17 سبتمبر 2014

صحفي اسرائيلى : بعد 36 عاما على كامب ديفيد.. رئيس مصر يري في اسرائيل حليفا استراتيجيا

أنور السادات, مناحم بيجن وجيمي كارتر في كامب ديفيد (Wikipedia)

في هذا اليوم تحديدًا، قبل 36 عامًا، حدث تطوّر كبير في تاريخ الشرق الأوسط المليء بالأحداث، وذلك حين وقّعت القوّتان العظميان في الشرق الأوسط، إسرائيل ومصر، في كامب ديفيد الأمريكية على الاتفاق الإطاري للسلام بين الدولتين.
خلال 36 عامًا مرّت من ذلك الحين، كان السلام بين إسرائيل ومصر بين صعود وهبوط، ولكن المصلحة القوية لكلا البلدين في الحفاظ على الاستقرار حافظ على السلام، وفي الأيام التي شهد فيها الشرق الأوسط الكثير من الاضطرابات، فإنّ أحد الأمور الأكثر استقرارًا في المنطقة هو السلام الإسرائيلي - المصري.

السادات يزور إسرائيل

حتى موعد توقيع الاتفاقية، كانت إسرائيل ومصر عدوّتين مريرتين وقاسيتين. منذ إعلان استقلال دولة إسرائيل عام 1948، نشأت بين إسرائيل ومصر معارك وحروب قاسية ومريرة، وعلى رأسها حروب 1948، 1967 و 1973. كان التوتّر على الحُدود الإسرائيلية - المصرية كبيرًا، دفع الجنود بل والمدنيّون حياتهم خلال الحروب وبينها، واضطرّت الدولتان إلى استثمار موارد كبيرة للحفاظ على الحُدود غير المستقرّة، من أجل حماية أراضيهما.
جاء التحوّل الدراماتيكي في العلاقات بين البلدين مع تصريحات علنية في تشرين الثاني عام 1977 لزعيميّ كلا الدولتين، أنور السادات ومناحم بيجن، حول نيّة السادات بزيارة إسرائيل. بعد عدة أيام من ذلك، هبط السادات في إسرائيل وتلقّى ترحيبًا حارّا من بيجن، وبدأ الاثنان فورًا بالتفاوض للتوصّل إلى اتفاق دائم.
صاحبت المفاوضات صعوبات كثيرة، وفي النهاية، في 17 أيلول عام 1978، وقّع كلا الطرفين على اتفاقية كامب ديفيد، التي كانت الاتفاق الإطاري للسلام. بعد عشرة أيام من ذلك وافق الكنيست الإسرائيلي على الاتفاقية، وبعد نحو نصف عام من ذلك، في آذار 1979، وقّع كلا الزعيمين على اتفاقية السلام التاريخية.
مناحيم بيغن وأنور السادات في حفل توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلة المصرية (AFP)

تداعيات الاتفاقية

كسب كلا الطرفين كثيرًا من الاتفاقية. تتلقّى مصر، منذ توقيع الاتفاقية وحتى اليوم، معونة اقتصادية وعسكرية على نطاق هائل من الولايات المتحدة، والتي لا يتوقّف تدفّقها للحظة وتشكّل بالنسبة للبلد أنبوب أكسجين مهمّا جدّا.
كل من إسرائيل ومصر، خصّصت - تدريجيّا - موارد أقلّ من أجل الحفاظ على الحدود المتوترة. خلال 30 عامًا من استقلال إسرائيل خاض الطرفان كما ذكرنا ثلاثة حروب صعبة بالإضافة إلى القتال الذي لا يتوقف، ممّا أدى إلى زيادة التوتّر وعدم الاستقرار على الحدود وتطلّب من الدولتين تخصيص موارد كبيرة للحفاظ عليها، والتي تشمل من بين أمور أخرى دماء أبنائهم.
وبالطبع، قبل كلّ شيء، كانت شبه جزيرة سيناء. 61,000 كيلومتر مربع (تقريبًا 3 أضعاف مساحة إسرائيل)، والتي قامت إسرائيل باحتلالها خلال حرب 1967، تمّت إعادتها إلى مصر. ومن أجل ذلك اضطرّت إسرائيل إلى إخلاء عدد من البلدات الإسرائيلية، التي أقيمت على أراضي سيناء.
فتحت اتفاقية السلام أيضًا السياحة الإسرائيلية إلى مصر. سافر العديد من الإسرائيليين للسياحة في المواقع التاريخية في مصر بالإضافة إلى القاهرة، واعتاد العديد من الإسرائيليين كذلك على قضاء عطلة في سيناء الهادئة. ولكن في عام 2004 جرت سلسلة من الهجمات الإرهابية ضدّ إسرائيليين في سيناء، وقلّصت تدريجيّا من عدد السياح الإسرائيليين في سيناء، وصولا إلى درجة صفرية كما هو الحال اليوم.
شبه جزيرة سيناء (Wikipedia)

عهد جديد
حدّدت اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر عهدًا جديدًا في الشرق الأوسط. لن يقاتِل الجيشيْن الأكبر في المنطقة بعضهما البعض بعد ذلك. لقد تمّ توقيع الاتفاقية بين زعيمين قويّين، وبدأت بالتعرّض للتجارب الحقيقية بعد أن أخلى هؤلاء الساحة الدولية.
المرة الأولى التي تمّ فيها تجريب الاتفاقية هي في فترة الحرب بين إسرائيل ولبنان عام 1982. تمّ تفعيل ضغوط كبيرة جدّا على الرئيس المصري، حسني مبارك، مع اندلاع الحرب، والذي حلّ مكان السادات الذي اغتيل، من أجل إلغاء اتفاقية السلام. لقد وضعت اضطرابات أخرى في المنطقة أيضًا، مثل الانتفاضة الفلسطينية، الاتفاقية قيد الاختبار.
ومع ذلك، فإنّ اتفاقية السلام كانت "اتفاقية حديدية" بالنسبة لكلتا الدولتين. حتى في الفترة التي سيطر فيها الإخوان المسلمون في مصر، احترم محمد مرسي الاتفاقية وأدار اتصالات غير مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية.
وقد أثبتت الوساطة المصرية بشكل أساسي خلال عملية "الجرف الصامد"، والتي تمّت في الصيف الأخير، بشكل قاطع أنّ الرئيس الحالي لمصر، عبد الفتّاح السيسي، يرى في إسرائيل أكثر من مجرد صديق إقليمي. علاوة على ذلك، فخلال المحادثات بين الجانبَين الإسرائيلي والفلسطيني سُمع الكثير من الشكاوى من قبل الفلسطينيين بأنّ السيسي في الواقع "منحاز" لصالح الإسرائيليين.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (EBRAHIM HAMID / AFP)

اليوم
اليوم، بعد 36 عامًا من توقيع اتفاقية كامب ديفيد، من الواقع دون شكّ أنّ اتفاقية السلام تخدم كلا الطرفين، ولديهما مصلحة واضحة في الحفاظ عليها. إنّ الوضع الاقتصادي في مصر صعب جدّا اليوم، وهي لا يمكن أن تسمح لنفسها بتخصيص موارد لحروب لا داعي لها. بالإضافة إلى ذلك، في الأيام التي ليبيا فيها محطّمة، والسودان مقسّمة وقطاع غزة هو مكان يتعرّض للضرب وميؤوس منه، فإنّ مصر في أمسّ الحاجة إلى الاستقرار وإلى الأصدقاء الأقوياء بجانبها، مثل إسرائيل.
وهناك جوانب سلبية للاتفاقية أيضًا. يعتبر السلام سلامًا "باردًا"، لأنّه لا يشمل بداخله تعاونًا ثقافيًّا ومبادرات اقتصادية مشتركة. لا يزال الكثير من المثقّفين المصريين يقاطعون إسرائيل. ليس هناك سيّاح مصريّون في إسرائيل وتغطّي وسائل الإعلام المصرية إسرائيل في غالب الأحيان بشكل عدائيّ وليس موضوعيّا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك نظريّات تقول إنّه وفقًا للإسلام، فليس هذا سلامًا دائمًا وإنما هدنة طويلة الأمد. ولكن، كلّما مرّت السنين وتم الحفاظ على الاستقرار، ازدادت بذلك قوة الاتفاقية وتراجعت احتمالات إلغائها.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الاتفاقية نجاحًا كبيرًا جدًا. أدّت الاتفاقية - التي أنهت تمامًا حالة الحرب بين البلدين - بالدرجة الأولى إلى إنقاذ حياة الآلاف، إنْ لم يكن عشرات الآلاف من الناس، من الجانبين معًا. باستثناء حوادث قليلة لانتهاكات محليّة في إطلاق النار، والتي نشأت عن مبادرات فردية مع قضايا شخصية ما، فإنّ كلا الطرفين يلتزم بالحفاظ على الهدوء والأمن المتبادل.
يسير الكثير من الناس اليوم في شوارع القاهرة وتل أبيب، دون أن يعرفوا بأنّهم يمارسون حياتهم اليومية، وأنهم على قيد الحياة، بفضل اتفاقية السلام. ولكن كما ذكرنا، فإنّه سلام "بارد"، على الرغم من أنه في الأيام التي يمرّ فيها الشرق الأوسط باضطرابات كثيرة، يمكن تعريف الحفاظ على الهدوء والسلام بين إسرائيل ومصر باعتباره أحد الأمور الأكثر استقرارًا في الشرق الأوسط.

