كتب - ناشط جزائري
في حملة تضليلية غير مسبوقة قام هذا الحثالة المدعو محمد قايدي برتبة لواء -يعني كان مشارك في حرب الإبادة ضد الشعب الأعزل- بتقديم محاضرة بعنوان :"هكذا نشأ الإرهاب في الجزائر، و هكذا تم القضاء عليه" ....
أنا العبد الضعيف هنا أقدّم لكم بعض جوانب الخرطي التي ذكرها هذا "الجنرال" و مع التعليل كي لا تخرج علينا "شبّيحتهم" و "نبّيحتهم" و تتهمنا بالإفتراء ....
أوّلا: استخدم النظام المجرم الحقير و من خلفه الزواف كل أنواع الترهيب و المطاردة ضد كل شخص يُشتبه فقط في كونه إسلامي، و هذا سواء كان بمواضبته على المسجد أو بحسن خلقه...و هنا تمت عملية ترويع لفئة الشباب و الكهول في خانة واحدة و عدم ترك مجال لهم إلّا بالهروب للجبال. و من كان ينتظرهم هناك ؟ فمن جانب آخر كانت المخابرات قد استلمت قوائم المحاربين الجزائريين العائدين من أفغانستان، و تم التركيز على هذا بالضبط بعد مقتل "بويعلي" و كذلك ما وقع من أحداث 1988. فالإنتقام من الشعب باستخدام الإسلاميين لم يكن محض الصدفة، بل تم التسطير له مسبقا و بيد فرنسية فاعلة.
ثانيا: الفيس قد فاز بجدارة في الإنتخابات، و لكن هل تحقّق ذلك عن طريق الصدفة ؟ في الواقع شريحة من الجزائريين و لا نقول أغلبها، مالت و انتخبت الجبهة الإسلامية للإنقاذ. و كان كذلك انتقاما من الظلم و الحڤرة و اللاعدالة التي سادت الفترة بين 1962 و 1989... هذا الفوز المستحَق للفيس، استُخدِمَ في شحن المعنويات لدى الفئة المغفّلة من الإسلاميين لإظهار نوع من "محاولة السيطرة" و التمرّد على مايُسمّى بقوانين الجمهورية -جمهورية الموز-.
ثالثا: بعد توالي الفوز بعد الآخر لحزب الفيس، بدأت مرحلة العمل الجاد للزواف. فقد أصبح حضور المخابرات الفرنسية إلى وزارة الدفاع و القيام باجتماعات دورية أمرا متكرّرا و من دون علم الرئيس الشادلي بن جديد. خلال هذه الإجتماعات تم تدريس كل فنون حروب الإختراق و صناعة الجماعات الإسلامية المزيّفة، و فرنسا بالمناسبة سبّاقة لكل ذلك، فأيام الثورة تم صناعة ما يُسمّى بجماعة "كاف" و غيرها من الجماعات التي بقيت سِرّا و لم تصل مسامعنا. معناه بأن الترتيبات لحرب الإبادة تمّت بدعم فرنسي كامل و فوق التراب الوطني و في وزارة الدفاع التي ينتمي لها هذا الجنرال الصعلوك الكذّاب.
رابعا: بعد التحضير لحطب الحرب و نشر العملاء على مستوى حزب الفيس، كان النظام الزوافي المجرم يمتلك كل الأمور بيده، و لم يبقى إلا إشعال فتيل الظلم عن طريق وقف المسار الإنتخابي. و قد وقع ذلك فعلا و بدأت حملات الإعتقال و المطاردة لكوادر الفيس، ما عزّز نوع من الروح الإنتقامية لدى المتعاطفين معه -الفيس-. و لا نخفيكم بأنّ أوّل الملتحقين بالعمل المسلّح كانوا من المقاتلين العائدين من أفغانستان و معظمهم مُخترق و غارق حتى أذنيه. لحق هذا الحدث مجموعة وقائع مصطنعة لتهريب السلاح و قتل عناصر الأمن مثل عمليّة "ڤمار" بواد سوف و غيرها، مما كان يخلق الكثير من العظمة الزائفة لدى السُذّج من أبناء الشعب، و كان ذلك دافعا لإلتحاقهم بالجبال على أمل الدفاع و استرداد حقوق المظلومين.
خامسا: لا أخفيكم أن بناء رهان حرب على اختراق مجموعة من المقاتلين العائدين من أفغانستان أوشك على الفشل، للخبرة التي اكتسبوها من الحرب ضد الروس، و هذا ما دفع المخابرات الجزائرية للتحضير لمخطط احتياطي اعتمد بالأساس على اختراق الجُهّال من الشباب المندفع و الغير متعلّم، و من هنا نجحت تجربة "موح ليفي". و التي كانت تحوّلا رئيسيا في استراتيجية جديدة تقوم على فرض النظام باستخدام العنف المفرَط. و تم تغيير استراتيجية حرب الإختراق من الإعتماد على قدماء المحاربين، إلى الترويج لمجموعة من الحثالة الذين لاعلاقة لهم لا بالدين و لا بالأخلاق.
