05 يونيو 2013

مقال يفوح عنصرية من معهد واشنطن ضد مصر ..وتعقيب

مع أن من حق أى دولة فى العالم أن تحافظ على استقلالها وان تعتبر ان من ينتهك امنها القومى مخطئا وجب عقابه الا أن احكام القضاء بادانة عدد من اصحاب "بوتيكات" حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدنى بسبب تلقيهم تمويلات اجنبية ونقل معلومات وعمل دراسات من شأنها تعريض أمن مصر القومى للخطر ..وبدلا من ان يتواري اصحاب تلك البوتيكات خجلا رأيناهم يملأون الدنيا ضجيجا ضد قانون الجمعيات الجديد المزمع اقراره في مجلس الشورى ..  والغريب انهم يطالبون "بشرعنة" تلقي الاموال من أمريكا واوربا - يا للبجاحة- واقرار ذلك قانونا .. بل وشرعنة تدويل القضايا المحلية ,, وشرعنة نقل المعلومات للخارج ..هم يطالبون بشرعنة "الجاسوسية" وليتهم يطلبونها صراحة ..لكنهم قطعا لا يفعلون.. وهنا نجد احد اعضاء معهد واشنطن"مركز تجنيد الجواسيس" العالمى باسم "حقوق الانسان" يكتب وقاحات عن مصر ويطالب واشنطن بمعاقبتها بشكل حاسم بسبب محاولتها تقييد "مفارخ العملاء " وكأن "مصر العظيمة " ذات السبعة الاف سنة حضارة ولاية من ولايات أمريكا ذات المائتى عام ..ها هو المقال ننشره لكم وننتظر وطنيتكم.
سيد أمين


إدانات المنظمات غير الحكومية في مصر
 تستلزم رداً حاسماً



4 حزيران/يونيو 2013
في الرابع من حزيران/يونيو، أدانت محكمة مصرية ثلاثة وأربعين موظفاً يعملون في المنظمات غير الحكومية الداعمة للديمقراطية -- من بينهم تسعة عشر أمريكياً -- بتهم تلقي أموال أجنبية بشكل غير قانوني. ولا يمثل هذا القرار انتكاسة عظيمة للآمال الديمقراطية التي باتت تضمر في مصر فحسب، بل أيضاً اعتداءاً جوهرياً على المصالح الأمريكية التي تشمل حماية المواطنين الأمريكيين والمؤسسات الأمريكية في الخارج من عمليات النهب من قبل الحكومات الأجنبية -- وخاصة بين تلك الدول التي هي من أكثر المتلقين للمساعدات الأمريكية الخارجية. وإذا لم تُفلح واشنطن في الرد بحزم، فإن جماعة «الإخوان» الحاكمة سوف تفهم ذلك كإشارة على الضعف، الأمر الذي يشجع على القيام بالمزيد من حملات القمع ضد المجتمع المدني الديمقراطي.
ويقيناً، تتعلق هذه الإدانات بدعاوى رُفعت قبل تولي «الإخوان» للسلطة. حيث بدأت حملة القمع في شهر كانون الأول/ديسمبر 2011 عندما أمر المجلس العسكري الذي كان يحكم مصر آنذاك بمداهمة مكاتب المنظمات غير الحكومية، وبعد ذلك بشهر قام بمنع موظفيها من السفر في الوقت الذي بدأت فيه التحقيقات. علاوة وعلاوة على ذلك، كانت فايزة أبو النجا -- وزيرة التخطيط والتعاون الدولي السابقة والتي احتفظت بمنصبها منذ عهد مبارك -- أكبر المؤيدين للمحاكمة اللاحقة. ويقع جزء من مسؤولية هذه الأحكام أيضاً على المحكمة المعنية، التي لا يمارس عليها «الإخوان» سلطة مباشرة.
ومع ذلك، تأتي هذه الإدانات متسقة مع المسار الاستبدادي المتزايد لـ «الإخوان». ففي الأشهر الأخيرة، على سبيل المثال، تم القبض على العديد من النشطاء البارزين بسبب احتجاجاتهم السلمية، كما اتُهم مذيع أحد البرامج الساخرة بـ "إهانة الإسلام". وفي الواقع، هناك العديد من المصريين الذين حوكموا بتهمة "إهانة الرئيس" خلال السنة الأولى من رئاسة محمد مرسي وعددهم يفوق عدد أولئك الذين حوكموا أبان العهد الديكتاتوري لحسني مبارك طيلة ثلاثين عاماً كاملة. وفي غضون ذلك، سعت جماعة «الإخوان» مراراً وتكراراً إلى إزالة الضوابط على سلطتها، بما في ذلك الإعلان الدستوري الصادر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الذي خول مرسي مؤقتاً ممارسة كاملة للسلطة، هذا بالإضافة إلى قانون السلطة القضائية المعروض للمناقشة مؤخراً والذي سوف يُحيل ما يزيد عن 3000 قاضٍ على التقاعد. يُذكر أيضاً أن الإدانات لم تأت إلا بعد هيمنة «الإخوان» على مجلس النواب وهو ما جعله ينظر في قانون المنظمات غير الحكومية والذي سوف يزيد من القيود على المجتمع المدني؛ وتشمل التدابير المقترحة [إقامة] "لجنة توجيهية" تتولى مهمة المصادقة على جميع صور التمويل الأجنبي إلى جانب حظر النشاطات التي تنتهك "السيادة الوطنية" المفسرة بشكل غامض.
وقد أعرب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بحق عن قلقه بشأن هذه الأحكام، ولكن إدانة مواطنين أمريكيين وغلق المنظمات الأمريكية غير الحكومية يستلزم رداً أكثر حسماً. وفي هذا السياق، ينبغي على واشنطن أن تعلق أية مساعدات اقتصادية مستقبلية لمصر -- بما في ذلك الدعم المقدم للقاهرة في محاولتها تأمين الحصول على قرض من "صندوق النقد الدولي" -- على عفو مرسي عن موظفي المنظمات غير الحكومية لأنه مخول بذلك طبقاً للدستور المصري الذي تم إقراره مؤخراً. ويمكن أن تصدر الإدارة الأمريكية بياناً آخر أشد قوة من خلال منح وسام المواطنين الرئاسية لروبرت بيكر، الموظف السابق في "المعهد الوطني الديمقراطي" الأمريكي الذي رفض بكل شجاعة أن يترك زملاءه المصريين في الوقت الذي تم فيه إجلاء جميع موظفي المنظمات غير الحكومية الأمريكيين الآخرين في شهر آذار/مارس 2012.
وبالنظر إلى النظرة الاستراتيجية للقاهرة في الوقت الراهن، فمن المرجح أن يُكلل هذا النهج بالنجاح. وعلى الرغم من عداء «الإخوان» الموثق جيداً تجاه الغرب، إلا إنهم بلا شك يأملون تجنب الدخول في مواجهات مع واشنطن لكي يتسنى لهم التركيز على تعزيز قواهم في بلادهم. ومن ثم، فإن الرد الحاسم على هذه الإدانات سوف يُنذر «الجماعة» إلى حد كبير، وهي التي ليس لها مصلحة في إضافة أزمة دولية إلى أزماتها الداخلية الكثيرة، ومن المرجح أن يأتي ردها على ذلك من خلال محاولة استرضاء واشنطن. أما إذا استأنفت واشنطن العمل كالمعتاد في أعقاب هذا الحكم، فسوف يفسر «الإخوان» ذلك بمثابة ضوء أخضر لمواصلة حملتهم الاستبدادية، وعندئذ سوف تفقد الإدارة الأمريكية فرصة ذهبية لتهذيب سلوك «الجماعة».



