هكذا كان الحمل السيئ ..وهكذا يكون سوء المخاض لولادة النهاية وبزوغ فجر جديد في إيران.
الثاني والعشرين من حزيران يوم سنوي مهيب تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس حيث يقيم أبناء الشعب الإيراني في المنفى تجمعا ضخما مهيبا لمقاومتهم الوطنية وهذا دليل على أن مشروع التغيير نحو الديمقراطية في إيران على يد (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) يتم كمشروع إيراني يرعاه أبناء الشعب الإيراني بإيمان.، وإيثار وتضحية كبيرين ..، وتتكفل الجالية الإيرانية المناضلة بتجمعها وضيوفها
القادمين من القارات الخمس لمؤازرة الشعب الإيراني من خلال الوقوف الى جانب مقاومته المشروع ويتراوح عدد المشاركين في هذا التجمع بين المائة وخمسة عشرة ألفا 115000 و ومائة وعشرون ألفا 120000مشارك وهو حجم مشاركة نوعية يعجز النظام الحاكم في طهران عن تعبئته في اي مؤتمر وكذلك الحال لقوى للعديد من القوى السياسية الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط التي اجتاحتها موجة ما يسمونها بالربيع العربي.. فمن وجهة نظر شخصية لا يمكن ان نرى نتائج ملموسة لعملية الحراك السياسي في العالم العربي دون حدوث الربيع الإيراني الذي يمكن تسميته بالربيع نظرا لمروره بمراحل الإعداد والاستعداد المطلوبة لمشروع ربيع يفترض ان يكون قدمر بخريف وشتاء وصولا إليه كي يقف على ارض صلبة متينة.
دون تغيير في ايران لن يكون هناك نتاج ناضج للعمل الثوري العربي الحالي وعلى القوى الديمقراطية
والتقدمية ان تدرك ذلك وتخطو معه عمليا للخروج بمشاريع تغيير حقيقية بعيدا عن انظمة الأزمات الذي تعززه ايران بالمنطقة لتكون كتل سياسية مطابقة لها وداعمة لبقائها فرؤية النظام الايراني للحرية والديمقراطية والشرعية تختلف عن رؤية غيرها فهي قد ترى ان الثورة في ليبيا غير شرعية ويقتل ليبيين بأسلحتها.
ولكن عند سقوط القذافي أصبحت ثورة ليبيا ثورة مشروعة.. والثورة في مصر وتونس ثورة حلال وامتدادا لها لان إيران لم تكن على وفاق مع مصر وتونس..، ولأنها على وفاق قديم مع سوريا فإنها تجد ثورة الشعب السوري ليست إسلامية وعلى هذا الاساس فهي ثورة حرام وغير مشروعة والمسألة ليست مبادئ قائم بينها وبين نظام الحكم في سوريا وانما قلق ايران من أن يكون البديل القادم لسوريا معاد لها ولمشروعها السياسي ولو ضمنت ايران جانب المعارضة السورية لخرجت بوضوح من الحرب الدائرة في سوريا وبقت على الحياد منتظرة لمن تكون الغلبة حتى تصفق له..،
نظام ازمات كنظام طهران لا يمكن له يديم عمليته السياسية دون حلفاء من نفس الفئة وخاصة في هذهالظروف المأساوية التي يعيشها (العقوبات الدولية من جهة.. والغضب الجماهيري العارم من جهة اخرى.. وصراع الذئاب المتنامي بين أجنحة النظام نفسه..،
وفأس البرنامج النووي الذي وقعت على رأس النظام لتفلقها الى ازمتين الاولى مع الشعب الذي وصل الى اسوأ حالات التدني في مستوى المعيشة وأكثر من أربعين في المائة من الشعب الايراني يعيشون تحت مستوى خط الفقر المدقع ناهيك عن ارتفاع معدلات الفساد الناجمة عن فساد الحاكم وارتفاع مستوى الرفض الجماهيري الذي يخيف النظام ويدفعه إلى اللجوء إلى حملات قمع وإعدام مستمرة..ومدى الرفض والنفور الدولي جراء انتهاك النظام لمبادىء حقوق الانسان)
إيران اليوم شعبا ومقاومة تستعد لارتداء ثياب النور بعد ظلام فرضوه على الشعب عقودا طوال بعدما سرقوا ثورته وتطاولوا عليها وخدروا الشعب بشعار ديني مثيرللعاطفة وكفروا الثوار الحقيقيين من العقلانيين من يسار الاسلام والديمقراطيين والعماليين.. لقد إختزل ملالي ايران (النظام الحالي الحاكم) اختزلوا التاريخ السياسي الايراني الثري بلون سياسي واحد ولو كان المرحوم الزعيم محمد مصدق
