تليجراف : حكام مصر الجدد يتجاوزون كثيرا وحشية ودموية مبارك

براءة حسني مبارك يعيد العجلة دائرة كاملة للوراء..ومهما كانت حيثيات الحكم، فإن كلا جانبي السياسة الممزقة في مصر سينظرون إلىه بأنه يمثل ختما قضائيا على "تغيير اتجاه"ثورة ميدان التحرير.
لقد كانت "جمعة الغضب"، يوم 28 يناير 2011، إحدى أكثر اللحظات الدرامية في التاريخ المعاصر، ودُفعت شرطة مبارك، التي طالما عذبت أفراد الشعب المصري، إلى الانسحاب من شوارع وسط القاهرة والكباري، بفعل الحشود الهائلة التي وقفت جنبا إلى جنب متحدين قنابل الغاز ومدافع الماء.
معركة ميدان التحرير التقطتها الكاميرات التي صورت المشهد من شرفات فنادق وسط القاهرة المطلة على وسط القاهرة، وبدت آنذاك وكأنها بداية النهاية للطغاة العرب.
ولكن بعيدا عن الكاميرات، كانت تحدث قصة أخرى في شوارع القاهرة والإسكندرية، ، حيث أشعلت حشود النيران في أقسام الشرطة التي استعمل أفرادها الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه وهو استخدام الذخيرة الحية مباشرة ضد المحتجين.
واستمرت الشرطة في إطلاق النار بشكل موسع في التجمعات الأخرى، طالت المحتجين بالقرب من ميدان التحرير بنفسه.
وبشكل إجمالي قتل 846 شخصا، ولكن بسبب الاحتفالات السعيدة في ميدان التحرير المحرر، مرت حالات القتل على نحو غير ملحوظ باستثناء المشارح التي اكتظت بالجثث.
هل كان إطلاق النار جراء أوامر مباشرة بأوامر من القيادات العليا؟ في القاعدة الهرمية للشرطة المصرية، يبدو مستحيلا التفكير في أي احتمال آخر، ومع ذلك، فإن حكم السبت يخبرنا أنه لم يكن أمرا مباشرا.
"لقد كان مستحيلا سياسيا، بالتأكيد، أن يدفع مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي أي ثمن حقيقي قضائي جراء ما حدث في تلك الأيام،. فالفظائع التي حدثت ظهيرة ومساء 28 يناير 2011، تمت مضاهاتها ومجاوزتها، عبر أحداث لاحقة..الأكثر أهمية، فإن مستبد مصر الجديد، الرئيس عبد الفتاح السيسي، يدين بمنصبه الحالي إلى الخط المتشدد الذي انتهجه ضد المتظاهرين في وقت لاحق للانقلاب العسكري الذي جلبه إلى السلطة، وقتل أكثر من ألف متظاهر في أغسطس العام الماضي، بأوامر قيادية مسجلة".
لقد تلقت حكومة السيسي تحذيرات مفادها أن تطهير الشوارع من المتظاهرين سيتسبب ربما في إزهاق عدد أكبر من المتظاهرين، ربما ألفين أو ثلاثة آلاف، وكان الخوف من ملاحقة قضائية محتملة من بين القضايا التي خضعت للمناقشة.
المدافعون عن الجيش سيقولون إن قوى غير منظورة أخرى كانت تعمل في 28 يناير، اليوم الذي ما زال يلعب على عواقبه حتى اليوم، ويشيرون إلى قرار الإخوان المسلمين بالانضمام إلى المظاهرات، التي نظمها في الأصل نقابات عمالية وجماعات علمانية أخرى.
لقد اتضح أنه على الرغم من أن أغلبية المصريين، بينهم العديد داخل مؤسسة الجيش والشرطة، كانوا سعداء برؤية نهاية حكم مبارك المتهاوي، فإن العداء المتأصل للإسلاميين، لا سيما داخل الشرطة ، كان أشد وطأة.
ومن الصحيح القول إن السياسيين الليبراليين والعلمانيين وأتباعهم أثبتوا وهنا وافتقادا كبيرا للتنظيم كان من السهل معه بيع فكرة مواجهة مصر لاختيارين بين الحكم العسكري وخط الإسلاميين المتشدد.
البعض من هؤلاء الليبراليين يؤيدون السيسي ونظامه المستبد، رغم أن حكام مصر الجدد يتجاوزون كثيرا وحشية ونزوية نظام مبارك.
وقال هؤلاء إن وجود "حكومة مستقرة" يسمح لهم بزرع بذور ديمقراطية.
ثمة سوابق لذلك، مثل تشيلي في عهد بيونشيه، والديكتاتوريات السابقة في كوريا الجنوبية وتايوان.
النظام المصري ما زال يدعي أنه "ثوري"، مثلما ادعى أسلاف مبارك العسكريون منذ قبل ستة عقود.
الديمقراطية الحقيقة قد يستغرق تحقيقها عقودا أطول، وفي نفس الوقت، سيظل هؤلاء الذين يقتلون من أجل الدولة بمنأى عن العقاب."لقد كان مستحيلا سياسيا، بالتأكيد، أن يدفع مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي أي ثمن حقيقي قضائي جراء ما حدث في تلك الأيام،. فالفظائع التي حدثت ظهيرة ومساء

شريف عبد الحميد يكتب | وَيحَكُم كلكم براءة.. فمن قتل الثوار وسرق الثورة؟!

نزل النطق بالحكم ببراءة المخلوع حسني مبارك وولديه وشريكه حسين سالم وأركان داخليته حبيب العادلي ومعاونوه نزول الصاعقة على أسر الشهداء والجرحى وعلى كل من له قلب وعقل من ثوار 25 يناير التي قتلوها نهاراً جهاراً بفعل الثورة المضادة والانقلاب العسكري.
ومثّل الحكم نزول الغيث على أركان نظام المخلوع الذي قاد الثورة المضادة والانقلاب وتولى الأمور في البلاد بعد انقلاب 3 يوليو.
لقد خطط رجال المخلوع "اللهو الخفي" منذ ثورة 25 يناير كيف يقضون على هذه الثورة فكانت الأحكام الصورية للمد في استهلاك وقت الثوار قبل قتل ثورتهم.
من الذي كان يمثل السواد الأعظم في هذه الثورة؟
الإسلاميون هم السواد الأعظم، فكان يجب الانقضاض عليهم بطريقة "خطوة خطوة" حتى تنتهي ثورة 25 يناير ولا يعودوا إلى المشهد مرة أخرى.
ترك المجلس العسكري الحبل على الغارب وفتح ذراعيه للإسلاميين بعدما تخلص من الشباب الثوريين في محمد محمود. فكانت انتخابات البرلمان بغرفتيه "الشعب" و "الشورى" والتي سيطر عليهما بنسبة شبه كاملة الإسلاميون، وجاءت انتخابات الرئاسة وفاز الرئيس محمد مرسي كمرشح إسلامي ممثلا لجماعة الإخوان، وشكل الوزارة وعين النواب والمساعدين، وظننا وظن معنا الناس أن الدنيا قد سادت، وأنها دانت وأن الملك قد عظم!!
ولكنها المؤامرة..
كانت المؤامرة تحاك بليلٍ، وامتنعت كافة الأجهزة السيادية وغير السيادية عن التعاون، بل وتشكلت جبهة "الإنقاذ" و"تمرد"، ليبدأ تسخين الشارع، والإسلاميون لا يبالون ولا يقدرون حجم المؤامرة .. "تمرد" يشكلها جهاز سيادي، ويمولها رجل أعمال "نصراني"، والرئاسة ترفض كل التقارير التي تقول أن هناك حشدا يوم 30 يونيه – الحشد تمثل في: غضب شعبي استغلته الثورة المضادة – فوقع المحظور والمخطط له، فكان انقلاب 3 يوليو.
وبدأت المواجهة..
عمت المظاهرات أنحاء البلاد، وكان اعتصامي "رابعة" و "النهضة"، والانقلاب يرتب أوراقه للأسوأ.
وكانت المجازر..
الحرس الجمهوري، وما تلاها حتى وصل الانقلاب إلى المجزرة الأكبر في "رابعة" و"النهضة" وبحور دماء لن تغفر لمرتكبيها أو مؤيديها أبدا أمام ربها يوم الموقف العظيم.. ومن يومها والثوار في الشوارع والميادين والأزقة والقرى رغم الإرهاب الأمني والقتل والاعتقال والتعذيب.
مرت سنوات منذ 25 يناير والقتلة و"الفلول" في الجحور، وغاب عن المشهد كل من لطخت يداه بأوساخ الاستبداد، وكانت راية الثورة خفاقة، وبدأنا نشعر أن منظومة الاستبداد والفساد قد سقط رأسها، ولكن القراءة الثورية كانت ضعيفة، واجتهادات الحكم المنتخب شابها الضعف وتآمرت عليه كل قوى الثورة المضادة.
جماهير الشعب جعلت آمالها في "الثُّريّا" فوجدت نفسها مغروسة في "الثَّرى".
هل تستغربون أن يحصل المخلوع على البراءة، وأن يحل موكبه على أرض خضبت بدماء الثوار؟
ماذا بقي من الحياء لم يدنس؟
ألا أيها الخجل أين حمرتك؟
لن يفيدنا شئ إلا باسترجاع المسار الثوري بكل جدية وإخلاص وتجرد، بعيدا عن تلهفات الحكم وشهوته وحساباته المقيتة.وإن لم نفعل فلنحثوا التراب على الرؤوس ولنؤذن في مالطا كما يقولون، ولن نجد إلا الصدى ليجيبنا.
يحكى أن الإمام مالك بن دينار وعظ الناس في خطبة له فأبلغ في وعظه حتى بكى الناس من الخشوع والتأثر، ولما فرغ من صلاته بحث عن مصحفه فلم يجده فقال: ويحكم.. كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟
ترى من منا سرق مصحف مالك بن دينار؟
ألسنا نحن البكائين على ثورتنا؟
فمن سرق الثورة؟
ومن قتل الثوار؟
أرجو أن تبلغوني من سرق المصحف، ومن سرق ثورة 25 يناير وقتل ثوارها ؟

حسني مبارك يكتب خطاب العودة عن خطاب التنحي


بقلم محمد سعيد الحايك
بعد المشهد السوريالي الذي أتحفنا به القضاء المصري (الشامخ) في جلسة محاكمة الرئيس المخلوع، حسني مبارك، يمكن تخيل الرجل الذي يقف على بعد أيام من حكم "البراءة" يكتب، الآن، ما يشبه خطاب العودة عن التنحّي. 
ولِمَ لا يفعل؟ 
ولِمَ لا يكمل ولايته الرئاسية التي قطعها مجبراً لظروف طارئة، وصفت تارة بـ "الثورية"، وطوراً "بلعب عيال فيسبوك"؟
تُرى ماذا يكتب مبارك المُحاط في محبسه الفاره بحاشية عسكرية، وأخرى حقوقية ومدنية مؤلفة من خبراء دستوريين وفقهاء قانونيين وقضاة ومدعين العامين، فضلاً عن إعلاميين وأدباء وشعراء و"قادة رأي"، تراه ماذا يكتب، وعن ماذا سيتحدث، وماذا سيقول، وكيف سيبدأ خطاب العودة "الميمونة"؟
قد يصعب، أو يستحيل، التكهن بمضمون هذا الخطاب، إلا أنه يمكن رسم صورة افتراضية له، وكتابته على النحو التالي:
بسم الله
أبناء شعبي الطيب، بداية، أؤكد أنني لم أكن "أنتوي" العودة إلى هذا الكرسي تحت أي ظرف، ولكنني لم أستطع أن أدير ظهري لبلدي الذي يحتاج مني في هذه المرحلة الصعبة التعالي على الجراح، والترفع عن الإهانات الشخصية. والعفو والصفح، وكما تعلمون، من شيم الكرام، وعليه، أغفر لكم، وأقبل توبتكم على معصية الخروج على الحاكم، وأسامحكم أمام الله على الشتائم والإساءات التي وجُهت لي في أثناء "إجازتي" القسرية، على ألا تعودوا إلى مثل هذه الأفعال والتصرفات الصبيانية.
طالتني سهام تشكيك وإشاعات كثيرة بخصوص ملفات وقضايا عديدة، قال بعضهم إنني سمحت ببيع الغاز المصري إلى إسرائيل بتراب الفلوس. لعمري، إن هذا محض كذب وافتراء، وآخرون اتهموني بإطلاق يد رجال الأمن وضباط الداخلية، حتى بات الواحد منهم يتصرف، وكأنه في عزبته الخاصة، وهذا عار من الصحة.
أيها المواطنون
فريق ثالث اتهمني وأسرتي ونجليّ، جمال وعلاء، وأعضاء الحزب الوطني بالتربح والكسب غير المشروع، وسحق الطبقة الفقيرة الكادحة، وهذه اتهامات باطلة لا حاجة لتفنيدها أو الالتفات إليها من الأساس.
وثمّة من حاول فبركة أرقام، أو إحصاءات غير صحيحة، عن عهدي المتخم بالإنجازات، فذهب إلى حد التهويل بأن أعداد الأميين تخطت عتبة الـ 17 مليوناً، وهم بمنتهى الصدق والأمانة لم يتجاوزوا 170 ألفاً فقط، أما العاطلون من العمل فلم يبلغوا أيها الإخوة المواطنون ستة ملايين شخص، كما روّج حاقدون ومضللون، وإنما اقتصر عددهم على 60 ألفاً أو يزيد قليلاً.
