03 أغسطس 2020

ماجد حلمي يكتب : توابيت السرابيوم ...لغز حير علماء الارض


معبد السرابيوم ( موجود في منطقة آثار سقارة) ...
يوجد به 26 تابوتا ضخما من الجرانيت مُتقن الصنع ...
يزن غطاء التابوت 30 طنا !!!
وجسم التابوت نفسه 70 طنا !!!!
اي أن كل تابوت يقارب من 100 طن!!!!
وهذا يعني أنها تحتاج إلى ما يقرب من 500 رجل لتحريك كل صندوق منها.
لماذا صنعت هذه التوابيت ...؟
ولمن... ؟
ولماذا التوابيت كلها خاليه ومغلقه عدا تابوت واحد فقط ... ؟
ولماذا لم يُعثر في أي تابوت منهم على اي مومياء أو جثة لجسد العجل أبيس كما ادعى "اوجست ماريت" باشا مكتشف المقبره !!!!؟
من صنعها وكيف.. ولماذا صُنعت.. ولماذا هي شديدة الضخامة...؟
ثم في النهاية كيف نقلوها إلى داخل دهاليز وانفاق السرابيوم !!!؟
إذا كانت أهرامات الجيزة هي الآثار الأضخم والأعظم فإن السرابيوم هي أكثر الآثار الملغزة المسببة للحيرة والإرباك في العالم !!!!
سراديب السرابيوم في ذاتها لغز مُعضل، في الصيف تجدها باردة، وفي الشتاء حارة يتصبب عرقك فيه، الأنفاق بطول 400 متر محفورة في قلب صخر هضبة سقارة وليست وسط الرمال والنفق تنزل له بسلم مدرج، وإذا نظرت لخريطة الأنفاق بالأسفل ستجد تفريعات عديدة.. في النفق الرئيسي عند تلك الفراغات الظاهرة في الخريطة توجد الصناديق، كما أن هناك تفريعات أخرى ستراها كذلك .
وإذا نظرنا إلى الممر الرئيسي وجدناه على استقامة واحدة.. هل يُمكن أن يكون هذا النفق الطويل قد حفر فقط بواسطة المعاول؟
أنفاق السرابيوم ليس لها إلا باب واحد يُعتبر هو المدخل والمخرج، فالرؤيا بداخل الأنفاق حتى مع وجود الشمس معتمة للغاية، ظلام تام، فهل حفروا كل تلك المسافة بذلك العُمق في الظلام وأخرجوا ردما بالأطنان على أضواء المشاعل النارية؟
من الغريب أنه لا يُوجد أي آثر لمواضع المشاعل على جدران النفق، كما أن أي مشاعل نارية في ذلك العمق مع الردم والأتربة سيكون عملا شاقا وخانقا.. هل نستطيع أن نقول إن السرابيوم هو دليل في حد ذاته على أنه كان هناك كهرباء في مصر القديمة!!!!؟
انظر إلى استدارة النفق واستقامته، هل تستطيع يد بشرية أن تحفر نفقا بتلك الدقة والاستقامة لهذه المسافة، أم يمكن القول إن هذا مستحيل دون وجود آلة حفر؟
ذلك أن الأنفاق ليست محفورة في الرمال، لكنها محفورة في صخور سقارة، وهو ما يتطلب بالتأكيد مجهودا مضاعفا لا يُصدق أن يتم عبر اليد البشرية وحدها، ولكنها آلات قوية ومتقدمة أنجزت هذا العمل. إذا نظرنا إلى حضارتنا المعاصرة فسنجد أننا لحفر نفقا مثل هذا فإننا سنحتاج إلى ماكينة حفر أنفاق Tunnel Boring Machine!!!!!
ثم ناتي الي توابيت السرابيوم نفسها التي تعد اعجاز علمي وهندسي حتى في وقتنا الحالي !!!!
إن هذه التوابيت لم يتم بناؤها ولكنها نُحتت. كأي تابوت هو عبارة عن 4 جوانب وقاعدة وغطاء. جسد التابوت نفسه نُحت عن طريق اقتطاع كتلة مصمتة من الجرانيت بأنواعه المُختلفة من المحاجر الموجودة في جنوب البلاد، في الأقصر وأسوان والسودان وسيناء والبحر الأحمر والفيوم.
ثم بعد اقتطاع تلك الكتلة المُقدرة بـ 80 طنا تقريبا من المحجر، يتم حفرها وصقلها، وبعد ذلك يتم نحت الغطاء .
التوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابه (الجرانيت الأحمر – الجرانيت الأسود – البازلت – الشست – الكوارتز) وهي صخور لا يمكن التعامل معها الا عن طريق قواطع الماس !!! ولا يعقل ان يقول احد بنحتها بالأدوات التي كانت تُستخدم في عصر الأسرات وهي على التوالي (الحجارة – النحاس – البرونز – ثم الحديد في العصور المتأخرة) كلها لا يمكنها التعامل معها مطلقا بهذه الأدوات فضلا عن صقلها بهذا الشكل !!!
حفر الصندوق نفسه مُحير إذ كيف قاموا به؟
لا شك أن المعاول وآلات الطرق البدائية لا يُمكنها أن تُخرج مثل هذا المُنتج الهندسي الفريد، فجميع زوايا الصندوق الداخلية والخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة، ليست 90.1 ولا 89.9.
أيضا مُعامل التسطيح أو الـ Flatness بنسبة خطأ أقل من 0.02%، وهي درجة لا يُمكن بلوغها في العصر الحديث إلى باستخدام آلات عالية الدقة، أو تقنية بصرية ضوئية كالليزر، وذلك للحصول على التسطيح التام.
الصندوق نفسه مصقول بدرجة تجعل ذهنك يتطلع إلا أن هناك ماكينات أو تقينه ُمتقدمة قد قامت بحفره وصقله بهذا الشكل الدقيق .
ثم ناتي للسؤال الاهم ...كيف تم وضع تلك التوابيت العملاقه داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا !!!!
والمعلومه المذهله ان الملك "فاروق" حاول اخراج احد التوابيت من النفق واستعان بالكثير من العمال والبغال ولم يستطع ان يحركه من مكانه سوى بضع امتار قليله ومتروك في مكانه حتى الان !!!!
المكان موجود في جبانات سقارة في عصر الدولة القديمة وبجوار المجموعة الجنائزية للملك "زوسر" مؤسس الأسرة الثالثة في الدولة القديمة ...
توجد سقارة في مركز ومدينة البدرشين محافظة الجيزة وتبعد عن منطقة اهرامات الجيزة بحوالي ٣٠ كيلو في الجنوب الغربي من المحافظة ..

ليست هناك تعليقات: