23 نوفمبر 2014

مصطفى النجار يكتب : محمد عطية الذي يهدد الأمن القومي


المصري اليوم
عرفناه شابا في الوسط الفنى يغنى ويمثل بعد أن فاز في مسابقة ستار أكاديمى الشهيرة قبل عدة سنوات، رأينا بعض أفلامه وضحكنا معه ولم تتكون في أذهاننا عنه سوى صورة عامة بسيطة حول شاب ربما يعيش حياة مترفة ينام فيها أكثر مما يستيقظ ويلهو ويعبث ويستمتع بالحياة كأى شاب في سنه وظروفه ووسطه الجديد الذي التحق به.
لم نكن نعرف عنه أكثر من ذلك ولكن الأيام فاجئتنا أن الصور النمطية الساذجة التي نصنعها لمن حولنا قد تكون صورا قاصرة وتعبر عن وجه واحد من وجوه الحقيقة، تابعت كتاباته على مواقع التواصل الاجتماعى فوجدت إنسانا أخر يحمل فكرا مرتبا ومنهجية مميزة وموضوعية نادرة وإنصافا حقيقيا وحبا للوطن وإنشغالا بقضاياه وهمومه، إنسان يرفض الظلم ويدافع عن حق الناس في الحرية والكرامة، إنسان يعتصره الألم وهو يرى الحرب على أبناء جيله من الشباب الذين ثاروا من أجل مستقبل أفضل لشعبهم وبلادهم.
لم يقدم محمد عطية نفسه كسياسى فهو فنان لكنه إنسان حر يأبى تدجين عقله ويرفض أن يساق مع القطيع مثلما تظاهر ضد حكم الاخوان وشارك في أحداث محمد محمود الأولى بحثا عن تمكين الثورة هاهو اليوم يجهر بما يراه حقا ولا يخشى موجات التشويه والاغتيال المعنوى والمحاربة في الرزق والتضييق الذي صار يطال كل أصحاب الرأى المختلف في مصر.
كل جريمة محمد عطية أنه دافع عن الثورة وانحاز للديموقراطية وتسلح بالوعى والمعرفة في وجه أنصار الجهل والخرافة وعشاق الاستبداد والمطبلين له، دافع عطية عن حق الفنان خالد أبوالنجا في حرية الرأى والتعبير وانتقاد السلطة فأصبح هدفا للقصف الإعلامى واللجان الالكترونية ومؤيدى السلطة الذين لم يكتفوا بتخوينه بل قامت احدى صفحاتهم القذرة بنشر أرقام هواتف أسرته ووالديه حتى يقوموا بالضغط عليه نفسيا بسب وقذف والديه عقابا لهم على موقف ابنهم، تخيل هذا الانحطاط واللوثة العقلية والحقد الذي أصاب هؤلاء المهووسين بسبب تعبير عطية فقط عن رأيه، كتب محمد عطية كثيرا عن المكارثية وعن رواية 1984 قبل أن تثار الضجة الأخيرة حولها لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون أحد ضحايا المكارثية التي ضربت مصر خلال الفترة الماضية.
لم يتغير موقف محمد عطية عقب الهجوم عليه بل ثبت على موقفه وازداد يقينه أن أخطر ما يواجه مصر هو القمع الفكرى والاقصاء وتأليه السلطة فكتب يرد على من هاجموه قائلا (من الجمل الرائجة بعد الثورة -الثورة أخرجت أسوأ ما فينا- هذه الجملة مغلوطة تماما فالثورة أخرجت من الشعب أخطر الأشياء وأكثرها رعبا وإرهابا لأى سلطة وهى الوعى السياسى والإهتمام بشئون البلد فتحول الشباب وأنا واحد منهم من شباب تنحصر إهتماماته ما بين كرة القدم والأغانى وخلافه إلى شباب يناقش بنود الدستور ويراقب أداء الحكومة وينتقد الرئيس ويربط الأحداث ويمنطقها وهذا ما لم تستطع السلطة مواكبته حتى الآن فلا زالت تتعامل مع عقول الشباب على خلفية الحقبة الناصرية وسأضرب لكم مثالا وحيدا ولكم أن تتخيلوا الفرق لو كانت كذبة جهاز الكفتة ظهرت من عشر سنوات لكنا جميعا مابين متفاخر بالجهاز أو غير مبالي.
أما الآن وبظهور الإعلام البديل فلا يمر الكذب مرور الكرام، السلطة ترتعد من هذا الوعي الذي تسبب فيه شباب الثورة، الثورة لم تخرج أسوأ ما فينا، الثورة أخرجت أسوأ ما في الدولة العميقة ومؤيديها ممن يريدون عودة الوضع كما كان سابقا، الثورة أسقطت الأقنعة الزائفة أمام أعينكم وبأيديكم، ولذلك يحاربونها بكل ما أوتوا من قوة.. شكرا شباب الثورة.. يا أطهر ما أنجبت مصر ..أنتم السبب في تغيير شخصيتى وتوعيتى وما أفعله الآن ما هو إلا رد للجميل ووقوف بجانب ثورتكم التي سرقت منكم ... لا تيأسوا ولا تبيعوا مبادئكم ولا تصابوا بالإحباط.. فلا يصح إلا الصحيح.. إثبت مكانك، وتذكروا ما قاله عبدالرحمن الكواكبي «إن أخوف ما يخافه المستبدون أن يعرف الإنسان حقيقة أن الحرية أفضل من الحياة، وأن يعرفوا النفس وعزها، والشرف وعظمته، والحقوق وكيف تحفظ، والظلم وكيف يرفع، والإنسانية وماهى وظائفها ).
محمد عطية لا يواجه وحده موجات التخوين والتشكيك والاتهام بسبب تعبيره عن رأيه بل يواجه هذه الحملات كل صاحب رأى مختلف، الارهاب الفكرى يريد من الجميع الصمت وتكميم الأفواه والتسبيح بحمد السلطة فقط واذا خرجت عن النص فأنت خائن وعميل وتهدم الوطن، وهكذا يمضى هؤلاء المختلون الذين لم يستحوا مما وصل اليه الوطن من سقوط بسبب تطبيلهم وتأييدهم الأعمى وهجومهم على كل ناصح مخلص.
التضامن مع كل صاحب رأى حر يجب أن يستمر وأن تعلو أصواتنا بقدر هياج هؤلاء المكارثيين ونباحهم ونهشهم في الأحرار، هذه الموجة يجب أن تنكسر والأصوات الحرة يجب أن تكون على يقين أن وراءهم ملايين المصريين الذين يحترمون مواقفهم ويقدرونها، وأن ما يحاول عشاق الاستبداد وطبالينه من الايهام بأن هناك إجماع شعبى حول مواقفهم وسفالتهم وهم يحاولون ترويجه لكن الواقع يقول أن الشعب قد ضج من موجات النفاق والتطبيل وهجر الأبواق الاعلامية المأجورة التي تحولت لمنصات للشتم والتخوين والأفورة واحتكار الوطنية.
تذكروا جميعا أن الثبات على الموقف والانحياز للمبادىء هو شيمة الأحرار الذين ينقذون أوطانهم من السقوط ومهما شعر الأحرار بلحظات من الاغتراب والضيق ودفعوا الثمن إلا أن النهايات دائما تحمل لهم البشرى لأنه لن يصح إلا الصحيح، وهذا ما خطه المفكر فرج فودة قبل اغتياله في كتابه ( قبل السقوط ) ليذكرنا بما يجب أن نكون عليه فتأملوا كلماته.
«لا أبالي إن كنت في جانب والجميع في جانب أخر، ولا أحزن إن أرتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم، ولا أجزع إن خذلني من يؤمن بما أقول، ولا أفزع إن هاجمني من يفزع لما أقول، وإنما يؤرقني أشد الأرق أن لا تصل الرسالة إلى من قصدت فأنا أخاطب أصحاب الرأي لا أرباب المصالح، وأنصار المبدأ لا محترفي المزايدة، وقصّاد الحق لا طالبي السلطان، وأنصار الحكمة لا محُبي الحكم وأتوجه إلى المستقبل قبل الحاضر، وألتصق بوجدان مصر لا بأعصابها ولا أُلزم صديقاً يرتبط بي أو حزباً أُشارك في تأسيسه، وحسبي إيماني بما أكتب وبضرورة أن أكتب ما أكتب وبخطر أن لا أكتب ما أكتب، والله والوطن من وراء القصد»

