09 فبراير 2014

تبا لإسرائيل وعملائها بقلم حازم مهنى

 مهما ملئ الحزن و الغضب و الدموع و الألم على مصر و شعبها و ما يحدث من ظلم و تفتيت وتشتيت ، ملئ الوطن العربى ، و ملئ صدورنا حزنا على بلادنا ، أوطاننا التى تذبح بخناجر، و طعنات غدر بعض العملاء ،و بعض الحكام العرب للأسف خانوا أجدادهم وخانوا عروبتهم وشهامتهم ونخوتهم بتلويثهم تاريخ آبائهم وأجدادهم الذين كانوا دوماً يعلمون معنى العروبة والشهامة والكرامة العربيّة ولو تذكّروا نصر اكتوبر المجيدة كيف اجتمع قادة العرب شعوباً وحكّاماً، وتوحّدوا مع مصر شقيقتهم ضد العدو الأزلى "الكيان الصهيونى" لأدركوا ذلك جيّداً ، وما عاش مثل "خلفان" ليقول اسرائيل ليست عدوّ العرب " ، كلاّ ، من يقول ذلك هو عدوّ العروبة ، فهم أعداء العرب ، وأعداء البشريّة فهم قتلة الأنبياء.
لكن كل ذلك لا يعنى أن تخرج كلمة تشمت بنا أعدائنا اليهود ، ذلك الكيان الإسرائيلى الغاصب للدولة الفلسطينية ، مغتصب القدس الأبيّة ، مدنّس المسجد الأقصى أولى القبلتين ، قبلة العرب مسلميه ومسيحيّيه ، فهذا ما يريده أعداؤنا ، فرّق تسد ، يفرّقنا بالحقد والكراهية ، فيوجّه كلّ منا سلاحه لصدر أخيه ، سلاح الكلمة والقلم بيد عملاؤهم من إعلاميون وساسة ونخبة فاسدة ، بحقدها وتحريضها حاصرت بيوت الله واعتدت على الآمنين أطفال ونساء ، حتى خرج رصاص الغدر ليقتل بعضنا بعض ، تحت شعار " الدم المصرى كلّه حرام " ومن يتبقى يجهز عليه عدوّنا ، 
هذه خطّتهم فهل لم تدركوها حتى الآن ؟ سلاحهم الخونة الذين بثّوا سموم الحقد ، والكراهية ، والغدر ، غدر الإعلام والسّاسة ، و مدّعى الثوريّة ، والوطنيّة ، وللأسف حتى علماء الدين صاروا أسلحة فى يد أعدائنا ، يطلقون سهامهم المسمومة فى قلوب المصريون ، وقلب الوطن العربى ، فلم يستحى أحدهم أن يحرّض على قتل النّفس التى حرّم الله إلا بالحقّ ، وبعضهم حرّض على القتل ، ورضى بالحرق ، وزرع الحقد والكره ، حتى فرّقوا بين المرء وزوجه ، ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْك ِسُلَيْمَانَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان ُوَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِل َعَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِل هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُون َمِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚوَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚوَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونََ ) .
التفرقة بين المرء وزوجه من أشدّ أعمال سحر الشياطين أبناء إبليس ، والآن هو أسهل أعمال " كائن مظهره بنى آدم " ويتكلم بلسان الدين ، ليفتن بعض الناس الذين يميلون لهواه طبقا لما فى أنفسهم من أمراض القلوب ، التى لا يخلوا منها بنى آدم ، لذلك وهبنا الله عقلاً لنميّز به ، فيحاسبنا الله على هذه الأمانة ، أمانة العقل والفهم ، " واستفت قلبك " ، " وكلّ يغنّى على ليلاه ، والطيور على أشكالها تقع ، بس لما تقع انت وليلى فى كلابش واحد كلابش حبنا ، حبنا للباطل ، حبنا مع الرايجة ، مظهرك وشكلك ، مش هينفعك مظهر ، و مفيش تأجيل لا جمعة ، ولا ..... ، 
ومينفعش تقول " قالولى " والفضيحة بجلاجل ، وهتتحاسبوا مع بعض ، 
