18 مايو 2014

محمد رفعت الدومي يكتب: هيكل .. طربوش الغراب


قبل الشروع في كتابة هذا المقال، كنت في حيرة من أمري بين أن يكون عنوانه، هيكل .. الرجل اللبلاب، أم، هيكل .. طربوش الغراب، و المعني في النهاية واحد، فـ " طربوش الغراب " هو اسم من أسماء اللبلاب، ذلك النبات المتسلق الذي ينمو بشكل عصبي، و مذعور، لكن، حول جذع يلتف عليه، و إلا يزحف، فهو مزيف، و بلا مفاصل حقيقية تمكنه من الارتفاع بذاته، 
و لأن " هيكل " يتمسك بحراسة الطربوش في عقله، لكنه طربوش من نوع آخر و صيغة أخري، طربوش يوضع في القدمين، حتي بعد أن أصبح طربوش الرأس من الماضي، كذلك طربوش القدمين توقف في العالم كل عن تجاوز حدوده، و أدرك أن دوره حراسة الحدود فقط، و إن سحقاً .. و لأن للطربوش في ذاكرة المصريين رمزية بسيطة تعكس ما أريد أن أقوله تماماً، انتصر في النهاية، هيكل .. طربوش الغراب ! 
و " هيكل "، منذ عقود طويلة، هو واحد من أكثر محللي البلاط رواجاً، لا لامتياز فكري يتفرد به، و إنما لأن النفاق هو الصيغة الجدلية لمسلكه في كل طور من أطوار حياته، نلمس ذلك ببساطة الماء في كل ما كتب ، وفي كل استعاراته العارية لأصابع الآخرين، 
و في كل ما كتب، و في كل ما استعار " هيكل " من أصابع الآخرين يشترك في دورة الكتابة، الدوران حول تمثال من غبار، و تبجيل الوضع الراهن - ما دام يحظي هو فيه بمقعد وثير في حظيرة الضوء -، فهو لم يتمرد أبداً علي صيغ الواقع المعتمدة إلا حين جعله " السادات " ينسحب إلي حجمه الطبيعي الذي لابد له منه ! 
و لقد حاول الحصول علي بقعة ضوء في دائرة " د. مرسي " و كان علي استعداد طليق لأن يرسل لحيته و يسخر قلمه في خدمة بلاطه، لولا أنه لم يعثر في صدر الإخوان علي ذرة من التقدير، هذا هو ( الأستاذ )، و كل درب بعد هذا الدرب لعبور ذات " هيكل "، لا يصل ! 
فهو واحد من الذين يستخلصون تجلياتهم المستهلكة، و المنحولة بتصرفات مرتفعة، حول القيم الانسانية العليا من خلال وضعهم الطبقي، لذلك، هو لم يكتب يوماً من أجل الإنسان، و لذلك، كانت الإشادة بالانسان و بعمله عنده، وهي نادرة، ليست إشادة بالإنسان الباحث عن قانون آخر للحياة بل إشادة بالإنسان الخانع سهل القياد الذي لابد له من إله بشري يتواري في ظله الكبير ! 
لذلك، ليس غريباً أن تتعاقب تجلياته العادية بعضها إثر بعض دون أن تنطوي علي إشادة بأبسط مظاهر الحرية أو حتي طرح قوانينها الأساسية للنقاش.. 
و ليس غريباً ألا يستطيع من خلال أي من كتاباته أن ينتقل من أفق الفرد الي أفق الجميع، حيث يتمثل مركز الثقل عنده في الحاكم الفرد دائماً و في نظرته للأمور، لا ينتبه للتحولات الكونية، و لا للماء الكثير الذي جري في النهر، و للسخرية، هذه العبارة، الماء الكثير الذي جري في النهر، من أكثر العبارات شيوعاً في حبره ! 
و هكذا شخص، عادة، لا يقيم وزناً لنظرة الناس اليه من زاوية الإنسان فيه، إنما يهتم فقط بأن ينظر اليه الناس من خلال وضعه الطبقيِّ و درجة قيامه بمهمته، و هي خرزته التي اختارها من العقد بإرادته، و هي مهمة تكاد أن تكون تعبيراً محمياً علي ذوي الأرواح الهشة فقط .. 
كما لا يقيم وزناً، هكذا شخص، للمسافة بينه و بين الأخلاقي، مثله في ذلك مثل كثيرين ممن اشتهروا بالأكل علي كل الموائد، و هؤلاء كالطيور المهاجرة، لا تواظب علي حراسة الارتباط برائحة الأمكنة، و متي ساء الطقس أمعنت في الرحيل، و ثمة شاعر، يظنه الناس كبيراً، يشترك مع " هيكل " في دورة هذا الخُلُق تماماً ! 
و لعل من أبرز نجاحات ثورة يناير، الثورة المصرية الوحيدة، أنها أسقطت الستائر التي تحجبنا عن حقيقة الكثيرين، فاكتشفنا أن كثيرين ممن كنا نظنهم فوق مستوي الشبهات ليسوا سوي فراغ، أجساد مسكونة بأرواح هشة و رديئة، لا أَحد، و " هيكل " ليس من هؤلاء، فحقيقته كانت تشتعل كفضيحة قبل ذلك بكثير ! 
الوعي لا يبلور الحياة إنما الحياة هي التي تبلور الوعي، و المسافة بين العبارتين، هي نفس المسافة بين عالم " نجيب محفوظ " و عالم " توفيق الحكيم " ! 
لقد انخرط " محفوظ " في حالة المصريين، فنزف قلمه من دم الشوارع و المقاهي و القاع، فكان واقعياً، بينما عاش " الحكيم " يحرس العزلة في برج من عاج، ينفر من مخالطة الناس، من أجل هذا، كان ضرورياً أن يكون أدبه أدباً ذهنياً قبل كل شئ، بعيد عن الواقع.. 
كذلك " هيكل "،- و أعتذر عن وضعه في مقارنة مع " الحكيم " -، لا يجيد الكتابة إلا عن الناس الذين آثر برغبته أن يكون خادماً في بلاطهم، لأنه، ببساطة، لا يعرف شيئاً عن سكان القاع، و لا تعرف الندوب من أجل عذابات البسطاء الطريق إلي قلبه، لذلك ، طبيعي ألا نجد في كتاباته سوي عملية تذويب و ترفيه و أساطير تخفف من وطأة الواقع وتخدير القطيع ! 
تزييف الوعي المنظم تناذر شهير لكل الديكتاتوريات عبر التاريخ، و هو موجود في مصر منذ انقلاب " عبد الناصر " بكثافة، لكنه لم يحدث أبداً بتصرفات عارية و عصبية و منفرة كما يحدث في مصر الآن، 
و لأننا الآن بصدد أكبر حملات تزييف الوعي فداحة في تاريخ مصر، و أمام إصرار البعض علي تلقيب " هيكل "، صاحب النصيب الأوفر حظاً في هذه الحملة بالاستاذ، نحتاج إلي الاسترخاء فوق معجزة للعثور علي تعريف لمفهوم الأستاذ ! 
الأستاذ، أو المعلم، هو الذي يري بأول آرائه ما سوف تئول إليه أواخر الأمور، و هو تعريف يتطابق تماماً مع تعريف " الداهية " ! 
و الفكر هو تركيز للواقع وتقطيره إلي خلاصة مكثقة تشبه النبوءات التي لا تنطلق من خلال صيغ سابقة أو أفكار قبلية، فبماذا تنبأ " هيكل " ثم تحقق ليستحق هذا اللقب، و ما هي أوسمته غير أنه كان خادماً مقرباً من سدة حكم " عبد الناصر "، و متاجراً مدلساً بعدائه للـ " سادات "، و مرضياً عنه وعن ولديه الذين باشرا تربية المليارات تحت ظل نظام " مبارك " ؟! 
لقد تنبأ كتاب و مفكرون مغمورون، إلا هو، بالكثير من الحوادث الجلل و تحققت تنبؤاتهم، و بحذافيرها، كأن يسكن البيت الأبيض في " واشنطن " رئيس أسود، و لا أعتقد أن " هيكل " يستطيع أن يتصور أن السياسة الأمريكية كمتتالية " فيبوناتشي "، 
كما التقط الكثيرون من الأفق الصريح، ما عداه، إرهاصات ثورة يناير أيضاً، فماذا كانت تجلياته هو حول مفهوم الثورة ؟ 
في مقال له بعنوان : " محمد رضا بهلوى : عرش الطاووس .. وكل الدروس المنسية "، و سوف أضغط علي بعض هذا المقال فقط لأعري بعضاً من ( الأستاذ )، و بإمكان كل من يريد الاطلاع علي المقال، إنه يقول عن الثورة : 
(|" الثورات لا تصدر لكن قيمها قابلة للانتشار، وفرق كبير بين تصدير الثورة وبين انتشار قيمها، و من الصعب أن يتصور أحد أن الثورة الإسلامية التى عرضت نفسها فى إطار مذهب واحد و بلد واحد كان فى استطاعتها أن تصدر أو تنشر كثيراً أو بعيداً إلا إذا استعملت فى ذلك سلطة الدولة وليس جاذبية الثورة "|) 
هذا هو رأي " الأستاذ "، كأنه ينفي مبدأ الوجود الإنساني بواسطة الإنسان نفسه، و ينفي حقه في خلق حقيقة أخري خارج نطاق النظام، و هو كلام تعصف به من الأمام و من الخلف و من الجانب الآخر و من كل الجهات مكيدة " محمد البو عزيزي " التي طار دخانها في كل هواء الوطن من الماء إلي الماء، و مزقت أنظمة راسخة، و رجَّت الذعر في قلوب كل حكام القبيلة الخصيان ! 
نعم، لقد صدرت " تونس " الثورة تصديراً مكتمل الدوائر لا قيم الثورة فقط، و كون الثورات العربية فشلت في إرساء قيم أكثر نبلاً، هذا لا يعني فساد الفكرة من جذورها بقدر ما يعني أن أعداء نجاحها كانوا قد نسقوا مكيدتهم جيداً، و هنا، لا يمكن أن نتجاهل دور مال النفط الذي يدرك مانحوه عن طيب خاطر، تماماً، أن صمود تراث القبيلة الفاشل مرهون بصمود الديكتاتورية في الجوار، " آل سعود " يشكل أكثر عمقاً .. 
