابوشاور مكان أحداثها سواء في الأردن حيث يقيم أو في أي بلد عربي آخر كان أقام به بحكم العمل والانتماء للثورة الفلسطينية ، لكن أحداث روايته تنفع أن تكون شهادة عما يدور في كثير من البلدان العربية ، فالرواية تعبر عن واقع حال عربي تعيشه غالبية بلادنا العربية، الممتدة من المحيط الى الخليج.
 تبدأ الرواية عبر انتظار عائلة أبو حسن البدوية لولادة نجمة بطلة القصة، شقيقة حسن الذي أصبح فيما بعد شابا جامعيا متعلما ومستنيرا. وشقيقة عصام الأصغر منها سنا الذي صار فيما بعد محاميا محترما ورجل قانون أحبته منذ الصغر ابنة عمه وطفاء ، الشابة الشجاعة والمتحدية ، التي ستكون بطلة رئيسية في هذه الرواية. وهي بنفس الوقت شقيقة الشاب الشرس والمنافق، السيئ الطبع ، صخر ، العقيم الذي لا ينجب أطفالا ، الفاشل في المدرسة ، الذي يستغل ذكوريته في مجتمع ذكوري شرقي للوقوف ضد العلم والدراسة والحريات ولو بالحد الأدنى. ويتحول صخر فيما بعد وعندما يكتشف انه عقيم الى رجل منغلق على نفسه، ويكذب على زوجته وعائلته حين يذهب لفحص نفسه عند الطبيب تحت إصرار أمه ، ام صخر التي تهلكها الغيرة وكرهها لسلفتها أم حسن والدة نجمة زوجة صخر منذ رأت عيناها النور. وليكتشف انه عقيم. أما نجمة المسكينة ، ضحية العادات البدوية والشرقية منذ ولادتها طلبها عمها أبو صخر لابنه صخر، وما أن بلغت سن الرشد حتى تم تزويجها له ، للشخص الذي تكرهه وليس فقط لا تحبه، الشخص الذي أراد منعها من الذهاب الى المدرسة والالتقاء بصديقتها سلمى، الفلسطينية المتعلمة، صيدلانية المستقبل، التي تصاحبت معها منذ بدأتا المدرسة لأول مرة.
ذهب صخر الى الطبيب وفحص نفسه ليجد انه غير مجدي وعقيم لا يستطيع إنجاب الأطفال ليبدأ بعد ذلك التحول في حياة العائلة كلها عبر تسارع الأحداث وتحول صخر الى إنسان كذاب و شخص لا يطاق،ومن ثم سلفي متطرف، جاهل في الدين، يأخذ منه فقط ما يراه مناسبا. ويتصدى بطريقة فظة لشيخ وإمام المسجد الذي جاء ليتحدث معه بموضوع نجمة وظلمه لها. صخر هذا كان عكس شقيقه سعيد الذي كانت نجمة تميل له أكثر وتشعر معه بالراحة وخفقان القلب، هذا في بداية رحلة العمر.
بعد أن صارت نجمة صديقة حميمة لسلمى في المدرسة والحارة أخذت بالتردد على منزلها بشكل دائم مما ولد علاقة حب، حب عذري وليس بيولوجي بين سامي شقيق سلمى ونجمة. من خلال نجمة تعرفت سلمى وكذلك سامي على وطفاء الشقيقة الأصغر لصخر، والتي كانت ترغب وتتمنى ان تتعلم في المدرسة وتفك الحرف وتقرأ الجرائد والمجلات، التي كثرت عند سلمى ونجمة. ساعدتها في ذلك ابنة عمها نجمة ، وابن عمها عصام الذي كانت تعشقه دون علمه، فيما كان هو يحبها كشقيقة وابنة عم ولا يرى فيها شريكة حياة وقلب. ولوطفاء وصخر وسعيد شقيقتان تزوجتا مبكرا ونقلتا الى البادية يبدو أن الاتفاق كان مسبقا بين والدهما وأقرباء لهم من البادية ، ومنذ ذلك الوقت لم تعد هناك اتصالات وعلاقات بين الأشقاء.  وتظهر الرواية كيف تفككت الأسرة عبر غياب ونسيان الشقيقتان.
  يتنبأ الراوي بفشل زواج نجمة وصخر خاصة انهما مختلفان تماما وان والد نجمة رضخ للعادات والتقاليد ولضغط شقيقه الأكبر ووافق على إخراج نجمة من المدرسة وتزويجها وفقا للاتفاق المبرم مع الشقيق الأكبر منذ ولادتها.  ونجمة الرعيان الجميلة التي تميل الى سعيد أكثر من شقيقه صخر شكت همها لوالدتها. حيث نجد في الصفحة (46) حديث نجمة مع امها :" هما يا أمي شقيقان، من بطن واحد كما تقولين، لكن انظري كيف يختلفان!". وتجيبها الأم التي فهمت ميلها الى ابن عمها سعيد : " البطن بستان يا ابنتي ، وفي ارض البستان ينبت الشوك والزهر...".
