17 يوليو 2013

غزّة تلك الشمّاعة... المصرية بقلم عروبة عثمان

 
قبل عام من الآن، دقّت ساعة النصر للإخوان المسلمين، وأصبح محمد مرسي رئيساً لمصر، وتقاسموا فرحتهم بالصعود إلى سدة الحكم مع رفاقهم الحمساويين في قطاع غزة، فتوشّحت سماء القطاع بالألعاب النارية، ووزعت الحلوى، ظناً أن حصارها ستُطوى صفحته إلى غير رجعة على يد جماعة إسلامية، لكن حصل ما لم يكن بالحسبان.
ورغم استنساخ مرسي كثيراً من سياسات النظام السابق في تعامله مع الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، غير أن علاقات الودّ التي نسجتها «حماس» مع جماعةٍ إسلامية انبثقت عنها، دفعت المصريين الكافرين بالحكم الإسلامي إلى اعتبار «حماس» النسخة الكربونية المحدّثة عن مرسي وجماعته، ما دعاهم إلى زجّ اسمها في أي عمل تخريبي يستهدف أمن مصر واستقرارها.
ومع ولادة ثورة «30 يونيو»، عاد مسلسل تورّط «حماس» في الأحداث المصرية إلى الواجهة؛ فنادراً ما تتصفّح المواقع الإخبارية المصرية أو تتابع المحطات الفضائية المعارضة لحكم الإخوان، من دون أن تتصدّر «حماس» شريط أخبارها أو عناوين نشراتها. كذلك خصّصت ساعات طويلة من بثها المباشر لتحليل مسألة افتراضية متعلقة بدخول «حماس» على خط الثورة القائمة الآن، ودورها في الدفاع عن حصون الإخوان المسلمين ومقارهم.
آخر هذه الاتهامات تتعلق بكشف الجهات الأمنية المصرية عن أربعة «حمساويين» متورطين في قتل المتظاهرين المصريين أمام المقر الرئيسي لمكتب جماعة الإخوان المسلمين «الإرشاد» في المقطم، الأمر الذي نفاه أحد أقرباء المتهمين جملةً وتفصيلاً، مبيّناً أن أقرباءه الأربعة لا تربطهم أي علاقة بـ«حماس»، لا من قريب أو بعيد، فيما واصلت «حماس» إصدار التصريحات والبيانات الصحافية التي تدحض كل الروايات والوثائق التي تنشرها وسائل إعلام معارضة للإخوان، لإثبات تورط الحركة في الأحداث المصرية منذ ثورة يناير.
بعد سيطرة الإخوان على مصر، تحدثت وسائل الإعلام المصرية عن عشرات الوثائق التي تؤكد ابتعاث «حماس» آلاف العناصر من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، لمساندة الإخوان وضمان عدم إزاحتهم عن الحكم، رغم ضربهم لعصب الحياة في قطاع غزة «الأنفاق» وإغراقها بمياه الصرف الصحي، وإبقاء غرفة الترحيل في مطار القاهرة على حالها. هذه «الوثائق السرية» التي يدّعي الذين عثروا عليها كشفها لمخططات مدروسة من قبل «حماس»، وبتمويل قطري، انتشرت كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام من دون التحقق من صدقها، الأمر الذي حدا بفئة ليست بقليلة من المصريين إلى التعامل مع الفلسطينيين المقيمين في مصر بطريقة دونية، وإدراج أسمائهم ضمن قائمة «الإرهاب الحمساوي»، وبات أي فلسطيني مهما كان عمره وانتماؤه السياسي متهماً بالانتماء إلى «حماس».
ويقول المحلل السياسي هاني حبيب لـ«الأخبار» إن «فرضية التورط في الشأن الداخلي المصري لم تعد تطال الحمساويين فقط، بل كل الفلسطينيين على اختلاف تلاوينهم وانتماءاتهم السياسية»، مؤكّداً أن حملات تشهير وسائل الإعلام المصرية بالفلسطينيين دلالة واضحة على الجهل بالوضع الفلسطيني من ناحية، وإلقاء كل ما يجري في مصر على شماعة غزّة من ناحية أخرى.
بدوره، نفى المتحدث باسم حركة «حماس»، سامي أبو زهري، ادّعاءات بعض المصريين في تورّط الحركة في الأحداث المصرية الحالية، مؤكداً أن الحديث عن ضبط مجموعة حمساوية في مقر الإخوان المركزي عارٍ من الصحة. وقال: «الفلسطينيون الذين تم اعتقالهم أخيراً في مصر غير مرتبطين بحماس لا من قريب أو بعيد»، موضحاً أن أحدهم مقيم في مصر منذ 30 عاماً، ولا يمكن تصديق مسلسل تورطه أو تورط غيره من الفلسطينيين في إراقة الدم المصري وأعمال التخريب الدائرة. وأكد أن الجهات المعادية للمقاومة الفلسطينية تحاول استغلال المشهد المصري الحالي لتشويه صورة المقاومة، وترك انطباع عند الجمهور المصري أن «حماس» هي العدو. وكثّف الجيش المصري من وجود دباباته على حدود قطاع غزة، في خطوة أكدت إسرائيل أنها جاءت بالتنسيق معها. وقال مصدر أمني في الحكومة المقالة إن «الجيش المصري كثّف انتشار دباباته على الحدود مع غزة في الأيام القليلة الماضية».
بدوره، قال الجيش الاسرائيلي، في بيان، إن «النشاط العسكري المصري في سيناء تم التنسيق له مع عناصر الامن الاسرائيلي، وأذن به على أعلى المستويات، من أجل التعامل مع التهديدات الامنية في سيناء، والتي تشكل خطراً على كل من مصر وإسرائيل».
وكانت وسائل الإعلام المصرية قد اتهمت عناصر من حركة «مصر» وحزب الله بالتورط إبان الثورة المصرية في اقتحام السجون المصرية، والمساهمة بشكل كبير في تهريب السجناء من سجن وادي النطرون، بينهم الرئيس الحالي محمد مرسي.

15 يوليو 2013

الشروق الجزائرية : الانقلابيون.. سبعة جنرالات وثامنهم "السيسي"



على الطريقة الديكتاتورية القديمة وفي الخفاء، بينما كان محمد مرسي يسابق الزمن لأجل تحقيق بعض من وعوده، بعد عام من الحكم، آمنا جانبه من عسكر ساهم هو شخصيا في ترقية بعض ألويته، ومنهم القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي، الذي تحوّل بقرار من الدكتور محمد مرسي إلى وزير للدفاع، كانت في المقابل الطبخة العسكرية بتوابل مالية خليجية تطهى في الخفاء، لتقدم في طبق تم التخطيط له كما تقدم الأفلام المصرية عادة وجها مغايرا للواقع من خلال صورة مقدم البيان العسكري القاضي بتنحية محمد مرسي من على رأس السلطة، أمام أنظار وأسماع شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية وعدد من مشاهير مصر في جميع المجالات، مما يؤكد أن التحضير لهذه الصورة لا يمكن أن يكون وليد الثلاثين من شهر جوان، وإنما قد يكون ممتد لأسابيع عديدة، وإذا كان الاسم المسيطر على الحدث إعلاميا هو لعبد الفتاح السيسي الذي قال مرة إنه يفتخر بتاريخ ميلاده الذي فيه نوفمبر و1954؟؟، وقال أيضا أن حلم حياته أن يرى مصر بلدا ديمقراطيا مثل الدول الأوروبية يتداول فيه الرؤساء على السلطة بطريقة سلمية، إلا أن تواجده في الصورة الأولى لا يعني أنه المخطط الرئيسي لهذا الانقلاب الذي هزّ مصر، والذي انتقل من الإمارات العربية تحت قيادة محمد بن زايد إلى غاية سبعة ألوية كان ينسق بينهم السيسي.
وتكمن صعوبة مواجهة هؤلاء أن لكل منهم حكاية وعالم قائم بذاته، وصعوبة معرفة من هو القائد الحقيقي في الداخل للإنقلاب ولما بعد الانقلاب، فالمعروف أن رئيس أركان القوات المسلحة صدقي صبحي هو الجسر الرابط بين عسكر مصر والإمارات العربية، وهو الذي قال نهار أمس إنه سيسحق أي ثورة شعبية تحاول إجهاض ما سماها بالثورة الحقيقية في الثلاثين من جوان، وساهم قائد القوات الجوية حامد المصري في سرّية المهمة، حيث راح يؤمن الاتصالات بعيدا عن أسماع بقية قادة الجيش حتى يضعهم أمام الأمر الواقع، وابتلع أسامة أحمد الجندي خطة السيسي في الانقلاب بأقل الأضرار، وراح يشرحها للانقلابيين، أما وزير مالية الانقلاب فشغله قائد قوات الدفاع الجوي عبد المنعم إبراهيم بيومي الذي نقل أموالا طائلة إلى القاهرة، ووزّع بعضها على ضباط مختلف المناطق لأجل إنجاح الخطة، مع حمله لوعود كثيرة بأن يحققوا مزيدا من الامتياز في حالة نجاح الخطة، وهو ما نسف أي انقلاب عسكري داخلي وجعل العسكر الذين عانوا في وقت قيادة محمد مرسي للبلاد بسبب سيطرة البوليس يعتبرون ما تحقق إضافة لهم، خاصة أن قائد المنطقة العسكرية توحيد توفيق ضمن السيطرة على القضاء وعلى التلفزيونات العمومية والخاصة، حيث تأكد أن غالبية الإعلاميين وخاصة القنوات الخاصة تلقت أموالا ووعودا جعلتها تحوّل الإمارات العربية إلى البلد الثاني بالنسبة لكل المصريين فجاء الانقلاب الإعلامي أقوى من الانقلاب العسكري، مما حيّد الإخوان وعزلهم إعلاميا، وهو ما سهر عليه أيضا مدير المخابرات محمود حجازي ومدير إدارة الشؤون المعنوية أحمد أبو الذهب الذي تولى إسكات أي عسكري بمبلغ مالي متخم أسكتهم جميعا، ورفقة هذا السباعي ساهم وزير الداخلية في منع القنوات الدينية التي تبدو في صف الإخوان المسلمين وحتى التي أرادت الحياد، كما رسم حمد بن صباحي الديكور العام لحفلة الانقلاب التي ظهر فيها مختلف الأطياف من البابا إلى شيخ الأزهر، وكان واضحا أن لا أحد من الحضور تفاجأ بإعلان الانقلاب، مما يعني أن الطبخة كان زمنها أبعد من زمن ما يسمى بالثورة الشعبية في 30 جوان بأسابيع عديدة، واندس الكثير من الضباط وسط الشباب في ميدان التحرير يبشرونهم بطوفان من المال القادم من الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية لأجل أن تعود مصر إلى عالم السياحة والتجارة، أما السيسي فهو الرجل الظاهر الذي صنع بالخصوص الشهرة، وهو العسكري الذي تخرج في زمن الخيانة عام 1977 عندما كان أحد الصامتين إزاء سفرية الرئيس الأسبق أنور السادات إلى تل أبيب، والمباركين لمعاهدة السلام التي وضع فيها الجيش المصري سلاحه للأبد وحوّله الآن إلى الانقلابات.
النص الاصلى

