14 أكتوبر 2020

ملفات منسية .. كيف باع غورباتشوف صدام حسين؟

بقلم السفير عبدالرؤوف بوجلال

الحلقة الاولى

تزاحم العشرات أمام المدرج الصغير المفضي الى قاعة المؤتمرات الصحفية في دائرة الإعلام بوزارة الخارجية السوفيتيّة، وبدت علامات تساؤل كبيرة على وجوه ممثلي وسائل الاعلام الأجنبية والسوفيتية؛؛
ماهو موقف موسكو من غزو حليفها صدام حسين لإمارة الكويت الصغيرة.
كان اسم الدولة الخليجية ارتبط في أذهان الخبراء والدبلوماسيين السوفيت المعنيين بالشرق الاوسط، مع التعليق المستخف الذي أطلقه الزعيم السوفيتيّ المثير للجدل، نيكيتا خروتشوف، في الأمم المتحدة، حين جاء تسلسل كلمة الوفد السوفيتيّ في المبنى الزجاجي، وفقا للأبجدية اللاتينية، بعد الأمارة الغنية بالنفط، ساخرا ::
منو ..منو.. كوفيت !؟ مشددا على حرف يقلب الأسم الى مايعني باللغةالروسية" кювет اي الحفرة الصغيرة" وليس كويت Кувейт.
مرت الدقائق ثقيلة، في انتظار خروج المتحدث باسم الخارجية السوفيتيّة آنذاك غينادي غيراسيموف للصحفين، ومعرفة كيف تلقى الكرملين أنباء الغزو، وفيما اذا كانت بغداد أبلغت حليفتها موسكو بالقرار الكارثي الذي قلب المنطقة والعالم رأسا على عقب.
كانت ملامح القلق، والترقب، ممزوجة بالدهشة على وجه أحمد سكران، مراسل وكالة الانباء العراقية، الشاب الدمث، الذي كان يتحاشى الاختلاط علنا بالصحفيين المدرجين في قائمة معارضي النظام العراقي.
ووسط ضوضاء الصحفيين في القاعة المكتظة، همس بإذني واثقا من موقفي :
-مصيبة!
واضاف
أعتقد الرئيس صدام راح يحلها بسرعة!

فرددت هامسا ايضا:
دگة رشيد!!
وما ان لمحنا الناطق السوفيتيّ غيراسيموف، يهم مسرعا لدخول القاعة، حتى بادرته بالسؤال مستفيدا من معرفتي السابقة به ، حين كان يرأس تحرير صحيفة " أنباء موسكو" الصادرة بعدة لغات، بينها العربية، وكنت عملت فيها، فرد مع ابتسامة ودية :
بعد دقيقة ساتلو عليكم البيان.
وصعد الى المنصة.
كانت أنباء الغزو العراقي ،أدركت وزيري خارجية الاتحاد السوفيتيّ ادوارد شيفردنادزة، ونظيره الأميركي جيمس بيكر في ايركوتسك باقصى الشرق السوفيتيّ؛ وفور عودتهما الى مطار فنوكوفو الحكومي بموسكو، القيا، ظهيرة الثاني من آب/ اغسطس؛ بيانا مشتركًا يدين بقوة الفعلة العراقية.
ولم يبتعد المتحدث الرسمي غيراسيموف عن مضمون البيان، مشددا على اتخاذ كل مايلزم لإرغام العراق على سحب قواته من الكويت؛ "وقطع جميع إمدادات الأسلحة عن المعتدي".
وأكد غيراسيموف، ان موسكو تجهل تماما نوايا الرئيس العراقي صدام حسين قبل الغزو، وتحاشى الإجابة على أسئلة كثيرة، دارت حول ما اذا كان الكرملين، توقع من العراق عملا عسكريا ضد الامارة الصغيرة، وأتسمت الإجابات بالتحفظ، لكنها شددت على تطابق تام في الشجب والإدانة مع موقف واشنطن.
كان اخر رئيس سوفيتي، ميخائيل غورباتشوف، أحدث انقلابًا ؛ في سياسات الاتحاد السوفيتيّ، الداخلية والخارجية، وشمل التحول، توجهات الكرملين الشرقية، وبدء مرحلة العد التنازلي بوقف دعم الانظمة الراديكالية" الثورية" و الاحزاب الشيوعية، و اسداء العون لحركات التحرر الوطني في اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية،حتى ان النزل الفخم الذي انتهت أعمال البناء في اروقته الفارهة، قبل عامين أو أقل، تحول الى فندق خمس نجوم؛ لاستقبال المستثمرين الواعدين، ورجال الأعمال ، ووزراء حكومات الشراكة الغربية السوفيتيّة الجديدة.
وأغلقت المدرسة الحزبية، لتعليم كوادر الاحزاب الشيوعية أبوابها وتوقفت موسكو عن استضافة قادتها، وزعماء حركات التحرر في العالم.
وسادت مقولات في الشارع الذي يعاني من شظف العيش ،وشحة المواد الغذائية، وانخفاض قيمة الروبل؛ ان دعم الثورات والانظمة في العالم الثالث؛ السبب الرئيس لفقر الشعب السوفيتيّ .
وتلاشت او تكاد من الأدبيات السوفيتيّة، ومن الصحف الكبرى مثل "برافدا" و "ازفيستيا"، تعابير "الامبريالية"، و"الراسمالية المتحللة" او "الغرب المتعفن".
وبات الشيوعيون، الأجانب، وبينهم العرب؛ ضيوفا ثقلاء على الدولة السوفيتيّة، التي كان يبحث اخر رؤسائها، بالوسم الشهيرة على جبهته، ميخائيل غورباتشوف، عن قروض من الغرب والولايات المتحدة.
وجاء غزو صدام حسين للكويت،ليفتح سوق المساومات، ويمنح النظام السوفيتيّ المتهالك قرضا ميسرا من أربعة بلدان خليجية ، السعودية وقطر، وسلطنة عمان وحكومة الكويت في المنفى، بمبلغ يزيد على اربعة مليارات دولار؛ فيما كان غورباتشوف يبذل قصارى الجهد للحصول على مليار ونصف من " الشركاء" الغربيين، الذين تأثروا ربما، بمثل روسي
شهير ، عشق دونالد ريغين ، صاحب مقولة " امبراطورية
الشر" عن الاتحاد السوفيتيّ، مفاده
" ثق ولكن تحقق اولا".

ولاح ان الغرب، لم يندفع كثيرا، لتصديق سياسات الانفتاح، والشفافية المعلنة على لسان غورباتشوف، خاصة وان إشعاعات إنفجار تشيرنوبيل النووي؛ ربيع 1986، ماتزال تخيم على أوروبا ، ومحاولة موسكو إخفاء الحقيقة، لأيام ثلاث بلياليها.
وفِي خريف العام1987؛ يستقبل، غورباتشوف الرئيس السوري حافظ الاسد؛ ليبلغه بان روسيا تستعد للاحتفال العام القادم بألفية إعتناق المسيحية على يد الامير فلاديمير سنة 988 ميلاديه؛ في أشارة، فهمها الأسد ، بان موسكو لم تعد تلك التي تعرفونها؛ ليرد بهدوء :
تعلمون ان المسيحية ولدت و أنطلقت من ارضنا!
لكن الأسد ، الذي أدرك ان "الرفيق" غورباتشوف يتطلع للشراكة مع السادة في الغرب، مع انه أكد لمضيفه على ثوابت الشرق، فانه وخلافا لنظيره العراقي صدام حسين، استعد للتحول الجيوسياسي، وللانقلاب الأيديولوجي للحليف السوفيتيّ، مستعينا بالارث الأموي؛ فيما تمسك صدام حسين بسيف الفقار حتى قطع الاعناق!

الحلقة الثانية لم يتعامل المجتمع الدولي، بجدية، مع خطاب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في آخر مؤتمر قمة، استضافتها بغداد نهاية شهر أيّار/ مايو 1990 أي قبل غزو الكويت بشهرين، وحديثه عن "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق"، في سياق التدليل على أن الأشقاء الذين حماهم من إيران وقاتل نيابة عنهم، يحاصرون العراق، ويعملون على تدمير اقتصاده،وتخريب عملته، وسرقة نفطه. ومع أنّ أولئك الأشقاء توجسوا خيفة من لهجة صدام حسين العنيفة، إلا أنّهم كانوا يركنون الى قوة تحالفاتهم مع الولايات المتحدة،واستبعدوا عملاًعسكرياً يقدم عليه العراق، بجيش خرج متهالكاً من حرب استمرت حوالي عقد من الزمن مع إيران ، وتعتبر أطول حروب القرن العشرين بين بلدين. ولم تلتفت الجهات المعنية، في واشنطن وموسكو الى لهجة التهديد. وفِي الأقل فان موسكو ، وكما حدثني ليونيد شيبارشين، رئيس العمليات الخارجية ومكافحة التجسس في جهاز أمن الدولة ( كي جي بي) لم تتوفر على أيّة معلومات حول نوايا العراق ضد الكويت، عسكرياً. وفِي مقابلة أجريتها معه صيف العام 2000 بمناسبة مرور عشر سنوات على غزو العراق للكويت؛أشار الجنرال الذي قضى في آذار/ مارس 2012 منتحراً بسبب معاناة مضنية مع المرض، كما قيل حينها؛ إلى أنّ لا المخابرات السوفيتيّة ولا الأميركية كانتا تتوفران على دلائل او إشارات تنم عن تحرك عسكري مبيّت ضد الكويت من قبل العراق. وقال: " بعد غزو العراق للكويت، اكتشف جهاز مكافحة التجسس السوفيتيّ أن وكالات الاستخبارات الاميركية بمختلف أقسامها ، سعت لاختراق أجهزتنا الأمنية المكلفة بمتابعة العراق، عسى أن تجند احداً يفيدها بمعلومات عن صدام حسين ونظامه"! وقال : ارتكب العراقيون خطأ فادحا، حين لم يتركوا ولو كوة صغيرة للأمريكيين كي يتجسسوا على العراق. والنتيجة أن الصورة حالكة الظلام عن الأوضاع في العراق، داخل الاجهزة الأميركية ، خلقت لديهم تصورات مبالغ فيها عن الحجم الحقيقي لقوة وامكانيات العراق. وحسب شبارشين، فإن الاستخبارات يجب ان تفتح ولو ثقب صغير أمام العدو. وهكذا فان موسكو كانت تجهل تماما خطط ونوايا صدام، مع انها كانت ترصد عبر الأقمار الصناعية حشودا عسكرية عراقية على الحدود مع الكويت.