صحف اسرائيلية : دراسة بريطانية تؤكد أن الحجاب يحسّن صورة المرأة الذاتية

صورة توضيحية (Thinkstock)

تشير نتائج دراسة جديدة أجريتْ في بريطانيا إلى أنّ النساء البريطانيّات اللواتي اعتدن على ارتداء الحجاب هنّ أقلّ تأثّرًا من الجمال المثالي في وسائل الإعلام ويشعرن باكتفاء أكثر من مظهرهنّ
تشير نتائج دراسة جديدة نُشرتْ في المجلة العلمية British Journal of Psychology في شهر آب إلى أنّ النساء البريطانيّات اللواتي اعتدن على ارتداء الحجاب بلّغن عن صورة ذاتية أكثر إيجابية، وكنَّ أقل قلقًا بخصوص وزنهنّ وأقلّ تأثّرًا من الجمال المثالي المعروضين في وسائل الإعلام الغربية.
حاول الباحثون من جامعة وستمنستر في بريطانيا تحديد العادات التي يمكن أن تساعد النساء على التكيّف مع الحياة في مجتمع يشجّع النظرة الذاتية السلبية.
حسب كلامهم، فإنّ القلق بخصوص المظهر والصورة الذاتية يعتبر تجارب معيارية، ولذلك يبحث العلماء عن العوامل التي تحمي من هذه المخاوف، ليكون بالإمكان تنفيذها في برامج لتعزيز الصورة الذاتية الإيجابية.
الحجاب كأداة زينة. عرض أزياء في إطار مهرجان أزياء إسلامي في أسبوع الموضة في كوالالمبور، ماليزيا (AFP)

لاحظ العلماء أنّه في دراسات سابقة تم تحديد عادات وآراء يمكنها منع صورة ذاتية سلبية، من بينها الهوية النسوية، والانخراط في الرقص والرياضة. بالإضافة إلى ذلك، فقد نُشرتْ في السنوات الأخيرة دراسات ذكرتْ أنّ الفتيات اللواتي ذكرنَ بأنّهن يعتقدنَ أنّ الله يحبّهنّ شعرنَ بارتياح أكبر إزاء مظهرهنّ مقارنة بفتيات متديّنات أخريات.
كانت التجربة الحالية هي الأولى التي ربطت بين اللباس الإسلامي التقليدي والموضوع. شاركت في التجربة نحو 600 امرأة مسلمة من لندن، تتراوح أعمارهنّ بين 18 - 70، جميعهنّ ولدنَ في بريطانيا من أصول بنغالية، بنغلادشية، باكستانية، هندية وعربية. طُلب من النساء الردّ على سلسلة من الأسئلة، بما في ذلك عدد مرات الظهور في الأماكن العامة مع الملابس والحجاب التي تفضّلنها (النقاب، البرقع، الأميرة، الحجاب، الشادور (العباءة)، أو حجاب من نوع آخر). بعد ذلك، أعطيتْ النساء صورًا تعرض بُنى أجسام مختلفة، وطُلب منهنّ الإشارة إلى بنية جسمهنّ وبنية الجسم التي كنّ يرغبنَ بها. أجابت النساء، ومعظمهنّ عازبات، عن سلسلة من الأسئلة التي تهدف إلى التعرّف على درجة الرضا التي يشعرن بها إزاء أجسامهنّ، طموحهنّ لإنقاص الوزن، شعور الراحة لديهنّ في المجتمع، وتأثير عرض النساء في وسائل الإعلام على تقديرهنّ لذواتهنّ.
امراة ترتدي النقاب (AFP)

أشار الباحثون - بحسب تقديرهم - إلى أنّ الدراسات السابقة التي قارنت بين النساء اللواتي يرتدين الحجاب والنساء غير المسلمات والعلمانيات قد تجاهلتْ التأثير المهمّ للهوية الإسلامية في الغرب، ولذلك قرّروا دراسة الاختلافات بين النساء المسلمات اللواتي اعتدن على ارتداء الحجاب والنساء المسلمات الأخريات. وجد الباحثون أنّ النساء اللواتي ذكرن بأنّهن يرتدين الحجاب؛ كنَّ راضيات أكثر عن أجسامهنّ، وبلّغنَ بشكل أقلّ عن مخاوف اجتماعية متعلّقة بالمظهر، كما وكنَّ أقلّ عرضة للضغوط من الجمال المثالي، طمحنَ بشكل أقلّ إلى بنية جسم نحيفة ولم يؤسّسن تقييمهن الذاتي لأنفسهنّ بناء على المظهر الخارجي.
مع ذلك، أشار الباحثون إلى أنّ الحجاب يمكن أن يُستخدم كقمع جنساني في مجتمعات معيّنة، وأنّ النساء اللواتي يرتدين الحجاب في الغرب يعانين من التمييز، ممّا يمكن أن يضرّ بصورتهن الذاتية، وأن يضعف التأثير الإيجابي للحجاب. وهكذا، فإنّهم يشيرون إلى الدراسة السابقة، التي تنصّ على أنّ الرجال في بريطانيا ينظرون إلى النساء المحجّبات كأقلّ جاذبيّة وذكاء، شعبية اجتماعية وكفاءة.

العالم النووي "أبو شادي": سأغادر مصر لأن قوى الشر أقوى


قرر العالم النووي المصرى، الدكتور يسرى أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، مغادرة مصر، مرجعًا ذلك إلى إصابته باليأس، بعد وقف المشروع النووي، والذي كان مقررًا تنفيذه بمنطقة الضبعة.
وكتب أبو شادي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك":"غدًا أغادر مصرنا الحبيبة للخارج، بعد أن حاولت ما استطيع أن أساعد للتخلص من أكبر كارثة تهدد الشعب المصري في حاضره ومستقبله وهي عدم توافر الطاقة والكهرباء والمياه وهي عناصر الحياة والنمو". وأضاف: "أعترف آسفًا أن قوي الشر كانت أقوى سواء في الخارج أو الداخل واستطاعت أن توقف المشروع النووي دون أسباب واضحة". واختتم قائلاً:" أغادر وضميري مستريح لأني لم أقصر في إيصال صوتي ورسائلي للشعب ولكافة المسئولين من رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء للوزراء المسئولين لقواتنا المسلحة وغيرهم". وكان مرجحًا إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي البدء في تنفيذ المشروع النووي بالضبعة، بعد وصوله إلى السلطة في يونيو الماضي كما ذكرت تقارير صحفية وقتذاك، من خلال الدعوة لاجتماع المجلس الأعلى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، لطرح المشروع فى مناقصة عامة. وكانت التقديرات تشير إلى أن تكلفة إنشاء المفاعل النووي في منطقة الضبعة حوالي 4 مليارات دولار، ومن شأنه أن يوفر لمصر سنويًا مليار دولار من مصروفات الطاقة وتكفي الطاقة المنتجة منه نصف استهلاك مصر من الطاقة. وأكد الدكتور إبراهيم العسيري المتحدث باسم هيئة المحطات النووية في يونيو الماضي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيصدر قرارًا جمهوريًا بالبدء فى مشروع الضبعة النووي، وأضاف أن البدء فى إنشاء أول محطة نووية ستوفر للدولة 8مليارات دولار، إلا أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن أية إجراءات فعلية لتنفيذ المشروع.