"سي إن إن": الحشود المؤيدة لمرسي لا تستطيع العين الوصول لنهايتها


أكدت شبكة السي إن إن الإخبارية الأمريكية أن الحشود المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي والرافضة للانقلاب العسكري لا تستطيع العين الوصول لنهايتها.
وذكرت أن دعوة وزارة الخارجية الأمريكية مساء الجمعة للإفراج عن الرئيس الشرعي المنتخب د. محمد مرسي هي الأولى من نوعها منذ إعلان الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق عبد الفتاح السيسي.
ونقلت الشبكة عن جين بساكي المتحدثه باسم الخارجية الأمريكية قولها "احتجاز د. مرسي واعتقال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ذات دوافع سياسية" مطالبة الجيش بالإفراج عنهم.
وأشارت الشبكة إلى حشود المعتصمين الضخمة بمحيط مسجد رابعة العدوية الذين يطالبون عودة الرئيس المنتخب إلى منصبه رافضين الانقلاب العسكري واصفة الحشود بأنها ممتدة ولا تستطيع العين الوصول لنهايتها. 
وأضافت أن الرافضين للانقلاب العسكري لا يعترفون بالانقلاب ولا بالحكومة المؤقتة ورئيسها د. حازم الببلاوي. 
وكان المعتصمون المؤيدون للرئيس مرسي قد احتشدوا أمس في مليونية الزحف حيث سدوا معظم شوارع القاهرة, ودعوا إلى مليونية جديدة الاثنين القادم.

بسبب الانقلاب على الرئيس المنتخب .. مسؤولون أميركيون يطالبون بمعاقبة مصر



طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بقطع المساعدات الأميركية عن مصر في أعقاب ما وصفوه بـ"الانقلاب العسكري" الذي أطاح بالرئيس المصري محمد مرسي، الذي قالوا إنه رئيس منتخب من غالبية الشعب المصري.
وأوضح السناتور جون ماكين والسناتور ليندسي غراهام في مقال مشترك نشرته لهما صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن غالبية الناخبين المصريين انتخبوا الرئيس محمد مرسي، وأن الجيش المصري انقلب على الرئيس المنتخب، مطالبين بوقف المساعدات الخارجية المقدمة إلى مصر، وذلك حسبما تتطلبه القوانين المعنية بهذا الشأن في الولايات المتحدة.
وقال عضوا مجلس الشيوخ الأميركي البارزان في مقالهما إنه يجب على الولايات المتحدة قطع المساعدات عن أي دولة تشهد انقلابا عسكريا يطيح برئيسها المنتخب، وأضاف أنه إذا كان يتوقع من مصر ومن غيرها من البلدان الالتزام بالقوانين الخاصة بها، فإنه حري بالولايات المتحدة أيضا الالتزام بقوانينها.
وأضاف ماكين وغراهام الأميركيان أن مصر تشكل قلب العالم العربي، وأن استقرارها يعد أمرا ضروريا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، داعين إلى حل سياسي يشمل الجميع من علمانيين وإسلاميين، المدنيين منهم والعسكريين، ومؤكدين على أن هذا الحل يتطلب وقف المساعدات إلى مصر على الفور.
وقالا في مقالهما إن القانون في الولايات المتحدة يسمح بتقديم المساعدات لجماعات المجتمع المدني وللنشاطات غير الحكومية الأخرى التي تهدف إلى تعزيز الديمقراطية في البلاد، داعين إلى ضرورة تعميق التواصل مع الشعب المصري نفسه من هذا المنطلق.
وكرر عضو ثالث بارز في مجلس الشيوخ الأميركي الدعوة إلى قطع المساعدات الأميركية عن مصر، وذلك في مقال آخر نشرته صحيفة واشنطن تايمز الأميركية.
وقال السناتور راند بول إنه يجب على الرئيس الأميركي أوباما عدم تجاهل واجبه المتمثل في ضرورة قطع المساعدات عن مصر، وأضاف أنه لا يجب إرسال مساعدات عسكرية أو بأي شكل إلى دول تشهد انقلابا عسكريا ضد رئيس منتخب، وذلك بموجب القانون الأميركي الصريح الذي يمنع ذلك.
"الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري وضع المؤسسة السياسية الأميركية في مأزق، واستيلاء الجيش المصري على السلطة يستوجب من الولايات المتحدة قطع مساعداتها إلى مصر 
أميركا في مأزق
أما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فقالت من خلال مقال نشرته للكاتب جوشوا ستاتشر إن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري وضع المؤسسة السياسية الأميركية في مأزق، موضحة أن استيلاء الجيش المصري على السلطة يستوجب من الولايات المتحدة قطع مساعداتها إلى مصر.
وأضافت الصحيفة أنه رغم قيام الجيش المصري بتعيين حكومة انتقالية وتحديد وقت لانتخابات مستقبلية، فإن هذه الخطوات لا تنفي وقوع انقلاب عسكري في البلاد، ولا يجب أيضا أن تتوقف الولايات المتحدة عن تطبيق القوانين الأميركية في هذا الشأن.
وقالت إن استمرار المساعدات الأميركية إلى مصر كما لو أن شيئا لم يحدث في البلاد من شأنه تعزيز مفهوم معين بين المصريين يتمثل في أن الولايات مهتمة فقط بالحفاظ على علاقات جيدة مع الجنرالات، وأن إدارة أوباما لا تبالي ببناء المؤسسات الديمقراطية، وأنها لا تعبأ بتمكين الجماهير كما كانت تدعي في كثير من الأحيان.
وأضافت أن تدخل الجنرالات في مصر هذه المرة يعد أكثر مكرا ومخادعة من تدخلهم في أعقاب الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في 2011، موضحة أن رؤساء القوات العسكرية المصرية يحاولون هذه المرة "بيع الشعارات الوطنية" للشعب المصري في حين يبقون أنفسهم فوق المساءلة وفوق القانون.

وول ستريت جورنال: الدولة العميقة تستيقظ مرة أخرى في مصر



تحت عنوان «الدولة العميقة تعود في مصر مرة أخرى»، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، إنه قبل عدة أشهر من إطاحة الجيش بالرئيس المعزول، محمد مرسي، اجتمع كبار الجنرالات في البلاد، بشكل منتظم، مع قادة المعارضة، مضيفة أن رسالة هؤلاء الجنرالات كانت «إذا استطاعت المعارضة حشد عدد كافٍ من المتظاهرين في الشوارع فإن الجيش سيتدخل، وسيعزل مرسي بشكل قسري»، حسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة، في تقرير مطول، نشرته، السبت، أنه من بين حاضري الاجتماعات من المعارضة الدكتور محمد البرادعي، مؤسس حزب الدستور، وعمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، وحمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، وذلك وفقاً لأحمد سميح، الذي عرفته الصحيفة بأنه أحد المقربين من العديد من رموز المعارضة الذين حضروا هذه الاجتماعات، والدكتورة رباب المهدي، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وآخرون ممن هم على مقربة من كبار أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني.

ونقلت الصحيفة عن «سميح» قوله إن «المعارضة طرحت سؤالاً بسيطاً للجيش، وهو ما إذا كان سيكون معها هذه المرة أم لا، وهو الأمر الذي أكد عليه الجنرالات». وأوضحت الصحيفة أنه مع اقتراب الإطاحة بمرسي، زادت اللقاءات بين الجيش والمعارضة، مشيرة إلى أن بعض هذه الاجتماعات عقدت في نادي ضباط القوات البحرية، والتي قال فيها أحد الجنرالات إنه في حال تظاهر عدد كافٍ من المصريين في الشوارع، فلن يكون للجيش خيار سوى التدخل، والقيام بمثل ما حدث مع مبارك، وذلك وفقاً لعدة نشطاء مقربين من البرادعي، ومسؤولين أمريكيين. واعتبرت الصحيفة أن اجتماع الجنرالات، وزعماء المعارضة، يكشف عن عمل «الدولة العميقة» في البلاد، قائلة إن اللقاءات السرية بين أحزاب المعارضة العلمانية، والمؤسسة العسكرية كانت أساس «لعبة الشطرنج السياسي» التي أدت لعزل مرسي، معتبرة أن هذه الاجتماعات مثلت «تقارب غريب» بين مجموعتين على خلاف قديم، وهما المعارضة، وبقايا نظام مبارك. وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الآن تغير، حيث اتحدت قوى المعارضة، وفلول عهد مبارك، ويرى كلاهما مرسي، وأيديولوجيته الإسلامية، بمثابة «تهديد».

ونقلت الصحيفة عن أحد المساعدين البارزين لعمرو موسى، قوله إنه «كانت هناك مخاطر من أن يصبح 30 يونيو يوماً للثورة المضادة، ولكنه كان يمكن أيضاً أن يكون فرصة ثمينة لإعادة المرحلة الانتقالية». وقالت الصحيفة إن اجتماع قوى عهد مبارك، والمعارضة تزامن مع تجدد تكتيكات سياسية تشبه العنف الذي كان يشهده عهد الرئيس المخلوع، مشيرة إلى موجة العنف ضد مقرات الإخوان، في الأيام التي سبقت الإطاحة بمرسي، الأمر الذي يماثل عنف نظام مبارك خلال الانتخابات السابقة في عهده، وفقاً للصحيفة. ورأت الصحيفة أنه من الصعب معرفة دوافع المهاجمين على المقار على وجه اليقين، حيث ينظر العديد من الذين شهدوا هذا العنف، إلى هذه الأفعال، على أنها جهود سماسرة السلطة في عهد مبارك للإطاحة بمرسي باستخدام الأساليب القديمة. وأضافت الصحيفة أنه بعد عزل مرسي، اكتسبت شخصيات ومؤسسات من عهد مبارك نفوذ كبير.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي عهد مبارك والمعارضة بدأوا إصلاح العلاقات في نوفمبر الماضي بعد أن أصدر مرسي الإعلان الدستوري الذي منحه صلاحيات واسعة، ما أدى إلى اتحاد أحزاب المعارضة تحت راية جبهة الإنقاذ الوطني، بقيادة البرادعي. وأوضحت أنه رغم عدم ثقة الموالين لمبارك في البرادعي، فإن إعلان مرسي الدستوري أذاب الجليد بينهم، حيث انضم بعض الشخصيات المؤثرة في عهد مبارك للجبهة، بما في ذلك هاني سري الدين، الذي عرفته الصحيفة بأنه محامي أحمد عز. ورأت الصحيفة أن الجانبين كانا بحاجة لبعضهما البعض، فقد كانت أحزاب المعارضة تحظى بمصداقية شعبية، على عكس مسؤولي عهد مبارك، فيما جلب الآخرون الأموال والنفوذ على بيروقراطية الدولة. ونقلت الصحيفة عن نائب سابق من الحزب الوطني الديمقراطي، يدعى لطفي شحاته، قوله إنه «قاد حملة لدعم حركة تمرد في الزقازيق، باستخدام نفس الشبكات السياسية التي جعلته يفوز بمقعده في البرلمان في عهد مبارك».
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الفترة التي سبقت يوم 30 يونيو، زاد التحريض ضد الإخوان، وحينما طلبت الجماعة رسمياً من وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، حماية مكاتبهم، رفض الأخير الطلب بشكل «علني». ولفتت إلى أن «إبراهيم» واجه ضغطاً من الشخصيات القوية في معسكر مبارك السابق، ففي 24 يونيو، قال الفريق أحمد شفيق، في مقابلة تليفزيونية، إنه حذر إبراهيم من عدم إظهار الدعم للإخوان، وبعد أيام، تحققت تحذيرات شفيق، حينما بدأ مجموعة من المسلحين في تحطيم مقار الجماعة. ورأت الصحيفة أن التقارير التي تفيد بأن الإطاحة بمرسي تم التخطيط لها مسبقاً، سيكون لها تداعيات على المساعدات الأمريكية لمصر.
النص الاصلي