* إريك تراغر هو زميل الجيل التالي في معهد واشنطن ومرشح لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بنسلفينيا حيث يكتب أطروحته عن أحزاب المعارضة المصرية. كان في مصر خلال ثورة الغضب عام 2011، نشر مقالات في فورين بوليسي، وذي آتلانتيك، ونيو ريپبليك، وغيرها. من 2006-2007، عاش تراغر في مصر كزميل فولبرايت في برنامج الحضارات الإسلامية ودرس في الجامعة الأمريكية في القاهرة حيث حصل على الماجستير في الدراسات العربية مع التركيز على الدراسات الإسلامية. شغل منصب مساعد باحث في معهد واشنطن 2005-2006 بعد التخرج من جامعة هارفارد في دراسات الحكومة واللغات العربية والعبرية.الهاتف: 202-230-9550 (media inquiries only) 202-452-0650 (all other inquiries)
press@washingtoninstitute.org

04 يونيو 2013

فيديو .. "ثوار تمرد" يضربون فتاة اعترضت على وجود الفلول بينهم



بالفيديو والصور.. كشافة الكنائس يتبنون حملة "تمرد"




صورة من الصفحة الرسمية لقناة الطريق القبطية
 تدعم علانية الانقلاب على الرئيس

مجموعة من السيدات  القبطيات

فى دير بالصعيد اثناء التوقيع على استماره تمرد
صورة من داخل احدى الكنائس فى القاهره لعروسين مسيحيين يحملا ورقة تمرد


يكشف موقع ليل ونهار حقيقة مصادر التمويل فى حملة تمرد التى تهدف الى جمع توقيعات من المواطنين لسحب الثقة من الرئيس المنتخب، حيث تشير مصادر خاصة الى ان الكنيسه تستخدم شباب الكشافة لديها للنزول الى الشوارع بمقابل 200 جنيه لليوم الواحد لكل شاب، وتتمركز الحملة حاليا فى مناطق شبرا والعباسية وروض الفرج ورمسيس والعتبه.
صورة لشاب ضمن حملة تمرد يقوم بمساعدة بائع الذرة للامضاء على الورقة


يقوم كل شاب بحمل حقيبة سوداء تحتوى على عشرات الاوراق الخاصة بالحمله، ويكون مسؤول عن 3 افراد اخرين داخل نفس منطقته، ثم يتم النزول للشوارع ويبدأ فى تمحص وجوه الناس لتجنب اى اشخاص يبدو من مظهرهم انتمائهم او تأيديهم للاخوان المسلمين او الاسلاميين بشكل عام، وغالبا يستهدف الباعة الجائلين فى الشوارع مثل بائعى المناديل والاكسسوارات وخلافه، ويقوم بفتح حوار بسيط مع البائع ليوحى باهتمامه بشراءه شيئاً منه، وبالفعل قد يشترى شيئا بسيطا كعلبه منديل او ذرة مشوية ويتعمد اعطاء البائع مبلغ اكبر من قيمة الشىء حتى يقوم برفض استلام باقى حقه من البائع كنوع من التكرم، وهنا يخرج الشاب الورقة من حقيبته السوداء ليطلب من البائع التوقيع على الورقة، بعد توقيع البائع على الورقه يقوم الشاب بإعادة نفس الامر مع بائع اخر وهكذا حتى يتمكن من تجميع اقصى مايمكن من اوراق فى نهاية اليوم.
نقلا عن موقع ليل ونهارhttp://www.twsela.com/?p=273

رؤية ليبرالية ثافبة وافية للدكتور وجيه يعقوب السيد


دكتور وجيه يعقوب السيد

أحسب نفسي من المعتدلين وقد يكون ذلك ظني بنفسي والله أعلم بالحقيقة، وأزعم أن الفرق الجوهري بيني وبين كثير من الليبراليين يكمن في تطرفهم الزائد عن الحد، فأنا أرى مثلا أن الإخوان حتى الآن لم يحسنوا في إدارة البلاد ولم يقدموا ما كنا نطمح إليه بعد الثورة، لكني أرى أيضا أنهم لم يعطوا الفرصة الكافية للحكم عليهم وأن الظروف الموضوعية تقتضي أن ننظر في الأسباب التي تعوقهم عن العمل وتعرقل تقدمهم في ظل هذا الانقسام والفوضى والعبث الذي يتحمل الجميع مسؤوليته بما فيهم المعارضة، بينما الليبراليون ومن خلال تصريحاتهم يرون نظام الإخوان نظاما فاشيا وأنه وصل للحكم عبر الرشوة أو التزوير ويشبهون وجودهم في الحكم بالاحتلال، وقد قال لي صديق وكتب ذلك على صفحته: إن نجاح مرسي بالنسبة له ذكره بنكسة 67 ، وقد قطع كثير من الليبراليين - مثلهم في ذلك مثل كثير من المتطرفين من الإسلاميين - قطعوا خط الرجعة وكل إمكانية للتواصل بينهم وبين الرئاسة عبر رفضهم المستمر للحوار معها والتشكيك الدائم في شرعية الرئيس المنتخب ومساندة حركات صبيانية وتوفير غطاء لها بحجة أنهم مع حرية التعبير عن الرأي حتى لو كان هذا التعبير بالمولوتوف أو تسلق أسوار قصر الرئاسة أو بالتعاون مع أحد رموز النظام السابق وهو الجنرال الهارب من أجل الإطاحة بنظام منتخب!! عندما أستمع إلى تصريحات علاء الأسواني والدكتور البرادعي والدكتور أبو الغار وحازم عبد العظيم وغيرهم أدرك أننا أمام حوار مستحيل أو كما يقولون أمام حوار الطرشان وأدرك أننا أمام صورة قبيحة من صور التطرف تدعي أنهم مع بناء دولة مدنية حديثة وهم في الحقيقة يتظاهرون بأنهم يحملون وردة في يد بينما، تحمل اليد الأخرى سكينا ملطخة بالدماء ويريدون أن يجهزوا على أول تجربة ديموقراطية وليدة

