هذا الأديب الصامت الساهي المتباعد عن الضجة والنقاشات والحوارات يكتنز إبداعاً فريدا في عالم التراجيدي تجلى في روايته المعنونة (ظمأ السنابل) والتي صدرت عن دار اليازوري للنشر والتوزيع عام 2007، وفي 143 صفحة من القطع المتوسط وعلى ورق أبيض مصقول جميل، ويبدو لي من اختيار نوعية الورق لهذه الرواية، لقناعة في نفسه بأنها رواية فريدة في دنيا لأدب العربي المأساوي.
فالحكاية تبرز لنا عالم عائلة كتب عليها ان تعيش مآسي مضاعفة ومتلاحقة ومتوالدة، مثل شجرة الصبار العلقم، لا تنتج إلا صباراً مراً، او إن كل غصن عليها ينتج غصناً بأشواك أشد اذى والماً من غصن امه او غصن ابيه، فمن الجد تبدأ الحكاية وتنتقل للإبن، ثم للبنت ثم لآبن البنت وابن البنت، وكل قصة تنبع من القصة السابقة، وهنا أعيد ما سبق وقلته في مقال سابق عن كتابة إبراهيم فقيه، فهو أديب متخصص في توالد الحكاية من الحكاية التي قبلها، تماماً، وكأنه يشبه ملقن شهرزاد حين كانت تلهي شهريارعن قتلها باختراع قصة جديدة كل ليلة حتى يغفو وينام.
ولم تكن شهر زاد تعرف كل تلك الحكايات والمفاجآت والقصص، ولكنها بذكائها وظفت أناساً يأتون لها بقصص العجائب من الفيافي والقفار ومختلف الأمصار، كيف لا وهي ابنة وزير المالك السابق المسجون، لأنه عارض شهريار في فكرته قتل اي امرأة يتزوجها بعد اول ليلة من زفافها إليه، وانتهت الفتيات الجميلات في عاصمة شهريار، أو صرن يهربن لبلاد المسلمين في الأقطار المجاورة، هذا الرأي قرأته في رواية (غازلة الظل) للكاتبة الأمريكية سوزان
فليتشر، وتدور الرواية حول قصص شهرزاد وإظهار قدرتها العجيبة على النجاة من القتل وهي المرأة ساحرة الجمال، وهي التي تقدمت بنفسها للزواج من الملك لتخلص المدينة من شروره وظلمه للمرأة.
وتحققت تلك المعجزة بألف قصة وقصة حتى أنجبت البنين والبنات للملك واضطرته للإقلاع كليا عن قتل النساء اللاتي يتزوجهن بعد أول ليلة، وبفضل ذكاء شهرزاد ومواظبتها على البحث عن قصة مثيرة جديدة، مقتنعة بأن شهريار ما هو إلا طفل في ثياب ملك، وبالمثل في رواية إبراهيم عوض الله (ظمأ السنابل) استطاعت امرأة الأب أن تستوعب هذا الإنسان الطفل الذي هو في ثياب رجل متمرد ظالم لا يعرف للقسوة حدود إلا بالموت وتغييب من يكرهه، وخاصة فلذات كبده أولاده وبناته، لأنهم ولدوا من امرأة اولى لم تستطع تحمل ظلمه وقهره وقسوته، فكرهت الحياة معه، وأقدمت علىأمور تغضبه حتى يطلقها، ويتقمص شخصية شهريار، أما زوجته الثانية، فقد حاولت أن تقوم بدور شهرزاد، أي أن تشغله عنها وعناولادها، لكنها لم تكن بطيبة شهرزاد، فشهرزاد تطوعت لتطويع شهريار وثنيه عن فعل الشرور، نجحت هذه الزوجة الثانية في ثنيه عن ظلم زوجته وأولادهما فقط، لكنها عرفت نفسيته الشريرة، فإما إن تكون تعلمت منه ميوله، او كانت شريرة هي الأخرى في الأصل، فطبقت المثل القائل (وافق شن طبقة).
إن قدرة الكاتب ابراهيم فقيه على تصوير التراجيدي بشكل منفر مرعب ومثير، لهي قدرة لم أواجه مثلها من قبل، وكاتب هذه السطرالعجوز، كان يقشعر خوفاً وحزناً والماً ونفوراً من تفاصيل الظلم الذي تصورة مواقف وقصص هذه الرواية، فإبراهيم فقيه يستحق بحقأن يكون رائد الرواية التراجيدية في الأدب العربي، ولم يسبق أن قرأت حكايات كمثل تشخيص وتصورات بطل الرواية الرئيس وهو
اب لأسرة عاشت في الأغوار اولاً، ثم انتقلت إلى عمان فإلى دولة بترولية، فمن قمته على زوجته الأولى التي فضلت غذاب الطلاق كي تبتعد عنه، ينتقل الغضب والنقمة والتعذيب إلى أبنائها وبناتها، وبالتالي والنتيجة يخسر كل ما وفره وما خطط له هو نفسه، فيقع في نتائح أخطائه وظلمه لأبنائه وبناته ويعود إلى عمان مطرودا من الدولة البتولية، فيلجأ هو وزوجدته الحاقدة مثله، والتي زادت من
استعار نار غضبه وحقده على ابنائه، عادت لتحتاج من ظلمتهم وحرمتهم نعمة الاستقرار لمجرد العيش كغيرهم من الأبناء، ومع هذا يطل بصيص أمل وشمعة تلوح في آخر النفق، فيدرك ابن الرجل الظالم لأولاده من المرأة الحاقدة اللئيمة مقدر ظلم ابيه وامه لإخوانه وأخواته من ام أخرى.
