08 يناير 2015
فيديو.. بدل الحماية من القنابل المصرية تقليد ومضروبة
بعد الإنقلاب العسكري مباشرة اعلنت وزارة الداخلية عن استيراد "بدل" مخصصة للحماية من التفجيرات، وزعمت الوزارة في بياناتها أنها توفر أعلى درجات الحماية النموذجية، وكذلك المرونة العملية لمهمات التخلص من المتفجرات
وفي هذا التقرير الموثق بالفيديو تكشف "رصد" ان البدل التي تم استيرادها فاسدة وغير صالحة للإستخدام على عكس نظيراتها في دول العالم.
وسقطت "البدلة" المضروبة في أول إختبار حقيقي لها اليوم الثلاثاء، عندما كان يرتديها الضابط المكلف بتفكيك قنبلة الصوت التي كانت بجوار قسم الطالبية بالهرم في محافظة الجيزة، قبل ان تنفجر القنبلة فيه وتحوله إلى أشلاء بسبب بدلة الداخلية "الوهمية"، والتي تعتبر تقليد للبدل الاصلية المصنعة في الغرب.
وببحث صغير على موقع اليوتيوب نكتشف عشرات مقاطع الفديو عن اختبارات، تمت على بدل الحماية في الولايات المتحدة الامريكية، والدولة الاوروبية، وكلها اثبتت نجاحها في حماية من يرتديها وأمتصاص اثر التفجير، وتقليل حدة الاصابات في كافة الإختبارات، التي تمت عليها قبل إعطائها للجهات المعنية .
وفي مقاطع الفيديو الأجنبية عن بدل الحماية من الإنفجارات، يظهر جليا أن البدل لم تتمزق باي شكل نتيجة التفجير، الذي كانت قوته الإنفجارية أكبر بكثير من قوة قنبلة قسم الطالبية.
ميدل إيست آي : لماذا محاكمة صحفيي الجزيرة في غاية الاهمية؟
بقلم: نادين مروشي
تسلط محاكمة صحفيي الجزيرة الضوء على المراسلين الأقل شهرة من صحفييها، على أولئك الذين لا يحظون بدعم مؤسسة إعلامية متنفذة تمارس الضغط للمطالبة بإطلاق سراحهم.
في اعتصام أمام السفارة المصرية في لندن في التاسع والعشرين من ديسمبر – أبرد يوم في العام، قالت لي ليندسي هيلسام، المحررة الدولية في قناة التلفزيون الرابعة ببريطانيا: “إنه لأمر مرعب بالنسبة لنا جميعاً معشر المراسلين، الذين شاركوا في تغطية الأحداث في مصر، وشاركوا في تغطية أحداث الشرق الأوسط بشكل عام، لأننا حينما نرى ما جرى لصحفيي الجزيرة الثلاثة يخطر ببالنا مباشرة أن ذلك كان يمكن أن يحصل لأي واحد منا.”
في ذلك اليوم القارس، شارك في الاعتصام ما لا يقل عن ثلاثين من كبار الصحفيين الدوليين ونشطاء حقوق الإنسان، للمطالبة بإطلاق سراح بيتر غريستي ومحمد فهمي وباهر محمد، وهم صحفيو قناة الجزيرة الإنجليزية الثلاثة، الذين قضوا عامهم الماضي داخل السجن في القاهرة.
وكان هؤلاء الصحفيون الثلاثة قد اتهموا في محاكمة، نُدد بها عالمياً، بنشر أخبار كاذبة ومساعدة منظمة إرهابية، ويقصد بها جماعة الإخوان المسلمين التي باتت محظورة الآن داخل مصر، وأصدرت محكمة مصرية بحقهم أحكاماً تراوحت ما بين سبعة وعشرة أعوام.
كما طالب الصحفيون الدوليون في اعتصامهم أمام السفارة المصرية في لندن بإطلاق سراح الصحفيين الآخرين الذين يحتجزون في سجون مصر، وعددهم الإجمالي ستة عشر صحفياً، حسبما تقول منظمة صحفيين بلا حدود التي تتخذ من باريس مقراً لها، وتعكف من هناك على رصد أوضاع الصحفيين حول العالم. وبذلك تحتل مصر المرتبة الرابعة بين الدول الأكثر سجناً للصحفيين في العالم.
وبحسب كل من لجنة حماية الصحفيين، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، ومبادرة التضامن مع مصر التي تتخذ من لندن مقراً لها، تتضمن قائمة الصحفيين الآخرين المسجونين في مصر كلاً من محمود عبد النبي من شبكة رصد للأخبار، ومحمود أبو زيد، وهو مصور مستقل، وسمحي مصطفى من شبكة رصد للأخبار، وأحمد جمال من وكالة يقين للأنباء، وأحمد فؤاد من وكالة كرموز الإخبارية، وعبد الرحمن شاهين من بوابة الحرية والعدالة للأنباء.
كان العديد ممن ألقي القبض عليهم يعملون في شبكات إخبارية ذات انتماءات إسلامية، مثل شبكة رصد، وبوابة الحرية والعدالة الإخباريتين، وبعضهم اعتقلوا بينما كانوا يغطون الاحتجاجات التي كان ينظمها الإخوان المسلمون.
منذ أن أطيح بالرئيس السابق محمد مرسي في انقلاب عسكري مدعوم جماهيرياً في الثالث من يوليو 2013، والحكومة تشن الحملة تلو الأخرى لقمع الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم باسم الحرب على الإرهاب، وقد طالت هذه الحملات حتى النشطاء السياسيين من ذوي التوجه العلماني، بما في ذلك الصحفيون ونشطاء حقوق الإنسان. في العشرين من ديسمبر، وبمناسبة مرور خمسمائة يوم على تغييبه وراء القضبان، كتب المصور الصحفي المستقل أبو زيد رسالة مؤثرة وجهها إلى العالم من زنزانته مطالباً إياه بألا ينساه.
يقول في رسالته، التي عنون لها بعبارة "غروب في الثقب الأسود": “ما أطلبه ببساطة هو أن تعرفوا عني. أرجوكم، لا تتوجهوا بعيداً عني، فأنا مصور صحفي، ولست مجرماً.”
ألقي القبض على أبي زيد بينما كان يغطي أحداث فض اعتصام رابعة العدوية في الرابع عشر من أكتوبر 2013 كما كان يفعل الكثيرون منا. في ذلك اليوم وحده قتلت قوات الأمن المصرية ما لا يقل عن 817 شخصاً من أنصار مرسي المعتصمين، حتى بات يعرف ذلك الحدث بمجزرة ميدان تيانانمين المصري.
وهنا تكمن أهمية محاكمة صحفيي الجزيرة، لأنها ستشكل سابقة لعمل الصحفيين في مصر، بل وفي العالم، وستسلط الضوء على المراسلين الأقل شهرة من صحفييها، أي على أولئك الذين لا يحظون بدعم مؤسسة إعلامية متنفذة تمارس الضغط للمطالبة بإطلاق سراحهم. إنها تتعلق بحرية ممارسة العمل الصحفي للمراسلين الدوليين والمحليين على حد سواء، وتتعلق بسيادة القانون وبالمعارك السياسية الأشمل والأوسع نطاقاً.
وهذا ما أدركه صحفيو الجزيرة الثلاثة منذ وقت طويل. في الأول من يناير، وكان ذلك هو اليوم الذي قضت فيه محكمة مصرية بإعادة محاكمته وزميليه الآخرين، غرد الصامد محمد فهمي قائلاً: “تشكل إعادة المحكمة معلماً مهماً على طريق النصر في المعركة التي نخوضها في سبيل حرية الصحافة.”
وفي أكتوبر كتب غريستي خطاباً مؤثراً جداً أشار فيه إلى تردي حالة حرية الصحافة حول العالم خلال العقد الماضي، وخاصة في سياق الحرب العالمية على الإرهاب. ومما قاله في خطابه: “في كل ساحات المعارك هذه، سواء كانت الحروب باردة أم ساخنة، لم يعد الصحفيون يقفون في الخطوط الأمامية، بل لقد غدونا نحن الخطوط الأمامية. ففي هذا الصراع الأوسع لم يعد ثمة مراسل يمكن أن يوصف بأنه محايد أو مستقل. ففي نظر طرفي الصراع نكون قد انحزنا إلى العدو، بل انضممنا إلى صفوفه، إذا ما اعتبر أننا تجاوزنا الخطوط المرسومة من قبل هذا الطرف أو ذاك، سعياً منا للالتزام بالمبادئ الأساسية التي التزمنا بها من النزاهة والإنصاف وتحري الدقة.”
وهذا الأمر ينطبق على مصر كما ينطبق على غيرها. إذا كنت مراسلاً يغطي احتجاجات الإخوان المسلمين، فأنت بذلك تفتح على نفسك باب الاتهام بأنك منحاز، بدلاً من أن يقال بأنك فقط تحاول الحصول على وجهة النظر الأخرى. نعم، لقد بلغت حالة الاستقطاب هذا الحد، والعكس صحيح.
ترى الصحفية هيلسام أن اعتقال الصحفيين في هذا السياق سيؤدي إلى العكس مما هو مرجو منه، وتقول: “إنه لا يساعد الحرب على الإرهاب، بل على العكس من ذلك تماماً. وذلك أنك إذا كنت تهدر موارد بلادك في تعقب وسجن الصحفيين، فأنت بذلك تنشغل عن مهمة علاج المشكلة الأصلية، ألا وهي ظاهرة الإرهاب.”
يبدو أن المحكمة التي قضت بإعادة محاكمة صحفيي الجزيرة الثلاثة أدركت بأن المحاكمة الأولى – التي انتقدت على نطاق واسع حول العالم – قد شابتها عيوب قانونية.
وكانت منظمة العفو الدولية قد انتقدت إجراءات المحكمة التي تمت في العام الماضي وصرحت بأنها لاحظت عدة تجاوزات. وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها: “لقد فشل الادعاء على مدى اثني عشرة جلسة في تقديم دليل دامغ واحد يربط الصحفيين بأي منظمة تمارس الإرهاب، أو في إثبات أن الصحفيين أنتجوا تقارير إخبارية كاذبة.” من المثير للانتباه أن الأدلة التي قدمها الادعاء للمحكمة كانت عبارة عن لقطات مصورة لخيول تعدو مأخوذة من قناة سكاي العربية الإخبارية، وبرنامج وثائقي من إنتاج البي بي سي عن الصومال، وأغنية للموسيقي الأسترالي غوتيه، وبرنامج عن تربية الأغنام، ومؤتمر صحفي كيني، وصورة عائلية للصحفي غريستي.
اعتبر كثير من المراقبين صحفيي الجزيرة الثلاثة "أكباش فداء" وقعوا ضحية للحرب الباردة التي تدور رحاها بين مصر وقطر، حيث إن قطر، التي تملك شبكة الجزيرة الإخبارية، ساندت الإخوان المسلمين. ولكن هناك من يرى هؤلاء الصحفيين أهدافاً مشروعة لمجرد أنهم عملوا لصالح قناة إخبارية اعتبرت منحازة إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين التي لم يعد مرغوباً فيها.
تقول عائلات الصحفيين المعتقلين إن الآمال تجددت لديهم بسبب الدفء الذي سرى مؤخراً في العلاقات بين مصر وقطر، ونجم عنه إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، حيث إن ذلك سيمهد الطريق أمام تقبل الناس في مصر لفكرة إطلاق سراحهم، إذا ما حدث ذلك أو عندما يحدث، حسبما أخبرتني به مروة عمارة خطيبة فهمي.
كما أن هناك قانونا جديدا كان قد أصدره العام الماضي الرئيس عبد الفتاح السيسي بموجب مرسوم رئاسي يسمح بتسفير الأجانب الذين أدينوا بجرائم ارتكبت على الأرض المصرية. وبناء عليه فقد تقدمت عائلتا الأسترالي غريستي والكندي من أصول مصرية فهمي من الحكومة المصرية بطلب تسفيرهم.
إلا أن ذلك لن يساعد باهر محمد، الذي يحمل جنسية مصرية، والذي لم يسمح لزوجته بمجرد حضور أي من جلسات المحكمة لأنها مصرية، كما أخبرتني. فقط الأجانب وعائلاتهم سمح لهم بحضور المحاكمات، كما قالت. ولذلك، فالأمل لديها ومن في مثل وضعها معقود على إعادة المحاكمة.
قد يتم إطلاق سراح الصحفيين بكفالة أثناء إعادة المحاكمة.
يقول الرئيس السيسي إنه لن يتدخل في عمل القضاء، ولذلك لا يبدو محتملاً أن يصدر قرار بعفو رئاسي قبل المضي قدماً بإجراءات إعادة المحاكمة.
وحينما يتم إطلاق سراح صحفيي الجزيرة الثلاثة، وهو ما يأمله كثيرون منا، فرجاؤنا هو أن يستمر العالم في الضغط لضمان إطلاق سراح الصحفيين الآخرين الذين يقبعون وراء القضبان، ومن بينهم: محمود عبد النبي، محمود أبو زيد، وسمحي مصطفى، وأحمد جمال، وأحمد فؤاد، وعبد الرحمن شاهين.
نادين مروش: صحفية بريطانية من أصل فلسطيني، عملت مع بلومبيرغ وفي النسخة الإنجليزية من المصري اليوم، وتكتب أيضاً لصحيفة ذي ناشينال التي تصدر في الإمارات، ولصحيفة ذي لندن ريفيو أوف بوكس. كما نشرت لها كتابات في الفاينانشال تايمز، وفي غير ذلك من الصحف العالمية
07 يناير 2015
المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: كلام لا يليق بمصر
1) بصرف النظر عن سوء التعبير المعتاد الذى تتسم به المقاطع "المرتجلة" فى أحاديث السيسى وخطبه، وبصرف النظر عن حالة الاستقطاب الحاد و الصراع الشرس على السلطة القائم فى مصر الآن،وبصرف النظر عن الأهمية الدائمة لتجديد الفكر والوعى فى كل خطاباتنا الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية،وبصرف النظر عن المحاولات الحثيثة للسيسى ونظامه لاستجلاب رضا واعتراف المجتمع الدولى،وبصرف النظر عن التعاون الامريكى الاستراتيجى مع النظام الرسمى العربى، فى مكافحة الارهاب وفقا للمفهوم الامريكى، او عن حشد الامريكان لكافة الانظمة العربية في حملتهم الاستعمارية الثالثة ضد العراق تحت مسمى مكافحة داعش والتطرف الاسلامى.
فان ما ورد فى خطاب السيد عبد الفتاح السيسى عن المسلمين، فى ذكرى المولد النبوى الشريف، يتماهى مع الرواية الغربية الاستعمارية الاستشراقية العنصرية المضللة. ومع الخطاب الاعلامى الذى تروج له الولايات المتحدة منذ 2001 لتغطية غزوها للمنطقة.
***
2) وتنطلق هذه الرؤية فى نسختها الكلاسيكية والقديمة التى تبناها غالبية المتسشرقين فى القرنين الماضيين من ادعاءات عنصرية بتقدم شعوب الغرب وتخلف شعوب الشرق وعدم اهليتها لنيل استقلالها وحكم نفسها، مما يضطر الغرب اضطرارا للقيام نيابة عنها بهذا الدور لترقيتها والنهوض بها حضاريا، الى آخر هذه النظريات الاستعمارية التى تصدى لها عديد من المفكرين العرب، على رأسهم المفكر الفلسطينى الراحل ادوارد سعيد فى كتابه الرائد "الاستشراق".
***
3) اما الرواية فى نسختها الحديثة المعدلة والتى انطلقت على ايدى مفكرين من امثال برنارد لويس وصامويل هنتنجتون فتدعى ان الصراع الحضارى والثقافى والدينى هو الذى يقود العالم بعد انتهاء الحرب الباردة. وانه بعد تراجع الخطر الشيوعى وسقوط الاتحاد السوفيتى، فان الاسلام هو الذى يمثل التحدى والخطر الرئيسى على الغرب اليوم. وانه لا صحة لكل تلك النظريات التى تفسر العالم والتاريخ والصراعات، من منطلقات وطنية او سياسية او طبقية او اقتصادية.
وهى الرؤية التى تريد ان تضفى شرعية على الاستغلال الامبريالى الامريكى والغربى لباقى شعوب الأرض، وتريد ان تشتت انتباه العالم والشعوب عن الأسباب الحقيقية لتخلفها وتبعيتها، وتريد ان تصادر حق بلدان العالم الثالث فى مقاومة الهيمنة الغربية العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
وهى الرؤية التى أجمعت كل التيارات الوطنية والتقدمية منذ عقود طويلة على رفضها ودحضها وكشف تناقضاتها وفضح غاياتها الخبيثة المضللة.
كما انها ذات الرؤى والأفكار التى أسست لكل مخططات إعادة تقسيم الوطن العربى وتفتيته من خلال تفجير وإدارة سلاسل من الصراعات الطائفية والمذهبية والحروب الاهلية، واستماتت لتحويل الصراع العربى /الصهيوأمريكى الى صراع عربى عربى.
***
4) ان حديث السيسى عن الخطر "المحتمل" الذى يمكن ان يمثله 1.6 مليار مسلم على باقى الـ 7 مليار انسان، هو قلب للموازين والحقائق التى يعيش فيها العالم منذ ما يقرب من أربعة قرون؛
فان كان هناك فى العالم وفى التاريخ من يمكن اتهامه بالرغبة فى القضاء على الآخرين لكى يحيا هو فقط، فانه الغرب الاستعمارى بامتياز؛
· فهم آلهة وملوك كل انواع التطرف والإرهاب والعنصرية والاستغلال والاستعمار والاستعباد والقتل والدمار؛
· فالغرب هو الذى قام باحتلال شعوب ثلاث قارات؛ افريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية على امتداد آخر قرنين على الأقل.
· وهو الذى أباد مئات الملايين من السكان الاصليين فى ثلاث قارات؛ فى الامريكتين واستراليا .
· وهو الذى اختطف مئات الملايين من سكان افريقيا وحولهم الى عبيد فى المستعمرات الاوروبية الجديدة
· وهو الذى اشعل حربين عالمين كبرتين راح ضحيتهما عشرات الملايين من القتلى والمصابين.