 لم تنفع وساطات مديرة المدرسة ولا المعلمة زينب التي حضرت الى منزل نجمة وتكلمت مع والدتها ام حسن لان والدها ابو حسن كان خارج المنزل، تكلمت وكلها أمل في تغيير قرار العائلة. لكنها لم تنجح فالعم أبو صخر وابنه صخر وأم صخر يعتبرون العلم والمدرسة والجامعة مضيعة للوقت وكلاما فارغا، وان البنت خلقت لتخدم بيتها وزوجها. وبما ان نجمة صارت ملكهم عليها إذن أن تكون في البيت وتخدم زوجها صخر وعائلته. لم تنجح المعلمة زينب في قضية نجمة لكنها التقت في تلك الزيارة بنجم آخر هو حسن شقيق نجمة، الشاب الوسيم والمثقف الذي كان يدرس في الجامعة ، والذي ارتبط بعد هذا اللقاء بزينب وتزوجا وسافرا فيما بعد الى دولة خليجية لبناء مستقبل أفضل.
بعد ذلك تزوجت نجمة من صخر وعاشت في دار عمها وتحملت نكد وغيرة وكره امرأة عمها أم صخر لامها أم حسن. وتحملت أيضا تخلف وجهل وشراسة صخر.  لكنها كرست وقتا كبيرا لمساعدة وطفاء في الدخول الى المدرسة ومواصلة العلم في الجامعة. لكن صخر الذي اكتشف انه عقيم ولا ينجب وأخفى ذلك عن الجميع،واتهم زوجته نجمة بعدم القدرة على الإنجاب ، مدعيا انه سليم ومعافى، والذي تبدل وتغير نحو الأسوأ، ثم اختفى لسنوات دون أن يعرف احد من العائلة أين هو، ليعود فيما بعد بلحية طويلة ولباس غريب وعقلية أكثر تحجرا وتخلفا. أراد وقف مسيرة وطفاء في المدرسة ومنعها من تكملة دراستها الجامعية مع أنها تلميذة مجتهدة وذكية وناجحة. أراد إطفاء شمعتها تماما كما أطفأ نور نجمة ابنة عمها ومعلمتها وصديقتها. لكن وطفاء واصلت مسيرة العلم ولم تأبه بضربه لها أمام الجيران بعد أن أصبحت أستاذة جامعة ، ولا محاولته طعنها بخنجر أمام السكن الجامعي ، ولا بإرساله جاهل ومتطرف ومتخلف مثله ليقذفها بماء النار الحارقة ليحرق وجهها ويطفئ نور عينيها التي رأت فيهما وجه حبيبها الدكتور يونس الأكاديمي المتخرج من جامعات بريطانيا.
 في خضم أحداث الرواية يسافر سامي شقيق سلمى الى ألمانيا وتسافر فيما بعد سلمى إليه لمواصلة تعليمها الخارجي، يتزوج سامي من فتاة ألمانية وينجب منها أطفالا ، ثم يفترقان ، وتتزوج سلمى من د فوزي صديق شقيقها سامي وتنجب منه زينب ومحسن. وتقرر سلمى مع زوجها ان تعود هي والأطفال بعدما كبروا لكي ينقذوهم من الزواج بأجانب ( ص.261 )، وهذا الهوس كان يرافق الوالد د. فوزي زوج الصيدلانية سلمى. حتى يواصلوا تعليمهم في البلاد ولكي يستقروا فيها. لكن تواجه الطفلين في البلاد الجديدة مشاكل كبيرة، إذ لم يستطع محسن وفيما بعد شقيقته زينب التأقلم في بلاد الآباء والأجداد. وكأن لسان حالهم يردد مع المعري "هذا ما جناه على أبي وما جنيت على احد".
 تأتي ساعة الصفر حين يشاهد محسن وزينب متطرفا بلحية طويلة ودشداشة بيضاء يستل خنجرا ويقوم بذبح فتاة وشاب عاشقين كانا يجلسان في نفس المقهى. يُسرع هذا في عودة محسن الى ألمانيا بطريقة نترك للقراء معرفتها من خلال قراءة هذه الرواية. ثم تلحقه شقيقته زينب بموافقة الوالد والوالدة. فيما الخال سامي يستقر في البلاد، ويبحث عن حبه الطفولي القديم ، عن نجمة الرعيان. أما نجمة فترفع دعوة خلع من صخر الذي غاب عنها 5 سنوات متواصلة دون أي خبر وأي علم، والذي كذب عليها 18 عاما بادعائه انه سليم ومعافى وهي التي لا تنجب. في حين وبمساعدة سلمى ذهبت نجمة الى الطبيبة وأجرت فحوصات طبية اثبت النتائج أنها صاحبة رحم خصب وسليم. في المحكمة وعبر محامية هي صديقة أو حبيبة شقيقها المحامي عصام رفعت الدعوى وكسبتها وتم خلعها من صخر. الذي تبين انه كان متزوجا عليها بالسر من امرأة أخرى من تياره وجماعته، لكن هذه المرأة أنجبت له ولدا حرام.
  يختفي صخر وتتحرر وتعود نجمة الى سامي ، و وطفاء التي تحدت الخوف وهمجية شقيقها صخر ترتبط مع د. يونس بعد نجاحها في الدفاع عن أطروحة الدكتوراه التي ناقشت تحول حياة البدو أو بالضبط عن المرأة بين الريف والبادية. يعيد عصام بموافقة حسن اعمار بيت العائلة علامة على هدم الماضي والبدء من جديد مواكبة لتطور الحياة.
رواية رشاد ابوشاور سأرى بعينيك يا حبيبي رواية حديثة تحاكي واقع حال العرب والمسلمين في زمن عربي وإسلامي صعب، لأنه زمن أرهبة الدين وإرهاب العباد.
أيها الشباب لا تدعوا هذه الرواية تفوتكم
أيتها الصبايا لا تفوتن فرصة قراءتها
 