"ديلي بيست": علماءُ المسلمين باتوا أبواقا لحكوماتِهِم القمعية لا نصيرا للحق

كتب محمد جمال عرفة
قالت مجلة "الديلى بيست": "إن علماء المسلمين باتوا اليوم – بعد الثورات المضادة - أبواقا لحكوماتهم القمعية لا نصيرا للحق، وأن السياسات القمعيّة، هى المسئولة عن إنتاجِ التطرُّفِ فى الشرق الأوسط.
واعتبرت المجلة – فى تقرير نشرته اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 بعنوان:the Arab World Must Promote Political and Religious Reforms مؤتمر مكافحة الإرهاب الذى عقد الأسبوع الماضى فى جدة بأنه "مؤتمر الفرصة الضائعة"؛ لأنه لم يكن أى من المشاركين ممثلًا لصوت مستقل، ديمقراطى، أو منتقد فى الشرق الأوسط، وبدلًا من ذلك، كان علماء المسلمين الذين شاركوا فى المؤتمر معظمهم أصواتًا لحكوماتهم، والتى تدين كل صوت معارض على أنه إرهابىّ.
وقالت: "إن الحكومة المصرية تُساهم فى ارتفاع التطرف؛ لأن سياسة القاهرة فى سحق الإخوان المسلمين تبين أن عبد الفتاح السيسى، لم يقرأ التاريخ بشكلٍ كافٍ، وأن سياسة القبضة الحديدية التى تصف أى معارض بالإرهابى، لن تؤدى إلا إلى خلق درجة أعلى من التطرف داخل الحركة.
وقالت: "إن هناك ما لا يقل عن 20 ألفًا من أعضاء جماعة الإخوان مهملون من العالم بعيدًا فى السجون المصرية، ينتظرون حكمًا بالإعدام شنقًا، وغالبًا ما يتعرضون لتعذيبٍ مروعٍ تصبح معه الرصاصةُ فى مذبحة رابعة نوعًا من الحظ الجيد، وهذا الوضع مشابه جدًّا للظروف التى أنتجت القيادى البارز فى تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى، فى الثمانينيات".
وقالت: "إن السبب الأساسى لإنتاج التطرف فى العالم العربى يكمن فى ثقافة الإقصاء السياسى القمعية، إلى جانب التعصب الدينى، والأمر متروكٌ للولايات المتحدة أن تفعل المزيدَ؛ لتشجيع سياسة شاملة فى الدول العربية، كما فعلت مؤخرًا فى العراق، عندما أجبرت المالكى على التنازل عن مكتب رئيس الوزراء؛ بسبب سياساته الخاطئة".
ودعت الولايات المتحدة لإعادة النظر فى سياساتها فى منطقة الشرق الأوسط، سواء فى السعودية أو فى ضرورة الضغط على حكام مصر؛ للتخلّى عن مطاردة جماعة الإخوان المسلمين، وإجراء الإصلاحات السياسية التى تؤدى فى النهاية إلى تبنى عقد اجتماعى جديد فى هذه الدول، يمثل كل مجموعات السكان ويحميهم؛ لأن هذه هى الاستراتيجية الفعّالة لمكافحة الإرهاب.
وشددت المجلة على أن الولايات المتحدة لا تتعلم من أخطائها، وأن واشنطن تعرف اليوم أن تجاهل حكومات المنطقة للأقلية السنية، فى حالة العراق، أو الأغلبية السنية، فى حالة سوريا، يعد تهديدًا للأمن الوطنى الأمريكى، وكلما كانت مستبعدة أكثر من قبل حكوماتها، كلما خلق ذلك بيئة خصبةً أكثر لازدهار الجهاديين السنة.
وقالت: "إن مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب لم يتعرض لهذا المرض الشامل فى العالم العربى. عبر جميع أنحاء المنطقة، هناك لعبة سياسية محصلتها صفر، تغذى فقط صعود التطرف".
وختمت بقولها: "إن الحل، هو فى دعم الجماعات التى تدعو بنشاطٍ لثقافةِ الديمقراطية وقيمها فى جميع أنحاء العالم العربى، ولكن هذا لن يحدث "إذا ما بقى الغرب يختار باستمرار دعم الحكام العسكريين والمستبدين والطغاة جيلًا بعد

شهادات استثمار قناة "الفنكوش" قبلة الحياة لعودة رجال المخلوع

قال صالح حسب الله، الكاتب والمحامى، إنه بعد إعلان قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسى عن شهادات استثمار قناة السويس وصلت خلال أيام قليلة وبسرعة رهيبة بل ومخيفة قيمة الشهادات 61 مليار جنيه لأن هذه الشهادات أعطت قبلة الحياة لرجال أعمال المخلوع حسني مبارك للظهور على الساحة السياسية بصورة الأبطال. 
وأضاف حسب الله – في تصريحات صحفية - أن قانون مكافحة غسيل الأموال رقم 80 وتعديلاته واللائحة التنفيذية لهذا القانون والتى مفادها أنه لا يقبل أى مبالغ مالية تتجاوز 30 ألف جنيه دون الإفصاح عن مصدرها بالنسبة للمصريين وبالنسبة للأجانب ما قيمته 10 آلاف دولار أمريكى دون تحديد مصدرها، ومع الأسف الشديد طالعتنا الصحف عن فرنسية من أصل مصرى اشترت بمبلغ 2 مليون جنيه شهادات استثمار، دون أن نعرف مصدر هذه الأموال هذا على سبيل المثال لا الحصر. وأشار حسب الله، إلى أن هذه الشهادات هى الباب الخلفى لغسيل أموال رجال أعمال مبارك وإصباغ صفة الشرعية على أموالهم التى جمعوها فى عهد مبارك من دم الشعب وبتجويع الشعب أو الاتجار فى المخدرات أو تجارة السلاح، أو التجارة فى الأعضاء البشرية أو ربما التجارة بالشعب ذاته.  وأوضح حسب الله، أن هذه الشهادات بما عليها من شبهات قد تجعل مصر تحت طائلة العقوبات الاقتصادية وفقا للقانون الدولى الذى جرم بل وكافح جرائم غسيل الأموال دوليًا.

رسالة نارية من أحمد ماهر من داخل محبسه بسجن طرة

مر عام وبدأ الثاني، سنة السجن يتم حسابها بـ 9 أشهر وقد مر على حبسي 10 أشهر، مرت الأيام سريعاً، الحكم كان سريعاً.. بعد 20 يوم فقط بعد أن قمت بتسليم نفسي لنيابة عابدين امتثالا لأمر التحقيق معي بتهمة التحريض على تظاهرة مجلس الشورى، تم اخلاء سبيلي من هذه القضية بطريقة غامضة ولكن لم يتم تنفيذ القرار لسبب اكثر غموضا وتم تلفيق تهمة جديدة وهي التظاهر خارج محكمة عابدين اثناء تسليم نفسي للنيابة!!، وسريعا وخلال أيام صدر الحكم بالحبس 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه ومراقبة 3 سنوات بعد انقضاء مدة الحبس.. وتأتي جلسة استئناف الحكم سريعا لتاكد نفس الحكم مرة اخرى.. وتم تقديم اجراءات الطعن وتمر الشهور دون ان تحدد له جلسة و يبدو انه سيتأخر كثيرا وربما يتم تحديد موعد للنقض بعد انتهاء المدة كاملة..
فمن الواضح ان من بيده الحل لا يريد الحل ، فاذا كان يريد فكانت حُلت منذ زمن فلاتزال توجد 1000 طريقة وطريقة للحل ووقف المعركة مع الشباب .. إن ارادوا ذلك.
لا تهتم السلطة بهؤلاء الالاف القابعين في السجون على خلفية قانون التظاهر، لا تهتم تلك السلطة العسكرية الامنية بمن فقد وظيفته ومصدر رزقه بعد حبسه، محروما من اسرته وابنائه لا يعنيهم ان في السجون الآلاف من الأطباء والمهندسين والمدرسين والصحفيين وأساتذة الجامعة والطلاب المتفوقين وخيرة أبناء الوطن.
بغض النظر عن انه يتم حبس هؤلاء في وقت تحتاج فيه لتلك الكفاءات وكافة المجالات لكن أيضا هؤلاء المحبوسين لديهم أسر وعائلات ومسئوليات و دخل انقطع من بعد دخولهم السجن، فالناشط السياسي ليس مهنة بل هو اهتمام بالشأن السياسي.
ولكن كل هذا أيضاً لا يهم النظام الحاكم والسلطة الحالية، فالاهم عندهم هو إستقرار الحكم لهم مهما كذبوا أو قتلوا وشردوا العائلات والاطفال، انهم يلفقون التهم ويحبسون ويكذبون وهم يعلمون انهم يكذبون، هم واجهزتهم التي تدعي السيادية وإعلامهم ومذيعيهم يقومون بالكذب والتشويه والاغتيال المعنوي كل يوم بدم بارد، لا يهمهم عدد المحبوسين على خلفية قانون التظاهر ولا يهمهم ظروفهم وظروف عائلاتهم، حتى شعارات الحرب على الارهاب المزعومة ما هي إلا شعارات وتمثيليات من أجل مزيد من القمع ومزيد من الاستحواذ على السلطة، فما علاقة الارهاب بالتظاهر السلمي لشباب لا يملك سوى التعبير عن وجهة نظره بسلميه.
واليوم استنفذنا كل وسائلنا لإزالة ذلك الظلم الواقع علينا، فالقضاء يعمل بتعليمات من السلطة التنفيذية، والسلطة لا ترغب في أي تهدئة مع الشباب ورفضت دوائر الحكم كل النصائح بعدم توسيع المعارك مع الشباب فذلك النظام السلطوي المستبد ذو العقلية الامنية العسكرية لا يفهم أي لغة للحوار ولا يقبل أي معارضه أو حتى النصح أو أي مساعي للتهدئة وتقليل الجبهات.
فاليوم ليس لنا إلا معركة الأمعاء الخاوية، فلا نملك إلا الجسد لنناضل به لكشف الظلم عنا، فما فائدة الجسد في ذلك الظلم والهوان والمهانة، وما فائدة الحياة وانا معزول عن الحياة بعيد عن اسرتي واهلي وابنائي، تتخبط اسرتي في مصاعب الحياة في عالم آخر خارج السجن. وما فائدة الحياة في ظل الاحساس بالعجز؟ العجز حتى في أن أوفر لأبنائي تعليم جيد أو حياة عادية، ان اجالس والدتي في مرضها، ان اعيش لحظات حزنهم وفرحهم.. لا خيار لي بعد أن ضاقت السبل واستنفذت كل المحاولات القانونية واستنفذ الغير كل سبل الحوار والسياسة والنصيحة.
لذلك قررت انا أحمد ماهر المحبوس بسجن ليمان طره الدخول في اضراب كلي عن الطعام ابتداء من اليوم الاثنين 15-9-2014 وادعو كل من تم حبسه على خلفية قانون التظاهر او وقع عليه ظلمه ان يشارك معنا في معركة الأمعاء الخاوية .. جبنا اخرنا
م/ أحمد ماهر
سجن ليمان طره