03 يونيو 2013

سيد أمين بصحبة د.محمد شرف وحديث حول الاوضاع الملتهبة في "أم الدنيا"

حشود الكراهية بقلم عبد الرازق أحمد الشاعر


حين تسير محاصرا بين سدين، وتجد الطريق أمامك متعرجا ملتويا يزداد ضيقا كلما هممت بالتقدم نحو أي أفق، وتشعر أنك لا تستطيع أن تدير أحد صدغيك ذات اليمين أو ذات اليسار، وأنك مراقب من عل، وممنوع من التصرف في أنفاسك وأفكارك ودقات قلبك ولون أحبارك، فاعلم أنك مقبل على شفير حرب غير معلنة وغير مقدسة، وأنك أحد سجناء الفكر في بلاد تضيق بالرأي الآخر كما كانت تضيق ذات حرية بمستعمريها.
ما أصعب أن تضطر إلى قبض أنفاسك ونبضات قلمك وشذرات فكرك لأنك ملاحق حد المهانة من كتائب منظمة من الذين لا يرون إلا ما يرى رؤساء أحزابهم وكهنة تنظيماتهم غير المعلنة. فإن ذكرتهم بخير، انهالوا عليك تقريظا ومدحا، وأمطروك بوابل غير صيب من كلمات الإعجاب والإطراء، وإن خالفتهم في رأي أو نازعتهم في فكرة، انهالوا عليك سبا ولعنا، وأمطروك بقذائف ألسنتهم وسهام نقدهم وكأنهم وحدهم يملكون الحق وما على سواهم إلا التأمين وقول آمين. وهو نوع من الإرهاب الفكري المنظم الذي يأباه الدين ويرفضه العقل ويمجه المنطق، وهو ما يبشر بسقوط صروح الفكر وزوال منارات الحكمة في بلاد لم تعرف ظلامية الفكر وضيق الأفق واحتكار الرأي في يوم من الأيام. 
في مصر، عليك أن تكون يمينيا للغاية أو يساريا حتى النخاع أو تتصنع الميل إلى أولئك أو الركون إلى هؤلاء لتهرب من عواصف النقد الطائشة التي لا تفرق بين قلم وقلم أو بين رأس ورأس. ففي عالم الهوس الفكري والتطرف العقائدي، تذوي الفكرة وتتهافت الأديان، ويعيش الناس على حافة المسغبة العلمية التي تنتهي إلى اقتتال طائفي وعقائدي بغيض، وتنتهي بسقوط الأوطان والأفكار والمذاهب. 
لكنني رغم كل هذا أجدني مضطرا إلى قول ما أراه حقا، وإن تكاثرت على كلماتي سهام النقد وعلى شخصي عبارات التجريح، لأنني أحب هذا البلد حقا، وأنتمي إلى تراثه وأرضه صدقا، وأعشق دينه السمح الذي لن يشاد أحدا إلا غلبه. مضطر أنا للدفاع عن قيم هذا الدين وإن خالفت من يدعون احتكاره، ومصر أنا على الوقوف في وجه التضليل الإعلامي والفكري والروحي حتى تعود إلى هذا البلد عافيته أو أهلك دونه.
لن أتحدث لأرضي الناس، ولن أكتب إلا لأنفعهم، ولن أرضى الدنية في ديني لأنال عرضا من التصفيق أو التهليل أو المديح. أعرف أن الذين يصلون في النهاية إلى قمة الجبل إحدى الطائفتين اللتين تتصارعان على حزام التقسيم، لكنني أعلم أيضا أن جبلهم من جليد وأنه سينفيهم سريعا كما تنفي النار خبث الحديد ليمكث ما ينفع الناس في الأرض.
سأغرد خارج سرب التمرد، وأنأى بفكري عن طوفان التجرد، وسأبقى مواطنا مصريا أدافع عن يمين البلد ويساره ما حييت، ولن أشارك في فتنة قتلاها ليسوا بالضرورة شهداء. سأقاوم فكر التقسيم وإن تعرض لي سفهاء القوم باللفظ النابي والكلمة الجارحة لأنني أعلم يقينا أن الواقفين وسط المعركة أقرب الناس للموت. وأنا على يقين أنني لست في درب الوسطية وحدي، فهناك آلاف البسطاء الذين يأملون في حياة هادئة ولا ينتمون لأي من فسطاطي المعركة.
وأشكر كل من وجه لي اللوم على كلمة هنا أو فكرة هناك، حتى وإن أساء اللفظ أوأغلظ في القول، فأنا أقدر والله غيرة هؤلاء البسطاء على الدين، لكنني أؤكد لهم أنني وإياهم في فسطاط واحد، وأنني أغار على الدين كما يغارون ، غير أنني لا أعتبر البصمة دينا والتصويت فريضة والتحزب والتشيع رخصة للسب والقذف والشحن والكراهية والاقتتال. 
أومن أن الاقتتال خيانة وعصيان وتمرد على أوامر الإله، وأوقن أن هارون لم يكن مرتدا ولا يساريا حين صبر على عبدة العجل من قومه حتى يرجع إليهم موسى. وأجزم أن تقسيم الوطن إلى فسطاطين خيانة للتاريخ وتآمر على الأمة. لهذا سأستمر في حملتي ضد الكراهية وضد النبذ وضد الاستعلاء، وسأقاوم القادمين من اليمين أو الزاحفين من اليسار لاختطاف الوطن أو بعض من أرياشه. وأعلم أنني لا أسلك هذا الدرب الضيق وحدي.
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

الحقونا . . محمود سعد يحدثنا عن خط الفقر والمناوى يعظ وبكاء في "اون تى في" على المعونات الاجنبية


رغم ان برنامج الزميل الصحفى والاعلامى محمود سعد ليس من النوع الكوميدى الا ان الحلقة التى ابدى فيها حزن العميق على الفروق الطبقية فى مصر ووصول خط الفقر الى اكثر من 25 % ومع احتساب الذين يعيشون بالكاد يكون الخط الحقيقى وصل الى 49% والباقى ليس احسن حالا عدا نسبة محدودة
من الواضح ان التسعات ملايين التى كان يحصل عليها سعد من تليفزيون الدولة خلصتو انه يتظاهر بالفقر لمنع الحسد وربما الضرائب ، واكتمل المشهد الكوميدى باستضافته لميع مبارك والثرى مننظامه المدعو عبد اللطيف المناوى