نضال حمد :مدير موقع الصفصاف
 

مريم رزق الله طالبة تعمل لمكافحة الاحتباس الحراري من القطب الشمالي





انضمت مريم رزق الله لرحلة استكشافية لمدة شهر في القطب الشمالي كجزء من بحثها للحصول على الماجستير في التكنولوجيا الحيوية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث سافرت ضمن فريق بحثي عالمي يضم علماء بارزين وباحثين بالإضافة إلي طلاب في المرحلة الجامعية وطلاب دراسات عليا. قام الفريق بالرحلة بهدف جمع عينات من الكائنات الحية الدقيقة التي تلعب دورا رئيسياً في الدوائر البيوجيوكيميائية العالمية ويمكن من خلالها إيجاد حل لظاهرة الاحتباس الحراري. يقول الدكتور أحمد مصطفي، أستاذ مساعد علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة والذي يشارك في الإشراف على بحث مريم رزق الله مع كلاوس فالنتين من معهد الفريد ويجنر في المانيا: "على مدى القرن الماضي، ارتفع مستوى سطح البحر حوالي 20 سم، ومع الذوبان والانكماش المستمر للأنهار الجليدية في القطب الشمالي، تشير التقديرات إلى أن مستوى سطح البحر سيرتفع إلى نحو 150 سم بنهاية هذا القرن مما من شأنه وضع الاسكندرية ومدن البحر المتوسط ​​الأخرى تحت سطح البحر، وهو ما يمكن أن يتسبب في كارثة إنسانية واقتصادية مروعة في مصر."
يدرس المشروع المعنون "بحر التغيير: مجتمعات العوالق النباتية ذات النواة الحقيقية في القطب الشمالي،" آثار ظاهرة الاحتباس الحراري على العوالق النباتية ذات النواة الحقيقية والكائنات البحرية الضوئية التي هي أساس لكامل الشبكة الغذائية في القطب الشمالي، وهي المسؤولة عن 50 في المئة من إنتاج الأكسجين على الأرض. يقول مصطفي: "تلعب هذه الكائنات دوراً رئيسياً في السيطرة على تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وخاصة ثاني أكسيد الكربون."

