العراق ضاعت وسوريا تضييع واليمن ضاعت وانتم تلهثون وراء كراسي الحكم التي تقبعون فوقها منذ عشرات السنين وسط قتل وتشريد ومعاناة عشرات الملايين من المسلمين دون ان تحركوا ساكنا ؟!!!
يا من تدعون انكم حماة السنة واهل السنة، ووانكم حماة الاسلام واهل الاسلام؛ الا تتحركون لإنقاذ عواصم عربية كانت في الزمن الماضي عواصم ومنارات لدولة الخلافة الاسلامية العتيقة .. فهذه بغداد ابتلعتها الطائفية المقيتة وعبث بمصير ملايين السنة والعرب بها العابثون .. فالقتل بالمجان على الهوية ولازال المسلسل مستمر ، وهذه دمشق التي كانت حاضرة الخلافة الاسلامية يوما ما ، دمرتها الطائفية الحاقدة وحولتها اثرا بعد عين وكل يوم يقتل المئات ولا يتحرك القابعون حول البيت الحرام ويتمسحون فيه ويدعون حملهم رسالة الاسلام الى البشرية كذباً.
وها هي صنعاء المتاخمة لقصوركم والتي تقف على مرمى حجر من بلادكم التي اختذلوها لتكون على اسم اسرة واحدة من بين مئات الاسر العريقة ببلدكم ، وان شئت فقل بلاد الحجاز .. صنعاء يبتلعها الحوثيون يوما بعد يوم .. يقتلون ويسلبون وينهبون ويطمعون في السيطرة على بلاد الحكمة كما طمع غيرهم في العواصم شقيقاتها دمشق وبغداد دون ان يقف في طريقهم احد .. فهل ينتظر آل سعود حتى تدخل عليهم عصابات الحوثي بخيلهم ورجلهم ويعبثون في بلاد الحجاز؟!!
وقبل ذلك كله هذه هي قاهرة المعز التي دوما تقود الامة الاسلامية الى الصعود والتقدم اذا ملكت حريتها ونفضت عن كاهل شعبها وابنائها وعلمائها وجنودها غبار العبودية والاستبداد والتبعية والعمالة .. وقد تطلع شعب مصر الى الخلاص واراد الله ان تكون ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى تقود بعدها مصر الامة الى افاق التحرر والنهوض والاستقلال الحقيقي وجاء رئيسا منتخبا لمصر واعلن وقوفه مع ثورة الشعب السوري ووضع يده بيد ثوار ليبيا لكي تنهض الامة الليبية وتتخذ الحرية والدمقراطية سبيلا وفتح الخطوط مع الثورة التونسية ومدت تركيا يدها لهذه الشعوب الثائرة لكي تنعم بالحرية والديمقراطية والتقدم مع عهد جديد في ظل الربيع العربي!! .. ولكن آل سعود وتوابعهم لم يروقهم ذلك فتآمروا على مصر وشعب مصر ورئيس مصر وانفقوا عشرات المليارات لذبح المصريين وهاهم ينفقون المزيد لذبح الليبيين، كما انفقوا من قبل لذبح مليون جزائري على يد العسكر في الجزائر عقب نتيجة انتخابات 1992 التي اكتسحتها الجبهة الاسلامية بالجزائر.
وهاهم تفضحهم تسريبات الاعلام الصهيوني التي تؤكد على انهم صاروا حلفاء اسرائيل واصدقاء لها، وقد اشاد مرارا الصهيوني القاتل نتنياهو بانه خرج من الحرب الاخيرة بحلف عربي لم يعد يرى اسرائيل عدوا ( يضم السعودية والامارات والخائن الانقلابي السيسي وغيرهم) وقد تكفلوا – السعودية والامارات- بتحمل تكلفة ذبح اكثر من ثلاثة الاف فلسطيني من ابناء غزة على يد الصهاينة دون حمرة من خجل على وجوه القوم .. وهاهم اليوم يعلنون تحمل نفقات ضرب وقتل الالاف من المسلمين السنة في سوريا والعراق على يد تحالف الصليبية العالمية التي يقودها اوباما على خطى بوش الابن غير ان الاخير لم يصرح بانها حربا صليبية جديدة وان كان يمارسها برعاية حماة الاسلام من اهل السنة آل سعود وبملياراتهم في الوقت الذي لم تمس محافظة شيعية واحدة في العراق بسوء ولم يمس القاتل بشار الاسد الطائفي الدموي ونظامه كذلك بأذى.
يا حكام المملكة .. يا آل سعود لقد فضحت الاحداث تامركم على كل قيمة نبيلة، وعلى كل تعاليم الاسلام وانتم جعل الله بين ايديكم امانة لم تحافظوا عليها ولم ترعوها حق رعايتها ، واغدق عليكم من نعمه بفضل هذا البيت الطاهر وهذا الحرم الشريف من الثروات المتنوعة والاموال وفاضت الخيرات من باطن الارض ومن ظاهرها وانتم كما انتم لا تتحرك فيكم النخوة إلا في اطار الاعتداء على الاسلام وقيم الاسلام والشعوب المسلمة التي تعاني لتزيدوا معاناتهم من اجل استمراركم في كراسي الحكم ليس الا لا حرمة لدين ولا لكتاب ولا لمقدسات.
يا آل سعود انكم راس الحربة للاسف في كل ما يحاك ضد المسلمين؛ وبايديكم وملياراتكم وتأمركم تقهرون الشعوب المسلمة ، ثم تتشدقون في خطبكم الرنانة بان الاسلام دين قدس الحرية وجعلها في صدارة ما دعا اليه بني البشر ، وانه عندما جاء محمد بن عبد الله – الذي تتمسحون انتم فيه وهو برئ من افعالكم – ودعا البشرية الى الحرية .. في كل امور عيشهم ومعاشهم بكافة المجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتعليم والثقافة .. وفي كل شيء ، كما سوى بين السادة والعبيد في الوقوف امام الملك الجبار في الصلاة في صف واحد وفي الطواف لرب واحد .. وهو من قال في كتابه العزيز وعلم الانسانية كلها : { من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} فكيف لكم تنفقون المليارات من اموال الامة المسلمة للقضاء على كل معنى ايجابي وجميل تتميز به الامة المسلمة .. اليس منكم رجل رشيد يعيد التفكير في المشهد ويقف الى جانب الحق ويكف الاذى عن الشعوب المسلمة السنية على وجه الخصوص ؟!!!
يا علماء السنة انظروا الى حوزات ومراجع الشيعة الذين يتولون ادارة الدفة .. فيخططوا وينفذوا ويكتسبون القوة المذهبية وذلك نتيجة لتخاذل علماء العرب السنة في مجملهم لاسيما علماء السلطان .. فضيعتم العراق وتضيعون سوريا ومعهما مصر وستلحق بهم جميعا صنعاء وطرابلس في طريقها ومن قبلهم ضاعت لبنان ..
يا حكام المملكة واعوانكم عليكم ان تدركوا انكم لن تفلحوا وصدق الله العظيم {أن الله لا يصلح عمل المفسدين } و ستطالكم النيران التي تشعلونها هنا وهناك وستصيبكم اللعنات ودعوات اهالي المقتولين والمسجونين والمطاردين بسببكم ، وان المؤامرات التي تحيكونها والخيانات التي ترتكبونها بحق الشعوب العربية المقهورة والمظلومة والمغلوب على امرها بفعلكم سوف ينقلب سحرها عليكم .
يا حكام المملكة .. باموالكم هذه صرتم لعنة على الامة وسيعاقبكم الله على ما تفعلون .. فراجعوا انفسكم واعيدوا التفكير وبدلوا المواقف حتى يرضى عنكم رب العباد في المقام الاول، وحتى تتوقف عنكم لعنات الشعوب المقهورة التي تزدحم ابواب السماء بها موجهة اليكم بالاسم ..
يا حكام المملكة .. لازالت امامكم الفرصة سانحة ما دام فيكم عرق ينبض والتوبة يقبلها الله مالم تغرغروا .. لعل الله ان يجعل منكم من يستمع لمثل هذه النصائح او يشرح قلوب بعضكم للتصدي لمثل هذه المؤامرات حتى تتوقف عنهم اللعنات !!. لقد ترددت كثيرا في الكتابة .. ولكننا لا خير فينا ان لم نقلها .. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد .