شبكة البصرة
حوار: أحمد الصراف
من القصور ونعيمها
إلي حياة الجبال والوديان والحياة القاسية لمناصرة قضية العراق تتلخص حياة الرجل الذي
خصصت المخابرات الأمريكية عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.. إنه عزة إبراهيم
الدوري الذي شغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية إبان حكم صدام حسين ونائب
عام للقوات المسلحة بعد غزو الكويت وكان وزير الزراعة والداخلية وقد كان ملازما للرئيس
العراقي صدام حسين حتي تم أسره.
بعد الغزو الأمريكي للعراق اختفي عزة الدوري ورصدت
القوات الأمريكية عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلي اعتقاله أو قتله
ووضعت صورته علي كرت ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين حيث كان المطلوب السادس للقوات
الأمريكية نسب له الإشراف علي الكثير من العمليات المسلحة كما نسبت له مجموعة من التصريحات
التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين كما أنه تقلد منصب الأمين
العام لحزب البعث العربي الاشتراكي - القطر العراقي بعد صدام حسين وفي أواخر سنة
2009 قام بتشكيل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المكونة من تحالف القيادة العليا
للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني.
ظهر تسجيل صوتي منسوب إليه في 31 يوليو 2010 يخطب
فيه بمناسبة ثورة تموز 1968 التي وصل من خلالها حزب البعث العربي الاشتراكي إلي الحكم
في العراق وكان عزة إبراهيم أحد أهم المشاركين في تلك الثورة كما تم بث تسجيل مرئي
له من 2012 بذكري تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ويتحدث فيه عن إيران وتدخلاتها
بالعراق ويؤكد أن حرب حزب البعث أصبحت ضد إيران ونفوذها في العراق كما أكد أن حزب البعث
مع الثورة السورية فيما ظهر في تسجيل مرئي آخر يوم 5 يناير 2013 بثته قناة العربية
أعلن فيه أن حزب البعث يؤيد الاحتجاجات العراقية 2013 في الأنبار والمدن السنية الأخري.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله
وصحبه ومن ولاه.
الأخ العزيز/ممثل
جريدة الجمهورية الغراء.. تحياتي لك ولإدارة جريدة الجمهورية ورئيس تحريرها وكل العاملين
فيها ويطيب لي من خلالكم أن احيي شعب العروبة والإسلام في مصر الكنانة قلب الأمة النابض،
مصر الجهاد والكفاح، مصر عبد الناصر ومن سبقه من قادتها الأفذاذ إلى يوم الثورة المباركة
وقادتها وفرسانها ولا زلت اذكر كيف انتفض شعب العراق وهب من شماله إلى جنوبه لنصرة
مصر العروبة وهي تقاوم العدوان الثلاثي الغاشم عام 1965 ونحن في ربيع الشباب وعنفوانه؟
وكيف هزتنا من الأعماق بطولات وتضحيات أبناء مصر الكنانة في بور سعيد وفي السويس وألهب
شعورنا القومي وزاد في وعينا وفهمنا لقضية امتنا وتطلعها إلى التحرير والتحرر والتوحد
والتقدم والبناء حتى نشأ جيل الثورة والانبعاث في العراق وطلائعه الثورية لتقود النضال
والكفاح في هذا القطر المجيد ضد الاستعمار والرجعية والتخلف وها هم اليوم يقودون اكبر
وأوسع معركة مع أعداء الأمة والإنسانية الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية
والصفوية الفارسية حتى أقصمت ظهر الغزاة فولوا هاربين مدحورين وتركوا العراق لقمة ضنوا
أنها ستكون سهلة وسائغة للصفوية الفارسية، وها هم اليوم يقفون بقوة وبشجاعة وبسالة
في وجه التمدد ألصفوي في العراق والأمة ويحاصروه ويطاردوه.
أن الشعب العراقي العظيم ومقاومته الباسلة مستلهمين
تاريخ الأمة وتراثها الجهادي الحضاري في مصر وفي الجزائر وفي فلسطين وفي العراق وفي
كل أقطار الأمة حتى صدر الرسالة العربية الخالدة الأول وقائدها المصطفى الرسول العربي
سيدنا ومثلنا الأعلى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم واله وصحبه رهبان الليل فرسان
النهار الذين صاغوا لنا نهجا وطريقاً للجهاد والكفاح وللبناء والتقدم والتحضر.. سنبقى
نستلهم منه ما يحيي قلوبنا وينور أبصارنا ويثور هممنا لتحقيق أهداف الأمة في تحريرها
وتحررها وفي توحيدها ووحدتها وفي بناء مستقبل أجيالها.
● هل تجمعون في
خيمة البعث والمقاومة الشعب العراقي من عرب وأكراد ومسيحيين ومسلمين سنة وشيعة وتحققون
ما عجزت تحقيقه قوى ما بعد الاحتلال؟.
المجاهد عزة إبراهيم
: حزب البعث العربي الاشتراكي كما يعلم الجميع منذ ولادته ووفق عقيدته ودستوره ومبادئه
كان ولا يزال وسيبقى إلى الأبد حزباً وطنياً وقومياً وإنسانيا ثورياً وديمقراطياً وشعبياً
اشتراكياً وتقدمياً، وقد جسد ذلك في فلسفته وبنائه التنظيمي على امتداد وطن الأمة وفي
دستوره فتح الانتماء لكل أبناء الأمة في وطنهم الكبير وفي المهجر والعربي في دستوره
هو كل من سكن الأرض العربية وتكلم لغة الأمة وامن بالانتساب إليها وامن بمبادئها في
التحرر والتوحد والتطور والتحضر أي في أهدافها في الوحدة والحرية وبناء المجتمع الاشتراكي
الديمقراطي الموحد، وهذه الأهداف تمثل النضح الطيب الطاهر من أهداف الرسالة العربية
الخالدة رسالة الإسلام الخالد الذي جاء ثورة شاملة وعميقة للأمة على التخلف والتمزق
والاستعباد فحقق للأمة وحدتها وحريتها وحرية شعبها، وحقق تقدمها وتطورها وحضارتها الخالدة.
إن امتنا العربية امة واحدة من المحيط الأطلسي إلى
الخليج العربي ذات رسالة متجددة وخالدة اب الدهر.
وفي العراق ومنذ اليوم الأول لبزوغ فجر الحزب فيه
كان ولا يزال إلى اليوم يضم في هيكله التنظيمي قيادة وقيادات وقواعد يضم جميع أبناء
العراق بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم وقومياتهم لا فرق بينهم إلا بما يقدم من أداء
وعطاء في مسيرة الحزب الكفاحية الجهادية علماً أن شعبنا إلى يوم الاحتلال البغيض لم
يكن يتعامل بهذه العناوين والألقاب ويعتبر حزبنا التعامل بها محرماً لأنه شعب كما هو
الشعب المصري شعب واحد منذ فجر التاريخ قد انصهرت هذه العناوين والأطياف في بوتقة الوطنية..