اللى اختشوا ماتوا : على اون . تى . فى . بكاء خوفا من وقف المعونات الاجنبية
بلا ادنى كرامة او خجل دافع احد ضيوف قناة تى فى عن المعونات الاجنبية التى تحصل عليها الجمعيات الاهلية وحذر ان يقوم الاخوان من وضع العراقيل حيث لاحظ ان وزارة الصحة - على سبيل المثال - طلبت ان تكون المعونة فى المجالات التى تحتاج لها دون غيرها
بالطبع المذكور ليس قلبه على وزارة الصحة او المرضى حتى لو اخذ يولول فى الحلقة ولكنه يبكى على جيبه
عموما المعارضون للمعونات الاجنبية اكثر من الاخوان فكل مواطن شريف يعرف معنى الكرامة يرفض المعونات ويقرف من التربح
بالمناسبة هل لدى النقابة احصائية عن من اسسوا مراكز للحصول على المعونة ؟
***********
ملحوظة: اقتباسان من تقرير لجنة الاداء النقابي بنقابة الصحفيين

قل ولا تقل - محاضرات في ادب لغة الضاد


أعدها _ عبد الحق العانى
لقد عانت اللغة العربية من اللحن والخطأ والخلل وقبيح القول منذ العصور الأولى بعد الإسلام حين دخلت شعوب أخرى فيه. لكن العصر الحديث شهد إنحدارا خطيرا أصبح فيه الخطأ هو السنة والصواب هو الشاذ. وليس لي من بليغ القول ما أصف به ذلك لكني أستعير ما كتبه العالم الدكتور مصطفى جواد الأعجمي الأصل والعربي الهوى والعراقي المنشأ حين كتب:
"ومن أشد الرزايا التي نزلت بالعربية أيضا أن أساتذة في التأريخ والجغرافيا والعلوم لم يتعلموا من قواعدها ما يصون أقلامهم وألسنتهم من الغلط الفاحش واللحن الفظيع وإذا عوتبوا أو ليموا – وهم مليمون حقا – قالوا نحن ندرس التأريخ والجغرافيا والعلوم، ولا يخجلون من هذا الإعتذار، مع انهم أصبحوا سخرية الساخرين وضحكة الضاحكين ولا سيما مشاهدي "التلفزيون" مع أنهم يعلمون أن الإنكليزي العالم – على سبيل المثال – لا يخطئ الصواب في لغته ولو كان الخطأ الواقع منه في حرف جر لتناولته الألسن والأقلام باللوم والتقريع والتأنيب.
ونرى في "تحريرات" الدوائر ودواوين الحكومة أغلاطا تبعث على الأسف، فرفع المجرور ونصب المرفوع من الأمور المألوفة فيها، ولا سيما الإعلانات والتنبيهات، فضلا عن السقيم من العبارات. وإني لأتذكر أني قرأت في العهد الملكي الزائل على باب مكتب اللجنة الطبية بمعسكر الرشيد هذه الجملة "ممنوع دخول القلم حفظا لتفشي الأسرار"، فتأمل جهل المنبه للتركيب التعبيري، أراد "منعا لتفشي الأسرار" فوضع مكانه "حفظا لتفشي الأسرار" ولم يخطر بباله "حفظا للأسرار" فهو أوجز وأدل وأوفى بالمقصود.
ولا تسأل عن مترجمي الأفلام السينمية فهؤلاء أكلة السحت، يرتكبون من اللحن والغلط الشنيعين ما أصبح مخشيا كل الخشية على العربية وطلاب المدارس والشداة من الدارسين، وليت شعري كيف تجيز لجنة رقابة الأفلام وهي لجنة منتخبة من موظفي الدولة ومنهم موظف من وزارة التربية والتعليم المهيمنة على شؤون الثقافة اللغوية فلما ترجمة لغته فاسدة مفسدة، ناقضة لقواعد العربية، وأكثر المختلفين إلى دور السينما هم من طلاب المدارس والمعاهد والكليات؟"
وقد ظل المرحوم مصطفى جواد طيلة حياته حريصا على العربية فكتب في ذلك الكثير وكان مما قدمه في خدمة العربية سلسة إذاعية أسماها "قل ولا تقل" بين فيها الكثير من الخطأ الشائع في استعمال اللغة وأوضح الصواب فيها.
واليوم ساء الأمر كثيرا عما كان عليه في حياة المرحوم مصطفى جواد، وأسهم في هذا التردي مأ ادخلته ثورة الإتصالات الرقمية من محطات الجهالة التلفازية التي دخلت البيوت  ومن مواقع على شبكة المعلومات يكتب فيها كل من هب ودب من أنصاف المتعلمين والجهلة.
وهذه محاولة متواضعة مني، رغم أني لست عالم لغة لكني متعلم على سبيل النجاة، لإعادة نشر ما كتبه العالم المرحوم مصطفى جواد وإضافة ما يجب إضافته من التنبيه الى الأخطاء التي لم يوردها جواد مما جاء به آخرون قبله أو ما كتبه لاحقون بعده.
وكلي أمل أن أنفع الناس وأعيد للعربية بعضا من كرامتها التي هدرها الإعلام الجاهل. وحتى لا يقولن قائل أني أسلب العالم مصطفى جواد مجده فإني سوف أشير الى كل مقتبس منه بالحرفين (م ج)، فما لم يكن لمصطفى جواد فسوف أشير لمصدره في موضعه.

قل الجُمهور والجُمهورية
ولا تقل الجَمهور والجَمهورية
وذلك لأن المسموع من العرب والمأثور في كتب لغتهم هو الجُمهور بضم الجيم ولأن الإسم إذا كان علة هذه الصيغة وجب أن تكون الفاء أي الحرف الأول مضمومة لأن­ وزنه الصرفي عند الصرفيين هو فعلول كعُصفور وشعُرور اي شويعر. وإذا صغنا اسماً من الجمهور صناعيا، وهو الذي يسميه الصرفيون "المصدر الصناعي" وهو تساهل منهم وذلك بإضافة ياء مشددة وتاء تأنيث إليه فهو الجمهورية كالإنسانية والبشرية والعائدية والفاعلية.
وإذا كان الحرف الثاني من الإسم أو الصفة مضعفاً أي مكرراً فإن الحرف الأول نفسه يكون مفتوحا لا مضموما مثل عَبّود و خَرّوب و دَبّوس وقَيّوم، وشذ من ذلك سُبّوح وقُدّوس فإن ضم أولهما شاذّ. قال الجوهري في معجم الصحاح: و سُبّوح من صفات الله تعالى قال ثعلب: كل اسم على فعّول فهو مفتوح إلا السُبّوح والقُدّوس فإن الضم فيهما أكثر وكذلك الذُرّوح وقال سيبويه: ليس في الكلام فُعول بالضم. وقال الجوهري أيضا: "الذُرّاح بوزن التُفّاح والذُرّوح بوزن السُبّوح: دويبة حمراء منقطة بسواد وهي من السموم والجمع الذراريح وقال سيبويه: واحد الذراريح ذُرحرح وليس عند سيبويه في الكلام فُعّول. وكان يقول سَبّوح و قَدّوس بفتح أوائلها، قال الراجز:
قلت له ورياً إذا تنحنح           يا ليته يسقى على الذُرحرح
وفصّل الجوهري الكلام في مادة القدس من الصحاح فقال:
"وقُدّوس من أسماء الله تعالى وهو قُعّول من القدس وهو الطهارة. وكان سيبويه يقول سَبّوح وقَدّوس بفتح أوائلها. قال ثعلب كل اسم على قَغّول فهو مفتوح الأول سَفّود وكَلّوب و سَمّور و شَبّوط و تَنّور، إلا السُبّوح و القُدّوس فإن الضم فيهما أكثر وقد يفتحان. وكذلك الذُرّوح وقد يفتح." انتهى.
وإذا نقل قَعّول الى وزن فُعلول فإنه يكون مضموم الأول كالخَرّوب ثمر الشوك، فإن نقل صار "الخُرنوب".
قال الجوهري: "والخَرّوب بوزن التنور نبت معروف والخُرنوب بوزن العُصفور لغة. ولا تقل الخَرنوب بالفتح".
ومن هذا القول يفهم أن الفتح هو من العامية العراقية القديمة الباقية حتى هذا العصر فإن العامة تقول: العَصفور أي العُصفور أما زَيدون وخلدون وحَمدون وأمثالهم فهي مفتوحة الأوائل سماعا لأن الوزن مقتبس وليس أصيلا. (م ج)