بيد أن أقمار التجسس لا تقرأ ما في العقول ولا تسبر القلوب! وبعد ساعات من اقتحام القوات العراقية دولة الكويت؛ لم تتأخر موسكو، في حض العراق على الانسحاب ، دون قيد او شرط. واذا ما رأت في مغامرة صدام حسين تهديدا للشراكة التي يتطلعها ميخائيل غورباتشوف مع الغرب والولايات المتحدة، فإنّ " غوربي " متصاعد الشعبية في الخارج، باعتباره مصلحاً سوفيتياً ؛ استثمر الغضب العارم في الديمقراطيات الغربية، على ديكتاتورية صدام حسين المكتشفة فجأة! لينخرط في العمل المشترك الهادف لإخراج القوات العراقية من الأمارة المحتلة. في الوقت ذاته لاح ، أنّ الدبلوماسية العراقية، كانت تتكئ على مقولات جاهزة،حول التضامن الاممي ومعاداة الامبريالية، والمعسكر الاشتراكي وعلى رأسه الاتحاد السوفيتيّ ، العبارة التي كان الكاتب الساخر أبو كاطع(شمران الياسري) يحولها الى "حسجة"* حين يلخصها في كلمة "وعلى رأسه"! بمعنى الاتحاد السوفيتيّ. و من غير المعروف فيما إذا كانت السفارة العراقية في موسكو، زودت حكومتها بتقارير دقيقة عن التحولات الخطيرة الجارية في النظام السوفيتيّ، لكن المؤكد ان قيادة صدام حسين، الخارج من حرب طاحنة مع إيران تعتبر أطول حروب القرن العشرين بين دولتين، بجيش ضخم مرهق، مدمى، بديون ثقيلة، ودينار، فقد قوته الفولاذية، واحساس بالمرارة من "غدر الأشقاء" لم يكن في حال تسمح بالقراءة الواعية للتحولات العالمية، عدا عن الاعتداد بالنفس والمكابرة التي تسم إدارة صدام حسين للأزمات؛ وفقا لشهادات منشقين عن النظام وعن حزب البعث الحاكم في العراق. في نادي الصحفيين، بالطابق الثاني من المركز الصحفي لوزارة الخارجية السوفيتيّة، كنت التقي بمختلف المراسلين السوفيت والاجانب ، بمن فيهم من عمل لسنوات في العراق. مرة حدثني، مراسل صحيفة سوفيتية مركزية ، عاش في بغداد، قبل وبعد صعود صدام حسين الى سدة الرئاسة،عن الانجازات الكبيرة التي تحققت في العراق، سبعينيات القرن الماضي، وقال" تولد لدي انطباع لا أدري كيف أصفه؛ ان في العراق حكومتان، واحدة تبني، واخرى تهدم". وأوضح " قام البعثيون بقفزة نوعية في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية ، لكنهم يخسرون كل شيء دفعة واحدة، بخوض مغامرات عسكرية، مثل الحرب مع إيران". حينها ، شاع مصطلح" عملاء النفوذ" في الأدبيات السوفيتيّة؛ المناهضة لسياسات الانفتاح التي أطلق لها العنان ميخائيل غورباتشوف. ويعني المصطلح، أن شخصيات متنفذة، لا تقوم بأعمال تجسس لصالح دول أجنبية ؛ لكنها تنفذ أجندات تلك الدول في تعيين موظفين على اعلى المستويات، يقودون مؤسسات حيوية، ويتم اختيار أسوأ المرشحين لادارتها، بهدف تخريبها على المديات المتوسطة والبعيدة . الصحفي السوفيتيّ، لم يكن حينها متعاطفا مع تحولات غورباتشوف، وكان يعتقد أن "عملاء نفوذ" من نوع ما تغلغلوا في منظومة الحكم العراقي، الأمر الذي خلق لديه الانطباع بوجود حكومتين في بغداد ، واحدة للبناء واخرى خفية للهدم . يتبع...
في الصورة ليونيد شبارشين(1935-2012)
مدير الاستخبارات الخارجية السوفيتيّة سابقا

13 أكتوبر 2020

علياء نصر تكتب :فى مرثية هاشم الرفاعي


حينما غابت الكلمات عني ..
علمت أن ما بداخلي..قد صار أكبر من الكلمات

....

أبتاه ماذا قد يخط بناني؟.. والسجن والجلاد ينتظراني. 
هذا الكتاب إليك من زنزانة.. مقرورة صخرية الجدران. 
لم تبق إلا ليلة أحيا بها........ وأحس أن ظلامها أكفاني.
ستمر يا أبتاه.. لست أشك في هذا.. وتحمل بعدها جثماني. 

#رسالة_فى_ليلة_التنفيذ للشاعر..هاشم الرفاعي

.....
في الثالثة والعشرين من عمره.. زهرة في عمر الربيع لم يزل..شاعر رقيق القلب..عميق الوجدان..متخم بتركة ثقيلة من القيم والمبادئ..شاب في مقتبل عمره كتب ديوانا من الشعر لينافس به أحمد شوقي على لقب (أمير الشعراء)..تسوقه الأقدار إلي صدام مع السلطة يفضي إلي مقتله..ليضيف إلي قائمة شهداء المبدأ وأحرار الكلمة والصارخين بالحق شابا من أنبلهم وأعزهم..هكذا باختصار نصف هذا الملائكي المغدور...هاشم الرفاعي.
بين قضبان سجون جمال عبدالناصر التي ضمت الكثيرين من النبلاء والاستثنائيين والمثاليين..(وما أشبه يومنا بالأمس)..تنطلق آهات المغدورين..لتكون سيفا أخيرا مشهرا في وجه العار والقهر.. ليس منا من لا يعلم ب(انجازات) جمال عبدالناصر..لكن الكثيرين منا لم يسمعوا شيئا عن ضحاياه...عن هذا النبل الأسير..النقاء المحتجز..يحكينا الشاب المغدور. بوجوده القصير في هذا العالم القمئ الصارخ بكل معاني القبح.. واللذي تجده شارحا ببراعة وألم كل معاناة شباب التيار الاسلامي إبان فترة حكم الراحل عبدالناصر.. هاشم الذي يغرقك في حيرته وتساؤلاته...هاشم الذي يفكر بصوت عال....فيشركك ضبابية أفكاره تارة..ويقينه تارة أخرى..هاشم الذي يرثي نفسه فيجبرك على التعاطف معه..هاشم الذي يحكيك خواطر شاب في ليلته الأخيرة قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه في قصيدته..رسالة في ليلة التنفيذ.. حينما يتسلل إلي وجدانك بنعومة بالغة..هاشم الذي تتألم كلماته وهي تأن تحت ضغط مشاعره العميقة التي تعجز عنها الأوصاف.. هاشم الذي يفجر بداخلك كل ما هو مخبؤ من مشاعر إنسانية صادقة....
حينما يتألم الآخر... ويصرخ بأناته وأوجاعه... حينما يشركك كل معاناته.. ويجهر لك بما يفتعل فى قلبه... فأنت أمام ثائر ك..هاشم الرفاعي..
وحينما ترتعش أطرافك وأنت تستمع إلي هذا الأنين.. وتنتفخ غضبا لآهات صرخاته.. حينما تستشعر ألم الصفعة علي وجه الآخر.. فأنت حتما إنسان. 
فإن لم تستطع أن تكون #هاشم_الرفاعي.. 
فعلي الأقل.. كن إنسانا. 
كم بيننا اليوم من هاشم... وكم فوق رؤسنا من جمال عبدالناصر