إن شعب العراق العظيم قد حقق انجازات تاريخية وحضارية
عظيمة بقيادة الحزب بعد ثورته المجيدة عام 1968 وعلى مدى خمسة وثلاثون عاما وخاصة بعد
تأميم النفط وتطوير واستثمار جميع ثرواتنا استثماراً وطنياً فجاءت بعده التنمية الانفجارية
فقامت المشاريع العملاقة في الصناعة والزراعة والخدمات.... وأؤكد لكم ولكل أبناء الأمة
اليوم وبعد أن فجر الغزاة الأسس التي كانت ترتكز عليها وحدة الشعب والوطن وفجر عوامل
تفتيتها وتقطيعها وفتح الأبواب لإيران الصفوية للإيغال بتأجيج الطائفية والعنصرية والمناطقية
فلا احد في العراق ولا في الأمة سيعيد لشعب العراق وحدته التاريخية الحضارية ويسحق
الطائفية وكل عوامل التقطيع والتفتيت غير شعب العراق نفسه وفي طليعته البعث وعقيدته
الوطنية القومية الإنسانية المؤمنة، وسنحقق هذا الهدف السامي بإذن الله وبقوته القوية
مع كل قوى الشعب الوطنية والقومية والإسلامية آجلا أم عاجلا... ولذلك قد رأيتم الغزاة
وحلفائهم وعملائهم في أول خطوة اتخذوها بعد دخولهم بغداد أصدروا قرارين كبيرين وخطيرين
استهدفوا بها وحدة الشعب العراقي ووطنيته وعروبته وإنسانيته وهما :
قرار اجتثاث البعث الصمام الأول لوحدة العراق وشعبه
ثم قرار حل الجيش الوطني الذي يمثل وحدة العراق وشعبه بكل معانيها ومراميها ويمثل صمام
الأمان لاستقلاله وحرية شعبه.. هكذا فعل الغزو والقوى التي جاء بها إلى العراق، فبعد
القرارين الجائرين بدئوا بتفكيك وتدمير كل ما يرمز إلى وحدة العراق وشعبه وحضارته وتاريخه
وتقدمه.. دمروا المشاريع العملاقة ودمروا التراث والمتاحف والآثار والمكتبات ودور الكتب
والمخطوطات وشجعوا الغوغاء من الناس على السلب والنهب والحرق والتدمير لكل معالم الحضارة
والتقدم التي أشادها البعث على مدى خمس وثلاثون عام من مسيرة ثورة 17 تموز عام
1968 المجيدة..
واعلم أيها الأخ لو لم يكن الحزب هو الجامع لأطياف
الشعب ومكوناته وحاضنها الأمين لما انطلقت المقاومة التي رأيتموها بتلك القوة والسرعة
المذهلتين ولما انتفض جيش القادسيتين والتحم مع الشعب في مسيرة الجهاد والتحرير التاريخية
التي ينضوي تحت لوائها العرب والأكراد والتركمان وكل الأقليات الأخرى والمسلمين والمسيحيين
والصابئة والايزيدييين وامتد فعلها من الفاو وأم قصر جنوباً إلى أعالي جبال كردستان
شمالا.حتى تحقق نصرهم التاريخي المجيد فهزمت تلك الجيوش الجرارة تجر أذيال الخيبة والخسران
ويقف اليوم حزبنا وقواتنا المسلحة وفصائلنا الجهادية في جبهة الجهاد والتحرير والخلاص
الوطني وفي كل فصائل وجيوش المقاومة الأخرى بالمرصاد لإيران الصفوية وعملائها الصفويون
يحرسون العراق العربي ووحدته ووحدة شعبه وان النصر على هؤلاء لات بإذن الله ويومئذ
يفرح المؤمنون بنصر ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن
أكثر الناس لا يعلمون.
● هل سينتقل الحراك
الشعبي في العراق إلى صراع مسلح؟ وهل سيكون للفصائل المنضوية تحت خيمة الجهاد والتحرير
والخلاص الوطني دور؟ وهل لديكم القدرة على تعبئة الجماهير من جديد؟.