كله بإسم الدين " ، كما فعل " الـسّـامرىّ " ببنى إسرائيل فى غياب نبى الله " موسى " (عليه السلام ) ، فالدين منهم براء ، براءة " موسى " ، و "هارون " من " السّامرىّ " .
أسمعوا : " خلّوا الدين على جنب" ، فعليه قامت حربكم و شروركم ، فأنتم له كارهون فلا تكرهوا غيركم ، ولا تقحموه فى أغراضكم ، و أمراض قلوبكم ، افتضح أمركم ، وطرحت أشجار شروركم ، لم تعد خافية ، فثمارها دخلت كل شبر بالوطن ، مرارها أشدّ من الحنظل والصبّار ، وشرورها تحرق الوطن كالنار ، تبّاً لكل الأعداء ، 
لن يجعلنا الغضب والحزن، والألم أن نتساوى بكم ، و نبتلع طعم العدو، ونقع فى شباكه التى ارتمى فيها أعداء الوطن مهرولين كأنها ملاذهم ، بعضهم لسوء تقديرهم ، ومعظمهم حقدا وغدرا بالوطن الذى لا يعرفون قيمته، لأنهم لو يعرفون معنى الوطن ، ما أصابتهم سموم الحقد ، وما أطلقوا سهام الخيانة والكراهية ليصيبوا أبناء وطنهم ، لأنهم يعلموا عواقب الكراهية ولعنة الدّماء ، الدّماء التى حرّمتها السّماء فى كلّ الشرائع لأن لعنتها تدمّر الأخضر واليابس ، فالدم كلّه حرام ، فى كلّ الأزمان ، فما بالنا بدم الوطن ، كيف فعلتمم ذلك أيها الملاعين ؟ تبّاً لكم ، أليس كلّ الدم حرام ؟ إلا بالحقّ ؟ ألا تعلمون ماذا تعنى السماء بالحقّ ؟ تعلمون كلّ شئ .... لكن سوّلت لكم أنفسكم ، ألم تخبركم السماء أن الحقّ هو القصاص ؟ أخبرتكم ؟ ؟ ؟.
أخبرتكم بالقصاص ، والعدل ، و العفو و الإصلاح الذي تقطعون طريقه رغم أنّه نجاتكم الوحيدة ، 
ومع ذلك أنتم مستمرّون فى غيّكم ، لا أدرى من أى شئ صنعت عقولكم ؟ وبأى حقد امتلأت قلوبكم ؟ أبشّركم .... نار الحقد تأكل صاحبها ولو بعد حين ، وعدالة السّماء تمضى بميعاد محتوم ، ليس غفلة كما تظنّون ؟ 
ورغم أنّى مشفق على الجموع التى اكتوت بنيران حقدكم ، وغلّ قلوبكم ، لكنى على يقين أنّهم سيفيقون ، وللحق سيعودون ، وللحقيقة سيعرفون ، 
وكلّى ثقة بأن شعبنا المصرى، و وطننا العربى، سيفيق من غفلته، ويرفع هامته عالية خفّاقة ، وسينجو من طعنات الغدر وسموم الحقد وسهام الغدر والكراهية التى زرعها الأعداء بأيدى عملائهم، ولن نسقط فى بئر الدم والانتقام الأسود التى أرادها لنا الأعداء، كلا ستكون إرادتنا الحرّة، إرادة الحرّية ، والعدل ، والتغيير السلمىّ ، والبناء والرقىّ ، بالحب والتسامح، والصفح والعفو ، لتلتئم جراح أمّنا مصر، وتعيش مصر حرة وتحيا أمتنا العربية حرة، والويل لأعدائنا، الذين تناكحوا مع الشيطان فى ظلام الليل والفساد كالذئاب و عقارب الصحراء حيّات تلدغ صغارها إن جاعت، و تتنفّس بخار الدّماء ، وترتوى بدماء ضحياها الأبرياء .
ستدهسكم أقدام الأحرار ، فدماؤكم مهدرة، لأنكم أهدرتم دماء الوطن وأبناؤه ، وجعلتم أدائنا تجترئ علينا ، لكن دماؤنا غالية ، رخيصة فى سبيل الله والوطن، وتراب الوطن لا نبيعه بذهب الكون كلّه ، فأوطاننا غالية علينا ، لسنا أمثالكم ، تباً لكم و لإسرائيلكم ، وعملاؤها فى كل مكان وزمان .
أسوأ أنواع العبيد عبيد السياسة والإعلام والنخبة الفاسدة ومن تبعهم ممن اغلقت قلوبهم ، وعميت بصائرهم وأبصارهم ، فماتت قلوبهم ، 
عاشت مصر حرّة أبيّة، 
عاشت وحدة أوطاننا العربيّة ،
اللهم احفظ بلادنا من شرور أعدائنا ،
الأحرار سهام حق فى زمن العبيد والطغاة ،
اللهم احفظ مصر من العبيد والطغاة ،
حفظ الله كلّ أحرار العالم.
http://www.facebook.com/MqalatHazemMehanny
hazem.mehanny@hotmail.com