بينهم اليوم لكفروه وأهانوه او اعدموه.. اليوم ان بلغ صراع الذئاب اوجه في طهران حيث انعدمت الثقة بين اجنحة النظام وباتوا يتربصون ببعضهم البعض واصبحوا بين متصارع ومرائي وخائف يخشى الهلاك من جميع الجهات ولا خيار له سوى احضان ولاية الفقيه التي لا يضمن دفئها ولا مدى بقائها فولي الفقيه ذاته لا يضمن بقاء نظامه الا بالانغلاق والاعتماد على قادة بمستوى عالي من الخنوع والخضوع الذي يخرج المرء عن ايمانه بالله القوي العزيز حيث الخضوع والعبودية لله وحده.. إلا انه لا ضمان لبقاء نظام الولي الفقيه إلا بذلك وهذا دليل انهيار وتضائل يقترب من ولادة النهاية في طهران وما صراع الذئاب فيها الا مخاض يسبق الولادة.،
المتتبع للملف الايراني يجد انها النهاية.. فملف سوريا والعراق إضافة الى التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية للشعوب العربية والعزلة الدولية كل ذلك جعل من مخاض النهاية أمرا قريبا لو ابتعد الغرب عن لغة المساومة مع النظام الايراني.
على صعيد آخر هناك مناضلون زهاد ومشروع عميق ومقتدر وشعب مناصر يجتمعون في باريس في 22حزيران تحت خيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ليجددوا رفضهم للنظام وسلوكه معلنين بارادة عن استعدادهم لإسقاطه بعد ان يرفع المجتمع الدولي الحماية عن النظام الايراني عندها لن يمضي سوى وقت قليل ليسمع العالم اخبارا سارة يعلن فيها عن ايران جديدة ملتحمة مع العالم قوية ومقتدرة ومسالمة..،
ومما لا شك فيه أن تجمع هذه السنة ليس كسابقه من التجمعات السابقة فظروف التجمع ليست كسابقته والموقف السياسي الدولي قد اصبح اكثر نضوجا فيما يتعلق بايران فبعد رفع الولايات المتحدة اسم منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي تقود المقاومة الايرانية بعد رفعها من قائمة الارهاب الامريكية لبطلان الاتهام وعدم توفر شروطه القانونية.. وبعد المواقف الجريئة للولايات المتحدة حيث اعلنت بوضوح ان عناصر منظمة مجاهدي خلق سكان مخيم ليبرتي تعرضوا لقصف بالصواريخ عدة مرات
تقف ورائه ايران.. ايران التي تدير العملية السياسية بالعراق.. كذلك فان الموقف السياسي لقادة ونواب وسياسيين امريكيين يعد في صدارة المواقف الجميلة المساندة لنصرة المشروع الديمقراطي في ايران وتحديدا تحت مظلة المجلس الوطني الايرانية ولا يختلف الموقف الاوربي عن الموقف الامريكي فهو سباق.. إلا حجم المؤازرة العربية ليس بالحجم المتوقع فقد توقع الشعب الايراني وقواه السياسية ان يكون
الموقف العربي المساند وخاصة دول الخليج المتضررة من النظام الايراني في اوجه واعلى المراتب الداعمة على كل المستويات وكان من الواجب ان يكون الموقف العربي متصدرا المواقف الامريكية والاوربية نظرا الى ان العرب هم اول المتضررون من نظام طهران ولا زالوا وقد يبقى ضررهم مع دوام النظام في السلطة لا قدر الله .. ورغم ذلك فان التنامي السنوي بالموقف المساند والمؤازر للمقاومة الايرانية هواسناد نوعي وكمي جاء بعد ادراك وفهم عميق لمصالح شعوب المنطقة وسيشارك في التجمع العديد من الوفود من جميع البلدان العربية .. ويصور تجمع باريس عملية التطور بالموقف السياسي الايراني بشكل عام فيعرض بشكل تلقائي عملية احتضار النظام بمخاضه الاخير.، ويعلن فعليا من باريس الاستعداد التام الناضج المقتدر للتغيير التام في ايران نحو الديمقراطية ... ولابد من ربيع ديمقراطي في ايران ليبني صورة جميلة لايران جديدة يأمن جيرانها والعالم الى جانبها وتكون جزءا من الالتزام المشترك في المنطقة.
وإلى ربيع حقيقي نصنعه بالتضامن معا.
*رئيس الشبكة الإقليمية للتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان