18 أغسطس 2020
محمد سيف الدولة يكتب: نتنياهو والسلام بالإكراه
17 أغسطس 2020
للمطبعين والمتواطئين والصامتين: لماذا نعادى الصهيونية واسرائيل؟
بثلم : محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
لا شك ان الردة ليس فى الأديان فقط، ولكن فى الثوابت والمبادئ والسياسات والمواقف الوطنية كذلك؛ وآخر جرائم الردة فى العالم العربى، كان الاتفاق والتحالف الجديد بين الامارات والعدو الصهيونى. وبينما كانت الجريمة فجة وصادمة وكاملة الاركان، خرج علينا عدد من الكتاب والصحفيين والسياسيين، يميعون القضية ويزيفونها ويبحثون للامارات عن حجج وذرائع، فى تواطؤ وتضليل اجرامى لا يقل فجاجة عن الجريمة الاصلية. الى مثل هؤلاء والى كل من يمكن ان يـتأثر باكاذيبهم، نعيد التأكيد على الثوابت التالية:
·منذ تشكلت الحركة الصهيونية فى اواخر القرن التاسع عشر وهى تهدد وجودنا و تغتصب اراضينا وتعتدى علينا وتذبح اهالينا وتقتلنا وتطردنا من اوطاننا وتتحالف مع مستعمرينا.
·وبسببها هى والاستعمار، وعلى امتداد اربعة أجيال، ونحن نعانى من العجز عن الاستقلال والعجز عن التطور والعجز عن العيش حياة طبيعية آمنة مثل باقى شعوب الارض.
·لقد كان المشروع الصهيونى وما زال بالنسبة لنا كاللعنة التى افسدت كل شىء وحولت حياتنا الى جحيم يومى وحرمتنا من ابسط الحقوق الانسانية وهى حق الوجود الآمن والمستقر، حق الاختصاص بالوطن فى هدوء وسلام وسكينة وبدون منازعة أو تهديد.
· ان الصهيونية فى كلمتين هى حركة استعمارية، عدوانية، استيطانية، احلالية، توسعية.
· وهي تزيف تاريخنا وتاريخ العالم وتهدد وجودنا فتدعى اننا نحن العرب نمثل احتلالا لهذه الارض منذ الغزو(الفتح) العربى الاسلامى.
· وتدعى ان اليهود هم اصحاب الارض الحقيقيين فى المنطقة الواقعة بين النيل والفرات (ارض الميعاد)، وأن اليهود فى كل انحاء العالم يمثلون امة واحدة وشعبا واحدا، ولهم وطن واحد هو الارض التى نعيش نحن عليها منذ آلاف السنين.
·كما تدعى ان باقى الارض العربية ايضا ليس ملكا للشعب العربى بل هى ملكا للشعوب التى كانت تعيش هنا قبل الغزو العربى.
· والصهيونية حركة عنصرية تعتبر ان اليهود شعب ممتاز متفوق على غيره من الشعوب وبالتالى هى تضعنا نحن وباقى البشر من غير اليهود فى منزلة دنيا فى سلالة الجنس البشرى، وتعطى لنفسها حرية وحق التعامل معنا بكل الوسائل والأساليب التى تتناسب فى منظورها مع الكائنات الأدنى منزلة منها.
· والحركة الصهيونية حركة ارهابية فى اصولها وجذورها وسلوكها، فالعربى الصالح عندها هو العربى الميت أو المستسلم. والإرهاب الصهيونى ليس مجرد وسيلة بل هو غاية فى حد ذاته، وهو ما نراه يوميا على امتداد أكثر من قرن من الزمان وآخره هو المذابح الاخيرة لأهالينا فى فلسطين.
·والمشروع الصهيونى يستهدف مصر والامة العربية كلها بقدر ما يستهدف فلسطين.
· والصهيونية صنيعة للاستعمار الغربى؛ الأوروبى والأمريكى وحليفة لكل القوى التى تعادينا وتحتل بلادنا وتنهب ثرواتنا.
·وهي قاعدة عسكرية واستراتيجية رخيصة للامبريالية العالمية ونقطة ارتكاز ووثب لها فى قلب الوطن العربى لضرب امانى الامة العربية فى التحرر والوحدة والتقدم، فهى مصدر تهديد دائم، فالتحرر من ايهما يستدعى التحرر من الاخرى بالضرورة.