بعد عامين من سقوط طغاة العرب على إثر انتفاضات شعبية جامحة، يقف المرء على أطلال تلك الثورات، فلا يكاد يرى شيئا تغير، اللهم إلا اللافتات خلف مكاتب المسئولين، وأعداد الفقراء والجوعى والمشردين، وبعض الهتافات والاعتصامات والإضرابات. فإعلام ما بعد الثورة يحمل نفس الوجوه الكالحة، ومنظرو الربيع هم أنفسهم حاشية المخلوعين، والثروة المنهوبة لم تعد، والأمن غائب، والفقراء يزدادون جوعا، ورصيفنا يزداد ضيقا لتزايد أعداد المحشورين فوق بلاطه البارد، وأنفاس القادمين من جب التاريخ إلى ملك مصر أكثر دعة من نسائم الصيف الناعمة تحت ظلال الصفصاف. ولأن الثورة فعل متمرد لا يكتفي بكسر سيقان الفساد، وإنما يعمد إلى اجتثاث جذوره، يحق للمرء أن يتساءل: هل كان ثمة ثورة في بلادنا، أم أنه كان حلما شاعريا في ليلة صيف مقمرة؟
قطعا لم يحرق الثوار أنفسهم ولم تغامر الشعوب المقهورة بما تبقى فوق موائدها من فتات كي يتغير محافظ هنا أو وزير هناك. ولم تخرج الملايين غاضبة لنقص سولار أو رداءة خبز أو ضعف في الرواتب يوم خرجت، فلطالما استمرأت شعوبنا كل ذلك، واعتادت عليه حتى حسبته قدرا يستحيل الفكاك منه، ولا ينبغي التمرد عليه. وكان للخطاب الديني أعظم الأثر في استكانة الشعوب وتحملها من المهانة ما لا يحتمل. ولأنهم تعلموا أن الخروج على الحاكم حرام وقتاله كفر، ظل الناس يسيرون بظهور محدبة وأعين معصوبة ليمارسوا طقوس التقزم واللامبالاة في بلاد يفترض أن تكون لهم. فكل من يتزوج الأم يصير عما وكل صاحب حاجة سيد وإن كان ذا عواء.
أكاد أجزم أن مخطط الثورات في شرقنا المستكين لم يكن لينجح بهذه القوة ويغزو بلادنا من أقصاها إلى أقصاها إلا لغياب العدل، وإحساس المواطنين بالقهر والذل والمهانة. صحيح أن المتظاهرين في بلادنا الطيبة قد جعلوا العيش أول المطالب، وقدموه على الحرية والعدالة، إلا أنني أستطيع أن أوكد أن إحساس الناس في بلادي بالقهر والظلم والضآلة كان أعظم الدوافع وراء خروجهم للميادين الكبرى في العواصم الباغية. فقد كان الناس يعملون كآلات ويعاملون كأنعام، ويخلعون كرامتهم عند كل باب مصلحة حكومية دون أن يروا في ذلك بأسا. وحين خرج الناس في بلادي يوم الزحف على قصر الفرعون، ألقوا أمام قصره نير الخنوع والمهانة وأعلنوا عن تمردهم على تاجه وصولجانه، وجربوا أصواتهم التي كادوا ينسونها في زحمة همومهم المعاشية الطاحنة.
لكن الثورة رغم كل هذا الغضب لم يكتب لها النجاح، ولم تحقق من أهدافها ما يستأهل الوقوف عنده، وتحولت شيئا فشيئا من فعل متمرد إلى حركة إصلاح مجتمعي تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية ورغيف الخبز وبعض السلع التموينية. ولم ير حكام ما بعد الثورات غضاضة في مد أياديهم إلى رموز النظام السابق ليتسولوا قوت الشعب من سارقيه ويساوموهم على حريتهم بعد أن فشلوا في إجبارهم أو إجبار الدول الحاضنة لأموالهم على إعادة الأموال المنهوبة إلى مسقط صكها. والسبب في فشل الثورة عندنا لا يُسأل عنه فصيل دون فصيل، فالكل في هم السقوط مشارك، وإن اختلفت المقادير.
مارست فصائل الثورة جميعها زنا المحارم علنا، وخلعت مبادأها الثورية عند أول اختبار وتحت ذرائع شتى، فقام الحزب الحاكم بإقصاء المعارضبن والتنكر لوعوده الثورية بأن الجميع شركاء في الوطن، وكادت الأحزاب الخاسرة للحزب المهيمن، ولم تر غضاضة في التوسل برموز النظام القديم لإسقاط النظام الجديد. وبدأت الأموال المهربة تعود إلى مهاد الثورة في صورة بلطجة وأعمال عنف واعتصامات وإضرابات، حتى اختلط حابل الثورة بنابل الفساد وأصبح الناس لا يفرقون بين الثوري والبلطجي في ميادين الفتن إلا بعد اختبار ثقة.
وهكذا سقطت الثورة في أول اختبار عملي على أرض واقعنا البليد، مما دفع الناس إلى المطالبة بعودة النظام القديم أملا في عودة الأمن إلى شوارعنا المستباحة، وعادت إلى الحناجر انكساراتها القديمة، وعادت التقوسات تظهر في عمود ثورتنا الفقري، وأوشكت ريمة أن تعود لخيبتها القديمة. ونجحت الدولة العميقة في تشتيت الثوار بعد أن جعلت بأسهم بينهم، وتفرغ رجال الأعمال الفارين لمفاوضات اختيارية مع حكومة لم تستح من استقبالهم في صالة كبار الزوار.