قل: فلان مؤامر
ولا تقل: متآمر
لأن حق الواحد المفاعلة أي المؤامرة. تقول آمر فلان فهو مؤامر كما تقول حارب فهو محارب ولا تقول: متحارب، وشارك فهو مشارك ولا تقول: متشارك، ورافق فهو مرافق ولا تقول: مترافق. وإذا قلت: تآمرا أو تآمروا قلت: هما متآمران وهم متآمرون، فمتفاعل من هذا الوزن وهذا المعنى لا يستعمل إلامثنى أو جمعاً. فإذا أريد استعمال المفرد وحده يرد الى مُفاعل تقول: هو مؤامر وهي مؤامرة. (م ج)

قل: وقف في المستشرف أو الروشن أو الجناح
ولا تقل: وقف في الشرفة
فالشرفة هي أجزاء متساوية من البناء ناتئة على حافة السطح بعضها متصل ببعض، وهي في الغالب محددة الأطراف، وتعد زينة للسطوح. وقد يقع عليها طائر أما الإنسان فكيف يقف أو يقعد على ناتئة من البناء في حافة السطح؟ وقد وصف ابن الرومي شرفات القصور التي كانت على دجلة قال:
ترى شرفاته مثل العذارى              خرجن لنزهة فقعدن صفا
عليهن الرقيب أبو رياح         فلسن لخوفه يبدين  حرفا
 فالمراد إذن (المستشرف) وهو الموضع الذي يشرف منه الإنسان على ما حوله. أو الروشن وهو المعروف عند الغربيين بالبالكون. ويجوز أن يقال (المشرف). وقد ظهر لنا أن بعض المترجمين الضعفاء ترجم "البالكون" بالشرفة ولم يعرف الروشن ولا المستشرف، وكذلك يجوز استعمال الجناح مكان الشرفة بالمعنى المغلوط فيه. (م ج)

قل: أيّما أفضل العلم أم المال؟
ولا تقل: أيّهما أفضل العلم أم المال؟

وذلك لأن (هما) في قولك (أيهما) ضمير يعود إلى اسم ظاهر متأخر عنه لفظاً ورتبةً عوداً غير مجاز. مضافاً إلى أن التركيب مخالف للمنطق اللغوي فأيّ للإستفهام، و(هما) إخبار ويكون الإستفهام عن الظاهر أول مرة فإذا كرر الظاهر جاز لنا أن نستفهم عن ضميره ولما لم يذكر الظاهر في هذه الجملة وضعنا مكانه (ما) فقلنا: أيما أفضل العلم أم المال؟ (م ج)
قل ولا تقل  (2)