·ودولة الصهاينة المسماة بـ (اسرائيل) هى كيان حاجز بين مشارقنا ومغاربنا، مما يعيق وحدتنا القومية، تلك الوحدة التى كان من الطبيعى ان تتم منذ زمن بعيد لتلحق بوحدات كبرى اخرى كالوحدة الالمانية والوحدة الايطالية وغيرها. ولكن بدلا من ذلك، حرمنا من هذا الحق الطبيعى، بل تم تقسيمنا كغنائم حرب بعد الحرب العالمية الاولى، وتم تدعيم التقسيم بانشاء اسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية.
· والصهيونية حركة لا ولن تكتفى بكل اعتداءاتها علينا، بل هى تسعى الان لمزيد من تفتيت وتقسيم الوطن العربى الى مجموعة من الدويلات الطائفية الصغيرة تحل محل الدول العربية الحالية، وهى فى سبيل ذلك تحاول زرع الفتن الطائفية بيننا؛ جاء فى مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية: ((ان تفتيت مصر الى اقاليم جغرافية منفصلة هو هدف اسرائيل السياسى فى الثمانينات على جبهتها الغربية، وان مصر المفككة والمقسمة لا تشكل أى تهديد لاسرائيل))
· والدولة الصهيونية تفعل كل ذلك وستفعله وتصر عليه مع كل العرب حتى من وقعت معهم معاهدات سلام، فمؤامراتها على مصر لم تنتهِ، ومحاولتها المستمرة لحصارنا عسكريا واقتصاديا، والتجسس علينا واختراقنا وايذائنا، والتهديد بالعدوان علينا، وتأليب المؤسسات الدولية علينا وغيره الكثير، سياسة ثابتة ومستمرة، فقد قال بيجين ((لن يكون سلام لشعب اسرائيل ولا لارض اسرائيل ولا حتى للعرب ما دمنا لم نحرر وطننا باجمعه بعد، حتى لو وقعنا مع العرب معاهدة صلح وسلام))
·والكيان الصهيونى معادٍ لنا ولن يتركنا فى سلام حتى لو اخترنا السلام معه. فعاجلا ام آجلا سيكرر العدوان علينا كما فعل فى 1956 و1967. قال بيجين بعد ان وقع مع السادات اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية عام 1979:((سنضطر الى الانسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الاطراف. سيناء تحتاج الى ثلاثة ملايين يهودى على الاقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الاتحاد السوفيتى او الامريكتين الى اسرائيل سنعود اليها وستجدونها فى حوزتنا)).
وجاء في مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية: ((ان استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى يجب أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الاولى اليوم)).
· وقال آفى ديختر وزير الامن الداخلى الاسرائيلى عام 2008 ((سنعود الى سيناء ان تغير النظام فى مصر لغير صالح اسرائيل))
· والصهاينة يريدون مصر ضعيفة منكفئة على نفسها معزولة داخل حدودها، قال موشى ديان أن من أهداف العدوان على مصر 1956 ((القضاء على جيش النيل وحشره فى أرضه))
·والصهاينة يريدون سرقة دور مصر القيادى فى المنطقة، قال شمعون بيريز فى مؤتمر اقتصادى بالدار البيضاء عام 1994: ((ان مصر قادت الشرق الأوسط 40 سنة وهذه هى النتيجة، واذا تركتكم إسرائيل تقود ولو عشر سنوات فسوف ترون))
·وإسرائيل اصبحت هى القوى الاقليمية العظمى فى المنطقة بعد خطف مصر عام 1979، فهى تشن اعتداءاتها على من تريد فى فلسطين أو لبنان او العراق او السودان او سوريا، بلا معقب، وتعمل على نزع أو تقييد السلاح العربى والاقليمى، لتحتفظ لنفسها بالتفوق النوعى على الدول العربية مجتمعة.
· وإسرائيل هى التى اعتدت على مصر مرتين فى 1956 و1967 ولم تنسحب من سيناء الا بعد اشتراطها تجريد ثلثى سيناء من السلاح والقوات، وعدم دخول اى قوات مصرية اضافية الا باذنها.
بل ومن أجل اسرائيل، قام الامريكان بالتعاون مع نظام السادات ومبارك الذى لا نزال نعيش فيه حتى اليوم، بتفكيك مصر التى انتصرت فى 1973، وتصنيع مصر أخرى على مقاس أمن اسرائيل ومصالح أمريكا.