المجاهد عزة إبراهيم
: إن البعث وفق عقيدته وفكره ومبادئه وفلسفته التنظيمية ووفق ما جاء في دستوره ونظامه
الداخلي فهو حزب الجماهير منذ ولادته وهو والجماهير حالة كفاحية جهادية واحدة لا تنفصم
أبدا، وان الجهاد كذلك هو هوية البعث وثقافته كما نؤكد دائماً لان تحرير الأمة من الاستعمار
ومن كل أشكال السيطرة والهيمنة وإقامة وحدتها الكبرى وبناء مستقبلها لا يتحقق إلا عبر
الجهاد الدائم وفي كل ميادين الصراع مع أعداء الأمة.. ولذلك فان البعث يمثل روح الجماهير
وتطلعها يمثل آمالها وآلامها وهو يتعلم منها ويعلمها وهو يلهمها وتلهمه وهو يناضل على
الدوام من اجل رفع أدائها وعطائها بما يناسب دورها الرسالي في الحياة، وان انتفاضة
الجماهير اليوم وجميع فصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية الداعمة لها بل الحارسة
لها أقول لا قيمة لأي انتفاضة جماهيرية أو حراك شعبي مدعوم بقوة السلاح أم غير مدعوم
بلا طلائع ثورية تعبئ وتقود وتصوب المسارات نحو الأهداف المرسومة.. واليوم عندنا بشكل
خاص في العراق وبسبب الاحتلال وبسبب الصراع الدموي معه ومع عملائه لا قيمة للانتفاضة
والحراك الجماهيري السلمي بدون قوة مسلحة تسند ظهر الانتفاضة وتدافع عن جماهيرها إذا
ما تطلب الأمر ذلك بقوة السلاح.. ولذلك نرى الانتفاضة تشرف على انتهاء شهرها الخامس
وهي تزداد عدداً وعدة وتزداد حماساً وإصرار على تحقيق أهدافها بإسقاط حكومة المالكي
الصفوية رغم كل المؤامرات التي تحاك لها فسيبقى البعث وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص
الوطني وكل فصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية تساند وتدعم هذه الانتفاضة
وتمدها بكل مقومات وعوامل الصمود والمطاولة والتصاعد حتى تستكمل ظروفها الموضوعية والذاتية
فتفجر ثورتها الشعبية العارمة لتسحق وتمحوا كل تركات وآثار الاحتلال وخاصة الوجود ألصفوي
الفارسي وحكومته الصفوية ومشروعهم البغيض فتقيم حكم الشعب ألتعددي الديمقراطي الوطني
الذي يضم كل أطياف الشعب ومكوناته الممثلة في فصائل الجهاد والمعارضة الوطنية فيكون
شعب العراق هو السيد المطلق في اختياره لنوع الحياة وشكلها ولقياداته وسلطاته ومنهجه
وبرامجه ولا مكان بعد اليوم للطائفية والعنصرية والمناطقية ولا مكان للحكم الشمولي
والإقصاء والاستئثار والانفراد.
● هل تلقيتم دعوات من الاحتلال للتفاوض من اجل خروجه
من مستنقع العراق ومقاومته بعد الضربات الموجعة التي تلقاها؟
المجاهد عزة إبراهيم
: الاحتلال جاء لاستهداف البعث وثورته المجيدة ومسيرته الثورية التقدمية الحضارية..
أي تجربته الوطنية القومية التقدمية الحضارية في العراق كما هي أهدافه المعلنة والتي
ظلل العالم كله في حملته الإعلامية والسياسية والمخابراتية من اجل تسويقها.. ونحن نعرف
انه كان يستهدف شعب العراق وعروبته العراق والأمة برمتها من خلال استهدافه للحزب وثورته
وتجربته الرائدة في العراق.. وهذا هو الذي حصل فعلاً..
عشر سنوات من الغزو
الجائر الظالم للعراق فالبعث والمقاومة قد وضعوا أسس وثوابت ومبادئ لجهادهم فلا يلتقي
ولا يتفاوض مع احد إلا على أساسها وهي :
1- الاعتراف بالمقاومة
الوطنية والقومية والإسلامية ومعها القوى الرافضة للاحتلال وجماهير الشعب أنها الممثل
الوحيد للعراق وشعبه وقد وضعت شروط للتفاوض منها الاعتراف بعدم شرعية الاحتلال والتعهد
بتقديم تعويض عن جميع الخسائر التي لحقت بالعراق المادية والمعنوية العامة والشخصية.
2- إيقاف المداهمات
والملاحقات.
3- إطلاق سراح
جميع المسجونين والموقوفين والأسرى.
4 - إعادة الجيش
والقوات المسلحة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال.
ولذلك لم نعول على أي دعوة للتفاوض بعد أن أوغلوا
في الإجرام حتى وصل شهداء العراق إلى مليوني شهيد منهم مئة وخمسون ألف شهيد من الحزب
فكنا كلما اتصلوا للتفاوض نضع أمامهم هذه الشروط لتنفيذها قبل كل شيء فحقق البعث والمقاومة
الوطنية والقومية والإسلامية الفتح المبين الأول بقرار الغزاة بانسحابهم إلى ما أسموه
بقواعدهم الآمنة في الثلاثين من حزيران عام 2009 ونفذ في الحادي والثلاثين من شهر آب
من العام ذاته.
