06 سبتمبر 2014

حضور الولى بالكلابشات وتركه واقفًا.. و انسحاب عبد القدوس لطلب النيابة إثبات إنه عضو مجلس نقابة .. إهانة

فى مهزلة جديدة تعد إهانة لجموع الصحفيين، تم اقتياد الزميل ممدوح الولى رئيس مجلس إدارة الأهرام سابقًا ونقيب الصحفيين السابق،للتحقيق وفى يده "الكلابشات" مربوطًا مع جند أمن، وتم "لطعه" واقفًا أكثر من ساعة إلى أن تم إدخالة للتحقيق معه أمام ثروت حماد وكيل النائب العام، وعندما تقدم عدد من أعضاء مجلس النقابة لحضور التحقيق معه أصرت النيابة على حضور عضو واحد فقط وهو ما تسبب فى عدم حضور حنان فكرى عضو المجلس و يحيى قلاش وكيل المجلس السابق و غيرهما، وحضر محمد عبد القدوس وحده.
إلا أن عبدالقدوس فوجئ بكارثة من العيار الثقيل، إذ طلبت منه النيابة إثبات أنه عضو مجلس نقابة، رغم أن عبد القدوس عضو مجلس لدورات عديدة بالإضافة إلى أنه شخصية عامة و هو ما دعاه للانسحاب على الفور
وتجدر الاشارة الى ان عدد من اعضاء المجلس ومنهم حنان فكرى واسامه داود وهانى عماره استنكروا ما حدث للولى واعتبروا الاتهامات واجهه مهنية حقيقتها سياسية قررت النيابة استمرار حبس الولى ليعود لأى محبسه بالكلابشات اعتقد ان النجار وبتاع الفلول واللى مؤهله مزور فى حالة انشكاح وربنا يشفى

صحفيون معتقلون بحاجة إلى جراحات عاجلة



أصدر المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير بيانا حول تلقيه شكاوى من أسر بعض الصحفيين المحبوسين ، وكشفت تلك الشكاوى عن احتياج بعضهم لعمليات جراحية عاجلة، أو لرعاية طبية خاصة أو لأدوية معينة بسب أمراض ألمت بهم داخل محبسهم نتيجة الحبس في زانزين مكتظة عديمة التهوية لاتدخلها الشمس، أو لكون بعضهم من أصحاب الأمراض المزمنة بحكم سنهم.
ومنها : تعرض الصحفي هاني صلاح الدين مدير التحرير في موقع اليوم السابع لمخاطر صحية بالغة تستوجب إجراء 3 عمليات جراحية عاجلة إحداها في عينه وأخرى في ساقه، وثالثة هي عملية فتاق.
كما سبق للصحفي محسن راضي مدير تحرير مجلة التجاريين السابق ووكيل لجنة الاعلام في مجلس الشعب السابق أن طلب إجراء عمليتي بواسير ولوز لكن إدارة السجن لم ترد على طلبه 
وشكت اسرة نقيب الصحفيين السابق ورئيس مجلس إدارة الأهرام السابق ممدوح الولي المحبوس احتياطيا في سجن مزرعة طرة من تعنت إدارة السجن في إدخال الأدوية والمأكولات له في محبسه رغم احتياجه لهذه الأدوية.
ويعاني مجدي حسين رئيس تحرير جريدة الشعب من إنزلاق غضروفي قديم ما يستوجب رعاية خاصة في مستشفى السجن وهي الرعاية التي كان يحصل عليها في السجن قبل ثورة 25 يناير لكنه يفتقدها اليوم.
أما الصحفي أحمد عز الدين مدير تحرير جريدة الشعب السابق فهو يعاني من ارتفاع ضغط الدم وضيق الشرايين، ويشكو من عدم توفر الأدوية ، وتأتيه الأدوية بصعوبة عبر الزيارات الأسرية.
ويعاني الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إبراهيم الدراوي أمراض صدرية كما يعاني مشاكل في الغضروف، وهو ما ينطبق أيضا على الصحفي أحمد سبيع مدير مكتب قناة الأقصى في القاهرة.
كما أن الإعلامي الشاب خالد عبد الرؤوف سحلوب من شبكة رصد لايزال يعاني أثر الكسر في ذراعه نتيجة التعذيب في السجن، ويحتاج إلى رعاية خاصة حتى يتم إلتئام العظام المكسورة.
ويناشد المركز كل المنظمات المعنية بحرية الصحافة في مصر وخارجها التدخل للإفراج عن الصحفيين والاعلاميين المحتجزين والذين يصل عددهم إلى 67 صحفيا وإعلاميا في السجون المصرية حاليا
النيابة تجدد حبس مجدى حسين ومحاميه يؤكد حاجته العاجلة لعملية قلب
بعد تحقيقات استمرت عدة ساعات وانتهت منتصف الليل جددت النيابة العامة حبس الزميل مجدي أحمد حسين رئيس تحرير جريدة الشعب الجديد 
وقد أعلن الأستاذ مجدي حسين في مجمل رده، رفضه لكافة الاتهامات الموجه له ووصفها بالهشة والهزيلة 
وأكد أن اعتقاله بدون تهمة وما يعانيه من ظروف صحية متدهورة ومنع العلاج والدواء عنه هو إدانة لهذا النظام الذ ي ينتقم من كل معارضيه 
وقال المستشار المستشار أشرف عمران محامى الزميل مجدى حسين والذي حضر التحقيق معه بأنه ستقدم بطلب للنائب العام يطالب فيه بالإفراج الصحي عنه لأن وجوده بالسجن يمثل خطورة على حياته لأنه في حاجة عاجلة لإجراء عملية عاجلة في القلب
يذكر ان النقابة لم توفد عضو مجلس او محامى النقابة ولو من باب الاطمئنان على صحته 