وبدأ النظام الجديد يمارس نفس الطقوس القديمة في الهيمنة والبطش متذرعا بالانفلات الأمني ، وتحول القضاء إلى أداة سياسية في لعبة التوازنات، وتفرق الثوار بين تاجر وآخر ممن يجيدون رص أدواتهم المطلية بدماء الثوار أمام حاناتهم الكاسدة. وظل المواطن البسيط نهبا للدعاية والدعاية المضادة دون أن يكون له في حرب العصابات الجارية ناقة ولا حبل، لكنه اليوم لم يعد يرفع رأسه عاليا كما طالبه الثوار ذات صهيل لأن الثورة علمته أن العيش هو الخبز وأنه أسمى المطالب.
في الأسبوع الماضي تناقلت وكالات الأنباء العالمية تقريرا علميا أمريكيا ذكر أن المهاجرين الإنجليز الأول الذين قدموا إلى أمريكا أوائل القرن السابع عشر«اضطروا» لأكل لحوم البشر، بعدما تعرضوا لمجاعة أودت بحياة 80٪ منهم.
وذكر التقرير أن الباحثين في معهد سميثونيان تيقنوا من ذلك، حين عثروا في مستعمرة قديمة على بقايا عظام لفتاة في الرابعة عشر من عمرها، وحين قاموا بتحليلها باستخدام التقنية الحديثة وجدوا أن أولئك المهاجرين قاموا بتكسير جمجمة الفتاة للحصول على المخ، والتهام لحم الوجه والرقبة، وعقب انتهاء البحث بدأ عرض وجهها بعد إعادة تكوينه في متحف التاريخ الطبيعي بواشنطن، أما ما تبقى من هيكلها العظمي فقد تقرر عرضه في موقع اكتشافه ببلدة جيمس تاون في ولاية فرجينيا.
أصل القصة التي تناقلتها وكالات الأنباء أن أول مجموعة من المهاجرين الإنجليز ضمت 104 أشخاص،
وأنهم ذهبوا إلى أمريكا عام 1607 وأسسوا هناك بلدة جيمس تاون.
إلا أن أعدادهم ظلت تتناقص بمضي الوقت، بحيث لم يبق منهم على قيد الحياة بعد الأشهر التسعة الأولى لهم في العالم الجديد سوى 38 شخصا.
وحين جاء الشتاء الرهيب وهدد البقية الباقية منهم فإن ذلك اضطرهم إلى أكل لحم الفتاة، لكى يبقوا على قيد الحياة.
تذكرت أنني طالعت القصة ذاتها في وقت سابق ولكن برواية أخرى فعدت إلى كتاب الباحث السوري المقيم في الولايات المتحدة منير العكش، الذي صدر قبل 4 سنوات(عام 2009) تحت عنوان (أمريكا والإبادات الثقافية)له كتاب آخر مهم سبق أن أصدره تحت عنوان (أمريكا والإبادات الجماعية)،عندئذ وجدته خصص فصلا للموضوع في الكتاب الأول بعنوان «من يأكل لحم البشر» ــولاحظت أنه استهله بعبارتين تقول إحداهماإن«القضاة (الإنجليز) في القريب العاجل سيقررون أكل لحوم البشر ويجعلونه بديلا طبيعيا لدفن الموتى»ــ وهي منسوبة لوزير الداخلية البريطاني وليم هاركورت الذي شغل منصبه بين عامي 1880 و1885.
العبارة الثانية تقول إن الاعتقاد السائد لدى الإنجليز أن أكل لحم الرجل الأسود يقوي الحياه ويطيل العمر.
وقد قالها أجانانت أوبيسيكير أبرز علماء الأنثروبولوجيا المعاصرين وأستاذ المادة بجامعة برينستون الأمريكية.
روى الكاتب انه شهد الاحتفال بالذكرى المئوية الرابعة لتأسيس أول مستعمرة إنجليزية أقامها المهاجرون وأطلقوا عليها اسم جيمس تاون تخليدا لملكهم جيمس الأول.
وكانت المنطقة التي استقروا فيها جزءا من إمبراطورية كبيرة للهنود الحمر حملت اسم فيدرالية بوهاتن، التي سكنها 30 شعبا أبادهم المهاجرون عن بكرة أبيهم ولم يبق منهم بعد أقل من قرن أكثر من 600 إنسان.
وقد تحدثت مراجع عدة أثبتها الباحث عن أن المجاعة حين حلت بالمهاجرين فإنهم لجؤوا إلى أكل جثث الهنود الذين استضافوهم ورحبوا بهم في البداية.
إذ كانوا يقتلونهم، كما كانوا يغيرون على قبورهم في الليل لينبشوها ويسرقوها ويأكلوا جثثها الطازجة.
ثم إنهم راحوا يأكلون جثث موتاهم البيض، حتى إن واحدا منهم ذبح زوجته وأكل لحمها باستثناء الرأس.
وقد أشارت بعض الدراسات التاريخية الأمريكية إلى مثل تلك الجرائم، فنشرت جامعة إنديانا كتابا لاثنين من المؤرخين تحت عنوان«قاتل هنود الكرو: ملحمة جونستون أكال الكبد».
وذكر المؤلفان أن الرجل أمضى أكثر من عشرين سنة يقتل هنودا من شعب الكرو، ويسلخهم ويأكل أكبادهم.
ووثقا أكثر من 300 حالة قتل ارتكبها صاحبنا ليرضي شغفه بأكل الأكباد.
تحدث الكتاب أيضا عن أن البريطانيين كانوا مهووسين بأكل لحوم البشر في العصور الوسطى، إلا أنهم ألصقوا التهمة ذاتها بالشعوب التي وفدوا عليها واتهموها بالهمجية.