وقد واصل البعث
والمقاومة والشعب العظيم بفصائله وجيوشه وقواته المسلحة الباسلة فاحرقوا قواعد الغزاة
على رؤوسهم حتى تحقق يوم الفتح العظيم في الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول عام
2011م الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي اوباما بخطابه عزمهم على الانسحاب من العراق وتم
ذلك الانسحاب بحمد الله ونصره لعباده المؤمنين المجاهدين بهروب آخر جندي غازي محتل
في الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول عام 2011..فهذا هو الانتصار التاريخي لشعب
العراق العظيم وبعثه ومقاومته... وسيبقى شعب العراق العظيم وبعثه ومقاومته يواصلون
مسيرة الجهاد الظافرة حتى طرد كل ذيول الاحتلال وعملائه وحلفائه وعلى رأسهم إيران الصفوية
وعملائها وأذنابها بإذن الله القوي العزيز.
● شاهدنا
تدريبات الفصائل التي تقودونها ومصانع الذخيرة وتواجدكم في عدة أماكن حساسة مثل كربلاء
والكاظمية والكوت.. كيف تفسر لنا هذا وانتم مطلوبون ومطاردون من قبل حكومة الاحتلال؟.
المجاهد عزة إبراهيم
: ارجوا أن يعلم شعبنا العربي اولاً والخيرون منه بشكل خاص أحزاب ومنظمات وتيارات وشخصيات
بان شعب العراق الأبي يتصف رجاله بالشجاعة والشهامة والنخوة، وان أكثر من تسعين بالمائة
من هذا الجيل رضع من حليب البعث خلال الخمس وثلاثون عام من حكمه ومسيرة ثورته المجيدة
وتربى على مبادئ العروبة وقيمها ومثلها..
لقد رباهم البعث على حب الوطن والأمة والتاريخ وحب
الأرض وما عليها، رباهم على مبادئ الرجولة وقيمها قيم الشجاعة والبطولة والتضحية والفداء،
قيم النخوة قيم الحرية والتحرر قيم الوفاء قيم الصدق والإخلاص للوطن وللأمة ورسالتها
أعدهم لمنازلة أعداء الأمة في معارك الدفاع عن أرضها ومقدساتها، وقد قاتل هذا الشعب
العظيم على امتداد الخمس والثلاثون عاماً حلف الامبريالية والصهيونية والصفوية الفارسية
بمختلف الصيغ والأشكال..
هكذا أيها الأخ اعددنا شعبنا فهو منذ اليوم الأول
كان الحاضنة الأمينة والقوية لحزبنا وجهادنا، وهو الذي أمدنا بكل أسباب وعوامل القوة
المادية والمعنوية التي مكنتنا من تحطيم قوى الغزو وطردها، فهو بحرنا المحيط الذي نسبح
فيه ونستخرج منه الدرر والجواهر فأينما نذهب يضعوننا في سويداء قلوبهم ويقدموا لنا
أموالهم وأبنائهم ومساكنهم وكل ما يملكون لكي تمضي مسيرة التحرير المجيدة نحو تحقيق
أهدافها..
هذا هو الشعب المجيد الذي احتضننا وقدم مليوني شهيد
من رجاله لكي ينتصر العراق ولكي تنتصر المقاومة ولكي ينتصر البعث... ألف تحية أقدمها
باسم البعث وباسم المقاومة لشعب العراق إلى رجاله الشجعان والى نسائه الماجدات المجاهدات
إلى شبابه القائد المجاهد.. هذا هو السر الذي به انتصرنا، وهذا هو السر الذي به اليوم
نقاتل أعداء العراق والأمة وعملائهم وأذنابهم وسننتصر بإذن الله ونطرد هؤلاء العملاء
والجواسيس والأذناب ومن يقف خلفهم وخاصة إيران الصفوية وحتى يعود العراق إلى أمته والى
دوره الطليعي في مسيرة الأمة نحو تحررها وتحريرها ونحو وحدتها وبناء مستقبل أجيالها.