يوضح مصطفى أن تلك الكائنات تقدم أيضاً حلاً ممكناً لقضية اجتماعية أخري ملحة هي الطاقة: "يمكن للعوالق النباتية أن تستخدم مثل النباتات، كمصدر للوقود الحيوي الذي يعد بديلاً واعداً للطاقة النظيفة. ومع ذلك، فالعوالق النباتية تعتبر خياراً أفضل من خيار النباتات لأنها لا يتم الحاجة إليها كمصدر غذائي للإنسان ولا تتطلب مساحات شاسعة من الأراضي لزراعة محاصيل الوقود الحيوي."

جذب المشروع الذي تم تمويله من قبل معهد الجينوم المشترك بوزارة الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، الفريق لسفينة الأبحاث Polarstern أو النجم القطبي، والذي سافر من ألمانيا إلى النرويج إلي جرينلاند. جمع الفريق 350 عينة من المياه والطحالب المتزايدة تحت الجليد البحري. تقول رزق الله: "هناك عالم كبير هناك، هناك كائنات جميلة تشارك معنا هذا الكوكب". وقد تم إرسال العينات إلى معهد ألفريد فيجنر لاستخراج الحمض النووي و الحمض النووي الريبي (DNA و RNA)، وإجراء اختبارات الزراعة والمجتمع الحي، فضلاً عن التحليل الكيميائي والغذائي."
تؤمن رزق الله التي تخطط لتحضير رسالة الدكتوراه في علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية
بأن التجربة أثرت مداركها المعرفية كعالمة شابة، وأكسبتها خبرة في موضوعات متنوعة مثل النباتات البصرية، وعلم المحيطات الفيزيائي، ونماذج المحاكاة المناخية، والتناقص الجليدي السنوي الهائل وتقييمات الصفائح التكتونية. تقول رزق الله التي تبلغ من العمر 24 عاماً: "لقد اكتسبت كمية هائلة من المعلومات المباشرة. أنا محظوظة للغاية ويشرفني أنني لم أعرف كل هذه المعلومات من خلال تصفح ويكيبيديا أو حتى مقابلة خبراء في مؤتمر، ولكن من خلال العمل في مختبرات مجهزة تجهيزاً جيداً جنباً إلى جنب بعض من أفضل العلماء في العالم."

بالإضافة إلى ذلك، استمتعت رزق الله بالعمل كجزء من فريق كما تشرح: "مع وجود محطات على مدار الساعة، كان علينا أن ننسى أنماط النوم العادية، فقد كنا ننظم أنفسنا في نوبات لرصد ملامح المياه. عندما بدأت المرشحات الغشائية – التي تستخدم في صيد الكائنات الحية – في النفاد، عملنا جميعاً معاً لتحديد الخطوة التالية. عندما كان يري مراقبو حياة الثدييات دب قطبي أو حوت، كانوا دائماً يدعوننا للمشاهدة والمشاركة في الفرحة، فكنا نشترك جميعاً في كل شيء."

تخرجت مريم رزق الله من كلية الصيدلة جامعة القاهرة، وعملت مساعد باحث في الجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال العام الماضي أثناء تحضيرها لرسالة الماجستير في التكنولوجيا الحيوية وقد تم ترشيحها للبعثة لصفاتها الفريدة. يقول مصطفي: "مريم عالمة ماهرة، وهناك إقبال شديد وفريد من علماء الطب الحيوي في كل من الأوساط الأكاديمية والصناعية علي مجالها، فهي عالمة شابة محبة للإطلاع وتمتلك مهارات تحليلية ممتازة، كما أنها مبدعة لديها القدرة على حل المشاكلات ببراعة. رزق الله تمتلك ما يلزم من المهارات للمشاركة في مثل هذا المشروع الدولي الضخم، وقد قامت بعمل مدهش في القطب الشمالي كسفيرة لكل العلماء المصريين الشباب ولا سيما أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة."