نظام عربي «مركوب» وكومبارس في مسلسل «داعش»

بسام البدارين
الفارق كبير وواضح بين السهر والحرص على إستدعاء قوات برية تشتبك مع تنظيمات متطرفة في سوريا والعراق وبين العوائد التي يمكن أن يجنيها الأمريكيون وغيرهم من خلال إشغالنا في الأمة العربية مجددا بقصة «داعش» والإستثمار فيها سياسيا وأمنيا للإسترسال في إرهاق المنطقة وشعوبها وممارسة عملية «إبتزاز» متجددة.
مفارقة كبيرة جدا لا يمكن تجاهلها ترصدها تقارير الزميلرائد صالحة من واشنطن في «القدس العربي» حيث يكتفي الأمريكيون بغارات جوية مما يدلل على أن الإستثمار في قصة التحالف أبعد وأعمق من قصة داعش نفسها وشقيقاتها فيما يصر العرب على الإشتباك البري ودخول قوات برية أجنبية للإشتباك مع التنظيمات في العراقوسوريا.
لا أعرف سببا لتكرس ذهنية الإستعانة عسكريا بالأجنبي مقابل المال ودفع التكاليف والصراعات العسكرية التي يرهقنا فيها الغرب وهو ينهب ثروات المنطقة هدفها الأعمق إبتزاز المال العربي أكثر كلما كان الأمر ممكنا.
تنظيمات داعش موجودة في الواقع العراقي منذ عدة سنوات وسبق ان إرتكبت تصرفات أثارت الكثير من الإعتراض والتساؤل خصوصا وان طابعها كان جرميا في بعض الأحيان …طوال هذه السنوات لم تتحرك الإدارة الأمريكية ولا المجتمع الدولي ولم يتحدث أحد عن تحالفات من أي نوع لأن تصرفات داعش برأيي الشخصي كان مقصودا لها أن تنمو وتثير ما أثارته من ضجة وهلع وتناقضات في جسد الأمة العربية وحتى بين أنصار التيارات الجهادية أنفسهم وبين كل التيارات الإسلامية وغير الإسلامية.
لا يمكن تبرير أي جريمة خارج القانون وشرعيته والقضاء العادل بكل الأحوال سواء إرتكبها عنصر في داعش أو غيرها أو جندي امريكي او زميل له في جيش حكومة المالكي فالجريمة تبقى جريمة من الناحية البشرية والقانونية لكن «توقيت» بناء التحالف يثير الكثير من التساؤلات بسبب غموضه وخلفياته وحتى بسبب عدم وجود «أجندة واضحة المعالم» لهذا التحالف عند الشركاء أو الأعضاء وتحديدا العرب المتسارعين والمهرولين للعباءة الأمريكية مجددا.
السذج والبسطاء يمكنهم ملاحظة أن واشنطن تحركت بقوة وأسست التحالف الجديد عندما إقتربت داعش من حضنها الكردي الدافىء فقط ..قبل ذلك لم نسمع شيئا عن تحالف او خلافه مما يكرس القناعة بأن الغرب يهتم بثلاث مسائل فقط في منطقتنا لا علاقة لها بحرية الإنسان وحقوقه وبث الديمقراطية وهي إسرائيل والمنطقة الكردية والنفوذ عندهما إضافة للنفط العربي.
لذلك لا يمكنني تخيل بناء التحالف الغامض الجديد بعيدا عن الإعتبارات سالفة الذكر فهو بكل الأحوال رغم الجرائم الطائفية من كل الجهات في سوريا والعراق تحالف ليس الهدف منه بالتأكيد إستقرار المنطقة ولا الإستقرار الأمني في البلدين بقدر ما هو يهدف حصريا ومجددا لإبتزاز النظام العربي الرسمي والشعوب العربية لصالح إسرائيل والمصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية في شمال العراق إضافة لإختلاق اي مبررات ومسوغات للبقاء عسكريا وعبر القوى العسكرية المحضة في أقرب مسافة ممكنة من النفط العربي وحقوله .
العراق لم يعد مستقلا ولا حرا بعد الإحتلال والطريقة التي تمكنت فيها داعش من السيطرة على مدينة الموصل خلال ساعات فقط لا زالت غامضة ومريبة والجيش العراقي الذي ورث نظام صدام حسين ودولة قوية أخفق ولأسباب لا زالت غامضة في منازلة بسيطة نسبيا قبل أن يبتدع الأمريكيون قصة الفشل في برامج التدريب والتأهيل ليبتين بأن العراق الجديد الديمقراطي نهشه الفساد وأن برامج الإحتلال الأمريكية للتدريب عبارة عن فقاعة صابون مما يخصص مساحة مستقبلية للإبتزاز تحت عنوان برامج تدريب وتأهيل بعدما «تعملقت» أخطار داعش المفترضة .
سوريا ايضا تم إفشالها وإماطة امد الصراع فيها وعدم حسمه لصالح مشروع الإبتزاز نفسه فواشنطن ومعها حلفاؤها من «أصدقاء سوريا» تقصدوا تماما خدمة نظام دمشق وإبقاء الشعب السوري وثورته بعيدا عن أي نصر أو حسم للمعركة مما يدلل على الرائحة الإسرائيلية وراء الموقف وعلى أن المطلوب كان إرهاق سوريا وشعبها لسنوات طويلة.
ها نحن اليوم نشاهد فيلما سيطول بالتأكيد على الطريقة الهندية و التركية تحت عنوان التحالف ضد داعش التي أرعبت عدة انظمة عربية قامت أصلا على ثنائية الفساد والإستبداد حيث يتسلل التطرف والتشدد دوما من ثغرات الحواضن الإجتماعية الناقمة بسبب إما تهميش حقوقها الأساسية لصالح طبقات من اللصوص والأوغاد أو الإعتداء عليها لصالح نظريات القمع الأمني .
يعرف الأمريكيون أن فساد الأنظمة في العالم العربي هو المسوغ الأبرز لتسلل التطرف والإحباط والإحتقان لكنهم يسهرون على حماية هذا الفساد بل يشاركون في الفساد نفسه لإبتزاز أموال وثروات المنطقة.
ويعرف الأمريكيون بأن السبب الرئيسي لولادة التطرف والتشدد في المنطقة العربية هو الإرهاب المنظم الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي ضد شعوب المنطقة منذ عقود لكنهم لا يريدون تسجيل وتوثيق هذا الواقع لأن الهدف الأبعد والأعمق لا علاقة له بالضمير البشري ولا حتى بإستقرار المنطقة وإسترخائها.
ويعرف الأمريكيون أيضا بأن تصرفات جنودهم في العراق وسكوتهم لاحقا على الإدارة الطائفية المريضة للعراق الجديد التي إستهدفت أهل السنة شكل حاضنة إجتماعية ولدت من رحمها داعش وغيرها لكنهم لا يريدون الإعتراف بأنهم أفسدوا وأفشلوا العراق العظيم وفرقوا بين شعبه وزرعوا بإيديهم فتنة كبيرة بين أبناء الشعب الواحد وأكبر دليل على ذلك ما حصل من جنودهم في سجن أبو غريب وحل الجيش العراقي القديم وقانون إجتثاث حزب البعث.
أرى ان التحالف الجديد عبارة عن إستمرار لعملية الإبتزاز التاريخية للنظام العربي الرسمي المرعوب أو المركوب وتقديري أننا أمام مسلسل تركي جديد متعدد الحلقات واننا جميعا في العالم العربي نتورط ونحن نشارك ممثلين كومبارس.
٭ مدير مكتب «القدس العربي» في الاردن

مهنـد النـابلسي : فيلم "مجزرة" للألمانية مونيكا بورغمن : اعترافات قتلة أوغاد

From 16-18 September 1982, for two nights and three days, militiamen raged through the Palestinian camps of Sabra and Shatila in Beirut.