وقد يبدو الربط بين " هيكل " و مفردة " ثورة "، وإن من مكان بعيد، أمراً غريباً لا يستقيم، و لكن ايقاع شخصيته يبدو لي متزناً معها بالمعني الساخر للصورة، حيث نلمس في أعقاب ثورة يناير في أحاديثه عن الثوار نغمة جديرة بـ " البرادعي "، لقد قال الأب الروحي لرواد " قهوة بعرة " بالحرف الواحد : 
- هاتولي شباب الثورة !! 
قال أيضاً في نفس المقال : 
(|" إن النصر فى المعارك لا يتحقق بالمدفعية تدك القديم وتحيله أطلالاً وركاماً ولكنه يتحقق بالمشاة يحتلون المواقع ويطهرونها ويفسحون المجال بعدها لنظام جديد "|) 
حتي مع الأخذ في الاعتبار تاريخ كتابة هذا المقال، هذه العبارة وحدها تكفي بالقدر الذي يجعل أي إنسان مهما كانت ثقافته يؤمن تماماً أن هذا الرجل يسكن طللاً قديماً، و أنه يتكلم من ردهات الماضي، و أن الجمود طرأ عليه حتي أن التحولات الكونية الفاحشة لا تنبه في عقله نظرية أن المعركة قد تم حسمها قبل انقلاب " عبد الناصر " بسنين، بالعلم و بقيم الحرية لا بالمدفعية و المشاة، أكثر من هذا، كان انقلاب " عبد الناصر " نفسه جولة ناجحة من معركة " الغرب " في الشرق الأوسط دون إراقة نقطة دم غربي واحدة ! 
كذلك الثورة لا يصنعها المشاة و لا الجيوش، إنما العزل المزدحمون بالإيمان بقيم الحق في الحرية وحدها ! 
و من نفس المقال : 
(|" فى هذا الجـو الملبد وجد العـراق نفسه مدفوعاً إلى حمل السلاح لحماية تركيبته الوطنية (شـيعة سنة وأكراد) وإلا جاء يوم أصبح فيه تماسكه - وبالتالى موقعه الحساس شرقى النظام العربى - مهدداً (المذهب فى إطار تركيبة قومية أو وطنية يستطيع أن يكون طاقة دافعة كما أثبت الشيعة العرب فى جنوب لبنان وأما المذهب وحده ووحيداً فلا أظنه يستطيع تجاوز حد محدود |)"! 
هكذا قال، و هو كلام لا قيمة له، فالمذهب قبل كل شئ فكرة تنبت في العقول بصوت مسموع، التفاف جماعي حول رمز لا يحتاج، ليكون طاقة دافعة، إلي تركيبة قومية أو وطنية كما يقول ( الأستاذ )، و الشيعة العرب في " جنوب لبنان " الذين يستشهد بهم في إطار الأي كلام الذي قاله، يفطرون في رمضان علي توقيت مدينة " قم " الإيرانية، و " جنوب لبنان " ليس إلا شطربية ايرانية علي أرض " لبنان " ! 
و هناك مثال تاريخي أشد وضوحاً، لقد كان القائد " أبو مسلم الخراساني " فارسياً، مع ذلك، يرجع اليه الفضل وحده في انهيار دولة بني أمية، و قيام الدولة العباسية علي أنقاضها ! 
و يقول : 
(|" ولقد حاولت أن أعثر لنفسى على جواب يحل لغز عجز الثورة الإيرانية عن فهم قضية حدود القوة وأهمية إدارة ثوابت الجغرافيا والتاريخ فى إطار هذه الحدود - وكان الجواب الوحيد الذى عثرت عليه - لنفسى - هو "عقدة الاستشهاد فى الوجدان الشيعى"|).. 
يا ليته احتفظ بهذا الجواب لنفسه فقط، فعقدة الاستشهاد لم تتسلل يوماً إلي الوجدان الشيعي، و هذه العقدة تحديداً تخص الخوارج وحدهم، قطري بن الفجاءة و الآخرون، و تلمع كالخنجر في كل ما التقطه المؤرخون عنهم، و في أشعارهم، لكن الغريب أن هذه العقدة من خلق الخوارج أنفسهم، لم تولد في ألفة الرغبة في الانتقام لشهيد بعينه يرتقي إلي درجة رمز كما فعل " الحسين " ! 
من الجدير بالذكر، أن خسارة " الحق في الولاية " هي عقدة الشيعة الرئيسية، في النهاية، ليتفتت هذيان ( الأستاذ ) إلي شكوك رخوة، أقول، لا يمكن أن تجتمع " التقية " و " عقدة الاستشهاد " في قلب واحد ! 
ثم هو يكذب، يتعاطي مع المتلقي بمنطق الرحالة لا المؤرخ، وقد ضبطه الكثيرون من قبل، و كثيراً جداً، يقف علي حافة الخلق الشهيرة، و يزيف الوقائع، و توقيتاتها، و برمتها أحياناً، و في واحدة من أكاذيبه الكثيرة، قال، في نفس المقال : 
(|" كانت الأميرة " أشرف " متزوجة من شاب مصرى من أسرة مصرية كبيرة هو السيد "أحمد شفيق" وقد تعرفت به فى القاهرة فى جو العلاقات الحميمة التى ربطت طهران بالقاهرة بعد زواج الشاه للمرة الأولى من الأميرة (فى ذلك الوقت أيضاً) "فوزية"، شقيقة الملك "فاروق" (ملك مصر فى ذلك الوقت كذلك!). 
كان "أحمد شفيق" بعد أن تزوج من "أشرف بهلوى" ونزح إلى إيران واكتسب جنسيتها - قد عين مديراً للطيران المدنى. ولما كنت أعرفه من قبل فقد قصدت إليه بعد وصولى إلى طهران لمتابعة أحداث إيران وكان أن دعانى إلى بيته. 
ثم جاء أصحاب البيت "أحمد شفيق" والأميرة "أشرف"، و (( لا أتذكر ولا أجد فى أوراقى ما يذكرنى بما دار بيننا جميعاً فى قرابة نصف ساعة تحدثنا فيها قبل أن يدخل علينا "محمد رضا بهلوى". شاه إيران )) 
(( و الغريب أيضاً أننى لا أتذكر ولا أجد فى أوراقى ما يذكرنى بما دار بيننا جميعاً بعد ذلك من حديث على مائدة الطعام )). كل ما أتذكره من هذا اللقاء الأول مع الشاه هو مأزق شخصى وقعت فيه. فقد كان طبق الـ " كافيار " هو فاتحة الغداء، ولم أكن قد ذقته من قبل لكنى جاريت الباقين وأخذت فى طبقى بعضاً منه وفعلت كما فعلوا وتناولت معلقة صغيرة منه على قطعة من الخبز المجفف وضعتها فى فمى ثم لم أستطع أن أمضغ أو أبلع. فقد فوجئت بمذاق " زفارة " بحرية مركزة ( لم يكن الروس قد توصلوا إلى أساليب معالجته لإزالة "زفارته" كما فعلوا فيما بعد ) وأحسست أننى أختنق. وكان الشاه هو الذى أحس على الفور بما جرى لى واقترح برقة أن أذهب إلى الحمام وأتخلص مما هو غير قابل للمضغ أو البلع فى فمى. 
وأسرعت، وعدت، وكان هو الذى قال بأدب "إن كل الذين يجربون الكافيار لأول مرة يحدث لهم ما حدث لى !"|) 
من جهتي، لا أجد تفسيراً أكثر عدالة لأن تضيع من مذكرات صحفيّ، فضلاً عن صحفيٍّ لا يكتب من أجل الإنسان بل من أجل وضعه الطبقي مثل " هيكل " تفاصيل هكذا لقاء مهم و ممتلئ بكل ذاك الدفء و تلك الحميمية، مع عائلة " شاه ايران "، بل و مع " شاه ايران " نفسه، سوي أن هذا اللقاء لم يحدث إطلاقاً ! 
و علة هذه الكذبة المبيتة تنخفض إلي جذر واضح، و هو رغبته في الإيحاء إلي المتلقي من طرف خفي إلي رواجه و ضلوعه في صنع الأحداث الهامة و أهميته قبل حتي أن تربطه صلة بـ " عبد الناصر "، و يحق لنا هنا أن نتسائل ببراءة الأطفال، ما الذي يدفع " شاه ايران " بجلالة قدره أن يسعي للقاء شاب كان في ذلك الوقت يقف علي مشارف الصحافة، و لا ينتبه إلي قلمه أحد ؟ 
و يستأنف، مع الاحتفاظ بنفس الخط : 
(|" ثم كان موعدى معه فى اليوم التالى فى قصر "المرمر" وكان لقاءً مشتركاً. فقد حضرته معه زوجته الإمبراطورة "ثريا" التى تزوجها بعد طلاقه من الأميرة المصرية "فوزية". كان يريد من "فوزية" ولياً للعهد ولم تنجح. ونفس الشىء حدث فيما بعد لـ"ثريا". لم تنجح فى إنجاب ولى عهد وطلقها الشاه رغم أن غرامه بها ظل معه حتى اليوم الأخير من حياته فى مستشفى المعادى العسكرى بالقاهرة ! 
وفى ذلك اللقاء الأول وبحضور "ثريا"، وقد نشرته كله فى كتابى "إيران فوق بركان"، لم يكن هناك شىء غير عادى. كان مؤدى ما قاله لى فى هذا اللقاء "أنه لا يدخر وسعاً فى العمل لمصلحة شعبه. وأن السياسيين يتاجرون بمشاعر الجماهير. وأنه يقف وحده لا يسانده أحد فى مواجهة العواصف على إيران". ثم كلام كثير فى هذه المعانى وحولها لا يستحق إعادته مرة أخرى "|) .. 
لاحظ قوله " لم يكن هناك شئ غير عادي "، و كل ما نسبه إلي فم " الشاه " بعد ذلك من كلام، مخافة أن يتورط بوضوح أكثر مما ينبغي، كلام لا يحتمل نسبته لأحد، و ماذا تراه يقول أيٌّ من حكام ذاك الزمان سوي، أنه لا يدخر وسعاً في العمل لمصلحة شعبه .. إلخ ؟! 
لقد قالها هو بنفسه، كلام كثير في هذه المعاني و حولها لا يستحق إعادته ! 
و بالإضافة إلي أنه يكذب، هو يكذب و يريق مشاعره الخاصة في حبره، يقول عن " شاه ايران " في مقاله : 
(| " و مهما يكن فلقد كان فى استطاعته أن يربط بين العداء المتبادل مع " جمال عبد الناصر " وبين صداقته الحميمة بـ " إسرائيل "، لكن حجته تصبح واهية فى ظروف صداقته الطارئة والمستجدة مع الرئيس " السادات "، وفى هذا فإنه كان يكفى تذكر مواقفه أثناء حرب أكتوبر: 
1- رفض طلب الاتحاد السوفيتى بأن تعبر طائرات جسر الإمداد الجوى لمصر وسوريا فى أجواء إيران - رغم أن جسراً أمريكياً للإمداد جرى فتحه قبلاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل. 
2- لم يمارس على الولايات المتحدة أى تأثير بشأن إمدادها العسكرى السريع والفعال لإسرائيل (تأكد ذلك فيما بعد بما قاله كيسنجر فى مذكراته فى صفحة " 673 " من الجزء الذى صدر منها بعنوان "سنوات الغليان"). 
3- لم يشترك فى حظر تصدير البترول إلى الولايات المتحدة وإن كان قد تصدر فى عملية رفع الأسعار التى توافقت مع الحظر. 
4- استمر فى تزويد إسرائيل بكل ما كانت تحتاجه من البترول طوال حرب أكتوبر (ونفس الشىء حدث فى حروبها السابقة مع العرب سنة " 1956 " و سنة " 1967 " - كل وقود آلة الحرب الإسرائيلية كان إيرانياً). 
5- سمح لحاملات الطائرات الأمريكية التى كانت تقوم بمظاهرة عسكرية لصالح إسرائيل أثناء الفترة الأولى من المعارك بأن تتزود بالوقود من الموانئ الإيرانية. 
6- واصل الضغط العسكرى على العراق حتى يمنع ثقله العسكرى الكامل من التأثير فى المعركة. 
7- كان مؤمناً بالدور الإسرائيلى الرادع للعرب (تأكد ذلك بما نقله عنه " كيسنجر" فى صفحة "675 " من مذكراته من قول الشاه له "إن إسرائيل هى التى تحفظ توازن المنطقة وتحمى استقلال ووجود بعض الدول الصغيرة فيها"!) 
ومن المفارقات بعد ذلك بسنين أن الرئيس السادات حاول إقناع الشعب المصرى بقبول استضافته فى مصر على أساس "الوفاء بدوره فى حرب أكتوبر"، وأريق حبر كثير على صفحات جرائد مصر فى التعبير عن "الوفاء والعرفان للرجل الذى وقف معنا فى حرب أكتوبر وفى الأيام العصيبة !! "|) 
كل ما قاله لا يمس شرف " الشاه " و نبل جذوره من قريب و لا من بعيد، و لا هو أراد الذهاب إلي ذلك من قريب ولا من بعيد، إنها طعنات موجهة لشرف " السادات "، كأنما لم يقلص موت الرجل من عتمة حقده عليه في وجدانه .. 
أود أن أضغط هنا علي بعض الحوادث لتتضح بعض الأمور، و أعدكم بالعثور في الطريق علي كذبة من أضخم أكاذيب العرب.. 
لقد اعترف الشاه بـ " اسرائيل "، و كان موالياً للغرب، " أمريكا " علي وجه الخصوص، و أمد " اسرائيل " بنفط بلاده في كل حروبها مع العرب، و رفض رفضاً مطلقاً أن يمر الجسر الجوى السوفيتى فوق المجال الجوى الإيرانى، و سمحت " تركيا " بفتح مجالها الجوي لمروره، هذا صحيح، لكن لماذا ؟! 
يقول الكاتب الكبير " أحمد بهاء الدين " فى كتابه " محاوراتى مع السادات " أن الرئيس " السادات " عام "1974 " صارحه بإعجابه الشديد بـ " شاه ايران " وذكائه الخارق، و اعترف له بأنه يعتبره مثله الأعلى بين كل حكام العالم، وأضاف الرئيس " السادات " : 
(|" إن سر عظمة الشاه تكمن فى إدراكه أن هناك قوة عظمى واحدة فى العالم هى " أمريكا "، وإن كل الذين عادوها، " نهرو "، " نكروما "، " سوكارنو "، " عبد الناصر "، تخلصت منهم إلا " الشاه " الذى أعادته لعرشه عقب ثورة " مصدق "، و تعمل جاهدة على الحفاظ على نظام حكمه و تلبية رغباته !" ..|) 
و " السادات " هنا يتكلم بما يراه فوق السطح، لكن ما تحت السطح كان غير ذلك، يقول الكاتب الكبير الذي أحبه بشكل خاص، " أنيس منصور "، في بعض كتاباته : 
"(| و أدهشني " الشاه " و هو يتكلم عن مرضه بالتفصيل المؤلم، وأنه سوف يموت، ولكنه يذكر دائما موقف الرئيس " السادات " و نبله و كرم أخلاقه و شخصيته، فقد احتضنه يوم رفضه العالم كله، و في مقدمة العالم " الولايات المتحدة "، و لا ينسى أن الرئيس " كارتر "، ليلة رأس السنة وهو يرقص مع " الشاهبانو "، همس في أذنها " إيران جزيرة الأمان " .. 
و الرئيس الأمريكي لم يكن يعرف أن المخابرات المركزية تقف في مطار " طهران " في انتظار " آية الله روح الله الإمام الخوميني "، " الاثني عشري ".. 
هل هذا ممكن؟ 
نعم، فأجهزة الدولة الأمريكية هي الثوابت، و هى الباقية، أما الرئيس الأمريكي، فلم يبق من عمره الرئاسي سوى أيام، فكأنه لم يعد رئيساً، و يوم هز الرئيس الأمريكي رأسه أسفاً على إمبراطور إيران، جاء مَنْ يهمس في أذنه " إنها مصالح أمريكا، جرى لك إيه؟!"|) 
متتالية " فيبوناتشي " كالعادة، فلا تعمل " أمريكا " إلا لصالح " أمريكا " فقط، ليس لديها عزيز، و كما كانت ضالعة في الثورة علي " شاه ايران " كانت ضالعة أيضاً، و بقسط باهظ، في الإطاحة بعرش " الملك فاروق الأول "، " ملك مصر و السودان "، و كما أعانت " الخوميني " في ثورته علي " الشاه "، ليوم له ما بعده، ساعدت " عبد الناصر " علي وراثة مصر و السودان من " فاروق "، ليرثها " السادات " عنه، بعد سنوات قليلة، " مصر" إلا كثيراً، فقد أضاع، حبيب الملاليم، " السودان " و " غزة " و " سيناء " ! 
و كراهية " شاه ايران " لـ " عبد الناصر " مبررة و أليفة، فالأخير هو الذي بدأ الشر الذي احتدم بينهما ! 
فى يوليو " 1960 " قرر " الشاه " إقامة تمثيل دبلوماسى كامل بين " إيران " و " إسرائيل " ، و كان تعقيب " عبد الناصر " علي القرار حماقة من إحدي حماقاته التي لا تحصي، فوجه للـ " شاه " تحذيراً عصبي اللهجة فى خطاب عام، تحدث فيه، بلهجة الوصيِّ، عن خطورة اعترافه بـ " إسرائيل "، و أنه بهذا الاعتراف يؤكد للعالم كله و لشعبه أنه ألعوبة فى يد المخابرات الأمريكية التى أعادته إلى العرش بعد الانقلاب المضاد على ثورة " مصدق "، و توقع أن تكون نهايته ككل نهايات أمثاله من العملاء و الخونة ! 
و جاء الرد من " ايران " أكثر عصبية، إذ قرر " الشاه " قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، و هنا البداية .. 
ثم، عندما اتصل الثوار الإيرانيون بأجهزة المخابرات المصرية عبر رجل " عبد الناصر " للمهام الخاصة، " فتحى الديب "، و طلبوا دعم " مصر "، وافق " عبد الناصر "على دعمهم، و فتح لهم معسكرات التدريب على السلاح و أعمال المخابرات ، كما أمر بتخصيص إذاعة موجهة للشعب الإيرانى باللغة الفارسية تحضه على الثورة ضد حكم " الشاه "! 
كما طلب شخصياً من الحكومة العراقية تسهيل إقامة " الخوميني " علي أرض العراق، و تلبية كل احتياجاته، و حدث، و حدث أيضاً أن طردت الحكومة العراقية " آية الله " بعد وفاة " عبد الناصر "، و رجع إلي " فرنسا " ! 
عن أي ذرة حب لـ " عبد الناصر " تجدونها في قلب " الشاه " تتحدثون بعد كل هذا ؟! 
وعدتكم بالعثور في الطريق إلي هنا علي كذبة من أضخم أكاذيب العرب، و هذه هي .. 
لعل أكبر أوسمة الملك " فيصل " في ذاكرة المصريين، و الشامة البيضاء علي وجه ذكراه، هو اتخاذه، كما قيل، قراراً بقطع النفط عن الغرب خلال حرب أكتوبر " 1973 "، و هذا لم يحدث إطلاقاً ! 
في مفاجأة من العيار الثقيل، و غير سارة لكل مؤرخي البلاط، و لـ " هيكل " بشكل أكثر عمقاً، أضاء مشروع " ويكيليكس " مؤخراً أكثر من " مليون و سبعمائة ألف " برقية توثق مراسلات السفارات الأمريكية و لقاءاتها و استراتيجيتها و تحليلاتها في حقبة السبعينيات، و أصبح في حكم الحقيقة العارية، أن " شاه ايران "، رغم تحالفه الوطيد مع " إسرائيل " خلال حرب أكتوبر، كان زعيم تيار المطالبين برفع أسعار النفط للضغط علي الغرب، و أفني في هذا الصدد كل نفوذه داخل " منظمة الأوبيك "، للحيلولة دون استعادة الجيش الاسرائيليِّ لياقته بعد أن كان قد أوشك أن يمتص صدمة المفاجأة ! 
مفاجأة أخري و صدمة ميسرة في الوقت نفسه ..
لقد كان دور الملك " فيصل " في قرار قطع النفط، علي غير ما أفهمونا، ثانوياً، بل هو اضطر إلي التماشي مع الركب الذاهب في هذا الاتجاه تحت ضغط الإحساس بالحرج لا أكثر، مع ذلك، ظل محتفظاً بكل خطوط الرجعة حتي النهاية ! 
في نهايات ديسمبر من العام " 1973 "، عقدت " منظمة أوبيك " اجتماعًا في " طهران "، مثل " السعودية " فيه وزير النفط " أحمد زكي يماني "، في هذا الاجتماع، أصر " شاه ايران " على رفع أسعار النفط من " 3.05 " دولار إلى " 7 " دولار، فرفضت " السعودية " مطلقاً، غير أن " الشاه " أكد أنه تشاور مع " أمريكا " و " بريطانيا "، و كلتا الحكومتين وافقت على رفع الأسعار، اتصل " يماني " ببلده، فأمره الأمير " فهد "، الملك " فهد " فيما بعد، ألا يواجه الشاه وأن يقبل، و قبل .. 
و كان أول ما فعله هذا الوزير بعد عودته من " طهران " أن وشي بكل تفاصيل الاحتماع للسفير الأمريكي، و هو لم ينس أن يخبره أنه استنفد كل طاقاته ليقنعهم بتخفيض الأسعار ! 
أخبره السفير أن بلاده لم توافق على رفع الأسعار كما ادعي " شاه ايران "، فأجابه " أحمد زكي يماني " أن " السعودية "، و الأمر هكذا، سوف تدعو لاجتماع آخر عاجل لأعضاء المنظمة للتراجع عن القرار، و هذا تماماً هو ما قد حدث في الثامن من يناير للعام " 1974 "، إذ اجتمعت دول " أوبيك " في " جنيف "، و هددت " السعودية " بأن تخفض وحدها الأسعار ! 
و في نهايات ديسمير نفسه، تلقى الملك " فيصل " رسالة عصبية من " القذافي "، يحرض فيها على " السادات "، و يرجمه فيها بالخيانة العظمي، لأنه بدأ مفاوضات السلام مع " إسرائيل "، فماذا كان رد فعل " فيصل " يا تري ؟! 
لقد أمر وزير شئون خارجيته، " عمر عباس السقاف "، في اليوم التالي مباشرة، بالذهاب إلى السفارة الأمريكية ليعرض الرسالة عليهم و يعرض عليهم في الوقت نفسه مسودة رد الملك التي أنَّب فيها " القذافي " و نصحه بضرورة القبول بالحلول الواقعية ! 
كما تؤكد برقيات " ويكيليكس " السرية أن " السعودية " لم يكن لديها علم مسبق بموعد حرب أكتوبر، علي غير ما تقول الروايات التي تحاول إبراز دورها زاعمة أن استخدام النفط كان قراراً مرتباً و متفقاً عليه لإنجاح المعركة ! 
الحقيقة العارية، أن الملك " فيصل " أبدي استيائه الشديد من الهجوم لأنه استدرجه إلي مأزق حرج، و وضع تحالفه مع " أمريكا " في التجربة، و وضع عروبته علي المحك في نفس الوقت ! 
بعد ساعات من بداية المعركة، ذهب " محمود ملحس "، مساعد الأمير " فهد " إلي السفارة الأمريكية، و أكد للسفير الأمريكي أن مليكه منزعج مما أقدمت عليه " سوريا " و " مصر "، و أنه يعده عبثياً و دوراناً في الفشل، لكن بلاده ستضطر لمساعدتهما سداً لفجوات إقليمية و مراعاة لاستحقاقات داخلية ! 
و ماذا يدعونا للشك في كل هذا، و " السعودية " هي التي شكلت الركيزة الاقتصادية فيما يسمى بـ " مبدأ نيكسون "، كما شكلت " ايران" ركيزته العسكرية ؟! 
كأن التاريخ ليس سوي كذية متفق عليها، كما قال " نابليون "، و " هيكل "، واحد من أهم من باشر تربية هذه الكذبة حول دور الملك " فيصل " المزعوم في حرب " 1973 "، تماماً كما ساهم في صنع أكذوبة انتصار " عبد الناصر " في " 1956 "، و في تحويل هزيمة " 1967 " إلي مجرد ( نكسة ) ! 
ربما، لكل هذا، كان في ذلك الوقت، و كل وقت، مكروهاً من كل الضالعين في بلاط صاحبة الجلالة، حتي الذين يشبهونه في العاهة، و كم عطل من مسارات لزملائه، و كم طعن من خاصرة، و ترك في العديد من القلوب ندوباً .. 
و لـ " موسي صبري "، الذي كان بالنسبة للـ " سادات " تماماً كما كان ( الأستاذ ) بالنسبة لـ " عبد الناصر "، و ربما كان تقريب " السادات " لـ " موسي صبري " و نفوره منه هو، هو المصدر الجذري لخروجه عليه، و هو تصرف يتماهي مع شخصية ( الأستاذ ) تماماً ! 
أقول، لـ " موسي صبري " في " هيكل " رأي، رواه في مذكراته " محمد أحمد فرغلي باشا " الملقب بـ " ملك القطن "، إذ قال له من حديث دار بينهما في " مصيف "، أو هكذا أظن، و هو يشير إلي " هيكل " : 
- ذلك الأفاق الذي يدعي أنه يعلم كل شئ ! 
و " فرغلي باشا "، لمن لا يعرف، كان عصامياً، و من " أسيوط " كان، و كان أول مصري ينهي سيطرة الأجانب الطويلة على المناصب القيادية، إذ تم انتخابه سنة " 1935 "، وكيلاً لبورصة " مينا البصل ".. 
و " فرغلي باشا "، كعادة الطيبين، احترم الحقيقة من جميع جوانبها في مذكراته، بل بلغ به الحرص علي التمسك بالحقيقة أن أدان نفسه في الكثير من سرده، 
إذ اعترف بأنه دفع " 5000 " جنيهاً لأحد كبار الصحفيين ممن يملكون داراً صحفية، ليكتب مقالاً موقعاً باسمه، حمل عنوان "إني أتهم"، يتهم فيه مندوب الحكومة في البورصة بالتحيز ! 
و اعترف بأنه، حين رشح نفسه في دائرة " مينا البصل " بمحافظة " الإسكندرية "، دفع أكبر رشوة انتخابية في ذلك الزمان، و هي جنيه مصري كامل لكل من يمنحه صوته، و أن مندوبه كان يعطي الناخب نصف ورقة الجنيه فإذا خرج من اللجنة الانتخابية و أعلن أنه انتخب الباشا حصل على نصف الورقة الآخر، و كان مندوبه داخل اللجنة يعطي الناخب ورقة تؤكد أنه نفذ المطلوب وانتخب تاجر القطن، و هو بهذا التصرف كان سابقاً لأوانه و رائد لعادة رائجة في انتخابات " مصر "، و لا تزال نابضة حتي يومنا هذا، و مع هذا، اعترف بأنه بالرغم من كل هذا لم ينجح في الانتخابات ! 
تأمل كيف كانت الديمقراطية في " مصر " الأربعينيات، و كيف صارت في " مصر " القرن الواحد و العشرين ! 
و " فرغلي باشا "، ككل الذين ينتمون إلي طبقته و ظلوا في " مصر "، ساءت أحواله بعد انقلاب " عبد الناصر "، و وجد نفسه مضطراً للتودد لعائلة " جمال "، و هي تشترك مع عائلته في الجذور الأسيوطية، و التقي " عبد الناصر " لأول مرة، و خاطبه قائلاً : 
- يا ( رفعة الرئيس )، كيف لا أؤيد تغييراً يسعى إلى تحقيق الأفضل ! 
و " فرغلي باشا "، رفض في الستينيات، عرضاً للعمل كمستشار في أحد البنوك الإنجليزية في " لندن " براتب يصل إلى " 25 " ألف جنيه، بالإضافة إلى مسكن و سيارة و سائق، و وافق على العمل مستشاراً لمؤسسة القطن في " مصر "، براتب يعادل راتب رئيس مجلس الإدارة، غير أن المجلس في اجتماعه للموافقة على التعيين، رفض الراتب المقترح، وقرر ألا يزيد عن " 100 " جنيه ! 
و لـ " فرغلي باشا " مع العهد الناصريِّ قصة تجري في يقين الألم .. 
فالرجل، برغم تودده الذليل لعائلة " حبيب الملاليم " التي كانت قبل عامين أقل شأنا من خدمه، لم يسلم من فرض الحراسة علي أمواله، و لقد قدرت قيمة شركاته بمبلغ " مليوني " جنيه، و كانت قيمتها الفعلية تعادل ثمانية " مليون "، و كان أول مرتب شهري حصل عليه بعد فرض الحراسة علي أمواله " جنيهين " ! 
ليس هذا موطن المأساة، إنما، حدث أن مرض حفيده، ابن ابنته، و لقلة الراتب بالقياس حتي إلي أسرة بسيطة، لا أسرة أنفقت عمرها في ظلال الترف، لم يكن في البيت نقود تكفي لعلاج بسيط له، و كانوا يتحدثون حول مائدة طعام بسيطة حول حل، فبكت ابنته بكاءاً عصبياً، و قالت في انفعال، تقصد " عبد الناصر " : 
- يقعد له في ولاده، الله يلعنه ! 
فما كان من " فرغلي باشا "، بحاسة تاجر قطن، إلا أن لطم ابنته، ثم انخرط في البكاء من فرط التأثر ! 
التقي في اليوم التالي شقيق " عبد الناصر " صدفة، فبادره قائلاً : 
- تسلم ايدك يا باشا ! 
اكتشف الرجل فيما بعد أن أحد خدمه علي صلة بنظام " عبد الناصر " ! 
هذه هي قيم الدولة التي أنفق " هيكل " عمره، وبذَّر حبره، مواظباً علي حراسة جذور بقائها، و يواصل .. 
سؤال برئ في الختام، 
هل يوافق " هيكل "، الملقب بـ ( الأستاذ )، و هو لقب لا يطاله من قريب أو بعيد، هو فقط صحفيٌّ متسلق، هل يوافق، في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، علي فرض الحراسة علي " مليارات " عائلته، أو علي الأقل، هل يوافق علي التنقيب عن مصادر هذه الثروة الطائلة، هل ؟! 
ما أقرب خيوط الفجر، و إن بدت في الظنون كخيوط العنكبوت، واهنة و بعيدة .. 