دعوني أحدثكم، لا بل أذكّركم، بأن الدخل الفردي للمواطن المصري بلغ قبل قيام "ثورتكم" اللعينة والمشؤومة 15 ألف دولار، في حين لم يناهز في غالبية الدول العربية، وحتى النفطية منها، 2700 دولار فقط.
وبالنسبة لدور مصر المشهود على الساحتين الدولية والإقليمية، فهو، ولله الحمد، كان آخذاً بالتوسع شيئاً فشيئاً، حتى بتنا قاب قوسين أو أدنى من أن نصبح عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي.
وشهدت مجالات التعليم والطبابة والاستشفاء وضمان الشيخوخة من التطور والتقدم ما لا يتسع المجال لذكره في هذه العُجالة.
التحية كل التحية لجيشنا الباسل المرابط على الحدود، والذي لم يتدخل البتة في الشؤون السياسية الداخلية، على الرغم من محاولات دول أجنبية خبيثة لدق الأسافين بين القيادتين السياسية والعسكرية، إلا أنها باءت بالفشل.
يا أبناء شعبي الطيب
دعوني أفتح قلبي بعد طول غيابي، وأصارحكم بحقيقة ما جرى:
خُيّل لكم، في غفلة من الزمن، أنكم أحرار وأنا سجين خلف القضبان، لكن الحقيقة أنكم كنتم وما زلتم وستبقون سجناء في فضاء دولتي البوليسية والقمعية والمخابراتية. ولطالما كنت في "محبسي" أضحك وأضحك على مسرحياتكم الانتخابية وتعديلاتكم الدستورية والقضائية، لأنني كنت واثقاً، تمام الثقة، بأن زبانيتي من قادة المجلس العسكري ورجال الدين والأعمال والإعلام لن يسمحوا لكم بتدمير مصر، والنيل من مكانتها وسمعتها، "كنت واثقاً أنهم لن يسمحوا لكم أن تضلوا بعدي أبداً".
لا أخفيكم سراً إن قلت إنني تخليت عن "عرشي" طوعاً، وذهبت إلى "سجني" الفاره طوعاً، وتركتم تلعبون وتلهون بهتافاتٍ وتظاهرات واعتصامات بعض الوقت. وكنت واثقاً، مرة جديدة، أنكم ستعودون إلى رشدكم، ولو بعد حين.
كنت واثقاً أنكم ستنسون الشهداء والجرحى، وستنسون موقعة الجمل وأخواتها، وستضعون مطالبكم البالية بإسقاط النظام وتطهير البلاد من الفلول والفساد وراء ظهوركم.
وفي الختام، وبعيداً عن انزعاجي من تصرفات همجية وخرقاء، أقدر تماماً أن كل ما حدث في الأعوام الأربعة الماضية لم يكن سوى لحظة تخلٍ اعتيادية، يمر بها أي شعب مراهق. ولكن، للتاريخ أقول إن ثقتي في "فلولي" كانت أكبر من ثورتكم، كانت أكبر من هتافاتكم، كانت أكبر من أحلامكم ومستقبل أطفالكم.
عشتم وعاشت مصر حرة إلى الأبد.