سادسا: إن من بين أسباب فشل المخابرات الزوافية في ترويض قدماء المحاربين، لا يرجع فقط لخبرتهم، بل أيضا لوجود العقلاء و الكوادر و من بينهم محمد السعيد و عبد الرزاق رجّام رحمهما الله. و الحقيقة أن اجتماع المبايعة للجماعة الإسلامية المسلحة كان اجتماعا مخابراتيا 100%، و لم يتم فيه إعلان للنوايا الخفيّة للجماعات المخابراتية، بل كان الهدف الأساسي منه هو الحصول على مبايعة محمد السعيد و عبد الرزاق رجّام أساسا. و بعدها سيصبح كل المقاتلين في الجبال تبعا للمخابرات بطريقة غير مباشرة... و بالتحديد أنه بعد الحصول على البيعة بوقت ليس بطويل تم اغتيال محمد السعيد و عبد الرزّاق رجام بأمر من الخنزير المخابراتي جمال زيتوني.
سابعا: المرحلة الجديدة للجماعات المسلّحة المخابراتية هي تصفية كل ماهو إسلامي وفق مخطط إحصائي من وزارة الداخلية مبني على ثقل الوعاء الإنتخابي الإسلامي. و هنا أقصد أن المجازر التي أصبحت "الجيا" المخابراتية ترتكبها لم تكن عشوائية، بل كانت تنتقم من القرى و المداشر التي انتخبت لصالح الجبهة الإسلامية للإنقاذ، و هل نطرح السؤال: "لو كان الإرهاب إسلاميا، هل يُعقَل أن تتجه الجيا لذبح من انتخبوا على مشروعها؟" أيّ إرهابٍ هذا ؟... نقطة أخرى، فالجماعة الإسلامية المسلحة شكّلت طوقا أمنيا حول العاصمة ليس لتهديد خنازير النظام، بل لحماية النظام من وصول الجماعات الغير مخترقة إليه -نفس دور داعش في سوريا- ، و كذلك لتهجير سكان سهل متيجة للسيطرة على أراضيه الشاسعة، و اذهبوا اليوم هناك و تفقّدوا سكّانه إن لم تجدوا معظمهم من خنازير النظام و الزواف على وجه الخصوص، و هذا بعد طرد سكانه الأصليين. كما لا نغفل أيضا الدور الذي لعبته فرقة الموت التي تأسست بين أسوار ثكنة بن عكنون و الذي أشرف عليها المجرم الخنزير كمال عبد الرحمن.
ثامنا: استطاع النظام المخابراتي الزوافي من إيصال صوته عن طريق صديقهم "برنار ليفي" الذي حضر بدعوة من الزواف لتقديم شهادة الزور للعالم. الإرهاب المخابراتي الزوافي ذبح في بن طلحة و الرمكة و الرايس... وووو.... بعدها تم تسويق رواية الإسلاميين هم من يذبحون و يقتلون في الجزائر - الإسلاميين أيضا ذبحوا و قتلوا، لكن ليس بمستوى الجيا التي مارست القتل الممنهج-... و عندما تأكّد النظام الزوافي من ترويض الشعب، بحثوا عن صعلوك ذو سوابق عمالة و خيانة، و أتوا لنا بالدجال بوتفليقة لفرض "المكالحة" الوطنية، و في المقابل الإحتفاظ بالجماعة المخابراتية المسلحة و مقايضة نشاطها بجلب "أفريكوم" مقابل السكوت عن حرب الزواف ضد الشعب الأعزل. و قد لبست الجماعة المخابراتية المسلحة أثوابا متعددة وفق إملاءات خارجية بالدرجة الأولى و داخلية للإبقاء على قدر معيّن من العنف لترهيب الشعب في حال ما فكّر في معارضة النظام الزوافي الإرهابي. فمن الجماعة الإسلامية المسلحة إلى الجماعة السلفية للدعوة و القتال، ثم إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و اليوم تنتظر الشارة الخضراء لتحمل إسم "داعش"... و الغرض من ذلك بسيط... إن انتهى الإرهاب من الجزائر، سيسقط خنازير النظام الزوافي الإرهابي.
تاسعا: يتحدث هذا الجنرال الصعلوك عن مسيرة الإرهاب في الجزائر ، لكنه لم يشرح لنا لماذا الإرهاب في الجزائر فقط دون غيرها ؟ لماذا صرفت الجزائر 100 مليار دولار على السلاح و لا يزال الإرهاب يضرب هنا وهناك ؟ لماذا لم يتجرّأ هذا الإرهاب على ضرب أنابيب النفط الذي يمثّل شريان الإقتصاد لتركيع النظام ؟ لماذا استهدف الإرهاب أبناء الشعب الأعزل ولم يقتل ضابطا واحدا إلا أولئك الضباط الذين عارضوا ترويع الشعب ؟ لماذا ضرب الإرهاب في كل ربوع الوطن إلا في ولايتي بجاية وتيزي وزو ؟ لماذا ينتمي الجيل الجديد من الأثرياء إلى منطقة القبائل ؟ ونحن في 2015 و قد قلتم الإرهاب قد انتهى أو أنه يعيش الربع الأخير، فلماذا تظهر التهديدات و الأعمال الإرهابية كلّما رفع الشعب مطالبه ؟
كل هذه الأسئلة لم يتطرّق إليها لا هذا اللواء الصعلوك و لا الحضور من المغفّلين... في جملة أخيرة أقول "كلما ظننتم أنّ كذبكم بلغ عنان السماء، أمطرته حقائقنا لينهار على رؤوسكم