وهو ما حدث لسكان أمريكا وأستراليا الأصليين بل إن التهمة وجهت أيضا إلى الأيرلنديين.
الفكرة ذاتها وثقها كتاب آخر أصدرته جامعة شيكاغو في كتاب صدر باسم «أكل لحوم البشر والقانون العرفي»،خلص إلى أن أكل لحوم البشر كان شائعا لدى الإنجليز في القرن السابع عشر.
لكنه تطور وتعزز مع اتساع رقعة التجارة البريطانية ومع الزحف الاستعماري إلى كل قارات الأرض.
أهم ما أثبته كتاب منير العكش في هذه المسألة ان أكل لحوم البشر كان عرفا مستقرا لدى البريطانيين في تلك المرحلة من التاريخ،وهو انطباع يخالف ما أعلنه العلماء الأمريكيون مؤخرا.
الذين أكدوا أن ذلك كان سلوكا استثنائيا أملته الضرورات(التي تبيح المحظورات).
وهو ما يعد نموذجا للتحيز المعرفي الذي يعلي من شأن الجنس الأبيض، وينسب الهمجية والوحشية إلى الشعوب الضعيفة الأخرى.
وقد شاء ربك أن يكشف بعض المؤرخين الحقيقة قبل أن يلجأ علماء الأجناس إلى طمسها وتزييفها.
في ندوة بمركز يافا .. د. موسى أبو مرزوق : لن تتخلى حماس عن سلاح المقاومة ونحن لسنا طرفاً فى الخلافات الداخلية للثورات العربية ونطلب من الجميع دعمنا بعيداً عن الحسابات السياسية
* د. رفعت سيد أحمد: ندعو كافة القوى الإسلامية والوطنية فى مصر وبلاد الربيع العربى ألا تحمل المقاومة الفلسطينية أعباء الصراعات الداخلية على سلطة ما بعد الثورات
* عبد القادر ياسين : فى ذكرى النكبة مطلوب أن نعيد للمقاومة المسلحة دورها وزخمها من جديد !
* د. عبد العزيز الشقاقى : المصالحة الفلسطينية على أساس المقاومة ضرورة عاجلة يطلبها الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال
***
دعماً للمقاومة فى فلسطين ورفضاً للمؤامرات الأمريكية ضد الثورات العربية وإحياء لدروس ذكرى النكبة الفلسطينية عقد مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة ندوة سياسية واستراتيجية موسعة مساء السبت 18/5/2013 تحت عنوان (فى الذكرى الـ 65 للنكبة : كيف نعيد فلسطين إلى قلب الثورات العربية تحدث فيها عدداً من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية والمناضلين الفلسطينيين منهم (د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس – الشيخ ماهر خضر من علماء فلسطين – د. عبد العزيز الشقاقى (شقيق الشهيد د.فتحى الشقاقى) ومنسق العلاقات الدولية فى هيئة الوفاق الفلسطينية – أ. عبد القادر ياسين المؤرخ والمناضل الفلسطينى المعروف – أبو محمد وليد مدير مركز باحث الفلسطينى – د.عبدالكريم شيبر أستاذ القانون الدولى فى غزة – وممثلى حركة الإخوان المسلمين والتيار السلفى والتيارات القومية واليسارية فى مصر . أدار الحوار د. رفعت سيد أحمد .
تناولت المداخلات والمحاضرات أبعاد النكبة ودروسها وكيفية الخروج منها اليوم فى أجواء الخلافات والأزمات العربية الطاحنة وفى مقدمتها الأزمة السورية ، وأكد د. رفعت سيد أحمد على أهمية أن يعمل كافة القوى الوطنية والإسلامية فى مصر على عدم تحميل المقاومة فى فلسطين ولبنان وكافة البلاد العربية أعباء مشكلات الصراع الداخلى ، ودعى إلى عدم شيطنة الشعب الفلسطينى ودق الأسافين بينه وبين الشعب المصرى على خلفية انتماء حماس إلى حركة الإخوان التى تكرهها أو تخالفها فى الرأى والمواقف العديد من القوى المصرية السياسية .. إن الخلاف الداخلى لا ينبغى أن نحمله لقوى المقاومة وألا نجعلها طرفاً فيه ، وعلى ذات المعنى أكد فاروق العشرى أمين التيار الوحدى الناصرى ، فى حين أكد د.موسى أبو مرزوق فى محاضرته المطولة على أن حماس رغم الصعوبات فإنها لن تتخلى عن سلاح المقاومة ، وعن الأزمة السورية اعترف بأن الشعب والدولة السورية لهما الفضل الأكبر على حركة فى المقاومة وفى احتضانها لسنوات طوال وأن ما دفعنا لمغادرة دمشق هو رغبتنا فى أن نكون على الحياد فى هذه الأزمة التى نرجو أن تخرج منها سوريا بالحل السياسى الذى يحقن الدماء ، وفى ذات السياق دعى أحمد الدبش – المحامى والمناضل الفلسطينى – إلى ضرورة توحيد قوى المقاومة المسلحة ضد المؤامرة على فلسطين وسوريا وأن المصالحة الحقيقية تكون بين المقاومين وليس بين دعاة أوسلو ودعاة المقاومة ، وطالب عبد القادر ياسين المؤرخ والمناضل الفلسطينى المعروف إلى ضرورة إعادة الاعتبار – فى ذكرى النكبة – إلى خيار المقاومة المسلحة . أما د. عبد العزيز الشقاقى نطالب بالمصالحة الوطنية على أساس المقاومة وطالب د. عبد الكريم شيبر أستاذ القانون الدولى فى فلسطين برفض المبادرة القطرية لتبادل الأراضى بين الفلسطينيين وإسرائيل ، وأكد أن المطلوب من الشعوب العربية فى ذكرى النكبة الزحف إلى الحدود مع فلسطين دون دخوله وأن مجرد حدوث ذلك فإن كثير من موازين القوى ستتغير داخل إسرائيل وفى قلب واشنطن ، ثم تحدث ممثلى القوى الإسلامية والوطنية المصرية مطالبين الثوار يقدر لها الاستمرار إلا بوضعها لفلسطين ولخيار المقاومة فى بؤرة اهتمامها وقمة أولوياتها ، بل إن المطالب السياسية والاقتصادية الداخلية لن يقدر لها أن تتحقق دونما موقف واضح من فلسطين وضد المؤامرة الأمريكية / الغربية عليها وعلى سوريا وباقى بلادنا العربية ، هذا وسوف ينشر لاحقاً تفاصيل الندوة التى استمرت زهاء أربع ساعات من الحوار الفكرى والسياسى الراقى .