عمرو حمزاوي يكتب : الحرب على الحرية

المصدر المصري اليوم
نحن أمام لحظة اختيار حقيقية، فإما أن نبحث لمصر ولنا عن مكان تحت شمس المعرفة والعلم والعقل وحب الإنسانية وموقع متقدم بين المجتمعات والدول الملتزمة بالعدل وسيادة القانون وتداول السلطة والحرية والمساواة والتسامح والسلم الأهلى أو نقبل الجهل والتطرف والجنون والكراهية كعناصر حياتنا التى لا فكاك منها ونستسلم بضمائر صدئة وعقول معطلة للنزوع نحو الاستبداد والسلطوية وتراكم المظالم والفساد والإهمال.
لا أعلم ماذا يجول فى خواطركم، إلا أننى أشعر بالخزى الشديد ونحن نتابع من خانات المتفرجين ــ بل والمتفرجين غير الملمين بالمعلومات والحقائق ــ الآفاق الجديدة التى تكشفها المعرفة ويفتحها العلم ويغزوها العقل البشرى وتتسابق المجتمعات والدول المتقدمة على الإفادة منها والبناء عليها.
لا أعلم إن كنتم ترون فى الآخر البعيد عنا فى الشمال والغرب وفى بعض بلدان الجنوب والشرق ما يتجاوز نظريات المؤامرة ويستعصى على الاختزال، إلا أننى أتابع لديهم بحزن بالغ على أحوالنا آليات العدل وسيادة القانون وهى تفعل لتضمن حقوق وحريات المواطن وتحميه من أخطار القمع والقهر والظلم والتعذيب وتحول عبر المؤسسات القضائية والتشريعية دون تغول السلطة التنفيذية التى أبدا لا يتبدل هوسها بالسيطرة على الناس وتقديم الأمن على الحرية والاستخفاف بمبدأ التداول الحر للمعلومة وإخضاع المواطن الفرد للمراقبة الدائمة وممارسة التنصت عليه وعلى التنظيمات الوسيطة التى يشارك بها (المنظمات المدنية والجمعيات الأهلية والنقابات والأحزاب وغيرها). أطالع تفاصيل حياتهم اليومية وبها اعتياد على التداول السلمى والمنظم للسلطة، ونبذ جماعى قد يأتى متأخرا فى بعض الأحيان لكل خروج على المساواة والتسامح وقبول الآخر والانتصار لكرامته الإنسانية، وعمل على التصحيح المستمر لمسارات المجتمع والدولة حين تهدد اختلالات الأداء الاقتصادى والاجتماعى والسياسى سلم الأول أو تقوض تماسك الثانية.
•••
لا أعلم إن كنتم ستنكرون كون السبيل الوحيد للاقتراب من شمس المعرفة والعلم والعقل وحب الإنسانية هو تمكين المواطن الفرد من التفكير بحرية، والتعبير عن الرأى بحرية، والمبادرة الذاتية بحرية، والتغريد خارج السرب بحرية، والاختلاف مع التيار السائد بحرية. فالتعرض للعقاب قمعا أو قهرا أو ظلما أو تعذيبا حين يبحث المواطن عن ممارسة الحرية، ووضعه تحت طائلة التهديد المستمر بأن ينزل العقاب به من على ما لم يمتثل لمنظومات الحكم وأصحاب السلطة والثروة والنفوذ، ووقوعه فى أسر الخوف والترهيب اللذين يروج لهما بين الناس؛ جميعها انتهاكات تباعد بيننا وبين إدراك أولوية المعرفة وقيمة العلم وتجردنا من قدرتنا على إعمال العقل باستقلال وموضوعية ومن رغبتنا فى حب الإنسانية والحياة. وحده المواطن الفرد الحر، وليس الجموع من المعاقبين والمهددين بالعقاب والخائفين منه، هو طاقة النور التى تستطيع أن تدفع المجتمع والدولة إلى الأمام.
لا أعلم إن كنتم على يقين من أن الحرب على الحرية التى يشنها الاستبداد ولا تعتاش السلطوية إلا عليها تتناقض أيضا جذريا مع مواجهة المجتمع والدولة للفساد وللإهمال وللإرهاب وللعنف. فالفساد، بكونه جريمة حصول من لا يستحق على ما لا يستحق، يستدعى للقضاء عليه حرية تخصيص الموارد العامة والخاصة للمستحقين وفقا لمعايير عادلة والرقابة المؤسسية والشعبية الحرة على أعمال السلطة التنفيذية التى بمقتضاها تخصص الموارد. والإهمال، بكونه الإهدار الممنهج للموارد العامة والخاصة، يحتاج للتغلب عليه بجانب تنزيل قيم الشفافية والمساءلة والمحاسبة على أرض الواقع حرية النقاش العام القادر على تتبع مظاهر الإهمال وتوثيقها والكشف عنها دون خوف من منظومة حكم أو أصحاب سلطة. والإرهاب، بكونه انتهاكا إجرامىا للحق فى الحياة ونفى مطلق للحرية، لا يتخلص الناس من شروره إلا بالمزج بين رفع المظالم والالتزام بصون الحقوق والحريات والوعود القابلة للتصديق بإيقاف كافة الانتهاكات وبين توظيف الأدوات العسكرية والأمنية فى إطار سيادة القانون. والعنف، بكونه نتاج تطرف كاره للإنسانية ينتشر فى بيئات تأتى قابليتها له من تراكم المظالم وغياب التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، لا سبيل إلى تجاوزه إلا بممارسة حرية الفكر وحرية التعبير السلمى والعلنى عن الرأى وحرية النقاش العام الضامنة لموضوعيته وحرية الإصرار على العدل وتفعيل آلياته إن لجهة المواطن الفرد أو لجهة المجتمع والدولة.
لا أعلم إن كنتم تتورطون فى التعامل بمعايير مزدوجة مع حقوق الناس وحرياتهم، فتدافعون عن ضمانها للمتماهين مثلكم مع التيار السائد وللسائرين مثلكم بين الجموع بينما تقبلون العصف بها وإنزال عقاب القمع والقهر والظلم والتعذيب بالمختلفين معكم وبالخارجين على الجموع فكرا ورأيا وموقفا ودون أدنى إخلال بالقانون وبشروط السلمية والعلنية. ولست على بينة من مدى استعدادكم لتقبل استخفاف الحكم وأصحاب السلطة والثروة والنفوذ بانتهاكات الحقوق والحريات أو من حدود توهمكم مصداقية المبررات الواهية وغير الأخلاقية والكارهة للإنسانية والمقوضة لسلم المجتمع وتماسك الدولة التى تستدعى ما تسميه «ضرورات» مواجهة الإرهاب والعنف لتمرير تعطيل القانون وتجديد دماء الاستبداد وتوسيع نطاق الهجمات السلطوية على المواطن والتنظيمات الوسيطة وإسكات الأصوات المطالبة بإيقاف الانتهاكات أو ترهيبها. فقط أذكركم أن الخبرات القريبة والبعيدة المتشابهة مع حالتنا المصرية والكثير من تفاصيلنا الراهنة تقطع بعلاقة الارتباط الإيجابى بين القضاء على الإرهاب وبين بناء الديمقراطية، بين التغيير الفعلى لمكونات البيئات المجتمعية ذات القابلية للعنف وللتطرف وتخليصها من شرورهما وبين تنزيل سيادة القانون واقعا عمليا يحول دون الاستبداد والسلطوية، بين الاعتراف بالانتهاكات، كبيرها وصغيرها، والاعتذار عنها والمساءلة والمحاسبة عليها وبين إنتاج لحظة ممتدة من التوحد الشعبى الواعى إزاء وحشية ودموية التنظيمات والعصابات الإرهابية ومواكب الجنون التى تهددنا جميعا.
•••
لا أعلم إن كنتم ترتضون منهج التعامل الجزئى (بالقطعة) من قبل الحكم وأصحاب السلطة والثروة والنفوذ مع سيادة القانون وقضايا الحقوق والحريات، كأن يمهد للعفو عن بعض المواطنين الأجانب الذين أنزل بهم العقاب خلال الأشهر الماضية أو يروج لوعد بالعفو عن «فتيات الاتحادية» بعد أن حوكمن وفقا للمواد القمعية فى قانون التظاهر، بينما يسود من جهة الصمت بشأن مصريات ومصريين مازالت حريتهم مسلوبة وتتراكم المظالم الواقعة عليهم ويستمر تجريدهم من الكرامة الإنسانية ومن حق الاستناد إلى سيادة القانون ويتواصل من جهة أخرى تجاهل كون ضحايا قانون التظاهر يتجاوزون دائرة فتيات الاتحادية ولا يختلفون عنهن فى بحثهم عن وطن عادل ومقتهم للقمع وللقهر وللظلم وللتعذيب. وكذلك لا يخرج عن منهج التعامل الجزئى ما تصدره السلطة التنفيذية إلى الواجهة بشأن التنظيمات الوسيطة، حيث تخضع المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المساعدة القانونية والجمعيات الأهلية المعنية بتوثيق انتهاكات الحقوق والحريات والكشف عنها والدفاع عن ضحاياها لصنوف من القيود القمعية والتهديدات العقابية المتصاعدة بينما لا تمانع فى السماح لآخرين بالعمل طالما تبتعد برامجهم وأنشطتهم عما يقلق الحكم بالاقتصار على عموميات التنمية المجتمعية أو حين تكلفهم السلطة التنفيذية بتبرير الانتهاكات وتجميل وجهها داخليا والأهم خارجيا، ويتكالبون هم على التكليف القادم من أعلى ويتركون هموم الناس الفعلية خلف ظهورهم. منهج التعامل الجزئى هذا، وهو مسئول أيضا عن تعثر بحثنا لمصر عن مكان تحت شمس المعرفة والعلم والعقل وحب الإنسانية، لن يذهب بنا بعيدا. فسيادة القانون حين يراد التأسيس لها لا تعرف إلا مبدأ الحقوق والحريات المتساوية وازدواجية المعايير التى يفرضها الحكم وتمليها مصالح السلطة التنفيذية تهدم قواعد العدالة وتنزع المصداقية عن عمليات التقاضى، والمجتمع المدنى بتنظيماته الوسيطة إما يتطور كما وكيفا ويكتسب قدرات فعلية للتعبير عن هموم الناس والدفاع عنهم وتمكين الخارجين على الجموع والضعفاء والمهمشين من إيصال أصواتهم إلى المجال العام حين تمتنع السلطة التنفيذية عن تعريضه للقمع وللترهيب وللقيود وتحترم استقلاليته مع إلزامه بالعلنية والشفافية بشأن مصادر التمويل والبرامج المنفذة أو يقضى عليه عملا ما أن تتغول السلطة التنفيذية وتستتبعه بعد أن تستبعد منه المنظمات والمؤسسات والجمعيات غير المرغوب فيها.
هى لحظة اختيار حقيقية، فإما المزيد من التورط فى الحرب على الحرية ومن ثم معاناة تطول من القمع والقهر والظلم والجهل والتطرف والجنون أو تغيير الدفة فى اتجاه الانتصار للحرية ولقيم المعرفة والعلم والعقل وحب الإنسانية والعدل وسيادة القانون وتداول السلطة والتسامح والسلم الأهلى، وعندها – فقط عندها - سننجو من شرى الاستبداد والإرهاب.