08 فبراير 2014

زخم الشارع يعيدنا لـ 3 يوليو... بقلم سعيد نصر

مظاهرات جمعة 7 فبراير "رد حاسم" على حشرجة السيسى
هكذا استهان السيسى بفعاليات مؤيدى الشرعية
قال المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والانتاج الحربى لاحمد الجار الله ر ئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية " ان ما يحدث فى الشارع ماهو الا حشرجة الموت " ، هكذا استهان السيسى بفعاليات مؤيدى الشرعية ، فكان رد التحالف الوطنى لدعم الشرعية اليوم الجمعة 7 فبراير حاسما فى شكل مظاهرات وتكتيكات تشعرك كما لو كنت فى 4 يوليو الماضى او 15 اغسطس الماضى او 6 اكتوبر الماضى او 25 يناير الماضى، والدليل على ذلك هو ان هناك اعتقالات ودماء وحصار امنى وعسكرى لقرية دلجا فى مظاهرات اليوم الجمعة مثلما كان يحدث فى مظاهرات الايام المشار اليها وبنفس الطرق والاساليب. 
ولا يمكن فصل مظاهرات اليوم الحاشدة والمضادة لنظام 30 يونيو عن تصريحات كالديس بوتنام القنصل الامريكى فى الاسكندرية والتى قال فيها ان الولايات المتحدة الامريكية لا تعتبر جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وان استئناف المساعدات العسكرية لمصر مرهون بحدوث الاستقرار وان دستور 2012 لم يقص احد مثلما فعل دستور 2013 ، فمثل هذه التصريحات ما كان يمكن ان تقال لولا استمرار المظاهرات الرافضة لـ 30 يونيو ، وتأثيرها القوى الذى تدركه جيدا دولة بحجم الولايات المتحدة، مع ثبات قناعتنا بان امريكا داعمة لـ30 يونيو وليست رافضة له .
وأهم ما لحظناه فى مظاهرات اليوم هو عدم استيقاظ المصريين مزعورين على عمليات ارهابية هنا وهناك بالسيارات المفخخة او القنابل المزروعة ، وهو ما يزيد من مساحة علامة الاستفهام بشأن تلك العمليات ، خاصة اذا وجدناها تحدث قبل يوم 11 فيراير الجارى باعتباره يمثل ذكرى تنحى مبارك وذكرى انتصار ثورة 25 يناير ، خاصة وان متظاهرين ورافضين لنظام 30 يونيو اعلنوا عن نيتهم فى الاعتصام بميدان التحرير !! رد فعل الاجهزة الامنية اليوم على المتظاهرين يكشف هو الأخر الى اى درجة يعانى نظام 30 يونيو من أزمة ، فالاجهزة تفرط فى استعمال ما تسميه بالحسم القانونى ، واحيانا يتحول هذا الحسم الى تعسف وقتل ، وهذا أمر ما كان نظام 30 يونيو يتورط فيه لولا معاناته من استنزاف المظاهرات والمتظاهرين له بشكل يترتب عليه حال استمراره كسر ارادة 30 يونيو التى تخوض حرب اقصاء الاسلاميين عن المشهد السياسى .
فحكومة الدكتور حازم الببلاوى اضطرت مؤخرا الى طبع 20 مليار جنيه بحسب تصريحات للدكتور على لطفى رئيس وزراء مصر الاسبق ، وهى نقود زائدة تضاف الى الموجودة بالسوق ، بما يعنى اننا مقبلين على حالة نقود كثيرة تطارد سلع قليلة ، خاصة وان الببلاوى اضطر ايضا الى فك وديعة حرب الخليج ، ويعنى ذلك حدوث تضخم وارتفاع فى الاسعار ، فضلا عن التضخم الذى سينجم من رفع الحد الادنى للاجور والزيادة فى مرتبات الاطباء ،فى ظل انتاج ثابت ، بل ويقل ، وهو ما يعنى ان استمرار التظاهرات سيحول دون حدوث الاستقرار ، وبالتالى اتضاح اكذوبة ان الدستور يجلب الاستقرار ، تلك التى استخفوا بها عقول البسطاء لتمرير دستور 2013 . 
هذا الاستقرار المفقود والذى تجعله المظاهرات حلم بعيد المنال بالنسبة لحكومة الببلاوى ، يعيدنا مرة اخرى الى تصريحات القنصل الامريكى لنتتدبر مغزاها بشكل اكبر ، فالرجل يعلم ان ترشح السيسى للرئاسة مرهون بانجاز ، او على الاقل لتحقيق انجاز ، وهو ما يعنى بمنظور الدلالة ان امريكا لن تغير موقفها من 30 يونيو حتى ولو فاز السيسى فى انتخابات رئاسية لا يتبعها حدوث استقرار ، وهو امر يصب فى خانة ان هناك اطراف لديها قناعة فى ان السيسى جزء من الأزمة.

فيديو .. الإبراشي : الناس اللي اتقتلت في رابعة اعترفوا إن المعتصمين قتلوهم

فيديو.أمن الإنقلاب بالفيوم يقبض على مصاب ثم يلقونه من المدرعة شهيدا في الشارع


قامت قوات أمن الانقلاب باعتقال "خالد عبدالله ابراهيم" شهيد الفيوم امس الجمعة بعد إصابته بطلق ناري، وعندما تبين لهم أن إصابته خطيره ألقو به من المدرعة فاستشهد على الفور 
وأكد شهود عيان أن السيارة التي ألقت الشهيد منها وهو في حالة إصابة حرجة كان بداخلها اللواء محمد مصطفى -مساعد مدير أمن الفيوم.

تقرير ناري عن السيسي .. لازم يشوفه المؤيدين قبل المعارضين

بالفيديو.. أحد جيران المخرف الهلالى صاحب فتوى ان السيسي رسول الله يكشف فضيحة كبرى له


الهلالي : السيسي رسول الله
الهلالي : لا يحق للزوج ان يأمر زوجته بالحجاب
الهلالي : البيرة حلال مس نشرب على قدنا
سعد الهلالى .. الرقاصة التى خرجت للعمل وماتت فهي شهيدة

07 فبراير 2014

فيديو .. البدري فرغلي يبكي على زمن مرسي ويفضح الانقلابيين




الخبير بالجامعة العربية د محمود ابوالوفا يكتب : العرب و دروس التاريخ

مقدمه :
فى تعليقه على ما سمى بالربيع العربى قال مراسل الشئون الخارجية فى صحيفة نيويورك تايمز روبرت وورث " أن ثورات الربيع العربى سلّطت الضوء على مأساة الحدود المعيبة فى الشرق الأوسط ، إذ خلقت توجهاً انفصالياً واضحاً لدى شعوب المنطقة ، وهناك تحركات قوية نحو هياكل حكم أكثر محلية وبأشكال مختلفة ، منها النظام «الفيدرالى» على طريقة دولة الإمارات العربية المتحدة التى أصبحت مثالاً يسعى آخرون إلى تكراره ، لكن المثير للدهشة هو ظهور كيانات صغيرة جداً راغبة فى الانفصال أكثر من كيانات أكبر مؤهلة بشكل أفضل نسبياً ، فمثلاً أظهرت مدينة «مصراتة» غرب ليبيا ميلاً للحكم الذاتى أكثر من شرق ليبيا ، وفى اليمن ، تطالب مدينة تعز - التى لم تكن أبداً جزءاً من الجنوب - بنوع من الحكم الذاتى والهوية المحلية."
ورغم تحفظى الكامل على نوايا الغربيين تجاه ما يحدث فى عالمنا العربى الا ان هناك الكثير من المقولات يجب الوقوف عندها بالتحليل والدراسه ، حيث يتحتم علينا ان ناخذها بعين الاعتبار ، كما يجب تحليلها بطريقتين متوازيتين احداهما داخل السياق العام للاحداث والاخرى خارجه استنادا الى حقائق تاريخيه نتجت عن احداث فعليه تعود الى ما يناهز المائة عام ، ولابد ان نؤمن بأن التاريخ قد يعيد نفسه ، وما أشبه الليلة بالبارحه.
مقولات كثيره تتناثر هنا وهناك فى مؤتمرات وندوات عالميه ومقالات فى كبرى الجرائد الدوليه وكعادتنا – نحن العرب - لا أحد منا يقرأ ، ومن يقرأ لايفهم ، ومن يفهم لا يحرك ساكنا ، وهو يرى الأوطان تسحب من تحتنا وتتقطع اوصالها وتتعرض للضياع فى مهب الرياح العاتيه ، حيث تتمثل المشكله الحقيقيه والرئيسيه – من وجهة نظرى – فى طريقة التفكير الخاطئه والمنحرفه عن الصواب لدى اغلب النخب المتصدره للمشهد فى الوطن العربى ، بالاضافه الى تشبث القائمين على الأمر بغالبية الدول العربيه بالسلطه رغم فشلهم الزريع فى ادارة شئون البلاد والنهوض بها لتلحق بركب الدول المتقدمه , فمن المخجل ألا يصنف بلد عربى واحد على انه من العالم الاول , وانما الكل عالم ثالث لا يستطيع اللحاق بالركب يستوى فى ذلك غنيهم وفقيرهم.
التاريخ يعيد نفسه :
" إن مشكلة «سايكس - بيكو» أنها لم تقسم الشرق الأوسط بما فيه الكفاية ، أى أن الحدود المرسومة من قِبل القوى الغربية فى نهاية الحرب العالمية لم تأخذ فى اعتبارها الخلافات الطائفية والقبلية والعرقية فى المنطقة ، وبالتالى قد نشهد ظهور دويلات وكانتونات مستقلة أو شبه مستقلة أصغر، خصوصاً فى سوريا والعراق ، ومهمة «الحرب العالمية الثالثة » أن تنجز ما بدأته «سايكس - بيكو» وتصلح مساوئها " هذه ما قالة «لى سميث» رئيس تحرير مجلة «ذا ويكلى استندرد» فى ندوة نظّمتها مجلة "تابلت" الأمريكية اليهودية فى 21 مايو 2013 بمشاركة الكثير من الخبراء الغربيين فى شئون الشرق الأوسط , كما جاء فى كتاب "كيف تموت الحضارات؟ " للمؤلف ديفيد جولدمان :" إن الدول الاستعمارية التى رسمت حدود مستعمراتها فى الشرق الأوسط تعمّدت أن تعطى الحكم للأقليات ، فمثلاً الأقلية السنية حكمت العراق ذات الأغلبية الشيعية ، والأقلية الشيعية فى سوريا حكمت الأغلبية السنية ، وكان منطق القوى الاستعمارية أن دولاً متعددة الأعراق مثل سوريا والعراق لا يصلح لاستقرارها إلا مبدأ «حكم الأقلية» الذى يخلق نوعاً من الضوابط والتوازنات ، فحكومة الأغلبية قد تفكر فى إبادة الأقليات ، أما حكومة الأقليات فتسعى دائماً إلى إيجاد تسويات مؤقتة وهذا هو السبب فى أن حكومة أغلبية تمثل مأزقاً وجودياً للأقلية ، وهو السبب فى أن الأقليات فى العراق وسوريا تستميت فى قتالها الآن ، لكن مبدأ حكم الأقلية انهار ولا يمكن استعادته الآن".
وقد كان هذا ايضا رأى " إدوارد لوتواك" مؤلف كتاب «الاستراتيجية الكبرى للإمبراطورية البيزنطية » حيث قال: " إن حدود الشرق الأوسط الحالى اصطناعية هشة رسمها الساسة الغربيون على الورق بأقلام رصاص على عجل ، والنتيجة خرائط معيبة ودول مصطنعة يصعب بقاؤها على قيد الحياة ، فليبيا تجميعة من قبائل متناحرة فى برقة وطرابلس ، وسوريا توليفة طائفية مفخّخة ، والعراق توليفة متناقضة من الأعراق ، ولم يكن لسوريا أى قيمة تحت الانتداب الفرنسى سوى أنها منطقة نفوذ لباريس فى مواجهة المحميات البريطانية من حولها ، والأردن واليمن لا يختلفان عن هذه الدول ".
ورغم ان هذه المقولات يكذبها التاريخ ، والغربيون يحاولوا ان يوهمونا بصدق وواقعية ما يقولونه وان مقولاتهم هى الحقيقه التى لا جدال فيها ، وثوابت التاريخ تكذبهم ، انهم يريدون تشويه الواقع من وراء كل هذه الافتراءات ، لكن يجب الا يغيب عنا ان كل هذه المقالات والمقولات تصب باتجاه سيكس بيكو جديده يتآمر فيها الغرب على البلاد العربيه وينظر لفكرة تفتيت الوطن العربى المفتت على انها حلول للمشكلات المزمنه التى تعانى منها الدول العربيه بوضعها الحالى ، فى حين ان هذا التنظير فى حقيقة الامر يصب بداية فى صالح الكيان الصهيونى بصفه خاصه وصالح الولايات المتحده والكيانات الغربيه بصفه عامه ويكرس للهيمنه على المنطقه العربيه بما يحقق ما جاء فى تقرير " كامبل بترمان " سنة 1907 والذى نتج عن المؤتمر الذى انعقد فى لندن بحضور كلا من انجلترا وفرنسا واسبانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا وايطاليا ، حيث اتفقوا على ضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي من الوطن العربي عن جزئها الآسيوي عن طريق إقامة حاجز بشري قوي وغريب على الجسر البري الّذي يربط آسيا بأفريقيا ، ويربطهما معًا بالبحر المتوسط ، حيث تقوم في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس ، تكون قوة مواليه للغرب (الكيان الصهيونى ) ، وعدوة لسكان المنطقة ، ويدعم استمرار استيلاء القوى الغربيه والامريكيه على مقدرات الوطن العربى من النفط والموارد الطبيعيه الاخرى فى ظل الضعف والوهن المسيطران على الحاله العربيه .
سايكس بيكو بين الماضى والحاضر:
فى تعليق على الازمه السوريه قال "ناثان ثرول" كبير المحللين فى مجموعة الأزمات الدولية : " ليس الغريب انهيار دول الشام الآن ، بل الغريب هو عدم انهيارها طوال السنوات الماضية ، و أن حرباً إقليمية واسعة النطاق ستجعل هذا التغيير أسهل بكثير ".
وفى اعتقادى ان هذا القول به الكثير من المغالطات وانه يحاول ان يؤسس لمنطق الحروب العربيه العربيه وخراب كل ماهو عربى لانجاح مخطط تقسيم الوطن العربى الى دويلات ، وإن أسباب عدم إنهيار الشام معلوم لذوى النهى ، الا ان الكثير من العرب اليوم لا يعلمون شيئا عن سايكس بيكو التى قطعت اوصال بلادهم فى بداية القرن المنصرم ، فعندما نشبت الحرب العالمية الأولى توهم الشارع العربي إن الفرصة أصبحت سانحة للتخلص من النظام التركي الجائر بما فيه من ظلم وقمع واضطهاد ، أمتد عبر تاريخًا طويلا ، وإستبشر الكثير من العرب – كما هو اليوم - بطروحات الحرية والديموقراطية التي بشره به الغرب ، وقد أقنعوه بأنها ستتحقق فور انتهاء الحرب ، وصدق العرب حاكمين ومحكومين الخدعه الغربيه .
وفي خضم جو من الجنون الثورى العربى أعلن الشريف حسين الحرب على الأتراك متحالفًا مع الانجليز والفرنسيين ، فانضم إليه الشباب العربى الطامح الى الحريه والحياه الكريمه من كل حدب وصوب ليتشكل تحت قيادته أول لواء لجيش عربي حديث ، ولكن بتوجيهات عسكرية غربية ، ودفع الانجليز بالشريف حسين وبالجيش العربي إلى اتون المعارك ليتصدروا الصفوف الأولى ويخوضوا المعارك التي توالت من الحجاز إلى ما وراء حلب ، أي إلى الحدود التركية حاليًا ، ليتحمل اللواء العرب الكثير من التضحيات وكذلك الخسائر الفادحة في مواجهة الأتراك وحلفائهم من دول المحور ، وعندما وصلت الجيوش المنتصرة إلى الأراضي التركية توقفت الحرب ، وأخرج الحلفاء من جعبتهم اربع مخططات دنيئه للعرب ، في طليعتها تقرير «كامبل بنرمان» ، واتفاقية «سايكس بيكو»، و«سان ريمون»، و«وعد بلفور» ، ولم يجد العرب لا الحرية ولا الديمقراطية ولا الاستقلال القومي الذي تحالفوا مع الغرب من اجله ، وهكذا صحا الشريف حسين - ومعه كل العرب - من أحلام الوحدة والحرية والعدالة ليجد نفسه الفاعل الاساسى فى تحقيق المخططات الدنيئه ، لمصالح الغرب وأهدافه الإستعمارية العليا .