سليم عزوز يكتب : الهروب الكبير لـ «فرانس 24» بعيداً عن ثورة «الشباب المسلم»

«إبعد عن الشر وغني له».. كان هذا هو شعار فضائية «فرانس 24» في ليلة الدعوة إلى مظاهرات «الشباب المسلم»، التي دعت إليها «الجبهة السلفية»، واستدعت الدعوة النفير العام لسلطة الانقلاب، وجاءت صور الجنود ومركبات الجيش وهي في حالة استعداد، توحي بأن مصرعلى أعتاب معركة حربية فاصلة في تاريخ المنطقة!
الإنقلابيون بدوا في حالة فزع، فقد خبروا الإخوان، أصحاب شعار: «سلميتنا أقوى من الرصاص» وسبروا أغوارهم، لكن بدت الدعوة لمظاهرات 28 نوفمبر/تشرين الثاني، من فصيل آخر، وإن تمسك بالسلمية، إلا أنه ليس له حق السمع والطاعة على كل من يخرجون تلبية لندائه، والذين لن يشغلهم كثيراً ما يشغل الإخوان، من صورة يريدون لها أن تظل ماثلة في وجدان الفرنجة وهي صورة المسلم المسالم والمعتدل، ومع ذلك فقد دفعوا فاتورة العنف دون أن يمارسوه وتقرير لجنة «تحري الأكاذيب»، التي شكلتها سلطة الانقلاب، وتلته قبل ثلاثة أيام أكد أن مظاهرات «رابعة» كانت مسلحة، وأن الشرطة الوديعة لم تستخدم العنف إلا كرد فعل، بعد أن وقع أول قتيل في صفوفها. ولا نعرف كيف استطاعت اللجنة الموقرة أن تحدد أن أول قتيل كان في صفوف الشرطة؟!
«فرانس 24» تقدم برنامجاً من استوديوهاتها في القاهرةاسمه «هوا مصر»، ولا نعرف ما إذا كان «هوا مصر» من «هواء» نسبة للمناخ، أم من «الهوى هاويا» للعندليب عبد الحليم حافظ؟!
لكن بينما نشرات الأخبار تشير إلى حالة التأهب لقوات الانقلاب لملاقاة العدو المتظاهر، كان «هوا مصر» يناقش موضوعاً أخراً، على نحو ذكرني بحالة الكاتب (الراحل) أحمد بهاء الدين، الذي كان رغم قيمته ليس من طباعه الصدام مع السلطة، وعندما تتخذ قراراً يؤلب عليها المعارضة كان العمود اليومي لبهاء الدين في «الأهرام» عن قضايا هامشية، مثل النظافة في شوارع القاهرة!
أما أنيس منصور، فقد كان عموده في «الأهرام» محلقاً فوق السحاب، فلم ينزل للأرض لينشغل بما يشغل سكان الكرة الأرضية، مما يشير إلى تعاليه باعتباره فيلسوف عصره وزمانه، عما يحدث على الكوكب الذي يعيش عليه البشر!
نقل لي الكاتب الراحل «محمد إسماعيل علي» أنه سأل مدير مكتب أنيس منصور عن السر وراء ذلك؟ فقال له لأن «الأستاذ» يكتب زاويته لشهر كامل في يوم واحد ويسلمها للمسؤول عن النشر، وعندما يأتي للكتابة عن الأحداث، تكون قد صارت «خبراً بايتاً».
هذا يوم الموتى؛ (الراحل) أحمد بهاء الدين، و(الراحل) محمد إسماعيل علي، و(الراحل) أنيس منصور، و(الراحل) عبد الفتاح السيسي، و(الراحلة) «فرانس 24».
بلد الجن والملائكة
■ لقد كان برنامج «هوا مصر» في ليلة احتشد فيه الانقلاب وإعلامه ودعا للنفير العام؛ فهي الحرب إذن، يناقش مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين. ومصر ليست خبراً مهماً على الفضائية المذكورة، التي يبدو أنها خرجت بالعربية، لهتم بالمستعمرات القديمة لبلد الجن والملائكة، في المغرب العربي.
هذا الوصف لباريس «بلد الجن والملائكة»، أطلقه عميد الأدب العربي (الراحل أيضاً) طه حسين، والذي جاء في سياق مصر المتصالحة مع المحتل القديم، وباعتبار أنه لن يعرف قيمة فرنسا إلا من وقع في قبضة المحتل الانكليزي.
وهناك عبارة تطلق في هذا السياق لا أعرف من أنتجها، نصها أن نابليون جاء بالمدفع والمطبعة، فخرج المدفع وبقيت المطبعة. وهي مثلها مثل العبارة التي اشتهر بها (الراحل) البابا شنودة «إن مصر ليست وطناً نعيش فيه، ولكنها وطناً يعيش فينا»، ومؤخراً أضحكنا (الراحل) إبراهيم محلب رئيس حكومة الانقلاب الذي يعطيني أحساسا أن علاقته بالقراءة والكتابة انقطعت منذ قراءته لقصة «عقلة الإصبع» في المرحلة الابتدائية. (الراحل) محلب أرجع العبارة للبابا شنودة في معرض تقربه لأتباعه وتلاها بشكل خاطئ بالقول: «وكما قال البابا شنودة إن مصر ليست وطناً نعيش فيه.. ولكنها وطناً نعيش فيه».. مع أن صاحب العبارة هو الزعيم القبطي (الراحل) مكرم عبيد، والذي اشتهر بخطابه البليغ والرنان، وكان وهو المسيحي يحفظ القرآن الكريم. ولو عاش عبيد حتى يستمع لركاكة خطاب السيسي، لانتحر، وصار في عداد الراحلين أيضاً. الوجدان الشعبي في مصر، لا يحفظ للاحتلال الفرنسي سوى أنه دخل بخيله الجامع الأزهر، وباعتبار أن هذا يمثل كبيرة لا تغتفر، ولم نكن نظن أنه ستتم استباحة المساجد في عهدي مبارك والسيسي، على النحو الذي تفوقا فيه على قوات (الراحل) نابليون بونابرت!
قبل أيام وفي ظل الاحتشاد الإعلامي ضد دعوة «الشباب المسلم» للتظاهر، ظهر إمام مسجد وقد حولته الثورة، إلى مذيع، وهو يطلب من الأزهر، في برنامجه التلفزيوني، فتوى بإباحة دهس قوات الجيش والشرطة للمصحف الشريف، بعد أن أعلن أصحاب الدعوة أنهم يحملون المصاحف تعبيرا عن هوية مصر في هذه المظاهرات!
على «الجزيرة» استمعت لأحد الأشخاص ممن ينتمون للجهة الداعية لهذه المظاهرات، وهو يبرر لرفع المصاحف، بأنه «جاء رداً على من يقولون عنا أننا سنحمل السلاح»!. لكن إعلام الثورة المضادة استغل الأمر في وصف من دعوا لرفع المصاحف بأنهم الخوارج، كما لو كان السيسي والذين معه هم «علي وصحبه»!.
خطيب الثورة
■ منهم لله الإخوان، ومنه لله الشيخ صفوت حجازي، فهم وهو من دفعوا هذا الإمام لأن يتخطى رقاب الثوار في «ثورة يناير»، وقد قدموه لمن لا يعرفونه بأنه خطيب الثورة، والفتى لا ينفي علاقاته الأمنية، ومن المعروف أن جهاز أمن الدولة هو من كان صاحب الأمر والنهي في وزارة الأوقاف في عهد مبارك. والمسجد الذي عين عليه صاحبنا وهو «عمر مكرم» هو المسجد الرسمي للسلطة!
أخطاء الإخوان في هذه الجانب كثيرة، فقد تعاملوا مع جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة حالياً على أنه أحد الثوار، وهو من كان عضواً في لجنة السياسات لصاحبها جمال مبارك، وتم اختياره عضواً في الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور في عهد الحكم الإخواني، وحرم من عضويتها الفقيه الدستوري إبراهيم درويش وهو من جهر بمعارضته لنظام مبارك في عهده، ولأن الرجل يحب الفخر فقد كان إبعاده سبباً في أن ينتقد الدستور، بالحق وبالباطل، انتقاماً لنفسه، وقد استغله إعلام الثورة المضادة في القدح في الدستور وفي الحكم المنتخب والتحريض عليه!
بعد أن كان اختيار جابر نصار بمثابة غسيل لسمعته السياسية، استقال من الجمعية التأسيسية والتحق بجبهة الإنقاذ، ليعلن الحرب على الحكم المنتخب!
وفي واقعة لا أتذكر تفاصيلها وصف الرئيس محمد مرسي من يناصب حكمه العداء بأنهم من الفلول، فكتبت مقالاً حمل عنوان: «الفلول في بيتك يا سيادة الرئيس»، وكان قد جامل الكنيسة بتعيين مني مكرم عبيد في مجلس الشورى، حتى تصل رسالة للبابا أنه لا شيء تغير، لا سيما وأنه وكنيسته كانوا جزءاً من حسابات الثورة المضادة في أيام «ثورة يناير». فات مرسي أن المخلوع كان يجامل البطريرك بمقابل، في حين أن مرسي جامله مجاناً، بل و»حاسب على المشاريب» من خلال نقد معارض له مثلي لهذه الاختيارات!
الأحوال الشخصية الموحد
■ بمناسبة هذه الاختيارات، فقد كان اثنان من اختيار الدكتور محمد مرسي في برنامج «هوا مصر»، في ليلة الهروب الكبير لـ «فرانس 24»، وهما ممدوح رمزي، المحامي، والذي تم تعيينه في مجلس الشورى، وزميلنا الصحافي سامح محروس، وهو ثاني اثنين من المسيحيين تم تعيينهما في المجلس الأعلى للصحافة!
كانت هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها الزميل «محروس»، وأذكر أن اختياره وزميله في الأعلى للصحافة أثار في حينه دهشة زملاء، لا سيما وأن هناك صحافيين من المسيحيين لهم حضور في المشهد النقابي والعام وفي الثورة، وكانوا الأولى بالتعيين والمجاملة ما دام الحكم الجديد يعتمد نظام المحاصصة الطائفية. فقيل حسماً للجدل أن الكنيسة هي صاحبة قرار الاختيار. بعد ذلك احتشدت الكنيسة ضد حكم محمد مرسي، ودفعت رجالها للاحتشاد في حصار الاتحادية الأول وحرضت أتباعها على النزول ضده في 30 يونيو/حزيران.. «أحسن»!.
«فرانس 24» في ليلة هروبها، وهي تناقش مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين، كان ضيفها الثالث هو الكاتب كمال زاخر، الذي قدمته بممثل التيار العلماني القبطي. والثلاثة ينتمون لكنيسة واحدة، وخلاف الكنائس الثلاث على موجبات الطلاق، هو السبب في عدم صدور القانون إلى الآن، وحضور الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية، بالتالي واجب عند المناقشة.
المشاركون في برنامج «فرانس 24» أكدوا بأن السياسة كانت وراء تأجيل صدور القانون منذ عهد السادات، في إشارة إلى الانفراجة السياسية الآن، وهذا غير صحيح. وقد لخص لي البابا شنودة وأنا أحاوره الأزمة في أن الكنيسة الإنجيلية ترى أن هناك ست أو ثمانية أسباب موجبات للطلاق، في حين أن الأرثوذكسية ترى أن الطلاق لعلة واحدة وهي الزنا، في حين أن الكنيسة الكاثوليكية لا ترى الطلاق ولا لعلة الزنا!
لا اقلل من قيمة هذه القضية، التي تشغل بال الآلاف ممن طلقوا بأحكام قضائية ورفضت الكنيسة السماح لهم بالزواج، لكن هذه ليلة الحشود. 
من قبل سألت زائراً لباريس عن الجن والملائكة فقال غادرت الملائكة وبقي الجن. والآن بدا لي أن الجن والملائكة غادرا بعد أن حلت محلهما «فرانس 24»، التي تمارس الحياد السلبي في الشأن المصري!
صحافي من مصر