ازدواجية المعايير الغربية تجاه المشهد المصري بقلم د. فهمي شراب




تعتبر المواقف الدولية حول ما جرى في مصر بعد 30 يونيو من عزل الرئيس محمد مرسي من الأهمية بمكان، حيث تتحدد بناء على هذه المواقف مصائر أنظمة، ومستقبل شعوب، كما تتحدد أيضا مدى شرعيتها وعلاقاتها بدول الجوار ودول المجتمع الدولي كافة، ومصر تحديدا تعتبر من أهم الدول العربية لموقعها الاستراتيجي والجيوبوليتيكي المتميز، كما أنها تقع على البحرين الأبيض والأحمر ويمر بها نهر النيل، وتقع في قارتين، وتعتبر مدخلا لدول إفريقيا، هذا كله يعطيها أيضا أهمية عظمى في حركة التجارة العالمية وإمكانية التحكم فيها خاصة إذا أضفنا إليها وجود قناة السويس.
وقد تميزت مواقف الدول بتفاوت كبير تجاه أزمة عزل الرئيس مرسي، فبعض الدول اعتبرته انقلابا، وبعض الدول ركبت موجة ما سمي بـ"الشرعية الشعبية"، واعتبرته استكمال لثورة 25 يناير، ولم تعتبره انقلابا، ولم تغب محددات أساسية من وراء هذه المواقف التي قد تتمثل في مصالح تلك الدول وعقائدها السياسية التي قد تخالف قيم الديمقراطية أحيانا.
ومصر أيضا محل اهتمام دولي لما يمكنها القيام به من دور إقليمي هام في منطقة الشرق الأوسط، ولما لها من تشابك مع المؤسسات الدولية وانخراط تاريخي في المنظمات الدولية الحكومية والغير حكومية. لذا، فهي تحظى باهتمام دولي كبير، ومحط أنظار القوى الدولية.
أولا: قيادة الجيش المصري تقرر:
أثار إعلان قرار الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة بتنحية الرئيس المنتخب منذ عام فقط د. محمد مرسي وتعطيل الدستور، وتولية رئيس مؤقت يتولى إدارة البلاد لحين إجراء انتخابات مبكرة موجة عارمة من ردود الفعل الإقليمية والدولية ، إضافة إلى ظهور إرهاصات دوائر عنف ورد فعل داخلي قد يعصف بالبلاد، ويدخل مصر في آتون حروب أهلية تنتهي بمصر إلى مفهوم " الدولة الفاشلة" failed state"" التي تخسر بموجبها الكثير من الامتيازات في المجتمع الدولي والمنظمات الدولية كما حدث من تعليق عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، كما وتفقد بهذا الحدث الدراماتيكي الذي يضرب أسس الديمقراطية سمعتها كدولة إقليمية وإستراتيجية فاعلة، إضافة إلى فقدانها للــــ "القوة الناعمة" التي تتغنى بها. كما أصبحت مصر الآن في عيون أعدائها التاريخيين بأنها تعيش حالة – الفوضى- أفضل من حالة مصر تحت حكم الإسلاميين، الذين يعتبرون خصوم تقليديين للدولة الإسرائيلية. حيث تقول مصادر بحثية لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي بان " مرسي" سوف يغير من قواعد التعامل مع إسرائيل لصالح القضية الفلسطينية وسوف – عندما تتعزز سلطته ويحقق بعض النجاحات الداخلية- يعيد النظر في اتفاقيات السلام مع إسرائيل.
وقد استند الجيش المصري إلى مظاهرات كبيرة الحجم للمعارضة خرجت في 30 يونيو تطالب بتنحية مرسي، يقول المراقبون أن الإعلام المصري الخاص والفضائيات التابعة لشخصيات معادية للإخوان، عملت بشكل محموم على التحريض ضد الرئاسة وضد جماعة الإخوان، وإثارة الشعب على الخروج في مظاهرات شعبية والشروع في عصيان مدني لإسقاط جماعة الإخوان بتهمة أن الرئيس ضعيف، وليس له كاريزما تارة ، وتارة أخرى بتهمة سيطرته على مقاليد الحكم وبأنه فرعون دكتاتوري يعمل على أخونة الدولة!
ثانيا: حكومة مرسي وتجارب حكومات مشابهة:
كثير من الدول الغربية ومنها على وجه الخصوص الدول اللاتينية ( أمريكا الجنوبية) واجهت ظروف مشابهة، حيث خرجت مظاهرات مشابهة لما حصل في مصر وطلبت الشعوب تدخل الجيش بسبب ممارسات الحكومات، ولكن لم تتم محاصرة نتائج انتخابات حديثة والانقلاب على ابسط أسس الديمقراطية، حيث يرى كثير من الغربيين ان حكومة الرئيس محمد مرسى تختلف بعض الشيء عن الحكومة التي كان يرأسها جون بيرون في الأرجنتين , أو هوجو تشافيز في فينزويلا و تاكسين شيناواترا فى تايلاند، كما تعتبر التجاوزات والأخطاء التي وقعت فيها حكومة مرسى في مصر أقل بكثير من تلك التي وقعت فيها نظيراتها في فنزويلا وتشيلي، وان الرئيس لم يقوم بإنشاء جهاز امني خاص به أو تشكيل ميليشات مسلحة أو جماعات مسلحة تقوم بحمايته عند حدوث اي طارئ يهدد أمنه الشخصي!
ثالثا: لماذا تعاملت الولايات المتحدة مع حكم الإخوان؟
لقد مرت الولايات المتحدة بتجارب مع الإسلاميين في العديد من المناطق في العراق وأفغانستان وقبلها في الصومال، حيث قامت بإرسال جيوش عادت مهزومة و لم تحقق أي نتائج سحرية، كما كانت تتوقع،، وجربت مع حركة حماس الحصار سنوات عديدة، فلم تحقق النتائج المرجوة والمعلنة في شروط الرباعية. وبدأت تدرك أن فكرة السماح للإسلاميين بالمشاركة في الحكم لن يضر بمصالحها في المنطقة، على عكس ما دعا إليه المفكر اليميني المتطرف " صاموئيل هانتنجتون" في معرض حديثه عن صراع الحضارات،، وخاصة ان الولايات المتحدة وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001، اقتربت أكثر من الإخوان في مصر لتستطلع أرائهم فوجدتهم جماعة تنبذ العنف، وتختلف عن الجماعات الدينية المتشددة الأخرى. وقد مارست مجموعات من الليبراليين المنتمين للحزب الديمقراطي ومن صناع القرار الأمريكي المقربين من الرئيس اوباما كثير من الضغط ،ورسخوا لديه قناعة بضرورة منح الإسلاميين فرصة للحكم، وعدم تكرار خطأ إيران التي دخلت الولايات المتحدة في علاقات صراع معها وتوتر منذ نجاح الثورة الإسلامية فيها عام 1979، إضافة إلى ان ما تلعبه مصر كـ "دولة مستقرة" من دور إقليمي هام يخدم النظام المتمثل في النظام الدولي ككل، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
أيضا وجود تصورات لدى الليبراليين المنتمين للحزب الديمقراطي، والمتنفذين في وزارة الخارجية الأمريكية والمقربين من الرئيس أوباما، ترتكز على قناعة مفادها أنه لا بد من منح الإسلاميين في مصر فرصة، وعدم تكرار الخطأ الإيراني، وأن ما يهم هو استقرار مصر، والتواصل مع الجماعة التي تحكم مصر. وكان هناك انطباع أيضا بأن المعارضة تستهدف الإخوان كإخوان، وليس سياسات الإخوان ، و هذه الميول "الإقصائية" التي لدى المعارضة لا تعبر عن الأدبيات الحقيقية للديمقراطية.
رابعا:الموقف الأمريكي من عزل الرئيس:
تتباين المواقف الدولية تجاه الأزمة المصرية، فيبدو التغير في الموقف الأمريكي واضح، فالموقف الأمريكي تجاه أي أزمة يعتبر هام جدا، فهو يحدد أحيانا مستقبل نظام معين أو جماعة معينة، كما يعتبر " ختم" الشرعية الذي قد يؤكد شرعية نظام ما من عدمه، حيث تميز الموقف الأمريكي بداية بالحذر الشديد، بينما بدأ يتضح أكثر في تصريحات الخارجية والرئاسة بعد رؤية الأعداد الكبيرة للمتظاهرين حيث أدرك ان مجرى الأحداث السياسية لن يعود الى ما قبل 30 يونيو. فبعد إعلان عزل الرئيس في 3 يوليو تم إخلاء السفارة الأمريكية من جميع موظفيها، وعبر باراك اوباما عن "قلقه العميق" من عزل القوات المسلحة لمرسي ودعا إلى عودة سريعة الى المدنية والديمقراطية.
وبذلك فقد امتنعت الولايات المتحدة عن وصف ما قام به قيادة الجيش بالانقلاب، وهو وصف من المرجح أن يؤدي إلى فرض عقوبات على دولة ذات أهمية إستراتيجية ولها دور إقليمي صاعد، حيث لمصر أهمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مع عدم إغفال فكرة أهمية إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة وان إسرائيل تربطها بمصر اتفاقيات سلام تأمل الولايات المتحدة ان يكون لدى مصر نظام مستقر – بغض النظر عن من يحكم- لكي يضبط الأمن مع حدود إسرائيل وخاصة في شمال سيناء والعريش. وتأكد ذلك في تصريحات لاوباما حيث حذر من أن " عدم الاستقرار في مصر قد ينتقل إلى المنطقة المحيطة".
إذن، فالموقف الأمريكي والذي تساوق معه موقف الأمم المتحدة، جاء براجماتي فج، ولم يسمي ما حدث انقلاب، ويتفق هذا الموقف مع الكثير من الجمهوريين الذين كانوا يضغطوا على اوباما بان يعيد النظر في علاقاته مع الإخوان وان يتخذ مواقف صارمة تجاههم.
وهذا لا ينفي ان غالبية المنظمات الحقوقية أدانت عزل مرسي وأسمت ما جرى "انقلاب" صريح، حيث ترى عدة صحف أمريكية أيضا بان " عزل الرئيس" يعتبر أكثر أصولية من أي من الصراعات التي قادت إلى وقوعه.
خامسا: الموقف الأوروبي من عزل الرئيس:
تميز موقف الاتحاد الأوروبي بالمتناغم مع الموقف الأمريكي تماما، حيث دعت مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إلى "العودة سريعا إلى العملية الديمقراطية بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة ". ولم تذكر كلمة " انقلاب". وهذا يعني ان هذا الموقف يظهر ان الغرب لا يتمسك بأدبيات الديمقراطية والياتها في سبيل تحقيق مصالحه. ويؤكد على استعمال مفهوم " المعايير المزدوجة". وفي هذا الصدد يبرز الموقف التركي الذي لم يكتف بوصف ما حدث بالانقلاب، بل وجه النقد للاتحاد الأوروبي على عدم احترامه لنتائج الانتخابات وللديمقراطية. وبما ان دول الاتحاد الأوروبي ليست كلها متجانسة، ولدى بعضها مواقف تتفاوت، فان موقف ألمانيا تميز بالوضوح وبرفض ما حدث تماما واعتباره انقلابا، حيث اعتبرت الانقلاب "فشلا كبيرا للديمقراطية" ودعت إلى "عودة مصر في أسرع وقت ممكن إلى النظام الدستوري.
وذلك كله لم يمنع من ان غالبية الصحف الغربية اعتبرت من ان ما حدث هو انقلاب وضربة قاضية للديمقراطية في المنطقة، وان "النظام القديم عائد، وفرحة 30 يونيو لن تدوم طولا" حسب ما أوردت صحيفة الجارديان البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن ''الانقلاب العسكري'' له فائدة واحدة، وهي أنه أوضح في أي جانب يقف كل شخص؛ فالليبراليين والقوميين والسلفيين ورأس الكنيسة القبطية انضموا إلى جانب الدولة العميقة التي لم يتم إصلاحها.
خلاصة: وأخيرا، وفي ظل تداعيات المشهد المصري الأخير، سيكون أي حديث أمريكي أوروبي عن الديمقراطية والإصلاح السياسي فارغا وغير مقنع لدى المجتمعات العربية عموما والتيارات الإسلامية على وجه التحديد، حيث تبدت الصورة واضحة أن الولايات المتحدة وأوروبا تمارس أعلى درجات النفاق السياسي والانتهازية، وذلك بعد أن ألقت بنتائج الانتخابات في سلة المهملات، وداست على أهم قيمها الغربية المتمثلة في احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات.

فضيحة.. خطأ فادح من الشئون المعنوية يفضح "فبركة" فيديو لقاء "السيسي" مع ضباط الجيش

...

 الانقلابيون مرتبكون
الشئون المعنوية تفبرك لقاء السيسي بضباط الجيش بمسرح الجلاء
.............................................................
سؤال هام: متي يقف الضباط الحاضرين لقاء السيسي لالتقاط الصور التذكارية؟؟؟؟؟؟
الإجابة : في عز مايكون السيسي بيخطب ومنفعل وهو بيتكلم عن مستقبل مصر وقة الجيش.
.....................................
السؤال الأهم: هو مين اللى مرحش اللقاء السيسي ولا الضباط؟

المفكر القبطى رفيق حبيب يكتب :- الانقلاب العسكري ..انتكاسة أم نهاية ؟؟


وقع الانقلاب العسكري، لتحقق الثورة المضادة أول انتصار لها على الثورة المصرية، وتصبح الثورة المصرية، بل والربيع العربي كله في خطر. فالانقلاب العسكري، أعاد النظام السابق للحكم، بعد أن أسقطته ثورة يناير. فهل يعد هذا الانقلاب انتكاسة في مسيرة الثورة المصرية، أم نهاية لها؟
وهل هو انقلاب عسكري، أم ثورة جديدة؟ هو فعليا انقلاب عسكري بدعم من قطاع من المجتمع، أي أنه انقلاب حظي بدعم شعبي من قطاع من المجتمع. لذلك يصبح من المهم، تشريح مكونات الكتل الداعمة للانقلاب العسكري، وأسبابها.
المؤيدون للانقلاب
الشرائح التي خرجت في مظاهرات تطالب بانتخابات رئاسية قبل موعدها الدستوري، ثم أيدت الانقلاب العسكري، لا تتفق في الهدف، وبعضها لا يعرف أهداف الكتل الأخرى، التي شارك معها في دعم الانقلاب العسكري.
والكتلة الأولى، والتي مثلت الواجهة السياسية للانقلاب، هي الكتل العلمانية، أو الكتل المؤيدة للحل العلماني، والرافضة للمشروع الإسلامي، والرافضة أيضا للهوية الإسلامية. وتلك الكتل لديها مشكلة مع أي ديمقراطية، تأتي بهوية إسلامية للدولة، وبالتالي لديها مشكلة أيضا مع الثورة، إذا نتج عنها نظام سياسي يقوم على المرجعية الإسلامية. لهذا، فإن هذه الكتل اندفعت لتأييد كل دعاوى الخروج عن المسار الديمقراطي، وفي النهاية أصبحت من أشد المؤيدين للانقلاب العسكري. ولكن هذه الكتل، هي الأصغر من حيث وزنها الجماهيري، بين الكتل التي خرجت داعمة للانقلاب على الديمقراطية.
الكتلة الثانية، هي المؤيدة للنظام السابق، والمعادية للتحول الديمقراطي، والمعادية أيضا للثورة. وهي تمثل أنصار النظام السابق، بمختلف شبكاتهم، بدأ من شبكات الدولة العميقة، حتى شبكات رجال الأعمال، وحتى شبكات تنظيم البلطجية. وهذه الكتلة، كانت هي الكتلة الأكبر، وأيضا الكتلة الحاسمة، أي الكتلة التي استطاعت الحفاظ على حجم واضح من الحشد الجماهيري، وكانت الأكثر تنظيما، وربما يأتي بعدها من حيث التنظيم الكتلة المسيحية، والتي تمثل جزءا من الكتل الداعمة للحل العلماني. ويلاحظ أن الكتل أو الشبكات المؤيدة للنظام السابق، تتركز معركتها أساسا على خصومتها مع الثورة والتحول الديمقراطي، والعداء للقوى الإسلامية، ولكن أغلبية هذه الكتل، لها توجه إسلامي.
الكتلة الثالثة، وهي الكتل الغاضبة من تردي الأحوال المعيشية، والتي تم حشدها على أساس استغلال المشكلات الموجودة، والتي تسبب فيها النظام السابق، حتى تخرج من أجل التغيير. وهذه الكتل ليس لديها مشكلة مع الثورة، ولا مع التحول الديمقراطي، ولا مع الهوية الإسلامية، ومشكلتها الأساسية تنحصر في المشكلات الحياتية التي تعاني منها، وقد خرجت من أجل التغيير، ظنا منها أن تغيير الرئيس يحل تلك المشكلات سريعا بمجرد حدوث التغيير. ولهذا فهذه الكتل، هي التي خرجت من أجل أسباب مختلفة، وسرعان ما ستدرك أن خرجت مع أخرين، لهم أسباب أخرى، وأن خروجها سوف يساهم في نتائج لا توافق عليها.
الانقلاب المخطط
هل كان الانقلاب عفويا، ويمثل غضبة شعبية، من قطاع أو قطاعات في المجتمع؟ الواضح أنه كان انقلابا مخططا، استغرق تنفيذه والاعداد له فترة ليست بقليلة، كما أنه يمثل استمرارا لمخططات سابقة فشلت ولم تنجح. والمخطط الداخلي في كل الحالات، كان النظام السابق. فهل كان الانقلاب العسكري نتيجة الحشد في المظاهرات؟ من الواضح أيضا، أن قرار الانقلاب العسكري، كان قد أتخذ بالفعل، قبل المظاهرات، وبعد رفض الرئيس محمد مرسي الاستقالة من منصبه، أو البقاء والتنازل عن كل سلطاته لحكومة من المعارضة العلمانية. 
والنظام السابق، هو الذي يملك القدرات والامكانيات التي تمكنه من التخطيط والتنفيذ، كما أن الدولة العميقة، أي شبكات النظام السابق المسيطرة على الدولة، خاصة أجهزتها المركزية في الشرطة والجيش والقضاء، وأجهزة الأمن والتحريات والرقابة، هي التي تستطيع توظيف كل أجهزة الدولة من أجل الانقلاب. وبدون دور النظام السابق، والدولة العميقة، ما حدث الانقلاب العسكري، وبدون دور النظام السابق أيضا، ما حدثت مظاهرات حاشدة.
وإذا كان النظام السابق، هو الذي خطط ونفذ، وبدون دوره ما كان الانقلاب يحدث، إذن فإن من يدير المشهد بعد الانقلاب هو النظام السابق نفسه، وهي المرة الأولى منذ الثورة، الذي يصبح فيها النظام السابق، هو السلطة الحاكمة بقوة الانقلاب العسكري، بعد أن ظل القوة المسيطرة على الدولة والتي تقاوم التغيير، وتعرقل مسيرة الديمقراطية؛ أي أن النظام السابق خرج من مربع القوى المعارضة للثورة، إلى القوى الحاكمة، بعد أن أجهض الثورة مرحليا، وأنجح الثورة المضادة، بدعم من قطاعات شعبية، بعضها يريد الحكم العسكري، إذا كان البديل الوحيد لحكم الإسلاميين، وبعضها لا يريد هذا الحكم، ولكنه لم يعرف أنه شارك في إعادة النظام السابق للحكم.
وقد قامت خطة الانقلاب على عدة محاور، منها:
.1عرقلة أي جهود من الرئيس والحكومة لحل المشكلات، لدرجة أن مخططات العرقلة لم تركز على الجهود قصيرة أو متوسطة الأجل، وركزت فقط على الجهود العاجلة، حتى تعمق الأزمات الموجودة، وتشيع حالة من اليأس والإحباط، وكان هدفها توفير قاعدة من الغضب الشعبي، اللازمة لتحقيق مخطط الانقلاب.
. 2التركيز الواضح على أزمات السولار والبنزين والكهرباء، باعتبارها أزمات يمكن أن تشل العديد من جوانب الحياة، وتؤدي إلى نتائج سلبية متراكمة، خاصة وأن أزمات البنزين والسولار، تغلق الطرق. واستهدف من ذلك، عرقلة أي حل للمشكلة، ثم تعظيم هذه المشكلة تدريجيا، ولأن تعظيم المشكلة يمثل خطرا، لذا تم تعظيم مشكلة السولار والبنزين في الأيام السابقة لمظاهرات 21 يونيو، لتصل لذروتها قبل المظاهرات. ونظرا لخطورة هذه المشكلة، لأنها تقطع عمليا كل الطرق، لذلك تم حلها سريعا بعد خروج الناس للمظاهرات. ليظهر للجميع، حجم المشكلة الطبيعي، والحجم المفتعل. ويلاحظ أيضا، أن أنصار النظام السابق استخدموا هذه الأزمات مرارا بعد الثورة، وأثناء الانتخابات الرئاسية، أي أن أزمات الوقود أصبحت أداة النظام السابق، للتأثير على الرأي العام.
.3عملت آلة بث الاشاعات والتوجيه المعنوي، للتأثير على الرأي العام، بصورة واضحة منذ الثورة. ثم أصبحت آلة بث الاشاعات تعمل بكثافة في الانتخابات الرئاسية، وبعد فوز الرئيس محمد مرسي، بدأت آلة بث الاشاعات والتوجيه المعنوي، تعمل بكثافة غير مسبوقة، وأصبح لها دور مهم في توجيه الرأي العام، بل لا أبالغ إذا قلت، أن هذه الآلة وصلت لمرحلة السيطرة شبه الكاملة على الرأي العام، أو على الأقل أصبحت قادرة على بث حالة من التوتر في المجتمع، والسيطرة على الرأي العام، من خلال حالة التوتر التي تبثها فيه.
.4 كان من أهم أدوات مخطط الانقلاب، هو شيطنة جماعة الإخوان المسلمين، من خلال تزييف صورتها بالكامل، ووضع صورة مختلقة لها، لا علاقة لها بالحقيقة، وإلصاق التهم لها، وبث الأكاذيب والاشاعات عليها. لدرجة جعلت الجماعة متهمة بالقتل، رغم أن القتيل منها. وأصبحت متهمة بكل اعتداء يقع عليها. والحقيقة أن التركيز على جماعة الإخوان المسلمين، بهذه الكيفية، له عدة أسباب، أهمها أنها الجماعة الأكثر تنظيما، لذا أصبحت محاولة تحجيم جماعة الإخوان المسلمين ضرورية، حتى يمكن التحول بعد ذلك إلى القوى الإسلامية الأخرى. فالهدف النهائي، للنظام السابق، هو تقليص دور الحركات الإسلامية، لأنه يعرف أنها الأكثر شعبية، وأنها المنافس الوحيد له.
.5 قام الإعلام التابع للنظام السابق، والذي يعمل أساسا لخدمة الثورة المضادة، ومعه الإعلام العلماني، بحملات إعلامية لتزييف الوعي، بصورة غير مسبوقة. وأيضا قام بحملات إعلامية لبث الكراهية، وتحويل الخصومة السياسية إلى عداء وكراهية سياسية واجتماعية، بصورة أظن أن مصر لم تعرفها بهذا الشكل من قبل. وهي محاولة تهدف أساسا لتعميق حالة نزاع أهلي، تكون مبررا لعودة النظام السابق، وهو ما تحقق بالفعل، من خلال انقلاب عسكري، يبرر نفسه بحالة نزاع أهلي، يفترض أن الانقلاب العسكري، جاء كحل لهذه الحالة. وتم ذلك، من خلال بث الكراهية ضد الرموز والملامح الإسلامية، وإشعال معارك ومشاجرات، ونشر لاستخدام العنف بغطاء إعلامي يبرره، ويخفي من يقوم به، ونشر حالة من السباب والقذف، تخرج المجتمع عن تقاليده، وتدخله في حالة مشاحنات اجتماعية واسعة، حتى تتشكل حالة من النزاع الأهلي.
.6 قامت وسائل إعلام بالسيطرة على الصورة، بشكل جعلها قادرة على تزييف الصورة بالقدر الضروري، وأيضا إخفاء أي جانب من الصورة لا تريده، مما جعلنا أمام واقع على الأرض، وواقع آخر على شاشات الفضائيات، واستطاعت وسائل الإعلام السيطرة على قطاعات من المجتمع، لتكون هي مصدر الصورة بالنسبة لها، وتوجهها كيفما شاءت. والحقيقة أن وسائل الإعلام، لا تضيف جديدا بالنسبة لمن يوافق على موقفها، وإن كانت تزيده حدة وتطرفا، ولكنها تحاول أن تجذب قطاعات أخرى، حتى تتمكن من توسيع دائرة الحشد ضد الرئيس، وهو ما استخدم كمبرر للانقلاب العسكري.
الدور الدولي والإقليمي
كنت من الذين يعتقدون أن حدوث انقلاب عسكري هو من الاحتمالات الضعيفة، لأني تصورت أن الإدارة الأمريكية يصعب أن توافق عليه، لأني توقعت أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تكرر أخطائها بنفس الأسلوب، لتجني نفس النتائج التي تعاني منها، وتدخل نفسها في أزمات، تهدد مصالحها أكثر. وكان في تقديري إن الانقلاب العسكري، هو أضعف الاحتمالات، ولا يمكن تبريره، إلا إذا حدثت حرب أهلية، وهو احتمال ضعيف، نظرا لخطورة تدبير حرب أهلية. ولكن تقديري لم يكن دقيقا، حيث تم تبرير الانقلاب العسكري، بوجود مظاهرات رافضة للرئيس، وهو أمر لا يبرر الانقلاب العسكري، لأن وجود قطاع من المجتمع يعارض الرئيس، وقطاع يؤيده، لا يمثل حالة تسمح بالانقلاب العسكري. ولكن الإدارة الأمريكية، وللدقة نقول المؤسسة الأمريكية، ليس لديها استراتيجية أخرى، لذلك فهي تستخدم نفس استراتيجيتها، وهي استراتيجية التدخل العنيف، إذا كانت السلطة السياسية في أي بلد، لا تمثل حليفا لها، وذلك من خلال الحروب الاستباقية، أو الانقلابات العسكرية، وقد كان، وقام انقلاب عسكري، بموافقة أمريكية، ودعم عربي خليجي.
ومن يظن أن ما حدث في مصر، كان من الممكن أن يحدث، بدون الدور الإقليمي العربي، والدور الخارجي الأمريكي، فهو مخطئ. فالانقلاب العسكري، كان قرارا أمريكيا خليجيا بامتياز، وبدون هذا القرار، ما حدث انقلاب عسكري.
ولهذا أسبابه، فدول عربية وخليجية، تقف موقفا سلبيا من الثورة والربيع العربي. وأكثر من هذا، هناك دول لا تريد نموذجا إسلاميا ديمقراطيا ناجحا، يسقط سندها الديني غير الديمقراطي، مثل السعودية.
كما أن هناك دولا عربية تخشى من المنافسة الاقتصادية مع مصر، خاصة مع تميز موقعها الجغرافي، مثل الامارات. وهناك دول تخشى من تمدد النموذج السياسي الإسلامي، والذي إن حقق نجاحا في مصر، كنموذج إسلامي ديمقراطي، سوف يكون له بريق جاذب في بقية الدول العربية والإسلامية. خاصة مع انتشار مدرسة الإخوان المسلمين، في أغلب الدول العربية والإسلامية.
أما الإدارة الأمريكية، فهي لا تريد نظاما غير علماني، ولا تريد نظاما لا يقوم على الدولة القومية، أي الدولة المستندة على القومية والعرق، وليس الدولة التي تستند على مرجعية حضارية دينية.
كما أن الإدارة الأمريكية، لا تريد نظاما يريد أن ينتج غذاءه ودواءه وسلاحه، ولا تريد نظاما يريد أن يساوي قوته العسكرية بالقوة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، ويرى أن أي خلل في القوة العسكرية بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، لن يحقق السلام في المنطقة، وأن السلام يتحقق بعد تحقق الردع بين القوة العسكرية لمصر والقوة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي.
ولأن مصر بعد الثورة، لم تعد حليفا للولايات المتحدة الأمريكية، كما قال الرئيس الأمريكي، لذا أصبح من الضروري القيام بانقلاب عسكري، حتى يأتي حكم يكون حليفا لأمريكا. وليس صحيحا ما قاله البعض، أن الإدارة الأمريكية تدعم حكم الإخوان، فالحقيقة أن الإدارة الأمريكية، لا تملك إلا أن تدعم نتائج الانتخابات، ومن يختاره الناس للحكم، ولكنها في الوقت نفسه، تحاول ممارسة كافة أشكال الضغوط، حتى يكون من يصل للحكم حليفا لها؛ ولأن الرئيس محمد مرسي لا يقبل الضغوط أيا كانت، وكان واضحا وصريحا مع الإدارة الأمريكية، وأكد أن مصر بعد الثورة، دولة مستقلة ذات سيادة، ولن تخضع للإملاءات الخارجية، لذا انقلبت الإدارة الأمريكية على الديمقراطية، وأيدت الانقلاب العسكري.
لذا فالإدارة الأمريكية تحاول من خلال الانقلاب العسكري، بناء نظام سياسي علماني، وديمقراطية مقيدة، لا تسمح بالاختيارات الحرة للإرادة الشعبية، إذا كانت تلك الخيارات تريد نظاما سياسيا يقوم على المرجعية الإسلامية. وهو ما يناسب الدول الخليجية أيضا، والتي تريد مصر أن تكون ضمن الحلف الغربي في المنطقة، ولا تريد نموذجا ديمقراطيا ناجحا في مصر، كما لا تريد نظاما ديمقراطيا إسلاميا، يمثل منافسا له جاذبية اجتماعية وسياسية، مما يجعل له أثر على العديد من الدول العربية والإسلامية، ومنها الدول الخليجية.
مشهد الانقلاب
جاء الانقلاب العسكري، بصورة تكشف الكثير من تفاصيله. فقد جاء في مشهد يجمع القيادات الدينية، والرمز العلماني الأبرز في مصر، الدكتور محمد البرادعي، ودخل حزب النور السلفي في تلك التركيبة، مدفوعا بأوضاع أو ضغوط إقليمية، مباشرة أو غير مباشرة، وأيضا مدفوعا باستراتيجية لا تناسب الموقف الذي شارك فيه. فقد تصور حزب النور السلفي، أنه قادر على الحفاظ على الحد الأدنى من مكتسبات القوى الإسلامية، حتى لا يضيعها الانقلاب العسكري، مادام وقف الانقلاب لم يعد ممكنا.
ولكنه واقعيا أكسب دعما لانقلاب يستهدف القوى الإسلامية أساسا، ويستهدفه أيضا. وما هي إلا ساعات قليلة، وبدأت حملة تستهدف القوى الإسلامية، والتي ظن أن مشاركته في الانقلاب تحميها، ثم حل مجلس الشورى، وقد كان من مطالب حزب النور عدم حله.
وبهذا جاء الانقلاب مؤيدا من الرموز الدينية، التي كانت خياراتها قريبة من خيارات النظام السابق، أو كانت جزءا منه، وجاء من القوى العلمانية المتحالفة مع النظام السابق، والتي شاركت في المخططات الانقلابية. ليصبح الانقلاب العسكري، هو واقعيا انقلاب النظام السابق على الثورة، والذي مكنه من السلطة كاملة، لأول مرة بعد الثورة. فأصبحت الثورة المضادة في الحكم، والثورة الأصلية في الشارع مرة أخرى.
ولم يأتي الانقلاب بأي غطاء يخفي حقيقته، فقد بدأ بغلق القنوات الفضائية، والسيطرة على الإعلام، وسلسلة من الاعتقالات والتهديد بالاعتقال، وبث الاشاعات والكراهية، وكأنه يدشن علنا، عودة الدولة البوليسية، برعاية القوى العلمانية ورموز دينية، ودعم خليجي وأمريكي.
وتلك البداية البوليسية، توضح أن الانقلاب العسكري، استهدف عودة سريعة وفاعلة للنظام السابق، حتى يعود مسيطرا على مجرى الأمور، وعلى كل السلطة. كما دشن الانقلاب العسكري، حملة تخويف أمنية واضحة وسريعة وفجة، تهدف أساسا، بث حالة من التخويف، تردع أنصار الرئيس والقوى الإسلامية، حتى يخرجها من الشارع سريعا، ثم يحكم القبضة الأمنية، ليس فقط على القوى الإسلامية، بل على الشارع كله، ويعيد البلاد إلى حالة ما قبل الثورة.
وفي لحظة إعلان الانقلاب، كانت الدولة العميقة الأمنية، قد سيطرت بالفعل على كل السلطة في مصر، فبعد الانقلاب على الرئيس، تم حل مجلس الشورى، وأصبحت مصر تحكم بسلطة عسكرية غير مباشرة، من خلال رئيس معين غير شرعي، وضعت في يده كل السلطات، ولكن يظل القرار في النهاية لدى قيادة القوات المسلحة، خاصة القائد العام لها.
القوات المسلحة
القوات المسلحة المصرية، من أكثر المؤسسات تماسكا في مصر، ولكن بداخلها مشكلة مركبة. فهي أولا، تمثل جزءا من نظام يوليو، وهي ثانيا اسست على العداء للحركة الإسلامية، وهي أيضا تمثل جزءا من المجتمع، ولا يوجد عداء داخل بنيتها للهوية الإسلامية، ولا يمكن أن تسمح بضرب الهوية الإسلامية للمجتمع. ولكن في نفس الوقت، فإن مفهوم الأمن القومي للقوات المسلحة، قام على أساس أن علمانية الدولة، جزء من مقومات الأمن القومي المصري، وأن إسلامية الدولة، تهدد الأمن القومي، وتهدد الاستقرار الإقليمي، وتجعل مصر دولة مارقة حسب التعريفات الأمريكية. مما يجعل موقف القوات المسلحة من مسألة الهوية معقد، ويجعلها في موقف مربك، لأنها إذا ساهمت في علمنة الدولة، تصبح في موقف حرج اجتماعيا، وأيضا موقف حرج داخل القوات المسلحة نفسها. كما أنها لا تستطيع السماح بالاختيارات الحرة للإرادة الشعبية، إذا كانت هذه الاختيارات مع الهوية الإسلامية، لأنها أسست تصورها للأمن القومي على علمنة الدولة، كما أنها أقامت علاقتها الاستراتيجية مع أمريكا، على أساس مفاهيم محاربة الإرهاب، وعلمنة الدولة، والحفاظ على الطابع القومي العرقي للدولة، كهوية لها.