فيديو .. السيسي: هدف تهجير أهالي سيناء هو الحفاظ على أمن إسرائيل




صورة نادرة لقوات مصرية اسرائيلية مشتركة

فيديو رائع .. شاهد ماذا تقول هذه المستشرقة الغربية عن الاسلام


‎‎منشور‎ by Alaa Unes.‎


قيادى بـ"الثوريون الاشتراكيون" : السيسي يتعاون مع الصهاينة للقضاء على أي مشروع وطني فلسطيني

قال الناشط السياسي هيثم محمدين، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري يسعى للقضاء على أي مشروع وطني فلسطيني من أجل سلامة أمن الكيان الصهيوني ويتعاون مع الصهاينة لتحقيق ذلك
وكتب محمدين ، في تدوينه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك": أن قائد الانقلاب قال "مستعدون أن نرسل الجيش إلى فلسطين ليقوم بتدريب شرطة فلسطينية قادرة على حماية امن إسرائيل يعني دولة فلسطينية ع الضفة والقطاع ومنزوعة السلاح وتحت وصاية مصرية وتكون مهمتها حماية أمن إسرائيل / ضمان وجود إسرائيل والقضاء على المقاومة وأي مشروع تحرر وطني".

بالفيديو.. تقرير صادم يفضح انتهاكات أعراض المصريات في معتقلات السيسي


بالفيديو.. تقرير صادم يفضح انتهاكات أعراض المصريات في معتقلات السيسي
بالرغم من محاولة تأكيد بعض الصحف والمواقع المؤيدة لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بأن قناة الجزيرة مباشر مصر قامت بتغيير سياسيتها، بعد «المصالحة»، إلا إن قناة الجزيرة مباشر عرضت تقريرا وُصف بأنه «تقرير صادم» عن إنتهاك حقوق المرأة المصرية في عهد السيسي التي تبدأ بالاعتقال وتنتهي بالاغتصاب اوالتصفية. 
حيث عرض التقرير، الإنتهاكات الفاضحة التي تعرضت له المرأة المصرية في عهد السيسي، مشيرًا إلى تعامل النظام الحاكم مع المرأة المصرية بصورة جيدة أمام الكاميرات فقط، والحقيقة هي إنتهاك حقوقها بشكل فاضح غير مسبوق في تاريخ مصر.

فيديو .. عمرو الشوبكي: عزل مرسي "انقلاب" والديمقراطية تسير بشكل خاطئ


أكد الدكتور عمرو الشوبكي، الخبيرمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الإطاحة بمرسي، تمت بطريقة غير شرعية، معتبرًا أن العملية الديمقراطية في البلاد تسير بشكل خاطئ. وأوضح الشوبكي، الناطق باسم تحالف الوفد، والأمين العام له، خلال جلسة لمؤتمر معهد الشرق الأوسط، بعنوان "متاعب التحول في مصر وتونس وليبيا واليمن" أن الأزمة التي تمر بها البلاد راجعة في الأساس إلى فشل التجربة الأولى، في إشارة إلى إخفاق مرسي في حكم البلاد، كأول رئيس تولى الحكم عقب ثورة 25 يناير. وجاءت تصريحات الشوبكي، قريبة مما قاله المستشار علي عوض، المستشار القانوني للرئيس المؤقت، عدلي منصور، حينما أكد أن عزل جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي، تمت بشكل غير دستوري.