07 أكتوبر 2020

محمد سيف الدولة يكتب: هل ترد القاهرة على وقاحة نتنياهو؟


Seif_eldawla@hotmail.com

نشرت صفحة (إسرائيل) تتكلم العربية، على موقع "فيس بوك" تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حرب أكتوبر التى يطلقون عليها حرب يوم الغفران، زعم فيها أن (إسرائيل) هي التي انتصرت في حرب 1973 رغم الموقف الضعيف لها في البداية، فلقد قال ان "الظروف الأولية كانت صعبة؛ لقد اقتحم أعداؤنا أراضي سيناء وهضبة الجولان والنيران أمطرت على مواقعنا. ورغم هذا الموقف الضعيف في بداية الحرب، قلبنا الموازين رأسا على عقب... وفي غضون ثلاثة أسابيع بعد الهجوم المفاجئ الذي شنه الأعداء الذي كان من الأصعب في التاريخ العسكري، وقف مقاتلونا على أبواب القاهرة ودمشق"
***
كرر نتنياهو كلمة الاعداء مرتين على الاقل، وادعى ان قواتهم كانت على مشارف القاهرة ودمشق، اللتان تجرأ وذكرهما بالاسم.
بينما جاءت كلمة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى ذات اليوم لاحياء ذكرى نصر اكتوبر، خالية من اى اشارة الى (اسرائيل) أو الى العدو او اى من الكلمات والمفردات التى يمكن ان تستفز (اسرائيل). بل ان بعض ما جاء فيها قد يفهم على ان فيه تطمينات مبطنة للاسرائيليين بأن مصر اليوم تختلف فى توجهاتها تماما عن مصر عيد الناصر التى كانت تعادى (اسرائيل)، اذ قال بالنص أن ((مستقبل الأوطان لا تصنعه الشعارات والمزايدات، ومقدرات الشعوب لا يمكن أن تترك عرضةً للأوهام والسياسات غير المحسوبة. ونحن في مصر نجدد العهد على مواصلة العمل من أجل صون كرامة هذا الوطن والمضي قدمًا في طريق البناء والتنمية والتعمير والسلام)). بما قد يفهم منه انه يحمل اشارة او تلميحا الى ان مصر اليوم لن تعود أبدا الى تكرار سياسات الخمسينات والستينات المناهضة للدولة العبرية، الرافضة للاعتراف بها أو الصلح والتفاوض معها.
***
دعونا نتفق اولا على تهافت ادعاءات نتنياهو الكاذبة:
· فنجاح القوات الاسرائيلية فى الاختراق وعبور القناة عبر ثغرة الدفرسوار، لم يكن للعسكريين الصهاينة اى فضل فيه بقدر ما جاء نتيجة خطأ جسيم ارتكبه الرئيس السادات حين قرر نقل الفرقتين المدرعتين 4 و21 الاحتياطيتين الاستراتيجيتين من غرب القناة إلى شرقها، بحجة توسيع الهجوم من أجل تخفيف الضغط على الجبهة السورية.
· ولولا رصد اقمار وطائرات التجسس الامريكية لهذه الثغرة وابلاغ (اسرائيل بها)، لما تمكنوا من الاختراق.
· ناهيك عن الجسر الجوى من السلاح والعتاد الذى امدت بها الولايات المتحدة (اسرائيل) بعد بداية الحرب بايام قليلة، والذى قال عنه انور السادات انه "اكتشف انه يقاتل الامريكان وليس الاسرائيليين فقط منذ عشرة ايام." فلا تحدثونا عن انجازاتكم، فلولا الدعم والرعاية والحماية الامريكية لتم سحق قواتكم تماما فى الايام الاولى.
· اما حكاية ان قواته كانت على مشارف القاهرة، فهذا الافاق الكبير يتناسى انهم لم يتمكنوا من اقتحام مدينة "السويس" ولا نقول القاهرة، بعد أن اذاقهم أهاليها الأبطال الأمرين، وقاوموها بصدورهم العارية وانتصروا عليها، فى ملحمة شعبية لا نزال نتحاكى بها حتى يومنا هذا. فما بالكم بأهالى العواصم الكبرى كالقاهرة أو دمشق؟ ماذا كان يمكن أن يفعلوا بكم لو قمتم بتدنيس ذرة واحدة من ترابهم؟
· هذا بالاضافة الى تصريح السادات نفسه بان القوات المصرية كانت قادرة على تصفية الثغرة لولا تهديد كيسنجر. وفيما يلى ما قاله بالنص، انشره كاملا للرد على هذه الأكذوبة الشهيرة التى قالها نتنياهو والتى يرددها القادة الصهاينة كل عام فى ذكرى الحرب: 
· فلقد قال السادات في حديث لمجلة الحوادث اللبنانية نشرته في 8 اغسطس 1975 ((جاءنى الدكتور كيسنجر في 11 ديسمبر 1973 وكان جيب الدفرسوار موجودا، وكان لنا حول الجيب 800 دبابة بخلاف خمس فرق كاملة حشدناها شرق القناة، منها الفرقتان التابعتان للجيش الثالث. وهذه الفرق الخمس كانت بكامل اسلحتها ودباباتها ومعداتها تكون حلقة تحيط باليهود مع حائط صواريخ اروع من الحائط الذي اشتكت منه اسرائيل..وسالنى كيسنجر انت ناوى تعمل ايه ؟ فقلت: هذه اعظم فرصة لتصفية الجيب الاسرائيلى ..لقد تورطوا في دخول منطقة لاتتسع لاكثر من لواء او لوائين من الدبابات فادخلوا اربعة الوية، على اساس انها عملية سياسية او كما سميتها من قبل معركة تليفزيونية .. فلا هم قادرون على الدخول الى الكثافة السكانية في مصر، وليس من السهل أن ينجحوا في قطع المائة كيلومتر حتى يصلوا الى القاهرة عن طريق الصحراء. وفرقى جاهزة لتقفل الممر الذي اوجدوه بين قواتى في اقل وقت ممكن، والخطة موضوعة وجاهزة تنتظر صدور الاوامر. وقال كيسنجر : كل ما تقوله صحيح وقد تلقيت من البنتاجون قبل أن احضر لاقابلك تقريرا كاملا بعدد الدبابات التى اعددتموها ..عندك كذا.. وعدد بطارياتك وصواريخك كذا، والقوات المحتشدة حول الجيب قادرة فعلا على تصفية الجيب ولكن لابد أن تعرف ما هو موقف امريكا ..اذا اقدمت على هذه العملية فستضرب))
· وحتى اذا كان ما تعنيه من قولك " انكم استطعتم قلب موازين القوى" هو النتائج السياسية التى اسفرت عنها مفاوضات فض الاشتباك الأول عام 1974، والتى انتهت الى قبول السادات بانسحاب غالبية القوات المصرية التى عبرت وعودتها مرة اخرى الى غرب القناة، مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية من الثغرة وعودتها الى سيناء...الخ، اذا كان هذا هو ما تعنيه فانه تراجع لا يحسب على مصر ولا يحاسب عليه المصريين شعبا أو جيشا، لأنه كان قرارا منفردا من رجل واحد فقط هو الرئيس السادات الذى لن تسامحه الاجيال أبدا على انكسار ارادته أمام الضغوط الأمريكية.
· ثم اى "قاهرة" التى تتجرأ عليها فى كلامك ايها الارهابى الكبير؟ لقد عجزت قواتكم عن الاحتفاظ بسيناء، والتى قال عنها بيجين مبررا انسحابه منها عام 1979:"سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف. سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أو الأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا "
· انتم، اولا عن آخر، لا يتعدى تعدادكم سبعة مليون يهودى صهيونى أجنبى، ولولا تبعية النظام الرسمى العربى، ولولا خوف وتواطؤ بعض الحكام العرب، ولولا ما يفرضونه من قيود على المقاومة وعلى شعوبهم، لتم انهاء وجود كيانكم الاستيطانى منذ سنوات طويلة على ايدى مئات الملايين من المواطنين العرب المتعطشين الى تطهير بلادهم من آخر كيان استعمارى على وجه الارض.
· انت تعلم جيدا انه ليس لكم وزن ولا قيمة ولا قوة ولن يكون لكم وجود بدون الولايات المتحدة، واذا كان هناك من يحق له التفاخر باى انتصار تحقق على اى دولة عربية، فان الولايات المتحدة هى الوحيدة التى لها هذا الحق، لتضمه الى قائمة جرائمها الاستعمارية الطويلة.
· الم يقلها "ترامب" صراحة فى شهر نوفمبر من عام 2018 حين كان يدافع عن اهمية السعودية لوجود(اسرائيل) وسؤاله الصريح للراى العام الامريكى: هل تريدون (اسرائيل) ان ترحل! الى هذه الى الدرجة وجودكم هش، فلا تحدثونا عن انتصارات زائفة او موهومة.
· ثم قل لنا أليست قواتكم وجيوشكم تلك التى تتفاخر بها هى التى تراجعت وانسحبت هربا من لبنان ومن غزة التى لا يتعدى سكانها بضعة ملايين قليلة، امام ضربات المقاومة وعملياتها. ثم تأتى لتحدثنا عن القاهرة ودمشق!
***
ان الكذب والتلفيق ليس غريبا على العدو الصهيونى، فكيانهم قائم على منظومة كاملة من الاساطير الزائفة، والادعاءات الكاذبة، ولكن المطلوب من السلطات المصرية وجماعة كامب ديفيد ان تعامل (اسرائيل) بالمثل، على أضعف الايمان.
فليس من المقبول بعد كل ما قدمته الادارة المصرية (لاسرائيل) فى السنوات الماضية، من تأكيدات متتالية على ان السلام اصبح فى وجدان المصريين، ومن دعوات مبكرة الى توسيع السلام العربى معها ودمجها فى المنطقة لمواجهة المخاطر المشتركة، ومن محاولة تأجيل قرار ادانة المستوطنات الاسرائيلية فى مجلس الأمن، ومن اخلاء المنطقة الحدودية فى سيناء واقامة المنطقة العازلة، ومن استيراد الغاز منها فى صفقة بلغت فيمتها 15 مليار دولار، ومن اشراكها فى تأسيس "منظمة غاز شرق المتوسط، ومن السماح للسفارة (الاسرائيلية) بالاحتفال العلنى لاول مرة فى قلب القاهرة بما يسمى بعيد الاستقلال الاسرائيلى بالقرب من ميدان التحرير، ومن الاسراع بتأييد ومباركة الاتفاقات الاسرائيلية الاماراتية والبحرينية وصفقة القرن، ومن الحرص الرسمى فى كل التصريحات والمناسبات الرسمية المصرية على عدم جرح مشاعر (الاسرائيليين) او الاساءة اليهم بأى شكل من الأشكال، بما في ذلك ذكرى حرب اكتوبر لتحرير الارض التى احتلتها (اسرائيل)...الخ
نقول ليس من المقبول بعد كل ذلك، الا ترد (اسرائيل) الجميل ولو بأقل القليل، فتحرص على التزام الأدب وتجنب ترديد مثل هذه التصريحات والاكاذيب الوقحة.
*****
7 أكتوبر 2020

