المفكر القومى محمد سيف الدولة :عفوا .. اعترافكم مرفوض

السيدات و السادة اعضاء مجلس العموم البريطانى
السلام عليكم ورحمة الله
اثار قراركم غير الملزم بالاعتراف بدولة فلسطين، كثيرا من الشجون والذكريات المؤلمة فيما وصل اليه حالنا بعد أن قرر أسلافكم منذ مائة عام ان يتبنوا ويقودوا تأسيس كيان صهيونى عازل وعنصرى فى أرضنا العربية، فى ارض فلسطين الحبيبة.
فلقد تذكرنا مؤتمر "كامبل" وزير الخارجية البريطانى وتوصياته عام 1907، واتفاقيات سايكس ـ بيكو 1916، ووعد بلفور واحتلالكم لفلسطين 1917، وصك الانتداب البريطانى 1922، واستجلابكم لنصف مليون يهودى الى فلسطين فى ربع قرن 1922 ـ 1947، واضطهادكم للشعب الفلسطينى ومطاردتكم للمقاومة وسجونكم ومشانقكم لأهالينا على امتداد سنوات الاحتلال، ثم مساهمتكم فى جريمة قرار التقسيم 1947، وتسليمكم فلسطين الى العصابات الصهيونية واعترافكم باسرائيل 1948، وقبولكم لعضويتها فى الامم المتحدة 1949، وتهديداتكم للدول العربية لحماية اسرائيل وأمنها وحدودها فى الاعلان الثلاثى البريطانى الامريكى الفرنسى 1950، وتحالفكم معها فى العدوان الثلاثى على مصر 1956، والمشاركة فى تسليحها وتمويلها فى مواجهة الشعوب العربية، وتوظيف حقوقكم الاستثنائية فى مجلس الامن لحمايتها من اى إدانة دولية.، ثم مباركة حكومتكم الموقرة لكل حروبها واعتداءاتها على شعوبنا وآخرها العدوان الاخير على غزة وتأكيدكم على حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد مقاومتنا الوطنية التى تعتبرونها جماعات ارهابية.
تذكرنا كل ذلك وتساءلنا، عن الخلفيات والغايات والنوايا الكامنة وراء إصدار مثل هذا القرار الآن وهل هو قرار صديق للفلسطينيين والعرب وقضيتهم الفلسطينية؟ ام انه قرار خبيث مراوغ مناور يبطن غير ما يظهر ؟
وحتى لا نظلم المخلصين منكم أو نصد عن غير قصد أى نوايا طيبة قد تكون بينكم، فإننا سنفترض حسن النية ونناقش القرار على ظاهره، وسنبدأ بتوجيه الشكر اليكم للاهتمام بمشاكلنا وقضايانا، وسنحاول ان نستفيد من هذا الاهتمام المفاجئ لنوضح لكم حقيقة قضيتنا ولماذا يتوجب علينا أن نرفض قراركم الأخير بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، فربما ننجح فى كسب دعم الشرفاء والمخلصين منكم لقضايانا الحقيقية وليست المزيفة.
اولا ـ ان فلسطين التى نعنيها، هى كل الأرض الواقعة بين نهر الاردن و البحر الابيض المتوسط ، بحدودها الدولية مع الاردن وسوريا ولبنان ومصر فى عهد الانتداب البريطانى 1922، هى فلسطين التاريخية ابنة الأمة العربية الواحدة. انها الأرض التى عشنا عليها ولم نغادرها أبدا على امتداد اكثر من 1400 عاما، وقاتلنا دفاعا عنها فانتصرنا ونجحنا فى حمايتها والحفاظ عليها، فاختصصنا بها كفلسطينيين وعرب دونا عن باقى شعوب الارض كما اختص الانجليز بانجلترا والفرنسيون بفرنسا والصينيون بالصين وهكذا. فأصبحت وطنا لنا وحدنا، مثلما اوطان الشعوب الأخرى هى لهم وحدهم، لا حق لنا ولا لغيرنا فيها. وعليه فانه لا يحق لنا حتى لو أردنا أن نفرط فى شبر واحد منها لأنها ملكية مشتركة بين كل الأجيال الراحلة والحالية والقادمة.
انها سنن الله وسنن التاريخ التى تنظم طريقة تشكل الاوطان والأمم وتطورها على مر الزمان وعلى امتداد الكرة الارضية، لم يشذ عنها احد أبدا، سواء فى بلادنا او فى بلاد غيرنا.