حصريا.. #الجزيرة تصل إلى موقع دفن ضحايا قصف منزل أبو فريح في #سيناء



حصلت #الجزيرة على صور حصرية لقبور القتلى التي ظلت مفتوحة لأكثر من ٤٨ ساعة بعدما احتجزت السلطات الجثامين والأشلاء دون تقديم أي مبرر.. 
إدارة مستشفى العريش العام قالت لأهالى الضحايا إن أوامر عسكرية كانت السبب وراء احتجاز الجثامين .
كما أن مصادر قبلية أكدت للجزيرة أن السلطات أجبرت من تبقى من عائلة أبو فريح، على دفن جثث ذويهم في الساعات الأولى من صباح الجمعة في محاولة لمنع أي تفاعل شعبي أثناء تشييع الجثامين، ومنعت السلطات إقامة جنازة للضحايا.
يذكر ان اهالى سيناء اكدوا قصف طائرة اسرائيلية لمنزل الضحايا ما اودى بجميع افراد العائلة.

22 نوفمبر 2014

قصة قطع جسر الأردن من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية ذهابا وإيابا

بقلم:رحاب أسعد بيوض التميمي
قصة تحكي معاناة شعب أخذ المحتل أرضه،وشرده،وفرض عليه القهر ليتم سيطرته عليه. قصة لا تستطيع الكلمات إيفائها حقها،ولا الراويات تغطيتها...
فهي تحكي قصة الملايين من البشر الذين عانوا أشد المعاناة حتى يقطعوا ما بين الضفتين لحوالي ما يقرب الخمسين عاما،ظلماً وزوراً،ممن سلبهم أرضهم،فهي لا تشبه ما يحصل من تعطيل في المطارات لظرف طارئ نتيجة الأحوال الجوية ولا إيقاف الرحلات عند القطارات لعُطل ما قد حصل دون إرادة أحد...
هي قصة معاناة حقيقية أشبه ما تكون بالكابوس...
قصة عذاب مقصود منها إذلال وقهر وفرض وجود،وإرهاب من قبل مُحتل ظالم جائر بحق شعب ذنبه الوحيد أنه صاحب اﻷرض اﻷصلي...
قصة عذاب جعلت الكثير يختصر عدد الزيارات لزيارة أقاربه بين الضفتين ليختصر تلك المعاناة...
رحلة يتعمد المحتل من خلالها ممارسة القهر واﻹذلال بحق السكان اﻷصليين ﻹزهاق أرواحهم,حتى يتركوا موطنهم اﻷصلي ويبحثو لهم عن بلد بديل...
وأنا سأرويها لمن لا يعرفها باعتباري شاهدة على بعض محطاتها رغم أن شهادتي عليها وهي في أهون أحوالها...
ولكن حتى تكتمل الشهادة في المعاناة فلابد من الوقوف على عقود المعاناة بسنواتها المتلاحقة, لذلك سأستدل في روايتي هذه بشهادة مقربين ممن ذاقوا من هذه الرحلة ألوان من العذاب قبل عام 1992 قبل إستخدام الكمبيوتر كحافظ للمعلومات،وقبل أن توضع المكيفات في أماكن الانتظار...
مُعاناة تعيش بها ومن خلالها حالة من الإذلال،تشعر بها أنك عبد عند محتل،وأسير عند مغتصب،مسلوب اﻹرادة،مقيد،تسرح بفكرك!!
ما الذي يجبرني أن أقبل كل هذا الإذلال؟؟
وكيف سأفرض على أبنائي قبول هذا القهر،كيف ؟ولماذا ؟؟
فقط ﻷني رضيت بهذا الوضع المُذري عن الجهاد بديل!!
وأقبل التطبيع مع المحتل لكي أعطيه الرخصة بإذلالي والنيل مني ...
فمن محطات القهر تلك التي علقت في ذهني من ذلك المحتل بعد عام 1992 أذكر في إحدى الرحلات كيف عانيت أنا وأبنائي الصغار حتى قطعنا جسر الأردن من الجهة الشرقية لكي نصل الطرف الواقع تحت سيطرة اليهود من الجهة الغربية،بعد وقوف لعدة ساعات في الجانب اﻷردني لختم الجوازات والتدقيق على اﻷوراق الرسمية،وما تبع ذلك الوقوف من اﻹنتظار للحافلة التي ستقلنا إلى الطرف اليهودي،ومن ثم إنتظار أخذ اﻹشارة من الجندي اليهودي لسائق الحافلة حتى ينطلق....
وما إن مشينا قليلاً حتى جاء اﻷمر بالنزول من الحافلة في منتصف الجسر الخشبي الذي يربط بين الجسرين لتفتيش الحافلة،من قبل الجنود المدججين بالسلاح،والتدقيق على الجوازات ثم الصعود إليه مرة أخرى من جديد،حتى وصلنا الجانب الذي يُشرف عليه المُحتل.
وكيف وقفت أريد أن أختم جواز سفري في المرحلة النهائية ﻹجراءات العبور،بعد أن تم تفتيشي لكي أخرج إلى الطرف الغربي من الضفة أنا وأولادي،حيث أقف في انتظار دوري في الصف لختم الجواز ﻷفاجأ أنني ما زلت أسيرة رحمة ذلك الجندي الذي يعمل خلف ذلك الحاجز الزجاجي،ليحكم علي باﻹنتظار ساعة أخرى من خلف ذلك الحاجز الذي يتم فيه الختم،وأنا أغلي من داخلي من الغيظ كيف يتحكم بي ذلك الشاب اليهودي المحتل ﻷرضي بإجباري على اﻹنتظار رغبة لبهيميته مع تلك الفتاة اليهودية الساقطة التي تقف معه في وضع يثيراﻹشمئزاز، وأنا ومن حولي نقف عاجزين أمامهم،وكأنه من ضمن برنامج القهر المقصود به إذلالنا, اﻹستخفاف بقيمنا واﻹستهتار بوقتنا،ننظر يميناً وشمالاً لعلهم أن يرحمونا،ويُخلصونا من هذا العذاب أنا وأطفالي،ومن هم حولي دون فائدة،ﻷفاجأ بعد طول إنتظار بطلب العودة من حيث أتيت من قبل هذا اليهودي الملعون لأني لا أحمل إلا صورة شخصية واحدة بدل إثنتين،فرفعت صوتي بأني لا أعلم إلا بضرورة وجود صورة واحدة،ومعي أطفالي وبإمكانك أن تمررني بصورة واحدة وأن اليوم الجمعة والجسر أوشك على الإغلاق،ولن أتمكن خلال هذا الوقت القصير من اخذ صورة من منطقة الغور والعودة بها من جديد