بحث في تفاصيل المجزرة :
تستهل مونيكا بورغمن أحداث الفيلم بمقتطفات مكتوبة لأحداث الغزو الاسرائيلي للبنان في العام 1982 ولدور منظمة التحرير الفلسطينية والمقاتلين الفلسطينيين في الصراع الدموي الوجودي مع الكتائب واسرائيل ، وتقدم موسيقى معبرة تشبه القرقرة الصادرة عن وحش كابوسي مخنوق ، وتتبعه بقرع طبل صغير لاضفاء جو من التوقع والرهبة والرعب ... 
في البداية يظهر رجل مخفي الوجه وهو يرسم برداءة
سكتش لعملية اقتحام المخيمين صبرا وشاتيلا ( بمحاذاة السفارة الكويتية ) ، كانوا خمسة وعشرين قاتلا ذهبوا باتجاهين متعاكسين ، كانت مهمتهم واضحة : القتل ثم القتل ثم التنكيل والتعذيب والاغتصاب قبل القتل ! اقتلوا كل كائن حي يتحرك : كبيرا أو صغيرا ، ذكرا او انثى ، انسانا او حيوانا ! غرفة الاعتراف تشبه أقبية او غرف المخابرات التي يتم بها عادة اجبار المتهمين للاعتراف بالجرائم ، تكمن المفارقة هنا في تطوع القتلة بالاعتراف بكل التفاصيل وبطريقة تشبه الاستجواب ( وبلا مقابل مالي )، ويبدو وكان الغرض هو تفريغ الذاكرة من شحنة مرعبة من الصور والأحداث والتداعيات ، وكانك تفرغ كاميرا قديمة من النيجاتيف لتسجل الأحداث قبل أن تمحوها الذاكرة البشرية الانتقائية، يقول أحد القتلة ، وكأنه يتحدث بالنيابة عن الباقين : " لم اخبر احدا أي شيء لعشرين عاما ، وفجاة اصبحت راغبا بالحديث والمكاشفة وللمرة الاولى والأخيرة " ! يركز هذا الشريط التسجيلي اللافت على طرح الحقائق المجردة لما حدث في المخيمين المنكوبين ، وذلك طوال ليلتين وثلاثة أيام كاملة ( من 16-18/أيلول لعام 1982 ) ، ولا يسعى ابدا للبحث عن الأسباب ولا للخطابة والتعليق (وهذا ما تمنيت أن يفهمه بعض السينمائيين المحليين اللذين يميلون للخطابة والتحيز ويبتعدون عن الغوص بالتفاصيل ! ) . كما قلت تواصلت عمليات التنكيل والقتل لثلاثة أيام بلا انقطاع ، واستغلت الليلة الثانية لتجميع الجثث ومحو آثار المجزرة ، بتغطية الجثث المتراكمة في طبقات باكياس النيلون وبالمواد الكيماوية الخاصة ( والتي وفرتها اسرائيل لهم ، بالاضافة لقيام جرافات تابعة للجيش الاسرائيلي بحفر القبور لاخفاء الجثث ). يبدو الاعتراف هنا كعلاج نفسي ضروري للتنفيس عن الكتمان والاحتقان وهواجس القتل المحشورة في ذاكرة هؤلاء المجرمين ، ربما للهروب من الكوابيس وللنجاة من أشباح الضحايا ! بالرغم من أنهم لم يبدو شعورا بالندم بل أعطوا الانطباع "ببطولة" فعلهم الاجرامي . 
اعترف احدهم بتبجح بان القتل يبدو صعبا في المرة الاولى ، ويصبح اسهل في المرتين الثالثة والرابعة ، قبل ان يصبح ممتعا في المرة الرابعة ! واعترف قاتل آخر بأنه اصيب في فخذه برصاصة نفذت من الجهة الاخرى وآرانا مكان الجرح واختراق الرصاصة ، واعترف قاتل ثالث بأنه ما زال يخاف ويرتعد من شبح والده المتوفي لما لاقاه منه اثناء حياته من عنف وترويع ، وافرغ رابعهم كومة من خراطيش الرصاص الفارغة التي استخدمت في المجزرة وكأنها "سوفنير "، وتبجح خامس بوصفه المفصل لطريقة اغتصابه لفتاة فلسطينية شقراء ، ساخرا من استغاثة المسكينة بأنها عذراء ، مبررا حاجته الملحة لقضاء وطره فبل ان يجهز عليها ! معظم القتلة كانوا يستعرضون صور القتلى بلا تعاطف و بلامبالاة وأحيانا باشمئزاز ، معظم الصور كانت غير واضحة تماما (وبالأسود والأبيض) ، ولكنها تشير لجثث ملقاة هنا وهناك وبطريقة عشوائية ، ثلاثة منها لفتت نظري وبدت ذات دلالة خاصة واكثر وضوحا من غيرها ، احداها لطفلة جميلة لا تتجاوز الثلاث سنوات من عمرها وكانت ملقاة باهمال على مصطبة وكانها "خرقة قديمة " ، واخرى لحصان مقتول ، وقد أبدى احد القتلة استغرابة من قتل الحيوان مبديا التعاطف ، بينما لم يظهر اي منهم أي اثر للشعور بالذنب تجاه ضحاياهم من البشر ، اما الصورة الثالثة قبدت بالغة المغزى والدلالة وهي لامرأة متوسطة العمر ، تخرج مهرولة من منزلها وهي تصرخ وتولول من رعب ما تكتشفه وتشاهده ، بدت مرعوبة ومذهولة اكثر من صور ضحايا النازية المزعومين ، وذلك قبل أن تنال نصيبها الموعود بالقتل وتنضم لذويها !
المدهش وربما الجديد في اعترافاتهم أنهم تلقوا تدريبا عسكريا خاصا مكثفا وعنيفا ، ولأكثر من سنتين في بلد مجاور ، أما اسرائيل الدولة التي سوقت وما زالت ومنذ اكثر من ستين عاما قصص المحرقة والهولوكوست المزعومة ، فقد تكفلت بالحماية والتغطية والدعم اللوجستي ، كا زودت القتلة بالأكياس البلاستكية الخاصة والكيماويات الخاصة المتلفة للجثث والمانعة لانتشار روائح تحلل الجثث في الأجواء الصيفية لبيروت ،ناهيك عن الدعم اللوجستي وحصار المخيمين لمنع هروب الضحايا وعمليات القنص وكافة متطلبات اخفاء المجزرة ! واشار معظمهم لكيفية تلقيهم لأوامر القتل التي صدرت مباشرة عن القائد الماروني ايلي حبيقة ( والذي اغتاله الموساد لاحقا بعد ان هدد بكشف الخفايا والمستور امام محكمة دولية خاصة في بلجيكا !) .
قاتل آخر بدا يتبجح بطريقة ذبحه لفلسطيني كهل باستخدام نصل حاد أظهره لنا ، ثم استرسل واصفا طريقة بقره لبطن الضحية بالعرض بعد ان ثبته على الحائط ( وأشار بيديه ملوحا هكذا ...) ، ساخرا من استغاثة وصراخ الضحية : أرجوك اريد ان ارى اطفالي يكبرون ! ثم وصف بحذق قدرته الماهرة على فصل اللحم عن العظم من اطراف الضحية ، مظهرا استغرابه واشمئزازه من خوف الرجل وتبرزه ! وآخر سخر من عويل وولولة النساء وطلبهن للنجدة قائلا : صراخهن لم يجدي هنا ابدا ، حيث كانت الأوامر واضحة : اقتلوا الجميع بلا استثناء ! آخر كان يستعرض صور المجزرة و"يجعلكها " (يطويها) باشمئزاز ولامبالاة ملقيا بها الى الأرض !
كان القتلة مسلحين بكواتم الصوت والبنادق العادية والكلاشينكوف وبعض القنابل اليدوية والسكاكين والبلطات وبعض الأسلحة الاخرى (وكانوا من حين لآخر يشحذون البلطات والسكاكين !) ، أحد المجرمين كان يداعب باستمرار قطتين يربيهما، وقد اثنى كثيرا على فطنة وذكاء القطتين ، أحد الحضور في القاعة المكتظة للهيئة الملكية للأفلام في عمان ، سأل المخرجة معلقا بأن صدام حسين كان يداعب قطته ايضا ، ولم افهم " لمحدودية ادراكي " وجه المقارنة هنا ، وسألت نفسي : لماذا لم يتحدث هذا المنافق عن مداعبة بوش لكلبه المفضل اثناء تدميره للعراق ؟ ولماذا لفتت انتباهه هذه المشاهد الثانوية في فيلم حاشد بمشاهد الاجرام ؟ أحد القتلة وصف كيقية تروضهم وهم عراة على شاطىء اسرائيلي خاص بقيادة مجندة اسرائيلية عارية ، عاجزا بدوره عن فهم المغزى ! وعندما سأل احد الحضور المخرجة عن علاقتها وتفاعلها مع اعترافات القتلة اجابت ببرود مهني : بقيت على الحدود (أي انها بقيت باعتقادي في منطقة انسانية عازلة بلا مشاعر او احاسيس ) ! وعندما سألتها بدوري كمشاهد لما ابقتنا طوال حوالي الساعتين في هذا الجو الكابوسي الخانق ، نسمع اعترافات مذهلة لقتلة اوغاد يخفون ( وتخفي هي بقصد ) سحناتهم الشيطانية ، وفي ظل اضاءة باهتة وفي غرف شبه معتمة ، ولماذا لم تعطنا كمشاهدين الفرصة لالتقاط الأنفاس ببعض اللقطات الخارجية لبيروت وموقع المخيمين المنكوبين ، أجابت بأن لكل مخرج نمطه الخاص بالاخراج وبانها ربما قصدت ذلك ! وعندئذ سألتها هل كنت تقصدين اذن تعذيبنا كمشاهدين ؟ اجابت بايجاب ، ربما لتريح نفسها من العبء الثقيل لهذه المذبحة ولتنقل لكاهلنا بعضا من العبء النفسي ، وأظنها نجحت تماما بذلك حيث ادخلتنا لذلك الجو الشيطاني اللعين ، واراهن انها تفوقت بذلك على مخيلة مخرجي هولويود الأفذاذ المتخصصين في مشاهد القتل والاجرام ، وكما قال الأديب العالمي الشهير ماركيز ذات مرة بأن الواقع قد يتجاوز الخيال بغرابته (واضيف من عندي : ببشاعته !) في أحيان كثيرة !
بالرغم من ان قاعة العرض الصغيرة في الهيئة الملكية للأفلام كانت مكتظة لآخرها في بداية العرض ، الا ان البعض بدأ (كالعادة ) بالمغادرة تباعا بعد ابتداء العرض ، وفوجئت من قلة الحماس وضعف المشاركة في النقاش الذي تم مع المخرجة بعد انتهاء العرض !
تقديس بشير الجميل ! 
بالاضافة للاحتقان والحقد المتأصل ولعمليات غسل الدماغ الاسرائيلية ، فانه يعتقد ان الحافز الشخصي وراء هذه المجزرة هو تقديس القائد الكتائبي بشير الجميل ، الذي كان يعتقد بأن الفلسطينيين كانوا وراء اغتياله ! فقد كانوا يعتبرونه منقذهم ، وقد حزن أحد الجناة على فقدانه اكثر من حزنه على موت ابيه ، ووصف يوم مقتله بأكثر الأيام حزنا في حياته ! وصل عدد ضحايا المجزرة حسب احصائيات الصليب الأحمر الدولي الى 2750 ، ويعتقد ان العدد الحقيقي يفوق ذلك وقد يصل الى الثلاث آلاف متطابقا تقريبا مع عدد ضحايا 11سبتمبر ، واذا ما قمنا بحسبة بسيطة فهذا يعني افتراضا ان كل سفاح من هؤلاء الخمسة والعشرين (العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير : لاحظ الهامش ) قاتلا قد قتل 110 مدنيا بريئا ، متجاوزا العدد الكلي لقتلى سفاح اوسلو النرويجي المتطرف اللذين وصل عددهم ل77 شخصا ، وهذا يدل على عدم صحة هذا الرقم ! في اعتقادي أن اعترافات القتلة هنا تتجاوز بضراوتها اعترافات النازيين او فرق بنوشيه التشيلية او الجنوب افريقية المعروفة ببوس، وحتى قد تتجاوز احيانا اعترافات سفاحي الصرب المشهورين ! تحولوا فجأة من زعران شوارع لميليشيات منظمة وسفاكي دماء محترفين، يضاهون أصحاب القبعات الخضر ومرتزقة الجيش السري الفرنسي ، وطبعا تماهوا باجرامهم مع اجرام فرق الكوماندو الاسرائيلية ! ولم تقصر اسرائيل بالمشاركة الغير مباشرة بتسهيل المذبحة ، ومحاولة اخفاء آثارها ، وقد عبر احد القتلة بسخرية مبطنة عن ذلك عندما قال : لقد فكروا يكل التفاصيل ! واسأل بدوري :هل كانت مجزرة صبرا وشاتيلا تمثل الجزء الثاني من مذبحة دير ياسين ، وقد تمت هذه المرة بأيدي ميليشيات "مارونية " حاقدة تم استغلالها وغسل ادمغتها ؟! ولماذا تم توجيه الحقد الأعمى والكراهية ضد قاطني المخيمات الأبرياء العزل ؟ ولماذا نكث الاسرائليون بعهدهم بضمان امن وسلامة المدنيين بعد مغادرة المقاتلين الفلسطينيين ؟
عمل وثائقي نادر 
لم يكن غريبا ان يفوز هذا الفيلم التسجيلي اللافت (في العام 2005) بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد في مهرجان برلين السينمائي الدولي ، المخرجة (ومساعديها لقمان سليم وهيرمن تيسين ) لم تلجأ للتعليق والخطابة والموسيقى التصويرية في عرض المشاهد ، ولم تستعن بأي نوع من المؤثرات السينمائية الخاصة أثناء عرض الاعترافات، بل لجات للاسلوب المباشر الواقعي في عرض الحقائق من افواه الجناة ، مستغلة رغبتهم بالاعتراف والافصاح ، ولم تترك حركة او ايماءة الا وتناولتها بكاميرا مجهرية ذكية لماحة و معبرة ، وتمكنت من "صفع" المشاهد الحيادي بهذه الاعترافات، دون ان نشعر بالملل ، بل استطاعت ببراعة جذبنا للانغماس في تفاصيل المجزرة حتى اصبحنا جزءا من الحدث المرعب ، وتمكنت من توصيل مشاعر الذهول والاشمئزاز لدينا باحساس سينمائي –فني نادر ، وأتمنى لو يستفيد بعض مخرجينا المستعجلين بالتعلم من هذا الشريط ! الفيلم يعرض اعترافات ستة من الجناة ، فكيف تم اختيارهم ؟ ولماذا كان عددهم ستة ؟ ويجب التنويه بايجابية لما قاله أحدهم بان بعض المسلحين الكتائبيين رفضوا المشاركة بالمذبحة ! كما تكمن ميزة الشريط باسلوب عرض الاعترافات و الشهادات العفوية بلا أدنى رغبة بالاتهام او اصدار الاحكام ، وباسلوب تلقائي غير منمق وبلا تشويق درامي ، مما حوله لعمل وثائقي غير مسبوق في تاريخ السينما ! ولابد من توجيه الشكر للهيئة الملكية للأفلام في عمان التي اتاحت لنا مشاهدة هذا الفيلم وباستضافتها للمخرجة التي عاشت ردحا من الزمان في بيروت وتتحدث بعض العربية ! ولكن في اعتقادي المتواضع فالفيلم لم يلقى الصدى المطلوب ، ولم يبدو الجمهور العماني مباليا ومهتما كثيرا بما يجري مقارنة بالاهتمام والاحتفاء الذي لاقاه الفيلم اثناء عرضه في بيروت في العام 2006 !
حاولت المخرجة بذكاء أن تعطي بعدا انسانيا –عالميا ، بل وكادت تتعاطف مع شخصيات الجناة من حيث تسليط الأضواء على أوضاعهم وحالتهم النفسية والمجتمعية ، فعرفنا من اعترافاتهم أن معظمهم قد مر بتجربة تعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة ، كما بدا معظمهم وقد عانى من علاقات معقدة ومتناقضة وعنيفة (عمليا ووجدانيا) مع الأب والسلطة والقيادة ، مع تجاذبات وارهاصات وتداعيات متناقضة من الحب والتقديس والطاعة والخوف والكراهية ، ويبدو أن هذه الخلطة قد أدت بالفعل لتولد حقد واحتقان شيطاني انفجر بالشكل الاجرامي المقزز الذي لامسناه في الاعترافات التي تماهت لدرجة التطابق مع أحداث المجزرة ، بحيث بتنا كمشاهدين نشعر وكأنا كنا دون ان نشعر قد أصبحنا شهود عيان ، ولسنا مجرد مشاهدين لاعترافات جناة وحشيين !
كاميرا "مغرضة " واسلوب استفزازي :
صبغة حمراء وعري مقزز ووشم صليب !
استخدمت المخرجة فيلترات خاصة للضؤ على أيدي احد القتلة وكانها تحذرنا من يديه الملطختين بالدماء ! وكما قلت فالديكور يبدو فارغا (الا من بعض الكراسي ) ويذكرنا بغرف التحقيق والاستجواب في دهاليز وأقبية المخابرات ،كذلك استخدمت الوان طلاء الغرف التي تراوحت بالتدريج ما بين الألوان الباهتة للأحمرثم الأخضر كوسيلة للتعبير، كما تبدو الشخصيات شبه عارية ومقززة تتماثل لحد بعيد مع "عري وبشاعة" الشهادات الحية ، ونرى أجسادا بشعة تحمل آثار الحرب والقتل ، ويبدو العرق المتصبب كما الأظافر القذرة مؤشرا لبشاعة الشخصيات وتوترها ، كما أنها استخدمت ببراعة " كثافة شعر الصدر واليدين والابطين مع بروز العضلات وقذارة الأجسام الواضحة " وكانها تقول لنا : انظروا لهذه الحيوانات الآدمية وتأملوا شراستها وفحولتها وبشاعتها ! كما يظهرالصليب كوشم واضح على كتف احد القتلة ، ربما لاظهار التناقض بين رمزية الصليب والاجرام والتظاهر الأخلاقي ، وربما بقصد لاعطاء البعد الطائفي - الديني للمجزرة (تماما كما في فيلم العراب الشهير حيث يصفي آل باشينو معظم خصومه اثناء تعميده لابن اخته في الكنيسة ) ! الفيلم لم يتطرق بالتفصيل للدعم اللوجستي الاسرائيلي والذي شمل اطلاق القنابل المضيئة لتسهيل عمليات القتل ليلا ! (وحسب شهادة احد الناجين "ماهر مرعي" فقد تكفل الاسرائليون بقنص الهاربين من موقع السفارة الكويتية الذي يطل على المدخل الجنوبي للمخيم ، كذلك أشارهذا الشاهد بوجود بعض القتلة اللذين لايتكلمون اطلاقا : كانوا شقرا وعيونهم زرقاء ! ويقول نفس الشاهد الذي فقد معظم افراد عائلته : رأيت من طرف باب المرحاض كل عائلتي مرمية على الأرض، ما عدا اختي الصغيرة. كانت تصرخ وتحبو باتجاه أمي وأختي وما أن وصلت بينهما حتى أطلقوا على رأسها الرصاص فتطاير دماغها وماتت ! كذلك يستطرد نفس الشاهد واصفا وحشية القتلة : اخبرني محمد كيف قتلوا اخته؟ قال:"كانت حاملا عندما قتلوها. بقروا بطنها وفتحوه بالسكاكين واخرجوا الجنين منه ثم وضعوه على يدها" ) ! 
كذلك يتحدث أحد الجناة عن التعبئة المعنوية المقصودة التي تعرض لها الجناة في مركزاسرائيلي متخصص بمشاهدتهم لنساء يهوديات يتم رشهن بمواد كيماوية قبل دخولهن للاستحمام ومن ثم حرقهن احياء ، وكأن ضحايا المجزرة الأبرياء هم المسؤولين عن ويلات المحرقة الاسرائيلية المزعومة . لم تنجح المخرجة الألمانية مونيكا بورجمن ( ومساعديها ) بتسويق الغفران والنسيان والتسامح ، وربما لم تقصد ذلك اساسا ، بقدر ما نجحت ببراعة نادرة بتسليط الأضواء على شحنة الاجرام والاحتقان الوحشي المقزز في ذوات ونفسيات هؤلاء القتلة ، حتى بتنا متأكدين ان هؤلاء الساديين ليسوا بشرا بالمعنى الانساني للاصطلاح ، بقدر ما هم مخلوقات شيطانية بشعة ومرعبة ما زالت تعيش حرة طليقة بلا حساب او ملاحقة قانونية (حيث تدعي بورغمن بأنها ما زالت تحتفظ بعلاقات معهم !) ، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عالميا عن محاكمات افتراضية محتملة لمجرمي حرب عرب جدد نتجوا عن ثورات وانقلابات وتداعيات الربيع العربي المزعوم ، في حين يتم التستر كاملا عن أية جرائم ضد الانسانية تشير من قريب اوبعيد لدوراسرائيل "الدولة الاستيطانية- المحتلة الغاشمة" التي زرعت الاجرام أساسا في المنطقة العربية وفي فلسطين تحديدا والدول العربية المجاورة . اعتقد ان هذا الشريط التسجيلي قد ضرب عصفورين بحجر واحد ، فقد وثق حقائق المجزرة المرعبة وأدخلها لأرشيف التاريخ وبشهادات حية طوعية للقتلة ، كما أنه حقق الريادة والتميز في مجال فن السينما الوثائقية باسلوب التصوير والاخراج المتميز، ولكنها (أي المخرجة) مع ذلك أبقت المجال مفتوحا لعمل وثائقي جديد (بالغ الصعوبة) يناقش تفاصيل المذبحة من وجهة نظرالناجين وشاهدي العيان ، كذلك (وربما بدون أن تقصد) فقد اطلقت "نقاشا جدليا محموما" حول الرسالة الأخلاقية للفيلم الوثائقي في عالم بائس تنهشه كافة أنواع الصراعات والأحقاد ، حتى ما بين ابناء الدولة الواحدة كما عاينا وما زلنا نشاهد ونسمع في دول الربيع العربي !
* كاتب وباحث وناقد سينمائي
Mmman98@hotmail.com 
  
المراجع : قصص يرويها ناجون من مذبحة صبرا وشاتيلا
*islamicfamily.roro44.com/islamicfamily-50-594-0.html 
**http:llwww.now Lebanon.comlarabiclNewsArchiveDetails.aspx?ID=52438
***«توماس فريدمان» مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» (1982/9/28 قال «بناءً على مشاهداته داخل مخيمي صبرا وشاتيلا :«بأنّ العديد من ضحايا المجزرة هم أفراد عائلة كاملة: ذبحوا فيما كانوا جالسين حول موائد العشاء، وبعضهم ذُبح ذبحاً من عنقه بالسكاكين، وبعضهم قُتل ضرباً بقضبان الحديد وأكثرهم قُتل رمياً بالرصاص» وقال: «مما لا شك فيه أنّ بعض هؤلاء كان من سكان حيفا أو غيرها في عام 1948، ممن تركوا موائد طعامهم فيها ولم يشربوا القهوة، فجاءهم الموت في الوضع نفسه بعد أربعة وثلاثين عاماً».
****كيف سيتم إخلاء الفلسطينيين جماعياً؟ وكيف سيتم دفعهم نحو الشرق؟..
لابد أنّ عملاً استراتيجياً(1) كهذا، يحتاج إلى «عمل استراتيجي» على نسق ما جرى في التاسع من حزيران 1948 في قرية «دير ياسين» وهو أُسلوب جربه الصهاينة وأفلحوا فيه من أجل تهجير السكان الفلسطينيين من الأرض المحتلة عام 1948.
*****المصدر ويكيبيديا : عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 3500 و5000 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا.
****** المرجغ :خليل حداد- الحوار المتمدن – العدد 960 (2004)
العديدون من الناجين تحدثوا عن ان مسلحي مليشيا الكتائب بقروا بطون الحوامل "لانهن رح يخلفوا ارهابيين"، وانهم خصوا الفتيان ايضا "لحتى ما يخلفوا ارهابيين زيهن"، وان العديد من المسلحين، شاركوا في عمليات اغتصاب جماعية لفتيات من المخيم، قبل قتلهن، دون ان يرمش لهم جفن.
******* (نفس المصدر : خليل حداد ) : مع غروب شمس الخميس، دخل الى مخيم شاتيلا قرابة ستمائة عنصر من عناصر المليشيا اليمينية، بعد تأكيد عدد من الشهود،
عمر العيساوي:********
في السادسة من مساء الخميس السادس عشر من أيلول سبتمبر من عام 1982 أدخل الجيش الإسرائيلي أكثر من 300 من عناصر ميليشيا القوات اللبنانية إلى مخيم صابرا وشاتيلا في عملية قالت إسرائيل لاحقاً إنها كانت ترمي إلى تطهير المخيم من نحو ألفي مقاتل فلسطيني تركهم ياسر عرفات. كانت هذه المقولة عارية تماماً عن الصحة، استمرت المجزرة حتى الثامنة من صباح السبت الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر، أي أكثر من 36 ساعة.