· وهو الذى أباد مئات الالاف فى اليابان باستخدام القنابل الذرية
· وهو الذى نهب ثروات العالم، ولا يزال، فتسبب فى امراض التخلف الاقتصادى والسياسى والاجتماعى المزمنة لمليارات من سكان العالم.
· وهو الذى يحتكر 80 % من الناتج العلمى بينما لا يتعدى تعداده 20 % من سكان العالم، بينما لا يتعدى نصيب أفقر 20% من شعوب العالم 1.2 % من الناتج العالمى.
· وهو الذى استعمر بلادنا لقرون طويلة وجزأها ليقتسمها ويوزعها كغنائم حرب بعد الحرب العالمية الاولى.
· وزرع بيننا قاعدته العسكرية والاستراتيجية الملعونة المسماة باسرائيل، وحرضها ودعمها لاحتلال مزيد من اوطاننا، وحارب معها فى مواجهتنا، وظل يدعمها ويسلحها ليضمن تفوقها العسكرى علينا مجتمعين، وهو الذى اكره او استقطب حكامنا على الصلح معها والاستسلام لمشروعها.
· وهو الذى يحارب ويضرب ويتصدى طول الوقت لكل محاولات التحرر والاستقلال والوحدة والنهضة والتقدم والتنمية فى بلادنا.
· وهو الذى يهيمن ويتحالف ويدعم أسوأ الأنظمة الحاكمة فى الوطن العربى وفى العالم، ليضمن استمرار سيطرته ونهبه لمقدرات الشعوب.
· وأخيرا وليس آخرا هو الذى احتل الخليج العربى وأفغانستان والعراق وقسمه هو والسودان، فى اطار مشروعه الجديد بإعادة تقسيم الدول العربية.
***
5) كما أن كل الدعوات المطالبة بمقاومة وقتال الاحتلال الصهيونى والغزو الامريكى، هى دعوات مشروعة أيا كانت مرجعيتها الإيديولوجية.
كما ان كل انواع التطرف فى بلادنا بما فيها التطرف الدينى الذى يتحدثون عنه هى ردود فعل طبيعية ومتوقعة من الشعوب فى مواجهة الهزائم والاستسلام والخنوع والتبعية والفقر والاستغلال التى اوصلتنا اليها الانظمة العربية الحاكمة، والتى تمارس تبعيتها للأمريكان ورعبها من اسرائيل، تحت شعارات وطنية زائفة. والطريقة الوحيدة للقضاء على التطرف هى استرداد الدور الوطنى للدول العربية فى مواجهة أمريكا واسرائيل وحلفائهم فى الداخل والخارج.
***
6) كما ان هناك شبه اجماع بين المحللين السياسيين عربيا وعالميا،على عمق الدور الامريكى فى صناعة ودعم وتمويل عديد من التنظيمات الطائفية الإرهابية، بهدف التشويش على حركات المقاومة، وتفجير الصراعات الاهلية، وتبرير التدخل الاجنبى.
***
7) ان الهجمة التى تقودها الولايات المتحدة وأوروبا واسرائيل اليوم ضد ما يسمونه بالاسلام المتطرف، هى امتداد لكل الحملات السابقة التى شنتها من قبل ضد كل حركات التحرر وكل التيارات الوطنية والاشتراكية والقومية فى الوطن العربى وكل بلدان العالم، التى رفضت الاستسلام للمشروع الامريكى الصهيونى.
***
8) ان الدعوى الكامنة والمستترة وراء شيطنتهم للإسلام أو المسلمين هى فى حقيقتها كالآتى: ((انكم يا معشر العرب والمسلمين لا يجب ان تقاتلوا اسرائيل وتحرروا فلسطين، ولا يجب ان تقاوموا احتلال وغزو أمريكا لبلادكم، ولا اعادة رسمها لخرائطكم، ولا نهبها لنفطكم و ثرواتكم، ولا سيطرتها على أسواقكم، ولا حمايتها لحكامكم وانظمتكم !
وإنما عليكم ان تطهروا أنفسكم من المتطرفين الاسلاميين كما طهرتم أنفسكم من قبل من كل المتطرفين من التيارات الأخرى، وان تكونوا حلفاء وشركاء لنا فى الغرب وأمريكا وإسرائيل ضد هذا العدو المشترك))
***
9) كما أنه لا يصح أن تصدر مثل هذه التصريحات من مصر، فى وقت متزامن مع صدور مثيلتها من اسرائيل الذى ادعى رئيس وزرائها أكثر من مرة أن دولا عربية كبرى أخبرته بانها ترحب بالعمل مع اسرائيل ضد عدوهم المشترك من الإسلاميين المتطرفين. وكأننا نؤكد ادعاءاته ونصدق عليها. وكأننا نتبنى مع عدونا الحقيقى لغة واحدة وبمرجعية واحدة ونستهدف مصالح واحدة فى مواجهة عدوا واحدا.
***
10) واخيرا وليس آخرا وفى جميع الأحوال وأيا كانت النوايا، فانه لا يصح ان تصدر مثل هذه التصريحات من رئيس أكبر دولة عربية وإسلامية، فى ظل حملة أمريكية وغربية تعادى الاسلام والمسلمين وتتهمهما بالتطرف والإرهاب، وتتذرع وتتخفى بذلك لتبرير اعتداءاتها وغزواتها لأوطاننا وأقطارنا وإعادة رسم خرائطنا. لأنه سيتم توظيف مثل هذه التصريحات خارجيا ودوليا لصالح هذا العداء وتبريره وتأكيده بمنطق" وشهد شاهد من أهلها". كما سيتم تفسيرها داخليا على انها بمثابة غزل مصرى رسمى للأمريكان وتقديم أوراق اعتماد للغرب.
