الاخبار المنسقة والمتواترة حول رغبة السيسي فى الترشح لرئاسة الجمهورية وكذا ترشيح المجلس العسكري للواء صبحى صدقي ليكون وزيرا للدفاع تؤكد على الارجح بأن الفريق السيسي مات فعلا ..وان تلك الحملة الاعلامية مجرد خطوة تكتيكية لانتقال آمن لصبحى صدقي لقيادة الجيش فضلا عن المرور من مرحلة الاستفتاء وذلك بغية الاستفادة بشعبية السيسي لدى المغيبين مؤقتا وبعد ذلك يعلنون وفاته.
ومن مميزات هذا التكتيك ان يستفيد صدقي صبحى اثناء ادارته للبلاد فى تلكم الفترة الحرجة من الزخم الذى وفره الاعلام للسيسي وهو الزخم الذى يعجز الاعلام عن توفيره له هو نفسه فى تلك الفترة الوجيزة .. واتوقع خلال الفترة القليلة القادمة سيتم رفع التركيز تدريجيا عن اخبار السيسي فى الاعلام ويتم استبدالها باخبار القوات المسلحة بشكل عام و"ثم" صبحى صدقي بشكل خاص فى مرحلة لاحقة قصيرة لتصديره كبطل.
ويدعم هذه الرؤية ما بثه الاعلام الرسمى من تنبؤات فلكية "مفبركة" عن ان السيسي لن يكون رئيس مصر القادم , وهو ما يعد على ما يبدو تمهيد لحملة دعائية اخري قادمة بان السيسي تراجع عن الترشح للرئاسة من اجل افساح المجال للقوى المدنية .. يعقب ذلك تزوير الانتخابات لصالح واحد من اثنين اما عمرو موسي وهو المرشح الامريكى الذى كانت تعده لخلافة مبارك او حمدين صباحى الذى قدم منذ اشهر قرابين الطاعة فى تل ابيب .. واهمية الاثنين فى انهما بلا شعبية حقيقية ..وسيكونان ديكورا يحكم من خلفه المجلس العسكري مصر .. وبالطبع من خلف هذا المجلس امريكا واسرائيل.
ويصبح بهذا الشكل قد تحققت رغبة العسكر فى السيطرة على مصر من خلال دستور يجعل القوات المسلحة دولة ليس داخل الدولة ولكن فوق الدولة .. ومن خلال رئيس صوري لا يحكم هو ولكن تحكم مصر من خلاله عبر اجهزة الاستخبارات واللوبي الامريكى فى مصر.
وانا خائف بشدة من أن يقوم المجلس العسكري - ان صدقت صحة الاقاويل التى تتحدث عن وفاة السيسي وان هناك دوبليرا يقوم بتمثيل هذا الدور - باعلان اغتيال السيسي على يد مسلحين ينتمون الى الاخوان المسلمين وذلك بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية مما يخلق ازمة عاتية فى مصر قد تذوب معها او يتم غض الطرف فيها عن الاف الضحايا الين قتلوا فى رابعة والنهضة وغيرها على يد العسكر.
ولكن عن ماذا يكشف ذلك ؟
يكشف ذلك ان المجلس العسكري والمخابرات هو من يحكم مصر منذ مقتل السادات وحتى الان.
مع احتمال كبير ان يكون المجلس العسكري هو من خطط لقتل السادات و ان مبارك كان مجرد ديكور لا حول له ولاقوة .. وربما كان يحذرنا منهم فى اخر خطاب له قبل التنحى.
وان ثورة يناير 2011 كانت من اعداد العسكر من اجل القضاء على سعي مبارك لتصعيد نجله وتدمير جهاز أمن الدولة الذى تنامت قوته.
وان كل الاحداث التى حدثت فى مصر بعد منذ يناير 2011 هى من اخراجهم
ولكن ماذا نحن فاعلون؟
من المعتقد ان اطالة الفترة الانتقالية وعدم تمكين سلطة الانقلاب -عبر ابتكار وسائل سلمية جديدة وفعالة - من اتخاذ خطوات يمكن لداعميها فى الخارج تسويقها كمسوغ يضفي شرعية عليها هو خير وسائل لمقاومة تلك السلطة , خاصة ان تلك السلطة اعتادت على اتخاذ خطوات غير مشروعة بل وعير منطقية وما تلبث وبدعم من حلفائها الخليجيين والامريكيين تضفي عليها مشروعية ومنطقا , مثل انقلاب 30 يونيو بحجة الثورة وذبح المعتصمين بحجة كونهم مسلحين , والاعدام للمتظاهرين بحجة منع التخريب , وقتل وتجريم وحبس معارضيها بحجة الارهاب وهكذا.
والمفيد فى اطالة الفترة الانتقالية انه مع مرور الزمن سنجد ان تماسك نسيج الانقلاب يزداد تفسخا وهالته السحرية على المغيبيبن والسوقة والدهماء تخف حدتها , ويعزف الكثير من البسطاء عن تصديق دعاية قادة الانقلاب فى الرفاء والخير العميم تحت وطأة ازمة اقتصادية قائمة تزداد تفاقما ولن تفلح معها مسكنات الخليج التى تقدمها بأمر مباشر من راعى الانقلاب الاول واشنطن وتل ابيب.
وذلك لأن ايادى رعاة الانقلاب الان ومع ازدياد وتيرة الرفض الشعبي الذى يقف في القلب منه التيار الاسلامى للانقلاب وسلطته ترتعش ايادى المانحين الخليجيين خشية سقوط الانقلاب وبالتالى ضياع اموالهم التى انفقوها فيه , اما اذا تمكن الانقلاب من النجاح فان الاستثمارات والمنح ستهطل على مصر من كل حدب , ذلك المستثمرين والمانحين يدركون جيدا انهم سيحلبون البقرة الحلوب وستعود المنح التى قدموها اليهم اضعافا مضاعفة, سواء عن طريق استثمار مشروع او عن طريق استثمار غير مشروع ستغض سلطة الانقلاب عينها عنه لتعويض منقذيها.
ولكن ما العمل اذن؟
العمل انه يجب على تحالف دعم الشرعية التحذير من المخطط مسبقا لأن التحذير بعد انجازه سيكون عديم الجدوى
وعلى وسائل اعلام دعم الشرعية - رغم ندرتها - التحذير من المخطط مسبقا
وعلى المنظمات الحقوقية الداعمة للديمقراطية فضح هذا المخطط
albaas10@gmail.com