06 أكتوبر 2020

نص بلاغ سعد الشاذلي ضد انور السادات


نص بلاغ الفريق سعد الدين الشاذلي (رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إبان حرب السادس من أكتوبر 1973) المقدم للنائب العام ضد رئيس الجمهورية: أنور السادات
السيد النائب العام:
تحية طيبة.. وبعد
أتشرف أنا الفريق سـعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 من مـايو 1971 وحتى 12 ديسمبر 1973، أقيم حاليـا بالجمهورية الجـزائرية الديمقراطية بمدينة الجزائر العاصمة وعنواني هو صندوق بريد رقم 778 الجزائر- المحطة B.P 778 ALGER. GARE بان اعرض على سيادتكم ما يلي:
أولا: إني أتهم السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربيـة بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 ومايو 1978، وحيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية:
1 - الإهمال الجسيم:
وذلك انه وبصفته السابق ذكرها أهمل في مسئولياته إهمالا جسيما وأصدر عدة قرارات خاطئة تتعـارض مع التوصيات التي أقرها القادة العسكريون، وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلي:
(أ) نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 73 في حين انه كان من الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا.
(ب) فشل قواتنا في تدمير قوات العدو التي اخترقت مواقعنا في الدفرسوار، فى حين أن تدمير هذه القوات كان في قدرة قواتنا، وكان تحـقيق ذلك ممكنا لو لم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراته الخاطئة.
(ج) نجاح العدو في حصار الجيش الثالث يوم 23 من أكـتوبر 73، في حين أنه كان من الممكن تلافي وقوع هذه الكارثة.
2 - تزييف التاريخ:
وذلك انه بصفته السابق ذكرها حاول و لا يزال يحاول أن يزيف تاريخ مصر، ولكي يحقق ذلك فقد نشر مذكراته في كتاب اسماه (البحث عن الذات) وقد ملأ هذه المذكرات بالعديد من المعلومات الخاطئة التي تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البريء.
3 - الكذب:
وذلك انه كذب على مجلس الشعب وكذب على الشعب المصري في بياناته الرسمية وفي خطبه التي ألقاها على الشعب أذيعت في شتى وسائل الإعلام المصري. وقد ذكر العديد من هذه الأكاذيب في مذكراته (البـحث عن الذات) ويزيد عددها على خمسين كذبة، اذكـر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
(أ) ادعاءه بـان العدو الذي اخـترق في منطقـة الدفرسوار هو سبعة دبابات فقط واستمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الحرب.
(ب) ادعاءه بأن الجـيش الثالث لم يحاصر قط في حين أن الجيش الثالث قد حـوصر بواسطة قوات العدو لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.
4 - الادعاء الباطل:
وذلك انه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا يوم 19 من أكتوبر 73، وانه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة، في حين انه لم يحدث شيء من ذلك مطلقا.
5 - إساءة استخدام السلطة:
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها سمح لنفسه بان يتهم خصومه السياسيين بادعاءات باطلة، واستغل وسائل إعلام الدولة في ترويـج هذه الادعاءات الباطلة. وفي الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخـدام وسائل الإعلام المصرية -التي تعتبر من الوجـهة القانونية ملكا للشعب- للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة.
ثانيا: إني أطالب بإقامة الدعوى العمومية ضد الرئيس أنور السادات نظير ارتكابه تلك الجرائم ونظرا لما سببته هذه الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم.
ثالثا: إذا لم يكن من الممكن محـاكمة رئيس الجمهورية في ظل الدستور الحـالي على تلك الجرائم، فإن اقل ما يمكن عمله للمحافظة على هيبة الحكم هو محاكمتي لأنني تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم التي قد تعتقدون من وجهة نظركم أنها اتهامات باطلة. إن البينة على من ادعى وإني أستطيع- بإذن الله- أن أقدم البينة التي تؤدى إلى ثبوت جميع هذه الادعاءات وإذا كان السادات يتهرب من محاكمتي على أساس أن المحاكـمة قد تترتب عليها إذاعة بعض الأسـرار، فقد سقطت قيمة هذه الحجة بعد أن قمت بنشر مذكراتي في مجلة "الوطن العربي" في الفـترة ما بين ديسمبر 78 ويوليو 1979 للرد على الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي وردت في مذكرات السـادات. لقد اطلع على هذه المذكرات واستمع إلى محتوياتها عشرات الملايين من البشر في العالم العربي ومئات الألوف في مصر.
التوقيع /
الفريق سـعد الدين الشاذلي

05 أكتوبر 2020

سيد أمين يكتب: لماذا تفشل المنظومة التعليمية في مصر؟

 

 

أيام قلائل ويبدأ في مصر عام دراسي جديد، تتضاعف معه معاناة الأسر المصرية التي تعاني الأمرّين أساسا من غلاء تكاليف المعيشة، وتدني الدخول وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتفشي الأمراض وغيرها.

حيث تبقى الأسر بحاجة لميزانيات مالية كبيرة من أجل الدروس الخصوصية التي صارت لصيقة بالتعليم رغم تجريمها قانونا، وميزانيات الزي والكتب والكراسات، والسيارات والحافلات المدرسية، بخلاف المصروفات المدرسية والشخصية وغيرها.

 

ومع أن كثير من الأسر تعتبر أن تلك الأوضاع وحدها كفيلة بجعلها تدير ظهرها للعملية التعليمية ما رفع نسب التسرب من التعليم الأساسي مع تفشي ظاهرة أمية المتعلمين، إلا أن الكثيرين زادوا الأمر تعقيدا باعتقادهم أنه لا جدوى من التعليم أساسا، لأن خريج الجامعة – رغم ما أُنفق فيه من مال وجهد ومعاناة – سينافس في نهاية المطاف غير المتعلمين في سوق الأعمال الحرفية واليدوية، وأن قيمة العلم – في مقابل قيمة الرشوة والفهلوة والبلطجة – لم تشفع لصاحبها من عدم التنكيل به في أقسام الشرطة ومؤسسات الدولة العتيقة والبيروقراطية، أو حتى تحول دون اتهامه بالجهل.

 

عملية اقتصادية

 

ويسود اعتقاد كبير عند أولياء الأمور وحتى المعلمين أنفسهم أن العملية التعليمية في مصر جرى تخريبها وتحويلها لعملية جباية اقتصادية تهتم بكل شيء إلا التعليم.

 وهناك قناعة سائدة بأن قرار بدء العملية الدراسية الأساسية منتصف الشهر القادم لا يقصد منها سوى سرعة تحصيل المصروفات الدراسية –التي ضوعفت إلى أكثر من أربعة أضعاف عما كانت عليه العام الماضي– وبعدها سيجرى وقف الدراسة حضوريا على وقع جائحة كورونا والمتوقع أن تتفاقم مع حلول الشتاء.

واللافت هنا أن وزارة التعليم تقوم سنويا بتغييرات غير ذات قيمة في صياغة ومقررات المناهج قاصدة من ذلك حرمان التلاميذ من تبادل الكتب وإعادة استخدامها في العام التالي، ما يضطرهم إلى شرائها من الوزارة بأسعار تفوق تكلفتها الفعلية.

ومن الخطط التي أعلنت وزارة التربية والتعليم عن دراسة إمكانية تطبيقها في هذا الشأن فتح منصات تعليم إليكترونية يقوم الطلاب بالاشتراك فيها مقابل رسوم شهرية لكل مادة، وهو ما يعني حرفيا في حال تطبيقه إلغاء مجانية التعليم التي تآكلت “فعليا” خلال السنوات الماضية رغم احتفاظها ببعض القشور.

بالإضافة إلى أن تجربة التعليم عن بعد ستكلف الأسر الفقيرة أموالا كبيرة في “باقات الإنترنت” المرتفع سعرها أصلا. 