إرغام يهود على مغادرة قرية في غواتيمالا

بدأت مجموعة تتألف من نحو 230 يهوديا في الرحيل عن قرية غربي غواتيمالا بعد خلاف حاد مع سكان القرية الأصليين.
وبعد اجتماع مع وجهاء قرية "سان خوان لا لاجونا" الذين ينتمون الي قبائل المايان، طلب من اليهود الذين ينتمون إلى طائفة لف تاهور الرحيل عن القرية.
واتهم السكان الأصليون الطائفة اليهودية بتجنب أبناء القرية ورفض الحديث إليهم احيانا وفرض دينهم وتقاليدهم.
وقد استقرت المجموعة اليهودية في القرية منذ ست سنوات بحثا عن الحرية الدينية.
الدفاع عن النفس
وقد شوهد أفراد الطائفة وهم يحزمون أمتعتهم خلال الأيام الماضية ويحملونها على شاحنات ضخمة للرحيل عن القرية التي تقع على بعد نحو 150 كيلومترا غربي العاصمة غواتيمالا سيتي.
وقال ميسايل سانتوس وهو أحد أفراد الطائفة اليهودية لوكالة الانباء الفرنسية "نحن أناس مسالمون، ومن أجل تجنب أي مشاكل فقد بدأنا بالفعل في الرحيل."
ويتبع أفراد طائفة ليف تاهور اسلوبا متزمتا في ممارسة اليهودية.
وشكا اليهود من انهم تلقوا تهديدات بقطع المياه والكهرباء عنهم إذا لم يغادروا القرية.
في الوقت ذاته قال وجهاء القرية إن أفراد الطائفة اليهودية أرادوا فرض ديانتهم وهددوا العقيدة الكاثوليكية السائدة في القرية.
وقال ميجيل فاسكوز المتحدث باسم مجلس وجهاء القرية "نحن ندافع عن أنفسنا لأننا السكان الأصليين للبلاد. الدستور في جواتيمالا يوفر لنا الحماية لأننا نحتاج الى الحفاظ على ثقافتنا".
بينما عبر أفراد طائفة ليف تاهور عن أملهم في الاستقرار في مكان آخر في جواتيمالا.
وكان معظم افراد الطائفة يعيشون في القرية منذ ست سنوات، إلا أن المزيد منهم انضم للمجموعة في مطلع العام الحالي قادما من كندا بعد خلاف مع السلطات هناك.

الاداء النقابي للصحفيين : نرفض مخطط " تحزيم " الاعلام ونحذر منه ونطالب النقابة باتخاذ موقف حاسم