· واسرائيل ارتكبت ولا تزال فى حق مصر وباقى الشعوب العربية مئات من المذابح الاجرامية، التى لم يحاسبها أحدا عليها.
· و(اسرائيل) استغلت ضعفنا وخوفنا وتخاذلنا، فقامت بسن وترسيخ قانونا عنصريا فى المنطقة، وهو أن (الاسرائيلى) كائن مقدس لا يجوز لمسه أو ايذائه، بينما تستبيح هى دمائنا كل يوم.
· و(إسرائيل) هى بطلة كل قضايا التجسس التى تم كشفها فى مصر فى السبعين عاما الماضية.
· وهى وهى ...
***
· أما فلسطين حبيبتنا وشقيقتنا وبوابتنا الشرقية، فهى ارض عربية منذ الفتح العربى الاسلامى وقبله، اختصصنا بها على امتداد أكثر من 14 قرن وعشنا عليها ولم نغادرها ابدا. وقاتلنا من اجلها جيلا وراء جيل، ونجحنا من قبل فى تحريرها من الغزو الأوروبى 1096 – 1291.
·ولقد عشنا معا فى مصر وفلسطين أمة واحدة فى كنف دولة واحدة على امتداد قرون طويلة الى قام التحالف الغربى الاستعمارى بعزل مصر عام 1840 فى معاهدة كامب ديفيد الأولى المعروفة باسم معاهدة لندن، قبل أن يعزلها مرة ثانية فى ترتيبات سايكس بيكو، ومرة ثالثة فى اتفاقيات كامب ديفيد 1978.
· وعلى امتداد قرون طويلة وحتى وقت قريب، اختلطت دماء شهدائنا جميعا على أرضنا الواحدة الطيبة فى مواجهة هذا العدو المشترك.
· واليوم ان تركنا (اسرائيل) تستكمل اغتصاب فلسطين فى هدوء، وتقضى على مقاومتها، وتبيد شعبها، وتعيش مستقرة آمنة على أرضها، وتستجلب مزيد من المهاجرين اليهود اليها، وتواصل بناء دولتها القوية الاستعمارية الارهابية العدوانية على حدودنا الشرقية وفى القلب من امتنا العربية، فسنجدها فى القريب العاجل تشن عدوانا جديدا علينا، أو تفرض مزيد من الشروط والقيود علينا، أو ترسخ وتقوى من تفوقها وهيمنتها العسكرية على المنطقة.
*****
17 أغسطس 2020
16 أغسطس 2020
زهير كمال يكتب: لبنان في عنق الزجاجة
ما زال عنق الزجاجة يضيق على لبنان وبخاصة بعد انفجار ميناء بيروت المروع . لقد مرّت كثير من الشعوب في مثل هذه الحالة وتخطّتها، ولكن سجّلت في التاريخ على أنها كانت نقطة فاصلة في حياتها.
في عام 1917 اجتاحت روسيا وكانت عاصمتها آنذاك بتروجراد (لينينغراد ثم سانت بطرسبرج الآن) مظاهرات عارمة لعدة أشهر بسبب الجوع. وفي تلك الأيام كان العالم يشهد حربه العالمية الأولى، وكانت روسيا ما تزال تعيش عصر الإقطاع، وفي نهاية تلك المظاهرات انضم الجنود الى المتظاهرين وأسفرت الانتفاضة عن نهاية القيصرية وبداية عصر جديد مع روسيا البلشفية. فلم تكن أسرة رومانوف الحاكمة تستطيع توفير الخبز لشعبها، فقد كانت نظرتها له أنه يستطيع توفير الجنود من أجل حربها مع الألمان، ولم يخطر في تفكيرها توفير الطعام للأهالي. لم يكن جوع روسيا في ذلك الوقت بسبب عوامل خارجية ولكن هذه العوامل كانت المفجر لوضع داخلي متأزم، كانت روسيا لا تزال تعيش عصر الإقطاع الزراعي، بينما كانت أوروبا تعيش في عصر الصناعة.
يواجه لبنان منذ تأسيسه إقطاعاً من نوع آخر يمكننا أن نسميه الإقطاع السياسي، فمنذ الاستقلال في أواخر عام 1943 وحتى يومنا هذا ما يزال التقسيم الطائفي يحكم العلاقات السياسية.
كانت فرنسا تريد موطئ قدم لها في الشرق عبر وضع دستور غريب يعزز الفصل بين أبناء الشعب الواحد، لم يكفها المساهمة في تقسيم سوريا الطبيعية الى أربع دول من بينها فلسطين التي خلقت فيها كياناً لليهود عبر سايكس - بيكو، بل أرادت لطائفة من شعب لبنان أن تعتقد أن فرنسا التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات هي التي تحميها وليس حاضنتها الطبيعية ولا أهلها الذين يقاسمونها ماء وتراب الوطن.
لا نجد كياناً طائفياً مثل لبنان في جميع دول العالم، لولا ما فعلته أمريكا مؤخراً من تقسيم العراق تقسيماً سياسياً يقوم أيضاً على الأعراق والطوائف، ولولا ما تحاوله إسرائيل من انتزاع اعتراف العالم بيهودية الدولة.
وفي استعراض بسيط لتاريخ لبنان الطائفي نجده سبباً لتدخلات عسكرية من دول عديدة كما يلي:
- تدخل أمريكي في لبنان عام 1958 وفي ثمانينات القرن العشرين والذي انتهى عام 1983 بتفجير قوات المارينز ومقتل 241 جندياً أمريكياً.
- تدخل فلسطيني منذ عام 1968 وحتى خروج القوات الفلسطينية عام 1982.
- تدخل إسرائيلي في العام 1978 وفي عام 1982 حيث غزت إسرائيل أول عاصمة عربية وانتهى التدخل عام 2000 على يد المقاومة اللبنانية.
- تدخل سوري منذ عام 1976 وحتى عام 2005.
ما سبق من التدخلات العسكرية في لبنان يغطي نسبة كبيرة من تاريخه منذ استقلاله، فضلاً عن التدخلات الأخرى من خلال النفوذ والمال، والذي كان بطله النظام السعودي حتى وصل الى حد إرغام رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة من خارج بلاده في سابقة تاريخية عجيبة.
وفي خضم هذه التدخلات السابقة شهد لبنان حرباً أهلية استمرت 15 عاماً 1975 - 1990 وأسفرت الحرب عن مقتل 120 ألف لبناني، وانتهت باتفاق الطائف الترقيعي الذي حافظ على التقسيم الطائفي على أساس لا غالب ولا مغلوب.
كما حفل تاريخ لبنان باغتيالات سياسية لم يشهد مثلها أي بلد آخر، وهذه بعض الامثلة:
رؤساء جمهورية
بشير الجميل 1982، رينيه معوض 1989.
رؤساء وزارات
رياض الصلح، رشيد كرامي، رفيق الحريري.
شخصيات عامة
كمال حنبلاط، معروف سعد، وعشرات آخرون.
بعد حرب تموز/ يوليو 2006 وفرت المقاومة اللبنانية استقلالاً كاملاً ناجزاً لهذا البلد، فقد ردعت اسرائيل الطامعة في مياهه، بل وصل الأمر بالمقاومة إلى حد حماية لبنان من أي غزو محتمل لظواهر مثل داعش والقاعدة. والغريب فعلاً هو عدم رضى الإقطاع السياسي عما تفعله المقاومة واستمرار مناكفتها. ولكن ماذا فعل الإقطاع السياسي في تلك الفترة وقد توافرت له حرية العمل؟ قام برفع مديونية لبنان الخارجية التي كانت صفراً عام 1994 الى قرابة 100 مليار دولار عام 2019، فهل استفاد لبنان من هذه الأموال؟ كل التقارير المؤكدة تذكر أنها صرفت على الاستهلاك ولم يتم بناء أي مشروع ذي قيمة وكان المستفيد الأول هو أمراء الإقطاع السياسي، وهكذا أصبح الناتج المحلي لا يغطي خدمة الدين العام.
وعندما يسأل الشعب اللبناني عمن يتحمل المسؤولية (تضيع الطاسة) ويضع كل فريق اللوم على الآخرين. فيرد الشعب بعبارة: (كلّن يعني كلّن). فقد تقاسم زعماء الطوائف الكعكة من خلال قوانين بالية تم الحفاظ عليها، فلا مصلحة لهؤلاء الزعماء بتطويرها وتحديث الدولة فهي بمثابة البقرة الحلوب لهم.