احسان الفقيه : هذا هو ابن العم أردوغان ...فمن أنتم ومن الذي يستحق ولائي التام ؟

هذا هو ابن العم أردوغان ...فمن أنتم ومن الذي يستحق ولائي التام ؟ 
للجرائم التالية بحق بلاده وشعبه ودينه؟؟
و هل أردوغان زعيم حزب ام زعيم أمّة أم رمز من رموز الإسلام؟ 
ام علينا واجب قوميّ عروبي للعمل على إسقاطه وفضحه لإرتكابه السافردعونا نتأمّل ونرى بعض اقترافاته وحماقاته .. 
1- الناتج القومي لتركيا المسلمة عام 2013 حوالي ترليون ومائة مليار دولار وهو يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصادات ثلاث دول في الشرق الاوسط ايران السعودية الإمارات فضلا عن الاردن وسوريا ولبنان.
2- أردوغان قفز ببلاده قفزة مذهلة.. من المركز الإقتصادي 111 الى 16 بمعدل عشر درجات سنوي مما يعني دخوله الى نادي مجموعة العشرين الأقوياء الكبار ( G-20 )في العالم.
3- العام 2023 يوافق إنشاء الدولة التركية الحديثة وهو التاريخ الذي حدده اردوغان لتصبح تركيا القوة الاقتصادية والسياسية الأولى في العالم..وسينجح والأيام بيننا..
4- مطار اسطنبول الدولي أكبر مطار في اوروبا ويستقبل في اليوم الواحد 1260 طائرة فضلا عن مطار صبيحة الذي يستقبل نصف هذا العدد ..
5- الخطوط الجوية التركية تفوز كأفضل ناقل جوي في العالم لثلاث سنوات على التوالي.
6- في عشر سنوات زرعت تركيا مليارين و 770 مليون شجرة حرجية ومثمرة !! 
7- تركيا صنعت للمرة الأولى في عهد حكومة مدنية أول دبابة مصفحة وأول ناقلة جوية وأول طائرة بدون طيار وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام يا عباقرة تصنيع الفلافل والتبولة والشراشف المطرزة والسيوف الخشبية..
8- اردوغان في عشر سنوات بنى 125 جامعه جديدةو 189 مدرسة و510 مستشفيات و169 الف غرفة صفية حديثة ليكون عدد الطلاب فيها لا يتجاوز 21 طالبا او طالبة..فحدثوني عن أوغاد عروشكم ؟؟
9- عندما اشتدت الأزمة الاقتصادية واجتاحت اوروبا وامريكا رفعت الجامعات الامريكية والاوروبية الرسوم الجامعية بينما أصدر أردوغان مرسوما بجعل الدراسة في كل الجامعات والمدارس التركية مجانية وعلى نفقة الدولة !! 
10- في عشر سنوات كان دخل الفرد في تركيا 3500 دولار سنوي ارتفع عام 2013 الى 11 الف دولار وهو أعلى من نسبة دخل المواطن الفرنسي في بلده ورفع فيمة العملة التركية الى 30 ضعف ..
11- في تركيا تعمل الدولة جاهده لتفريغ 300 الف عالم للبحث العلمي للوصول الى عام 2023 !!!
12 - في أكبر إنجاز سياسي لتركيا..اردوغان عمل على إحلال السلام بين شطري قبرص ومحادثات تسوية مع حزب العمال الكردستاني لوقف نزيف الدم.. واعتذر للأرمن وهي ملفات عالقه منذ تسعة عقود !! 
13- - في تركيا المسلمة ارتفعت الرواتب والأجور بنسبة 300% وارتفعت أجرة الموظف المبتدئ من 340 ليرة الى 957 ليرة تركية وانخفضت نسبة البطالة من 38% الى 2% ..
14- في تركيا المسلمة ميزانية التعليم والصحة فاقت ميزانية الدفاع وأعطي المعلم راتب يوازي الطبيب !! تأمّلوا أولوليات أردوغان التي هي من آخر اهتمامات مسوخكم ..!!
15- في تركيا المسلمة تمّ انشاء 35 الف قاعة مختبرات لتكنولوجيا المعلومات وقواعد بيانية حديثة ويتدرب الشباب الأتراك في مراكز لا تخضع لمنظمات تجسسية عالمية تشتري ولاء المتدربين من جنود جيوشنا وشبابنا بأول جولة سياحية وعشاء فاخر وكأس نبيذ..!! 
16- اردوغان سدّد عجز الميزانية البالغ 47 مليار وكانت آخر دفعة للديون التركية 300 مليون دولار تم تسديدها في يونيو الماضي للبنك الدولي السيء السمعة وقد أقرضته تركيا 5 مليار بالمناسبة اقصد البنك الدولي بل ووضع اردوغان 100 مليار في الخزينة العامة في حين كانت دول عريقة في اوروبا وامريكا تتخبط تحت وطأة الديون والربا والإفلاس !!
17- تركيا كانت صادراتها قبل عشر سنوات 23 مليار اصبحت 153 مليار تصل الى 190 دولة في العالم وتحتل السيارات المركز الاول تليها الالكترونيات حيث ان كل ثلاثة أجهزة الكترونية تباع في اوروبا هناك جهاز صناعة تركية..
18- حكومة اردوغان تبنّت عملية تدوير القمامة لاستخراج الطاقة وتوليد الكهرباء ليستفيد منها ثلث سكان تركيا وقد وصلت الكهرباء الى 98%من منازل الأتراك في المدن والارياف !!
19- اردوغان الدكتاتوري جلس مع طفلة لا تتعدى ال 12 من عمرها في مناظرة تلفزيونيةنقلتها وسائل الاعلام على الهواء وتحدثا عن مستقبل تركيا بنديّة واحترم ذكاءها واندفاعها فأعطى الاطفال الاتراك المثل والقدوة في مناقشة ومناظرة من يحكمهم في قراءة المستقبل !!
20- اردوغان صديق اسرائيل حسب زعم العلمانيين العرب وجه صفعة قوية لاسرائيل وجعلها تعتذر عن ضربها لسفينة مرمرة التي كانت متوجهة الى غزة واشترط فيقبول الاعتذار ان ترفع الحصار عن غزة !
21 - اردوغان ( صديق اسرائيل) يوجه انتقادا لاذعا للحضور من العرب والاجانب الذين صفقوا لكلمة بيريز الذي برر فيها الحرب على غزة في المنتدى الاقتصادي دافوس 2009 وخرج غاضبا من المنتدى بعد ان قال للحضور ومنهم بعض مسوخكم موبخا:(عار عليكم ان تصفقوا لهذا الخطاب بعد ان قتلت اسرائيل آلاف الاطفال والنساء في غزة )..
22-للبشاريين والسيسيين والحمقى :اردوغان واجه معارضيه بالماء ولم يقصفهم بطائرات الميغ والسكود وبراميل الموت ولم يُنكّل بأهل سيناء ولم يقتل 10 آلاف مسلم بحجة أن ( الرئيس فشل وأن مؤيديه مخطوفين ذهنيا) ...
*هذا الديكتاتوري هو الذي بكى عند اصغائه لرسالة البلتاجي يرثي ابنته الشهيدة في لقاء نقل على الهواء مباشرة عبر الفضائيات في مشارق الارض ومغاربها !! 
*والى من يقول اننا شعب عاطفي ويتلاعب بمشاعرنا أردوغان اقول:لدموع الرجال لغة لا يفهمها الا الكبار فلتبحثوا لكم عن صفحات
أذناب وفئران تنتمون اليها..
23- اردوغان يرفض ان تخلع ابنته الحجاب فيرسلها لتدرس في اوروبا وذلك قبل ان يُسمح بالحجاب في الجامعات التركية !!
24- اردوغان القائد المسلم الوحيد الذي يزور بورما هو وزوجته ويلتقي اهالي اقليم مينمار المنكوب ويهتم بتفاصيلهم كأيّ أب..
25- أوعز اردوغان الى ان : ( أي طالب مصري يفصل من الجامعة من قبل سلطات الانقلاب له الحق في أن يكمل دراسته في تركيا مجانا )..اردوغان أعاد تدريس القرآن والحديث النبوي الى المدارس الحكومية بعد تسعة عقود من الحكم العلماني طوعا فاختارها طلاب المدارس باستفتاء بلغ 91% ..
26- اردوغان كرّس حرية ارتداء الحجاب في الجامعات الحكومية ودار القضاء بإرادة واستفتاء شعبي توافقيّ..
27- اردوغان القائد المسلم الذي أنار أكبر جسر معلق في العالم على شواطئ البحر الاسود بأضخم إنارة تضمّ حروف كلمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في حين كانت إحدى الدول العربية التي تدّعي العروبة والاسلام تصنع أكبر شجرة (كريسمس) في العالم بلغت تكلفتها 40 مليون دولار أشير الى دولة المؤامرات اقصد الامارات ..
28- اردوغان أطلق مسيرة مكونة من عشرة آلاف طفل مسلم بلغوا السابعة من العمريجوبون شوارع اسطنبول معلنين بلوغهم سن السابعة .. متفاخرين بأنهم سيبدأون فرض الصلاة وحفظ القرآن ..!! 
** انجازات اردوغان لا تعد ولا تحصى ولكن في رأيي ان أعظم إنجازات ابن العم اردوغان أنه أيقظ فينا الكرامة والعزة والأنفة والكبرياء بينما تسابق مسوخ عروشنا في إذلالنا وتنافسوا بسحقنا وتذكيرنا بأننا مجرد رعاع ولا نصلح للحكم ..هذا بعض ما حقّق أردوغان فمن الذي يستحقّ ولائي.؟
*كاتبة اردنية

17 مايو 2014

المسلمانى يهاجم حمدين صباحى ويتهمه بانه يقول اى كلام والسلام


فضائح ونفاق وكذب حمدين صباحى ينشرها المسلمانى

الشاعر عامر حسين يكتب : عن التدليس والمدلسين اتحدث

التدليس في اللغة من الدَّلَسَة أي الظلمة بمعنى المخادعة بكتمان أمر وإظهار أمر وهو أيضا تعمد المخادعة وكتمان الصواب وَالصَّحِيْح الَّذي عليه الجمهور أنه ضَرْبٌ من الإيهام، وعلى هَذَا نصّ الشَّافِعِيّ – رحمه الله– فَقَالَ: (ومن عرفناه دلّس مرة فَقَدْ أبان لنا عورته) ومن التدليس أن يخاطب أحدهم صاحبه بقوله يادكتور ليوهم الآخرين بأنه متعلم وله شأن ويتم ذلك بسكوت المخاطب على ذلك وهو لايحمل سوى شهادة معهد ومنها أن يتلقى الانسان تهديدا بالمجازاة والعقاب من شخص ارتكب بحقه مخالفة ما ليوهم الآخرين أنه وصله تهديد أنه سيلقى جزاءه خلال يومين ليوهم الآخرين ويفهمهم ـ وهو معارض سوري ـ أن النظام السوري هو من هدده وأنه صاحب شأن عظيم ومكانة رفيعة 
ومن الضلال أن يعلق على منشوره مئات من المتعاطفين معه من أناس طيبين خدعوا بمقاله (وكلهم فهم أن النظام السوري هو من هدده) هذا المدلس ركب الموجة كما يقال وبقي صامتا وبعدها طبعا انهالت عليه الأموال للدفاع عنه ولحمايته ولم يصرح هذا المدلس أنه هدد بسبب عمل شائن قام به ألا وهو التشهير والذم بمن أحسن إليه ورعاه وأنفق عليه وعلى والده وإخوانه من صغره حتى زواجه فكان منكرا للمعروف ومظهرا لحقد دون سبب ولابينة خلافا لقول الله عزوجل (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وخلافا لقول نبيه صلى الله عليه وسلم (من صنع لكم معروفا فجازوه فإن لم تقدروا فقولوا جزاك الله خيرا) أو كما قال 
والتدليس أن تقول شيئا لتفهم الآخرين شيئا آخر كأن تقول هذا ابن شيخ وعالم لتوهم الآخرين أنه شيخ وعالم كأبيه وهوليس كذلك وأن تضع سماعة الطبيب على رقبتك لتوهم الناس أنك طبيب وأن تستمع لمن يقول لك يافضيلة الدكتور وأنت متلذذ بهذا اللقب دون تصحيح وأنت لست بدكتور وأن تضع العمامة لتوهم الآخرين أنك شيخ عالم هذا هو التدليس وبعدها عندما تواجه بالحق تنفي علمك بأصل الموضوع وماكتب على الفيس بوك أو على صفحتك الشخصية وهذا مايسمى بالكذب

"السيسي" في حماية مرتزقة الإمارات .. وشركة فالكون

المسلمون - القاهرة:
لتحويلها الى قلعة امنية حصينة، تعاقدت شركة ” فالكون جروب للخدمات الأمنية ” مع حملة السيسى الانتخابية لحماية المقر الرئيسى فى التجمع الخامس – غرب منطقة الشويفات، بالقرب من مدرسة الشويفات الدولية، في القاهرة الجديدة، والتى تقع مباشرة أمام قصر رجل الأعمال الهارب حسين سالم، صديق الرئيس المخلوع حسني مبارك

شركة «فالكون» للأمن والحراسة التى تمتلك أكثر من 5000 رجل أمن من جهاز الشرطة والجيش السابقين، قد خصصت نحو 150 فرد أمن لتأمين المقر الرئيسى لحملة المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، فى منطقة التجمع الخامس، بالقاهرة.
الشركة وحملة السيسى تباحثتا فى إجراءات تأمين المقر الرئيسى منذ 10 فبراير الماضى، أى قبل اعلان السيسى الترشح فى الخفاء، وقالت الصحف ن الشركة زودت أفراد الحراسة بـ5 سيارات دفع رباعى سوداء مزودة بأجهزة «جى. بى. إس».
وسبق لنفس الشركة أن قامت بتأمين مقر حملة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى السابق، فى الانتخابات الرئاسية الماضية.
 
 
لغز فالكون
تأسست شركة فالكون جروب عام 2006، وتمكنت منذ التأسيس عبر تحالفها مع رجال أعمال مبارك والفاسدين وجهاز الشرطة والجيش من تحقيق نسب نمو قياسية حتي اصبحت احدى كبرى الشركات التي تقدم خدمات أمنية متكاملة حيث انها تقوم بتغطية 28 محافظة عبر 13 فرعا في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية. تقدم الشركة انشطتها الرئيسية من خلال عدة كيانات قانونية منفصلة في مجالات: الأمن، نقل الأموال ، الخدمات الفنية، والخدمات العامة وإدارة العقارات
تلقت الشركة أرباح طائلة من الانفلات الأمنى المفتعل أثناء بعد الثورة، وذلك بالتعاقد مع حكومات العسكر ورجال أعمالهم، عبر تأمين المنشآت العامة والشركات وفيلات رجال الأعمال والحكومة.
وسجل إجمالى الإيرادات المجمعة لمجموعة «فالكون جروب » لخدمات الأمن المتكاملة 164 مليون جنيه بنهاية 2013 ، والمملوكة بنسبة %40 من البنك التجارى الدولى .
وكشف التقرير السنوى للبنك التجارى الدولى عن انتهاء «فالكون جروب » من زيادة رأسمالها المصدر من 10 إلى 30 مليون جنيه فى العام الماضي، وبلغ المدفوع منه حالياً 15 مليون جنيه، فيما يجرى الانتهاء من الزيادات المتبقية خلال العام الحالى
تعتبر الشركة هى الوحيده فى الشرق الاوسط لديها ترخيص البندقيه الخرطوش وتحصلت عليها قبل أسابيع من التعاقد مع حملة السيسى.
حصلت الشركة من دبى الاماراتية على لقب” فارس الجوده” و فازت فى الامارات بجائزه أفضل شركه نقل أموال فى الوطن العربى.
وسبق لنفس الشركة أن قامت بتأمين مقر حملة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى السابق، فى الانتخابات الرئاسية الماضية بما يفتح المجال للتساؤل حول علاقة شركة الأمن فالكون برموز نظام مبارك ؟.
وأكد شريف خالد، مدير “فالكون”، إن مدربي الشركة أعدوا خلال الفترة الماضية 300 حارسة شخصية لتلبية الطلبات المتزايدة على خدماتهن.

السيسي في حماية ساويرس
عام 2004 أعلن البنك التجاري الدولي (الذى يمتلك 40% من أسهم فالكون) في بيان له للبورصة المصرية انضمام عضوين جديدين إلى مجلس إدارته من غير التنفيذيين أحدهما هو السيد نجيب ساويرس رجل الأعمال المصري.
وعام 2006 وقع البنك التجاري الدولي «مصر» والمهندس نجيب ساويرس أمس العقد الخاص بالتحالف الاستراتيجي الذي تم لتأسيس شركة مشتركة بينهما تابعة صوريا للبنك التجاري الدولي.
وكشف الدكتور اللواء عادل سليمان – الخبير الاستراتيجي مدير منتدى الحوار الاستراتيجي – أن شركة “فالكون” للأمن والحراسة التي تتولى تأمين المقر الرئيسي لحملة عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري والمرشح لرئاسة الجمهورية ، يشارك فيها رجل الأعمال المصري “نجيب ساويرس” ، وأن نفس الشركة التي يديرها رجال جيش وشرطة ومخابرات هي التي كانت أيضا تؤمن أحمد شفيق خلال انتخابات الرئاسة عام 2012 .
” وقال اللواء “سليمان” : “السيسي بدل ما يكلف القوات المسلحة أو أجهزة الشرطة مباشرة بتأمين حملة ترشحه للرئاسة لجأ إلى شركة فالكون ، التي يشارك فى ملكيتها ساويرس ، للحراسة للتأمين كغطاء لحملته ” .
وأوضح “سليمان” أن رئيس مجلس إدارة شركة “فالكون” كان يرأس قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون وكان وكيلاً للمخابرات العامة ، مشيرا إلى أن أغلب أفراد الشركة هم أفراد جيش وشرطه ومخابرات متقاعدين أو مكلفين سريا بالالتحاق بالشركة عن طريق تزكيات ووساطات مؤكدا أن الالتحاق بالعمل بتلك الشركة ليس بالسهل بل يحتاج إلى وساطات من نوع خاص .
وكشف “سليمان” أيضا أنه من حق شركات الأمن الخاصة في مصر – مثل شركة فالكون” – أن تمتلك أجهزة لاسلكية وسترات واقية من الرصاص وأجهزة كشف مفرقعات ، ولكنها لا يمكنها أن تمتلك “مروحيات” ، ما يعني أن المروحية التي قالت وسائل الإعلام أنها تحلق فوق مقر حملة السيسي بمنطقة التجمع الخامس شرق القاهرة ليست تابعة لهذه الشركة ، وأن القوات الجوية هي التي تحمي السيسي برغم انه لم يعد قائدا للجيش بعد استقالته ، لأنها هي وحدها المسموح لها بالتحليق بمروحياتها فى المجال الجوي ، أي أن مقر حملة ترشح السيسي مؤمن أرضا بشركة “فالكون” التابعة لساويرس وجوا بـ”القوات الجوية”.
المصادر: موقع شركة فالكون – البورصة – جريدة المال – الاقتصادية – المصرى اليوم – الشرق – اليوم السابع – المرصد العربي للحقوق والحريات - See more at: http://almuslimon.net/article_view.php?id=5233#sthash.E8dWajhF.dpuf

محرض : الاقباط عانوا الويل منذ الغزو العربي لمصر

قال الكاتب و المفكر عبد العزيز أن الأقباط تعرضوا للاضطهاد من قبل الدولة الإسلامية من بداية الغزو الإسلامي. كما أوضح أن كثير من المؤرخين ذكروا هذه الاضطهادات مثل المقريزي و ابن عبد الحكم و غيرهم من المؤرخين . بالإضافة إلى ما تعرضوا له في عهد الدولة الاموية والعباسية، ذاكرا ثورة البشمور وهي منطقة كانت تقع في منطقة الدلتا حيث كانت هذة المنطقة يملكها البربر ويصعب التوغل لاي مستعمر بداخلها لكن دخلها الخليفة المأمون وأحدث فيها أبادة جماعية ضخمة و فرض الجزية علي سكانها. 
شاهد الموضوع الأصلي من الأقباط متحدون في الرابط التالي http://www.copts-united.com/Article.php?I=1902&A=154584

د. مصطفى يوسف اللداوي : اللهم ... يا الله

اللهم يا الله قد طالت الغمة، واشتدت المحنة، وعظم البلاء، ونزل بنا ما هو أعظم من الداء، مما لا قبل لنا به عليه، ولا حيلة عندنا على رده، ولا قوة لدينا على صده، فقد احترقت بيوتنا، ودمرت بلادنا، وشرد أهلنا، واستيأس العقلاء منا، وحار الحكماء فينا، وتحكم في رقابنا الجهلاء، وتسلط علينا السفهاء، وحكمتنا الدهماء، واستعر فينا الموت كما الوباء، وضاقت علينا أرضنا بما رحبت، وغص جوفها بأحبابنا وفلذات أكبادنا، وتعفن الهواء بروائح الموت، وجثت القتلى.
غرباءٌ يقتلوننا، وأجانب يتنافسون في حربنا، لا يعرفون دروبنا، ولا ينطقون بلساننا، وقد لا يدينون بديننا، ولا يستقبلون قبلتنا، فقد جاؤوا من بعيدٍ ومن جهات الدنيا الأربعة، واتفقوا مع القريب على قتلنا، وتعاونوا مع الجار على ذبحنا، قلوبهم حاقدة، وما بأيديهم حادٌ وماضي، يوزع الموت، ويمزق الأجساد، وينثر الأشلاء، فلا رحمة تسكن قلوبهم، ولا مودةً تعرفها نفوسهم، فلا ما يربطهم بنا، ولا ما يخيفهم علينا، أو يحزنهم على حالنا وما آلت إليه أوضاعنا.
فاكشف اللهم عنا ما أصابنا، وعجل لنا بالفرج، وأتمم علينا السكينة والأمن والسلامة والطمأنينة، فما لنا غيرك، ولا من يحمينا سواك، ولا من يحقن دماءنا غيرك أنت يا الله، فأنت الرجاء، ومنك وحدك سبحانك الأمل، فإليك اللهم نرفع الأكف بالدعاء، ونبتهل إليك بالبكاء، ونتوسل إليك بالرجاء.
اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تفرج كربنا، وتزيل همنا، وتعيدنا إلى بلادنا وديارنا، وتوقف سيل الدم، وتطفئ نار الحرب، وترضي النفس وتسكن الأرواح.
اللهم إنا نشكو اليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، اللهم أنت رب المستضعفين وأنت ربنا، لا إله إلا أنت، إلى من تكلنا، إلى قريب يتجهمنا، أم إلى عدو ملكته أمرنا، إن لم يكن بك سخط علينا فلا نبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لنا.
نعوذ اللهم بنور وجهك الكريم، الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن يحل علينا غضبك، أو ينزل علينا سخطك، لك العتبى اللهم حتى ترضى، ولا حوة ولا قوة لنا إلا بك.