أتكلم بناحية إنسانية لكن دون جدوى ...ردني وكأن نقصان هذه الصورة يُهدد هذا الكيان المجرم،وبنفسية الإنسانة المنهزمة أخذت أولادي وعدت أدراجي وقد إنفجرت من البكاء من شدة قهري،وأدعو على من تسبب بقهرنا وإذلالنا هذا الذل أن ينتقم الله منه,
لتستحضر ذاكرتي في حافلة الرجوع قصة معاناة أختي وأمثالها ممن فرضت عليهم الغربة عنوة رغم قصر المسافة بين الضفتين بحكم زواجها حيث البعد لا يتجاوز في أقصى حده الساعتين والنصف.
قصة مُعاناة الملايين الذين عبروا الجسر طوال تلك الأعوام وعانوا كل تلك المعاناة فأعذر أختي في مباعدتها بين تلك الزيارات لما كانت تعانيه من إذلال...
القصة تحكي أنه عندما كانت أختي تأتي من مدينة الخليل لزيارتنا في بيت والدي رحمه الله في عمان ،وكان والدي دائم العتب عليها لمباعدتها زيارتنا،لأنه يشتاق لرؤيتها ومجالستها،وخاصة أن وسائل اﻹتصال مقطوعة عبرالهاتف,فلم يكن هناك شبكة أقمار صناعية كاملة،وكنت أستمع لتعذرها بقلة مجيئها،بمدى معاناتها وأولادها عند قطعها الجسر ما بين الضفتين..
كنت أستمع لقصة قهر من عدو يتعمد إذلال الداخل والخارج بين الضفتين دون أن أدرك حجم المعاناة حتى جربت شيئاً منها!!
حتى أنها(أختي)كانت تقضي رحلتها وتعيشها وهي تحمل طول فترة إقامتها بيننا،عبئ الدخول من جديد في رحلة العذاب هذه،بعد إنتهاء الزيارة من شدة التفكير بنوع المعاناة,حتى تتحول الرحلة عليها توتروضغط نفسي...
فتحكي لي أختي أن المعاناة تبدأ من اﻹستعداد للخروج لهذه الرحلة من بعد منتصف الليل لعلها تحظى بالوصول الى الحافلات اﻷولى التي تنقل المسافرين في البداية،فتختصر جزء من ساعات الانتظار الطويل على الجسر،وتستمر ساعات المعاناة دون توقف،من إيقاظ الأطفال في منتصف الليل وتحضيرهم للسفر ثم الخروج بهم وهم شبه نائمون...
وتمضي هذه الرحلة،ليعترضها الوقوف عدة مرات على ما يسمى بالحواجز العسكرية المنتشرة عبر الطريق(المحسوم)والذي يقف عليها ما يُسمى(الجيش الإسرائيلي)للتفتيش أو يُجبر البعض على سلوك طريق وادي النار,وهي طريق أطول من الطريق الرئيسية،التفافية منحدرة، شديدة الخطورة،والتي أصبحت فيما بعد،بعد عمل ما يُسمى(الجدار- الحاجز الإسرائيلي العنصري)هي الطريق الرئيسي للوصول إلى الجسر الذي يربط بين الضفتين بشكل دائم عبر الوصول إلى منطقة أريحا من الغور...
وهناك حيث الحافلات تقف في دور كبير في منطقة الخان اﻷحمر،تبدأ المعاناة بإرتفاع درجة وتيرتها,يصعد المسافرون الحافلات وينتظرون داخلها أوامر الجندي اليهودي لسائق الحافلة بالتحرك،فيحكم على من في الحافلات البقاء فيها ما يقرب اﻷربع أو خمس ساعات أو في بعض اﻷحيان تصل الثماني ساعات حتى تصل إلى منطقة الجسر حيث الإجراءات الإحتلاليه الرسمية مع أن المسافة بين منطقة الخان والجسر لا تتجاوز الخمسة كيلو متر،والجلوس في الحافلة كل هذه المدة فقط من أجل قطع هذه المسافة القصيرة هو عبارة عن مرورك على قطعة من العذاب ،كفيل بأن يُدمر الصحة المعنوية والجسدية للأصحاء، فما بالك بالشيوخ والمرضى، الذين يعانون، عدى عن الأطفال الذين تتلوى أجسادهم ضجراً،ولا تكف حناجرهم عن البكاء لضيق المكان وشدة الحر،وإنتشار الذباب الذي يغطي المكان ويهاجم الوجوه،حتى تشعر وكأنك في معركة مع الذباب لا تنتهي،
فتصور كيف هو الحال عندما تكون الحافلة بلا تكييف،ومنطقة الغور أصلاً من أشد المناطق حراً،وأكثر الأماكن بيئة لتكاثر الذباب وإنتشاره،وأنت محكوم عليك أن تبقى أسير داخل الحافلة تعيش على إنتظار رحمة أعدائك...
حينها يبدأ الشعور بالعذاب الجسدي والمعنوي يسيطرعليك،ويتسلل إلى نفسك اﻹحساس بالهزيمة،بأنك أسير عند مغتصب،لا تملك إرادتك،ولا يحق لك أن تعترض،ولا أن تحتج،يعتريك الشعور بالاختناق حينما ترى كيف يتسلى العدو بقهر أصحاب اﻷرض الأصلين داخل الحافلة.....
تسير الحافلة حسب مزاج اليهودي المناوب ببطء شديد, تتوقف فجأة لا تعلم لماذا توقفت؟؟
وممنوع أن يبدي أحد تذمر أو إعتراض ولا يسمح لأحد أن يسأل عن السبب،وحتى يسمح العدو بوصول تلك الحافلات إلى المنطقة المشئومة،يكون الأطفال الذين يبكون من شدة الحر قد أصابهم الإعياء،وكبار السن الذين يحملون اﻷمراض قد تدهور وضعهم الصحي،والشباب أصابهم انهزام وإحباط نفسي مدمر الجميع يعيشون المعاناة وكأنهم يجتازون قطعة من جهنم.
ثم يأتي بعد ذلك دور المحطة الثانية من العذاب والتي هي أشد وطأة في معاناتها من سابقاتها,وهو الوقوف لساعات أخرى قد تصل السبع أو الثمانية ساعات لختم الجواز في قاعات اﻹنتظارالبدائية التجهيز،بلا تكييف وبلا أماكن إستراحة،وما يسبقه من قهر يتجاوز الحلقوم من إجبارالأمهات على خلع ملابس أطفالهم قطعة،قطعة،وقد يتجاوز عدد الأطفال الثمانية أو أكثر للتفتيش،قبل أن يتم تفتيش الجميع،وتمرير الجهاز على كامل الجسم،ثم إجبارهم على خلع الأحذية وإلقاء بعضها فوق بعض حتى تصبح كالتلال يصعب على الأفراد فرز بعضها عن بعض بروية.