ولقد كان البداية الحقيقية لتعريب فلسطين مع الفتح الاسلامى فى القرن السابع الميلادى، أما إختبار الملكية والاختصاص العربى بها، فلم يحسم الا مع الحروب الصليبية 1096 ـ 1291، بعد نجاحنا فى القضاء على العدوان وتحرير أوطاننا من آخر امارة صليبية. حينئذ فقط اعترف أوروبا وكل العالم بما فيها الدول المعتدية بعروبة هذه الارض وباعتبارها جزء لا يتجزأ من الأمتين العربية والاسلامية.
ولو كنا لا قدر الله، قد هزُمنا وعجزنا عن تحرير الارض من الاستعمار الاوروبى فى ذلك الوقت، لكانت المنطقة اليوم لا تزال جزءا من المستعمرات الاوروبية أو امتدادا لها أو متحدثة بلغاتها على غرار ما حدث فى الامريكتين الشمالية والجنوبية.
ولكننا انتصرنا والحمد لله، فاعترف بنا العالم منذ ذلك الحين، وهو ما تم قبل الاعتراف الانجليزى الحالى "غير الملزم" بسبعة قرون على الأقل .
ومنذ ذلك الحين لم تعاودوا محاولاتكم الاستعمارية مرة اخرى سوى مع مطلع القرن التاسع عشر مع الحملة الاوروبية الاستعمارية الحديثة التى افتتحها نابليون بونابرت عام 1798، والتى لم تنته حتى الآن. والتى دفعنا و لانزال ندفع ثمنها من استقلالنا واستقرارنا ووحدتنا وتقدمنا وحريتنا ومواردنا وثرواتنا. وكان اغتصاب فلسطين هو أكثرها فداحة، وربما يكون هو أفدح ثمن دفعه اى شعب محتل على الاطلاق على امتداد القرون الاستعمار الطويلة فى كل بقاع الارض. فالكيان الصهيونى الاستعمارى الاحلالى العنصرى الارهابى القاتل المسمى باسرائيل لم يزُرع سوى فى أوطاننا نحن فقط، فرغم انكم قمتم باحتلال كافة أراضى وأمم ودول افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية، ولكنكم أصبتونا دون غيرنا بهذه اللعنة الصهيونية الشاذة.
ورغم كل ذلك، فاننا على يقين اننا فى النهاية سنحرر فلسطين باذن الله، كما فعلناها من قبل، وكما فعلتها كل شعوب وأمم العالم المحتلة.
هذه يا سادة يا كرام هى فلسطين التى نعرفها، اما تلك التى تعترفون بها فهى لا تعدو ان تكون أجزاء صغيرة من أرضها، ممسوخة ومنفصلة، فكيف نقبل اعترافكم ؟
ان الحديث عن ان الضفة الغربية وغزة المفصولتين تمثلان وطنا طبيعيا يستحق دولة مستقلة بدلا من كل أرض فلسطين التاريخية، يماثل الحديث عن أن لندن فى الجنوب الشرقى ومانشستر فى الشمال الغربى مثلا يمكنهما أن يكونا دولة مستقلة دونا عن باقى الاراضى الانجليزية ! وحتى بدون هذا المثل الافتراضى، انظروا كيف أصابكم الذعر من احتمال استقلال اسكتلندا عنكم، فما بالكم بحالنا ؟
ولذا فان اعترافكم الرمزى الذى يبدو طيبا بفلسطين 1967، يحمل فى طياته تأكيدا وتثبيتا لاعترافكم الباطل (الشرير) بشرعية الاغتصاب الصهيونى لأراضينا ما قبل 1967، وهو ذات موقفكم القديم المستمر المعادى لنا والمهدد لوجودنا والمقسم لأوطاننا.
***
ثانيا ـ ايها السيدات والسادة، نصارحكم القول أيضا بأن كثيرين فى عالمنا العربى تشككوا فى نواياكم من هذا القرار فى هذا التوقيت؛
فالجميع يعلم ان سبب الاعتداءات الصهيونية المتكررة على غزة، هو إرغامها على الاعتراف باسرائيل والتنازل عن ارض فلسطين التاريخية والاكتفاء بالمطالبة بحدود 1967، والالتحاق بركب أوسلو وجماعتها.
وانتم باعترافكم الرمزى بفلسطين 1967، انما تؤكدون انحيازكم الى الرواية او الاجندة الاسرائيلية، اجندة المعتدى فى مواجهة اجندة الضحية.
كما انكم تنحازون الى جبهة الفلسطينيين المتواطئين مع اسرائيل ضد الفلسطينيين المدافعين عن ارضهم فى مواجهة الاحتلال،
فرغم أن غزة الصامدة الوطنية تقاوم، إلا أن السلطة الفلسطينية المستسلمة المتنازلة التابعة هى التى تفوز باعترافكم!