*****
نص بيان الجيش العراقي الوطنى بمناسبة الذكرى 94 لتأسيسه
نص بيان الجيش العراقي الوطنى بمناسبة الذكرى 94 لتأسيسه:
بسم الله الرحمن الرحيم
القيادة العامة للقوات المسلحة
الجيش العراقي الوطني
"نصر من الله وفتح قريب"
بيان رقم 351
يحتفل العراقيون الأباة بالذكرى 94 لتأسيس الجيش العراقي في السادس من كانون الثاني عام1921 وبعد ثورة العشرين الباسلة وفي عهد المغفور له الملك فيصل الاول، وقد عين المرحوم الفريق الركن جعفر العسكري كأول وزير دفاع في أول حكومة وطنية برئاسة الشريف عبد الرحمن النقيب الكيلاني .وكان فوج الإمام موسى الكاظم الذي ضم متطوعين من بغداد وكربلاء والحلة أولى نواة هذا الجيش سليل الجيوش العراقية والعربية الاسلامية التي كانت درع وادي الرافدين بوجه الغزاة والطامعين.
تطور الجيش العراقي وتوسعت تشكيلاته بسواعد رجاله المؤمنين وأمتلك أحدث الاسلحة والمنظومات وسطر سفر خالد في حماية الوطن والدفاع عن الأمة، وبني جيش عظيم مازالت معالمه وأثاره خالدة على ارض فلسطين وسوريا ومصر والاردن وسطر الملاحم على الجناح الشرقي للامة العربية عندما صد الهجمة الفارسية في القادسية الثانية طوال ثمانية أعوام . وواجه جيشنا الباسل التحالف الغربي الثلاثيني عام 1991 والاعتداءات الجوية والصاروخية الامريكية خلال التسعينيات من القرن الماضي.
ودافعت قواتنا المسلحة عن الاراضي الوطنية بوجه الغزو الامريكي – البريطاني عام 2003 وقاتلت ببسالة في القاطع الجنوبي والأوسط من مسرح العمليات وتمكنت من تأخير وعرقلة تقدم قوات العدو والحاق الخسائر بين صفوفه على الرغم من التفوق المعادي المعروف وأمتلاكه السيادة الجوية.
لقد تحول الجيش العراقي الى صفحة المقاومة والتحرير سواء كان بالعمل ضمن أطار تشكيلات الجيش أوالانظمام في فصائل المقاومة العراقية الباسلة كافة. و يفخر الجيش العراقي الوطني اليوم بان لديه إستراتيجية عسكرية لتحرير الوطن من براثن الأحتلالين الامريكي والايراني ويعمل في ضوئها في قواطع العمليات بكل أخلاص ومهنية وشرف الجندية والوفاء للقسم العسكري .
وكبديل عن الجيش الوطني ولتخفيف الضغط على تشكيلاته شكل الاحتلال الامريكي جيشاً بديلاً قوامه الفاسدين والطائفيين ودمج به المليشيات التابعة الى ايران وبعد صرف المليارات من الاموال الوطنية وبعد 10 سنوات عىلى تشكيل هذا الوليد الفاسد أنهارت قطعات الجيش أمام المئات من الثوار في المحافظات المنتفضة الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وكركوك وحزام بغداد تاركة أسلحتها ومعداتها في ساحة المعركة .
وبسبب أنهيار ارادة القتال لعناصر الجيش الحكومي فتحت الحكومة أبوابها للتدخل الامريكي والايراني لحمايتها والعاصمة بغداد من السقوط وهناك اليوم وجود عسكري ايراني بري وجوي وأستخباري بقيادة قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني وهناك وجود امريكي بري وجوي ومخابراتي يتوسع ويؤسس الى أحتلال عسكري ثابت على شكل قواعد تتوزع في وسط وشمال العراق. ومازالت الحكومة ومن خلفها الادارة الامريكية تتخبط وتذهب الى حلول ترقيعية وبديلة عن المؤسسة العسكرية المنهارة بتسليح العشائر وإعادة تشكيل الصحوات او الحرس الوطني الذي سوف تستغله الحكومة الطائفية ليصبح وكراُ للمليشيات الطائفية وحزب الله .
وفي هذه المناسبة الكريمة تتقدم قيادة الجيش العراقي الى القادة والامرين والضباط والمراتب بالتهنئة الحارة وتؤكد على ان اعادة هيكلة وبناء الجيش الحالي وفق أستراتيجية وطنية في ظل حكم وطني هو السبيل الى أنقاذ وتحرير العراق من الاحتلالات الاجنبية ويردع الطامعين ويطهر البلاد من المليشيات الطائفية والتنظيمات المسلحة المتطرفة وسيبقى الجيش الوطني صمام للوحدة الوطنية ويقف بحسم وقوة بوجه محاولات التقسيم والأنفصال التي يدفع لها الخونة والمتأمرين.
وفي هذه المناسبة المجيدة نستذكر ونقدر عاليا بطولات وتضحيات ومأثر القادة والامرين والضباط والمراتب عبر مراحل تأسيس وتطور وجهاد قواتنا المسلحة الباسلة سائلين الله تعالى أن يرحم الشهداء والرجال الذين توفاهم الله وأنتقلوا الى رحمته وأن يمد بالعمر والصحة والقوة للاحياء منهم وان يتلطف على أسرى الجيش في سجون الاحتلال والحكومة بالحرية والسلامة.
الرحمة لشهداء الجيش العراقي وشهداء الوطن والله أكبر
بغداد العاصمة في 5 كانون الثاني 2015
مجموعة العراق فوق خط احمر
06 يناير 2015
موقع امنى غربي: الخليج سيعيد علاقاته مع الاخوان المسلمين
ستراتفور: عام 2015 مهم فيه تحول للاستراتيجية السنية - |
كتب مايكل نايبي- أوسوكي في موقع "ستراتفور" للشؤون الأمنية، عن التحديات التي تواجه السعودية والدول السنية في بداية العام الجديد.
ويشير الكاتب في بداية المقال إلى الوضع الملتهب الذي يعيشه الشرق الأوسط، فمن الانتفاضة الخضراء في إيران عام 2009 ورد محمود أحمدي نجاد عليها، التي تبعتها فوضى الربيع العربي، إلى تداعيات الحرب الأهلية في سوريا وأثرها على العراق، واحتمال ترتيب العلاقات الإيرانية- الأمريكية.
ويتوقع الكاتب أن يشهد عام 2015 تحولا في مصالح الدول العربية السنية في المنطقة تجاه تقبل أوسع لإسلام سياسي معتدل. فالمنطقة خارجة من المجهول الذي عاشته في العقد الماضي، فيما تتشكل الأسس التي سيبنى عليها المستقبل. ولن يحدث هذا بطريقة منظمة ونظيفة، وما يهم هو أن التغير آخذ بالتشكل حول نزاعات سوريا وليبيا، وكذلك توقعات وضع قوة لإيران.
مشاكل خطيرة
ويرى الكاتب أن الشرق الأوسط يدخل عام 2015 وهو يواجه مشاكل خطيرة. فلا تزال ليبيا غير المستقرة تهديدا لأمن شمال أفريقيا، أما منطقة الشام والخليج العربي فيجب أن تجد طريقا للتكيف مع المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، والحرب الدائرة بالوكالة على أرض العراق وسوريا. وأهم مشكلة تعاني منها المنطقة هي تراجع أسعار النفط، ففي الوقت الذي يمكن فيه للسعودية والكويت والإمارات العربية استخدام ما لديها من احتياطات نقدية هائلة لتجاوز آثار الأزمة النفطية، فإن بقية دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط ستواجه مصاعب اقتصادية حادة.
ويضيف الكاتب أن القادة الاستبداديين في المنطقة، مثل الجزائر واليمن، ساعدوا في الماضي على وقف تقدم التشدد الديني. فيما حاولت الملكيات العربية المطلقة الحد من المعارضة أو الدعوات للديمقراطية.
ويبين التقرير أن الولايات المتحدة أقامت شراكة مع عدد من هذه الدول لمكافحة الإرهاب في مرحلة ما بعد 2001. وتعاملت واشنطن مع عدد من الدول الخليجية كحاجز ضد التمدد الإيراني في المنطقة، وكذلك ضد النظام العراقي صدام حسين.
ويقول الكاتب إنه تم احتواء المناطق غير المستقرة في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية من خلال تعاون تكتيكي بين إسرائيل وجيرانها؛ لاحتواء الخطر النابع من هذه الدول.
ويتابع أنه لم يعد صدام حسين يحكم العراق اليوم، وحلت محله "ديمقراطية" مهشمة تتعرض لتهديد الدولة الإسلامية. وانتهى حكم الرؤساء لمدى الحياة في تونس وليبيا ومصر. وفي الوقت نفسه تعاني كل من الجزائر وعمان والسعودية أوضاعا انتقالية غير واضحة، التي قد تحصل مع نهاية العام الحالي.
ويعتقد الكاتب أن الحوار الجاد الذي تجريه الولايات المتحدة مع إيران فيما يتعلق بملف الأخيرة النووي كان سيناريو خارج التصور بالنسبة لدول الخليج، ومع ذلك عجلت بتحولات إقليمية مهمة، خاصة في السعودية والدول المتحالفة معها، التي بدأت تخفف من حدة اعتمادها على حماية الولايات المتحدة.
الدفع باتجاه هيمنة سنية
ويلفت التقرير إلى أن حكومة الرياض تبدأ عامها في ظل ضغوط أكبر مما واجهته قبل 12 شهرا، ليس لأن الملك عبد الله مريض وحالته الصحية معتلة، ولكن لأن أكبر دولة منتجة للنفط دخلت حرب أسعار نفط مع الولايات المتحدة ومنتجي النفط من الصخر الزيتي. ولأن كلا من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة تملك مجموعة أكثر من تريليون دولار من احتياطي العملة الأجنبية، فلديها القدرة على مواصلة إنتاج النفط في المستقبل القريب.
ويستدرك الموقع بأن الدول الأعضاء الأخرى في منظمة أوبك لن تكون قادرة على تجاوز العاصفة بسهولة، فتراجع أسعار النفط وبنسبة 40% يزيد أعباء مالية إضافية على إيران والحكومة العراقية التي يتسيدها الشيعة.
ويعتقد الكاتب أن تخطيط السعودية الهادئ وبنائها احتياطها يعني أن أمنها الاقتصادي لن يتعرض لتهديد على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ويتوقع الكاتب أن تواصل الرياض حملتها ضد إيران، وكذلك إقامة علاقات مع الدول السنية التي تعرضت للضعف في السنوات الماضية.
السعودية والإخوان
ويذكر التقرير بأن الاستراتيجية السعودية تقوم تقليديا وبشكل رئيسي على تقديم الدعم للجماعات العربية السنية ذات التوجه السلفي المحافظ، وظل السلفيون بشكل عام خارج لعبة السياسة، إلا أن أيديولوجيتهم السنية المحافظة كانت مفيدة في التنافس السعودي- الإيراني والجماعات الشيعية الوكيلة عن طهران.
ويضيف أن النشر والترويج للسلفية أدى دوره لتحديد تمدد جماعات إسلامية ذات أيديولوجية معتدلة تعبر عن الإسلام السياسي، مثل جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المرتبطة بهم. وتتعامل الرياض مع هذه الجماعات بكونها تهديدا لنجاحها في تنظيم جماعات ذات بعد شعبي، والدعوة للإصلاح الديمقراطي.
ويجد الكاتب أن تزايد الضغوط الإقليمية الخارجية دفع الملكيات المطلقة في الخليج مثل السعودية لإعادة النظر بعلاقتها مع الإخوان المسلمين.
موضحا أن التهديدات الداخلية، التي يمثلها السلفيون الجهاديون والرغبة بالحد من مكاسب المنافسين الإقليمين، تدفع دولا مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة لبناء علاقات مع الإخوان المسلمين للحد من المخاطر التي تمثلها الجماعات المنافسة في المنطقة.
موضحا أن التهديدات الداخلية، التي يمثلها السلفيون الجهاديون والرغبة بالحد من مكاسب المنافسين الإقليمين، تدفع دولا مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة لبناء علاقات مع الإخوان المسلمين للحد من المخاطر التي تمثلها الجماعات المنافسة في المنطقة.
ويرى الكاتب أنه من هنا، فإعادة العلاقات مع الإخوان المسلمين ستترك آثارا دبلوماسية، خاصة مع قطر، التي تعد من الداعمين للإخوان، ما أدى لإساءة العلاقات بين دول المنطقة الأخرى، السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، التي قامت بإغلاق سفارتها في العاصمة القطرية الدوحة.