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر الأحد النقاب عن أن ميزانية الدولة العبرية للعامين القادمين تشمل بندًا جاء فيه أن إسرائيل أقامت قبل سنة ونصف السنة ممثلية دبلوماسية في إحدى الدول الخليجية، مشددةً على أن البند المذكور موجود في الميزانية التي تقترحها وزارة المالية الإسرائيلية.
وقال مراسل الشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد، إن الوزارة حرصت على عدم ذكر اسم الدولة الخليجية، في ما عقبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على النبأ بالقول إننا لا نُريد التعقيب بسبب حساسية الموضوع، كما جاء في الصحيفة.
وبحسب الوثيقة، فإنه بين الأعوام 2010 وحتى 2012 أقامت إسرائيل 11 ممثلية مختلفة في دول العالم، وفي الصفحة رقم 213 الذي يظهر أيضًا على موقع الإنترنت التابع لوزارة المالية جاء أن الممثليات المذكورة أقيمت في إحدى دول الخليج، دون ذكر اسم الدولة، مع أن باقي الممثليات الجديدة تم ذكر اسمها.
وتابعت الصحيفة قائلةً إن عاقات الدولة العبرية مع دول الخليج هي قضية حساسة للغاية، لافتةً إلى أن سفير إسرائيل في ألمانيا، يعقوف هداس، كتب ونشر مقالاً على موقع مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي جاء فيه أن للدولة العبرية ولدول الخليج توجد مصالح مشتركة، إن كان ذلك في المجال الاقتصادي أو المجال السياسي، على حد تعبيره.
وتابعت الصحيفة قائلةً إن الدبلوماسي "هداس"، الذي شغل منصب مدير ممثلية إسرائيل في العاصمة القطرية، الدوحة بين الأعوام 2002-2003، وبعد ذلك تسلم منصب مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية قال أيضًا إنه إذا كانت العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين في وضع سيء فإنه من غير الممكن أنْ تكون لإسرائيل علاقات علنية مع دول الخليج العربي، وتحديدا إقامة ممثليات، ولكنه استدرك قائلاً إن الوضع ديناميكي ومُتغير، على حد وصف.
وأضافت الصحيفة قائلةً إن إسرائيل تُقيم علاقات سرية مع الإمارات العربية المتحدة، لافتة إلى أنه في برقية لوزارة الخارجية الأمريكية في مارس من العام 2009، والتي قام بتسريبها ونشرها موقع (ويكيليكس) يتحدث السفير هداس لعدد من الدبلوماسيين الأمريكيين الكبار بأن وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد طور علاقات شخصية وثيقة ووطيدة جدا مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، تسيبي ليفني، ولكن بلاده ليست على استعداد لأنْ يُعلن عن المحادثات السرية وعن فحواها.
كما قال الدبلوماسي "هداس" آنذاك إن الدول الخليجية تؤمن بدور الدولة العبرية المهم جدًا بسبب علاقاتها الوطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا لأن هذه الدول تؤمن بأن إسرائيل تقدر على الاعتماد على إسرائيل في المسألة الإيرانية، وهو يعتقدون، أضاف الدبلوماسي هداس، أن إسرائيل قادرة على صنع المعجزات، على حد تعبيره.
وشددت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب، قولها إن افتتاح ممثلية في دولة خليجية هو أمر مهم للغاية، خصوصا وأن الدولة العبرية تُقيم علاقات علنية فقط مع المملكة الأردنية الهاشمية ومصر، لافتةً إلى أنه في الماضي كانت لإسرائيل ممثلتين في دول الخليج، الأولى في قطر، والثانية في عاصمة سلطنة عُمان، مؤكدةً على أن الممثلية في مسقط افتتحت في العام 1996، بعد أكثر من 15 عامًا من العلاقات السرية بين عُمان وإسرائيل، واستمرت في العمل حتى اندلاع انتفاضة القدس والأقصى في العام 2000، الأمر الذي دفع السلطات العمانية إلى إغلاقها.
كما أشارت إلى أن الممثلية الإسرائيلية في قطر تم افتتاحها في العام 1996، مشيرةً إلى وجود علاقات وطيدة جدًا بين الدولتين، وبعد عملية الرصاص المسبوك ضد قطاع غزة في العام 2009، قامت قطر بطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين وإغلاق الممثلية في الدوحة، وأضافت أنه في العام 2010 جرت مباحثات بين الدوحة وتل أبيب لإعادة افتتاح الممثلية في الدوحة، ولكن إسرائيل رفضت الشروط التي وضعتها قطر، وبالتالي تنازلت تل أبيب عن هذا المشروع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل قامت بتعيين مبعوث سري خاص لدول الخليج، قبل 10 أعوام، والذي كشف عنه الصحافي الإسرائيلي "بن كاسبيت"، حيث كتب أن اسمه "بروس كشدن"، وهو دبلوماسي إسرائيلي، قائلاً في العام 2002 إنه يقوم بأعمال بطولية في دول الخليج، ويعرف أيضا السعوديين، على حد وصف الصحافي "كاسبيت"، الذي نشر مقاله في مارس من العام 2002، كما قالت “هآرتس″ أمس الأحد.