فهل هى رسالة منكم بان التفاوض السلمى يكسب وان المقاومة لابد أن تخسر ؟
وهل يمكن فصل ذلك عن الدعوات البريطانية الاوروبية الامريكية الاسرائيلية المنتشرة الآن بضرورة نزع سلاح غزة، وأن السبيل لذلك هو تمكين السلطة الفلسطينة من غزة لتنزع سلاحها كما فعلت فى الضفة الغربية، وهو ما يتطلب بعض التلميع لابو مازن وجماعته بمثل هذه القرارات غير الملزمة، التى لا تضر ولا تنفع.
***
ثالثا ـ كما ان اى دولة هذه التى تعترفون بها، وهى غير موجودة على الأرض فلا يوجد هناك الا شعبا محتلا خاضعا للسيادة الاسرائيلية، فأين عناصر الدولة التي تتحدثون عنها، ان قادة إسرائيل يكررون ليل نهار، وينفذون ما يقولونه، من انه لن يكون هناك دولة فلسطينية كاملة السيادة، بل حكما ذاتيا، او دولة منزوعة السلاح، حدودها الجغرافية ومياهها الإقليمية ومجالها الجوى تحت السيادة والسيطرة العسكرية الاسرائيلية.
***
رابعا ـ ثم ان الاحتفاء الشديد بقرار غير ملزم صادر من 274 عضو برلمانى بريطانى، مع تجاهل اعتراف 350 مليون عربى بفلسطين، يكشف عن نظرة التعالى والعنصرية التى لا تزال تحكم بها الدول الغربية باقى شعوب العالم، كما يكشف من ناحية أخرى عن حجم الهزيمة والشعور بالدونية التى يعيش فيها حكامنا الذين يتلقوا دعمكم واعترافكم.
***
خامسا ـ ثم أى مقارنة بين اعترافكم الرمزى "غير الملزم" بفلسطين 1967، وبين السرعة والسهولة التى جاء بها اعترافكم باسرائيل فى 1948، والمشاركة فى بنائها وتأسيسها وحمايتها، أو بين ذات السرعة والاستجابة الفورية لحملاتكم الاستعمارية الأخيرة على بلادنا فى العراق 1991 و2003 و2014، تثير مزيد من الشك فى زيف وتضليل وإغراض مثل هذه القرارات البرلمانية غير الملزمة !!
***
سادسا ـ ثم ان قراركم الذى صدر فى اجواء غضب وصدمة الرأى العام الانسانى من وحشية العدوان الصهيونى الاخير الذى دمر غزة و أودى بحياة 2000 شهيد من شعبها، قد يفهم على انه محاولة لإمتصاص حالة الغضب العام من اسرائيل، حتى لا يتطور فى اتجاهات فلسطينية وعربية وعالمية أكثر جذرية.
***
سابعا ـ ثم ماذا حصدت منظمة التحرير الفلسطينية من اعترافكم والاعتراف الدولى والامريكى والاسرائيلى بها بعد 1993 بعد ان كنتم تصنفونها كمنظمة إرهابية ؟ وهو الاعتراف الذى دفعت ثمنه غاليا بالتنازل عن حقها التاريخى فى فلسطين 1948. لقد خسرت الأرض والشعب والاحترام والسيطرة والشرعية الوطنية.
***
ثامنا واخيرا ـ ثم أن لدينا بالفعل حزمة من القرارات الدولية الملزمة، أقوى من قراركم ألف مرة، والتى لم تنفذ أبدا، أهمها القرار الصادر من مجلس الامن والمشهور باسم القرار 242، والذى ينص على انسحاب اسرائيل من الاراضى التى احتلتها فى 1967، وكذلك القرار رقم 194 الصادر من الامم المتحدة عام 1948 والذى يؤكد على وجوب السماح للراغبين من اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصلية (حق العودة) والمدعوم من القرار رقم 273 لسنة 1949 الصادر من الجمعية العامة، بربط عضوية اسرائيل فى الامم المتحدة بعدة التزامات أهمها السماح بعودة اللاجئين..الخ. وكلها قرارات دولية ملزمة، ولكنكم ضربتم بها عرض الحائط.
فلماذا نقبل اليوم او نثق او نراهن او نأمل خيرا فى أى قرارات تصدر منكم أو من أى من مؤسساتكم الدولية او الحكومية او البرلمانية ؟
عفوا يا سادة ، اعترافكم مرفوض .
*****
القاهرة فى 21 أكتوبر 2014