من يراقب ما يكتبه بعض الصحفيين القريبين من دائرة اتخاذ القرار ، يشم رائحة خبيثة لخطة ممنهجة ل " تحزيم " الاعلام ، وبالآدق وضع قيود على حرية الرأى تحت شعار او ستار الظروف التى تمر بها البلاد وانها اشبه بظروف الحرب ، وليعد الاعلام الواحد مثل عهد عبد الناصر " فلا صوت يعلو على صوت المعركة " واتخذ هؤلاء طرح الرئيس السيسى بضرورة التزام الاعلام ، وتحبيذ اعلام عبد الناصر بابا لفتح المزادات والمزايدات رغم ان الحكاية مش ناقصة
فقد أخذ بعض " الهتيفة " الخيط للمزايدة وليكونوا " ملكيون اكثر من الملك " ليس فى المطالبة بالعودة الى نموذج اعلام عبد الناصر فحسب ، بل ارهاب وتسفيه كل من يرفض اعلام " الكورال " بالادعاء بضرب الامن القومى ، وان تقييد الاعلام امر وارد فى أعتى الديموقراطيات فى مثل هذه الظروف ، وليكن التمايز فى التعددية لاعلاء الوطن مثلما فعل  عبد الناصر ، وانه اذا كان عبد الناصر محظوظا باعلامه فليكن للسيسى مثل هذا الحظ 
هذه الكتابات المتكررة والتى توحى بانها " ممنهجة " تستوجب الرد من كل من يقدر حرية الصحافة  ، حتى لو حاول البعض تسفيه الرأى الاخر ، 
او المزايدة على الوطنية
ويرجع رفض – لجنة الاداء - لهذه الدعوات بتحزيم الاعلام لاسباب منطقية ، حتى مع تسليمنا بهبوط مستوى الغالبية العظمى من الفضائيات ووجود تجاوزات عديدة لميثاق الشرف بل ولادبيات الشعب المصرى ، ويضاف اليهم معظم صحف رجال الاعمال ، وبالطبع نحن على استعداد لمحاورة اصحاب هذه الدعوات بشرط الالتزام بأداب الحوار ، وبالادق المنافقون والسفهاء يمتنعون
اول هذه الاسباب ان من يقود هذه الدعوة يتمسحون فى عبد الناصر او يتاجرون به ، ويتخذون من وطنية عبد الناصر ستارا على اخطاء الاعلام فى عهده ، والمضحك ان معظم هؤلاء من كتاب كل نظام  ، من امثال عمرو عبد السميع وسناء البيسى وغيرهما اضافة لعدد كبير من الصحفيين والذين تم تحويلهم بفعل رجال الاموال الى مذيعين، وفى حقيقة كل هؤلاء انهم  اعلام مبارك ، وارجعوا الى برامج عبد السميع " اللميع " وقت المخلوع ، بل يمكن الاطلاع على قصائده الاخيرة فى محاولة احياء هذا النظام الذى ابادته ثورة الشعب فى يناير ، اذ ان المذكور يعد ابرز من حاولوا " اعادة تدوير القمامة " من خلال المطالبة باحقية رموز الحزب البائد خوض الانتخابات البرلمانية القادمة ، وكذلك ترديده بتحمل الدولة كل تكاليف الصحف الحكومية لانها دافعت وتدافع عن النظام منذ ستة عقود
أما عن رفضنا لاستنساخ اعلام عبد الناصر فاننا نؤكد على عدم الخلط بين شخصية عبد الناصر ورموز اعلامه 
نعم كل وطنى مخلص يحترم فى عبد الناصر اخلاصه للوطن ، تاريخه المحفور فى رمال فلسطين ، وثقافته الواسعه ونهمه للقراءه ، وعلاقته من قبل الثوره وانفتاحه على كافة التيارات السياسية ، وانه صاحب قرارات اسطورية وتحديات جسيمة منها تأميم القناة وبناء السد وبناء مئات المصانع فى كل ربوع مصر ، ودفاعه عن الفقراء بكل صدق وكانوا شاغله الشاغل  ، واشعاع اسم مصر فى افريقيا ومعظم انحاء المعمورة ، وحتى الاخفاقات التى حدثت مثل تكلفة حرب اليمن او هزيمة 67 محل نقاش وليست محلا للتشكيك فى وطنيته ، وبالطبع مع هذا كله نرى انه  بشر يخطىء ويصيب وليس ملكا معصوما من الخطأ
وكل هذا شىء ، والدعوة الى استنساخ اعلامه بالكربون او " كوبى بست " شىء اخر 
فمع تقديرنا لكثير من رموز اعلام عبد الناصر وهم اساتذتنا وتعلمنا منهم الا ان تفاصيل عديدة محل انتقادات ، وفى كل الاحوال ليس مطلوبا ان نرى " متقلبون " مثلما حدث من امثال انيس منصور وعبد العظيم رمضان وغيرهما ممن انقلبوا على عبد الناصر ، وماأكثر المتقلبون فى كل عصر
اولا : وجود نفاق وشيزوفرنيا ونذكر فى هذا ما كتبه المرحوم جمال بدوى – رئيس تحرير الاخبار وكان كاتبا باخبار اليوم – بانه لما اتسعت دائة الخلاف بين الثورة وصاحب جريدة " المصرى " استسلمت فيه كثرة من الكتاب للتسبيح بحمد النجوم الصاعدة فى مجلس الثورة ، ومنهم من كان يمجد فاروق من قبل ، وقد كتب احدهم :ان اية دولة متمدينة فى اى مكان فى العالم تتمنى ان يكون على رأس حكامها شاب جمع بين حنكة الشيوخ وحماسة الشباب وسعة الاطلاع ورجاجة العقل وسعة الصدر وحب الديموقراطية وصادق الوطنية والحنكة السياسية مثل الصاغ صلاح سالم
والمعروف ان من ابرز صفات صلاح سالم الرعونة والتهور وكان عبد الناصر يصف تصرفاته بالصبيانية
أما ما قاله صلاح سالم : اسمحوا لى ان اعلن بقوة وحزم ، ان الرقابة على الصحف ستظل بتارة ، تضع سيفها فوق كل رأس مخربة تريد ان تبلبل الافكار ، وان تشيع الفرقة والانهيار فى صفوف الشعب ، واننا سنطهر كل ركن من اركان هذه الدولة .. ولن ننساك فى هذا المضمار يا صاحبة الجلالة
 ثانيا : فى اعلام عبد الناصر قام الامن بوضع قائمة سوداء لمن يختلف معهم ، وكان من بينهم من زج باسمائهم لاسباب شخصية
ثالثا : تحول الصحافة من صحافة الشعب الى صحافة الدولة ، وكان طبيعيا ان تصير صحافة الحزب الحاكم او صحافة النظام وليست صحافة الدولة 
رابعا : هناك تعابير مطاطية يمكن التلاعب بها لتكميم الصحافة مثلما تفعل الانظمة الديكتاتورية باعتبار انتقاد اصغر عامل نظافة هو انتقاد لقمة السلطة وفقا لمسلسل من قام بتعيينه وتعيين من يعلوه
خامسا تغيير رؤساء التحرير دون علمهم ، ليفاجأوا بالخبر من مطالعة الصحف مثلهم مثل القراء مثلما حدث مع احمد حمروش رغم انه كان تابعا للنظام ، فما الحال مع من كانوا يختلفون على النظام ؟
سادسا : اعلام عبد الناصر خضع للتأميم  فى مايو 1960 بعد ان اتخذ الاثارة فيما تنشره الصحف ذريعة للقرار ، والواقع انه اسند ملكية الصحف لتنظيم سياسى" وهو التنظيم الوحيد الاتحاد القومى " وليس الى الدولة ، وفى كل الاحوال الهيمنة على الاعلام ، وكانت النتيجة الخضوع للرقابة ، والخوف من المكاشفة حتى لو ضرب البعض عدد من الامثلة نعرفها ونثق فى مصداقيتها  ، واصبح المسئول عن مراجعة صفحات الجريدة قبل الطبع عسكرى برتبة صول لا علاقة له بالصحافة ، وبالطبع بجانب هذا الجور الاعلامى كان ايضا تعديا اقتصاديا بظلم اصحاب رأس المال الحقيقى لبعض هذه الدور
 سابعا : نقل الصحفيين لاى صحيفة اخرى يرى النظام انها اكثر خدمة له مثلما تم نقل عدد كبير من الصحفيين من الاخبار الى دار التحرير 
ثامنا : نقل العديد من الصحفيين الى شركات ليعملوا بالعلاقات العامة ، وكان اطرفها النقل الى شركة باتا ، ولو حدث مثل هذا الانقلاب على من يتحمسون للفكرة الان فربما نجد عمرو عبد السميع فى الصرف الصحى 
تاسعا : منع نشر مقالات تنتقد النظام بحده ، وفى أحسن الاحوال ايقاف الطبع حتى يتم وضع مقال معاكس او تعقيب بجانبه 
أخيرا .. لا خلاف على وطنية عبد الناصر ونبوغ رموز الصحافة فى عهده ، ولا خلاف ايضا على من يعطى كل الحماس للرئيس السيسى 
ولكننا نريد صحافة لا تصفق عمال على بطال بحجة الظروف التى نمر بها  ولا تنتقد ، واذا نتقدت تقول لامؤاخذه واحم احم قبل اى كلمة نقد نريد صحف تنتقد الحاكم وتقول لا اذا اخطأ ، وتفسح المجال لمن ينتقدون اى مشروع فليس كل من يرى اخطاء اسود القلب وخائن  ، ونريد صحف تنتقد الشعب اذا أوقف عقله
اننا  نريد ان تنساق الصحافة الى اشراقة الحرية ، ونعتقد انه لن تكون اذا كان كل الكتاب يكتبون بقلم واحد وفكر واحد ، ويصير او صار عبد الحليم قنديل سمير عجب
انه من الخطأ نقل تجربة اعلام عبد الناصر  بحذافيرها ، والا سيصير اعلام مبارك وما فيه من كذب وتزوير وفساد افضل حالا وكأن ثورة لم تقم عليه