كشف مصدر رفيع في وزارة الخارجية العراقية ل¯"السياسة", أمس, ان واشنطن طلبت من بغداد وقف أي تنسيق مع إيران بشأن الوضع السوري, على اعتبار أنه قد يجر رئيس الوزراء نوري المالكي الى تقديم تنازلات أكبر لدعم نظام دمشق في المرحلة المقبلة, كما انه غير مفهوم بالنسبة للإدارة الاميركية ويثير مخاوفها من انضمام العراق إلى محور طهران - دمشق- "حزب الله" في لبنان.
وقال المصدر الديبلوماسي العراقي ان زيارة قائد القيادة الوسطى للقوات الاميركية الجنرال لويد اوستن لبغداد قبل ايام ومحادثاته مع المالكي أظهرت أن لدى الاميركيين قلق بالغ من ارتفاع مستوى التنسيق العراقي - الايراني في المرحلة الراهنة, في ضوء معلومات تفيد ان المالكي ابلغ بعض الجهات القريبة منه انه اذا اتجهت الاوضاع السورية الى حرب طائفية صريحة وحاسمة, فهو ينوي رفع سقف التنسيق مع القيادتين الايرانية والسورية.
وسعى الجنرال أوستن, بحسب المصدر, إلى معرفة موقف الحكومة العراقية في حال سارت الأمور الى الاسوأ في سورية وانسدت أفق التسوية السياسية, لأن واشنطن تخشى ان تؤدي مثل هذه الظروف إلى اختيار المالكي التنسيق مع القيادة الايرانية بدلاً من التنسيق مع الإدارة الاميركية, ما يترتب عليه تحويل العراق الى عمق لوجستي للنظام السوري لمواجهة أي تحركات عسكرية غربية محتملة ضد نظامه.
وكشف المصدر أن أوستن طلب صراحة من المالكي إخضاع الأجواء العراقية بالكامل الى الرقابة الجوية العسكرية الاميركية, إذا ما بدأت بالفعل الضربات الجوية ضد قوات الأسد, لأن هذه الرقابة ستكون حيوية لواشنطن لمنع اي تحرك عسكري ايراني لدعم دمشق عبر العراق براً وجواً, كما ان هذه الرقابة ستضمن للولايات المتحدة التحرك الاستباقي لاجهاض اي نوايا عسكرية ايرانية تكون موجهة ضد الاردن عبر العراق على اعتبار ان المملكة الاردنية ستكون معنية بالحرب وربما بدخول قوات برية اميركية من أراضيها إلى سورية.
وفي المقابل, يمكن للقوات الاميركية ان تضمن للمالكي المساهمة بدور فعال في التصدي لأي جماعات سلفية متشددة تخطط للقدوم الى الاراضي العراقية بعد سقوط الاسد, كما ان واشنطن تعهدت توفير كل الامكانات التقنية العالية التي تضمن مراقبة الحدود العراقية - السورية في المستقبل لتأمين الأمن العراقي الداخلي, غير ان كل ذلك سيكون رهناً بمدى استجابة بغداد للتنسيق مع الجانب الاميركي.
وأكد المصدر أن العلاقات العراقية - الاميركية ستدخل مرحلة حاسمة في الفترة المقبلة, سيما أن واشنطن تسعى لإحباط أي تدخل عسكري إيراني لمساندة النظام السوري رداً على التدخل الغربي, وتعلم أن القوة العسكرية العراقية غير جاهزة على الإطلاق لمنع إيران من التحرك على الارض.
وفي هذا السياق, تحدث أوستن إلى المالكي عن سيناريوهات محددة للتحركات الايرانية المفترضة, منها فتح ممر جوي عسكري بين طهران ودمشق عبر الاجواء العراقية, بالتالي لا تملك القوة الجوية العراقية معدات للتصدي لهذا الممر وليست لديها اي منظومة دفاع جوي.
كما كشف الجنرال الأميركي لرئيس الوزراء العراقي, استناداً إلى تقارير استخباراتية اميركية, عن أن بعض قادة "الحرس الثوري" الإيراني يفكرون باجتياح بري محدود للأراضي العراقية, في حال دخلت قوات الأسد في مواجهة مع الغرب, وأنه سيشمل خط محافظة ديالى باتجاه الطريق السريعة من بغداد الى الرطبة على الحدود السورية, كما أن القيادة الايرانية ستستعين بالميليشيات التابعة لها داخل القوات الامنية العراقية وخارجها لدعم هذا الاجتياح.
وبناء على ذلك, حذرت الإدارة الأميركية بغداد من وجود خيارات بالغة الخطورة قد لا تكون في مرمى حساباتها, سيما أن إيران مستعدة لفعل أي شيء للدفاع عن الأسد.