● كيف تفسرون الوجود الإيراني في العراق؟ وهل يعتبر
تهديداً للأمن القومي العربي؟ وإذا ما عاد العراق إلى سابق عهده هل سيجنب العرب ودول
الخليج خطر إيران؟
المجاهد عزة إبراهيم
: أيها الأخ.. انك تعلم والأمة كلها تعلم اليوم أن الذي غزى العراق هي قوى التحالف
الامبريالي الصهيوني الفارسي ألصفوي هذا الحلف الثلاثي الشرير.. كان هدفهم الحقيقي
ولا زال هو تدمير قاعدة التحرر والتقدم الوحيدة في الأمة التي أصبحت مناراً يضيء الطريق
لمسيرة الأمة في كفاحها التحرري الوحدوي التقدمي،وأصبح يستهوي كل شعوب العالم الثالث
المتطلعة إلى التحرر والاستقلال والبناء والتقدم.. وكان هدفهم ولا يزال هو تدمير السد
العظيم الذي كان يقف شامخاً أمام الغزاة على مر تاريخ الأمة الطويل وهو الذي تصدى لآخر
غزو فارسي صفوي للأمة وحطم أول شعار رفعه الخميني وثورته الهوجاء هو الذهاب إلى مكة
عن طريق كربلاء والنجف والذهاب إلى إسرائيل عن طريق بغداد.
لقد كان الغزو ألصفوي الفارسي للعراق اخطر بكثير
من الغزو الامبريالي الاستعماري لو انه حقق أهدافه واجتاح العراق لا سمح الله، ولكن
العراق بقيادته وجيشه العظيم وشعبه المجيد وبمساندة الأمة الواسعة وعلى الصعيدين الرسمي
والشعبي قد حطم ذلك الغزو ألصفوي.. هكذا التقت أهداف إيران الصفوية الستراتيجية والعقائدية
مع الأهداف الستراتيجية الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية لإنهاء أي أمل فيه
لنهوض الأمة وينتفض شعبها لتحقيق أهدافها الكبرى في التحرر والتوحد والتقدم والتحضر..
ولذلك قد رأيتم
عندما انتصر شعب العراق ومقاومته الباسلة على قوى الغزو والعدوان كيف سلمت أمريكا العراق
إلى إيران قبل هروبها حيث أعطته إلى زمره من عملائها وأذنابها لكي يستمر القتل والتشريد
والتدمير للعراق وشعبه ولكي تأخذ إيران حريتها في التمدد ألصفوي في الأمة لمزيد من
إضعافها وشرذمتها وإذلالها وخاصة في الخليج العربي وفي مناطق أخرى من الوطن مثل سوريا
ولبنان واليمن ونساءل الله العلي القدير أن يحمي مصر العروبة من أن تدنس أرضها وتاريخها
وهوائها ومائها بقذارة الفرس الصفويين.
أؤكد إني اقصد الصفويين أعداء العراق والأمة ولا
اقصد الفرس الذين يحترمون الأمة ويدينون لشعبها في إيصال الرسالة الخالدة إلى بلادهم
فأنقذتهم من ظلمات عباده النار والأوثان إلى عبادة رب العباد.. المطلوب اليوم من الأمة
وعلى المستويين الرسمي والشعبي وقفه تاريخية كالتي وقفت مع العراق أبان الغزو الفارسي
لتحشيد كل طاقاتها المادية والمعنوية مع شعب العراق ومقاومته الباسلة كما فعلت في الثمانينات
لسحق الوجود ألصفوي في العراق قبل أن يستفحل وينفلت فلا تنفع يومئذ لومة لائم ولا أسف
متأسف فيجتاح الأمة من مشرقها إلى مغربها فلا طريق للخلاص إلا بالوقوف صفاً واحداً
وبقوة إلى جانب شعب العراق ومقاومته وقواه الوطنية والقومية والإسلامية.
● كيف تقيمون الأوضاع في الوطن العربي ومن المستفيد
من حمامات الدم التي نراها هنا وهناك؟
المجاهد عزة إبراهيم
: ارجوا أن يعلم أحرار العراق اولاً ومقاومته الباسلة التي ركعت القطب الأوحد في عالم
اليوم المنفلت الطاغي والمتجبر وحطمت قوته القوية قواته المسلحة واقتصاده شرياني الحياة
لأمريكا الامبريالية الاستعمارية المتجبرة المتغطرسة ووضعتها في حال من الضعف والوهن
والتقهقر لا تحسد عليه..
ارجوا أن يعلم هؤلاء الرجال الأبطال في شعب العراق
وفي بعث العراق وفي مقاومته الوطنية والقومية والإسلامية أن ما حصل في وطننا الكبير
من انتفاضات وثورات شعبية في تونس ومصر واليمن وسوريا هو بفعل الحافز الذي أفرزته مقاومة
شعب العراق وثورته بوجه الغزاة الطغاة البغاة فكسر حاجز الخوف وجداره الذي بنته أجهزة
القمع الدكتاتورية العميلة في وطننا الكبير، فالثورة أو الانتفاضة بوجه حسني مبارك
أو ابن علي أو النظام ألصفوي في سوريا هو أسهل بكثير من الانتصار على الامبريالية وحلفها
الدولي الشرير فهب شعبنا العربي في مصر العروبة وفي تونس وفي سوريا وستتسع ثورته لتشمل
الوطن الكبير من مشرقه إلى مغربه مستمداً الإيمان والهمة والتضحية من الذي أداه العراقيون
لانتصارهم وتحريرهم بلدهم..
مليوني شهيد قدم شعب العراق منهم مئة وخمسون ألف
شهيد قدمهم حزب البعث العربي الاشتراكي وكما ذكرت آنفا نقيمها إنها انتفاضة شعبية عارمة
عبرت فيها جماهير الأمة عن وجودها وعن حقها في الوجود وحقها في الحرية والتطور والتقدم
حقها في تحرير الوطن وبناء المستقبل ولكن مع الأسف لم تحقق أهدافها إلى اليوم.. اقصد
أهدافها في التحرير والتحرر والاستقلال والبناء وتحقيق العدالة الاجتماعية والحياة
الكريمة التي تليق بالأمة وشعبها.. وذلك بسبب اولاً غياب القيادات الثورية الواعية
الراشدة ذات الخبرة والتجربة ثم تدخل القوى الأجنبية الامبريالية والاستعمار والصهيونية
والصفوية الفارسية المتربصة بأمتنا وشعبها فاحتوتها وكادت تقزمها بل قزمت بعضها حتى
حصل تراجع لبعضها بدل التقدم الدائم والمتصاعد... وإننا نحذر إخواننا وأشقائنا ورفاقنا
في الانتفاضة العربية أن لا يمدوا يداً للقوى الاستعمارية المعادية للأمة وتاريخها
وتطلعها مهما جار عليها الجائرون من حكام خونة وعملاء كما يحصل اليوم في سوريا الشقيقة
من قتل وتدمير وتخريب وتهجير وتشريد، وان يكون الاعتماد على الله القوي العزيز اولاً
ثم على جماهير الأمة وشعبها الأبي صانع التاريخ وباني الحضارات الإنسانية.
مرة أخرى احيي الأعلام المصري صاحب التاريخ العريق
والباع الطويل في الدفاع عن الأمة ومصالحها الحيوية وبشكل خاص جريدتي الجمهورية والأهرام...
وأشكركم آملين أن تتواصلوا مع مسيرتنا الجهادية حتى تحرير العراق وإعادته إلى حضن أمته
كما كان طليعة لمسيرتها..
تحياتي من خلالكم مرة أخرى لشعب مصر الكنانة
ونسال الله وندعوه أن يجنب مصر وشعبها كل سوء ومكروه وما يحاك لها من دسائس ومؤامرات.
جريدة الجمهورية
القاهرية 24/5/2013