للمزيد من اخبار الجامعة  تابعونا على فيس بوك http://www.facebook.com/AUCArabic
وتويتر @auc_arabic_news

أنشئت الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919 وتعتبر واحدة من أكبر الجامعات التي توفر تعليماً ليبرالياً باللغة الإنجليزية في العالم العربي.  وبمشاركتها فى الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الوطن العربي فإن الجامعة الأمريكية تعتبر جسراً حيوياً لربط الشرق بالغرب وتربط مصر والمنطقة بالعالم بأسره من خلال الأبحاث العلمية وعقد شراكات مع المؤسسات الأكاديمية  والبحثية وبرامج التعليم بالخارج. الجامعة الأمريكية بالقاهرة جامعة مستقلة، غير هادفة للربح، غير طائفية ومتعددة الثقافات التخصصات وتمنح فرصاً متساوية لجميع الدارسين ومعترف بها في مصر  الولايات المتحدة الأمريكية وجميع برامجها الدراسية معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات في مصر ومن جهات الاعتماد الأمريكية.

الوصاية الامريكية علي الامة العربية والإسلامية




الدكتور عادل عامر

أمام العرب الآن خطر اسمه مشروع الشرق الأوسط الكبير لنشر الديمقراطية الحارقة وتغيير عقلية العرب وفقاً للنموذج الأمريكي، وهذه معركة أصبحت معركة حياة أو موت، فالإدارة الأمريكية تطرح الآن بل تنفذ ذلك للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وهو في الحقيقة التعبير الأخير عن الهيمنة الأمريكية وفرض الوصاية على الأمة العربية، والمشروع يدعي أن الهدف نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الذي يشمل الدول العربية والإسلامية جميعها من الغرب إلى موريتانيا وباكستان وافغانستان المحتلة حالياً من قبل قوات الناتو، وتقول الإدارة الأمريكية: إنها تريد تغيير الشعوب والحكومات في هذه الدول تكراراً لما فعلته في الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية، وقد بدأت الإدارة الأمريكية في مباحثات مع شركاء أوروبيين لبلورة هذه الخطة، وهذا المشروع يمثل الاستعمار الجديد للعرب والمسلمين، وما يعلن في التصريحات عن النيات الحسنة بأن الهدف هو إصلاح أحوال الدول العربية ليس إلا الغطاء السياسي وقد بدأ بالعراق وليبيا وتونس ومصر واليمن والسودان وما يجري من تآمر عربي على سورية وشعبها الأبي العظيم، هو طبقة السكر التي تغلف الدواء المر، وأول مرة أعلنت فيها أمريكا عن هذا المشروع عندما ألقى نائب الرئيس الأمريكي (ديك تشيني) السابق خطاباً في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس بسويسرا عام 2003 وقال فيه (إن استراتيجيتنا القادمة نشر الحرية في العام تلزمنا بمساندة هؤلاء الذين يعملون ويضحون من أجل الإصلاح في الشرق الأوسط الكبير، ونحن نناشد أصدقاءنا وحلفاءنا أنصار الديمقراطية في كل مكان وفي أوروبا على وجه الخصوص، الانضمام إلينا في هذا العمل)، وقبل ذلك أعلن (كولن باول) وزير خارجية أمريكا السابق عن مبادرة لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط أثارت زوبعة من الاعتراضات من الشعوب العربية على أساس أنها تدخل مرفوض.