ووفق المصدر العراقي, فإن التحالف الوطني الشيعي الذي يقود حكومة المالكي منقسم بين القبول بالتنسيق العسكري مع واشنطن بشأن سورية, وبين الانضمام الى التنسيق مع ايران, وسط مخاوف من أن يكون لتطورات الوضع السوري في الفترة المقبلة تداعياته على مستوى المحافظات الشيعية التسع في العراق, في مقدمها اندلاع حرب اهلية داخل الطائفة الشيعية العراقية نفسها في حال أخذ المالكي موقفاً مسانداً لطهران أو واشن
لم يأكل أحد قلبي .. ولكن مارأيته يخرج من صدر جندي سوري كان قلبي أنا .. وربما كان قلب كل انسان ي فم ذئب .. ولكن هل يلام الذئب أم يلام القلب الذي في فم الذئب أم صاحب الذئب؟؟ في الجواب تكمن فلسفة الثورة السورية .. فالثورة ستلقي باللائمة على القلب وليس على الذئب .. ولكن من هو صاحب الذئب .. الذي أطعمه قلوبا حتى صار لايأكل الا القلوب .. واذا كان الذئب لايأكل الا القلوب ..فماذا يأكل صاحب الذئب ؟؟
على مدى الصراع العربي الاسرائيلي لم يأكل صهيوني قلبا لنا ولم نأكل قلبه .. غزانا البريطانيون والفرنسيون وارتكبوا المجازر فقاتلناهم .. ولكن لم يأكلوا قلوبنا ولم نأكل قلوبهم .. ذبح الاسرائيليون دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وقانا مرتين وغزة مرتين وبحر البقر ووو ولكن ..لم يأكلوا قلوبنا ولم نأكل قلوبهم .. وبالتأكيد لن نأكل قلوبهم ..لأننا بشر .. ولأنهم بشر ..
الثوار السوريون يأكلون قلوب السوريين .. والثوار السوريون يذبحون السوريين .. والثوار السوريون يسرقون السوريين .. والثوار السوريون يغتصبون وينهبون ويدمرون بحجة أنه العقاب الذي يمارسه الثوار بحق من يعارض ثورتهم المقدسة والانتقام الرهيب الذي ينزل بحق من لايوافق توقهم للحرية..
وهذه الحيوانات الطليقة باسم الثورة هي ماتتمناه اسرائيل والغرب لان رسالتهم وصلت الى الجميع في كل الداخل والخارج وهي أن الوحشية التي يزخر بها الشرق وعقول المسلمين لاحدود لها وهي تحيط باسرائيل التي من حقها أن تسحق كل من حولها بلا رحمة قبل أن يصبح قلب اسرائيل في أشداق العرب ..وأن هذه الشعوب شعوب بلا رحمة والخيط الذي يربطها بالانسانية رفيع كالمشيمة ينقطع بسهولة .. وأما الرسالة الداخلية لنا فهي: أيها العرب بعضكم يكره بعضكم أكثر مما نكرهكم وأكثر مما تكرهوننا .. ان كراهيتكم لبعضكم هي الداء وليس اسرائيل فاحذروا بعضكم .. لأن بعضكم اعداء لبعض الى حد يفوق حدود التصور.. ونحن اليهود أقرب اليكم من اخوانكم وجيرانكم .. فنحن نقتلكم ونقاتلكم ولكن .. لم نأكل قلوبكم ..
ولذلك ستجدون ان هذا الشريط ربما قد عملت على توزيعه اسرائيل نفسها وهي التي تملك كل قنوات الترويج ولم تروج قبل ذلك لأي مشهد عنيف من مشاهد الثوار ..لأنها تريد ابتزاز الثورجيين السوريين بطلب المزيد منهم للاندفاع أكثر في عملية تدمير النظام قبل أن يتخلى عنهم العالم .. وهي أيضا تصور للعالم انها ليست مصدر القبح والجريمة فالشرق حكاما ومعارضين يمارسون الجريمة القصوى لأنها جزء من التكوين الثقافي والنفسي لاي مكون اجتماعي أو سياسي ..
كنت قد حدثتكم عن لقاء جمعني صدفة بمحاربين قديمين في الحرب العالمية الثانية .. واحد فرنسي والآخر بريطاني .. ولكن في ذلك اللقاء أدهشني الحس الانساني الذي أبداه المحارب البريطاني كين تومبسون الذي كان يمتدح جسارة عدوه الجندي الألماني وبسالته ويقول بأنه أفضل محارب على الاطلاق .. ولكنه وفي سياق حديثه واسترساله في ذكرياته توقف فجأة امام مشهد اقتحام أحد المواقع الألمانية التي قاتلت بضراوة فائقة وسقط بسبب ذلك معظم رفاقه قتلى .. وبينما هو يتفقد الموقع المدمر وجد جنديا المانيا يتأوه ويصرخ من الألم .. وعندما اقترب منه الجندي البريطاني وجده ينزف وقد بتر فخذه من جذره بفعل قذيفة .. كان الجندي الألماني الشاب يصرخ بأعلى صوته متألما .. ياأمي ..ياأمي ..
الجندي البريطاني كان يعرف بعض الألمانية وقد سمع الجندي الالماني ينادي أمه بحرقة وتوق في هذه اللحظات القاسيات ..
كنت استمع الى كين بانتباه بالغ وفجأة انهار كين امامي في بكاء مرير عال وهو يقول: انها اقسى لحظة في حياتي كلها .. لقد هبطت علي مشاعر الانسان كلها .. ووضعت بندقيتي جانبا وعانقت ذلك الجندي العدو الذي كان يريد أن يضم أمه في تلك اللحظة الرهيبة الفظيعة .. ان له أما تحبه مثلي .. وكان يريدها مثلما كنت أريد أمي .. نعم لقد حملته كما لو كان أخي على الفور ليتم اسعافه .. ولكنه مات دون أن يعانق أمه العناق الأخير .. لاأدري لماذا يقتل البشر بعضهم .. من هم هؤلاء الذي يسقوننا الكراهية لبعضنا حتى اقتل انسانا ويقتلني ولاأشفق عليه ولايشفق علي .. حتى أقتل ابن امراة تحب ولدها كما أمي كانت تحبني ..