ووجه المفارقه بين الحدثين القديم والحديث ان المخططات الغربية الاستعمارية فى القرن الماضى ظلت طيّ الكتمان إلى أن جاء وقت تنفيذها والعمل بها ، لكن المخططات الاستعمارية الحاليه اعلن عنها بكل صراحه قبل البدء بتنفيذها ، حاملة نفس الشعارات : إرساء الديمقراطية ، وتمكين الحريات العامة لشعوب الشرق الأوسط وتطويرها اقتصاديا لتصل الى الغنى والرفاهية ، بعد إزالة الأنظمة الغير ديموقراطيه التي تمنع تقدمها ونموها ، والغريب فى الامر ان العرب من المحيط الى الخليج صدق اكثرهم ما يقال ولم يلقى احد منهم نظره الى الخلف يتجاوز بها مائة عام من الاخفاقات العربيه والخدع الغربيه التى ادت الى الكثير من الكوارث فى محيطنا العربي على امتداد قرن من الزمان ، اما وجه المقاربه بين الحدثين فأن العرب لدغا من نفس الجحر مرتين ، رغم الحديث المشهور " لا يلدغ مومن من جحر مرتين ".
تفتيت المفتت وتقسيم المقسم :
لم يسمع الكثير من العرب اليوم عن خريطة «بيترز» للشرق الأوسط الجديد ، كما لم يسمعوا ايضا بخريطة اخرى أكثر شهرة للمؤرخ الأمريكى «برنارد لويس» ، تتداولها مراكز الأبحاث وصنع القرار فى الغرب ، منذ عام 1983، وتنتشر على مواقع كثيره جدا على شبكة الانترنت ’ واشارت اليها جريدة الواشنطن بوست فى اواخر العام الفائت ، فقد بدأ لويس المفكر الأمريكى اليهودى ذو الأصول البريطانية مشروعه فى منتصف السبعينات ، وكانت خطته أقرب إلى اتفاقية «سايكس - بيكو» ، تزيل كل الحدود العربيه السياسية الحالية وتعيد رسمها من جديد ، لتضم نحو 52 دويلة صغيرة ، على أساس طائفى وعرقى ، وبرنارد لويس هذا هو المنظّر الذى ردد الرئيس الإسرائيلى شيمون بيرز، فى التسعينات مقالاته ، حيث قال: « لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة لمدة نصف قرن ، فليجربوا قيادة إسرائيل إذن » - بدأ انحسار قيادة مصر للمنطقه عام 1979 بعد اتفاقية كامب ديفيد رغم محاولة المحافظه عليها كدوله محوريه - لقد تمثلت الفكرة الاساسيه فى خريطة برنارد لويس فى مركزية الدولة اليهودية ، ودور فاعل لتركيا ، وازالة ما يسمى بالقومية العربية ، وإلغاء أى دور يذكر للعرب فى منطقة الشرق الأوسط الجديد.
وتبين خريطة «لويس» إنشاء دول جديده مثل دولة البربر ودولة النوبة ودولة البوليساريو ودولة الأمازيغ ، و تقسيم ليبيا إلى ثلاث دول ، دولة شرق ليبيا ودولة الجنوب الليبى ودولة الشمال الغربى، وتقسيم السودان إلى أربع دول ، وهى دولة النوبة المتكاملة مع دولة النوبة فى الأراضى المصرية وعاصمتها أسوان، ودولة الشمال السودانى الإسلامى ودولة الجنوب السودانى المسيحى، ودولة دارفور غرب السودان، كما اقترح «لويس» تقسيم مصر لأربع دويلات ، دويلة تضم سيناء وشرق الدلتا تحت النفوذ اليهودى، ودويلة كبيرة للأقباط عاصمتها الإسكندرية ، هذه الدولة تمتد من جنوب بنى سويف حتى جنوب أسيوط ، وتتسع غرباً لتضم الفيوم وتمتد فى خط صحراوى عبر وادى النطرون حتى الإسكندرية، وستتسع لتضم أيضاً جزءاً من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح. ثم دولة النوبة المتكاملة وتضم شمال السودان ، وتبدأ من صعيد مصر حتى شمال السودان ، باسم «بلاد النوبة» بمنطقة الصحراء الكبرى ، وتكون متاخمه لدولة البربر، التى سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر ، وأخيراً دويلة « مصر الإسلامية» وعاصمتها القاهرة ، وتشمل الجزء المتبقى من مصر الحالية ، وتقضى خطة «لويس» اندثار الكيانات السياسية فى شبه الجزيرة العربيه ، وتقسيم شبه الجزيرة ومنطقة الخليج إلى ثلاث دول فقط ، دولة الإحساء الشيعية (تضم الكويت والإمارات وقطر وعُمان والبحرين) ، ودولتان سنيتان ، الأولى نجديه والثانية حجازيه ، تضم اليمن الحالى ، كما يقترح مشروع «لويس» أيضاً تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، و تقسيم سوريا لأربع دويلات ( علوية على امتداد الشاطئ، و سنية فى حلب، وأخرى سنية حول دمشق ، ودروزيه فى الجولان وجزء من لبنان وشرق الأردن) ، على أن يتم تقسيم لبنان الى كانتونات قد يصل عددها الى ثمانيه ، ودمج الأردن فيما يعتبرونه بديلا لدولة فلسطين الاصليه . 
و مع ذلك فأن غالبية العرب يسعون الان – عامدين - قدما لاذكاء النعرات الطائفيه أو المذهبيه أو الحزبيه أو الاقليميه متهمين بعضهم البعض بالعماله والخيانه وكافة التهم الرخيصه ، وكأنهم يريدون تفعيل المخطط الغربى ووضعه قيد التنفيذ ، مع أن امم الارض من حولهم تتجمع فى كيانات كبرى لترتقى بامكاناتها ولتصنع لها مكان تحت شمس الحضاره.
*مستشار بجامعة الدول العربية
maw01000@yahoo.com