قل: صَمَدَ العدو وصَمَدَ له صَمْداً
ولا تقل: صَمَدَ له صُمُوداً
وقل: الثبات
ولا تقل: الصمود
وذلك لأن الصّمد هو القصد وهو تحرك وسير ومشي إلى أمام. ولا يجوز إطلاق فعل من افعال الحركة ولا إسم من أسمائها على السكون والوقوف واللبث والمكث. لأن ذلك ضد المعنى المراد، فإذا أريد الوقوف في الحرب على سبيل المقاومة والمواقفة والمناهضة قيل: ثبت في الحرب والقتال والمقاومة ثباتاً. قال الله تعالى في سورة الأنفال "ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون". والشاهد على أن "صمد صمداً" معناه: تقدم في جميع كلام العرب، ومنه قول علي (ع) وهو يحث أصحابه على التقدم والقتال: "وعليكم بهذا السواد الأعظم والرواق المطنب فاضربا ثبجه فإن الشيطان كان في كسره، قد  قدم للوثبة يداً وأخر للنكوص رجلاً، فصمداً صمداً حتى ينجلي لكم عمود الحق وأنت الأعلون والله معكمن ولن يتركم أعمالكم". قال ابن أبي الحديد: "وقوله عليه السلام: فصمدا صمدا أي اصمدوا صمدا. قال صمدت لفلان أي قصدت له". فالصمد حركة وسير وتقدم.
قال الجوهري في كتابه الصحاح: "وصمده يصمده صمدا أي يقصده، والصّمَدُ بالتحريك لأنه يُصمد إليه في الحوائج..." وجاء في مختار الصحاح "الصمد السيد لأنه يُصمدُ إليه في الحوائج أي يُقصد، يقال صمده من باب نصر أي قصده".
وقال ابن فارس في كتابه "مقاييس اللغة": الصاد والميم والدال أصلان أحدهما القصد والآخر الصلابة في الشيء. فالأول الصمد: القصد يقال صمدته صمدا وفلان مصمّد إذا كان سيدا يقصد اليه في الأمور وصمد أيضا، والله جل ثناؤه الصمد للأنه يصمد إليه عباده بالدعاء والطلب".
وقال الزمخشري في كتابه الفائق في قصة بدر بن عمرو الجموح (رض) أنه قال: نظرت الى أبي جهل في مثل الحرجة (فصمدت له) حتى إذا أمكنتني منه غرة حملت عليه. قال الزمخشري "الصمد: القصد". وورد الخبر في لباب الآداب (ص 175). وقال في أساس البلاغة: "صمده قصده وصمد صمد هذا الأمر: اعتمده، وسيد صمد ومصمود والله الصمد".
وقال المطرزي في المغرب: "الصمد: القصد من باب طلب ومه حديث المقداد ما ريأت رسول الله (ص) صللا إلى عود أو عمود إلا جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسر، ولا يصمد له صمدا أي يقابله مستويا مستقيما بل كان يميل منه. وقوله: صمد لجبة خز أي قصد بالإشارة اليها".
وقال الفيروزأبادي في القاموس: "الصمد: القصد.. والمصَمّد كمُعَظّم: المقصود.."
وقال المبارك ابن الأثير في النهاية: " وفي حديث معاذ بن الجموع في قتل أبي جهل: فصمدت له حتى أمكنتني منه غرة. أي ثبت له وقصدته وانتظرت غفلته. ومنه حديث علي: فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق". والمبارك ابن الأثير هو العالم الوحيد الذي أضاف "ثبت" الى تفسير حديث معاذ بن الجموح، وقد ناقض نفسه بهذه الإضافة وخالف واقع اللغة العربية فكيف يثبت له ويقصده بفعل واحد وكيف تجتمع الحركة والسكون أو السكون والحركة في فعل واحد؟ وقد روى الزمخشري قبله الحديث في الفائق ولم يزد في شرحه على قوله "الصمد: القصد" فابن الأثير في هذه الإضافة كان واهما وكذلك كل من نقل من كتابه.
جاء في كتاب صفين لنصر بن مزاحم المنقري "وبعث علي (ع) خليداً إلى خراسان فسار خليد حتى إذا دنا من نيسابور بلغه أن أهل خراسان قد كفروا ونزعوا يدهم من الطاعة وقدم عليهم عمال كسرى، فقاتل أهل نيسابور فهزمهم وحصر أهلها وبعث الى علي بالفتح والسبي ثم (صمد لبنات كسرى) فنزلن على أمان" وجاء فيه "ثم بعث علي إلى حنظلة ابن الربيع المعروف بحنظلة الكاتب – وهو من الصحابة – فقال: يا حنظلة اعليّ أم لي، فقال: لا عليك ولا لك. فقال: فما تريد؟ قال: أشخص الى الرها فانه فرج من الفروج، (أصمد له حتى ينقضي هذا الأمر). وجاء فيه "ولم يبق مع ابن بديل إلا نحو مائة إنسان من القراء فاستند بعضهم إلى بعض يحمون أنفسهم، ولجج ابن بديل في الناس وصمم على قتل معاوية وجعل يطلب موقفه ويصمد نحوه حتى انتهى إلى عبد الله بن عامر واقفاً".
وجاء فيه "عبأ معاوية تلك الليلة أربعة آلاف وثلاثمائة من فارس وراجل معلمين بالخضرة أن يأتوا علياً (ع) من ورائه ففطنت لهم همدان فواجهوهم وصمدوا إليهم فباتوا تلك الليلة يتحارسون".[1]
وقال البلاذري في حصار مسلم بن عقبة المدينة المنورة: "فأمر مسلم بفسطاط عظيم فضرب له ثم زحف إلى أهل المدينة و (صمد) بمن معه صمد ابن الغسيل فحمل ابن الغسيل بالرجال حتى كشف الخيل[2]".
وجاء في كتاب معقل بن قيس الرياحي إلى الإمام علي (ع) "ورفعنا لهم راية أمن فمالت إلينا طائفة منهم وثبتت طائفة أخرى فقبلنا أمر التي أقبلت وصمدنا إلى التي أدبرت فضرب الله وجوهم ونصرنا عليهم".[3]
وجاء في كتاب لزياد بن خصفة اليه "ثم زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فقصدونا و(صمدنا صمدهم) فاقتتلنا قتالا شديداً". وفي أقوال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال يحث على القتال "وامشوا بنا إلى عدونا على تؤدة رويدا واذكروا الله لا يسلمن رجل أخاه ولا تتكثروا الإلتفات واصمدوا صمدهم وجالدوهم محتسبين".
وقال عمرو بن كلثوم:
إذا صمدت حمياها أريبا         من الفتيان خلت به جنونا[4]
وجاء في أخبار يوم الربذة "وقدم حبيش بن دلجة فعسكر بالجرف وكان مروان أمره أن لا يعرض لأهل المدينة وأن لا يكون صمده وقصده إلا لمن يوجهه ابن الزبير للمحاربة."[5]
وقال المبرد: روي عن النبي (ص) أنه نظر الى رجل ساجد إلى أن صلى النبي (ص) فقال: ألا رجل يقتله؟ فحسر أبو بكر عن ذراعه وانتضى السف وصمد نحوه، ثم رجع الى النبي (ص) فقال: أأقتل رجلا يقول: لا إله إلا الله؟"[6]
وجاء في أخبار الفتوح قول أبي جعفر الطبري ناقلا: " ولما توجه علقمة الى غزة وتوجه معاوية الى قيسارية وصمد عمرو بن العاص الى الأرطبون زمر بإزائه".[7]
وقال الواقدي في أخبار بدر: "فاجتمعت بنو مخزوم فأحدقوا بأبي جهل فجعلوه مثل الحرجة وأجمعوا أن يلبسوا لامة ابي جهل رجلا منهم فألبسوها عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة (فصمد له) علي (ع) فقتله وهو يراه أبا جهل ومضى عنه وهو يقول: أنا ابن عبد المطلب."[8]
وجاء في كتاب عبد الحميد الكاتب الى بعض قادة مروان الحمار ".... متوكلا على الله فيما صمدت له، واثقا بنصره.....ثم اصمد لعدوك المتسمي بالإسلام".[9]
فهذه شواهد ليست بالقليلة من واقع العربية تدل على أن الصمد هو القصد لا الثبات. (م ج)