وعندما تدخل القوات المسلحة في هذا النزاع، تصبح واقعيا في أصعب مرحلة من تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث أصبحت جزءا من صراعات ونزاعات أهلية وسياسية، وجز ء من صراع إقليمي ودولي مع الثورة والربيع العربي، وهو ما يمثل لحظة فارقة وحرجة.
ولا يوجد مخرج للقوات المسلحة المصرية، إلا بإعادة تعريفها للأمن القومي المصري، ولطبيعة الدولة المصرية، بصورة تخرج عن إطار ما هو مفروض غربيا وأمريكيا، وبتصور يتناسب مع المجتمع المصري، ويعبر عنه، ويتوافق مع تحرر الإرادة الشعبية لمصر بعد الثورة. وهي مسألة صعبة ومعقدة، بل وحرجة للغاية، خاصة مع الدعم الأمريكي العسكري للقوات المسلحة المصرية.
الانقلاب سياسيا
مبرر الانقلاب أن القوات المسلحة انحازت للشعب، ولكن الواقع أن القوات المسلحة انحازت لجزء من الشعب، ضد جزء آخر منه. أما في ثورة 35 يناير، فقد انحازت القوات المسلحة مع الشعب، ضد سلطة غير منتخبة، لم تأتي بإرادة شعبية. وفي انقلاب 2 يوليو، انحازت القوات المسلحة مع قطاع من المجتمع، ضد قطاع آخر منه، وضد رئيس منتخب، جاء بإرادة شعبية، وضد دستور أقر بإرادة شعبية حرة. لذلك ففي 35 يناير، انحازت القوات المسلحة للثورة الشعبية، وفي 2 يوليو، قامت القوات المسلحة بانقلاب عسكري.
ولا يوجد أخطر من أن تكون القوات المسلحة بجانب فصيل ضد آخر، وتنفذ إرادة قطاع من المجتمع، ضد إرادة قطاع آخر، فبذلك أصبحت القوات المسلحة في قلب صراع سياسي، تحول فعليا إلى نزاع أهلي.
والمتابع لوقائع الثورة المصرية، يجد أنه بعد الثورة ظهرت حالة الاحتقان المجتمعي، ومعها حالة من الصراع السياسي الشديد، ولكن تلك الحالة كان يتم تصريفها سياسيا في الانتخابات، رغم أن نتائج الانتخابات كانت تعجب المنتصر، ولا تعجب من لم يحقق نصرا، وهذا أمر طبيعي. ولكن تصريف حالة الاحتقان في عملية سياسية منظمة ولها قواعد، كان أنسب حل لتلك الحالة، حتى ينمو التوافق المجتمعي تدريجيا. ولكن ما حدث، أن مخططات الانقلاب اعتمدت أساسا على تعميق حالة الاحتقان، حتى تصل إلى حالة نزاع. وظلت حالة النزاع الأهلي، مخططة ومدبرة ومفترضة، حتى قام الانقلاب العسكري، ودخلت مصر عمليا وواقعيا وفعليا، في مرحلة النزاع الأهلي. فتدخل القوات المسلحة لصالح فريق ضد فريق آخر، هو سبب كافي اجتماعيا وتاريخيا، لبداية مرحلة نزاع أهلي، بعضه يكون عنيف، وبعضه يكون غير عنيف، ولكن كله في الواقع، يمثل خطرا على المجتمع المصري، ويدخله في مرحلة جديدة من تاريخ الثورة المصرية، ومن تاريخ المجتمع المصري.
فقد أراد تحالف الانقلابين، أن يحتكم للشارع ويفرض إرادته ومخططاته من خلال الشارع. وبهذا لجأ لتصريف حالة الاحتقان الاجتماعي والسياسي، وحالة الاختلاف والانقسام السياسي في الشارع، بدلا من تصريفها داخل العملية السياسية المنظمة، وهو ما يعرض العملية السياسية للخطر، وهو واقعيا يقوض الشرعية والديمقراطية والعملية السياسية برمتها. ولهذا وقبل الانقلاب بيوم، حذر الرئيس محمد مرسي من الانقلاب على الشرعية، وكرر كلمة شرعية عدة مرات، لأنه يدرك أنه إذا تم تقويض الشرعية الدستورية، فلن تكون هناك أي شرعية أخرى، وسوف تصبح السلطة بالغلبة في الشارع، وهو ما يعني الدخول العملي في مرحلة النزاع الأهلي.
ولكن تحالف الانقلابين، لم يدرك خطورة الانزلاق إلى مرحلة النزاع الأهلي، لأنه بنى مخططه أساسا على إذكاء حالة النزاع الأهلي، وتصور أن النزاع الأهلي، يمثل سببا كافيا لإعادة بناء مرحلة ما بعد الثورة كلها، بطريقة مختلفة. وقامت فكرة الانقلاب، على أساس أن قطاع من المجتمع يعتبر نفسه مهمش في مرحلة ما بعد الثورة، لذا فيجب بناء النظام السياسي، وبناء نموذج ديمقراطي، يشعر هذا القطاع أنه غير مهمش، حتى وإذا كانت النتيجة هي إقصاء القوى الإسلامية، فإذا لم يكن هناك توافق يرضي الجميع، فيجب إقصاء الإسلاميين.
فالانقلاب، ليس له أي علاقة بالمشكلات التي خرج بعض الناس من أجلها، لأن الانقلاب لم يكن لحل مشكلة السولار والبنزين، ولكن كان من أجل تصميم نظام سياسي، مدعوم من النظام السابق والقوى العلمانية، ومدعوم عربيا ودوليا. وبعد ذلك، يمكن للقوى الإسلامية، أن تشارك في نظام سياسي علماني، إذا قبلت بالشروط العلمانية السياسية.
أهداف الانقلاب
تتعدد أهداف الانقلاب، ولكنها تصب في النهاية، في محاولة إعادة النظام السابق، مع غطاء ديمقراطي شكلي، فالمطلوب تحقيق عدة أهداف منها:
.1وضع قواعد لنظام سياسي، تجعل الهوية الإسلامية في الدستور مقيدة بمواثيق حقوق الإنسان الغربية، والتي تسمى دولية، حتى لا يكون للمرجعية الإسلامية دور فعلي. ويمكن تحقيق ذلك، بوضع نصوص، كتلك التي كانت في وثيقة المبادئ فوق الدستورية، والتي عرفت بوثيقة السلمي.
2إعطاء دور سياسي للقوات المسلحة، بأن تكون حامية الشرعية السياسية، ورقيبة عليها، وحامية للشرعية الدستورية، بنصوص كتلك التي كانت في وثيقة السلمي، أو نصوص أخرى. المهم أن تكون القوات المسلحة، هي اليد العليا في السلطة السياسية.
3تعميق استقلال القوات المسلحة، كمؤسسة مستقلة، لا رقابة عليها، ولا سلطة مدنية عليها، حتى لا يكون لأي سلطة منتخبة، تنفيذية أو تشريعية، سلطة على القوات المسلحة.
.4 تعميق فصل عدة مؤسسات في الدولة، عن أي رقابة شعبية، وعن أي دور للسلطة المنتخبة، خاصة القضاء والشرطة، بحيث تعمل تلك المؤسسات ذاتيا، وتكون منفصلة عن النظام السياسي القائم، ولها سلطة تتجاوز أي سلطات منتخبة، مما يجعلها عمليا تحت القيادة العسكرية غير المباشرة.
.5 ترسيخ سيطرة الدولة العميقة على أجهزة الدولة، مما يمكن شبكات النظام السابق، من وضع آليات للسيطرة على أجهزة الدولة، بحيث تكون تلك الأجهزة خارجة عن سيطرة الرئيس المنتخب، وقادرة على إدارة نفسها ذاتيا، وهو ما يمكنها عمليا من عرقلة أي حكومة لها سياسات تختلف عن سياسات النظام السابق، المقبولة إقليميا ودوليا، والتي تعد جزءا من منظومة التحالف مع أمريكا.
.6 تأمين شبكات الفساد، وملفات النظام السابق، من أي ملاحقة أو محاسبة، وهو ما سيؤدي إلى توسع شبكات الفساد بصورة غير مسبوقة، حتى تكون هي المسيطرة فعليا على مقدرات الدولة والمجتمع، مما لا يسمح لأي سلطة منتخبة بأن تمارس دورها.
.7 اعتماد سياسات أمنية وبوليسية، كافية للسيطرة على العملية السياسية، وجعل الحرية السياسية، تحت الرقابة الأمنية المباشرة، مما يمكن الدولة العميقة من السيطرة على حركة الشارع.
.8 اعتماد سياسات، تحول دون حرية العمل السياسي للقوى الإسلامية، وتحد من قدرتهم على الحركة والانتشار، بالصورة التي تسمح بتقييد الدور السياسي للقوى الإسلامية، وهو ما قد يصل إلى محاولة الإقصاء الكامل، إذا لم تنجح خطط التقييد والتحجيم.
.9 فرض سيطرة مباشرة وغير مباشرة على وسائل الإعلام، حتى تظل كلها خاضعة لهيمنة عسكرية ومخابراتية وأمنية مباشرة، والتضييق على أي وسيلة إعلامية مستقلة، والتضييق بالكامل على أي وسيلة إعلامية إسلامية.
والخلاصة، أن الانقلاب العسكري، يهدف إلى إعادة بناء دولة الاستبداد، ولكن تحت غطاء من ديمقراطية مقيدة؛ ولذلك فإنه سوف يضطر إلى ترك شبكات الفساد، لأنها هي التي مولت الانقلاب، وهي التي أدارت مشهد الانقلاب، وهي أيضا التي حشدت جزءا من حشود المظاهرات؛ لذلك أصبح من الصعب مواجهتها، خاصة وأن شبكات الفساد، سوف تعمل على استرداد ما صرفته على مخطط الانقلاب، كما ستعمل على استرداد ما استطاعت الحكومة استرداده منها من المال العام، قبل الانقلاب.
وتبدو أهداف الانقلاب غريبة، من حيث أنها تعد تماديا في الاستبداد، وتماديا في الانقلاب على الثورة، وتماديا أيضا في السياسة الأمنية الهادفة إلى إقصاء فصيل سياسي كامل، حاز على الأغلبية في كل مناسبة انتخابية بعد الثورة. وهي أيضا محاولة لوضع نظام سياسي، يفترض أنه ديمقراطي، يكرس حكم الأقلية، ويقصي الأغلبية. وكل هذا بعد ثورة، قام انقلاب عسكري في وجهها، تحت شعار حماية مسار الثورة، فإذ به يهدف أساسا، إلى التخلص من كل آثار الثورة، وإهدار كل مكتسباتها.
مسار الانقلاب
قام الانقلاب أساسا على قاعدة جماهيرية تؤيد الانقلاب، بل وتؤيد الحكم العسكري، وهي القاعدة المعادية للمشروع الإسلامي، ولكنه لم ينجح إلا بضم قاعدة جماهيرية أخرى، تم تضليل وعيها، وهي جزء من المجتمع، الذي يعاني من المشكلات المزمنة. ووصل الأمر بهذه القاعدة، أنها أيدت القوى التي عرقلت حل المشكلات، بل وأزمت الحياة، فأصبحت تلك الكتل تختار فعليا، موقف من تسبب في إلحاق الضرر بها متعمدا، وهي تعتقد أن الرئيس والحكومة لم ينجحا في حل المشكلات، فأرادت تغيير الرئيس حتى تحل المشكلات.
ومن أراد أن يغير الرئيس حتى يحل المشكلات، فانحاز لموقف من تسبب أصلا في هذه المشكلات، ومن فجر الأزمات أكثر، ومن تسبب في تعميق شعوره بالمشكلات، لا بد أن يفيق في النهاية، ويعرف ما حدث، ويدرك أنه ساهم في إعادة النظام السابق، وإعادة الاستبداد، ومنح الحماية للفساد. وهذه الكتلة الحرجة، هي التي مكنت مخطط الانقلاب من النجاح، وهي أيضا يمكن أن تكون جزءا من إفشال الانقلاب. ولكن هذا الجانب ليس كل القصة، أقصد قصة الانقلاب ومساره.
فالانقلاب حدث على ثورة، فإما أن ينجح الانقلاب وتنتهي الثورة، أو أن يفشل الانقلاب وتنجح الثورة. ولا يوجد احتمال ثالث. فالمعركة الآن بين طرفين، الثورة والثورة المضادة. ولا يوجد أحد يقف في موضع آخر، إلا بعض الكتل القلقة، والتي تعيش تحت ضغط الظروف الحياتية.
والانقلاب العسكري، على دستور وضع بإرادة شعبية حرة، وعلى رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة، لا يبني دولة ديمقراطية، بل يبني نظاما مستبدا، أيا كانت عمليات التجميل التي يمكن أن تتم، لإخفاء صورته. ومعنى هذا، أننا في معركة الآن، بل وفي نزاع أهلي أيضا، بين حلين، الأول يعيد الرئيس المنتخب، ومعه نظاما ديمقراطيا صحيحا، ودستورا جاء بإرادة شعبية، والثاني، يقيم نظاما استبداديا من جديد. وكأننا بين أن نتقدم إلى الأمام، أو نرجع للخلف، وتلك المعركة ليست غريبة على التاريخ، فلم تنجح ثورة من الضربة الأولى، والثورة المصرية نجحت بأسرع من المتوقع، وهذه هي المشكلة، لأن نجاحها لم يكن كاملا.
فالمتابع لكل ما حدث، يجد أن حسم الثورة سريعا بتنحي رأس النظام السابق، لم يكن لحسم الأمور لمصلحة الثورة، بل كان حتى لا تنجح الثورة بالكامل. فقد حسم الأمر سريعا، حتى لا ينهار النظام السابق بالكامل. وعندما فشلت كل محاولات إعادته أو تقويته، وآخرها محاولة إنجاح مرشح النظام السابق في الانتخابات الرئاسية، لم يكن هناك من حل آخر، إلا الانقلاب على الثورة، حتى يعاد النظام السابق بالكامل، بعدما فشلت محاولات إعادته تدريجيا، وبدون انقلاب عسكري.
إذن، نحن أمام معركة الثورة الأولى والأساسية، ولكن بعد تقسيم المجتمع، حول موقفه من الثورة، كما حدث في سوريا. فلأن الثورة المصرية نجحت سريعا، لذلك بدأت مرحلة تقسيم المجتمع بعد الثورة، حتى يتم إضعاف المجتمع، ولا يكون له موقف موحد من الثورة، وحتى يختلف المجتمع حول الموقف من الثورة، ومن النظام السابق، ويضعف الاجماع على الثورة. وهنا تواجه الثورة نزاعا أهليا، يعرقل مسيرتها.
مبرر الانقلاب ينقلب عليه
إذا كان مبرر الانقلاب، هو وجود رفض شعبي في الشارع، وهذه أقوى نقطة يعتمد عليها مخطط الانقلاب، فإنها واقعيا أضعف نقطة في هذا المخطط، لأنه إذا كانت الحشود هي التي تسببت في الانقلاب، فالحشود أيضا هي التي يمكن أن تنهي الانقلاب. لذلك فإن تحالف الانقلابين، يريد أن يسيطر سريعا على الشارع، حتى لا توجد حشود ضده. وإعلام الانقلابين يتجاهل الحشود المؤيدة للشرعية والرئيس، كما إن تنظيم بلطجية الانقلابين، يحاول تخويف المتظاهرين المؤيدين للشرعية، من خلال ارتكاب أعمال عنف ضدهم.
ولأن الانقلاب تحجج بوجود نزاع أهلي، وتسبب عمليا في وجود نزاع أهلي، لذلك فإن بقاءه مرتبط بوجود حالة نزاع أهلي في مصر، تعرقل المسار الديمقراطي أصلا، وتبقي حكم العسكر. ولكن النزاع الأهلي أيضا، يمثل خطرا على القوات المسلحة والدولة والمجتمع، وإذا أصبح هذا الخطر في مرحلة متقدمة، يصبح من الضروري نزع فتيل النزاع الأهلي، وهو ما يدفع قادة الانقلاب للتراجع، ولكن تراجعهم أيضا سوف يزيد حدة النزاع الأهلي، فلا يوجد طريق لنزع فتيل النزاع الأهلي، إلا بإعادة قواعد
اللعبة السياسية الديمقراطية، وتقبل الجميع لشروط العملية الديمقراطية، حتى يتم تصريف النزاع الأهلي في عملية سياسية، بدل تصريفه في الشارع. ولأن الانقلاب العسكري، لا يبني ديمقراطية، ولا يسمح بحرية، بل يعيد الدولة البوليسية، فإن الحرية التي أعقبت الثورة، تظل أملا يراد استعادته.
ولأن الانقلاب العسكري، لا يحمل حلما لأحد، غير النظام السابق والقوى العلمانية والكتل المؤيدة لها، أي أنه لا يحمل حلما إلا لأقلية، أعتمد عليها النظام السابق قبل الثورة مرات عدة، لذا فإن الانقلاب العسكري لا يجد ما يروجه للناس، حتى يحمي حكم العسكر بشريعة شعبية مفترضة، بل أن الشعبية التي استند عليها سوف تتقلص تدريجيا.
انتكاسة أم نهاية
هناك العديد من السناريوهات التي يمكن تحليلها ودراستها، ولكن المهم الآن، هو المسار التاريخي العام. فالثورة المصرية، أعادت للمصري حريته، والانقلاب العسكري سوف يجهض حلم الحرية. والثورة المصرية، لم تكن ثورة جياع، بل كانت ثورة أحرار، يطالبون بحريتهم. لذا فإن معركة التحرر تستمر، حتى تستكمل، ولكنها تواجه بعد الانقلاب العسكري بتحديات أكبر، تحديات قبل أن تنتصر على الانقلاب، وتحديات أكبر بعد أن تنتصر على الانقلاب.
هي انتكاسة، تستمر لفترة زمنية، حسب تطور الأحداث، فالانقلاب العسكري، لن يكون نهاية للثورة، بل انتكاسة، قد تستمر أيام أو سنوات. وهي انتكاسة، لأنها سلبت الحرية، في اليوم الأول للانقلاب، وهي انتكاسة لأنها أعادة الدولة البوليسية في اليوم الأول للانقلاب.
فقد قامت الثورة المصرية من أجل الحرية والخبز، بمعنى آخر، قامت الثورة المصرية من أجل التحرر والتقدم. وقامت سياسة الرئيس محمد مرسي على تحقيق الاستقلال، وهو يعني التحرر الكامل، والنهوض، وهو يعني تحقيق الرفاه لكل شعب مصر. وقام الانقلاب العسكري، حتى لا يتحقق الاستقلال والنهوض لمصر.
ولا يمكن أن ينجح الانقلاب العسكري، إلا إذا نجح في مساومة شعب مصر، حتى يضحوا بالحرية والاستقلال، من أجل تحقيق الرفاهية، وليس التقدم والنهوض الحقيقي. مما يعني أن الانقلاب العسكري لن ينجح، إلا بضخ أموال هائلة سريعا، تحقق لشعب مصر الرفاهية، وإن لم تحقق له بناء نهضة حقيقية مستقلة. مما يعني أن نجاح الانقلاب، يرتبط بوجود ممول قادر على دفع منح ومعونات كبيرة ومستمرة، حتى يعيش شعب مصر في حالة اقتصادية جيدة، اعتمادا على دعم مالي خارجي ومستمر. وهذا لن يحدث، لأن القوى الخارجية، تخشى أساسا من تمويل مصر ماليا، حتى لا تخرجها من أزماتها المالية الحالية، والمتمثلة في عجز الموازنة وتضخم الديون. ولا يمكن تمويل مصر ماليا بالقروض فقط، لأن هذا سيحول مصر إلى دولة مفلسة، ولن تتمكن من تحقيق الرفاهية للشعب. ولأن في مصر نسبة فقر مرتفعة، لذا فالمطلوب هو دعم مالي هائل.
والغرب لا يمول دول ليست ضمن حظيرته السياسية والحضارية، ولن يسمح بتمويل واسع لمصر، خوفا من تقوية مركزها المالي والاقتصادي ضمنا. والغرب في زمن النظام السابق، كان يدعم مصر، حتى تبقى مستمرة، دون أن تتقدم. ولا يمكن للغرب أن يدعم مصر، حتى تخرج من الحالة التي وضعها فيها النظام السابق، بإرادة غربية، وهي أن تبقى بين الحياة والموت.
لذا لا يوجد من يدفع ثمن تنازل المصريين عن الحرية، هذا إن قبل المصريون بذلك. وأيا كان الدعم المالي الممكن بعد الانقلاب العسكري، فإنه لن يغير من الأوضاع المعيشية بشكل مؤثر. مما يعني أن الانقلاب العسكري، لن يأتي بالحرية أو الرفاهية، وهو ما يجهض كل أهداف الثورة. وإعادة حالة مصر، إلى مرحلة ما قبل الثورة، كافية بأن تحقق إفاقة تدريجية لعامة الناس، حتى يدركوا ماذا حدث لهم، ويدركوا حقيقة الانقلاب العسكري. ولأن الثورة تنجح بإرادة عامة الناس، وإرادة السواد الأعظم، فإنها تستمر بإرادة السواد الأعظم أيضا. ولأن الانقلاب نجح بسبب حالة غفلة أصابت الرأي العام، فإنه لا يستمر دون استمرار الغفلة التي أصابت الوعي العام. ولأن سقوط وعي السواد الأعظم في غفلة كل الوقت، غير ممكن، ولأنه يحدث أحيانا، ولبعض الوقت، لذا فإن الانقلاب العسكري، لن يمثل إلا انتكاسة للثورة، قد تكون قصيرة، وقد تمتد.
ففي مصر ثورة قامت، وخرج الملايين عدة مرات، بل وخرجوا ومنحوا غطا ء لانقلاب عسكري، وأغلبهم لا يعرف أهدافه. لذا فإن عودة الشعب كله، إلى حالة من السلبية، كما كان قبل الثورة، غير محتمل. وبعد حالة الفوضى الشعبية، التي جعلت مصر تحتل المركز الأول في التظاهر والاحتجاج، لا يمكن أن تعود حالة السكون الشعبي. لذا فمقومات استمرار الانقلاب العسكري، ونجاحه في تحقيق أهدافه، غير متاحة، ولكن الانقلاب العسكري، يملك قوة السلاح، لذا فهزيمته ليست أمرا هينا، وإن كانت متاحة.
الخلاصة
يقول البعض، أن دروس التاريخ تؤكد، أنه عندما تقوم ثورة لإسقاط نظام حكم مستبد، ثم تأتي حكومة منتخبة، وبعدها يحدث انقلاب عسكري، فإن هذا الانقلاب العسكري يفشل في النهاية، والحكومة المنتخبة تعود للحكم، وكل من أيد الانقلاب العسكري، يخسر في النهاية. فهل تنطبق تلك القاعدة التاريخية على مصر؟ ربما.

14 يوليو 2013

فضيحة .. والدة قرضاى مصر أمريكية


كشف رجل دين مصري، مقيم بالولايات المتحدة عن حمل والدة الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور للجنسية الأمريكية وأنها مقيمة فى ولاية نيو جرسي مع ابنتها. وقال الشيخ محمد البني إمام مسجد مصعب بن عمير ببروكلين في نيويورك، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن السيدة عزيزة عبدالفتاح حسن والدة الرئيس المؤقت عدلي منصور حاملة للجنسية الأمريكية وتعيش حاليًا مع ابنتها فى ولاية نيو جرسي، مؤكدًا على احترامه الكامل لأسرة منصور، إلا أنه لا يعترف به رئيسًا.
وطالب الرئيس المؤقت بتقديم استقالته، احترامًا للسوابق الدستورية، التى تشترط أن يكون رئيس الجمهورية من أبوين مصريين ولا يحملان جنسية أخرى، وهذا ما يتنافى مع والدة الرئيس المؤقت.

ثورة غانتس! بقلم حلمي الأسمر


حسبما أعلن الجيش الاسرائيلي مساء الاربعاء ، سيتم وقف «تشغيل عدد من اسراب سلاح الجو، البعض منها على الفور واخرى على مدار» العام والنصف المقبل، بحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية في موقعها الالكتروني . وسوف يتم تفكيك العديد من الوحدات المدرعة’ووحدة عاملة في سلاح الجو اضافة الى خفض عدد السفن الحربية وعدد الدبابات، كما سيتم ايضا خفض عدد افراد الجيش النظامي بما يتراوح’ما بين 3000 الى 5000 فرد.
صحيفة هآرتس العبرية قالت في عددها الصادر يوم الخميس الماضي أن خطة رئيس الأركان (الصهيوني) الجديدة الجنرال بيني غانتس تنص على اقالة الاف من افراد الجيش النظاميين, وعلى تقليص حجم القوات البرية والبحرية والجوية, اضافة الى تقليص عدد المعدات العسكرية الموجودة بحوزة هذه القوات, بما فيها الدبابات والمدافع والسفن.
 مشيرة إلى ان هذه التقليصات تأتي عقب تقليص ميزانية وزارة الدفاع. أما صحيفة معاريف فوصفت هذه الإجراءات بانها «ثورة غانتس» - خطة التقليصات الجديدة المنوي تطبيقها في جيش العدو الصهيوني, تقوم –كما تقول الصحيفة وهنا مربط الفرس- على تقديرات تقضي بتقليص (التهديد بنشوب حرب شاملة من الجهة الواحدة), وارتفاع مستوى التهديد «الارهابي» على (دولة) اسرائيل من الجهة الثانية.
 ما يعني انه لم يعد ثمة جيش عربي «يهدد» كيان العدو، خاصة بعد انقلاب السيسي، الذي بدأ يغير عقيدة الجيش القتالية، وفق مراقبين من توجيه الرصاص إلى إسرائيل، إلى توجيهه إلى صدور المصريين! أما الجيش العراقي، فتم حله منذ زمن بعيد عقب الغزو الأمريكي للعراق، ، أما الجيش السوري فهو في طريقة إلى التفتت والتشرذم، بعد اندلاع الثورة السورية منذ نحو سنتين!
وزير دفاع العدو ياعلون يعقب على التغييرات المزمع ادخالها في جيش العدو قائلا: حالة يوم الغفران اصبحت اقل موضوعية واهمية، وحالة يوم الغفران هي حرب اكتوبر، او رمضان، التي ينظر إليها العدو كما يبدو باعتبارها آخر حرب يشنها جيش عربي على إسرائيل، الأمر الذي اقتضى تقليص حجم الجيش الإسرائيلي، والتركيز على محاربة «المقاومة» التي هي في القاموس العبري: الإرهاب!
كل هذا يعني أنه لا يوجد جيش عربي «يملأ عين» إسرائيل، أو يمكن أن يناجزها، فضلا عن عدم وجود أي نوايا أصلا لدى أي جيش بتكرار حرب رمضان، أو القيام بشن حرب على إسرائيل، ما يعني أن ثمة أكثر من تساؤل يطرح حول جدوى صرف مليارات الدولارات على جيوش عربية كما يبدو خرجت في إجازة طويلة، أو غيرت عقيدتها القتالية، بحيث شطبت من قاموسها إسرائيل كدولة تحتل قبلة المسلمين وثالث الحرمين، وأجزاء من سوريا وإلى حد ما من مصر (سيناء منقوصة السيادة!) فضلا عن كل فلسطين تقريبا!
خطوة إسرائيل هذه بالغة الدلالة، وسيمضي بعض الوقت قبل أن تنتبه الشعوب العربية عن أي كارثة نتحدث!