‏ فالهدف إذن من مشروع الشرق الأوسط الكبير هو تغيير العالم العربي والإسلامي تغييراً كاملاً يشمل التغيير السياسي والتغيير الاقتصادي ومسائل الأمن والتسليح وتحديد الطريق أمام هذه الدول لتنفيذ ما يقال: إنه الإصلاحات المطلوبة، ولكن العرب لم ينتبهوا إلى هذا المشروع الإقليمي الصهيوني إلى أن وصلت الموجة إلى رقابهم، ولعلهم سمعوا ما قاله السيناتور الأمريكي (ريتشارد لوجار) رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بمجلس الشيوخ الأمريكي في خطابه الذي دعا فيه دول حلف الناتو إلى احترام الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط على القيام بمهامها واستكمال هذه المهام وعدد منها، حفظ السلام، والقضاء على الإرهاب، والإصلاح السياسي والعسكري، ولعلهم سمعوا أيضاً ما أعلنه السيناتور (جون ادوارد) أحد المرشحين الديمقراطيين حين قال: (نريد تغيير العالم العربي بما يتفق ومصالح أمريكا المستقبلية).‏ أليست هذه هي الوصاية الأمريكية على الدول والشعوب العربية والإسلامية في القرن الواحد والعشرين.‏ والذي راكمت مخزونه الفائض عقود مريرة اتسمت بمحطاتٍ عدوانيةٍ أميركيةٍ بشعةٍ ، يضاف إليها مستمر التبني الأميركي للعدوانية الصهيونية المستمرة ورعايتها … فلسطين ، العراق ، لبنان ، أفغانستان ، الباكستان ، الصومال ، والسودان … لذا لم يكن تفجُّر ردة الفعل الشعبية ألأخيرة على الإساءة الأميركية لنبي الأمة ورسولها الأعظم يقتصرعلى مثل هذا الحدث المقيت المستفز بعينه فحسب ، وإنما لكونه كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس الممتلىء حتى الثمالة ، وكانت أقرب إلى التعبيرالتلقائي الكاشف عن مدى قبح الصورة الأميركية في الوجدانين الشعبيين العربي والإسلامي . ماتقدم لم يكن يوماً من الأيام بخافٍ على النخب الحاكمة في الوطن العربي والعالم الإسلامي ، وبغض النظر عن طبيعتها ومواقعها واصطفافاتها أومدى تبعيتها ، ومنها أولئك الحاكمين الجدد في مرحلة مابعد الحراك الشعبي العربي ، ومع هذا ، كادوا إن يبدوا جميعاً ، المحدث منهم والمزمن ، شبه متساوين في أن يظلوا ابعد مايكونون عن ما اعتمل ويعتمل في وجدان شعوبهم لجهة مواقفهم من معنى هذه الإسائة الأميركية المشينة ، المواقف التي إتسمت بالهزال ، أو الصمت ، أوالإرتباك ، وما لايستطيعون إخفائه من الحرج . الأمريكان لايمزحون فيما يتعلق بمصالحهم ولا يلقون بالاً إلا لما يتهددها فعلاً ، كما لا يخفون معاييرهم الصهيونية لسياساتهم في المنطقة ، ولايحترمون إلا من يتصدى لها . ولنأخذ مثالاً على ضوء الإساءة الأميركية الأخيرة وردود الأفعال عليها ، وليكن العلاقة الأميركية مع مصر . أولاً ، لأهمية مصر وموقعها ومكانتها ودورها المفترضين في أمتها وجوارها الإسلامي والأفريقي ، وثانياً ، بالنظر إلى العلاقة غير المتضحة بين مصر مابعد 25 يناير والولايات المتحدة وكيانها الصهيوني في فلسطين المحتلة ، أو غير المختلفة حتى الآن عنها في عهد مبارك . لم يعجب الأمريكان الموقف الرسمي المصري ، ومعالجته للمظاهرات التي حاصرت سفارتهم في القاهرة ، والتي حمتها وأدت الى إستشهاد متظاهرين وجرح العشرات ، ووصفوا هذه المعالجة بالرد “المتراخي” . حذَّر أوباما مصر بعبارةٍ تكشف عن مغزاها :

 إن مصر”ليست حليفاً ولا عدواً”. وأستلت واشنطن سيف المساعدات وشهرته في وجه القاهرة وضائقتها الإقتصادية ، ولنأخذ مثلين لا يستطيع أحد أن ينكر أنّ المملكة العربيّة السعوديّة تقع اليوم تحت الحماية الأمريكيّة، أو بتعبيرٍ أدقّ: تحت الوصاية الأمريكيّة، حتى باتت المملكة تُوصف بأنّها "محميّة أمريكيّة".السعوديّة والوصاية الأمريكيّة وحماية الأماكن المقدّسة بل إنّ البعض يعبّر عن وجهة النظر هذه بطريقة أكثر صدقاً وواقعيّة، عندما يقولون:

 إنّ العلاقة بين البلدين تشابه ـ إلى حد بعيد ـ نمط العلاقات التي تقيمها "المافيا مع زبائنها"، تلك العلاقة التي تعتمد على مبدأ (أنت تدفع وأنا أقوم بحمايتك). الوصاية الأمريكيّة على العربيّة السعوديّة تأخذ طابع الوصاية العسكريّة أوّلاً، فالولايات المتّحدة تمتلك "تسهيلات جوّيّة خاصّة" في أراضي المملكة، أي: أنّها تسرح وتمرح كما تشاء، ووقتما تشاء، دون حسيب ولا رقيب، وليس هذا فحسب، بل قد زُرعت القوّات الأمريكيّة في قلب القواعد والمراكز العسكريّة السعوديّة، وهكذا، لتكون كلّ المخطّطات والتحرّكات السعوديّة مفضوحةً ومراقبةً عن كثب. ويُقال ـ أيضاً ـ: إنّ قاعدة الظهران ترتبط ارتباطاً مباشراً بالبنتاغون الأمريكيّ!! هذه القواعد الأمريكيّة المغروسة في أراضي المملكة يتواجد عليها عدد كافٍ من الطائرات والعتاد لردع أيّ عدوانٍ محتمل على آبار النفط السعوديّة، التي هي رأس المصالح الأمريكيّة في المنطقة!! فهناك 20 طائرة أواكس، وعدد من طائرات أوريون الخاصّة بالمراقبة، التي هي بمثابة عيون وآذان أمريكيّة مفتوحة في أرجاء المنطقة، من المحيط إلى الخليج!! وإذا ما أضفنا إلى ذلك حاملة الطائرات الأمريكيّة التي تتجوّل باستمرار في مياه الخليج، وزهاء عدّة آلاف من الفنّيين الذين ينتشرون في عددٍ من المواقع الهامّة في المملكة، عند ذلك نكون قد كوّنّا فكرةً واضحة تماماً عن متانة القبضة الأمريكيّة في المنطقة. كلّ هذا والسلطات السعوديّة لا تعترف "رسميّاً" بوجود هذه القوّات على أراضيها، والإعلام السعوديّ يُحظّر عليه أن يأتي على ذكرها أصلاً، إلّا بوصفها طائرات متواجدة في الخليج!! والسؤال الذي يطرح نفسه بقوّةٍ هنا، أنّه من هو العدوّ الذي تخافه المملكة وآل سعود، والذي تتولّى الإدارة الأمريكيّة مهمّة حمايتها منه ؟

إنّ هذه الحماية موجّهة أوّلاً ضدّ الشعب السعوديّ، وخوفاً على النظام الاستبداديّ الذي يديره آل سعود من المشاكل والاعتراضات الداخليّة التي يُتوقّع أن تثور ضدّ الأسرة الحاكمة، من منطق أنّه سيكون من الطبيعيّ حينئذٍ أن يراجع الثوّار وأصحاب الانقلابات حساباتهم مرّات عديدة قبل التعرّض لعائلةٍ تقع تحت حماية القوّة العظمى الوحيدة في العالم. كما تهدف هذه الحماية، أو الوصاية،

 ثانياً إلى حماية النظام السعوديّ من جيران المملكة خشية أن تشتدّ شوكة بعض أُولئك الجيران فيسرقون جزءاً من الدور الإقليميّ الذي يحلم به آل سعود دائماً، وهو دور الوصاية على الشعوب العربيّة  و الإسلامية ودائماً تحت ذريعة: أنّهم حماة الديار والمقدّسات ألإسلامية

* دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام

*ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية

* عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

محمول

01002884967

بالفيديو .. كتيبة الشهيد صدام حسين في الجيش السوري الحر


09 أكتوبر 2012

ما خفي كان أعظم! بقلم: سعد بوعقبة



شيء غريب شاهدته، هذه الأيام بمناسبة، إحياء الذكرى 24 لأحداث أكتوبر، حيث حاول التيار الإسلامي تقديم نفسه وكأنه هو الذي كان وراء هذه الأحداث، في حين يعرف العام والخاص أن التيار الإسلامي، بمختلف تشكيلاته، ليست له علاقة، لا من قريب ولا من بعيد، في تنظيم هذه الأحداث، بل إن بعض الإسلاميين استخدموا من طرف السلطة لإطفاء نار هذه الأحداث، وشاركوا مع نزار وجماعته في التسبّب في الأحداث الدامية التي وقعت أمام المديرية العامة للشرطة يوم 10 أكتوبر .1988
أحداث أكتوبر بدأت ''بهوشة'' سياسية داخل النظام، فأراد جناح من النظام أن يؤلب الشارع على الجناح الآخر.. فأنزل الهوشة إلى الشارع.. ولكن الشارع كان جاهزا للاشتعال في وجه النظام، بجناحيه العسكري والمدني.. فاستنجد العسكر بالإسلاميين لإطفاء النار.. وكان لهم ذلك.. وكان ما كان بعد ذلك.. تأملوا ما يأتي:
؟ أولا: الإسلاميون كانوا مكبّلين بالمشاكل التي نجمت عن حركة بويعلي المسلحة التي حدثت في 1984 وصفيت نهائيا في .1987 ولذلك، كان الرعب يتملك قياداتهم من أي حركة يمكن أن تتم، ولو لم تطلب منهم السلطة السير في 10 أكتوبر تحت ضمانتها، ما فعلوا.
؟ ثانيا: أحداث أكتوبر كانت نتيجة للمعركة السياسية التي تمت بين الجناح العسكري في الأفالان والجناح المدني.. حيث قامت الأفالان المدنية بفتح ثغرات في صفوف الجناح العسكري، إلى حد أن المدنيين اقترحوا، لأول مرة، فصل الأمانة العامة للحزب عن رئاسة الجمهورية، وقدم هذا الاقتراح للقواعد لمناقشته والموافقة عليه، وكان مساعدية رئيسا للجنة تحضير المؤتمر، وكان مولود حمروش مقرّرا بهذه اللجنة. كما قدّم اقتراح آخر أكثـر خطورة، وكان شفهيا، وهو محاولة تمدين الحكم لأول مرة، أي إسناد قضية ترشيح رئيس الجمهورية للحزب وليس للجيش، كما كان من قبل.. وشاعت أخبار عن انتهاء مهمة الشاذلي في الرئاسة إلى الفشل، ولذلك لا يحق للجيش أن يقترح رئيسا جديدا، خاصة أنه لم يحضر نفسه ولم يحضر البديل للشاذلي. وكانت الجبهة قوية سياسيا، ومدعمة من القواعد الإسلامية الصاعدة بعد معركة بويعلي.
؟ ثالثا: أقنع المتضرّرون من هذا التوجه الرئيس الشاذلي بضرورة قلب الطاولة على الأفالان قبل المؤتمر، وتغيير قيادتها والذهاب إلى المؤتمر بقيادة جديدة، واقترحوا عليه إحداث حركة شعبية في الشارع، تبرّر إنهاء مهام هذه القيادة، بعد أن كشفت عن إدارتها في تقارير تحضير المؤتمر.
؟ رابعا: طلب الشاذلي من الجنرال لكحل عياط، مدير مصالح الأمن، إعداد سبر للآراء حول إمكانية تنظيم مظاهرة متحكم فيها، تطالب بعزل قيادة الأفالان التي كانت وراء إفشال كل الإصلاحات التي اقترحها الشاذلي، مثل إثـراء الميثاق والدستور. لكن عياط أعدّ تقريرا للرئيس، قال فيه إن أي مظاهرة شعبية في الشارع لا يمكن التحكم فيها.. ولكن هذا التقرير لم يصل إلى الشاذلي وأخفي عنه، وأعدّ التقرير في 16 أفريل .1988 لهذا قيل إن الشاذلي لم يكن على علم بما دبّر بالسلطة ضد السلطة؟
؟ خامسا: في شهر ماي، عقد اجتماع في ''بودابست'' بين ''كاجي'' الروس و''زداك'' فرنسا، وحضره عن الجزائر ممثلون عن الباكس (الصادق هجرس)، وتقرّر فعل شيء لتحريك الوضع السياسي في الجزائر وفي رومانيا ويوغسلافيا.. ولم يكن الجناح الذي يريد الانقلاب على الأفالان في السلطة بعيدا عن أجواء الاجتماع، لذلك قال الشاذلي في إحدى خطبه إن الروس ينظرون للبرسترويكا والجزائر تطبق.. ووصل به الأمر إلى أن طلب من الشعب التظاهر ضد الأفالان في 19 سبتمبر .1988
؟ سادسا: قال لي لكحل عياط، رحمه الله، إن الأمن كان على علم بأن الأحداث ستقع يوم 5 أكتوبر 1988، وأن الباكس هو المحرّك الأساسي لها، ولذلك قامت مصالحه باعتقال أغلب قيادات الباكس قالت بأنها ستكون بين 1 و3أكتوبر. ولكن الأحداث اندلعت بمساجين أطلقوا من السجون، ولكن الأحداث في الشارع أخذت اتجاها آخر لم يعد بالإمكان التحكم فيه.. لذلك تدخل الجيش، ثم استنجد الجيش بالإسلاميين.. وهذا ما يفسر لنا اعتبار كل الضحايا شهداء، وتعاظم دور الإسلاميين على حساب الجبهة.
المصدر : منتديات الصمود الحر الشريف