14 يونيو 2014

-بالفيديو : راعي كنيسة ماري جرجس البلطجية أحرقوا الكنائس، والشيوخ أنقذونا

أكد القس أيوب يوسف راعي كنيسة ماري جرجس بالمنيا، أن البلطجية هم الذين أحرقوا الكنائس في المنيا، وأن الشيوخ هم الذين نادوا بحمايتهم اليوم في المساجد في صلاة الجمعة.
وفي مداخلة تليفونية مع قناة “أون تي في” اليوم، أكد أيوب أن البلطجية اعتادوا الاعتداء عليهم من يوم الثالث من يوليو منذ إعلان الانقلاب، وتم نهب دير أثري يرجع لأكثر من 1500 عام من قبل البلطجية.
وأضاف أن المشايخ نادوا اليوم في المساجد في صلاة الجمعة بالمحبة والتسامح والوطنية، وأن اليوم فعلا كان يوم آمن بالنسبة لهم.
وأكد أنهم وجهوا نداءات كثيرة للشرطة والجيش لحماية الكنائس من البلطجية دون استجابة لهم.

13 يونيو 2014

محمد رفعت الدومي : مهمة السيد (أحمد البدوي) .. ومَحَليِّاتُ المتعة العميقة!

 " سلمني الخفين ، وقال : احفظهما لي ، وبحق بتاح ، لقد انسل بالليل إلي الشمال ، ما معني ذهابه إلي الشمال من أجل اليوبيل ؟ "
هذه رسالة بعث بها أحد عمال المقابر الفرعونية في " الأقصر " إلي أمه ، يشكو لها فيها من سخافة حارس المقبرة ، كان ذلك الحارس قد استودعه حذائه وسافر إلي الدلتا ، شمال مصر ، لحضور مهرجان " تجديد شباب الفرعون رمسيس الثاني"!
هناك بالتأكيد لذهاب الحارس معني ، هو فقط يعرف ، عندما انسل بالليل إلي الشمال ، ما كان يدور وراء كواليس عقله ، لكن العامل الرقيق ، كان ينظر إلي ذهابه من زاويته الخاصة ، و يفكر فيه علي ضوء اهتماماته هو الشخصية ..
و إن تهافت الجنوبيين المعاصرين علي الذهاب الموسميِّ إلي يوبيلات الدلتا الصوفية ، تكريماً لذكري ميلاد السيد " أحمد البدوي " ، مرتين في العام أحياناً ، و ميلاد السيد " إبراهيم الدسوقي " ، و أساليبهم في الحديث بعد العودة من هناك عن ألوان الطعام ، و ألوان البهجة ، و الأهم ، ألوان نساء الدلتا و جمالهن الأخاذ - بالنسبة إلي نساء الجنوب طبعاً - ، وعطورهنَّ الجارحة ، وسهولتهنَّ ، وهي لا تعني بالضرورة انحلالهنَّ بقدر ما تعني ثقافتهنَّ المنفتحة علي تبادل أطراف الحديث مع الغرباء ببساطة ، كل هذا يدفعني إلي الظنِّ المستدير بأن البواعث وراء الكواليس واحدة !
و للسيد " أحمد البدوي " ، بشكل خاص ، حضور فادح في ذاكرة كل أهل الجنوب ، و كل أهل " الدومة " بشكل أكثر عمقاً ، ربما ، أو بالتأكيد الزائد عن الحد ، سبب هذا الحضور يعود بالأساس لشقيقين من أهل " الدومة " ، و من " محاسيبه " في الوقت نفسه ، هما الأخوان " أحمد و محمد أبو شومان " ، و لتلك " الحضرة الشومانية " التي كانا يقيمانها في مناسبات " الدومة " البسيطة ، كختان الأطفال ، أو العثور علي شئ ضائع ، و لمجرد الوفاء بالنذر أحياناً ، وتقرباً إلي الله في أغلب الأحيان ..
و حتي كتابة هذا الكلام ، لا يزال الريش يتطاير من جيوب الذاكرة الكلية للـ " الدومة " ، فينساب في سطحها شلالٌ من العصافير لا يصدأ ، ولا يواجه إلغائه ، تكريماً لذكري هذين المرحومين ..
كتبت عنهما من قبل ، و ربما ، لإفلاس العقل ، أو لضمور الرغبة في الكتابة ، سأستعير أصابعي القديمة ، و أكرر :
يدق الأخوان " أحمد و محمد أبو شومان " طبلتيهما علي نحو مذعور ، لكنه حميم ، قبل سلة من الأمتار من ساحة البيت الذي استدعاهما صاحبه لإقامة الحضرة ، وهذا وحده ، في قرية من قري ثمانينيات القرن الماضي لا تعرف إلا الخواء الروحيِّ ، كان حدثاً يستحق أن تستقبل النساء وفادتهما بالزغاريد العصبية ، و تستخف بعضَ الصغار نارُ المرح الداخلي فينزعون ثيابهم ، و يصير الصخبُ ممتلئاً حتي كأنه الهدوء ، يندمج مع الهمس و الأسرار الخفية و أصداء البيوت و حفيف الأشجار في الحقول و نقيق الضفادع و خفقات أجنحة الفراشات الساهرة في ليل " الدومة " و انتفاضات البهائم في الحظائر تنفض الغبار و الحشرات عن جلودها ، فيشتعل الليل مثل فضيحة ، أتذكر كل هذا فينتابني الاحساس بالخجل ، و أتسائل : كيف من أجل طقس بسيط كهذا الطقس ، مجرد رجلين يدقان طبلتين ، كانت " الدومة " تقيم الدنيا و لا تقعدها ؟ ..
يدق الأخوان لدقيقتين طبلتيهما و قلبي ، واقفين في صدر المكان و قلبي ، ثم تهبط حدة الإيقاع تدريجياً حتي يتفتت تدريجياً إلي شكوك خافتة ، تتابع خفوتها ، ثم ، فجأة ، تتلاشي ، لتتماسك من جديد عقب انتهاء طقوس العشاء ، و تنتظم حلقات الذكر ، انتظاماً ركيكاً في البداية ، لا يلبث أن يحتشد ، و تتحول الأجساد إلي جُمَل ٍ روحية ، و يحدث دائماً ، عندما يتأكد العم " محمد أبو شومان " من إمساكه التام بأزمة الرجال المترنحين علي الحافة الغامضة ، و في لحظة معايرة بعناية خاصة ، أن يبدأ في ترديد العديد من الحكايات الأسطورية عن السيد " أحمد البدوي " الذي .. ( أبو بطن واسعة ) ، و الذي شرب ماء البحر برشفة واحدة ليعيد طفلاً غريقاً إلي أمه ، و الذي .. كان المريدون يلتقطون بيض " طيور الفردوس " من صومعته ، و هنا ، لكي لا أشارك في تزييف التاريخ ، يجب أن أؤكد أن العم " محمد " لم يقل لنا و للتاريخ ، هل كان ذلك البيض نيئاً أم مسلوقاً أم مشوياً في نار جهنم ، أو لم أفهم علي أية حال ، و لكن ذكري مشابهة ، " و هزي إليك بجذع النخلة " ، تدفعني إلي الاعتقاد بأنه كان نيئاً ، ليدرك الذين يفضلونه مسلوقاً أو مشوياً قيمة العمل ! ..
و تعبر الأساطير تباعاً من نفس ٍ إلي نفس ، خلال الفجوات الذهنية ، و تحت درع ثقيل من الاعوجاج الفكري ، دون عائق ، بل والإيمان الطليق في صحتها ، أو هكذا يظن الحمقي ، هم أكثر خبثاً بالتأكيد الزائد عن الحد ، و هم لا يصدقون إلا ما يرون و يلمسون ، لقد اتخذوا من التعايش السلميِّ مع كل المعتقدات درعاً يحرسون به بقاءهم ، و هذا يقودني إلي حكاية طريفة ، ورائجة ، للعم " محمد أبو شومان " ، تعكس المشهد كاملاً ، وتشوهه تماماً كمشهد مرتجل ..
كان العم " محمد " ذات ليلةٍ شديدة العصافير مستغرقاً في حالته تماماً ، و كان يردد ، بنغم سكَّري :
- ساكن " طنطا " ، وفـ " مكة " صلاااااتو !
و حدث أن اقتحمت حالته ، فجأة ، زوجته ، الخالة " صِدِّيقة " ، مذعورة ، و ألقت عليه نبأ شجار عائليٍّ كان لا يزال نشطاً حول بيوتهم ، و أضافت بلهجة تنم عن رعب حقيقي ، أن العم " حلاتو " كان في زيارة لأصهاره في " الدومة " ، و تدخَّل كطرفٍ أصيل في المعركة ، ضدهم ، عندئذ ، تحلل تعبير الرضا علي وجهه إلي غضب عارم ، و يبدو أنه لم يتمكن من الانسحاب من حالته في الوقت المناسب ، و ربما كان الغيظ ، و ربما كان الذعر من تهور العمِّ " حلاتو " الشهير ، هو ما جعله يصعد بالإيقاع إلي ذروة العنف ، واستأنف الإنشاد بشكل مروع ، وهو يتساءل ، بنغم عدائي :
- و ايش دخَّلو فيها حلااااااتو ؟!
تعليق حقيقيٌّ ، بشكل متعصب علي أفكارنا السابقة عن الزنادقة ، وخبث الزنادقة حيال الحياة ..
و أنا لست هنا لأحمي روح المرحومين " محمد و أحمد أبو شومان " ، فقد كبر ذاك الطفل الذي كانوا يتوقعون منه الطاعة ، بل الصمت ، و هو هنا ليحطم عن عمد ، و ليرسم بالكتابة الوجه الآخر للسيد " أحمد البدوي " من منظور تاريخي لا من منظور تاريخ الأدب الشعبي في مصر ، و هذا لا يمنع أن للشقيقين " أبو شومان " لديَّ أثراً يستحق التقدير ..
" البساط أحمدي " ، هذا التعبير الشعبي الدارج هو مفتاح باب شخصية " أحمد البدوي " ، و لتنمية هذا التعبير تحديداً جاء الرجل إلي مصر في توقيت معتني به تماماً ..
هو ، " أحمد بن علي بن يحيى " ، ولد بمدينة " فاس " المغربية عام " 596 "هـ ، و توفي بمدينة " طنطا " المصرية عام " 675 " هـ ، و هو ثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى ( المتصوفين ) ، و راية طريقته حمراء ، لُقب بـ " البدوي " لأنه كان كعادة البدو يستر وجهه باللثام ، لُقِّب أيضاً ، للسبب نفسه ، بـ " شيخ العرب " ، كما لقب بـ " السطوحي " لأنه كان يعيش علي سطح دار الشيخ " ركن الدين " بمدينة " طندتا " ، و هي " طنطا " الحالية ، و عاصر من الحكام بـ" مصر " ، " الملك الكامل " ، و " الملك العادل " ، و " الملك الصالح أيوب " و ابنه " توران شاه " ، و " شجر الدر " ، و " المعز أيبك " و ابنه " المنصور " ، و " السلطان قطز " ، و " الظاهر بيبرس " ، و هذا معروف !
ما ليس معروفاً هو لماذا أتي إلي مصر في ذلك التوقيت المعتني به تماماً ، و لماذا بعد موت " صلاح الدين الأيوبي " مباشرة ؟
لقد جاء الرجل ليحطم عن عمد ، و لقد كان ضالعاً في خطة شيعية متعددة الأبعاد لاستعادة " مصر " إلي النطاق الشيعيِّ الذي أخرجها منه " صلاح الدين " بانتصاره علي الدولة الفاطمية ، و لقد صُمِّمت هذه الخطة في " العراق " ..
من الثابت أنه حدث فى سنة "634 هـ " أن سافر " البدوى" بصحبة أخيه الأكبر " حسن " إلى " العراق " ، و كانت في ذلك الوقت المركز الأكثر نشاطاً بين مراكز التصوف الشيعى الذى وُلِدَ في " العراق " علي يد " معروف الكرخي " مولي " على بن موسى الرضى " الذى كان أكبر شحصية شيعية فى عهد الخليفة " المأمون " ، و " الكرخى " كان نصرانياً ثم أسلم ، و لعل أصداء الرهبنة في تكوينه كمسيحي هي التي حرَّضت عقله علي النزوع إلي التصوف , ثم انتقل التصوف إلي " المغرب " فاتخذ أبعاداً أخري ، و استرده إلي " العراق " بحلته الجديدة وطور قواعده السيد " أحمد الرفاعى " ، و من هناك ، انتقل إلي " مصر " بواسطة " أبو الفتح الواسطى " ، و من بعده السيد " أحمد البدوى " و" ابراهيم الدسوقى " ، و هذا حفيد " أبو الفتح الواسطى " و " أبو الحسن الشاذلى " , و كل هؤلاء كان يعمل سراً لإسقاط الخلافة العباسية عن طريق استقطاب العامة إلي دين جديد ، جديد بكل معني الكلمة ، دين المتعة المجانية !
و هناك ، في " العراق " ، تم إعداد " البدوي " للقيام بمهمته الإلهية هذه علي يد " ابن عرب " ، أكثر الحافظين لتعاليم " أحمد الرفاعي " في عصره !
و هناك أيضاً ، زار السيد " أحمد البدوي " قبر " الحلاج " ، و " الحلاج " حقيقيٌّ و أحد الذين حلقوا في المطلق بأجنحة صحيحة و بلغوا الأعتاب ، تماماً ، كـ " محيي الدين بن عربي " ، و هو مغربيٌّ آخر كان معاصراً للسيد " البدوي " ، و هذين لا يتضمنهما حديثي عن " البدوي " ، فإن فارقاً رحباً بين شخص يتكلم عن المطلق من داخل مذهب ، و بين من بلغ المطلق بمذهبه الخاص ! 
و الحانقون علي الشيعة يضغطون بقوة علي الجذور المسيحية لـ " معروف الكرخي " ، و من جانبي ، أقول :
بتحديق النظر في التشيع كمذهب ندرك علي الفور أنه كان الجرح التاريخي الذي تناسل في دمه اليهود المتحولون إلي الإسلام في كل زمان و مكان ، فرائد هذا المذهب هو " عبد الله بن سبأ " ، يهودي أسلم ، أو لعله ادعي الإسلام ، وصاحب فكرة إنشاء " الأزهر " لتدريس المذهب الشيعيِّ يهودي آخر أسلم أو ادعي الإسلام ، و هو " يعقوب بن كلِّس " ، و مؤسس فرقة " الشيعة الإسماعيلية " هو " ميمون بن قداح الديصانى " ، يهودي ثالث ، كما أكد " السيوطي " ، كان له الأثر الجلل في عرقلة مسيرة الإسلام ربما إلي الأبد ، فمن رحم هذه الفرقة ، فرقة " الشيعة الإسماعيلية " ، ولدت ، بالتفاعل ، عدة مجتمعات بعضها انكمش و ذاب في طيات الزمن ، و بعضها ما زال حياً ، كلها تنظر إلي الإسلام في أضواء خاصة بها ، مثل ، " القرامطة " الذين سرقوا " الحجر الأسود " و نقلوه إلي " البحرين " ، و " الحشاشين " في جبل " لبنان " ، رواد الاغتيالات السياسية في العالم ، و " اخوان الصفا " وهؤلاء إلي الماسونية أقرب ، و " الدروز " في " لبنان " و " سوريا " و " اسرائيل " ، و " البهائيين " ، و " الأغاخانية " ، و " القاديانيين " ، و " النصيريين " و إلي هؤلاء ينتسب " بشار الأسد " ، و " العبيديين " ، و هم " الفاطميون " ، و إلي هؤلاء ينتسب السيد " أحمد البدوي " ، و هنا ، يتضح أنه لا وجود لشئ اسمه الماضي ، و أن الزمن وحدة واحدة حبلي بالماضي و الحاضر و المستقبل أيضاً ..
أياً كان الأمر ، أستأنف :
بعناية تستحق التقدير ، اختار العلويون الشيعة السيد " البدوي " لهذه المهمة عقب إعدام رجلهم في " مصر " الفقيه الشاعر " أبي عمارة اليمنى " و أتباعه عام " 569 هـ " بعد اكتشاف مؤامرتهم ضد " صلاح الدين الأيوبى " ، و بعد موت داعيتهم " أبو الفتح الواسطى" قبل ذلك بعقود ، و كان " عز الدين الصياد " أحد أهم تلاميذ السيد " أحمد الرفاعى " ، قد سبق " البدوي " إلي مصر بعام واحد لاختيار المكان الذى سيبدأ " البدوى " منه نشر دعوته ، و أشهد أنه أحسن الاختيار ، و لهذا السبب اتجه البدوى من " مكة " الى " طنطا " مباشرة ، و قد سبقت مجئ " البدوي " حملة إعلامية منقطعة النظير لتضخيم " كراماته " ، ترهلت هذه الحملة من المبالغة إلي الإحالة الصريحة دون خجل ، فقد ادَّعي بعض المروجون للرجل أن من بين " كراماته " أنه يحيي الموتي !
برغم كل ذلك ، منيت الخطة في النهاية بالفشل ، و لعل الشيعة قد استشعروا نذر فشلها ، لذلك ، بدأوا في اختبار خطط نائمة و أقل حرصاً لإسقاط الدولة ، مثلما فعل " ابن العلقمي " ، وزير الخليفة العباسي ، إذ راسل " المغول " سراً و تآمر معهم علي الخلافة ، وهذه رواية تاريخية لا تقبل الجدل ولا القسمة علي اثنين ..
نعم ، لقد فشل السيد " أحمد البدوي " في أن يستعيد دولة الفاطميين ، لصلابة عضلات الدولة المملوكية ، خاصة في عهد " الظاهر بيبرس " ، و هو العهد الموازي لأوج شهرة " البدوي " و جسامة أعداد الملتفين حوله ، لكنه ، نجح ، بالتأكيد الزائد عن الحد ، في أن يصنع ديناً موازياً للإسلام ، أصبح هذا الدين ، حتي في زمن " البدوي " ديناً داخل الدين وخارج سيطرة نواهيه تماماً ، كما أصبح هذا الدين ، و حتي يومنا هذا ، وهذا هو المهم ، هو الدين الشعبي في " مصر " ، لمرونته ، يتزاحم حوله العامة و المنحطون فكرياً و المدفوعون بالأطماع و الباحثون عن ألوان المتعة ، ليصبحوا دولة داخل الدولة ، لكن ، و هذا موطن الأسف ، داخل سيطرة الحكام في كل زمان ، بل أداة سهلة التوجيه من أدواتهم التي يدخرونها لوقت الحاجة..