مشروع السيسي يعطي الصحراء الشرقية لإسرائيل والغربية للصليبيين

بقلم: عامر عبد المنعم
مشروع المشير عبد الفتاح السيسي المتعلق بالتقسيم الجديد للمحافظات المصرية سيفتح الباب أمام الشركات الصهيونية والصليبية للاستيلاء على أراضي الصحراء الشرقية والصحراء الغربية، في أكبر عملية تفريط في الأرض المصرية وبيعها للاستعمار. 
هذا المشروع الذي ألمح إليه السيسي في حواره مع قناة سي بي سي وعرض الخريطة التفصيلية له سيفتح الباب لأكبر عملية نهب وسرقة في تاريخ مصر للأراضي الصحراوية منذ أيام الفراعنة، وهو الأكثر فظاعة من جريمة تبديد القطاع العام التي نفذها الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي أدت إلى الخراب الاقتصادي وتجريد الدولة من ممتلكاتها وتشريد ملايين العمال وتوقف حركة التوظيف، وتخلي الدولة عن دورها كدولة فضاع جيلان أو ثلاثة من الشباب المصري.
من الذي سيشتري ثلاثة أرباع مساحة مصر (750 ألف كم تقريبا) التي يريد المشير السيسي تقسيمها في التخطيط الجديد للدولة المصرية ويريد طرحها في توقيت واحد للمستثمرين بزعم التنمية؟
ومن الذي سيشتري كل هذه الأراضي التي ستطرح للاستثمار في ظل دولة مفلسة وغياب الرأسمالية الوطنية ؟
لن تجد هذه الأراضي غير الشركات الصهيونية والصليبية لشراء صحراء جرداء بلا ماء، شرق النيل الذي سيجف وغربه حتى حدود ليبيا.
وفي ضوء ما نراه من خطط واستراتيجيات فإن هذه العملية الشيطانية تقدم الأراضي المصرية على طبق من ذهب للصهيونية والصليبية العالمية ليحتلوا مصر بصكوك مختومة من الدولة، واستعدوا لعملية البيع الكبرى بالقانون الذي أصدرته حكومة الانقلاب بمنع المواطنين والهيئات من الطعن على التعاقدات التي تبرمها الدولة.
وفي ضوء متابعتنا للمكر المعادي فإن من وضعوا تخطيط التقسيم وزعوا الأراضي على الشركات التي ستشتري، بالمساحة والمكان، فلا شيء يحدث في مصر عشوائيا وخارج الخطة، فسيشتري الإسرائيليون عبر وكلاء وسماسرة بأسماء وهمية الصحراء الشرقية ووضع يدهم عليها، للاحتفاظ بها خالية من أجل إسرائيل الكبرى، بالإضافة لشراء أراضي وسط وشمال سيناء ( اقرأ المقالين السابقين).
ووفقا لهذا التخطيط الشيطاني سيشتري ساويرس (الذي يسيطر على سلطة الانقلاب الحالية) ومعه شركات صليبية بواجهات مصرية وإماراتية الصحراء الغربية التي تشهد اهتماما طائفيا في الفترة الأخيرة. ( اقرأ مقالنا عن إمارة لرهبان الصحراء الغربية في وادي النطرون)
ويبدو أن عائلة ساويرس لم تصبر حتى يتولى المشير السيسي الرئاسة والإعلان رسميا عن البيع فحصل سميح ساويرس في مارس الماضي على 30 ألف فدان من محافظ الوادي الجديد صاحب تمثيلية تأييد السيسي والذي استقال بعدها.
ولا يظن أحد أن هناك فرصة للاستفادة من مشروع السيسي وتفويت الفرصة على الشركات الصهيونية والصليبية وذلك للأسباب الآتية:
- لا يوجد في مصر رأسمال وطني حيث تم التضييق في فترة نظام مبارك على كل رجال الأعمال من غير المنتمين للحزب الوطني، وهذه القلة من رجال الأعمال الذين يتصدرون ملكية الاقتصاد المصري حاليا ليس لهم انتماء لمصر فهم لا يدفعون الضرائب وهدفهم الربح فقط، ومعظمهم تحول إلى تجار أراضى، ولا ينتظر منهم المشاركة في التنمية، بل بعضهم في منطقة القناة يجلب عمالة آسيوية لأنها أرخص من المصرية وأقل مطالب!
- لا يوجد رأسمال إسلامي بسبب المطاردة والمصادرة وقد شهدت التسعينات مصادرة أموال الشركات الإسلامية ونهبها ووضع أصحابها في السجن.
- كثير من رجال الأعمال البارزين في مصر هم صناعة خارجية وواجهات لشركات ومنظمات أجنبيه.
- كثير من رجال الأعمال صنعتهم هيئة المعونة الأمريكية عبر برامج مدروسة وهم مرتبطون بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ويعملون وفقا للمرسوم لهم.
- الدولة المصرية مفلسة وليس لديها أي أموال لإنفاقها على التنمية والحكومة، وهي مكبلة بالديون الخارجية والداخلية.
- تم تغيير البنية القانونية خلال العقود الثلاثة الماضية لإبعاد الدولة تماما عن إدارة الاقتصاد فيما عرف بالخصخصة، فتحولت الدولة إلى مجرد سمسار وخادم لما تسميه القطاع الخاص، وتم وضع عراقيل لمنع الدولة من القيام بدورها عبر التوقيع على اتفاقيات دولية تحول دون عودة الدولة لقيادة التنمية.
- لاتوجد دولة الآن بالمعني الحقيقي، وقلب الدولة الصلب اخترق تماما ويتم توجيهه من اللوبي التخريبي الذي خطف السلطة لتنفيذ الأجندة التي وضعتها غرف عمليات دولية.
إن الذين وضعوا التقسيم الجديد للمحافظات المصرية لبيع أراضيها هم تقريبا نفس اللوبي الصهيوني الذي وضع برنامج الخصخصة وبيع القطاع العام، وهم أنفسهم الذين قاموا بالتقييم والإشراف على البيع حتى تم تصفية القلعة الصناعية المصرية وتشريد ملايين العمال وضاعت حصيلة البيع وغير معروف حتى الآن أين ذهبت ومن الذي سرقها.
استطيع أن أقول أن بيع أراضي الصحراء في مشروع السيسي يفوق في خطورته ما ذكرته في مقالين سابقين عن التأسيس لإمارتين مسيحيتين: فاتيكان جديدة لرهبان اليونان في جنوب سيناء وإمارة وادي النطرون لرهبان الصحراء الغربية.
هذا اللوبي الصهيوني الذي يتحالف الآن مع لوبي صليبي متصاعد يريد أن يستولي على أراضي الصحراء لمصادرة ثروة الأجيال القادمة في أكبر عملية نصب واحتيال باسم التنمية والاستثمار، والتضحية هذه المرة لن تكون بجيلين قادمين وإنما تضحية بمستقبل مصر وكل أجيالها.

رأي القدس .. مصر: الحالة السلفية… و’لعبة الدين والسياسة’

دعا نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر الشيخ الدكتور ياسر برهامي جماعة ‘الاخوان’ الى ‘اجراء مراجعة فكرية، والكف عن اصدار المبادرات، اذا كانت تريد العودة الى صفوف الشعب’، فيما يواصل حزب النور السلفي عقد المؤتمرات لحشد التأييد للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، مؤكدا ان السبب الرئيسي لدعمه هو ‘تفادي الاخطار التي تواجه البلاد’.
لعل االحالةب تكون التعبير الادق لتوصيف هذا التاريخ المستمر من الفتاوى والتصريحات والمواقف السياسية- الدينية المتباينة بل والمتناقضة احيانا، ناهيك عن التقافز بين مقاعد التأييد والمعارضة لكافة العهود والحكومات المتعاقبة التي عرفتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية.
ولعله من النادر ان يصادف المراقب ‘حالة’ اقرب الى ‘التلاعب’ باسم الدين في السياسة، وباسم السياسة في الدين من هذه ‘الحالة’.
فمن المخلوع حسني مبارك، الذي كفروا من يخرج عليه، وحرموا المشاركة في الانتخابات في عهده، الى القفز الى سفينة الاخوان بعد الثورة في 2011، ليخوضوا معها معركة الاستفتاء الاول على تعديل الدستور، ثم ليجنوا (مع حزب البناء والعدالة الممثل للجماعة الاسلامية) اربعة وعشرين بالمئة من مقاعد البرلمان، ثم الانقلاب على الاخوان واتهامهم بـ (اخونة الدولة) بعد ان غابوا عن حكومة هشام قنديل، ثم اتصالهم بالادارة الامريكية مع اقتراب الثلاثين من يونيو بحثا عن دور زاعمين ان الاخوان ‘ كانوا يصورون للإدارة الأمريكية أنهم يملكون مفاتيح التيارات الإسلامية فى مصر، وأنهم الوحيدون الذين يملكون السيطرة على السلفيين، ويملكون تحريكهم في أي وقت شاءوا’، واخيرا الزعم بأنهم ساهموا في تحريك الجماهير في ‘ثورة الثلاثين من يونيو’ حسب تعبير الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين المساعد لحزب النور.
واذا قام اي شخص بالبحث في محرك ‘غوغل’ على الانترنت مستخدما عبارة (حزب النور السلفي يؤيد) سيجد نتيجة مبهرة من المتناقضات لا تكاد تجتمع لاحد غيرهم، فلقد ايدوا مبارك وخيرت الشاطر والمجلس العسكري ومحمد مرسي والسيسي وابوالفتوح.. الى اخره.
فما الذي يحدث حقا داخل هذه (الحالة السلفية)، وما سر هذه الانقسامات والانشقاقات داخل صفوفها؟ 
الاجابة الوافية عن هذا السؤال غير ممكنة في هذه العجالة، لكن نكتفي بهذه الملاحظات السريعة على الهامش لعلها تساعد في حل طلاسم هذه الحالة المثيرة للجدل.
- السلفيون ليسوا حزبا او حركة بل (دعوة) غير منظمة تقوم على سلطة الشيخ على اتباعه، والتمويل الخارجي من الجمعيات السلفية في بعض دول الخليج اساسا، والتي تجعلهم الاقدر على تقديم الخدمات والانتشار في المناطق العشوائية والبدوية بشكل خاص.
- اختلاف مصادر التمويل واجنداتها السياسية، ادى الى انشقاقات وخلافات اساسية ضربت احزاب الدعوة السلفية واهم رموزها، فخرج حزب ‘الوطن’ من عباءة ‘النور’ الذي بقي مقربا منالسعودية بشكل خاص، وانضم الاول الى ‘تحالف دعم الشرعية’، وسط اتهامات حادة بين من كانوا حتى وقت قريب في ‘قارب سلفي واحد’.
- بالرغم من قرار لوزارة الاوقاف صدر مؤخرا يمنع كل من لم يتخرج من الازهر من الخطابة في المساجد، الا ان الشيخ ياسر برهامي مازال يخطب في المسجد، وقال حزب النور ان ‘الحظر لن ينطبق عليه’. وبالرغم من ان الدستور الجديد ينص صراحة على ‘حظر الاحزاب الدينية’، الا ان حزب النور يستعد للمشاركة في الانتخابات التشريعية، ما يعزز الاعتقاد بأن النظام استخدم بعض السلفيين على الاقل لاضفاء الشرعية على المرحلة الانتقالية، ومن المتوقع ان يستمر هذا ليصبح حزب النور ممثلا للاسلام السياسي في العملية السياسية بدلا عن الاخوان، املا في ان يقتنع الغرب بـ ‘عدم وجود اقصاء سياسي’.
- يسعى السلفيون الى مخادعة الرأي العام باخفاء آرائهم الحقيقية تجاه الاقباط والمرأة بشكل خاص. فهؤلاء بالنسبة اليهم مواطنون درجة ثانية لا يحق لهم لا رئاسة الدولة ولا حتى تولي اي مناصب سياسية او سيادية. وهو ما يظهر جليا في مؤلفات برهامي الذي يحتفي بفتاوى الشيخ السعودي بن باز في هذا الشأن، ومع هذا لم يتورع حزب النور عن المشاركة في الترويج لدستور ينص على ‘المساواة الكاملة بين النساء والرجال’.
- اظهر الاستفتاء الاخير على الدستور ضعف سيطرة القيادات السلفية على قواعدها، وهو ما سيكون مهما مراقبته في الانتخابات الرئاسية. ولا يستبعد كثيرون ان ‘يجيء الدور على السلفيين’ بمجرد تأكد النظام من وجود هذه الفجوة داخل البنية السلفية. الا ان مايريده السلفيون حقا قد لا يكون السلطة او حتى المشاركة في البرلمان، بل حرية العمل الدعوي والاعلامي خاصة تعزيز القواعد الشعبية، وما يعنيه ذلك من استمرار للنفوذ وتلقي المساعدات. 
فيا له من ‘دين’ ويا لها من ‘سياسة’.

سليم عزوز يكتب : السيسي الذي يتعذب وهو يتكلم!