البرلمان الاوربي يطالب سلطة الانقلاب بالكف عن العنف والافراج عن المعتقلين

حث نواب البرلمان الأوروبي ـ في تصويت أجراه البرلمان أمس الخميس ـ السلطة وقوات الأمن في مصر على إظهار أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب التحريض والمزيد من العنف.
قال النواب إنه ينبغي على السلطة الانتقالية وقوات الأمن ضمان أمن جميع المواطنين، والالتزام بالحوار وعدم العنف، واحترام تعهداتهم.
وقال البيان الصحفي المنشور على الموقع الإلكتروني للبرلمان، إن النواب طالبوا بالوقف الفوري لجميع "أعمال العنف" و"المضايقات" و"الترهيب" ضد المعارضين السياسيين، والصحفيين، والنقابات العمالية، وممثلي المجتمع المدني.
وقال البرلمان «ينبغي على الحكومة الانتقالية ضمان إمكانية أن يعمل هؤلاء الممثلون، سواء المحليين أو الدوليين، بحرية في البلاد.
وأعرب النواب عن قلقهم من بعض مواد في الدستور الجديد التي تستثني القوات المسلحة من الرقابة المدنية، وتسمح للقضاة العسكريين بمحاكمة المدنيين المتهمين بجرائم أو هجمات على القوات المسلحة والمنشآت العسكرية، وإخضاع تعيين وزير الدفاع لموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
قال النواب إن الاستفتاء على الدستور كان فرصة لبناء التوافق الوطني، والمصالحة، والاستقرار في البلاد، معربين عن أسفهم البالغ إزاء "الاشتباكات العنيفة" قبل وأثناء وبعد الاستفتاء.
كما طالب النواب مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، بإعلان تقرير بعثة خبراء الانتخابات التابعة للاتحاد التي راقبت الاستفتاء في مصر.