شاهد: شاب مسلم يفاجئ ملكة هولندا ويدعوها للإسلام !

في حركة جرئية جدا قام شاب مسلم كان يعمل في احد المسارح التي تستضيف حفله فنيه تحضرها الملكة بياتريكس ملكة هولندا كضيف شرف بالأمساك بالمايكروفون ثم قام بالاعتذار عن اضراره لقيامه بالتحدث دون إذن وابدى انه عانا كثيرا كي يصل للمكة بياتريكس لإيصال رسالته ثم شرع الشاب المسلم بقراءة بعض الآيات من سورة مريم وبعدها قام بدعوة الملكة بياتريكس للإسلام ..
ومن الملاحظ في الفيديو ان كلامه لاقى استحسان من الحضور فقام الكثير منهم بالتصفيق له ، ولكن يبدو ان الأمن كان له رأي آخر ترى ماذا حدث له .

زهير كمال يكتب: بين نصرالله وداعش أو بين الحداثة والتخلف

وَرُبَّمَا أُمَمٍ تَهْوَى أَبَا لَهَبٍ *** لليَوْمِ مَا خَلَعَتْ مِنْ جِيدِهَا المَسَدَا
مِنَ المُطِيعِينَ حُكَّامَاً لَهُمْ ظَلَمُوا *** وَالطَّالِبِينَ مِنَ القَوْمِ اللئامِ جَدَا
نهج البردة لتميم البرغوثي
في خطابه الأخير بتاريخ 15 آب/ أغسطس 2014 بمناسبة نصر تموز 2006 تطرق السيد حسن نصرالله الى ظاهرة داعش التي بدأت تنتشر بسرعة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وتهدد كافة الأوضاع القائمة ، وكان في منتهى الذكاء عندما قارن بين غفلة الشعوب عندما بدأ اليهود يتسللون بالتدريج من أوروبا الى فلسطين في بداية القرن العشرين، وعندما بدأت الشعوب بالإحساس بالخطر كان الأوان قد فات لعمل شيء يوقف النكبة في عام 1948.
وبالطبع فإن مشكلة داعش تختلف ، فالمطلوب هو تحطيم الدول وعودة المجتمعات العربية الى عصر البداوة ، ولنا في الصومال مثل حي حيث لا وجود للدولة منذ أكثر من عشرين عاماً والناس تعيش أقرب مايكون الى حياة العصور الوسطى.
في هذا المقال سأتناول ظاهرة داعش في النقاط التالية :
1. النشأة .
2. المثل الأعلى .
3. التوقيت .
أولاً: النشأة
في الفلسفة الماركسية يطلق تعبير البروليتاريا الرثة على كل من يقوم بأعمال غير إنتاجية في المجتمع، أي هم الجزء من المجتمع الذي يعيش على هامش الحياة الاقتصادية ، ومن أمثلة ذلك خدم المنازل وماسحو الأحذية والعتالون والمتسولون والباحثون في القمامة والعاطلون عن العمل بشكل دائم .
وفي مجتمعاتنا العربية فإن نسبة هؤلاء الى عدد السكان الكلي هي نسبة كبيرة . صحيح أنه لا توجد إحصاءات دقيقة لهذه النسبة وإن وجدت فهي مزورة فالدولة القطرية من المحيط الى الخليج تخشى الحقيقة. وهي لا تهتم بها إطلاقاً ، ولوحظ أن هذه الدول بلا استثناء تزور نسبة البطالة وتصغرها حتى لا ينزعج الحاكم.
وخلال خمسين عام لم تقم هذه الدول بعمل خطط مناسبة لتطوير وتشغيل مجتمعاتها لتتناسب مع الزيادة في عدد السكان، مما أدى الى هجرات كبرى من الريف الى المدينة ومن الدول الفقيرة الى الدول ذات الثروة النفطية والى أوروبا والأمريكتين.
عمل المهاجرون في أحط الأعمال التي يأنف من القيام بها أصحاب البلاد الأصليون. ورغم أن دول الخليج تخاف من العرب إلا أنه تسربت اليها نسبة لا بأس بها من مصر وبلاد الشام. أما مزاج القذافي فقد تجبّر في عمال تونس ومصر والفلسطينيين.
كل يوم كان يمر على هذه الأمة المنكوبة بحكامها كان يزيد هذه (الطبقة ) حجماً واتساعاً. هؤلاء هم ملح الأرض الذين يعيشون يوماً بيوم وقد يجدون وجبة غذاء تملأ بطونهم وقد لا يجدون. 
ولعل أصدق مثل يعبر عن أوضاعهم المأساوية هو مأساة العبارة السلام 98 التي غرقت عام 2006 وهي تنقل مسافرين من جدة الى مصر مات منهم قرابة ألف وثلاثمائة نسمة. وصل الازدراء بالحياة الإنسانية مداه ، ترك القبطان وطاقمه السفينة قبل أن تغرق والسفينة القريبة من الحادث لم تبال بالاستغاثة، وبرأ القضاء المصري كل الأغنياء وأصحاب النفوذ ومن لهم علاقة بالحادث ووقف حسني مبارك يتفرج ببلاهة على المأساة.
ماذا تفعل هذه الجماهير المسحوقة وهي ترى الوضع يزداد سوءً ؟
بعد أن وصل الى روعها أن الفقراء لا حامي لهم وليس هناك بارقة أمل في الأفق لم يكن أمامها سوى طريق واحدة : الإنتحار!
فعلها محمد بوعزيزي أحد أفراد هذه البروليتاريا الرثة في سيدي بو زيد، رفضت الشعوب هذا الطريق وتصدت بصدورها العارية لأدوات الظلم والقهر وحفظ النظام.
استطاعت أن تخطو الى الأمام خطوة صغيرة وهي إزاحة الرؤساء الذين مكثوا على ظهرها ردحاً طويلاً من الزمن، ولكن هذه الخطوة لم تكن كافية، لم تكن هناك أحزاب تلتقط اللحظة التاريخية وتطورها وتحقق أمل الجماهير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، حدثت تدخلات كثيرة جرت الشعوب الى الخلف وعدنا الى المربع صفر. تم نسيان السبب الأساس لثورات الربيع العربي واتهموا حركة الشعوب المقهورة بأنها الخريف العربي. 
كانت الأحداث تسير الى الخلف في كل الأقطار العربية، فعلى سبيل المثال فقد الفلسطينيون الأمل في العودة الى ديارهم ، تخلى عنهم محمود عباس بسلطته الفلسطينية التي لا مكان لهم فيها.
هؤلاء الفلسطينيون المحبوسون في مخيمات مكدسة عن آخرها يعيشون في ظروف غير إنسانية، وكانوا يصبرون على مصائب الدنيا وتعسف الأنظمة، بدأوا يدركون حقائق الحياة ، فالى أين يلجأون؟
في العراق وسوريا تم تحويل ملايين السكان الى بروليتاريا رثة بعد أن تم تهجيرهم من مدنهم وقراهم. عندما حاولوا في الأنبار إصلاح الأوضاع بالاعتصامات السلمية فضها المالكي ذو النزعة الطائفية بالقوة. 
فقدت البروليتاريا الرثة أي أمل وهي ترى ثروة العراق توزع على المحاسيب، وتسرق وتكدس في جيوب الفاسدين، فالى أين يلجأون؟
ولا شك أن المثل المصري، رغم حدته، ينطبق على باقي الدول العربية:
في القاهرة وحدها 2 مليون نسمة يشاركون الموتى سكنهم و3 ملايين يعيشون في عشوائيات لا تصلح لسكنى البشر، 11 مليون مصابون بالأمراض الوبائية، استهتر بهم النظام وأعطاهم أملاً كاذباً أنه سيعالجهم بعد الإنتخابات. 
نصف عدد السكان يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم.
مشكلة عصرنا هذا وجود تلفزيون يعرض على هؤلاء البؤساء نموذج حياة الأغنياء عبر قصص الأفلام والمسلسلات، دخلوا الى البيوت المرفهة وشاهدوا كيف يسكن فرد واحد في غرفة نوم مريحة وكيف يجتمعون على مائدة عامرة باللحوم والدجاج والفواكه، وقاموا بالمقارنة مع وجبتهم اليومية الدائمة منذ ولدوا، الفول.
قاموا بالثورة مرة أخرى بعد فشل الإخوان المسلمين المتوقع.
كان آخر أمل لهذه الجماهير نجاح حمدين صباحي في الانتخابات التي تمت سرقتها بشتى السبل، فالنظام القديم ما زال قوياً.
برنامج صباحي لو قيد له النجاح، كان سينتشل مصر من نكبتها، فقد اهتم بالشباب والمستقبل والعدالة الانتقالية والتصالح.
فالى أين يلجأ هؤلاء المحرومون؟
رغم أن شعب مصر عبر تاريخه شعب مسالم ولكن سيأتي يوم يتحسر فيه النظام على الإخوان المسلمين، إذ أنهم في غاية الاعتدال قياساً بداعش مصر.
المقال القادم هو عن المثل الأعلى لداعش وسيكون بعنوان
(إذا كان هناك نكاح فلا بأس من الجهاد)

تعليق المدونة: نتفق في كل ما جاء بالمقال وما حملته رؤية المفكر زهير كمال الخاصة ببواعث الفساد للتمرد والثورة لكننا نختلف فيما ذهب اليه باعتبار ما حدث رفي 30 يونيو ثورة مصرية ولكنها في الحقيقة ثورة مضادة على الثورة الحقيقية وهى 25 يناير
وان كانت ثورة يناير تمخضت عن طموحات اقل من المتوقع منها بوصول محمد مرسي للرئاٍسة كشخًص وليس كفكر.. لاننا لا يجب ان نعترض على فكر ان جاء للحكم بمسار ديمقراطى.