حملوا هذا الفيديو وانشروه .. فضيحة لواء امن دولة في القضية الملفقة لتخابر د. مرسي


‎‎منشور‎ by Alrafik Alhamed.‎


مستشارة الرئيس الاسرائيلى السابق للسيسي: وقفت إلى جانب إسرائيل وحظيت بدعم شعبنا

ترجمة: غسان محمد
اشادت الدبلوماسية الاسرائيلية السابقة، روت فيرسلمان لاندو، بالدور الذي يقوم به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لصالح اسرائيل، وخاصة تعامله الحازم مع حركة حماس، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وإصراره على حصر التعامل مع السلطة الفلسطينية بوصفها القيادة الشرعية للفلسطينيين.
وخاطبت لاندو، التي عملت كدبلوماسية في السفارة الاسرائيلية بالقاهرة، ومن ثم مستشارة للرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيريس، الرئيس المصري في مقال نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية قائلة: "يا سيسي سر وشعب إسرائيل معك".
وقالت لاندو، ان أكثر ما أثار إعجابها في خطاب السيسي أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد مؤخرا في القاهرة، حرص السيسي على تجريد حماس من مقومات الشرعية في قطاع غزة، وتشديده على أهمية السلطة الفلسطينية ورئيسها كزعيم وحيد للشعب الفلسطيني.
واعتبرت لاندو، ان السيسي ضمّن خطابه دعماً للموقف الاسرائيلي الرافض لتحركات محمود عباس في الأمم المتحدة، من خلال تشديده على ضرورة حل الصراع بالتوافق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
كما امتدحت لاندو، حرص السيسي على مخاطبة الاسرائيليين من خلال خطابه، معتبرة أنه يسير بذلك على طريق الرئيس الأسبق أنور السادات، الذي حرص على إلقاء خطاب أمام الكنيست الاسرائيلي.
وشددت لانداو على ان بإمكان السيسي مساعدة إسرائيل على مواجهة المواقف المتطرفة للحكومة التركية تجاه اسرائيل.
كذلك، اشادت الدبلوماسية الاسرائيلية السابقة بجرأة السيسي في مجال التعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، وعدم تردد مصر في عهده بعقد صفقة الغاز مع إسرائيل، مؤكدة ان السيسي يحرص على المجاهرة بالتعاون مع "إسرائيل.
كما شكرت لانداو، الرئيس المصري لاحتضانه الأقباط في مصر، وحرصه على إعادة بناء كنائسهم، واستثمار أموال طائلة لإعادة بناء الكنيسة المعلقة.
وجاء في الخطاب الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "سيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي، باعتبارك الرجل الذي يقود الأمة المصرية ويتخذ خطوات قيادية فعلية رغم كل الصعوبات، فإنني أدعم شجاعة قلبك، لقد تلقيت إرثًا غير بسيط، ووضعًا اقتصاديًا من الصعب تحمله، وأكثر من 40% من السكان يعانون الجهل، كما ورثت توترًا حطم الرقم القياسي بين الأقلية القبطية والإسلاميين خاصة في العامين الأخيرين".
وأضافت "لقد قمت بتحليل أعمالك في الشهور الأخيرة، ولاحظت أنك تقود مصر بحنكة ووعي وذكاء، تديرها بطرق القادة النادرين، القادة الشجعان، لقد أعدت مصر لدورها القيادي الطبيعي للعالم العربي، وطدت علاقاتها مع المملكة السعودية من خلال الحفاظ على الدعم الاقتصادي الذي سيتيحه هذا الأمر للقاهرة، عرفت كيف تدير الأمور أمام حركة حماس في المعركة الأخيرة مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته تركت نافذة للقيادة الفلسطينية التي تراها مصر شرعية، وهي قيادة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية". 
وتابعت: "لقد وضعت هدفًا لنفسك التقريب بين الأقباط والمسلمين، وكان من بين ما فعلت في هذا المسار هو تخصيص ملايين الدولارات لافتتاح الكنيسة المعلقة مجددًا، أهم الكنائس بمصر، لقد رفعت لواء محاربة العنف ضد المرأة، الذي أرعد البلاد في الفترة الأخيرة، وهذا من خلال اهتمامك الشخصي وزيارة السيدات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي، أنت تبني وتخطط وتنفذ خططا ذات رؤى لتحسين الوضع الاقتصادي، وطوال الوقت توضح لشعبك أنك لست ساحرا وأن حكومتك لا تصنع معجزات، وذلك كي تكون الطموحات والآمال متلائمة مع الواقع غير البسيط". 
وقالت "لقد استمعت كثيرًا لخطابك الأخير، سيدي الرئيس، الذي ألقيته في مؤتمر إعادة إعمار غزة، لقد سمعت 3 أمور مركزية في هذا الخطاب؛ أولها أنه لن يكون هناك ترتيب إقليمي بدون أن يكون هناك في المقابل ترتيب ثنائي فلسطيني إسرائيلي، وبهذه الطريقة فقد وضعت نهاية لكل محاولة للالتفاف على عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وفي نفس الوقت لم تغلق الباب لخلق تعاون إقليمي يشمل إسرائيل". 
الأمر الثاني –تضيف ليندا- "هو أنك تحدثت عن أهمية إنهاء الصراع وحل الدولتين للشعبين، وهذه هي المرة الأولى، بعد أن قام بذلك الرئيس الراحل أنور السادات، والتي يتوجه فيها رئيس الجمهورية المصرية مباشرة للشعب الإسرائيلي". وتابعت في مقالها أن "الشعب الإسرائيلي يستمع وينظر بعين الأهمية إلى موقفك، سيدي الرئيس، لقد وقفت إلى جانب إسرائيل عندما كانت تحارب حماس في عملية الجرف الصامد ، حتى لو كان الأمر يتم من خلال رغبة قوية للحفاظ على مصالح مصر الحيوية، لقد حظيت بدعم الشعب الإسرائيلي". 
وأضافت أنه "في وضع مشابه للشعب المصري الذي لم ينس من قتل جنوده بدم بارد وخطط لإسقاط النظام المركزي الحاكم في مصر، على يد خلايا الإرهاب في أعماق سيناء؛ كذلك الشعب الإسرائيلي لا ينسى من وقف بجانبه في الوقت الصعب". وأوضحت أن "الأمر الثالث الذي سمعته في خطابك هو الكلمات التي لم تقلها؛ أنت لم تتح مساحة لحركة حماس، أكدت مجددا على أهمية السلطة الفلسطينية ومن يترأسها كقائد أوحد للشعب الفلسطيني، أشرت مرارا وتكرارا للدور الذي على السلطة القيام به في قطاع غزة في اليوم الذي يعقب الحرب الأخيرة، وبهذا نزعت كل درجة من الشرعية عن حماس". واختتمت قائلة "في المقابل، سيدي الرئيس، أنت تدعم بشكل مستمر التعاون الاقتصادي مع شركاء كثيرين في الحلبة الدولية، من بينهم إسرائيل، سواء في سياق الغاز الطبيعي أو في سياقات أخرى، هذه الصفقات لا يتم الإبقاء عليها في السر ولا يتم التحدث بشأنها في الغرف المغلقة كما كان يحدث في عهود سابقيك، وإنما يتم كشفها للشعب المصري، ويتم دعمها من قبل وزراء حكومتك". وأوضحت "أنني أفهم جيدًا أن ما تفعله من بدايته وحتى نهايته يفعله إنسان يحب وطنه من كل قلبه، وكشخص جاء من صفوف الجيش المصري، تدرك أنت أن الاستقرار الإقليمي هو المسرح الوحيد الذي سيتيح أمن أبنائنا". وقالت "لهذا، سيدي الرئيس، كإنسانة عاشت في الماضي عدة سنوات بمصر وعملت في الخارجية الإسرائيلية، وكمواطنة إسرائيلية، فإنني أشد على يديك وأصلي لتعزيز العلاقات بين دولتينا وشعبينا".

نيويورك تايمز تنتقد السيسي للمرة الثانية خلال 10 أيام

تحت عنوان: انسحاب مركز كارتر ( للديمقراطية من مصر وإغلاق مكتبه فى القاهرة) توبيخ لمصر (السيسي) كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية واسعة الانتشار افتتاحيتها الصادرة اليوم الأحد، والتى تعد الافتتاحية الثانية خلال 10 ايام فقط.
وأوضحت "نيويورك تايمز" إن ما فعله مركز كارتر كان بسبب "المناخ السياسي القمعي", الذي تشهده مصر هذه الأيام, كما أنه استهدف تنبيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأمرين خطيرين بشأن ممارسات نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي فى مصر.
وتابعت: " الأمر الأول, أن القمع الذي يمارسه نظام السيسي, سيدفع المصريين المتضررين لمزيد من العنف والتطرف، وهو ما سيترتب عليه زعزعة استقرار مصر والمنطقة، والأمر الثاني, هو أن مصر تبتعد عن المسار الديمقراطي، ويجب على أمريكا التوقف عن غض الطرف عن الانتهاكات التي تحدث هناك، حفاظا على معاهدة السلام بين تل أبيب والقاهرة, والضغط بدلا من ذلك على نظام السيسي للتخلي عن المسار السلطوي، الذي يسير فيه, والذي يهدد المنطقة بأسرها".
واتهمت الصحيفة عبد الفتاح السيسي أول رئيس فى مصر بعد الانقلاب العسكري باستغلال تطلع الشعب المصري، وتمسكه بالاستقرار، في سبيل تحصين بقائه في منصب الرئيس"، حسب تعبيرها.
وأضافت:"السيسي يحظى بدعم قوي من حلفائه في الداخل، وترويج إعلامي لشخصيته بما يفوق الهالة التي كانت حول الرئيس المخلوع حسني مبارك", مشيرة إلى أن "احتكار السلطة", الذي تشهده مصر حاليًا، لم تشهده منذ عهد محمد على باشا، وأشد قمعا مما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك .
وكانت "نيويورك تايمز" نشرت أيضا "افتتاحية نارية" في 8 أكتوبر الجاري هاجمت فيها عبد الفتاح السيسي ونظامه الجديد، ودعت واشنطن والبيت الأبيض لتغيير سياساتهما تجاه القاهرة، فيما كان العنصر الأكثر وضوحا في تلك الافتتاحية أنها تأتي بعد أيام على أول زيارة للسيسي الى نيويورك وأول خطاب يلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الخطاب الذي قالت وسائل إعلام عالمية إنه كان يهدف الى "إنشاء موطئ قدم له لدى المجتمع الدولي".
وتعتبر "نيويورك تايمز", التي تحمل لقب "السيدة العجوز" واحدة من أهم المؤشرات على المزاج العام لدى النخبة في الولايات المتحدة، كما أن الصحيفة تؤثر في صناعة القرار الأمريكي وخاصة المتعلق بالسياسات الخارجية.
ودعت "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إلى ربط المساعدات السنوية الأمريكية التي تقدم للجيش المصري والتي تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار بتحقيق تقدم على مستوى الحريات والديمقراطية، كما دعت إلى مراجعة شاملة لطبيعة العلاقة مع مصر في الانقلاب العسكري حيث وصفت الصحيفة ما حدث في مصر يوم الثـالث من يوليو 2013 بأنه "انقلاب عسكري", كما قالت إن الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيسي كانت "مزورة" .
وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين التي تصدّرت المشهد السياسي بعد ثورة يناير، يقبع أعضاؤها في السجون حاليا، مع اعتبارها جماعة إرهابية، وهو أمر "غير عادل"، وهو ما قد يجعلهم "عرضة للتشدد"، في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لمحاربة تنظيم "داعش"المتطرف.
وتابعت الصحيفة "حكومة السيسي أحكمت قبضتها على وسائل الإعلام التابعة للدولة، في حين ينتظر صدور قانون غامض يشدد العقوبات على الأفراد الذين يتلقون تمويلا أجنبياً، ويجعل ذلك جريمة يعاقب عليها بالحبس مدى الحياة، بحجة محاربة الإرهاب، وهي الحجة التي استخدمتها الدولة من أجل إعاقة الجمعيات التي تدعو للديمقراطية".