وتخيل ذلك الوضع في وسط بكاء الأطفال الذين أوشكت أرواحهم على النزع من شدة المعاناة،ومع خلو المكان من مستلزمات الشراء من الماء أو اﻷكل لمن نفذت معه مئونته التي أحضرها من البيت،لكي تشتد مع هذا النقص من الحاجيات وتيرة المعاناة،مما يضطر بعضهم ليبحث للبعض عما يقيت به أطفاله ويسد به رمقهم من زاد،ويطفئ به ظمأهم من ماء.
فتستمر بعد ذلك المعاناة بالوقوف خلف طابور طويل من البشر لختم الجواز،ويتحرك هذا الصف أيضا حسب مزاج المناوبون اليهود,فقد يأخذ الوقوف على هذا الصف الساعات مع أنه لا يحتاج أكثر من عشرات الدقائق،لأن من يختمون الجوازات قد يخرج أحدهم من غرفة الأمن ليغيب ساعة،ثم يعود من جديد،دون أن يضع مكانه من ينوب عنه،وأنت لا تملك إلا اﻹستسلام لحكم عدو محتل مُتجبر،يتفنن في تعذيبك،تبقى أسير ظلمه،حتى تخرج من هذا المكان وأنت على وشك الوقوع واﻹنهيار من شدة الإعياء،وقد يؤخذ بعض الشباب للتحقيق معهم وإذلالهم لعشر ساعات،دون إبداء أي سبب فقط للإشتباه بهم،ومن معه زوجة أو أباء يضطرون للإنتظار حتى يرون ماذا سيفعل بأبنائهم هذا العدو اللئيم،فمنهم من يعود اليهم وقد بهدلت صحته بالتحقيق،من أجل معرفة علاقته بفلان من التنظيم اﻹسلامي،أو غيره من التنظيمات،ومنهم من يتم اعتقاله لوقوفه بجانب شخص من حماس في صورة وجدوها لديه،فيتم اعتقاله من أجلها أعوام...
ثم بعد هذه المحطة المشؤمة يتم بعد ذلك نقلك بحافلات أخرى إلى الجانب اﻷردني من خلال الجسر الخشبي الذي تم بناؤه في العهد العثماني وتم تحويله حديثا إلى شارع مسفلت,وتستمر رحلة المعاناة في هذه الحافلة,فهي لا تقل في معاناتها عن تلك التي بها قد ابتدأنا بل هي متممة لرحلة العذاب,فقد تجلس تنتظر في الحافلة لساعات مع أن المسافة بين الجسرين حوالي الثلث ساعة في حافلة مكتظة،وغير مكيفه،ومملوئه بالذباب حتى تشعر وكأن الذباب مسلط عليك يلاحقك اينما ذهبت لزيادة معاناتك،ويستمر الشعور بالهزيمة المعنوية والجسدية يطيح بجسدك وفكرك،حتى يكتمل الشعور بالعبودية يخيم على فكرك،الكل يقف كالمشدوه لا يستطيع أن يحرك ساكناً،فلا بكاء الأطفال يُحرك فيهم مشاعر الرحمة،وﻻ ضعف الكبار يستعطفهم,وهذه المحطة فوق الجسر الخشبي تستلزم نزول المسافرين من الحافلة ذهاباً وإياباً للتفتيش مع رفع الأسلحة عليهم،وإبقاء الناس في الحر حسب مزاج المناوب أيضاً،فقد يكون لساعة أو لساعات،ثم العودة من جديد إلى الحافلة وهو المكان الذي إستشهد به القاضي الأردني رائد زعيتر رحمه الله والذي كان يريد الدخول لفلسطين ليبيع أرض له فيها ليوفر العلاج ﻹبنه حيث دفعه اليهودي بسلاحه ولأنه تصرف بردة فعل المدافع عن نفسه أرداه قتيلاً.
الأن وعند الوصول إلى بوابة الطرف اﻷردني من الضفة الشرقية وقد تظن أنك قد خرجت من العبودية وتحررت من القيد تجبرعلى الجلوس في هذا الجانب الخالي من التكييف،لساعات أخرى حتى يستطيع الجانب اﻷردني من إخراج اسمك من وسط الملفات الورقية،لعدم وجود أجهزة الكمبيوترفي ذلك الوقت،وتستمر المعاناة حتى يتم إخراج اسمك من وسط تلك الملفات قبل السماح لك بالعبور,وقد لا يتم العثور على اسمك فيتم إرجاعك من حيث أتيت لدواعي أمنية!!!
وهكذا تنتهي رحلة العذاب اﻷولى لتجد أهلك في إنتظارك في الخارج وكأنك خارج من حرب زلزلت بها صحتك وعافيتك,وما أن تحاول أن تسترد عافيتك من وقع هذه المعاناة حتى تحمل في نفسك عبئ الدخول فيها من جديد عند انتهاء الزيارة.
وطبعا هناك ظروف تشتد بها المعاناة أكثر من ذلك في فترة الحج وفترات اﻹنتفاضة،وتحتاج لسرد رواياتها وقصصها ..كماً من المجلدات ﻹيفائها جزء من حقها،لتتعرف كيف يتم اﻹنتقام من الحجيج في الذهاب واﻹياب،وكيف يضطر الكثير منهم من المبيت على الجسر ليوم أو عدة أيام حتى يتم تمريره والتفريج عنه.
كل هذه المعاناة طبعاً لا تساوي شيء أمام معاناة أهل غزة لعبور معبر رفح,فتلك المعاناة لا تحاكيها أية معاناة،تحمل في طياتها إزهاق ارواح اكبر عدد من المسافرين،تحتاج حتى توفيها حقها سردها في مجلدات أخرى لسرد قصص القهر والإذلال من قبل الجانب المصري الذي أخذ على نفسه خدمة هذا الكيان بقهر الشعب الفلسطيني تطوعاً .
هذا هو العدو الذي فُرض علينا ويعيش بيننا وتخضع كل البشرية لخدمته والمطلوب منا أن نتعايش مع ذله وقهره وننقلب على كل قيمنا وأخلاقنا من أجل أن لا نُسمى إرهابيين،ونستسلم لوجوده باعتباره أمراً واقعاً نسأل الله تعالى أن يُزيله من الوجود لنستعيد كرامتنا,وعزتنا وما سُلب منا رغماً عن كل المتخاذلين والمتأمرين والمتواطئين

سعد الدين ابراهيم : الاخوان هم جزء أصيل من الشعب المصري والدولة اوشكت على الافلاس

قال الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، إن منظمات المجتمع المدنى أصبحت "كبش فداء" للنظام الفترة الأخيرة للتستر على مما سماه بإفلاس الحكومة، وأن أخطاء المجتمع المدنى أقل من أخطاء الحكومة المصرية بمراحل،واضاف كلما أفلست الحكومة أو وقعت فى مأزق تبحث عن كبش فداء، عندما يكون هناك إحباط لدى الشعب من الحكومة تبحث الحكومة على جهة لتمتص إحباط الشعب فتقوم بنظرية "كباش الفداء" فيكون مرة المجتمع المدنى ومرة أخرى الأقليات أو الشيعة أو البهائيين.
وأعلن إبراهيم عن قبوله الوساطة فى التصالح بين جماعة الإخوان المسلمين والدولة وقال ان الصلح معهم وارد طبعًا فهم أبناء هذا الوطن لكل منا صديق أو قريب ينتمى إلى جماعة الإخوان، وبالتالى لابد من التحاور معهم لأن البديل الآخر هو القتل ولا يعقل أن نقتل 700 ألف شخص أقسموا يمين المبايعة للمرشد، ولكل شخص من هؤلاء أسرة لا يقل عدد أفرادها عن 5 يعنى 3،5 مليون.
وكشف إبراهيم، فى حواره لـ"المصريون" وعن التخوفات من تظاهرات 28 نوفمبر قال ان التظاهر حق من حقوق الإنسان ويكفله الدستور ولكن عليهم أن يلتزموا بالسلمية فى التظاهر بعد حصولهم على ما يلزم من موافقات ومدة التظاهر وأن يكون تظاهر مفتوح مثل رابعة الذى انتهى بالعنف.
واضاف يأخذ على هذا النظام كثرة عدد المحبوسين احتياطيًا منذ مدة تجاوزت 6 شهور وبعضها إلى سنة دون إحالته إلى النيابة ودون محاكمة ويعتبر شرخًا كبيرًا فى جدار الحريات وتجاوزًا لحقوق الإنسان كما نص عليها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان منذ كانت مصر من أول الموقعين عليه عام 1948.
وحول الاحزاب الدينية قال : القاعدة أن تتيح حرية، يكون تكوين الأحزاب للجميع وتترك للشعب حرية الالتحاق أو رفض هذه الأحزاب ففى بلدان مثل فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، هولندا هناك أحزاب تحمل اسم دينى تعرف باسم الأحزاب المسيحية الديمقراطية، كلمة الديمقراطية جزء من الاسم. وهذا يعنى أن الحزب يقبل الديمقراطية، إذا أراد أن تنشأ حزبًا مخالفًا فمن حقك، العبرة هنا من إنشاء الأحزاب هى الحرية , فى أمريكا وانجلترا هناك من يدعون لإقامة دولة شيوعية. الديمقراطية أن تحمى حقى فى الاختلاف.
واستطرد :الحوار وسيلة متحضرة ومبكرة لحسم الخلافات والديمقراطية هى الوسيلة المثلى لتجسيد هذه القيم والمعايير الحوارية وهى الأفضل فى خبرة كل شعوب العالم . فالتحاور بموضوعية يصل إلى تسوية وتفاهم، وإن لم يصل إلى هنا فلنذهب إلى التصويت 
وعن الأسباب الحقيقية وراء إقالة القيادية بالمركز داليا زيادة وعلاقتها بنظام السيسي، قال ان مديرة المركز التى استقالت على الفضائيات كانت تريد أن تناصر السيسى سواء ظالمًا أو مظلومًا فمركز بن خلدون لا يناصر أى سلطة فهو مركز للحوار والتفكير العقلي، وهى أرادت أن يكون المركز وكل العاملين به أن يقفوا صفًا واحدًا فى تأييد دولة 3 يوليو والرئيس السيسي، فليس من حقها أن تفرضوا علينا أو على المركز ولا تصادر على رأى الآخر، وبدأت حملة على الفضائيات ومع ذلك صورتها ومكتبها كما هما لأنها جزء من المركز وكانت باحثة فى المركز منذ 10 سنوات ولا نستطيع أن ننكر أنها عملت وقامت بدور فى المركز.