لتعرف كيف حدث هذا ، لابد أن تعرف أولا أن ( مليونين ) من أصحاب الحد الأدني من المصريين و غيرهم يزورون ضريح " البدوي " في الأسبوع الواحد ، و لابد أن تعرف أيضاً ، أن " الطريقة الأحمدية " بعد موت " أحمد البدوي " تمددت في عدة طرق ، مثل ، " الشناوية الأحمدية " ، " المرازقة " ، " الشعيبية " ، " الزاهدية " ، " الجوهرية " ، " الفرغلية " ، " الإمبابية " ، " البيومية " ، " السطوحية " ، " الحمودية " ، " التسقيانية " ، " الكناسية " ، " المنايفة " ، " الجعفرية الأحمدية المحمدية " ، " الجريرية " ، و لكل طريقة من هذه الطرق " شيخ طريقة " يبايعه علي الولاء المطلق آلاف ينتشرون في كل شبر من أرض " مصر " ، لذلك ، لم يكن علي السلطة ، لتضمن ولاء كل هؤلاء ، سوي استمالة شيخهم فقط ، و هذا سهل كالماء ، فهؤلاء مشهورون باستعدادهم المطلق للتضحية حتي بأعراضهم مقابل دعوة علي وجبة من الفتة و اللحم السمين ..
و هؤلاء ، عائق جلل في طريق أي تغيير يحدث في " مصر " ، و أشد فداحة من المجالس المحلية ، و بكثير ، بل إن كثيرين من " العمد " و " مشايخ " القري من بين محاسيبهم ، لذلك ، يجب علي أول حاكم منتخب بعد الثورة القادمة ، لا محالة قادمة ، أن يكون قراره الأول هو حل هذه الطرق و تجريم المنخرطين فيها من قريب أو بعيد ، و إلا ، فاحتمال الثورة المضادة سيظل نشيطاً علي الدوام ، لتتأكد من هذا ، اقرأ سيرة من شئت من مشايخ الطرق الصوفية ، في أي عصر شئت ، سوف تكتشف منذ السطور الأولي أن هؤلاء كانوا و ما زالوا و سوف يكونون ، طفيليات تنمو بصوت مسموع حول شرج كل صاحب سلطة ، أو ، يكفيك ، مؤقتاً ، أن تحدق النظر في مشاهير هؤلاء أين يقفون الآن ، و في خندق من كانوا يقفون أيام " يناير " ، و قبلها ، و علي مر السنين !..
ربما ، لهذا السبب وحده ، استراح كل الحكام ، و لا أستثني أحداً ، في كل العصور ، إلي وجود هذه الميليشيات الروحية علي هامش البلاط ، و أدركوا مدي قوة الدولة العميقة لهؤلاء الطفيليات الضارة ، كما أدركوا ، كذلك ، أنهم يستطيعون متي شاءوا إحداث خسائر فادحة لمن يحاول الوقوف بينهم و بين ألوان المتعة المجانية المتعارف عليها ، تماماً ، كما حدث في عام " 721 هـ " في عهد " الناصر محمد بن قلاوون " ! 
ذلك السلطان المسكين ، استهان بقوة هؤلاء الفاحشة ، و أراد تعطيل الاحتفال بمولد " البدوي " دون أن يدور بباله أن الرد سيكون بتلك البشاعة ، بل بذلك التهديد الصريح لدولته من جذورها ، لقد دبر أحد المتصوفة ، و هو " عبد الغفار بن نوح " - كأن اسم " عبد الغفار " في مصر قديم إلي هذا الحد - ، و هو تلميذ " أبي العباس الملثم " مريد " البدوي " و رفيقه ، دبر ، احراق جميع الكنائس في أنحاء " مصر " بطريقة واحدة و توقيت واحد ، إذ أحرقت كلها في وقت صلاة الجمعة ، و من جراء ذلك ، كادت تشتعل في البلاد فتنة طائفية عارمة !
المدهش ، أن عدد الكنائس التي احترقت في ذلك الوقت كان " 60 " كنيسة ، نفس عدد الكنائس التي قيل أنها احترقت يوم مجزرة " رابعة العدوية " بالضبط ، " 60 " كنيسة ، و هذا يدفعني إلي الظن في أن هؤلاء المتصوفة يقفون وراء هذه الجريمة الأخيرة أيضاً لا الإخوان ، فهذا أسلوبهم القديم ، و تطابق العدد قرينة تستحق الاعتبار ..
و لهذا السبب الأخير أيضاً ، عملت كل الأنظمة علي تضخيم قيمة هؤلاء الأكياس البشرية المملوءة بروث البهائم و التودد إليهم ، و تشجيع نسج الأساطير حول " كرامات " أهل المدد ، و تكريس جهود الدولة لحراسة كرنفالات الجنس الجماعي التي تقام حول الأضرحة المسكونة بالأوهام ..
كيف كانت السلطة تشجع الخرافة ؟ ، إليك هذه القصة ..
ذات يوم من أيام العام " 1735 م " انتشرت في " مصر " من أقصاها إلي أقصاها شائعة بأن يوم البعث سيكون يوم الجمعة الموافق لـ " 26 " من شهر ذي الحجة ، و راح الناس يودع بعضهم بعضاً الوداع الأخير ، و يهيمون علي وجوههم في الحقول و الطرقات ، و انقضي ذلك اليوم و لم تقم الساعة و الناس مازالوا أحياء يرزقون ، هنا ، تدخلت السلطة بشائعة أخري ، و هي أن السيد " أحمد البدوي " و السيد " ابراهيم الدسوقي " و " الإمام الشافعي " تشفعوا للناس عند الله أن يؤجل لهم قيام القيامة ، فقبل شفاعتهم ، و لعل الشائعة الأخيرة هي ذريعة إطلاق الشائعة الأولي لا العكس !
لكن ، لماذا احتشد الناس للالتفاف حول دين هؤلاء ؟ ، هذا سؤال غير متطلب أبداً ..
لقد كان السيد " البدوي " ، و دعاة الشيعة عامة ، أكثر واقعية من غيرهم ، إذ أدركوا أن أيسر الممرات لاستقطاب الناس إلي دعوتهم هو إضفاء ظل من المتعة علي الدين ، أو لأكون أكثر دقة ، إضفاء ظل من الدين علي المتعة الصريحة بشتي بصورها ، الطعام و الجنس خاصة ، لذلك ، كانوا يغضون البصر عن كثير من التجاوزات التي تتنافي مع تعاليم الدين الإسلامي ، هذا جعل " الجبرتي " يقول عن فقراء " الطريقة الأحمدية " : 
- " إن بعض زوار المولد كان هدفهم الفسوق " !
و قال " المقريزي " في إطار حديث له عن هؤلاء :
- " إنهم لا ينسبون إلى علم و لا ديانة و إلى الله المشتكى " !
بل بلغ الأمر بفقراء " الطريقة الأحمدية " أن استباحوا لأنفسهم نهب المحال , و سرقة الناس , و أكل أموالهم بالباطل فى موسم مولد " البدوي " ، وبرروا هذا بأن " الغربية " بلاد " البدوى " و هم من فقرائه , فكل ما يأخذونه حلال لهم !
كما انتشر تعاطى " الحشيش " بينهم حتى أصبح عرفاً دارجاً في حلقاتهم ، و حتي أصبح يسمي بـ " حشيشة الفقراء " ، بل إن هناك طريقة صوفية تتخذ من تعاطي " الحشيش " محوراً لها تسمي بـ " الأنفاس المحمدية " ، و مقرها في " القليوبية " ، يمارس أتباعها ، ككل المتصوفين ، الزنا الجماعي , و دعواهم أن كل رجال و نساء الطريقة إخوة يحل لهم الاختلاط و النوم في فراش واحد ، و أعترف بأني ، ذات يوم ، فكرت في الانخراط في هذه الطريقة و أخذ العهد من شيخها ، و هذه حقيقة ، و أقسم بأبي علي هذا !
و أخوض في " البدوي " قليلاً ..
لم يكن " البدوي " صاحب رأي و لا صاحب حجة ، لذلك ، ادعي " الجذب " كوسيلة يدخرها للفرار من مناظرة قد تحدث ، و لذلك ، لم يترك لمريديه تراثاً ، إلا بعض الوصايا لتلميذه " عبد العال " ، و قراءة سريعة لهذه الوصايا تكفي للحكم علي أمية الرجل ، مثل :
- يا " عبد العال " ، إياك و حب الدنيا فإنما يفسد العمل الصالح كما يفسد الخل العسل ! 
- يا " عبد العال " أشفق على اليتيم و اكس العريان و اطعم الجيعان و أكرم الغريب و الضيفان !
يا سلام ع الحكم ، و كما ترون ، كلمات عادية لا تستحق أن تنسب حتي إلي " نجَّار بلدي " !
و روى " الحافظ السخاوى " فى كتابه " الضوء اللامع ، أن " ابن حيان " زار " البدوى " مع الأمير " ناصر الدين بن جنكلى " يوم الجمعة , و كان الناس يأتونه أفواجا فمنهم من يقول : يا سيدى خاطرك مع بقرى , و منهم من يقول : زرعى , إلى أن حان وقت صلاة الجمعة , فنزلنا معه إلى الجامع بـ " طنطا " , و جلسنا فى انتظار الصلاة , فلما فرغ الخطيب من خطبة الجمعة , و ضع " أحمد " رأسه فى طوقه بعدما قام قائماً و كشف عن عورته بحضرة الناس و بال على ثيابه و على حصير المسجد , و استمر و رأسه فى طوق ثيابه , و هو جالس حتى انقضت الصلاة و لم يصل " !
كل هذا ، و العم " محمد أبو شومان " كان يقول لنا أن المريدين كانوا يلتقطون بيض طيور الفردوس من صومعته ، عم " محمد " ، ارقد في سلام ، عليك السلام ..
mohammadrefat38@gmail.com‏

12 يونيو 2014

المناضل القومى صلاح المختار : الخطوات الآتية في معركة تحرير العراق


بعد تحرير نينوى كلها وبدء عملية تحرير صلاح الدين وكركوك لأجل إحكام القبضة الحديدية حول مقتربات بغداد وأسوارها فأن الخطوات الآتية هي أهم ما تتطلبه مرحلة التقدم الشامل نحو الهدف الأسمى: تحرير كل العراق وبلا استثناء اي جزء محتل منه:
1 – إن تعدد مراكز القتال الثابتة، وهو أحد أهم شروط النصر الحاسم، أصبح أمراً واقعياً، فلم تعد الأنبار وحدها مركزاً يتعرض للهجوم الشرس الآن نينوى دخلت خط المواجهة العسكرية الشاملة. لكي تنتصر الثورة في مواجهة أي احتمال لهجمات أمريكية أو إيرانية يجب إجبار الأعداء على توزيع جهدهم القتالي على عدة جبهات وليس على جبهة واحدة، لهذا فأن تحرير الموصل جعل منها مركزاً أساسياً للثورة يكمل الدور الذي تقوم به الأنبار وتوسعه، والأنبار أصبحت منذ انطلاق الثورة مركزاً قتالياً رئيساً، في هذه اللحظات التاريخية أصبح استنزاف إيران وعملاءها ومن يدعمهم يتم في الأنبار ونينوى بشكل خاص، وحزام بغداد بشكل أخص. المطلوب الآن تحرير ديالى بالكامل أو على الأقل تحرير أقسام منها تسمح بجعلها مركزاً آخراً لجذب الجهد القتالي للأعداء.
2 – تعدد المراكز القتالية الثابتة والقوية أصبح أكثر ضرورة بعد إعلان أمريكا أنها ستدعم حكومة المالكي ضد الثوار بـ(عمل منسق قوي) وهذا الأمر متوقع تماماً لأن ما يجري في العراق والوطن العربي عبارة عن تنفيذ لمخطط صهيو-أمريكي يقوم على تقسيم وتقاسم الأقطار العربية لذلك فتحرير العراق يعد طلقة قاتلة في رأس المخطط، الأمر الذي يجبر أمريكا على زيادة دعم المالكي.
وثمة أمر مهم جداً وهو أن انتصار المقاومة العراقية سوف يوجه ضربة قاضية لمخطط تقسيم وتقاسم سوريا، فهزيمة إيران في العراق سوف تكون مقدمة حتمية لتحقيق انقلاب ستراتيجي شامل في المنطقة والعالم، وهذه حقيقة لابد من تذكرها كي لا ننسى أن معركتنا في نينوى وكركوك والأنبار وديالى وبابل وصلاح الدين وذي قار وغيرها هي معركة الأمة كلها.
3 - تعزيز خط الحياة الموصلي: أن الاستخدام الأمثل للأسلحة الموجودة أصلاً والتي غنمتها الثورة العراقية من العدو الفارسي أثناء وبعد تحرير نينوى يجب أن توزع بطريقة تضمن حماية خط حياة المركز الموصلي للثورة المسلحة من خلال تحويل الخط الواصل بين بغداد والموصل إلى مقابر لأي قوة تتقدم فيه نحو الموصل. السلاح ليس للزينة ولا للوجاهة بل هو للاستعداد لما هو قادم من خطوات معادية سواء كانت إيرانية أو أمريكية، لذلك فحسن توزيعه وإعطاءه لمن سيقاتل فعلاً هو أهم ضرورات الاستعداد.
الشعب العراقي الذي ذاق أحقر أنواع الإذلال والاضطهاد وعرف أشنع أساليب القتل والتعذيب مستعد الآن للدفاع عن المدن المحررة بلا حدود وتقديم النفس قبل المال لضمان عدم عودة نغول إيران للتحكم فيهم، لذلك فأن الاعتماد على الجماهير المسلحة هو الضمان الأساسي لديمومة النصر النهائي.
4 – الضرورة الحاسمة الآن هي إكمال تطهير كافة مناطق خط حياة الموصل هذا (بغداد - الموصل) من كافة القوى التي يحتمل أن ترتد أو تدعم إيران فلا مجال لسوء التقدير في هذا المجال، وكما حسمت معركة نينوى خلال يومين يجب ضمان خلو خط الحياة من الألغام خصوصاً وأن الخونة والجواسيس كشفوا أنفسهم خلال العشر سنوات الماضية في مناطق شمال بغداد وصولاً للموصل. ومن يتراجع منهم الآن ويدعم الثورة يجب عدم وضعه في مكان وموقع يؤهله للإيذاء لاحقاً.
5 - القدرة الأمريكية والإيرانية محدودة جداً على زج بشر في المعارك لفترة طويلة وقد تزج أمريكا – وإن كان ذلك مستبعداً - إو إيران بقواتها ولكن بصورة محدودة ولزمن محدود أيضاً، فأمريكا أعجز من أن تقاتل مرة أخرى في العراق لأسباب مالية ونفسية وسياسية، خصوصاً وأنها إذا قاتلت ستؤكد أن تراجعها عن وعودها للمعارضة السورية بشن هجمات على النظام الصفوي في سوريا سببه الخطة الأمريكية التي تقوم على التدمير الشامل لسوريا وطناً وعمراناً وشعباً من خلال عدم حسم الصراع، وليس رغبتها بعدم التورط في حرب أخرى، ولهذا لابد من تبني الرأي القائل بأن أمريكا ستقدم جهداً فنياً عسكرياً واستخبارياً للمالكي ضد الثورة خصوصاً في الموصل.
أما إيران فأنها بتورطها الواسع في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين بشكل خاص سوف تجد أنها تقف عند حافة انهيار حتمي لأسباب بشرية واقتصادية. من هنا يجب اعتبار التدخل الإيراني عاملاً إيجابياً مادام يقرب مرحلة الانهيار الإيراني التام مثلما حدث لها في العام الثامن من حربها ضد العراق في عام 1988.
وهذا الاحتمال يطرح بقوة حقيقة أن أهم خيارات أمريكا هو الاستخدام المكثف للطائرات بلا طيار لضرب رموز الثورة ومقراتها في الموصل والأنبار وغيرهما، لذلك فالحذر كل الحذر من التواجد في الأماكن المعروفة كمقرات الدولة الرسمية المحررة واختيار دور عادية كمقرات وتغييرها بصورة دورية والتجنب المطلق لاستخدام التلفونات من قبل القادة العسكريين والسياسيين.
أما إعادة تسليح المالكي وإعادة تنظيم قواته فهو لا يغير المعادلة الجديدة لسببين الأول أن الطائرات المقاتلة والدروع الأمريكية تحتاج لزمن طويل لإتقان استخدامها إضافة إلى عدم موافقة أمريكا على تقديم أسرار أسلحتها إلى إيران، والسبب الثاني هو أنه عبث لا غير إعادة تدريب وإعداد قوات المالكي فالبشر الذين يعتمد عليهم المالكي لا يصلحون للقتال العسكري وإن صلحوا للقتل بصورة جبانة. وتجارب الأنبار والموصل أثبتت أنهم حتى لو أرادوا عاجزين عن التحول إلى مقاتلين في جيش نظامي حقيقي.
لهذا فأن تعزيز قدرة المالكي عسكرياً هدفها ليس استعادة الموصل أو الأنبار بل إطالة فترة القتال وعدم السماح بحسم الصراع في العراق لأجل إكمال تدميره والإعداد لتقسيمه مثلما حدث ويحدث في سوريا، لكن العراق ليس مثل سوريا ففيه جيش عظيم يقاتل منذ الغزو وضباطه وجنوده هم عماد الثورة المسلحة والشعب فيه تنظيم ثوري مجرب ومدرب يشمل العراق كله قادر على إجبار خامنئي على تجرع سم الهزيمة.
6 - أن أهم ما يجب تذكره هو أن انهيار جيش المالكي وجه الضربة القاضية – وليس فقط ضربة قاضية - لكافة عملاء إيران وميليشياتها بما فيهم بقية قواته في بغداد والجنوب، فلقد تيقن كل عنصر في الميليشيات التابعة لإيران بأن المعركة ليست كما صورت لهم أو كما تصوروا، وأن شعب العراق كان ومازال وسيبقى أقوى من إيران ونغولها مهما تغيرت الظروف، والهروب الذليل في نينوى بعد الهزائم المتكررة في الأنبار حسمت أمر المعنويات التي غابت ومن المستحيل إعادة بناءها مهما فعلت إيران وأمريكا.
7 – أن استكمال عملية استقرار الموصل بصفتها مركزاً أساسياً للثورة في الشمال يتطلب إعادة الحياة الطبيعية للموصل وكافة نينوى وتوفير الخدمات والأمن وتصفية جيوب الخيانة من أمثال النجيفيين أسامة وأثيل الهاربين من وجه العدالة، وتنظيم آلاف الشباب في صفوف المقاومة وتدريبهم وتسليحهم لحماية نينوى.
8 – موقف السيد مسعود البارزاني يحسب له ولعدالة القضية الكردية في العراق، وبقدر دعمه للثورة في نينوى وبقية العراق تزداد فرص تعزيز حقوق شعبنا الكردي والمحافظة على ما تحقق منها حتى الآن، ففي النهاية اقتنع أغلب أخوتنا الأكراد بأن العراق فقط هو من اعترف بحقوقهم القومية ودعمها ونفذ متطلباتها بينما القوى الدولية والإقليمية تتلاعب بمصائر الأكراد وغيرهم وتساوم عليها. لذلك فأن كردستان العراق المزدهر والمستقر مشروط بعراق حر ومتحرر وآمن ويحكمه أهله وليس الغرباء.
9 – جنوب العراق، خصوصاً الريف منه، اختمر وأصبح جاهزا للثورة بعد أن اقتنعت الغالبية العظمى منه بأن السيطرة الإيرانية تفككت وأنها على وشك الزوال، لذلك على شعبنا في الجنوب الاستعداد ليوم الشرف الوطني في الجنوب لأن تحرير بغداد يعني بدء عملية تحرير الجنوب وفقاً للعبة (الدومينو).
10 – علينا جميعا تذكر الشرط الأهم المسبق للنصر النهائي وهو أن الانتصار بتحرير العراق وليس الحكم هدفنا الأعظم، فتحرير العراق هو هدفنا جميعاً ولذلك فأن الحكم يحب أن يخضع لتلك الحتمية، والصراع على السلطة لن يكون إلا انتحاراً للجميع، وصورة سوريا وما يجري فيها تؤكد بأن التخطيط المعادي يشجع صراعات الثوار دون أن يسمح لأي منهم بحسم الأمر لصالحه فيدمر الجميع بسلاح الثورة، في النهاية شعب العراق هو من سيقرر من يحكمه عبر صناديق الاقتراع وليس البنادق مهما كانت قوية.
11 - أن هروب أو انسحاب القوات المعادية من محيط الكرمة والفلوجة كما أشارت الأخبار ليس فقط تعبيراً عن تكرس الهزيمة في نفوس سوات وكل نغول إيران بل هي أيضاً محاولة لإعادة ترتيب القوى وتنظيمها، ولكن لنتذكر دائماً أن النفوس المنهارة الفاسدة لن تستطيع تقديم أفضل مما قدمت حينما كانت في ذروة تضليلها. وهذه فرصة كبيرة قد لا تتكرر للقيام بتصفية جيوب العدو في الأنبار تصفية نهائية وحاسمة لإكمال جعل الأنبار كلها وليس الفلوجة والكرمة فقط مركزاً محرراً وثابتاً للثورة.
12 - المدد والترياق سيأتي من العراق ليتذكر إخواننا في كافة الأقطار العربية هذه الحقيقة خصوصاً في الخليج العربي وبالأخص في السعودية. أن إنقاذ الخليج العربي من الطاعون الإيراني رهن بدعمكم للثورة العراقية فهي التي ستعيد بناء جبل النار الذي سيعزل إيران عنكم، وهي التي ستعيد الأمن والاستقرار إلى كافة الأقطار العربية، لأن تعجيز أمريكا مرة أخرى وإلحاق الهزيمة بإيران وإجبار خامنئي عل تجرع السم العراقي كما فعل سلفه خميني هو الطريق الوحيد لتجريد أمريكا و"اسرائيل" من أهم قوة تدمير شاملة للأقطار العربية وهي السلاح الطائفي الإيراني.
عاشت الثورة العراقية المسلحة. النصر أو النصر ولا شيء غير النصر.
Almukhtar44@gmail.com