العفو الدولية : دماء ضحايا التعذيب تلطخ جدران الزنازين فى مصر

مع انطلاق الاحتفالات بمناسبة حلول الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة مصر التي أطاحت بحكم حسنى مبارك، سعت قوات الأمن في مناطق أخرى من مصر للحيلولة دون تنظيم تجمعات معارضة للحكومة، وفض المسيرات واعتقال مئات المحتجين والمارة. 
لقد كان عدد الاعتقالات مروعا. فلقد أُلقي القبض على أكثر من 1000 شخص في يوم واحد فقط، وذلك وفق تصريحات وزارة الداخلية. كما قُتل 64 شخصا على الأقل وجرح مئات آخرون في أعمال العنف التي اندلعت إثر محاولة قوات الأمن فض الاحتجاجات المعارضة للحكومة. 
ووصف شهود عيان ومعتقلون سابقون لمنظمة العفو الدولية ما تعرضوا له من ضرب وسوء معاملة على أيدي عناصر قوات الأمن يوم 25 يناير/ كانون الثاني الماضي.
التعرض للضرب في الحجز
تحدث أحد المحتجين عن تعرض المتظاهرين، بما في ذلك النساء والفتيات، للضرب لحظة اعتقالهم عقب قيام قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي في الهواء. وحُشروا جميعا داخل حافلة ركوب صغيرة قبل أن يتم اقتيادهم إلى أحد أقسام الشرطة القريبة حيث نالوا نصيبهم من الضرب هناك أيضا. 
وقال أحد المحتجين ممن أُخلي سبيلهم: "لاحظت أن جدران الزنزانة كانت ملطخة بالدماء ... ولقد تعرضت للضرب المبرح بحيث أنني قد أُلقي بي من جانب إلى آخر داخل الغرفة. وتعرضت للصفع على وجهي، وضُربت على رأسي، وشُتمت لانتقادي الشرطة والجيش... وقالت لي إحدى الفتيات فيما بعد أن الضابط خلع حذائه وضربها به على جميع أنحاء جسدها وعلى وجهها أيضا".
وقال المتظاهر إنه قد أُعصبت عيون المعتقلين في أقسام الشرطة وتعرضوا للضرب المبرح على جميع أنحاء الجسد والوجه. وتعرض عدد من المحتجزين، بما في ذلك الأطفال، للضرب المبرح بحيث لم يعودوا قادرين على المشي. وكان أحدهم ينزف من رأسه، فيما مُزقت ملابس آخر وقُطعت.
وعلى الرغم من أنه ضُبط وهو يحمل لافتات ومنشورات عليها شعارات مناوئة للإخوان المسلمين والجيش في آن معا، إلا أن ذلك المحتج اتُهم بالانتساب لعضوية جماعة محظورة – وهي التهمة التي تُسند عادة إلى الذين يُشتبه بأنهم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين. 
وقال آخرون لمنظمة العفو الدولية أنهم قد شهدوا صعق محتجزين بالكهرباء. 
ولم يقتصر الأمر على البالغين الذين وجدوا أنفسهم مستهدفين من قبل قوات الأمن في ذلك اليوم. فلقد تحول يوم الذكرى الثالثة للثورة إلى كابوس بالنسبة للفتاة سمر البالغة من العمر 15 عاما (وليس هذا هو اسمها الحقيقي). فلقد ألقت جماعة موالية للحكومة، بينها نساء، القبض عليها وسط القاهرة، وقاموا بضربها وسحلها على الأرض مما تسبب بكسر أضلاعها وتمزيق ملابسها قبيل تسليمها للشرطة، التي اتهمتها بالانتساب لعضوية جماعة الإخوان المسلمين أو حركة شباب 6 أبريل قبل أن قوموا بإخلاء سبيلها لاحقا. 
إلا أن محنتها لم تنته عند ذلك الحد. فبعيد فترة وجيزة استوقفها جنديان واحتجزاها بعد أن عثرا بحوزتها بعد تفتيش حقيبتها على قناع واقٍ من الغاز المسيل للدموع وحقيبة إسعافات أولية. 
وقالت أنها اقتيدت إلى مبنى عسكري واحتُجزت رفقة رجال في ساحة خارجية. 
وقالت سمر: "لقد طلبوا من الرجال التجرد من جميع ملابسهم باستثناء الداخلية منها، وأجبروهم على الجثو واستخدموا ما يشبه صاعق (تيزر) كهربائي أسود اللون لصعقهم على أكتافهم وأظهرهم".
واحتُجزت سمر هناك طوال يومين قبل أن يتم إخلاء سبيلها. 
واشتكى محامون لمنظمة العفو الدولية من رفض وكلاء النيابة إحالة المحتجزين إلى الطبيب الشرعي بحجة أن إصاباتهم بسيطة.
الاتصال بالمحامين
كما أخبر عدد من المحامين منظمة العفو الدولية أنهم قد مُنعوا من دخول عدد من أماكن الحجز، لا سيما المعسكر التابع لقوات الأمن المركزي على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي. 
وقال آخرون أن قوات الأمن قد قامت بترهيبهم وتهديدهم بالسلاح. وأما الذين تمكنوا من دخول بعض مراكز الحجز، بما في ذلك معسكر قوات الأمن المركزي في طره الذي يُحتجز فيه ما لا يقل عن 228 شخصا، فلقد أكدوا أنهم رأوا عددا من المحتجزين وقد بدت آثار كدمات ظاهرة على وجوههم وأنحاء أخرى من أجسادهم. كما قال المحامون أنه في الوقت الذي سُمح فيه لهم بدخول المعسكر، كانت معظم التحقيقات قد أُنجزت دون حضورهم.
وقال عمرو إمام المحامي مع جبهة الدفاع عن متظاهري مصر ومركز هشام مبارك للقانون أن رجلا يرتدي زيا أسود اللون قد هدده بالسلاح عندما طالب بزيارة مجموعة من المحتجزين في قسم شرطة المعادي. ولقد ضُرب على صدره بعقب البندقية. وعندما احتج على منعه من زيارة المحتجزين، رفع الرجل بندقيته الآلية وصوبها نحوه. وهو ما قام به آخرون من عناصر قوات الأمن. وهددوا بإطلاق النار عليه بعد أن يفرغوا من العد حتى الرقم 10 في حال لم يغادر. 
كما خضع العديد من المحتجزين للاستجواب داخل أقسام الشرطة ومعسكرات قوات الأمن المركزي دون السماح لهم بالاتصال مع المحامين – وهو ما يشكل انتهاكا واضحا للقانونين المصري والدولي. 
وتخشى منظمة العفو الدولية أن العديد من الرجال والنساء والأطفال المعتقلين كانوا يمارسون حقهم في حرية التعبير عن الرأي والتجمع، أو أنهم كانوا من المارة وحسب. 
وتشمل قائمة المعتقلين أشخاصاً من المتعاطفين مع حركة الإخوان المسلمين، وأعضاء في حركة شباب 6 إبريل وناشطين مستقلين أيضاً وكما حصل في قضايا أخرى سابقة في أعقاب عزل محمد مرسي، فيواجه هؤلاء قائمة طويلة من التهم المتشابهة والتي تتراوح من القتل إلى عرقلة حركة السير. ولم تبرز النيابة أدلة مادية تربط بين المشتبه بهم وجرائم محددة، ولم يُبذل الكثير من الجهد بغية إثبات المسؤولية الجنائية الفردية. 
وقال أحد المحتجين لمنظمة العفو الدولية أنه قد أُخلي سبيله فقط بعدما أعلن عن تأييده لوزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي.
وقد نزل الكثيرون قبل ثلاث سنوات إلى الشوارع إبان الانتفاضة المصرية بغية التعبير عن غضبهم حيال انتهاكات الشرطة ووحشيتها التي أصبحت أمراً روتينياً معتاداً في مصر إبان حكم مبارك. 
وها هو حيز المعارضة والاحتجاجات المشروعة اليوم وقد بدأ بالتلاشي والاختفاء سريعا. 
وفي الوقت الذي تم فيه إخلاء سبيل مجموعة من الذين اعتُقلوا في 25 يناير/ كانون الثاني بالكفالة، فلا زالت الغالبية العظمى منهم داخل مراكز الحجز بانتظار انتهاء التحقيقات. 
ومع استمرار نطاق القمع في البلاد بالتوسع بلا هوادة، أضحت الآمال بالحصول على الحرية والعدالة أكثر بعدا من ذي قبل. وثمة أسئلة تُطرح بشأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، وإذا ما كانت سوف تُجرى في ظل مناخ يسوده عدم التسامح مع الرأي الآخر.