03 سبتمبر 2014

قوات فجر ليبيا تبدأ بنزع الألغام بمحيط مطار طرابلس

صابر مشهور يعرض فيديوهات غريبة عن اسباب انقلاب الكنيسة على مرسي



القدس اللندنية: «الاعلام الامني» يعلن الحرب ضد ثوار يناير في مصر

مصر:  رأي القدس العربي اللندنية
هدت الساحة الاعلامية المصرية خلال الايام الاخيرة تصعيدا غير مسبوق من قبل برامج وقنوات محسوبة على مايعرف بـ«الاعلام الامني»، اذ شنت حملة تستهدف إسكات الاصوات الاعلامية والسياسية المدافعة عن ثورة يناير، او المعارضة للنظام الحاكم، مستخدمة وسائل او «اسلحة» عديدة ابرزها اذاعة تسجيلات لمكالمات هاتفية خاصة مفترضة يحتوي بعضها فضائح اخلاقية او سياسية.
ووصل الامر بأحد مقدمي البرامج ان اعترف بصلاته مع اجهزة امنية معتبرا ان ذلك «شرف له»، قبل ان يعلن ثورة يناير «مؤامرة حقيرة»، وبالتالي يصبح كل من يدافع عنها «متآمرا على الوطن».
ولم تكن اذاعة تسجيل المكالمة المفترضة بين نجل الرئيس المعزول محمد مرسي والاعلامية في احدى الفضائيات العربية، ثم التلويح بالمكالمة بين رجل الاعمال نجيب ساويرس والدكتور محمد البرادعي سوى «انذار» لكل من تسول له نفسه الدفاع عن الثورة او انتقاد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويذكر ان ساويرس المعروف بعدائه للاخوان اعلن صراحة ان اذاعة التسجيلات تكاد تجعله يتعاطف مع الجماعة (..). فاذا كان هذا موقفه، فكيف بشعور باقي المشاهدين؟
وجاءت اشارة البدء في هذه الحرب ضمن مرافعة حبيب العادلي وزير داخلية مبارك امام المحكمة الاسبوع الماضي، عندما أعلن ان جهاز امن الدولة الذي ترأسه لسنوات قبل ان يصبح وزيرا ما زال يحتفظ بأرشيف كامل من التسجيلات للاعلاميين والسياسيين، مؤكدا ان بعض تلك التسجيلات تحوي «فضائح اخلاقية» طالما استخدمها في «قرص أذن» بعض الاعلاميين – حسب تعبيره – او حتى تجنيدهم للعمل لمصلحة الأمن. وابدى العادلي انزعاجه من تحول اولئك الاعلاميين – المخبرين الى «ثورجية»، وطالبهم باعادة حساباتهم. وجاءت اذاعة هذه التسجيلات كدليل على جدية التهديدات.
وهكذا قرر الاعلام الامني او «اعلام المخبرين» ان ينزع قفازاته، فأعلن احدهم انه سيطلق قريبا قناة فضائية متخصصة في اذاعة التسجيلات الهاتفية الفضائحية، فيما قرر اخر ان يدعو اجهزة الشرطة الى قتل اي متظاهر معارض للنظام (..)، مستشهدا بما تفعله الشرطة الامريكية مع المتظاهرين السود في ولاية ميزوري (..)، فيما خرج اعلامي يفترض انه محسوب على الثورة متفاخرا بانه كان يعقد اجتماعا اسبوعيا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان مديرا للمخابرات العسكرية، بينما اقر رئيس تحرير احدى الصحف اليومية بأنه تلقى تعليمات من رئاسة الجمهورية بنشر خبر بشأن تمويل دولة خليجية لـ «مؤامرة» ضد مصر.
وعلى الرغم من الرواج الذي يلقاه «الاعلام الفضائحي» لما يكشفه من اسرار على طريقة»ويكيليكس»، الا ان ثمة شعورا يتنامى بالاشمئزاز والقلق من عودة هيمنة الاعلام الامني على الساحة بضوء اخضر من النظام، وهو ما يعني رجوعا صريحا الى عهد مبارك.
ومع الاعتماد الكبير للنظام منذ اليوم الاول، على وسائل الاعلام كاحدى الادوات الرئيسية في الحكم، فان هيمنة «المخبرين والفلول « على وسائل الاعلام لا يمكن الا ان تسيء الى النظام بدلا من أن تخدمه. 
وسيتضح خلال الايام المقبلة ان كان النظام بدأ يدرك هذا الخطر الذي يمثله اولئك عليه ام لا، خاصة ان هناك من يعتبر ان «الاعلام الامني» يستند الى جهات في المؤسسة الامنية تعتبر نفسها اقوى من الدولة نفسها. والا فكيف يمكن تفسير هذا الصمت المريب من النظام تجاه حملة اعلامية تعتبر ان ثورة يناير «مؤامرة»؟ فهل يعني هذا ضمنيا الاقرار بأن الجيش انحاز الى «مؤامرة يناير» ضد امن مصر وشعبها؟
الواقع هو ان الاعلام الامني ماض في توسيع وجوده، مع مشاريع لاطلاق قنوات فضائية بأموال رموز من عهد مبارك تم إطلاق سراحهم مؤخرا، لتنضم الى قنوات قائمة لا تخفي انحيازها التام للفلول، وتطالب علانية باطلاق مبارك ونجليه وباقي اعوانه من السجن، بل انها لا تسمح لأي من ضيوفها او المتصلين بها بترديد عبارة «المخلوع مبارك»، ناهيك عن استخدام الالقاب التي يستحقها من الناحية القانونية مثل «المجرم اللص المدان بسرقة المال العام».
وبينما يتابع المراقب الصدامات بين ما يعرف بـ «الاعلام الامني» مع «اعلام رجال الاعمال»، وما يعرف بـ «الاعلام الحكومي»، واعلام «نشطاء السبوبة ومقاولي الثورات» او «اعلام الجماعات اوالفتاوى اوالاجندات الخارجية»، التي لا تمت غالبا بصلة الى مهنة الاعلام، يبرز السؤال المنطقي: متى تحظى مصر بإعلام مهني حقيقي ينتمي الى شعبها وينتصر لهمومه وآماله، وليس لاجندات خاصة او مصالح ضيقة او اطراف تبدو مصرة على تزوير التاريخ كما تزور الواقع؟

غزة في القلب لكنها لا زالت تثير حقد كتاب وإعلاميين


حسام عبد البصير
القاهرة ـ «القدس العربي» يكرهونها سراً ويتباهون بحبها جهراً.. غزة ليست مجرد مساحة من الارض ومجموع من البشر يتوقون للحياة الشريفة لكنها هي بالنسبة لكل حاكم عربي «علبة المكياج» الخاصة به لكي تكتمل اناقته عند الظهور في المؤتمرات الصحفية وامام الفضائيات حيث لاقضايا كبرى من شأنها أن ترفع من شأن هؤلاء الحكام سوى ان يتغنوا بالقضية الأهم في تاريخهم فبدون القدس هم مجرد اضغاث احلام لا يعبأ العالم بهم ولا يعرف عن معظمهم شيئاً.. مشاريع حكام لااكثر ولااقل غير ان التاريخ يأبى ألا يفضح كثير من تلك الانظمة التي باتت لا ترى حتى تحت مواضع اقدامها.
كلهم يستدعون غزة عند الحاجة يسعون لاكتساب الهيبة امام العالم ولو عبر سطر في خطبة عصماء تعلن حق الشعب الفلسطيني في الوجود ثم سرعان ماينهي الحكام خطبهم كنجوم سينما يجسدون ادوارهم بحرفية بالغة وسرعان ما يعودون لبيوتهم آمنين في انتظار جوائز «الاوسكار» بمفردها غزة منذ عقود وهي التي تدفع الثمن عن العروبة وعن ديار المسلمين . دولتان خليجيتان هماالسعودية والامارات اشترتا في العام 2013 اسلحة من الغرب بقيمة 102 مليار دولار غير ان رصاصة منها لم تشحن للمقاومين الذين يدهشون السماء عندما يحفرون الانفاق بأظافرهم.. فيما تستقبل مدينة اماراتية خبير عطور بوسعه ان يبتكر لك عطرك الشخصي بعد مقابلة للتعرف على ميولك واهتمامك مقابل مليوني درهم.. يا للعار اشرف خلق الله في القطاع يبحثون عن رغيف حاف ويموت الجرحى بسبب نفاد الادوية بينما معبر رفح مغلق إلا قليلا من اجل ذر الرماد في العيون.. تصدأ الاسلحة في المخازن الخليجية منذ عشرات السنين من غير ان يتم استخدامها ولو حتى بعرضها في الاعياد الرسمية .. يا للعار.. تبقى غزة بمفردها القادرة على اختراع الدهشة ووضع نظريات جديدة في تاريخ الحروب ستدرس حول العالم لسنوات مقبلة ..تبقى غزة عبر مجاهديها الذين تجاوزوا سنوات الطفولة تواً هي القادرة على ان تدفع نتنياهو للاختباء عن الانظار وإغــــلاق هاتفـــــه بعد ان باتـــت سمعة جيشــــه الذي لا يقهر في الحضيض.. غير ان الكثير من الصحف والفضائيات العربية لازالت مصرة على ان ترزح في العار وتكابر وتدعي زوراً وبهتاناً اناسرائيل قادرة على حسم المعركة ولازال عجائز في قنوات التلفزيون المصري وفضائيات أخرى خاصة يردحون ليل نهار وهم يهاجمون المقاومة بزعم انها ارهــــقت شعبها وفي مصـــر هبـــة النــــيل بات يحـــلو لكثير من الكتاب ان يســتثمروا الذكرى الاولى لمذبحـــة رابعـــة للهجوم على حماس باعتبارها ظهيرا شعبيا للإخوان كما شرع كثير من الكتاب للحديث عن الدور الذي يلعبه المفاوض المصري بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي باعتباره المنقذ الوحيد لأهالي القطاع.
والبقية تأتي..

تعيس صالح .. ذلك الممثل الفاشل! بقلم محمد رفعت الدومي

 
غريبٌ أن أجدادنا ذوي الدماء المختلطة، بفعل الغزو و موجات الهجرة و الرغبات الجانبية، استطاعوا أن ينتجوا خصائص متشابهة، لكن، لسبب ما، علي الدوام، كانت نادرة هي الوجوه التي تلتقطها الأعماق بمجرد أن تلمسها العيون، و بلا شروط، وجه " سعيد صالح "، بلا جدال، يأتي في مقدمة تلك الوجوه ..
ثمة تفاصيل في ملامح وجهه تُلحِق بكل من يراه خليطاً من الارتياح و الألفة، تفاصيل هزليٌّة تزخر بالبراءة، يستطيع معها كل إنسان أن يقف علي الجذور الحقيقية لأدق مشاعره .. 
ربما، لذلك، استطاع، منذ بداياته، ليس أن يمرَّ فحسب، بل أن ينسحب في نعومة الحرير مباشرة إلي يمين القلوب، ويبني بها أعشاشه كواحد من أعظم فناني الكوميديا و صناع البهجة في تاريخ الفن العربي، بل الأعظم في هذا السياق علي الإطلاق، و لا أستثني أحدا .. 
و ليس يوم " سعيد صالح " بواحدٍ من قلم نزف فيه هذه الشهادة، فهذه الشهادة تتحد بشهادة فيه لأحد الساخرين العظام، و أحد الذين لمسوه من مسافة قريبة في الوقت نفسه، لذلك، هو يستطيع، بوصفه ساخراً قبل كل شئ، أن يصطاد كل أبعاد شخصيته في حرارتها المجردة دون أن يضيع وقتاً للتنظير لها، إنه الأستاذ " محمود السعدني " ، لقد قال عنه في كتابه " المضحكون " :
( يأتي بعد ذلك " سعيد صالح " في المقدمة من شلة العيال، و هو أخفهم دماً، بل هو أخف دم مضحك على الإطلاق، و هو قادر على إضحاك الطوب بحركته أو بلغته أو بإشارة من إصبعه الصغيرة، ثم هو، لأنه نجا بمعجزة من عملية حشو الرأس بشعارات المثقفين، ودعاوى الأدعياء، و لأنه نبتٌ شيطانيٌّ فهو ابن الطبيعة، و هو ممثل لأنه خُلق ليحترف هذه المهنة، و هو يشترك مع " علي الكسار " في ميزة هامة لأنه لا يعتمد التمثيل، و لكنه يتحرك على المسرح كما يتحرك في الشارع، ويتكلم بين شلة من الأصدقاء المقربين ) ..
هذا الكلام أصدق ما يمكن أن يقال في " سعيد صالح " أو عنه أو حوله، فهو أبداً لم يكن ممثلاً، إنما كان كما قال " السعدني " : يتحرك علي المسرح، و أضيف، و أمام الكاميرا، كما يتحرك في الشارع، و يتكلم بين شلة من الأصدقاء المقربين، فيقلق قوانين المكان، و هذه هي ذروة النقطة في موهبة كل فنان، و هذا هو مكمن جمال " سعيد صالح "، أيضاً، للأسف، هذا هو مكمن انحراف نجمه عن مكانه الطبيعيِّ في سماء الفن الشاهقة إلي سماء متوسطة، أو فلنقل، مزدحمة بالنجوم الشاحبة علي الأقل!
أمام تلك القدرة علي تفجير السخرية بأدوات بسيطة، ليترك المتلقي مشحوناً بالبهجة لساعات طويلة، و تلك القدرة علي مضغ المرارات، لا مفر من أن تحب "سعيد صالح "!
لا مفر أيضاً من أن تأسف لضمور نجمه، و للتعاسة التي كان يمرُّ منحنياً تحت أقواسها منذ سنين طويلة.. 
لا مفر، أخيراً، من أن تتذكر " سعيد صالح " دون أن يطرأ عليك من كل جانب " عادل امام "، و أن تستنكر ذلك الفارق الرهيب في العقود الأخيرة بين شحوب نجم " سعيد " و بريق نجم " عادل امام " علي الرغم من أن هذا الفارق كان في البداية يصب في صالح " سعيد صالح "، و أن تتسائل : لماذا و كيف و متي حدثت هذه الفجوة ؟
و هنا، لابد أن نلمس بعمق البعد الرئيسي، و الوحيد، من أبعاد شخصية " سعيد صالح"، " سعيد صالح " الإنسان، فلا أعتقد أن الممثل " سعيد صالح " يمثل بعداً من أبعاد شخصيته، ربما، لهذا السبب وحده، كان ضمور نجمه ارتكاب نفسه لا ارتكاب الآخرين، و خطيئة طيبته، بل سذاجته علي الأرجح ..
ربما، لا يعرف الكثيرون أن " عادل امام " الذي لم يحضر، لسبب ما، تشييع جثمان " سعيد صالح "، كان في جلسات العمل الأولية للمسرحية الحدث " مدرسة المشاغبين "، مرشحاً لدور " مرسي الزناتي "، لكن، حدث، بناءاً علي طلب من ذكاء " عادل امام " لصديقه، أن تنازل له " سعيد صالح "، عن طيب خاطر، عن دور " بهجت الأباصيري "، و هنا، كانت البداية الحقيقية للفجوة التي الآن بينهما، و التي اتسعت فيما بعد بعصبية شديدة ..
أيُّ كلام تريدون مني بعد ذلك عن نقاء " سعيد صالح " و بياضه؟
لقد طُبِعَ " سعيد صالح " علي عدم الهوس برأي الآخرين فيه، و لم يكن يقيم وزناً للعلاقات الاجتماعية التي تمتص قدرا لا يستهان به من التفكير والطاقة، و كان من الممكن أن نغفر له هذا الطبع لولا أنه بذَّر في ظلال الكسل كل الأوقات التي ادخرها من المساحة المفترضة للعلاقات الاجتماعية، لذلك، لم أستغرب وداعه غير اللائق و عزوف زملائه، أو لأكون أقل حدة، عدم اكتراثهم لتشييع جثمانه إلي حفرته الأخيرة !
لم يدرك فقيدنا الممتاز أبداً أن عدم الهوس برأي الآخرين فيه، و أن اللا مبالاة بالعلاقات الاجتماعية طبعٌ يليق بأي صاحب مسار ما عدا الفنان، و أزعم أنه لو فطن إلي هذه البديهية ما كان شئ ليكبحه عن التحليق في مطلق أشد بريقاً من مطلق رفيق دربه و الخشبة، " عادل امام " !
من الجدير بالذكر أن الأخير استوعب هذه البديهية منذ البداية حتي جذور أعصابه، لذلك، واظب علي حراسة نجمه اللامع، و تنشيطه كلما لمس هبوطه، و حمايته من الغبار الذي يثيره المنافسون في كل وقت، و الحاقدون أحياناً، و الدماء الشابة في أغلب الأحيان! 
من أجل هذا، في كل محطة من محطات رحلته في هذا الوسط، القاسي جدا، عمل " عادل امام" علي استقطاب كتيبة من الصحفيين و الاعلاميين ذوي الأرواح الهشة المتآكلة، و هولاء كثر، و هولاء أوتار مشدودة علي الدوام لتسخير أقلامهم و أصواتهم لمن يجود بأي شئ، و إن كان دعوة علي حفل عشاء، و إن كان حتي " كارت شحن " أحياناً، آه و الله! 
و هؤلاء هم الذين جعلوا من " عادل امام " صنماً صناعياً لا يهتز لمد الزمان وجذره، و لا لعوامل التعرية و الشعر الأبيض، و هو صنم من ضوء كاذب و حروف مدفوعة الأجر علي كل حال، حتي أن التدليس في ضوء " عادل امام " و حجمه الطبيعي تجاوز المبالغة في أرقام ايرادات أفلامه و أجره إلي الاحالة، و الحقيقة التي لا تقبل القسمة علي اثنين أن ايرادات خمسة أفلام من أفلامه لا تعادل ايرادات فيلم واحد للفنان " أحمد حلمي "!
لا يمكن أن نغفل في هذا السياق أهمية اصطياد مقعد حول موائد المهرجانات المتعفنة، و بعضها رخيص الثمن جداً ..
و ماذا عن " سعيد صالح "، ذلك الطيب القلب، و الغبيُّ اجتماعياً؟
في الوقت الذي كان " عادل امام " ينمّي الضوء في اسمه يوماً بعد يوم، و يسخر الأقلام لإضفاء المزيد من الظلال الأسطورية علي صورته في أذهان الجماهير، نجد " سعيد صالح "، كغالبية المصريين، كان مجرد غرفة انتظار مفتوحة علي مصراعيها لأي جديد بشرط ألا يطارد هو هذا الجديد، رد فعل للآخرين لا أكثر، و كان الكسل بالنسبة إليه اكتشافاً عظيماً، يرضي بما هو متاح، و إن كان دوراً ثانوياً في عمل من بطولة فنان محدث ضوء لم يكن، ربما، قبل أسابيع قلائل، ينظر اليه بوصفه كوميدياناً عظيماً فحسب، إنما كان، يري فيه نموذجاً يسعي إلي محاكاته، ثم يعود بعد ذلك للجلوس في انتظار أي متاح آخر، و يكتفي بتعرف رجل الشارع عليه، و ظل حاله هكذا حتي تسرب العمر من بين يديه كحبات الشعير، و انحسرت مواسم الاختيار، و تبددت الطاقة و ضمرت معها الفرص الكبيرة ..
سبب آخر، و الأهم، ساهم في إخماد الضوء في اسم " سعيد صالح "، و هو علاقته السيئة بالسلطة، و للأسف، هو نفس السبب الذي اقتطف " عادل امام " من وراء القفز فوقه تلالاً من فاكهة الضوء المدبر!
من المعروف أن " سعيد صالح " كان أحد المغضوب عليهم من السلطة، نظام " حسني مبارك " تحديداً، و أنه، لذلك، واجه عقوبة السجن أكثر من مرة! 
من المعروف أيضاً أن السبب الحقيقي وراء سجنه للمرة الأولي بالتهمة التي كانت في ذلك الوقت حدثاً غير مطروق، تهمة " الخروج عن النص و خدش الحياء العام "، هو خروجه عن النص قبل ذلك فعلاً في مسرحية سابقة اسمها " لعبة اسمها الفلوس " التي قال فيها جملته الشهيرة:
" أمي أتجوزت ثلاثة مرات، الأول أكلنا المش، و التاني علمنا الغش، و الثالث لا بيهش و لا بينش " 
واضح أنه اسقاط واضح علي رؤساء " مصر " الثلاثة بالتعاقب، " جمال عبد الناصر "، " السادات "، " حسني مبارك "!
جَلَدَ " حسني مبارك " مرة أخري في اسقاط آخر و خروج آخر عن النص في مسرحية " كعبلون "، و لعل سجنه للمرة الثانية في بداية التسعينيات كان تعقيباً علي هذه الحادثة ..
لا شك أن " سعيد صالح " كان متصل الظاهر بالباطن، كما يقول المصريون في لهجاتهم : " اللي في قلبه علي لسانه"، و هنا، أتذكر أنني سمعته ذات مرة يشتم، كأنه، يعاتب ابنته علي الهواء، فهو لا يحرس الكراهية و لا يزيف ابتسامته و لا طباعه و لا ينقب كالآخرين عن اتجاه الريح، فمثلما، طبع علي عدم الهوس برأي الناس فيه، طبع أيضاً علي عدم الهوس برضا السلطة عليه، و هذا كان أكبر أخطائه علي الإطلاق! 
لأنه، ببساطة، كل دولة يقف في القلب منها أحد العسكر لابد أن تعمل علي استبعاد الأغلبية لصالح أقلية بشرط أن تدور هذه الأقلية في دائرة مغلقة حول محور الزعيم الملهم الذي يعرف كل شئ، و يري أبعد، و تعمل بكل وسعها علي حراسة بقائه، هو أيضاً يعمل علي حراسة رسوخ هؤلاء في قمة محيطهم بمنحهم بعض الامتيازات الشخصية المنظمة، كتأمين وظائف لأبناء العائلة كل حسب درجة قربه من النظام، وراثة الابن مقعد أبيه في الهيكل الوظيفي لـ " تكية الست كرامات "، أو الإنعام بمقعد في مجلس الشعب أو الشوري، أو حراسة " العمودية " في عائلة تتوارثها جيلاً بعد جيل، و هكذا!
في مثل هذه الظروف، يستطيع من يشاء بقراءة سريعة لنسيج قرية أو مدينة أو نجع أو حي أن يدرك مدي مراوحة التاريخ الآسن و الجغرافيا التي لا تتآكل للجسد الاجتماعي للقرية أو المدينة المستهدفة في نفس المكان، أقصد، أن القارئ لتاريخ و جغرافيا قرية أو مدينة سوف يجد " عمدة " القرية الآن، علي سبيل المثال، لابد أن يكون ابن " عمدة " القرية السابق، و أثرياء القرية في حمسينيات القرن الماضي هم هم أجداد أثريائها الآن، و ملاك الأرض هم سلالة ملاك الأرض، و تتابع التعاسة في لهجات فقراء القرية انتشارها، حتي اشعارآخر ..
و في مثل هذه الظروف، حتي التعليم لا يصلح جسراً للانتقال من طبقة إلي طبقة أكثر رقياً..
و في مثل هذه الظروف لابد ان يكون النفاق هو الخُلُق العام للمجتمع!
دائرة مغلقة، متي ضاقت هذه الدائرة و توترت حوافها، تبدأ الثورات!
و لا أدري، ألسوء حظ الفنان أم لحسن حظه، بسبب تأثيره علي البسطاء، و بسبب التفاف قلوب الحشود حوله و تحديقهم النظر اليه مثل فاكهة بشرية، وقع اختيار الأنظمة المولعة بالديكتاتورية عليه كأحد المنتمين، و إن قسراً، إلي الأقلية التي تدور في دائرة الحاكم، أو، لا يدور، فلهم أساليبهم أيضاً، و لابد من إجهاض الضوء المبهر في اسمه، لكنهم، لا يمانعون، بعد ذلك، من السماح لبعض الضوء المقنن الذي يسقط علي الحواف من أن يطال اسمه ..
و الضوء، قبل كل شئ، شئ نسبي، و كم من ملوث و غير حقيقي، كأنه الوهم، يكاد أن يختنق ضوءاً، و لحسن الحظ، ثمة أشياء جانبية أخري لا يستطيعون السيطرة عليها بالقوة، أشياء أهم و أطول عمراً، لا يعرفونها .. 
تلك الغابات من القلوب التي آوت " سعيد صالح " دون شروط و دون انتظار لمنحة أهم، التاريخ الذي خارج سيطرة الجلاد أهم، و لسوف ينصف " سعيد صالح " دون شروط، بكل تأكيد ..
قبل نهاية كلامي هذا، أحب أن أقول شيئاً صغيراً يرج حتي الآن جماله و بساطته و عفويته في قلبي، كاد والله حين اعترض عينيَّ أن يربَّي فيهما الدموع ..الأسبوع الماضي، فوجئت بمستخدم خليجيٍّ علي تويتر، أنشأ حساباً باسم " صدقة جارية للفنان سعيد صالح "
أيُّ جائزة، حتي الأوسكار، تعادل قيمتها هذه المشاعر الصحية التي لم تتسرب يوماً إلي قلوب ذوي القلوب المتسخة؟..
وداعاً " سعيد صالح "، كم أتمني، و الحشود، أن يُنْزِلُ بك التاريخ ذكراً لم يطرأ يوماً علي مخيلتك، بقدر ما منحت البسطاء من متعة مجانية، و بلا شروط .. 
ارقد في سلام

عميد متقاعد برهان كريم : اذا قالت واشنطن فلا تصدقوها

انتبهوا يا عرب من مسلمين ومسيحيين, فإن لواشنطن دور أو قرص في كل مأتم أو عرس. واسخروا أيها العرب من واشنطن إن كنتم سوريين ويمنيين وعراقيين وفلسطينيين وليبيين وغيرهم ممن تشرد وهجر أو قتل وأستشهد ابنائهم, وثكلت وترملت نساؤهم. فواشنطن على ذمة المحلل السياسي فريد زكريا هي المهددة وتعاني مما يجري في أوطانكم ولستم أنتم, والذي وضح لنا بحواره مع CNN, أن حجم معاناة وقلق واشنطن يتلخص بهذه الأمور:
إن مستوى القلق في واشنطن من تنظيم الدولة الإسلامية غير مسبوق.
وتنظيم الدولة الإسلامية تحول إلى النموذج الذي لطالما كانت القاعدة تصبو إليه.
والتنظيم يؤسس قاعدة قوية ومتطورة ، وقادر على بيع النفط والغاز والغلال الزراعية.
والقدرات العسكرية المميزة للتنظيم تحاول التعامل مع الضربات الجوية الأمريكية عبر الانتقال من أماكن مفتوحة إلى السيطرة على مدن وقرى, وممارسة حرب العصابات.
وداعش هو أكثر التنظيمات الإرهابية التي واجهتها أمريكا إثارة للانتباه حتى اليوم.
وموقف السنة هو الأهم. لأن التنظيم ينشط ويتحرك بينهم، وقد قال ماو تسي تونغ: إن الذي يخوض حرب عصابات يسبح مثل السمكة في الماء، ما يعني أنه من الضروري أن يكون لها حاضنة شعبية قادرة على دعمها وإلا يصعب عليها البقاء.
ودخل تنظيم داعش من باب الشعور السائد بين السنة الذين يرفضون الخضوع لحكم الأقلية في سوريا ولحكم الفرس كما يصفونه في العراق. وهذا الأمر هو في صميم المشكلة المطروحة، وهناك بعض العناصر الأخرى في المعادلة، مثل قدامى جنود الجيش العراقي وأركان نظام الرئيس السابق صدام حسين وحزب البعث.
وعن إمكانية تحالف الغرب مع النظام السوري الذي يطالب برحيله عن السلطة, قال زكريا: هناك سوابق مماثلة ، فحين سأل الناس رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، عن سبب تحالفه مع السوفييت. قال إنه مستعداً للتحالف مع الشيطان. وبالطبع قضية الاصطفاف إلى جانب الأسد لن تكون سهلة، فالأسد هو سبب ظهور التمرد المسلح في الأساس وهو سبب ظهور هذا الخلاف الواسع النطاق.
الحل الأمثل هو اقتلاع جذور داعش المتمثلة بالامتعاض السني، ودفع حكومة العراق لتكون أوسع تمثيلاً, وتغدق الأموال على القبائل كما فعل الجنرال بترايوس.
التنظيمات الوحيدة التي أثبتت فاعليتها في القتال على الأرض في سوريا هي تلك الشبيهة بداعش أو جبهة النصرة. وربما كان من الممكن أن يتغير الوضع لو حصل دعم أمريكي، ولكنني لا أرجح ذلك، فالحرب الأهلية الجارية تشهد انقساماً حاداً مما دفع بالقوى المتطرفة إلى البروز، في حين تعرض المعتدلون للسحق.
توصيف المحلل فريد زكريا يتطابق مع توصيفات الادارة الأميركية ومعظم الساسة الأميركيين, فالولايات المتحدة الأميركية كانت وماتزال تعتبر نفسها على الدوام ضحية الإرهاب. وأن هذا الإرهاب لا يد ولا مصلحة لها فيه, وإنما هو من فعل الآخرين.. وتصريحات وحوارات الساسة الأميركيين أشبه بجوقة ترقص وتدبك وتشدوا على أنغام هذه التوصيفات الماكرة. ونقول لهؤلاء ولطواقم مراكز الدراسات والبحوث, بأن معظم أزمات العالم أسبابها هي:
شرعة وقوانين المنتصرون في الحربين العالمية الأولى والثانية, والنظام الجديد الذي اعتمدوه, إنما هي شرعة وقوانين ونظامين غيبوا العدل ونشروا الكثير من الجور.
وميثاق الأمم المتحدة الذي حدد مهام مؤسساتها كمجلس الأمن, منح الأقوياء الحقوق وحررهم من كل واجب, وحرم غيرهم من حقوق و كبلهم بالواجبات.
والسياسة التي مارسها الاستعمار القديم ويمارسها الاستعمار القديم الجديد,
وتواطؤ بعض الدول ومنظمة الأمم المتحدة مع إسرائيل, وتهربهم من تنفيذ القرارات الدولية, وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الصهيوني.
ومصادرة واشنطن لبعض قرارات حلفائها و بعض الانظمة أنعكس سلباً على حقوق مواطني هذه الدول في كل المجالات, وأسهم في التضييق على الحريات العامة.
والتحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي على السراء والضراء وبهذه الصورة القبيحة والمزرية لن يدع أية فرصة لنمو برعم من براعم الأمن والعدل والحوار والسلام.
والغزو الأميركي بذرائع كاذبة تسبب بسفك دماء وأرواح الكثير, طالما بقي بدون حساب, وقوانين الحصار والحظر الأميركية اللاإنسانية . ويشير إلى أن العدالة الأميركية مكبلة أو قاصرة أو لا تجرؤ على طرح أو مناقشة مثل هذه الأمور.
والاتفاقيات التي وقعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل برعاية أميركية وأطلق عليها معاهدات سلام تسببت بسخط الجماهير, لأنها صادرت بعض حقوق هذه الدول.
وتهرب واشنطن والأمم المتحدة من تحرير الأسرى لمعتقلين في السجون الاسرائيلية.
والتاريخ العنصري للولايات المتحدة الأميركية من أبادتها للهنود الحمر إلى خطفها الأفارقة وغيرهم, ينقض ادعاءاتها بأنها الحامية للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
والخداع الذي مارسته واشنطن في زجها المسلمين بالحرب ضد الروس في أفغانستان, والذي وصفهم بالرئيس ريغان ليقول بأن المقاتلون المسلمون والأفغان هم المعادلون التاريخيين لمؤسسي الولايات المتحدة الأميركية. وجاء خلفه والذي كان نائبه بوش الأب وأبنه ليسفكا دماء وأرواح هؤلاء المعادلين, سيبقى سبب الكثير من الأزمات.
وسجن غوانتانامو والسجون السرية الأميركية الأخرى في القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في دول العالم وفي السفن والحاملات. والمعاملة المهينة والمزرية للمعتقلين في هذه السجون ستبقى هي السبب الرئيسي لنمو وتنامي طرق وأساليب الإرهاب.
وأخيراً نقول للمحلل فريد زكريا ولساسة واشنطن وصقورها.لنذكرهم لعلها تنفعهم الذكرى:
واشنطن لم تربح أية حرب خاضتها بمفردها, أو قادت حلفائها فيها. فانتصارها في الحربين العالمتين الأولى والثانية كانت نتيجة التضحيات الكبيرة والجسيمة بالعتاد والأرواح التي قدمها الفرنسيين والبريطانيين والروس.
أية حرب خاضتها واشنطن لوحدها أو قادت حلفائها فيها انتهت بهزيمتها, كحروب كوريا و فيتنام والصومال وأفغانستان والعراق, وسارعت للتفاوض مع خصومها لوقفها كي تنجوا من الهزيمة المزرية , وتنجوا بجلدها.
هناك مثل عربي تعتمده الشعوب. ونذكر المحلل فريد زكريا وساسة واشنطن به, ويقول المثل: الثلم الأعوج من الثور الكبير . وهذا الثور هو بلاد أوباما.
نقول لساسة واشنطن و زكريا: تصريحاتكم وحواراتكم دسمة بالكذب والخداع والمكر والنفاق.