قل: يجب عليكم الصَّمد للعدو
ولا تقل: الصُّمود للعدو
وقد ذكرنا أن الفعل "صَمَدَ" معناه قصد، ومصدره "الصَّمد" لا الصمود الذي ابتدعه ذوو الجمود. والسبب في ذلك أن الصمد هو حركة على خط مستقيم  نحو المصمود أي المقصود، والمصادر التي تعني هذا المعنى تكون قصيرة لتمثل السير في اقصر الخطوط وهو الخط المستقيم، ولذلك قالت العرب "قصد قصداً" و "نحا ينحو نحواُ" و "رام يروم روماُ" و "عمد يعمد عمداُ" و "هدف هدفاُ" و "سبق سبقاُ" و "أم أماُ" و "صمد صمداُ" و "سار سيراُ". وهذا من أسرار العربي ومن دقائقها وعجائبها التي لا تحصى، ولقائل أن يقول: ولماذا لم يقولوا: ذهب ذهباُ؟ فنقول له: لأنه لا يتشرط في الذهاب والإياب أن يسير الذاهب و الآيب على أقصر الخطوط وهو الخط المستقيم، ولذلك طال المصدر. والظاهر أن الذي ابتدع "الصمود" حسبه بمعنى "الثبات" فأطال مصدره كالجلوس والقعود والوقوف والثبوت والثبات. وفي قصر مصدر الفعل "صمد" ومشابهته للمصادر التي من النوع الذي ذكرناه دليل على أنه يعني الحركة لا السكون والتقدم لا الوقوف والإقدام لا الإحجام.
والعجيب في اصرار كثير من العرب العصريين المعتزين بالعروبة وهو تركهم ما أمر الله تعالى به في القتال وهو قوله: "ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراُ لعلكم تفلحون" ولم يقل "فاصمدوا". وقال تعالى: "ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" ولم يقل "صمدناك"  وقال: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة". ولم يقل: "يصمدهم بالقول الصامد". وقال: "قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذي آمنوا" ولم يقل "ليصمدهم". وقال تعالى: " وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام" ولم يقل "ويصمد به الأقدام". وقال: "يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" ولم يقل "ويصمد أقدامكم" وقال: "وكلاُ نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك" وقال: "كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا" وقال: "ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين" ولم يقل "وصمد أقدامنا". وقال: "وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين". وقال: "إذ يوحي ربك إلى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين آمنوا". فما معنى هذه الرغبة عن لغة القرآن؟ فهل هو تجديد في العروبة؟ (م ج)

قل: هذه السياسة تتفق أو تتطابق أو تتلاءم مع السياسة الأمريكية
ولا تقل: هذه السياسة تتقاطع مع السياسة الأمريكية
فقد كثر مؤخراً في وسائل الإعلام إستعمال الفعل "تقاطع" بمعنى مناقض للمعنى الذي عرفه العرب. وقد طغى هذا الإستعمال المغلوط حتى ليوشك المعنى الصحيح للفعل "تقاطع" أن يختفي. ولا يخفي على أحد أن في هذا خطورة لأن المتلقي لا يمكن له أن يعرف ما المراد من استعمال الفعل "تقاطع"، أهو بمعنى "تناقض" أم بمعنى "اتفق" وبين الإثنين فرق كبير.

فهذا ابن فارس في مقاييس اللغة يخبرنا في باب "قطع":
"القاف والطاء والعين أصلٌ صحيحٌ واحد، يدل على صَرْمٍ وإبانة شيءٍ من شيء. يقال: قطعتُ الشيءَ أقطعه قَطْعاً.
والقطيعة: الهِجران.يقال: تقاطَعَ الرّجُلان، إذا تصارما."
كما جاء في لسان العرب:
" وتَقَاطَعَ القومُ: تَصارَمُوا".
فإذا كانت قواميس العرب لم تعرف معنى للفعل "تقاطع" سوى "تصارم" فمن أين جاء أهل الإعلام اليوم بمعنى مناقض تماماً لذلك المعنى؟
لذا لا تقل "تقاطع" إذا أردت أنه اتفق أو تطابق. (ع ع)

قل: ما زال الخلاف قائماً ولم يزل قائماً، ومازلت أقرأ
ولا تقل: لا زال الخلاف قائماً، ولا زلت أقرأ
وذلك لأن أفعال الإستمرار الماضية لا يكون نفيها بحرف النفي "لا" بل يكون بحرف النفي "ما"، تقول: مازال قائماً و مازلت قائماً، فهي كسائر الأفعال الماضية التي لا تكرر معها "لا" وذلك أنك لا تقول: لا جاء محمد فقط بل ينبغي أن تكرر "لا" فتقول: "لا جاء احمد ولا أرسل رسولاً". فإن لم يكن تكرار وجب أن تقول "ما جاء محمد" وكذلك زال وأخواتها. فليس فيها تكرار. واستثنيت حالة واحدة لإستعمال "لا" من غير تكرار وهي حالة الدعاء والرجاء كأن يقال "لا زال فضلك داراً"، كما يقال "لا خاب سعيك" ويقال "لا برحت محفوظاً" كما يقال " لا حُرمت ثمرة غرسك". (م ج)

قل: اعتَزَلَ العرشَ
ولا تقل: تَنَازَلَ عن العرشِ
والسبب في ذلك أن "تنازل" فعل اشتراك في المسموع والمدون في اللغة العربية، ومعناه النزول من الإبل الى القتال بين اثنين أو أكثر منهما. قال مؤلف أساس البلاغة "ونازله في الحرب وتنازلوا" وقال الجوهري في الصحاح "والنزال أن يتنازل الفريقان" وقال مؤلف المصباح المنير "ونازله في الحرب منازلة ونزالا وتنازلا" نزل كل واحد منهما في مقابلة الآخر. وقال مؤلف القاموس "والنزال: أن ينزل الفريقان عن ابلهما الى خيلهما فيتضاربوا. وقد تنازلوا" ويقال في هذا المعنى أيضاُ "انتزل الفارسان وانتزلت الفرسان" أي تنازلا وتنازلوا وموضع الإنتزال هو "المُنتزل" قال ابن الربعي:
وسرابيل حسان شققت           عن كماة غودروا في المنتزل
واشتقت العرب من "النُزل على وزن العمر (وهو طعام الضيف فعلاُ) فقالوا تنازل القوم" أي  أكلوا عند هذا نزلة وعند ذاك نزلة. وعلى هذا يجوز لقائل أن يقول: إن باب الإشتقاق مفتوح وأنت ممن يذهب اليه، فلماذا لا نقول: "تنازل عن العرش؟" والجواب هو أن القياس ينبغي فيه أن يكون ملائما لطبيعة اللغة العربية و "تفاعل" إذا جاز اشتقاقه للواحد من نزل دل على الرياء والتكلف مثل "تمارض وتماوت وتغافل وتجاهل" فمعنى "تنازل عن العرش" على هذا القياس " تكلف النزول عنه وخادع به وراءى" مع أن المراد "اعتزاله العرش" وتركه إياه وتنحيه عنه وتخليه، وفي غير العرش يجوز أن يقال "نزل عنه" كقولهم "نزل عن حقه". قال في أساس البلاغة "وانزل لي عن هذه الأبيات" وفي المصباح المنير "نزلت عن الحق: تركته" فتأمل ذلك. ولا عبرة بما ورد في شرح البسامة لإبن بدرون (ص 20). (م ج)