ويفيد التقرير أن استمرار التقارب الأمريكي- الإيراني ومخاوف الرياض من تصاعد السلفية الجهادية دفعها بإعادة النظر في موقفها من الإسلام السياسي.
ويذهب الكاتب إلى أن قرار الرياض والبحرين وأبو ظبي استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وقرار الأخيرة إعادة النظر وتغيير موقفها من مصر وليبيا، يشير إلى أن تحويل الكتلة الخليجية علاقاتها مع الإخوان المسلمين سيترك أثره على جهود مجلس التعاون الخليجي في المنطقة.
ويعتقد الكاتب أن محاولة ملكيات دول الخليج التصالح مع الإسلام السياسي سيؤثر إيجابيا على دول مجلس التعاون الخليجي. فمن ناحية ستتعاون قطر مع حكومة طبرق المعادية للإسلاميين، فيما خفت حدة التوتر بين قطر وحكومة عبد الفتاح السيسي في مصر.
ويؤشر السيناريوان الاثنان إلى احتمال تحرك مجلس التعاون الخليجي لتبني موقف إقليمي موحد بداية العام 2015، ما سيحقق تطلعات الرياض ورؤيتها للحفاظ على المجلس وموقفه العام، بحسب التقرير.
التقارب الأمريكي - الإيراني
ويبين الكاتب أن تحسن العلاقات الخليجية- الخليجية والخليجية - العربية يأتي في فترة حرجة تتحرك فيها الولايات المتحدة باتجاه التقارب مع إيران، وهذا سيدفع دول الخليج التحرك والحفاظ على مصالحها من خلال الانخراط أكثر في ليبيا وسوريا وربما اليمن. وسيكون هدف الانخراط العسكري إظهار القوة أمام إيران وملء الفراغ الذي تركته القيادة التركية في المنطقة، خاصة في الشرق العربي.
ويقول الكاتب إن قطر عارضت هذا التحرك في الماضي، ورغم حجمها الصغير إلا أنها استخدمت ثروتها المالية واستقرارها لدعم عدد من الجماعات، وبينها جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس وعدد آخر من جماعات المعارضة المسلحة في سوريا. ووصلت الخلافات بين قطر ودول المنطقة ذروتها في عام 2014، وذلك بعد دعم السعودية والإمارات الانقلاب في مصر عام 2013 ضد الإخوان المسلمين، وقد هدد التوتر استقرار دول مجلس التعاون، وأدى لاقتتال داخلي في صفوف المعارضة السورية.
ويوضح التقرير أن هذا الانفصام في السياسة الخليجية ترك تداعيات إقليمية خطيرة، بما فيها نجاح تنظيم الدولة الإسلامية وهزيمته للجماعات المسلحة المدعومة من دول الخليج، وما نتج عنه من توسع للتنظيم في العراق. فدون تدخل خارجي داعم للثوار لن يكون باستطاعة أي فصيل تحقيق النصر العسكري.
ويلاحظ الكاتب أنه نظرا لعدم تحقيق نصر حاسم في الحرب لجأ بشار الأسد والروس والإيرانيين لمضاعفة جهودهم الدبلوماسية من أجل التفاوض حول تسوية في سوريا، خاصة أن كلا من روسيا وإيران تريدان التركيز على المصاعب المحلية الناجمة عن هبوط أسعار الطاقة العالمي. ومن هنا فقرار الكويت الأخير السماح للنظام السوري إعادة فتح سفارته فيها لتقديم المساعدة للمواطنين السوريين العاملين في الكويت يشير لاحتمال اعتراف دول الخليج بحقيقة أن الأسد لا يمكن التخلص منه عبر القوة العسكرية، وتقوم الدول السنية العربية باستخدام أسهمها في الأزمة السورية، وبشكل تدريجي من أجل تحقيق تسوية عبر التفاوض.
ويستدرك الموقع بأنه رغم أنه لن تتم تسوية الأزمة السورية في عام 2015، إلا أن اللاعبين الإقليميين سيواصلون البحث عن حل للأزمة خارج ساحة المعركة.
ويواصل بأنه في حالة التوصل لتسوية سياسية فستقوم الدول السنية الرئيسية، بقيادة تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، بالعمل على بناء منظمة سنية قوية تقوم بالحد من سلطة بقايا النظام العلوي في دمشق، والتعامل مع النجاحات المستقبلية لداعمي الحكومة العلوية في طهران.
ويعتقد الكاتب أن نموذج الإخوان المسلمين للإسلام السياسي يمثل واحدا من الحلول السنية المحتملة، وسيصبح الإخوان مع تراجع المعارضة السعودية لهم الخيار البديل عن الخيارات السلفية المتعددة، بما فيها الجهادية، مبينا أن حلا كهذا يحتاج في النهاية لإطار ديمقراطي يجب تطبيقه، وهو سيناريو يظل مراوغا، ولن يتم تحقيقه لسنوات قادمة.
الطريق الطويل للاستقرار في شمال إفريقيا
يقول الكاتب إن المسار الذي اختطته دول شمال أفريقيا كان تقليديا مختلفا عن ذلك الذي اختطته دول الشرق والخليج، وهو واقع تشكل بسبب الجغرافيا والخلافات السياسية بين الحكومات العلمانية التي استلهمت رؤيتها من مصر الناصرية ودول الخليج.
ويضيف أن مصر، التي كانت المنافس التقليدي للسعودية على قيادة العالم العربي السني، تحولت مصر إلى تابع مالي للدول المنافسة سابقا لها، وهي ملكيات الخليج. واستطاع مجلس التعاون الخليجي استخدام استقراره النسبي وثروته النفطية والاستفادة من الفرص، وتأمين مصالح أعضائه في شمال إفريقيا في مرحلة ما بعد الربيع العربي. ونتيجة لهذا أصبحت القاهرة نقطة انطلاق لتحقيق النوايا الخليجية، خاصة الغارات الإماراتية ضد المتشددين الإسلاميين في ليبيا، ولحقت أبو ظبي بمصر لدعم الجنرال السابق خليفة حفتر وعمليته "الكرامة". ومثل سوريا تمثل ليبيا ساحة للطموحات السنية المتنافسة.
ويشير إلى أنه في المقابل قامت قطر وبدرجة اقل تركيا بدعم الجماعات الإسلامية السياسية والجماعات المسلحة التي يقودها المؤتمر الوطني في طرابلس، بعد اعتراف الأمم المتحدة بمجلس النواب في طبرق. وفي الوقت الذي تسيطر فيه الجماعات السياسية المسلحة على ثلاث مدن ليبية كبرى تحاول الجماعات الوكيلة عن مصر والإمارات استعادة هذه المدن، ولم تحقق إلا تقدما بسيطا، ما دفع القاهرة وأبو ظبي للتحرك مباشرة.
ويوضح التقرير أن كلا من السعودية ومصر والإمارات العربية تخشى من تحول ليبيا الغنية بالنفط لداعم رئيسي للإسلام السياسي. وقد ترك القتال الدائر بين الجماعات المتقاتلة على الساحل مساحات شاسعة من الصحراء بيد الجهاديين ومنطقة لنشاطات المهربين، التي لا تهدد جيران ليبيا فقط، بل أمن واستقرار الدول الغربية.
ويلفت الكاتب إلى أنه حتى الآن لم تنجح محاولات المصريين ودول الخليج بالحصول على نتائج ملموسة على الأرض في ليبيا. فيما تميل الجهود الغربية لتحقيق المصالحة باتجاه محاباة القوى الإقليمية مثل الجزائر، التي تعد منافسا تقليديا لكل من المصريين ودول الخليج، وتشعر بالراحة للعمل مع عدد من اللاعبين السياسيين الذين يمثلون قطاعات سياسية أيديولوجية مختلفة، بينها جماعات إسلام سياسي على طريقة الإخوان المسلمين.
ويتوقع التقرير أن تجد ليبيا نفسها أرضا لتبادل المصالح بين المشاركين في الانقسام السني حول الإسلام السياسي، فمقابل موافقة السعودية وشركائها على تخفيف الضغوط عن جماعات الإسلام السياسي، التي تتبع نموذج الإخوان المسلمين، يمكن ان توافق كل من قطر وتركيا في عام 2015 على التعاون مع حكومة طبرق، ودفع جماعات الإسلاميين التي تلقى الدعم منهما نحو المشاركة في حوار وطني مدعوم من الغرب.
ويرى الكاتب أنه لن يتحسن وضع ليبيا الأمني من خلال الوساطات، ولكن قد يدخل إسلاميو ليبيا في ائتلاف مع منافسيهم السياسيين، خاصة أن دول الخليج التي تدعم الطرفين تعمل على حل مشاكلها.
الأثر الإقليمي
يذكر التقرير أن الاقتتال والعجز أديا إلى التأثير على المحاولات التي قام بها اللاعبون السنيون في المنطقة لبناء استراتيجية متماسكة لحل الأزمة السورية، وهو ما ساعد على تعزيز قوة وبقاء إيران في الشرق. وواصلت إنفاق مصادرها على ساحات متنافسة في ليبيا ومصر. وسيشهد العام المقبل إطارا تعمل فيه السعودية وقطر وبدرجة أقل تركيا حول دور الإسلام السياسي في المنطقة، خلافا لعام 2014، الذي شهد تراجعا خطيرا في حظوظ الإخوان المسلمين والجماعات المماثلة لهم، وشهد العام دعما لجماعات اليمين المتطرف مثل تنظيم الدولة الإسلامية، حيث انشغلت الجماعات المتعددة المدعومة من دول الخليج بخلافاتها.
ويتابع الموقع بأن تقارب إيران البطيء ومحاولاتها إدارة مفاوضات ناجحة مع الولايات المتحدة، والتهديدات التي يمثلها المتشددون الإسلاميون في العراق والشام وشمال أفريقيا، عوامل تدفع نحو إعادة تشكيل العلاقات داخل المصالح السنية المتنوعة في الشرق الأوسط. وعليه فسيؤدي الحكام السنة الأقل انقساما دورا في تنسيق وحل النزاعات في كل من سوريا وليبيا، مع أن الحل لن يتحقق عام 2015 أو ما بعده.
ويجد الكاتب أن موقفا سنيا عربيا قويا، خاصة في سوريا والشرق عامة، سيؤدي وبشكل محتمل لمراكمة الضغوط على إيران كي تحقق اتفاقا مع الولايات المتحدة في نهاية العام الحالي.
ويستدرك بأنه رغم أن التسوية قد تكون مضرة لمصالح دول الخليج، إلا أن مجلس التعاون الخليج يتحرك نحو تبني موقف أكثر براغماتية لقبول الاتفاق، تماما مثل تبني الرياض موقفا بل تريده، وهو التعايش مع الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط.
ويوضح التقرير أن الموقف الذي يتبناه مجلس التعاون الخليجي يقوم اليوم على تحديد نجاحات إيران لا حرمانها منها. وسيتم تحقيق هذا من خلال سياسة الطاقة القاسية، أما الباقي فسيتم تحقيقه من خلال التفاوض بين السعودية وقطر وتركيا ومصر.
ويتوقع الكاتب أن يشهد العام المقبل حضورا سنيا في محاولات سوريا لدفع المقاتلين للموافقة على مطالب الحكومات الغربية الراغبة برؤية بداية للتفاوضات ودعما محليا لصد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويخلص الكاتب إلى أنه من هنا فقيادة خليجية متماسكة ستكون حاجزا ضد المصالح الإيرانية والعلوية في الشرق. والأهم من هذا كله هو قيام الدول السنية الإقليمية بقيادة السعودية بتقديم رد ناضج ومقبول وقوي على التحديات المتزايدة، سواء كان هذا من خلال تحركات عسكرية واثقة وقوية في المنطقة، أو من خلال العمل مع دول كقطر لدفع الإخوان المسلمين بدلا من تقوية المعارضة الإسلامية. وعليه فسيكون عام 2015 عاما مهما نرى فيه تحولا في الاستراتيجية السنية التي شكلت المنطقة ولوقت طويل.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)