هكذا زورت "الأهرام" مقال واشنطن بوست حول الجيش المصري!

سقطة جديدة تضاف إلى لائحة سقطات الإعلام المصري. وهذه المرة كان دور كل من صحيفة "الأهرام"، ومعها "هيئة الاستعلامات المصرية"، اللتين نشرتا مقالاً منسوباً الى صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، باللغة الإنجليزية، يصف الجيش المصري بأنه: "علماني، وموال للغرب، ويحارب الإسلام الراديكالي". لكن في النسخة المترجمة إلى العربية تم حذف هذه الجملة تحديداً. وأصبح عنوان المقال: "مصر مفتاح هزيمة التطرف... وشهدت عاماً كارثيّاً تحت حكم الإخوان".
كاتب المقال هو، جاي دي جوردون، قائد البحرية المتقاعد، والمتحدث بِاسْم البنتاجون السابق، الذي خدم في مكتب وزير الدفاع من عام 2005 إلى عام 2009. صفحة "كلنا خالد سعيد... نسخة كل المصريين" كان أوّل من اكتشف الترجمة الخاطئة، ونشرت على صفحتها على "فيسبوك" المقال مترجماً إلى العربية لكن هذه المرة بترجمة صحيحة.
وكان عنوان المقال المنشور في "واشنطن تايمز" يوم الخميس 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "مصر مفتاح لهزيمة الإسلام الراديكالي... سحق القاهرة للمتطرفين هو نموذج للحد من انتشارهم". وحذر جوردون في مقاله من التيارات الإسلامية المتشددة وآخرها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميّاً بـ"داعش".
وحذر جوردون من الخطر الإيراني في الوقت الذي ينشغل فيه العالم، بمحاربة الجماعات الإسلامية المتطرفة، وأشار إلى نمط معيشة المصريين في السبعينيات، وما كانت تتمتع به المرأة من حرية في الملبس وممارسة العمل، قبل غزو الإسلام "الوهابي" القادم من الخليج، والذي ساعد على انتشار "التطرف"، على حد قوله.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تفاعل الناشطون مع صور المقالات المتناقضة، وسخر منها البعض، فقال أحدهم: "يعني هيئة الاستعلامات والأهرام مافيهومش حد بيعرف انجليزي، ولا بتستعبط عشان تلوي الحقايق لصالح النظام الجديد". وقال آخر "أمال بيستشهدوا بالجرايد العالمية ليه لما هما عارفين حقيقة الجيش المصري وعلاقته بيهم أكتر مننا؟".

علاء عبد الفتاح : "فض رابعة" مجزرة من أكبر كوابيسنا

تساءل علاء عبد الفتاح، الناشط السياسى، عن الوقت الذى سيتم فيه الاعتراف بأن أحداث فض رابعة العدوية كانت مجزرة من أسوأ كوابيسنا وخيالاتنا، وكذلك الاعتراف بأننا لازلنا غير فاهمين لما حدث لمن مروا بها.
وقال عبد الفتاح عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "مش هنعترف بقى أن رابعة كانت مجزرة أكبر من أسوأ كوابيسنا وخيالاتنا وأننا لسه مش فاهمين إيه اللي حصل للي مر بيها ولا مستوعبين أثرها على المجتمع والثمن اللي بيندفع وهيندفع بسببها".
وأضاف الناشط السياسى: "البشرية مميزتش جرائم الحرب عن سائر الجرائم من فراغ".