انتشرت المظاهرات الشعبية في كامل لبنان بتاريخ 17 تشرين اول/ اكتوبر 2019 ولا بد من الإعتراف أن المتظاهرين كانوا من الشباب العابر للطوائف، فمن يهتم بالطائفة إذا كان جائعاً أو عاطلاً عن العمل؟
وقد نشرتُ مقالاً بعد أسبوع من بدء تلك الانتفاضة بعنوان (الانتفاضة اللبنانية وحسابات الحقل والبيدر) قلت فيه إن اللحظة التاريخية مناسبة للقضاء على هذا المرض الخبيث المتمثل في الطائفية، وأن على الرئيس عون أن يستفيد من تجربة سابقة عام 1958 عندما قام فؤاد شهاب بانقلاب وأنهى فترة مؤلمة من تاريخ لبنان، وأقتبس منه النقاط التالية:
أن يقوم الرئيس عون بإعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر.
وأن يعتبر الحكومة الحالية في حكم المستقيلة وتعتبر حكومة تصريف أعمال حتى إشعار آخر.
وأن يعتبر مجلس النواب الحالي محلولاً.
وأن يعتبر لبنان دائرة انتخابية واحدة ويتم عقد انتخابات نيابية بعد 3 أشهر.
وأن يطلب من أثرياء لبنان التبرع لسداد الدين العام (ربما على حسن نصر الله التبرع بمبلغ 100 دولار من راتبه البالغ 1300 دولار شهرياً )
وأن يشكل محكمة خاصة لمحاكمة الفاسدين حتى لو كانوا وزراء في حكومة تصريف الأعمال. ( ولنا عبرة في التحقيقات مع الفاسد بنيامين نتانياهو وهو رئيس وزراء).
وأن يقوم بتشكيل هيئة خاصة لاسترداد الأموال المنهوبة.
انتهى الاقتباس.
فرئيس الجمهورية هو الوحيد بحكم منصبه من يستطيع وما يزال قرع الجرس. وللأسف أثبت الرئيس عون أنه لا يستطيع بل ولا يفكر في إنهاء مشكلة لبنان مرة واحدة وإلى الأبد. واستمرت الأزمة تراوح مكانها بل وتفاقمت الى أن وصل الأمر الى انفجار بيروت في 4 آب/ اغسطس، حيث لم يعد الأمر يقتصر على الاغتيالات الفردية ووصلت الى اغتيال شعب باكمله.
كان أول الزائرين للبنان بعد الانفجار رئيس فرنسا ماكرون، جاء ليطمئن أن المعادلة التي وضعتها فرنسا ما تزال تعمل بكفاءة، فهمهم بكلمات عن ضرورة اتفاق أمراء الطوائف والخروج من الأزمة، وهو يدرك جيداً ان لا أحد سيستمع اليه.
ما العمل؟
الوضع اللبناني هو جزء من الوضع العربي العام، هناك صراع في المنطقة بين الشعوب العربية جميعها بقيادة محور المقاومة اللبنانية الفلسطينية وبين الغرب الاستعماري ورأس حربته إسرائيل والتوابع العربية من رجعية عربية وإقطاع سياسي، ولن تنسى إسرائيل هزيمتها في حرب تموز / يوليو 2006 وتحاول كسب الصراع بالنقاط، وضمن هذه النقاط إفلاس لبنان وتدمير بيئة المقاومة. وعلى المقاومة اللبنانية الانتباه لما يحاك لها من سحب تدريجي للبساط من تحت أرجلها، ولا ينبغي لها الوقوف موقف المتفرج وترك أمراء الإقطاع يخططون للخطوات القادمة، على سبيل المثال استقالة النواب من المجلس النيابي ويشبه في ذلك الهرب من السفينة الغارقة وقد كانوا سبب غرقها.
إن الضغط على الرئيس عون لاعلان حالة الطواريء في البلاد وحل مجلس النواب واعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس غير طائفي هو الحل الوحيد الذي سيرضي الجماهير اللبنانية ويخرجها من المحنة الطويلة التي تعيشها.