وللحديث صلة....
عبد الحق العاني
7 حزيران 2013


[1] كتاب صفين (11، 97، 245، 331) طبعة المؤسسة العربية بالقاهرة.
[2] أنسا الأشراف للبلاذري (2:35) طبعة الجامعة العبرية
[3] شرح نهج البلاغة مج 1  ص267 طبعة البابي الأولى
[4] جمهرة أشعار العرب(ص 158) مطبعة الإتحاد. قال مؤلفه: "صمدت: قصدت"
[5] أنساب الأشراف (1: 151)
[6] الكامل في الأدب (3: 129) طبعة المطبعة الأزهرية
[7] تأريخ الأمم والملوك (4: 157)
[8] شرح نهج البلاغة (مج3 ص 337)
[9] جمع الأعشى (1: 209، 210)

الشركات الأمريكية والأوروبية وخطة السطو على النيل


بقلم: عامر عبد المنعم
لا يتصور أحد أن ما تفعله أثيوبيا مجرد تحرك عفوي من هذه الدولة، فالمشكلة أكبر من ذلك بكثير. نحن نواجه عملية سطو جديدة على نهر النيل من قبل مجموعة واسعة من الشركات الأمريكية والأوربية بدعم مباشر من البنك الدول ومؤسسات التمويل الدولية.
إننا نواجه نوع جديد من المستعمرين الذين نهبوا ثروات الشعوب في العالم العربي والإسلامي، يرون أن مصادرالطاقة التقليدية من بترول وغاز ستنضب، فوجهوا أطماعهم إلى الاستثمار في المياة ليحققوا أرباحا بمليارات الدولارات، ويدفعهم جشعهم إلى تحويل المياة إلى سلعة.
إنهم يعملون منذ التسعينات على خصخصة المياة في دول العالم الثالث، وسيطرة رجال الأعمال الغربيين ووكلاؤهم على مشروعات المياة، سواء كانت للشرب أو للري أو لتوليد الكهرباء، وهناك استراتيجية واضحة المعالم يعملون على تنفيذها للسيطرة على السدود والأنهار، بل وعلى الترع أيضا.
في عام 2000 أوفدتني جريدة الشعب إلى لاهاي لحضور منتدى المياة العالمي، وكان مؤتمرا ضخما حضره 5000 شخص من معظم دول العالم، وكان الغرض من هذا المؤتمر تمرير وثيقة أصدرتها لجنة أسسها البنك الدولي اسمها "اللجنة العالمية للقرن الواحد والعشرين" تنص على خصخصة كل مشروعات المياة في العالم، بزعم فشل الحكومات في إدارة المياة.
ولكي تتقبل الدول والشعوب وصفة البنك الدولي تضمنت الوثيقة بيانات مضللة ومبالغ فيها، بل وغير صحيحة، عن العطش الذي ينتظر العالم والمجاعات التي تهدد الشعوب، ليقنعونا بأن الخصخصة هى الحل.
وكتبت يومها أهم محاور الاستراتيجية الجديدة لأمريكا والغرب للسيطرة على المياة والأنهار في العالم الثالث وأهمها نهر النيل.
أخطر أهداف هذه الاستراتيجية أن تكون الوكالات الأمريكية والغربية التي ستقدم القروض صاحبة القرار في توزيع المياه بالسيطرة على الأنهار والسدود والترع وكل المشروعات المائية في العالم، حتى الآبار والمياة الجوفية لم تسلم من أطماع الدول الغربية.
وتقرر في هذا المؤتمر إنهاء سيادة الدول على الأنهار التي تمر بأراضيها، وإلغاء الاتفاقات السارية، بإنشاء مفوضيات لكل حوض نهر، ممولة من البنك الدولي والمؤسسات الغربية، وتقوم هذه المفوضيات -الموجهه غربيا- بالتحكم في المياة وإعادة توزيعها وفقا لأسباب مالية ربحية وسياسية كما في نهر النيل.
واستمر لوبي السيطرة على المياة بتمويل خبراء المياة في كثير من دول العالم، لتمرير الأجندة الموضوعة، ففوجئنا في مصر قبل الثورة، بتأجير الترع في الدلتا وتركيب عدادات لبيع المياة ولكن قام الفلاحون بتحطيم العدادات وأفشلوا المؤامرة.
على الصعيد الدولي، وللسيطرة على النيل تحقق ما كشفناه وتم تأسيس مفوضية للنهر ومقرها إثيوبيا، ضمن اتفاقية عنتيبي عام 2010 التي تمت صياغتها بطريقة خبيثة لضمان السيطرة على إدارة حوض النيل وفقا لغير مصالح دولتي المصب، حيث نصت على أن تكون القرارات بالأغلبية وليست بالإجماع كما طلبت مصر والسودان.
التحدي الذي نواجهه الآن ليس بسيطا كما يظن البعض، فبناء سد النهضة سيتبعه سلسلة أخرى من السدود على النيل الأزرق، والذين يقفون خلف السد، شبكة من شركات وقوى معادية تريد تطويق مصر واللعب بورقة المياة كوسيلة ضغط على صانع القرار المصري لتحقيق أهداف سياسية، في مقدمتها عرقلة مشروع الاستقلال المصري وخنق الحكم الجديد لاسقاطه، ومنها مساومة مصر فيما بعد لتوصيل مياه النيل للكيان الصهيوني مقابل حصة زائدة من المياه.
الذي أثار استغرابي واندهاشي وقتها أن الذي وضع روشتة البنك الدولي للسطو على مياه العالم ومنها نهر النيل كان الدكتور اسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الاسكندرية، وكان يومها نائبا لرئيس البنك الدولي، وتسببت هذه الرؤية الاستغلالية الجشعة في احتجاجات مناهضي العولمة ضده شخصيا، مما اضطر البنك الدولي للتخلص منه بعد المؤتمر بيومين حتى لا يشوش على الاستراتيجية الجديدة، وللحفاظ عليه كأحد كوادر البنك المهمة، إذ تم إرساله إلى مصر ليتولى منصبا قياديا في الدولة المصرية فيما بعد، من خلال سوزان مبارك التي عينته في مكتبة الاسكندرية، ولكن الثورة قطعت عليه طريق تولي منصب رئيس الوزراء كأحد المرشحين في شهور مبارك الأخيرة.
أمامنا تحديات كبيرة للخروج من قبضة الهيمنة الغربية، وهذا يحتاج إلى أن نعي أين الخطر؟ وكيف نتوحد لمواجهته؟ والمواجهة تحتاج إلى برنامج تنموي حقيقي يعمل على محاصرة العدو لا أن نتركه يحاصرنا، مع الانطلاق في الطريق الحقيقي وليس في الطرق التي يرسمها لنا أعداؤنا من خلال بعض المستثمرين الأجانب ومن معهم من رجال أعمال في الداخل.
علينا أن نستعيد قوة الدولة المصرية وأن نوقف عمليات الاستنزاف الحادثة الآن، وعلينا أن نسعى لجمع عمقنا الاستراتيجي الشعبي والعربي والإسلامي لقطع الطريق على من يريدون ذبحنا بكل ما يملكون، ولو حتى بمياه النيل.