النسخة الاصلية من مقال عمرو حمزاوى الذى حذفت الشروق اجزاء منه


اتهم الدكتور عمرو حمزاوي، صحيفة الشروق، بحذف بعض العبارات من مقاله الصادر بالجريدة، اليوم الأحد، والذي عنون بـ"طلبًا لجامعة مستقلة ومتقدمة"، على نحو غير من المعنى.
وجاء نص المقال بالصيغة الأصلية، بحسب ما نشره "حمزاوي" على صفحته الخاصة على "الفيس بوك" على هذا النحو:

طلبًا لجامعة مستقلة ومتقدمة

حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة توظف مواردها البشرية والتنظيمية والمالية، لتقديم خدمات تعليمية وبحثية راقية، وتلتزم بها أطراف العمل الجامعي من جسد طلابي وأعضاء هيئات تدريس ومرافق إدارية بالاجتهاد لنشر المعرفة والعلم والفكر المستنير في إطار احترام القانون والسلمية والصالح العام والذوق العام، وتصان بها حقوق وحريات الناس دون تغول للسلطة التنفيذية أو للأجهزة الأمنية العامة والخاصة ودون خوف من إعمال العقل والتعبير السلمي الحر عن الرأي ودون تورط في عنف مادي أو لفظي.
حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة - لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن ينبغي التراجع عن الإجراءات القمعية التي تطول طلاب الجامعات وإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء قرارات الفصل النهائي والتعسفي التي تصدرها بعض الإدارات الجامعية وقرارات منع الأسر الطلابية والتوقف عن تحويل الجامعة إلى مساحة للمراقبة الأمنية الشاملة، مع تثبيت مبدأ المساءلة والمحاسبة العادلة (أي الناجزة والمنضبطة والشفافة) حال الخروج على القانون أو التورط في ممارسات عنف مادي / معنوي سواء كان المتسبب فيها بعض الطلاب أو بعض عناصر الأجهزة الأمنية العامة والخاصة أو غيرهم.
حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة – لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن يتعين على السلطة التنفيذية التراجع عن التعديلات الاستبدادية الأخيرة التي أدخلت على قانون تنظيم الجامعات إن بإلغاء انتخاب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعاهد أو بمنح رؤساء الجامعات صلاحية فصل أعضاء هيئات التدريس على نحو انفرادي وتعسفي ودون ضمانات لحماية الحقوق والحريات، وكذلك إنهاء تدخل الأجهزة الأمنية في تفاصيل العمل الجامعي إن بالمنع غير المعلن رسميا لبعض الأساتذة من التدريس أو بالتضييق الإداري على آخرين أو برفض الموافقة على إجراء أنشطة بحثية بعينها.
حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة – لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن لا بديل عن فتح قنوات للحوار الموضوعي والجاد بين الجسد الطلابي وبين أعضاء هيئات التدريس، بين "الممثلين المنتخبين" للجسد الطلابي وبين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعاهد، وبينهم جميعا وبين السلطة التنفيذية وأجهزتها الأمنية المسكونة اليوم على نحو مؤلم بأهداف السيطرة والضبط وتورطها رغبتها في إسكات الأصوات المعارضة أو جماعات "المناوئين" و"المشاغبين" في تجاوز ممنهج للأهداف المشروعة والضرورية المتمثلة في تأمين الحياة الجامعية وسلمية العمل الجامعي ونبذ العنف داخل الحرم الجامعي وخارجه وتدفعها إلى اختزال الجامعة في سلسلة من التحديات الأمنية وفي ساحة "للتدخل الأمني السريع" والتهديد المستمر بإنزال العقاب وبالإجراءات القمعية وتطبيقها.
حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة – لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن أناشد الرأي العام أن يرفض تزييف الوعي الذي تمارسه حاليا وسائل الإعلام العامة والخاصة التي إما تتجاهل قضايا الجامعات أو تتناولها بمضامين وتراكيب لغوية ورمزية تستدعى من سياق "الحرب على الإرهاب" ويعطل بداخلها النقاش الموضوعي بشأن أولوية المزج بين ملفات الحقوق والحريات والتعبير السلمي الحر عن الرأي والإنصات إلى مطالب الطلاب وأعضاء هئيات التدريس والإداريين وبين ملفات نبذ العنف وتأمين الجامعة ومحاسبة الخارجين على القانون والأدوار المخولة لشركات التأمين الخاصة والصلاحيات المحددة الممنوحة لهم.
حق لنا أن نطالب بجامعة مصرية مستقلة ومتقدمة – لذلك ومن أجل صالح المواطن والوطن استصرخكم أن تجعلوا الجامعات ساحات للحوار ولنبذ العنف وللتعبير السلمي الحر عن الرأي ولإيجاد حلول فعلية لأزمات الدولة والمجتمع كما تتبدى داخل الحرم الجامعي.
غدا هامش جديد للديمقراطية في مصر

فيديو رائع يكشف ابشع مهازل القضاء المصري


‎‎منشور‎ by Ultras Morsian.‎


فيديو خطير يكشف جرائم اجهزة امن الانقلاب

‎‎منشور‎ by Ultras Morsian.‎


سيد أمين يكتب :"نخبجية" الغباء

أخشى أن يأتي يوم نقرأ فيه إعلاناً في الصحف، يعبر فيه المعلن عن حاجته الماسة والعاجلة إلى شخص يشغل منصبا مرموقاً في البلاد، يتصل بتوجيه وإرشاد وتثقيف الناس، ويشترط المعلن في مواصفات هذا الشخص أن يكون "غبياً" كشرط أساسي، ولا مانع من أن تتوفر فيه مع هذه الصفة أن يكون متبلداً وفاقداً الإحساس وشديد الرعونة والجهالة وقلة الإيمان.
ناهيك عن أنه يشترط أيضا في تفاصيل تلك السمات ألا يكون هذا الشخص ضبط من قبل بالفهم، أو حتى الإقدام عليه، فضلا عن كونه لم يغش الكتابة والقراءة، على الرغم من أنه يحبذ أحاديث المثقفين والثقافة، إلى درجة أنه حتماً، ولابد أن يكون الأعلى صوتاً وقيمةً ومقاماً بينهم، ساعياً إلى ارتداء قناعاتهم، والحديث بلسانهم، الأمر الذي يؤهله لمنطقة ما لا منطق له، وشرعنة ما لا تقبله شريعة أرضية، أو سماوية، وتبرير كل ما يخجل المرء عن تبريره ما لم يبد الإعجاب به.
وفي بند المهام، يوكل لمن تتوفر فيه تلك الشروط مهمة تجهيل الناس، وإسقاط عقولهم في أرجلهم وعواطفهم، في بطونهم وأحلامهم في المراحيض ومقالب القمامة، وجعلهم مجرد كائنات بلا روح، ولا عزيمة، وتحويلهم من موتى فوق الأرض إلى موتى تحت الأرض، من دون صخب أو ضجيج، فينتقلون من عذاب عباد الله إلى عذاب رب العباد الذي صرفوا جل حياتهم، من دون خوف منه، وراحوا ينشغلون في حياةٍ، لا تقدم لهم، أو لأحفادهم نجاحاً.
ويقول المعلن أنه سيتم توفير إمكانات جبارة لمن توكل إليه تلك المهمة، ليتسنى له إخراجها بالشكل الأمثل، وطبقا للشروط والمواصفات، ومنها أنه سيوفر له العديد من كبريات وسائل الإعلام، المسموعة والمقروءة والمكتوبة، ذائعة الانتشار من تلك الوسائل التي وضع على رأسها مختارين بعناية، بعد أن اجتازوا الاختبارات بنجاح منقطع النظير، فأنتجوا بما توفر فيهم من مواهب جيلاً كبيراً من الجهلة والأغبياء والانتهازيين.
وأخشى أن يضيف المعلن استعداده لتوفير جيش من أنصاف وأسداس وأرباع المثقفين، ممن يمتلكون شطيرة من مخ من هؤلاء الموضوعين على قمة الهرم الثقافي والفني، حيث سيواصلون عملهم "التنظيري"، مستغلين قدرتهم على "الجدل" و"السفسطة"، وخلط الحابل بالنابل في أذهان العامة، علماً أن هؤلاء يقومون بهذا العمل، من أجل إشباع حاجتهم المتنامية في الشعور بارتفاع تلك الذات الممرغة بالوحل، ولو على حساب مستقبل الناس والحقيقة.
فضلا عن أنه سوف يتم توفير ميزانية ضخمة، للإنفاق على كل ما من شأنه إنجاز تلك المهمة، حيث سيتم الصرف ببذخ على المشخصاتية ولاعبي كرة القدم والعابثين والعابثات، وإظهار أعمالهم وكأنها إنجازات قومية، وكذلك سيتم الإعلاء من شأن كل فعل وقيمة وصنعة خالية من الإبداع والمهارة، ولا يمكن أن تفيد الناس في شيء.
ويضيف المعلن أنه سيغدق بشدة على سعيد الحظ، بحيث سيمنح راتباً يزيد نحو ألف ضعف على أي راتب لأقرانه، ناهيك عما سيمر من تحت المنضدة، ومن خلالها ومن جانبيها، فضلا عن أنه لن يجد من الوقت ما يدبره، لتلبية نداءات الفلاشات والكاميرات والمعجبات والمجاملين والمجاملات والطامحين والطامحات.
نعم يا سادة.. صارت البلادة والغباء هبة كبيرة من الله لعباده في زماننا هذا، فقد اختلطت الأمور، وصار عصيباً على الواحد منا أن يفرق بين الصالح والطالح، أو يجد سببا موضوعياً واحدا، لتفوق الغباء وانتصاره على العقل، أو يرسم طريقاً للباحثين العقلاء، يحدد أوله الذي يقود إلى آخره.
أقول ذلك، وأنا أؤكد أن المثقفين في بلادنا لم يوحدوا شعوبنا، بل زادوا الطين بله، والبعد فرقة، وقطعوا الأوردة المتهتكة، ولم يضمدوها، وارتكبوا من الحماقات ما لم تفعله ذخائر العدو فينا.
أقول ذلك، وأنا أعلم أن المثقف محارب ومنبوذ في بلادنا، بينما يرتدى المخبرون كل أوشحة المعرفة والمال والنفوذ.