14 أغسطس 2020
محمد سيف الدولة يكتب : ضد الحلف الامريكى الاماراتى الصهيونى الجديد
Seif_eldawla@hotmail.com
ان ما يسمى باتفاقية السلام بين الامارات وبين اسرائيل، ليست سوى حلقة جديدة فى سلسلة الخيانات العربية الرسمية لفلسطين ولكل الامة.
تاريخ طويل من التفريط والغدر والطعن فى ظهر الشعب الفلسطينى والشعوب العربية بدأها النظام المصرى بتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد عامى ١٩٧٨ و ١٩٧٩ والتى قام بموجبها بالانسحاب من الصراع فى مواجهة العدو الصهيونى، واعترف بشرعية دولة الاحتلال وتنازل له عن ٧٨٪ من ارض فلسطين التاريخية، وخضع لشروطه بتجريد ثلثى سيناء من السلاح والقوات، واوقع مصر فى حظيرة التبعية الامريكية.
ليمثل ذلك ضربة قاصمة لقضية فلسطين، افقدت منظمة التحرير، توازنها وصمودها فانكسرت ارادتها وذهبت بعد سنوات قليلة لتوقيع اتفاقية سلام مع العدو الصهيونى فى اوسلو عام ١٩٩٣، اعترفت فيه هى الاخرى بشرعية دولة الاحتلال وتنازلت عن ارض فلسطين التاريخية واكتفت بالمطالبة بالضفة الغربية وغزة فقط، وتنازلت عن حقها فى المقاومة وحمل السلاح، بل وقبلت ان تتحول الى اداة امنية فى ايدى اسرائيل لوأد ومطاردة حركات المقاومة.
وسرعان ما لحقت بهما الاردن فى اتفاقية وادى عربة ١٩٩٤ لتوقع على ذات الشروط.
لتلحقهم جامعة الدول العربية بكافة دولها عام ٢٠٠٢ فيما سمى بمبادرة السلام العربية، التى تنازلت هى الاخرى عن ارض فلسطين التاريخية والتزمت بالتطبيع مع اسرائيل ان هى اعطت الفلسطينيين دولة على حدود ١٩٦٧.
تاريخ طويل من التنازل والاستسلام والتواطؤ العربي الرسمي، حولت العالم العربى الى مجموعة من المحميات الامريكية التى تاتمر باوامر وتعليمات السيد الامريكى وتحمى مصالحه مقابل الاحتفاظ بكراسي العرش للرؤساء والملوك والامراء العرب.
***
واليوم تأتى احدى هذه المحميات الامريكية، وتكشف المستور عن علاقتها غير الشرعية بدولة العدو، تلك العلاقة التى كانت تمارسها فى الخفاء على امتداد سنوات طويلة، فتعلن عن اتفاقية سلام وعلاقات طبيعية وتحالفات سياسية واقتصادية وامنية بينهما، وتتفاخر ان الاتفاق تم توقيعه برعاية السيد الامريكى وتحت اقدامه.
ان الهدف الامريكي الصهيوني الحقيقي، والذى سبق الاعلان عنه من قبل، هو دمج اسرائيل فى المنطقة من خلال تاسيس تحالف عربى اسرائيلى تحت القيادة الامريكية لا يقيم وزنا لاى حقوق او مطالب فلسطينية.
وبالتالى فلا سبيل للمواجهة الا بدمج وانخراط كل الشعوب العربية هى الاخرى فى الصراع جنبا الى جنب مع الشعب الفلسطينى
وهو ما يستدعى توحيد كل قضايا النضال الشعبى والوطنى فى كل البلاد العربية مع قضية فلسطين ومع مواجهة العدو الصهيونى والولايات المتحدة ومحمياتها الحاكمة من الانظمة العربية.
ففى مصر على سبيل المثال، يجب ان ياتى على راس اولويات الحركة الوطنية المصرية اهداف الاستقلال والتحرر ومواجهة اسرائيل والصهيونية واسقاط كامب ديفيد جنبا الى جنب مع اهداف العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
وقس على ذلك فى باقى الاقطار العربية.
إما ذلك، وإما سيباع ما تبقى من فلسطين فى اسواق النخاسة الصهيونية، وسيتم الانفراد بكل من شعوبنا على حدا، لتصفيه دمائه على مذابح التبعية والطائفية والحروب الاهلية من ناحية والنهب والافقار والاستبداد من ناحية أخرى.
***
14 اغسطس 2020