 

إثقال ورتابة

والواقع أن تجربة التعليم حضوريا في مصر كانت هي الأخرى مثالا للفشل الذريع، فبعد أن استمع الطالب للتو إلى درس ممل عن “الفيزياء” دام 45 دقيقة، دخل مسرعا إلي درس مثله ولكن عن “الكيمياء”، وما أن انتهي منه حتى دخل درسا آخر عن “الجبر” ورابع عن “الجغرافيا” وخامس عن “اللغة الإنجليزية” ثم “اللغة العربية” ثم سابع عن “التاريخ” وثامن عن “الهندسة” وتاسع عن “اللغة الفرنسية”، ليخرج هذا النابغة من المدرسة التي دخلها في السابعة صباحا نحو الثالثة عصرا قاضيا نحو 8 ساعات كاملة يتخللها راحة دامت 45 دقيقة يليها كثير من الواجبات والمراجعات التي يتوجب عليه أن يتفرغ ما تبقى من اليوم لإنجازها، ولكن هذا لا يحدث لأنه في اليوم التالي سيعيد الكرّة ذاتها بينما تبقى مسألة إنهاء الواجبات هي مهمة الدروس الخصوصية يليها النوم دون إتاحة أي فرصة لالتقاط الأنفاس ولا المراجعة ولا الاستيعاب.

هذا الطالب الذي توحي تلك الدروس بأن الوزارة تعتبره طالبا عبقريا، كثيرا ما تجده في نهاية المطاف لا يجيد حتى القراءة والكتابة لا بالعربية ولا بأي لغة أخرى، وغالبا ما يلجأ في النهاية إلى شراء شهادة المؤهل من الكليات والمعاهد الخاصة، لينتقل من أعداد الأميين إلى أعداد أمية المتعلمين، وكل ما أخشاه أن تكون كل تلك المقدمات تهدف إلى صناعة هذه النتيجة بشكل متعمد.

ما يؤكد ذلك أن المدارس الدولية والأجنبية في مصر لا تجهد طلابها بهذا الشكل، لكون المناهج أقل وأكثر تلخيصا، وعدد الدروس اليومية أو الأسبوعية أقل بكثير، فضلا عن إتاحتها للطالب كثيرا من المزايا منها اختيار المناهج التي يستذكرها في كل مرحلة.

وإذا كان الفشل في التعليم العام بهذه الحالة فان الفشل في التعليم الأزهري مستفحل بشكل أكبر خاصة أنه أكثر كثافة في المناهج والأعداد، وأنه مستهدف بالتهميش والإلغاء تماشيا مع الحرب على الخطاب الإسلامي.

 

شهادات دولية ومحلية                  

 

وطبعا غني عن البيان أنه طبقا لبيانات رسمية دولية، فان مصر تذيلت قوائم جودة التعليم في العالم وسبقتها في ذلك كل أمم العالم تقريبا بلا استثناء وذلك قبل أن تخرج من التصنيف الدولي نهائيا. والكل يعلم أن التعليم تدهور في “السبعين عاما الماضية” لدرجة غير مسبوقة بدءا من شهادة العالم فاروق الباز الذي أكد في قناةdmc    أن جودة التعليم المصري تدهورت في الـ 50 أو الـ 60 سنة الأخيرة بشكل كبير، وصولا إلى المصري البسيط الذي طال به العمر ليتعامل مع متعلمي اليوم فأدرك أن ثقافة الحاصل على شهادة البكالوريا “الثانوية العامة القديمة” أعلى من ثقافة الكثير من حملة دكتوراه الجامعات والمعاهد الخاصة والأهلية الآن.

 

مخطط جديد

 

في الحقيقة أن تصريحات طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المتناقضة حول التعليم في مصر من آن لأخر والتي تارة فيها يعترف بالفضيحة بعد أن كان يتجمل ويشيد بالمسار التعليمي وتارة أخرى يتجرأ ويطالب بتخصيص 11 مليار جنيه للوزارة وإلا فإنه سوف “يغلقها”، وهى تصريحات لا يمكن أن تصدر دون ضوء أخضر، وحوادث تسريب امتحانات الثانوية العامة التي أصبحت عادة سنوية بديهية، كل ذلك يطرح تساؤلات أكثر مما يجيب عنها، حول ما يجري إخفاؤه للتعليم في مصر، خاصة أن الوزير نفسه أشار إلى هذه الخطط حينما قال “إن حلم مصر الأكبر هو وضع نظام جديد ومبتكر للتعليم في مصر”.

ولذلك فمن حق أي قائل أن يقول أن أي مخطط تنفذه دولة – وليس شركة أو جمعية – لما لها من إمكانيات،  يجب أن يكون محسوبا بدقة في كافة مراحله، وأن هذا المخطط حينما يكون قائما على ركيزة “الإنترنت” فمن البديهي أن يكون أول ما يحسب حسابه هو وجود تلك المادة حين إطلاقه.

الغريب أنه بعد طول احتفالات رسمية بهذه المنظومة وما يرافقها من طول فشل، تم العام قبل الماضي امتحان غالبية الطلاب بالنظام القديم مع غض الطرف رسميا عن انتشار “الغش” الذي انتاب تلك الامتحانات، وذلك بسبب مسئولية الدولة عن وقوع الطلاب في هذا المأزق.

ويترافق مع هذا الفشل تنامي ظاهرة صفحات “تشاومنج” على الفيس بوك التي  بات يعتقد الناس أنها أيضا ظاهرة مقصودة لسبب لم يتضح بعد، فكيف تنجح هذه الصفحات سنويا في الوصول إلى أسئلة امتحانات الثانوية العامة ونشرها قبل أيام من الامتحانات الرسمية، وما هو الهدف والمكسب العائد للقائمين عليها من وراء تلك الجريمة والمخاطرة، وكيف يحدث ذلك رغم قيام أجهزة سيادية تتسم بغاية السرية بطباعتها وتوزيعها بنفسها، وإعلان الداخلية عدة مرات القبض على أصحاب تلك الصفحات مع عدم اختفاء الظاهرة؟

وفي العام الماضي وتحت ضغط جائحة كورونا تم تجريب الامتحانات عبر الإنترنت وما يطلقون عليه “البحوث” فكانت النتيجة فضيحة علمية، وجاءت بعيدة تماما عن العلم والتعليم.

 

كامب ديفيد والتعليم

ليس سرا أن اتفاقية كامب ديفيد تستهدف غرس ثقافة الاستسلام والتبعية، والدعوة للاستسلام العربي للمخطط الصهيوني والتطبيع معه وتذويب القضية الفلسطينية، واستبدال الوطن العربي بالشرق أوسطية التي تضم “إسرائيل” والدعوة للشعوبية في مواجهته، وحذف آيات الجهاد من التعليم والإعلام وحتى في خطب المساجد وتغيير تفسيراتها، واستبدال الحلال والحرام في وجدان الناس بالخطأ والصواب، وتخريب وإلغاء التعليم الديني والأزهري، وتشويه صور الرموز الدينية والجهادية التاريخية وغيرها.

ومن المعروف أيضا أن بعضا منها تحقق والبعض منها سيتحقق إما “بثورة دينية” أو بـ “منظومة تعليمية جديدة”.


اقرأ المقال كاملا 

الرابط: https://eipss-eg.org/?p=45338
الرابط البديل: https://tinyurl.com/y6lu394v



04 أكتوبر 2020

محمد سيف الدولة يكتب: حميدتى يقدم أوراق اعتماده للامريكان

بيع فلسطين وتصفية الثورة


واضح انه اصبح هناك اعتقادا راسخا لدى كافة المسئولين العرب، ان منصب الحاكم وكرسى الحكم فى اى دولة عربية فى يد الجالس فى البيت الابيض.

وبالتالى على كل من يريد ان يحتفظ بعرشه، وعلى كل من يطمع فى الجلوس على عرش دولته بعد وفاة أو سقوط الحاكم القديم ان يقدم اوراق اعتماده للامريكان

وهذا هو المعنى الوحيد الذى وصلنى بعد تصريحات حميدتى الاخيرة يوم الجمعة الماضى 2 اكتوبر الجارى، فرغم ان كل ما قاله من تصريحات يمكن ان يندرج تحت بند التبعية والخيانة للثوابت الوطنية والعربية، ناهيك على انه سيؤدى الى تشويه سمعته وحرقه جماهيريا وشعبيا ووطنيا فى بلد يعيش حالة ثورية، الا انه من الواضح انه لم يكن يعنيه احدا فى السودان او فى فلسطين او فى العالم العربى او فى العالم كله، الا الامريكان الذين اراد ان يرسل اليهم رسالة واضحة صريحة لا تقبل اللبس بأنه هو رجلهم المناسب فى السودان، وانه على استعداد ان يلبى وينفذ كل الشروط والتعليمات المطلوبة، وعلى راسها اقامة علاقات طبيعية مع (اسرائيل) ودمجها فى المنطقة والمشاركة فى الحفلة العربية الرسمية الدائرة على قدم وساق لذبح فلسطين وتصفية قضيتها، بالإضافة الى اى تعليمات أخرى.

وهو هنا لن يفوز بعصفور واحد فقط، بل بعصفورين بضربة وحدة، والفوز الثانى هو اجهاض الثورة؛ لانه اذا قبلت الولايات المتحدة العرض وقررت تنصيبه حاكما للسودان، فسيتطلب ذلك اجهاض الثورة وتصفيتها والعصف باتفاق تقاسم السلطة الموقع بين قوى الثورة وبين المجلس العسكرى الذى ستنتهى ولايته بعد بضعة شهور لتتسلمها وفقا للاتفاق القوى المدنية التى ستتولى حكم البلاد 18 شهرا قبل ان تنتهى المرحلة الانتقالية باجراء الاستحقاقات الانتخابية.

فتنصيب حميدتى أو من يماثله حاكما منفردا للبلاد، سيتطلب حتما العصف بكل ذلك، وستعمل الولايات المتحدة على الاتيان به بالبارشوت من فوق الجميع ورغم أنفهم، بالاعتماد على نفوذها الدولى ودعمها المالى ومحمياتها العربية فى المنطقة كالسعودية والامارات.

وبطبيعة الحال فان مشروعا مثل هذا سيترتب عليه سفك دماء وتوقيف واعتقال قطاعات واسعة من الثوار والمتظاهرين السودانيين الذين سيتصدون لاى محاولة لسرقة ثورتهم والارتداد عليها، ولكنه سيكون فى هذه الحالة سفكا للدماء مقبولا ومشروعا على المستوى الدولى لأنه سيأتى فى ظلال المباركة والاعتراف والحماية الأمريكية.

***

وهذا هو ما يفسر الجرأة التى تكلم بها حميدتى، غير عابئ بكائن من كان، مما دفعه الى الذهاب فى تصريحاته الى ابعد مدى، فقال ما لم يجرؤ الاماراتيون والبحرينيون انفسهم على قوله علنا، فقال في مقابلة تليفزيونية من مقر إقامته بجوبا:

"إن بلاده ترغب في إقامة علاقات مع إسرائيل، وليس تطبيعًا، وذلك للاستفادة من إمكانياتها المتطورة"

"الشعب السوداني يقرر بعد استطلاع رأي عام، هذه هي الديمقراطية، والرافضون لإقامة علاقات مع إسرائيل، من فوّضهم بذلك؟".

"إن إسرائيل متطورة، ونحن عايزين نشوف مصلحتنا وين"

"كل العالم شغال مع إسرائيل، والدول العظمى شغالة مع إسرائيل من ناحية تقنية ومن ناحية زراعة".

"نحن نحتاج إلى إسرائيل بصراحة، ولا خايفين من زول، عايزين علاقات وليس تطبيع، وماشيين في هذا الخط".

"التطبيع مع إسرائيل الناس مشيت فيه، ونحن إسرائيل لا تربطنا معها حدود، وصحيح أن القضية الفلسطينية مهمة، والشعب الفلسطيني نحن مفترض نقف معه في قضاياه، لكن نحن ما أقرب الآن من الناس العاملين علاقات مع إسرائيل".

"نحن ما أقرب منهم، إسرائيل لها مع مصر حدود، ونحن ما عندنا حدود، ولها مع الأردن حدود، والأردن بها 3 مليون فلسطيني ويمكن أكثر".

"شئنا أم أبينا، موضوع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مربوط مع إسرائيل وهذا ما اتضح لنا، ونحن نرجو ألا يكون مربوطًا بالعلاقات مع إسرائيل".

"نحن ما بنتكلم عن تطبيع، ولكن علاقات، ونحن بنستفيد منها، ودي بتراضي وتشاور كل الناس، والناس تشوف مصلحة السودانيين، نحن تعبنا اتحاصرنا كم سنة وكل الشروط أوفينا بها للخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب".

***

ان التصدى لحميدتى وجماعته من الطامعين فى حكم السودان من بوابة امريكا و(اسرائيل)، لن يكون دفاعا عن فلسطين فقط وانما دفاعا عن السودان وثورته وثواره وحياة شعبه الكريم وحريته.

*****

4 أكتوبر 2020

22 سبتمبر 2020

محمد سيف الدولة يكتب: لن تقود (اسرائيل) الأمة

Seif_eldawla@hotmail.com

" ان مصر قادت الشرق الأوسط 40 سنة وهذه هى النتيجة، واذا تركتم (اسرائيل) تقود ولو عشر سنوات فسوف ترون "

هذا ما قاله "شمعون بيريز" لبعض رجال الأعمال العرب على هامش مؤتمر الدار البيضاء عام 1994 وفقا لما ورد في كتاب "سلام الأوهام" لمحمد حسنين هيكل

***

حينها، اتهم البعض بيريز بالبلاهة، فكيف يمكن ان يخطر بباله أمر كهذا؟ كيف يجرؤ على تخيل ان العرب مهما كانت سوءاتهم يمكن ان يعطوا راية القيادة لعدوهم اللدود والمعتدى الأول على اوطانهم وشعوبهم على امتداد قرن من الزمان؟

***

فهل ما نراه اليوم يؤشر ان بيريز لم يكن أبلها ولا يحزنون، بل كان على علم بما ستؤول اليه الأمور ان عاجلا أم آجلا، بعد توقيع ثلاث اتفاقيات عربية مع (اسرائيل) كامب ديفيد 1978-1979 واوسلو 1993ووادى عربة 1994؟

لأنه اليوم وبعيدا عن التصريحات والبيانات الرسمية العربية الكثيرة حول حقوق الشعب الفلسطينى ودولته المستقلة، فلقد أصبح واضحا للجميع ما كانت عديد من الانظمة العربية تحاول اخفاءه منذ سنوات طويلة من ان معظمها تلتزم بالاسس والشروط والقواعد التى سنها الامريكان والصهاينة للمنطقة:

· فغالبية العرب الرسميين اليوم يبايعون ويباركون السيطرة المنفردة للولايات المتحدة الأمريكية على العالم والمنطقة، ويتحالفون معها ويتبعونها ويحتمون بها ويسيرون فى ركابها او يسعون الى ذلك.

·وأصبحوا يتبنون الموقف العقائدى الصهيونى من ارض فلسطين، وهو الموقف الذى ينطلق من انها أرض اليهود التاريخية ووطنهم القومى فيما عدا الضفة الغربية وغزة، فلقد اعترفوا جميعا بـالشرعية المزعومة لـ (اسرائيل) او فى سبيلهم الى ذلك.

·والجميع تاب وأناب بذريعة التفوق العسكري للكيان الصهيوني، وقرروا انهم لن يحاربوها مرة أخرى مهما حدث، وان حرب 1973 كانت آخر الحروب.

·والجميع التزم صراحة او ضمنا بقاعدة ان امن (اسرائيل) هو قدس الاقداس، ممنوع الاقتراب ممنوع اللمس.

·والجميع ينسق امنيا مع الكيان الصهيونى بدرجة أو بأخرى.

·والجميع شارك على امتداد ما يقرب من نصف قرن فى حصار واجهاض المقاومة المسلحة للعدو الصهيونى بدءا بأيلول الاسود 1970 وتل الزعتر 1975 وطرد ونفى القوات الفلسطينية من لبنان 1982، والعمل منذ ذلك الحين على شيطنة المقاومة فى لبنان وفلسطين وتجريمها وفرض الحصار عليها.

·والجميع مارس ضغوطا هائلة على القيادات الفلسطينية الرسمية للتنازل عن 78 % من وطنها والقاء السلاح والكف عن المقاومة والتفاوض مع العدو على 22 % فقط من فلسطين هى الضفة وغزة كما تقدم، الى أن آلت الأمور الى ما آلت اليه من تآمر الجميع على تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع (اسرائيل) لما تبقى من الارض المحتلة.

·واعتمد غالبية الحكام العرب صراحة او ضمنا التوصيف الامريكى الصهيونى للمقاومة بأنها إرهاب، وامتنعوا عن دعمها باى شكل من الأشكال بدافع الخوف أو التواطؤ، بل ان منهم اليوم من يطالب بنزع سلاحها.

·والغالبية العظمى منهم قبلت صاغرة إعادة صياغة المنطقة وتشكيلها وادارتها وفقا للمشروع الامريكى الصهيونى، القائم على مجموعة من المحميات الامريكية التابعة، المسماة بالدول والدويلات العربية، فى القلب منها المحمية الكبرى والقاعدة العسكرية الاستراتيجية المسماة بـ (اسرائيل).

·اما عن التطبيع فحدث ولا حرج، فهو قائم على قدم وساق سرا وعلانية، بدءا بمصر كامب ديفيد ونهاية بالامارات والبحرين وما بينهما، وما خفى كان أعظم.

***

خلاصة القول ان أنظمتنا العربية المصونة ونظامها العربى الرسمى الموقر قد سلموا القيادة العامة للأمريكان والقيادة الإقليمية للصهاينة، وقرأوا الفاتحة على ذلك، وماتوا واندفنوا كقوى داعمة لقضايانا الوطنية والقومية. فالبقية فى حياتكم.