‘زينة’ وهي ‘زينة’… إنها مذيعة ‘سكاي نيوز العربية’، ‘زينة بازجي’، وإن كنت لست متعاطفاً مع اللقب ‘بازجي’، والذي يبدو أنه اسم قبيلة، وأتجاوز عنه حتى لا أكون سبباً في صدام القبائل. بين قبيلتي وقبيلة ‘زينة’، عندها لن يصلح بينهما عبد الفتاح السيسي، فهو متخصص في الصلح بين الأفراد لا القبائل. وقد ترك الصراع بين ‘النوبة’ و’الهلالية’، وتفرغ لإبرام صلح بين مرتضى منصور وأحمد شوبير، على نحو جعل الأمل يحدو البعض في أن يبرم صلحاً بين الفنان أحمد عز، والممثلة ‘زينة’. وقد وصل الخلاف بينهما للمحاكم. و’زينة’ تقول إن ما في بطنها محرراً للمذكور، والذي يبدو أنه لا يريد أن يعترف به.
شتان بين ‘زينة’ و ‘زينة’، بين ‘زينة بازجي’، و’زينة’ بدون ‘بازجي’. والأولى مذيعة محترفة، والثانية ممثلة هاوية استمدت وجودها الفني من ادعائها أنها صديقة تامر حسني، والذي استمد صيته من تقديمه للمحاكمة بتهمة تزوير محرر رسمي يفيد أداءه للخدمة العسكرية، في حين أنه تهرب منها، وقد صدر ضده حكم بالسجن ستة شهور من المحكمة العسكرية مع إيقاف التنفيذ، بعد أن احتشدت الحسناوات داخل المحكمة، وهو حشد افتعله منتج أعماله حينئذ. وعليك عزيزي القارئ أن تقارن بين فداحة الجرم، ورقة العقوبة، في حين أن إقراراً للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بأن والدته ليست حاصلة على الجنسية الأمريكية فسر على أنه تزوير وأصدرت محكمة مدنية، وليست عسكرية، حكماً ضده بالسجن سبع سنوات!
كانت قضية هروب تامر حسني من أداء الخدمة العسكرية قائمة، وجاءت احتفالات انتصارات أكتوبر، فإذا به هو مطرب هذه الاحتفالات، التي ترعاها القوات المسلحة، ولم نكن نعلم أنها تدشن لمرحلة جديدة، لا تر في التهرب من أداء ‘الخدمة الوطنية’ مما يسيء للمرء. وها هو أحدهم وقد صار وزيراً للخارجية في عهد الانقلاب، وباعتراف قائد أركان الجيش المصري الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته.
كثيرون، وأنا منهم، حسدوا السيسي على هذه المقابلة، وأن يجلس وجهاً لوجه مع ‘زينة سكاي نيوز′، ولأول مرة يشعرون بأنه محظوظ، فحتى دخوله القصر الجمهوري ليس دافعاً لحسده. ويبدو أنها مقابلة كانت ضرورية، بعد حالة الكآبة التي يمكن أن تستقر في وجدان المرء، إذا تعرض للمقابلة الأولى، وفي حضور لميس الحديدي، الذي لم تتوقف عن ابتسامتها التي تطلقها بمناسبة وبدون مناسبة وكأننا في مسابقة للبلاهة. وهي تفعل هذا منذ أن اتصلت بها ‘أمينة’ المقيمة في ‘مصر الجديدة’ وأخبرتها بأن ضحكتها جميلة. وهو كلام يدخل في باب غواية الجماهير، التي جعلت من السيسي وسيماً في بلد كان رمز الوسامة فيه هو رشدي أباظة، قبل أن ينتقل عرش الوسامة إلى ‘مهند’. يقولون: ‘الزن على الآذان أمر من السحر’.
على كفوف الراحة
لميس الحديدي، وجارها بالجنب إبراهيم عيسى، أخذا عبد الفتاح السيسي على ‘كفوف الراحة’، وكذلك فعلت ‘زينة’، وهي ‘زينة’. لكن الفارق الذي لم يلحظه المشاهد العادي هنا راجع للعمل الاحترافي الذي قامت به ‘زينة بازجي’، والطريقة البلدي في الاحتفاء بالضيف من جانب لميس وجارها بالجنب، فالأسئلة متواضعة ومتهافتة. والإجابات تحتاج إلى استفسارات لا تُطرح، كما أن من إجابات السيسي ما يمثل صدمة لتواضع قدرات الرجل، ومع هذا قابلتها لميس بابتسامة بلهاء، تصنعت الإعجاب بشخصه، وكادت تهتف لهذه الفتوحات الربانية!
فالسيسي قام بحل كل مشاكل مصر المستعصية ‘بجرة لسان’، وعقب كل ‘كوبليه’ تتذكر لميس ما قالته ‘أمينة’، التي هي من ضاحية ‘مصر الجديدة’، فستدعي لفمها الابتسامة سالفة الوصف التي تدفع المرء لأن يصوم عن الزاد ثلاثة أيام بلياليهم قرفاً!
السيسي قام بحل مشكلة البطالة بألف سيارة، يملكها ألف شخص، ويعمل عليها ثلاثة آلاف نسمة، ويتم شراؤها بالتقسيط من أحد البنوك، وتذهب لسوق العبور تشتري البضاعة بالجملة وتبيعها بالقطاعي. وبالرغم من أن الفكرة لثلاثة آلاف بني أدم، إلا أن صاحبنا حل بها مشكلة 12 مليون عاطل. ومع هذا أطلقت لميس ابتسامة عريضة قامت باستدعائها من بين الأنقاض.
والسيسي قام بحل مشكلة الفقر في مصر بتقسيم رغيف الخبز إلى أربعة. ولم يقل ماذا نصنع به عندما تتم قسمته على هذا النحو؟ هل ندعو الجيران للفرجة عليه ومشاهدته صريعاً، أم نتركه هكذا ونغادر للعمل بعد أن نلقي عليه نظرة الوداع، ونعود في آخر النهار فنجده وقد تكاثر، بعد أن مكنا أطرافه الأربعة من الزواج، والمعاشرة الزوجية، وهو ما لم يتحقق في حال بقاء الرغيف صحيحاً. ومع هذا فقد ابتسمت لميس ابتسامتها العريضة.
والسيسي حل أزمة الوقود والمرور بأن اقترح على كل أربعة أشخاص ركوب سيارة واحدة. ولم يعلم سيادته، أن الناس تحشر في حافلات هيئة النقل العام، وفي مترو الأنفاق، وفي سيارات السرفيس، فوق بعضها، ولم يحل هذا أزمة المرور أو أزمة الوقود. وابتسمت لميس ابتسامة من اكتشفت أن الرغيف المصري يلد ولا يبيض!
والسيسي حل أزمة الكهرباء المستعصية على الحل، باللمبات الموفرة، مع أن هناك أجهزة أخرى تعمل بالكهرباء، كالثلاجات والمكيفات والغسالات. فلم تعد الكهرباء فقط مصدراً للإنارة كما كان الحال عليه عقب اكتشافها. ومع تواضع الحل فقد ابتسمت لميس ابتسامتها إياها، على نحو جعلني لا أتوقف عن الدعاء على ‘أمينة’ وكل سكان ‘مصر الجديدة’ وعلى ‘البارون امبان’ باني ‘مصر الجديدة’ بأن ينكد الله عليهم.
صمت السيسي
‘ زينة’ لم تأت للسييسي على قاعدة الاستقلال، فالمستقلون لا يسمح لهم بمحاورة السيسي، لذا فقد احتشدت مهنياً لتبدو مستقلة شكلاً، والفارق بين السؤال الاحترافي وسؤال لميس الحديدي، هو في الصياغة، وفي عدم الإسراف في رد الفعل الاحتفالي.
لميس وصفت صمت السيسي بالبلاغة والعمق، والصمت البليغ لا يكون حيث يكون مطلوباً من المرء أن يتكلم، فما رأيكم لو أخذنا بالوصف، وجلسنا أمام الشاشة حيث جميل عازر يبشرنا بأنه سوف يقرأ نشرة الأخبار ثم يصمت، المدة المقررة للنشرة، ثم يغادر، فما رأيكم في صمته!
صاحبهم لديه مشكلة في الاستيعاب السريع للأسئلة، فتبدو الإجابة الواحدة على السؤال الواحد متناثرة، ومن كل فيلم أغنية، مع أنه قد يكون قد أخذ وقته من الصمت، ومن الإجابة بحركة اليدين قبل أن يتكلم.
الصمت فسرته لميس بالعمق، وفسرته ‘زينة’ بالتأثر الإنساني. ففي مقابلة صحافية مع مذيعة ‘سكاي نيوز′ قالت إن السيسي عبر عن ألمه لعدم قدرته على التواصل مع شباب ثورة 25 يناير. وأضافت: ‘شعرت بأن ذلك ما يقلق المشير ولدرجة أنني عندما سألته عن الموضوع أطرق صامتاً لحظات طويلة’.
بعض المشاهدين فسروا إجاباته التي لا علاقة لها بالسؤال على أنها هروباً، مثل سؤال ‘زينة’ حول تفسيره لكونه يحمي الإسلام ؟ فتلعثم السيسي وانتقل هارباً للحديث في موضوع آخر، إذ تحدث عن الصين وألمانيا.
هذه الطريقة في الرد، حدثت مع أسئلة أخرى ولم يكن هروباً، ولكن لعدم الاستيعاب من ناحية، ولعدم إجادة الحديث من ناحية، ولافتقاده القدرة على المناورة وهي ما تميز من يعمل بالسياسة من ناحية أخرى.
فقد طلبت منه لميس أن يتكلم عن أبنائه، وإذا به يذكر أن احدهم يعمل بالمخابرات العامة، والآخر يعمل في الرقابة الإدارية. وربما تذكر كثيرون عندما التحق ابن الرئيس محمد مرسي بوظيفة متواضعة بمطار القاهرة، فقد كانت الضجة الإعلامية التي أثيرت حول الموضوع سبباً في تركه للوظيفة.
نعلم أن التعيين لا بد أن يكون قد جرى وفق قواعد المحسوبية، لكن كان يمكن والأمر بيده ألا يُطرح مثل هذا السؤال قبل التصوير، فاذا طرح أمكن تداركه في المونتاج. أو أن يقول مثلاً إن أبناءه كانوا متفوقين في دراستهم فتم قبولهم وفق قواعد النبوغ العلمي، ولن يطالبه أحد بتقديم شهادات تخرجهم في الجامعة.
وكان يمكن للسيسي، أن يقول إنهم تقدموا لشغل الوظائف المعلن عنها في ‘الصحف ومن وراء ظهره، وحرصوا على استبعاد لقب السيسي من البيانات، وأن مهنة الأب لم تكن مطلوبة في الأوراق. وأنه فوجئ بتعيينهم من وراء ظهره وغضب ونام ليلته بدون عشاء، ولأن له في الرؤى باعترافه، فيمكنه أن يقول إنه شاهد في المنام شخصاً يلبس أبيض في ابيض، وينزل عليه من السماء، ويقول له بصوت جهير: ‘أنا الناموس′.. ‘ لا تغضب يا عبد الفتاح’. ‘وإذا غضبت فسوف أخذ منك الساعة الأوميجا’.
صحافي من مصر