دلالات مهمة لانهيار الحكم الطائفي في العراق نهاية اللعبة الأمريكية وانكسار مشروع إيران التوسعي

 بقلم: عامر عبد المنعم
 انهار جيش المالكي الطائفي، وانهارت معه اللعبة الأمريكية في العراق، وسط حالة من الذهول للسقوط السريع لنظام أنفقت عليه أمريكا المليارات واعتبرته إيران نموذجا للتصدير الطائفي في سوريا واليمن ودول الخليج. لقد نجح المجلس العسكري لثوار العشائر الذي يقود الثورة الآن ومعه مقاتلو الدولة الإسلامية الأشداء الذين تتقدمهم سمعتهم القتالية المرعبة (رغم الغموض والجدل الدائر حولهم)، وفصائل عراقية أخرى ابرزها جيش الطريقة النقشبندية ، نجحوا في دحر جيش المالكي وفككوه في ساعات قليلة، فحرروا الموصل في الشمال، وزحفوا جنوبا ليحرروا باقي المحافظات، فكنسوا جيش المالكي الذي تكون من ميليشيا طائفية بتسليح وتدريب أمريكي، فطهروا كركوك وصلاح الدين ووصلوا إلى مشارف بغداد، لتحريرها والاستعداد لدخول المنطقة الخضراء التي يتحصن بها المالكي وأركان حكمه. هذا التطور السريع يأتي تتويجا لجهاد أبناء العراق والأمة في التصدي للجيوش الصليبية التي غزت العراق في 2003 وكسرت الجيش الأمريكي ومعه الجيوش الغربية التي ظنت أن احتلال العراق نزهة فسقطت في محرقة جعلتهم يهربون وينسحبون، وتابوا وأنابوا.
 لقد كبد العراقيون أمريكا وحلفائها خسائر جسيمة قضت على الأسطورة العسكرية الأمريكية وأطاحت بجورج بوش وأعادت أمريكا إلى خلف المحيط وانهت إلى الأبد الحلم الامبراطوري الأمريكي الذي استعدوا له مع بداية الألفية. اقرأ مقالنا: بالأرقام والوثائق .
. ذبح الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان
  http://alarabnews.com/show.asp?NewId=32287&PageID=10&PartID=1
ولذلك فإن أبطال العراق لهم أفضال على الأمة كلها فهم الذين أنقذوا العرب من مخطط بوش والمحافظين الجدد. وبعد الانسحاب الأمريكي والغربي تحمل أبناء السنة بطش حكم المالكي الطائفي وصبروا حتى فاض بهم الكيل من إجرام ميليشيا ارتكبت فظائع ومارست التطهير الطائفي الذي وصل إلى قصف مدن السنة بالمدافع والصواريخ والبراميل المتفجرة. واضطر أبناء السنة إلى مواجهة الإجرام الطائفي منذ 6 شهور تقريبا، بدأت في الأنبار غرب العراق وامتدت لباقي محافظات السنة الست، ويبدو أن الإرادة الفولاذية للثوار والمجاهدين السنة المدافعين عن أنفسهم وأعراضهم وعقيدتهم كانت أقوى كثيرا من إرادة الميليشيا الطائفية المجرمة التي عاثت في الأرض فسادا. لا نبالغ عندما نقول أن الانتصار الذي تحقق في العراق زلزال يقلب كل الحسابات، ويفرض واقعا جديدا جديرا بالتأمل. فهذا الإنجاز الكبير له العديد من النتائج التي تتخطى آثارها العراق إلى المنطقة كلها، وسيترتب عليه الكثير من المكاسب لصالح استقلال أمتنا.
هذه بعض النتائج لزلزال العراق: - انتهاء اللعبة الأمريكية في بلاد الرافدين، لقد فشلت أمريكا في حكم العراق وهاهو النظام العميل الذي صنعته ينهار ويتبخر.
- انكسار المشروع الإيراني المتحالف مع الغرب في التوسع بالمنطقة على حساب السنة. - عندما تتحد كل مكونات الأمة يتحقق النصر، ففي الاتحاد قوة وفي الفرقة تشتت وضعف.
 - أمريكا والغرب معها لن يدافعوا عن العملاء وسيتركونهم يقاتلون وحدهم حتى يسقطوا. - الشعوب العربية هي التي تحدد خريطة المستقبل وليس غرف العمليات في أمريكا والغرب.
 وهناك الكثير من الدلائل الأخرى لكن ليس هذا وقتها ودعونا ننتظر لنرى ماذا أعد المجاهدون في العراق من مفاجآت، فنحن أمام زلزال مستمر لم يتوقف، ومن سرعة هزاته فالتقديرات مرتبكة، والتحليلات متضاربة. لكن أيا كانت النتائج فهي في صالح الأمة بإذن الله، فنحن على أبواب مرحلة جديدة، نحن على الحاجز الأخير لإعادة رسم الخريطة، ولكن هذه المرة بأيدي أبناء الأمة العربية والإسلامية. يمكن الرجوع إلى ما كتبته من قبل في مقال بعنوان: (أبشِروا.. فلم يبقَ إلا الحاجز الأخير!) 

سليم عزوز يكتب مشهد السيسي رئيساً.. والذين ادعوا الانهيار!

إنه المشهد الأكثر بؤساً في تاريخ الانقلاب العسكري.
أقصد بذلك مشهد تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية ، ومع هذا فوجئنا بمن انهاروا، وسارعوا يعلنون انهيارهم ويعترفون بالهزيمة، وكأن لديهم استعداد فطري للانهيار. ومن ثم اندفعوا يأخذون علي القوى الموالية للشرعية، أنها لا تقبل المصالحة، والقبول بالدنية في أمرها!.
لقد مرت علي الانقلاب العسكري لحظات ظن فيها الناس أنه لن يقدر عليه أحد، وأنه يملك الأغلبية علي الأرض، وبدا هذا واضحاً في كل جولاته، وصار الانقسام هو عنوان المرحلة، وبدا المنحازون له هم الأعلى صوتاً والأعز نفرا، في حين أن الموالين للشرعية بدوا كما لو كانوا قلة يخافون أن يتخطفهم الناس، وبعيداً عن المظاهرات، فقد كان الاتجاه السائد هو أن يكتم هؤلاء إيمانهم حتى لا يتعرضون لإساءة الجهلاء، وحتى لا يتم كشفهم لأجهزة الأمن.
لقد دعا عبد الفتاح السيسي لتفويضه لمواجهة الإرهاب، فكان المشهد كما لو أن الشعب المصري كله خرج ليبايعه، وأن الطرف الآخر ضمته "إشارة رابعة"، و"ميدان النهضة"، وليس له أحد خارج "الإشارة" و"الميدان"، فخارجهما يدين بالولاء للانقلاب.
رويداً رويداً، خفتتأصوت الموالين للانقلاب، وارتفعت أصوات من ينحازون للشرعية، وصاروا يجهرون بالهجوم عليه في الحافلات العامة، فيتطوع قلة للدفاع عنه، سرعان ما يصمتوا، ومن تورط منهم فارتفع صوته، ينتهي به الحال إلى الإعلان عن أن السيسي من وجهة نظره هو "أحسن الوحشين"، قبل أن ينخفض سقف موقفه، ليصبح هو الدعاء بأن يولي الله من يصلح!.
وجاءت الأيام الثلاثة، التي أجريت فيها الانتخابات الرئاسية، كاشفة عن أن عبد الفتاح السيسي، بلا شعبية تقريباً، وبدا الرجل والجماهير تعلن عن اختيارها باعتباره " دكر" يخشى من مواجهة الناس، فيمنح المصريون إجازة في يوم خروجه للشارع. وعندما تجرى المقارنة بينه وبين الدكتور مرسي، فان الأخير يكسب ولو بحسابات ضاربي الدفوف في الشوارع، وفرق "هز الوسط" تعبيراً عن الموقف السياسي المؤيد للسيسي.
فالانقلاب فشل في كل الملفات، ولم ينجح سوي في ملف التسول وانتظار المساعدات. وأزعم أن محمد مرسي أخفق كثيراً في ذلك، فقد كان يتحدث عن الإرادة المصرية وفي أن تمتلك مصر غذائها ودوائها وسلاحها، فاستشعرت لذلك قوى الاستعمار والهيمنة خطورته، وهي التي غادرت الأوطان التي كانت تحتلها بعد أن صنعت نخبتها التي ستقوم بالواجب، في فرض سياسة التخلف والتبعية علي المستعمرات القديمة.
وحتى ملف سد النهضة، فانهبالمقارنة بين أداء مرسي والسيسي فان مرسي يكسب، في هذا الملف الذي استخدمته القوي السياسية الفاشلة وإعلام الثورة المضادة لتقديمه على أنه ليس مؤهلاً للذود عن الأمن القومي المصري. فمرسي قال إن كل الخيارات مفتوحة في الحفاظ علي كل قطرة ماء، في حين أن السيسي قال أنه لن يجعل من سد النهضة أزمة مع الدول الإفريقية. وهذا التفاوت سببه أن مرسي كان يعلم أنه رئيس منتخب، في حين أن السيسي يتنازل ليحصل علي شرعية خارج الحدود، لم تمنحها له الجماهير داخلها.
المقارنة بين مرسي والسيسي ليست موضوعنا، فما يهمنا هنا أن الانقلاب يعيش أضعف أيامه. والحال كذلك فقد بدا لافتا أننا نشاهد انهياراً مصطنعاً، كان أصحابه ينتظرون اللحظة الحاسمة ليعلنوه علي المارة، وكأن خوض السيسي للانتخابات كان مفاجأة، وكأن نجاحه بأي وسيلة كان مستبعداً، وكأنهم كانوا يتصورون أنه عندما ينجح سوف يقيم احتفالاً "على الضيق"، بدعوة الأصدقاء علي العشاء لدى "أبو رامي الكبابجي"!. فلما رأوا احتفالاً استعراضياً كان الانهيار، والمطالبة بالاعتراف بالأمر الواقع. وهناك من انتهزها فرصة ليؤنب الإخوان لأنهم يرفضون المصالحة، بتمسكهم بعودة رئيس لن يعود!.
القوى المدافعة عن الشرعية حددت موقفها منذ البداية، في أن ما تفعله هو استمرار للثورة، وأنه إذا كان من الطبيعي للإصلاحي أن يتعايش مع الأمر الواقع، ويعمل علي الإصلاح من الداخل، فان الثوري من حقه أن يحلم بتغيير هذا الواقع، وقد تم تغييره من قبل.
إن مبارك كان بحسابات القوة والضعف هو الأقوى، وكان بحسابات التأييد الدولي هو الرئيس القوى في مصر. ومع ذلك فقد نجحت الثورة في إسقاطه، كما نجحت في تقديمه للمحاكمة، رغم أنف المجلس العسكري الحاكم، الذي وجد نفسه مضطراً لذلك بقوة الدفع الثوري.
وهذه القوى لا ترى في دعوتها لعودة الرئيس مرسي للحكم مستحيلاً. فقد حددت مطلبها، و تعمل علي تحقيقه. لكن تبدو المشكلة في غياب الرؤية لدي فريق من الذين يسارعون الآن في الانهيار، فهم يرفضون الانقلاب، ويرفضون بالدرجة نفسها عودة الشرعية، فإذا سألتهم وما البديل؟! يقولون عودة المسار الثوري.
لا أعرف حقيقة المستهدف بعودة المسار الثوري؟.. هل إلى مرحلة ما قبل تنحي مبارك؟.. أم إلى مرحلة ما بعد تنحيه وتولي المجلس العسكري الحكم بقرار من مبارك ذاته؟!.
لا أظن أن هؤلاء كان يحملون رفضاً لتولي المجلس العسكري الحكم، فبعضهم كان يغافل الثوار، ويذهب ليدير نقاشاً مع أطراف من نظام مبارك وأجهزته الأمنية، وعندما تنحي مبارك، ادعوا تمثيل الثورة والثوار لدي السلطة القائمة، ولم يكونوا يحملون لخليفة مبارك رفضاً بعد أن غادر الثوار إلى بيوتهم. وإذا كنت قد أعلنت رفضي لتعيين أحمد شفيق رئيساً للحكومة منذ اللحظة الأولي في عهد مبارك، فلا أستطيع أن أنكر أن بعض هؤلاء تم استغلالهم من قبل المجلس العسكري للدفع في اتجاه إسقاط حكومة شفيق، كرغبة من المجلس العسكري، الذي لم يكن رئيسه يحمل أي ود لشفيق، ويعلم المجلس العسكري أنه لن يكون طيعاً في أيديهم، فلن يمكنهم التعالي عليه بانتمائهم للمؤسسة العسكرية، وجئ بضعيف هو عصام شرف روج له من اغتصبوا صفة تمثيل الثورة، بأنه رئيس الوزراء القادم من ميدان التحرير وبح صوتي وأنا أقول بل قادم من لجنة السياسات، التابعة للحزب الوطني، والتي شكلها جمال مبارك!.
هناك أكاذيب جرى تسويقها في المرحلة السابقة، ومن الإلحاح عليها باتت تروى علي أنها بديهيات. مثل الحديث عن الذين باعونا في محمد محمود، وأن الإخوان باعوا الثورة للمجلس العسكري. في حين أن الشاهد أن من ادعوا تمثيل الثورة هم من فعلوا. وإذا كانوا يفعلون هذا بدون رؤية أو هدف، ولعل هدفهم هم أن يكونوا "في الصورة". في حين أن الإخوان كانوا يستهدفون عدم إخافة المجلس العسكري لاسيما وأنه كان يماطل في تسليم السلطة ويصر علي الاستمرار في الحكم. وكان هدف الإخوانهو الدفع في اتجاه الانتخابات باعتبارها البديل الحقيقي لانتقال السلطة.
لقد فاجأ الثوار الحقيقيون بعد أحداث مسرح البالون الجميع بالعودة لميدان التحرير، بعد الاعتداء علي أسر مصابي الثورة وشهدائها. وربما نظر عصام شرف وأعضاء المجلس العسكري إلى هؤلاء المتحالفين معهم: إذا كان الثوار في "الميدان" فمن انتم؟!. وكان الفراق بقرار من سلطة الحكم، فهرع هؤلاء إلى الميدان يقدمون فكرة بديلة تضمن لهم الاستمرار " في الصورة"، وهو أمر لن يتحقق لهم إذا جرت الانتخابات واختارت الجماهير من يمثلها.
لا تنسي أن الفضائيات كانت تتقرب إلى هؤلاء باعتبارهم الثورة المصرية. وشاهدنا قاعة أخبار اليوم تمتلئ عن آخرها بشباب الثورة، وبدعوة من رئيس تحرير الأخبار الزميل ياسر رزق.. ليكونوا "في الصورة" في حين أنه في كل تجليات الثورة كانت صورة ياسر مرفوعة ضمن الإعلاميين المحسوبين علي نظام مبارك والتي تطالب الثورة بعزلهم، ويصر المجلس العسكري الحاكم علي استمرارهم.
فكرة هؤلاء عن البديل للمجلس العسكري، هو مجلس رئاسي يضم أسماء بعينها، كان من بينها حمدين صباحي، الذي ظهر ليلتها فضائياً متقرباً للمجلس العسكري بالنوافل، وليقول أنه ليس موافقاً علي ذلك، ولا يعرف من اختاره؟!. حينئذ كسب المجلس الحاكم خطوة علي الأرض، وبدا هؤلاء من هول ضربة حمدين كما لو كانوا قد أصيبوا بالانهيار.
فادعاء الانهيار ليس جديداً عليهم، وكأنه منهج حياة، وقد استدعوه الآن وطالبوا بالاعتراف بالأمر الواقع. لأنهم في واقع الأمر ليست عندهم رؤية واضحة للتعامل مع المشهد بعد الانقلاب. فما معني أن ترفض الانقلاب وترفض عودة الشرعية في وقت واحد؟!.. وما معني أن يأتون الآن وفي المشهد الأكثر بؤساً ليقدموا أنفسهم منهارين؟!.. ومثلي يتفهم الذين انهاروا والحديث عن 34 مليونا في الميادين يوم 30 يونيه.
أحياناً يكون سوء الظن من حسن الفطن، وربما رأي الذين في قلوبهم زيغ أن إسقاط الانقلاب عملية صعبة، وربما رأوا أنه لو سقط فلن يكون بأيديهم وبالتالي فلن يكونوا "في الصورة"، فرأوا بادعاء الانهيار أنهم يتقربون لجليسهم القديم بالنوافل. وعبد الفتاح السيسي ليس غريباً عليهم فقد جالسهم من قبل عندما كان يجري تقديمهم علي أنهم ممثلو الثورة، وربما يرون أنهم يمكن الآن أن يكون لهم دور بجانبه، بعد ان بدت الوجوه القديمة من تمرد إلى غيرها محروقة سياسياً. فان لم يكن فيكفي الشعور بالأمان في كنف الانقلاب.
من كرم الله ولطفه أن الانهيار لم يكن في صفوف القوى المدافعة عن الشرعية. والتي كانت تنتظر أن يجري اختيار السيسي رئيساً كبداية للعد التنازلي لسقوط الانقلاب، وليس كمبرر لادعاء الانهيار.
"علم كل أناس مشربهم"
كاتب وصحفي مصري
selimazouz@gmail.com

"مجتهد" يكشف عن صفقة اميركية - ايرانية - سعودية لاجهاض ثورة العراق

أعلن المغرد السعودي الغامض والمثير للجدل نظرا لدقة ما يطرحه والمعروف باسم "مجتهد" عبر حسابه الخاص على موقع تويتر عن صفقة "اميركية - ايرانية - سعودية" حول الوضع المتدهور الراهن في العراق.
وكشف بتغريدة أنه "قبل أحداث الموصل كانت توقعات الحكومة السعودية بناء على حسابات أمريكية أن يتم احتواء الثورة المسلحة في الأنبار أو عزل الجهاديين عن العشائر. ولكن حين حصلت أحداث الموصل أصيب الجميع وخاصة الأمريكان بصدمة هائلة ليس لضخامة الهزيمة بل لأن كل ما اعتقدوا أنه نفذ كما خطط له كان هباء منثورا."
واضاف: " اعترف الأمريكان لآل سعود بالصدمة وأن ما حصل خارج عن توقعات الاستخبارات وناسف لكل التقديرات السابقة نسفا كاملا وأنهم قرروا البداية من الصفر
والآن حالة ارتباك في صفوف الجميع السعودية وأمريكا وإيران وأول عمل اتخذته امريكا هو إيقاف تزويد المالكي بالسلاح حتى لا يغنمه الثوار." 
لكن المشكلة بحسب مجتهد أن الوقت يسير لصالح الثوار بسرعة هائلة والمدن تسقط واحدة تلو الأخرى وإذا استمرت بهذه الوتيرة فبغداد في يد الثوار خلال أيام.
وتابع "بعد التشاور مع السعودية ودراسة الخيارات وأهمية التصرف السريع اضطر الأمريكان لاتخاذ قرار (اعتبروه مثل تجرع السم) وافقت عليه السعودية بشروط، فالقرار هو السماح لإيران بل تشجيعها بالتدخل فورا عسكريا بكل الثقل الذي تريد ويطلق لها العنان بالوصول إلى أي مكان في العراق بالشروط التالية:
1- أن لايكون التدخل معلنا.
2- أن يستخدم الإيرانيون لباس المليشيات العراقية.
3- أن لايقتربوا من الحدود السعودية.
4-أن تحاط أمريكا بالتفاصيل."
لكن مجتهد عاد وقال : لم يصلني خبر حتى الآن عن موافقة إيران لكن اجزم أنها ستتحمس للتدخل وتقبل بالشروط إلا الشرط الأخير فربما تقبل به شكليا وترفض تنفيذه
وتعهد مجتهد بنشر معلومات هامة عن الفصائل المشاركة والخسائر في صفوف المالكي والتطورات المتوقعة خلال الأيام القادمة.
وكان مجتهد قد غرد من قبل يقول :كان هناك مراهنة أن الجهاديين سيرتكبون أخطاء كارثية في العراق تؤدي لعزلهم عن العشائر ثم تتمكن امريكا من التعامل مع العشائر بالخبرة السعودية
وكان هناك قناعة قوية أن نزاعات الحركات الجهادية في سوريا اشغلتها عن العراق ولن يقدموا عملا نوعيا في العراق إلا بعد أن يحسموا وضعهم في سوريا
وإلى أن وقعت أحداث الموصل كانت كل الأطراف (إيران/المالكي/السعودية/أمريكا) مطمئنة إلى أن الخطر المباشر تم احتوائه وسيتم احتواء ما بقي
إضافة لذلك أقنع الأمريكان الحكومة السعودية بالانفتاح على إيران والفزعة للمالكي إعلاميا (قناةالعربية) وشرعيا بحملة دينية جديدة ضد الجهاديين

10 يونيو 2014

المفكر القومى عوني القلمجي : مهزلة الانتخابات ووهم التغيير في العراق

انتهت مهزلة الانتخابات المفبركة، وانتهى معها الصراع بين عملاء الاحتلال ومتزعمي كتل الطوائف، حول مقاعد البرلمان، ليبدأ صراع اخر حول مقاعد الحكومة، وهذا قد يتطلب وقتا اطول وربما اكثر عنفا. فالفوز بواحدة منها يجعل من الفقير المعدم مليونيرا او مليارديرا بغمضة عين. على عكس الدول الديمقراطية تماما، حيث تتنافس فيها الاحزاب والشخصيات المرشحة باساليب سلمية وحضارية لكسب الاصوات، من خلال عرض برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخططها لقيادة البلاد نحو مزيد من التقدم والرقي.
وكان اكثر ما يحزن في هذا الصراع، انه تعدى حدوده ليشمل عموم الشعب العراقي، او بمعنى اوضح وادق جرى توظيف الدم العراقي البريء في هذا الصراع، وقد نجد نموذجا صارخا عنه في الاتهامات المتبادلة بين الاطراف المتصارعة بعد كل تفجير يحدث في هذه المدينة او تلك، بالضبط كما حدث في الانتخابات السابقة والتي قبلها. بل ان نوري المالكي ذهب ابعد من ذلك، ورفع سقف التفجيرات والمفخخات المحدودة، لتصل حد يدخل في خانة الابادة الجماعية، عبر استخدام كل ما لديه من الة عسكرية واسلحة مشروعة وغير مشروعة، حيث شن حربا عدوانية ظالمة ضد محافظة الانبار، ومدينة الفلوجة على وجه الخصوص، وصفها، دون حياء او خجل، بانها "حرب من اجل حماية الشيعة الامنيين في المناطق الجنوبية، من اهل السنة الارهابيين في المناطق الغربية". ولكي يضمن مزيد من اصوات الشيعة، حسب اعتقاده، وصفها في تصريح اخر بانها "حرب جيش الحسين ضد جيش يزيد".
جراء هذا الصراع الدموي على الجاه والمال من جهة، والاصرارعلى فوز ذات الوجوه الكالحة التي دمرت البلاد والعباد من جهة اخرى، كان من المفترض ان يتوصل العراقيون الى قناعة راسخة بعدم جدوى الانتخابات، وخطل المراهنة عليها وعبثية الاشتراك فيها، ورفض الحكومة التي ستنتج عنها، بل ورفض العملية السياسية بكاملها. لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث. حيث لم تزل فئات واسعة من الناس راضية عن هذه النتائج، وتعول عليها كثيرا وعلى الحكومة التي ستنتج عنها، وعلى وجه الخصوص على نوري المالكي، رغم كل جرائمه وكذب وعوده. ولم تزل ايضا تراهن على التغيير والاصلاح على يد هذه العصابة المجرمة. وهذه حقيقة لا يجوز، رغم مرارتها، انكارها او الهروب منها، او تجاهلها او التفكير بتجاوزها.
ومما يزيد الامر سوءا، او يزيد الطين بله، كما يقال، دخول عناصر متعددة ومختلفة ومؤثرة تعمل ليل نهار، وبكل ما لديها من امكانيات وقوة،على تعزيز مثل هذه الاوهام وترسيخها في العقول، او على الاقل تخديرها بمادة الانتظار. فبالاضافة الى وسائل الاعلام التي ترسم الصور الوردية عن العرس الانتخابي والبرلمان والحكومة القادمة، واقتراب يوم الخلاص من المعاناة، والفوز بالجنة الموعودة، برز دورالمرجعيات الدينية لاستكمال حملة التضليل والخداع هذه، فكما وقفت هذه المرجعيات، الفارسية الهوى والانتماء، الى جانب المحتل وافتت بعدم مقاتلة قواته وتسترت على جرائمه وساندت حكوماته، فانها تدعو اليوم جميع الناس،عبر خطب ايام الجمع، الى التفاؤل والقبول بنتائج الانتخابات، وتعهدت لهم كذبا مقابل ذلك بانها ستجبر الحكومة القادمة على تعديل مسارها باتجاه الاصلاح وتقديم جميع الخدمات الحياتية للمواطن، الى جانب توفير الامن والاستقرار. وعلى البيعة كما يقال، دفع المحتل مجاميع من المرتزقة والوصولين والانتهازيين، الى تمجيد الانتخابات الوردية وصناديقها الخضراء والتغزل بالاصابع البنفسجية وتعداد مناقب الفائزين، والتعويل على القادمين الجدد. وهؤلاء، كما نسميهم باللهجة العراقية، "اللكامة او الدنبكجية"
امام هذه الحالة الماساوية، وجراء الاكاذيب وحملات الخداع والتضليل لتغيير الحقائق والوقائع، وبسبب التاثير السحري لمبدأ الانتخابات، واستغلال حرمان الناس من ممارستها طيلة عقود طويلة من الزمن، لا بد من تعرية هذه الاكاذيب وابراز الحقائق والوقائع كما هي، لا كما يروج لها المحتل الامريكي وعملائه واتباعه ومريديه، ولكي لا نطيل اكثر، وباختصار شديد جدا جدا، فالانتخابات في العراق، ايها الناس، لم تجر من اجل بناء عراق جديد يفيض لبنا وعسلا، ولا من اجل تاسيس نظام ديمقراطي، ولا هي وسيلة لاشتراك الناس في السلطة وفي كافة المؤسسات ومرافق الدولة على اساس المواطنة والكفاءة والولاء للعراق، وليس على اساس الدين او الطائفة او المذهب او العرق او اللون الخ. ولا هي صممت فعلا من اجل تداولية السلطة سلميا عبر الاحتكام الى صناديق الاقتراع، وانما جرت هذه الانتخابات من اجل توفير الية سياسية ذات صفة ديمقراطية تمكن امريكا من حكم البلاد بطريقة غير مباشرة، بعد فشلها في تحقيق ذلك بطريقة مباشرة، مرة عبر الحاكم العسكري جي كارنر، واخرى عبر الحاكم المدني بول بريمر. بمعنى اخر، فان هذه الانتخابات صممت لتكون وسيلة وستار لتمرير مشروع الاحتلال وتكريسه لعقود طويلة من الزمن، وليس هدفا لبناء دولة ديمقراطية. واذا لم يكن الامر كذلك لكان علينا جميعا تصديق ما قاله الامريكان بان قواتهم جاءت الى العراق محررة وليس محتلة.
ولكن هذا ليس كل شيء، فالحكومة القادمة ستكون لا محال امتداد للحكومات السابقة، كونها ستعتمد على ذات الوجوه التي اتى بها المحتل علنا ونفذت بحمية مشروعه العدواني وفي مقدمته تدمير العراق دولة ومجتمع. بل وستقوم على ذات الاسس الطائفية والعرقية، التي قامت عليها الحكومات السابقة. بحيث يكون رئيس الجمهورية كردي ورئيس الوزاء شيعي ورئيس مجلس النواب سني، ليمتد نظام المحاصصة هذا الى جميع مؤسسات الدولة من كبيرها الى اصغر دائرة حكومية فيها، والانكى من ذلك هو ان من يقرر المحاصصة وحصصها وتوزيعها ليس اصحابها، وانما يقررها الامريكان وملالي طهران بالتراضي، وهذا ما يفسر انتقال زعماء الكتل الفائزة ما بين طهران والسفارة الامريكية في العراق.
قد يرفض البعض اصرارنا على هذا الاستنتاج كونه ليس قدرا محتوما، وانما بالامكان تغيير نظام المحاصصة الى نظام الاغلبية والاقلية، اي حزب حاكم واخر معارض، خاصة وان المالكي بالذات، الاوفر حظا بتشكيل الحكومة، قد وعد بذلك، وطرح برنامجا بهذا الخصوص سماه "استراتيجية جديدة لانقاذ العراق" تتمحور كما قال حول "تشكيل حكومة ذات اغلبية سياسية تتجاوز نقاط ضعف ومشاكل حكومة الشراكة الوطنية، وصولاً الى تحقيق تطلعات الشعب العراقي في تثبيت الامن والاستقرار والتنمية الاقتصادية كونها ستنطلق من اعتبارات المصالح الوطنية العليا وليس من خلفية طائفية أو قومية".!!!! ولم يكن خصومه اقل منه قدرة على الدجل والتحايل، ففعلوا مثله واكثر.
لن نجادل بهذا الخصوص، ونتفق بان ليس هناك قدرا محتوما من حيث المبدا، وخاصة في السياسية، وانما بالامكان حدوث تغيير حتى في عقول الناس وتوجهاتهم. واحيانا قد تضطر جهة حاكمة الى التغيير لضمان بقاءها في السلطة. لكننا نجادل وبقوة بان وجهة النظر هذه تتطلب، اكثر من اي وقت مضى، النظر الى الوقائع الفعلية ومعالجتها كما تجري حقا وليس كما تبدو او نتمنى احيانا ان تبدو. فاذا حدث وجرى تشكيل حكومة تعتمد نظام الاغلبية والاقلية، فهذا سيصطدم مع الارادة الامريكية واصرارها على ترسيخ المحاصصة الطائفية لاسباب معروفة. وقد نجد انعكاسا لهذه الحقيقة في تصريحات باراك اوباما، راعي العملية السياسية رسميا وقانونيا، التي اكد فيها لرئيس الوزراء القادم، بان تشكيل الحكومة الجديدة يجب ان ترضي جميع الاطراف وتكون حكومة شراكة للجميع، وهذه التوصية في حقيقتها وبهذه الصيغة هي كلمة السر للمحاصصة الطائفية. وقد اثبتت الوقائع والاحداث بان حكوماتنا العتيدة لا تجرا على رفض طلبا امريكا، بهذا المستوى، لانها حكومات احتلال، تعمل من اجل المحتل وليس من اجل شعوبها، وبالتالي فانه ليس بامكانها الاعتراض او حتى تقديم المقترحات. الم يعترف احمد الجلبي، بالصوت والصورة، بان حكومة المالكي الثانية قد جرى تشكيلها في السفارة الامريكية بحضور جميع الاطراف وفق نظام المحاصصة البغيض؟.
دعونا نسترسل اكثر ونفترض بان المالكي او غيره تجرا، بقدرة قادر، على طرح مثل هذه التعديلات الجوهرية، ترى من سيوافقه على ذلك؟ هل هم جماعة اياد علاوي، ام صالح المطلك، ام اسامة النجيفي؟ هل هو تيار مقتدى الصدر او حزب الفضيلة ام فيلق غدر؟ واذا افترضنا ووافق كل هؤلاء، فهل ستوافق الاحزاب الكردية، المستيفدة رقم واحد من الدستور ونظام المحاصصة، وهي التي تملك بيدها حق استخدام الفيتو الذي منحه الدستور لها ضد اي تعديل ؟، ثم من له الجرأة او الاستعداد لان يضع نفسه في مواجهة امريكا، وهي الحريصة اشد الحرص على تكريس نظام المحاصصة هذا وعدم المساس به لا من حيث الجوهر ولا من حيث الشكل؟.
دعونا نسترسل مرة اخرى ونسير مع الكذاب الى حد الباب كما يقال، ونعتبر انجاز كل ذلك سيتم في غضون ايام او اسابيع، ترى الا يتطلب الاصلاح والتغير الذي راهن عليه المنتخبون وجود دولة وطنية مستقلة وذات سيادة وتملك قرارها المستقل ولا تخضع لاجندات خارجية، وان القائمون عليها رجال يتصفون بالوطنية والاخلاص والنزاهة، وليس عملاء ومرتزقة وعمائم مزيفة، لكي تكون مؤهلة للقيام بهذه المهمة النبيلة؟.
سنفترض وجود دولة في العراق، كونها تتوفر فيها حكومة ووزارات وبرلمان وجيش وشرطة وقضاء ومحاكم الخ، لكن الا يدخل كل ذلك في نطاق مكونات الدولة، وليس مقوماتها. ومعلوم حجم الفرق الكبير بين مكونات الدولة ومقومات الدولة. لناخذ الدستور مثلا ، كونه الركن الاول في هذه المقومات، لانه يمثل الاطار العام للدولة الذي يحدد هويتها، وشكل النظام فيها، وينظم سلطاتها العامة، ويرسم العلاقات فيما بينها، ويضع الحدود لكل سلطة على حدة، ويعين الواجبات والحقوق الأساسية للأفراد والجماعات، ويحرص بالمقابل على ضمان استقلال البلد وسيادته الوطنية ووحدة اراضيه ويحافظ على ثرواته الطبيعة الخ، ترى هل الدستور الدائم في العراق، يستحق هذا الاسم؟ ام انه دستور خرب البلاد والعباد باعتراف حتى الموقعين عليه؟.
جراء هذه الحالة المزرية التي وصلت اليها العملية السياسية، والسقوط السياسي والاخلاقي لعملاء الاحتلال، والدمار والخراب الشامل الذي عم البلاد بسببها، والفواحش والجرائم التي ارتكبت بحق الناس، والعجز في تقديم الخدمات والامن، الى جانب حالة الاستياء التي عمت الشعب العراقي ضد هذه العملية وجلاوزتها، وبسبب عدم القدرة على التغيير من داخل العملية السياسية، ، جراء ذلك كله، فان اي مراهنة على تغيير العملية السياسية من داخلها سواء عبر الانتخابات او غيرها من الوسائل السلمية، او تغيير هذا الرئيس او ذاك ضرب من الخيال، بل يدخل في خانة المستحيلات. وعليه فانه لا طريق امامنا لتخليص العراق وشعبه الا بالمقاومة بكل اشكالها، وفي وقتنا الراهن اعتماد المقاومة المسلحة التي نجد نموذجها في الثورة المسلحة في محافظة الانبار وتطويرها لتشمل بقية محافظات العراق، وعلى وجه السرعة، وخاصة المحافظات الثائرة على الحكومة في العراق. هذه هي الحقيقة من دون لف ولا دوران. ومن يعتقد غير ذلك ستكشف له الايام بانه لفي ضلال مبين.