***

أما الشعوب فلم تكف عن المقاومة ولم تستسلم أبدا؛ تواطأت علينا كل القوى الكبرى وانظمتها الدولية المتعاقبة وقاموا برعاية الحركة الصهيونية وزراعة وتأسيس وحماية وتسليح وتمويل (اسرائيل) على امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان، شهدنا فيه حربين عالميتين وقوى عظمى قديمة وجديدة وأسلحة نووية واعتداءات وحروب ومذابح أوروبية وامريكية وصهيونية لا أول لها ولا آخر، وصعود وسقوط انظمة وحكام، قرن شهدنا فيه اهوالا عظيمة وواجهنا تحديات جسام واختلالات رهيبة فى موازين القوى، ورغم كل ذلك ما زلنا هنا لم نفنى او نتبدد او نعترف او نستسلم، أربعة أجيال متعاقبة من المقاومة، امنهم مهدد ووجودهم على المحك، يعيشون داخل قرى محصنة، فبماذا تفيدهم صفقات يعقدونها او وريقات يوقعونها مع هذا الحاكم او ذاك؟

ابدا لن تقودنا (اسرائيل).

*****

22 سبتمبر 2020

20 سبتمبر 2020

Egyptians Are Fighting Silent Wars

by - SAYED AMIN

What is currently going on in Egypt is the same as it used to happen in all eras of decay that we have been reading about in history books, where excessive materialism prevails at the expense of sincere spiritual values, doctrinal skepticism is supported and promoted while methodological skepticism that are aimed at reaching the truth is dispelled, and the most important components of society, such as family and regional ties, are destroyed up to attempts to disintegrate the Egyptian family.

In coincidence with this, religious, societal, and heritage tendencies are criminalized, and societal opinion leaders are stifled, dispelled, demeaned, and replaced with fake opinion leaders that lack any intellectual value. In fact, this is only an extremely small part of an all-out war that has been targeting the structure of Egyptian society for decades, especially in the last decade.

Several conflicts, sometimes small and other times big, have been erupting within homes, families, tribes, neighborhoods, or villages, to distract people from their long suffering from tyranny and their worsening living conditions resulting from the price hikes and depletion of incomes and resources . In such circumstances, Egyptians may in no way have time or opportunity to think about important and fundamental issues such as national independence, preservation of the homeland, or protection of sanctities - which perhaps explains the reasons behind existence of such conflicts and internal wars.

It is a grave mistake to underestimate such internal conflicts, as sociologists, for example, confirm that social injustice is more severe than economic and political injustices. , We find that many serious writers and researchers underestimate social injustice, despite the fact that the greatest revolutions in history - such as the Bolshevik and French revolutions and American War of Independence - were originally social revolutions; and even different religions have often been seen as a kind of social revolution.

The phenomenon of blood feuds is back again

The murder of the young man Mahmoud al-Banna, Menoufia, lower Egypt, last October - at the hands of another young man, Mohamed Ashraf Rageh and some of his friends, when the former confronted the latter to defend a young girl from harassment by Rageh and his friends - and the widespread public sympathy with him, was an expression of a state of categorical popular rejection of the painful reality that they have been experiencing day and night, including the widespread acts of bullying, with impunity of perpetrators amid absence of legislation to protect witnesses. All this is fed up by the spread of favoritism and bribery in justice institutions, as well as lack of deterrent laws, in addition to the authority's interest in preserving its political security and deterring and intimidating political opponents, sometimes by tampering with laws,and at other times by unleashing thugs, criminals registered as a security risk, and outlaws in society.

Accordingly, it has been natural for people to lose confidence in the State and attempt to protect themselves with their own hands. Although the blood feuds phenomenon had almost disappeared from the dictionary of Egyptians' daily life, it has recently returned strongly to Egyptian society, where most villages and administrative centers throughout the country are witnessing ferocious blood feuds incidents, claiming lives and terrifying them, which threatens with imminent collapse of the State of law.

Instead of taking action against the oppressor in favor of the oppressed for achievement of deterrence, authorities deliberately ignore law enforcement with the aim of securing of its own interests with perpetrators. The main reason behind the growth of this phenomenon remains due to loss of confidence in the power of law, considering it a tool for impunity rather than a tool for application of punishment.

Anyway, the authorities that have oppressed thousands of opponents since the January revolution (2011) and even before, are urgently required now to use such force for deterrence of outlaws. All media outlets, especially social networking sites, are filled with stories of blood feuds that take place in Egyptian society, without availability of official statistics in this regard, given that many of these incidents are not registered as blood feuds upon insistence of people complicity of authorities.
Drug abuse and trafficking

It goes without saying that the successive Egyptian governments have other objectives from the growth of the phenomenon of drug abuse and trafficking, where authorities turn a blind eye to the phenomenon, ignore and neglect it; and in other times, they participate in such unlawful activities and encourage them. The relation between authorities and drugs gangs was partly revealed through the famous story of “Izzat Hanafi”, the head of a drugs gang in Nekhila, Assiut, Upper Egypt, in early 2004, which later turned into a cinematic movie, “Al-Jazeera ”, Starring the actor Ahmed El-Saqa - which was recognized by authorities at the time.

Moreover, the security dealing with the phenomenon of drug abuse and trafficking gave people an impression that it was not sincerely fighting it, which prompted some parliamentarians, as well as some artists, researchers and academics to demand legalization of drug abuse and trafficking, despite the fact that the Parliament "theoretically" tightened the penalty of drug trafficking to reach death penalty.

Official statistics confirm that 10.4% of Egyptians are drugs abusers, with the decline in their (drug abusers) age to nine years, taking into account that 79% of the crimes committed in Egypt are due to drug abuse.

Human trafficking

“Thugs” are the main component in any conflict, where they have been encouraged to do so through the State's laxity in dealing with them with use of due force against them. This has sent them embedded messages about the government's protection of thugs, and that the community should submit to them, given the influence they possess, especially after the government celebrated those criminals, included them in the State's civil service work, and granted discretionary exemptions to prominent figures of them.

The official government-owned media outlets also contributed to encouraging this “phenomenon” through producing many drama works that glorify thugs and justify their crimes by allegations of grievance, rebellion against social injustice, self-defense, or others.

The situation was further exacerbated by the fact that thieves, who used to steal people's property and money in the past, started to steal people themselves and sell them to human organ trade gangs at times, and international pharmaceutical companies to conduct their medical experiments on them at other times. Furthermore, they also kidnap victims for ransom, extorting their families, or just for raping females; which has led to spreading fear and panic in Egyptian society.

Porn websites

Sexual and pornographic movies usually come via the Internet or some TV satellites channels to destroy the remaining values, customs and religious tendencies that have not yet been destroyed by Egyptian and Arab drama. Although an uproar was raised in Egypt in early 2012, calling for the blocking such websites, and the government at the time justified failure to block them by the required high costs (allegedly billions) and the allegation that it was almost technically impossible, but the recent blocking of hundreds of political websites belonging to opponents and excluding closure of porn websites confirms that all past allegations raised in 2012 were not true.

Too many problems

There are numerous problems that Egyptian families suffer from, which may have mostly been driven by economic problems, including the spread of spinsterhood among young people of both sexes. Of course, the outbreak of spinsterhood among girls –exceeding 10 million, according to official statistics– causes great tension to their families; as well as the phenomenon of divorce –a case of divorce every two minutes– and the growing phenomenon of the escape of the family breadwinner due to unemployment and low wages, which has resulted in the rise of the growing numbers of female breadwinners that support about 3.5 million families, about 20 million people.

Also, when a family member suffers from a chronic disease, this usually causes confusion for all members of the same family:

Some statistics estimate that there are about 2.6 million patients with kidney failure, 8.2 million with diabetics, and 1,130 cancer patients per million people, in addition to 10.6 million disabled people, not to mention dozens of other diseases, where parents and other family members of these patients share their pain.

In fact, the Egyptian people are now suffering from a comprehensive biological, psychological, economic and political war, which is viewed by some as the most dangerous war in Egypt's history.

17 سبتمبر 2020

سيد أمين يكتب: حروب صامتة يخوضها المصريون


تماما كما كان يحدث في كل عصور الاضمحلال التي كنا نقرأ عنها في كتب التاريخ يحدث الآن في مصر سيادة المادية المفرطة في مقابل القيم الروحية الصادقة، دعم وترويج الشك المذهبي في مقابل تسفيه الشك المنهجي الراغب في الوصول للحقيقة، العصف بأهم مكونات المجتمع كالروابط العائلية والجهوية وصولا إلى تفسيخ الخلية الأولى في المجتمع وهي الأسرة ليصبح كل فرد فيها لا يمثل إلا نفسه، يترافق مع ذلك تجريم الوازع الديني والمجتمعي والتراثي في نفوس الناس، وخنق قادة الرأي المجتمعيين وتسفيههم والحط من شأنهم وإحلالهم بقادة رأي مصطنعين يفتقدون لأي مضامين فكرية ذات قيمة، كل ذلك جزء يسير للغاية من حرب شاملة يتعرض لها بنيان المجتمع المصري منذ عقود لاسيما في العشرية الأخيرة من التاريخ، بما يجعلها تعادل في خطورتها أعنف حروب الإبادة التي عرفها التاريخ.

صارت هناك حربا صغيرة أحيانا أو كبيرة في أحيان أخرى داخل كل بيت أو أسرة أو عائلة أو قبيلة أو حي أو قرية، تصغر معها معاناة الناس من الاكتواء بنار الاستبداد أو غلاء الأسعار ونضوب الدخول والموارد، وبالتالي ففي مثل تلك الظروف فإن مسألة الاستقلال الوطني والحفاظ على أراضيه وحماية المقدسات أصبحت رفاهية لا يملكها اغلب الناس، ولعل ذلك هو ما يفسر أسباب صناعة ما سبق.

ومن الخطأ الجسيم النظر إلى تلك الحروب بأنها معارك في درجة متدنية، وذلك لأن الثابت عند علماء الاجتماع مثلا أن الظلم الاجتماعي أشد وطأة من الظلم الاقتصادي والسياسي، ورغم ذلك نجد أن كثيرا من الكتاب والباحثين الجادين يستهينون به، رغم أن أعظم الثورات في التاريخ كانت في الأصل هي ثورات اجتماعية كالثورة البلشفية والفرنسية وحرب الاستقلال الأمريكية، وحتى الديانات المختلفة هي في الغالب تطبيقات اجتماعية.

 

عودة الثأر

 

لم تكن واقعة مصرع ابن المنوفية الشاب محمود البنا العام الماضي والتعاطف الشعبي الواسع معه إلا تعبير عن حالة رفض شعبي قاطعة لواقع أليم يعيشونه صباح مساء من تفشي أعمال البلطجة مع سهولة الإفلات من العقاب وعدم وجود تشريعات لحماية الشهود، يغذيه تفشي المحسوبية والرشوة في مؤسسات العدالة، فضلا عن ضعف القوانين الرادعة، بالإضافة إلى اهتمام السلطة بالحفاظ على أمنها السياسي وردع المعارضين السياسيين وترويعهم، تارة بيدها عن طريق التلاعب بالقوانين، وتارة أخرى بإطلاق يد البلطجية والمسجلين خطر والخارجين عن القانون في المجتمع.

كان من الطبيعي إزاء هذا أن يفقد الناس ثقتهم في الدولة ويعودون لحماية أنفسهم بأيديهم، فرغم أن ظاهرة الثأر كانت قد أوشكت على الانتهاء من قاموس الحياة المصرية، إلا أنها عادت مؤخرا بقوة إلى المجتمع المصري بحيث لم تعد غالبا أي قرية أو مركز من مراكز الجمهورية إلا وتشتعل فيها معركة ثأرية طاحنة تحصد الأرواح وتروع الناس، وتكاد تحذر كل تفصيلة من تفاصيل أحداثها بقرب انهيار دولة القانون، وأن القوانين بدلا من أن تقتص للمظلوم من الظالم قصاصا رادعا، تعمد غالبا ادوان انفاذ القانون للتعامل مع قضية العدالة طبقا لمصالحها مع أطرافها وثقلهم في المجتمع، فيما يبقي السبب الأبرز وراء تنامي الظاهرة هو فقدان الثقة بقوة القانون واعتباره ذاته أداة للإفلات من العقاب وليس أداة للعقاب.

ويبقى القول أن السلطة مدعوة بإلحاح لاستخدام نفس القوة التي ردعت  بها الآلاف من معارضيها بعد ثورة يناير وما قبلها، لردع الخارجين عن القانون.

وتضج وسائل الإعلام كافة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير عن قصص الثأر التي تفشت في المجتمع دون وجود إحصاءات رسمية لذلك، نظرا لان الكثير من تلك الحوادث يتم تكييفها قانونيا – باصرار من الاهالي- بصفات مغايرة دون الإفصاح عن تاريخ الصراع وحقيقته.

                                             

انتشار المخدرات

غني عن البيان أن للسلطات المتعاقبة مآرب أخرى في تنامي ظاهرة تعاطي وتداول المخدرات، تارة بغض الطرف وتارة بالتجاهل وتارة بالتهاون، وأحيانا بالاشتراك والتشجيع، وهو ما كشفته واقعة “عزت حنفي” الشهيرة والتي جرت أحداثها في محافظة أسيوط، مطلع الألفية الجديدة، والتي جسد جزءا من حقيقتها فيلم “الجزيرة”، واعترفت بها السلطة آنذاك.

كما أن التعامل الأمني مع الظاهرة أعطى شعورا لدي الناس بانها لا تحاربها ما شجع بعض نواب برلمانها وكذلك فنانون وباحثون وأكاديميون للمطالبة بتقنين تدلها وتعاطيها، يأتي ذلك رغم أن البرلمان “نظريا” شدد عقوبة تداول تلك المواد لتصل إلى الإعدام.

الإحصاءات الرسمية تؤكد أن 10.4%، من المصريين يتعاطون المخدرات مع انخفاض سن التعاطي إلى تسعة سنوات، وأن 79% من الجرائم التي تُرتكب في مصر ترجع إلى تعاطيها.

 

                                                  

الاتجار بالبشر

“البلطجية” هم أصحاب اليد الطولى في أي نزاع، شجعهم على ذلك تراخي الدولة في التعامل معهم بالقوة اللازمة، ما أرسل لهم رسائل خاطئة بأنهم مميزون لديها، واعطى ذات الرسائل للمجتمع بضرورة الاستكانة لهم نظرا لما يملكونه من نفوذ، وخاصة بعدما تم الاحتفاء بهم وضهم في أعمال الخدمة المدنية للدولة ومنح رموزهم الإعفاءات التقديرية لهم.

كما أن الإعلام الرسمي ساهم في تشجيع تلك “الظاهرة” عبر إنتاج أعمال درامية عديدة تمجد شخصية البلطجي وتبرر له إجرامه، وتعلي من الدوافع التي  ساهمت في تشكيل شخصيته، كالمظلومية أو التمرد على الظلم الاجتماعي أو للدفاع عن النفس وغيرها.

وزاد من الطين بلة أن اللصوص الذين كانوا قديما يسرقون في غفلة من الزمان ممتلكات الناس وأموالهم، لم يكتفوا بإظهار سطوتهم وفعل ذلك عنوة، بل تمادوا واخذوا يسرقون الناس أنفسهم ويبيعونهم لعصابات تجارة الأعضاء البشرية تارة، ولشركات الأدوية العالمية تارة أخرى لتجري عليهم تجاربها الطبية حتى صارت مصر من كبريات الدول في هذه النشاط الوضيع الذي جرى تقنينه عام 2017، أو يقومون باختطاف الضحايا مقابل الفدية أو ابتزاز ذويهم أو الاغتصاب في حالة الإناث، الوقائع شائعة جدا في المجامع المصري ونسجت حالات من الخوف والهلع فيه.

 

المواقع الإباحية

 

تأتي المواقع الجنسية والإباحية عبر الانترنت وأحيانا عبر بعض الاقمار والفضائيات لتحطم ما تبقي من قيم وعادات ونوازع دينية لم تحطمها الدراما العربية المنحطة، ورغم أنه قد أثيرت ضجة في مصر بداية عام 2012 مطالبة بحجب تلك المواقع وتعللت الحكومة وقتها بأن هذا الإجراء سيكلف المليارات وأنه شبه مستحيل فنيا، إلا أن حجب السلطة حاليا مئات المواقع السياسية وترك تلك المواقع لتتضاعف يؤكد أن السلطة كانت راغبة فيها لحاجة في نفسها.

ونحن في غنى بالقطع من الحديث عن الأضرار التي تتسبب فيها تلك المواقع علي النشء والشباب في استسهال الرذيلة والشذوذ، ما يقود لقصص مروعة عن كل جرائم الاغتصاب والفجور والشذوذ وزنا المحارم التي تمتلئ بها الصحف المصرية وترويها الحكايات الهامسة، وصارت ظواهر لافتة للمتأملين.

 

مشكلات بالجملة

هناك جملة من المشكلات التي تعانيها الأسرة المصرية قد تكون بواعثها في الغالب اقتصادية،ومنها تفشي ظواهر العنوسة لدي الشباب من الجنسين وبالطبع فإن وجود هذه الحالة لدي الفتيات – وهي تتخطي حاجز الـ10 ملايين بحسب الإحصاءات الرسمية – تسبب توترا كبيرا لأسرهن خوفا على مستقبلهن بعد فقدانهن عوائلهن، وكذا تفشي ظاهرة الطلاق – حالة طلاق كل دقيقتين – وتنامي ظاهرة تملص أرباب الأسر من الإنفاق عليها بسبب البطالة وتدني الأجور، ما أنتج ظاهرة المرآة المعيلة والتي تعول نحو 3.5 مليون أسرة “نحو 20 مليون نسمة “.        

كما أن إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض مزمن عادة ما يسبب ارتباكا لجميع أفراد أسرته حتى لو كان مقتدرا ماديا، فهناك جهات تقدر وجود نحو 2.6 مليون مريض بالفشل الكلوي، و 8.2 مليون مريض بالسكري، و1130 مريض سرطان لكل مليون نسمة، فضلا عن 10.6 مليون معاق، ناهيك عن عشرات الأمراض الأخرى، وأن كل مريض من هؤلاء يشاركه آلامه العديد من أهله وذويه.

 

في الواقع أن الشعب المصري يعاني الآن حربا بيولوجية ونفسية واقتصادية وسياسية شاملة هى الأخطر منذ نشأة مصر.

اقرأ المقال على موقع المعهد المصري للدرسات

اقرأ المقال كاملا على موقع المعهد المصري للدراسات