الحال من بعضه .. شاهد التعذيب الوحشي ضد الاسلاميين في بنغلاديش !



قيادى بجبهة الانقاذ المنحلة : لا حدود للطبل والزمر فى الإعلام الحكومى


حسين عبد الغنى :" لا حدود للطبل والزمر فى الإعلام الحكومي"

عكاشة على الهواء " الإسلام هو أسوأ ديانة على الأرض " ومن يعتنقه يصاب بأمراض نفسية


مذيعة بالتلفزيون المصري : مصر دولة علمانية بالفطرة والشعب يطالب الرئيس ان يعلنها علمانية ويتوكل


فيديو .. فلكي علي شاشة المحور: قابلت كائنات فضائية في «سيوة»..جاءوا لمحاربة «الإخوان"!!!

فلكي علي شاشة المحور: قابلت كائنات فضائية في «سيوة».. أخبروني أنهم جاءوا لمحاربة «الإخوان»

شاهد .. موقف محرج للسيسي في فرنسا وتعليق ساخر من اعلامى فرنسي

تداول ناشطون مقطع فيديو، اعتبروه فضيحة مدوية للرئيس عبد الفتاح السيسي، تسبب فيها الملحق العسكري حيث وضعه في موقف محرج امام الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، وذلك بعد أن تجاوز الملحق العسكري البروتوكول الفرنسي بالسير خلف السيسي وهو في اتجاهه لتقديم التحية للرئيس الفرنسي، وذلك عقب سخرية اعلامي فرنسي على طريقة باسم يوسف من اداء السيسي والملحق العسكري.
 وكتبت الناشطة السياسية آيات عرابي: "السيسي مادة للسخرية علي التليفزيون الفرنسي، المذيع طبعا شرح للناس الاول ان دخول قصر الاليزيه له بروتوكول و ان كل الرؤساء اللي دخلوا القصر التزموا بالبروتوكول إلا السيسى". وأضافت: "المفروض البروتوكول الباب اليمين يتفتح الرئيس ينزل و يتجه الي هولاند لوحده اللي حصل ان العسكري اللي مع السيسي عايز يمشي و تم إيقافه من الحرس الفرنسي مرة اتتبن وبرضو كمل وتم إيقافه مرة اخري وكمل وبعدين".
وفي اتجاه اخر علق ناشط يدعى هاني مهنى على مقطع الفيديو قائلا: "ده كبير الياوران، ووفقا للتقاليد المصرية لازم يمشى ورا الرئيس.الغلط على الجانب الفرنسي كان لازم يشرح البروتوكول بتاعهم".