هذا كلام جندي بريطاني عن عدوه .. فكيف يرى الثوار أعداءهم من اخوتهم السوريين ..
يتسابق المجرمون من ثوار العرب وثوار سورية من كل حدب وصوب هذه الأيام على احتقار مشهد (الثورة آكلة القلوب) لنه تعرض للتوبيخ والاحتقار الشديد في العالم كله بينما ينبري آخرون الى تبرئة المجرم وتصويره على أنه ضحية النظام الذي حوله الى حيوان على مبدأ (وماقتلناه ولكن قتله من أخرجه من داره للحرب) أي انه ليس انتاج الثورة ولكنه نتيجة اجرام النظام .. وتبرعت صفحات الثورة اما للنأي بنفسها عن ناهش القلوب ونابش القبور وادانته واللعب بالمفردات وفق ضرورات التقية الثورية .. فيما أصرت بعضها على الحديث عن المجرم اليتيم الضحية الذي فقد عائلته أو أخاه فأفرغ حقده في جسد ميت ونهش قلبه كالحيوان .. وغير ذلك من الأكاذيب التبريرية التي اعتاد العالم عليها دون أي دليل .. والتي تعني أن على كل انسان ان يتحول الى حيوان عندما يغضب ..
أعتقد أن هذا المشهد لايدين المجرم صقار فهو مجرد روبوت وعبد مأمور وكان واضحا أنه ينفذ اوامر قيادية وسياسة ثورية متفقا عليها باظهار وحشية حيوانية لارسال رسالة الى العالم أن الحرب في سورية حولت هذا الشعب القديم في رقيه الأخلاقي الى وحوش وضوار وأن على العالم التدخل؟؟ وفي رسالة أخرى حملت معاني للدولة بأن عملية المصالحة لن تتم لأن لدينا هذا الجمهور المتوحش والذي وصل حقده الى حد التدمير ..
أنا لاألوم الصقار رغم أنني لن أتخلى عن حق الشعب بمحاكمته واعدامه واعدام كل من يطلق العنان لحيوانيته من اي طرف كان ..لكن القيادات الثورية وكل المثقفين كانوا يباركون الثأر على مدى سنتين .. ولم يحاول أحدهم التخفيف من مشاعر الاندفاع وشبق الانتقام .. وكان هذا الصمت متفقا عليه أو تواطؤا على تجميل الجريمة بانها جزء من الحرب الاعلامية والنفسية ضد العدو .. لبث الرعب في قلوب الشبيحة .. وموالي النظام .. وكانت الثورة حريصة على تصوير العنف بأبشع صوره منطلقة من أن ذلك سيفتح لها الطريق نحو استبدال هيبة الثورة بهيبة المخابرات .. المخابرات التي أخافت الناس بسطوتها يجب اظهار ماهو متفوق على سطوتها لأن من يحكم الناس عليه أن يظهر تفوقه في ردع الناس وارهابهم .. والغريب أن كل الفظائع التي رويت عن المخابرات لم تتمكن من تخيل هذا العنف .. فكل الثورجيين والمثقفين الذين دخلوا أقبية المخابرات كانوا يعرفون أن المخابرات قد تعتقل انسانا وقد يغيب أحيانا لسنوات لكنه يعود ولاينقص منه ظفر .. ولكن لم نسمع أن المخابرات قطعت رأس أحد ولم نسمع انها ذبحت أحدا وقطعت احدا الى قطع ولم نسمع ان المخابرات قتلت أحدا امام والده .. ولم نسمع أنها أكلت قلب أحد ..ولم نشاهد جثة عائد وهي مسلوخة كما يثرثر المريض نفسيا توفيق حلاق .. رغم كل الشائعات التي تحدثت عن فظائعها فانها بقيت دون دليل ..
المجرم آكل القلوب ليس عليه عتب كبير فهذا الشاب المجرم ضحية مثل آلاف غيره أطعمتهم الثورة الكذب والجهل .. وسقتهم الجهل والجاهلية .. وحقنتهم بالكراهية السوداء ليلا نهارا وأطعمتهم ساندويتشات محشوة بلحوم البشر وكانت الحلوى الثورية مغمسة بالخيانة الوطنية.. وأنتجت كراهية وحقدا ليس لهما مثيل على صفحات الثورة .. وكنا نعرف أن الغاية من كل ذلك هي حيونة الثوار والتقليل ماأمكن من الحس الانساني لديهم وتوريطهم بالجريمة كي لايبقى لهم أمل بالعودة والتوبة وممارسة حياة طبيعية لدى المجتمع السوري خصوصا .. لأن لاسبيل لتدمير أي نظام أو دولة الا بافراغ المجتمع من كل الروابط الانسانية وتحويل العلاقة الغرائزية الى الرابط الوحيد بين الناس .. والغرائز عندما تحل محل المشاعر تسقط كل الاعتبارات الوطنية والاخلاقية والوطنية .. فتحولت كل تنسيقيات الثورة الى ولائم للدم والحقد والكراهية المريضة الطائفية والكراهية السياسية المجنونة بل كان بعضها يتحول الى صفحات اعلانات لتحديد قوائم الأهداف للقتل وانشاء بنك اهداف للثأر والتهديد .. فكانت الحصيلة أن الثورة تحولت الى محمية حيوان مثل محميات أفريقيا .. ضباع وذئاب وكركدنات وفيلة هائجة وقرود وغوريللات وكلاب برية تنهش دون أن يقترب منها أحد باللوم .. لأنها ببساطة حيوانات ..ولأنها شريعة الغاب التي تؤسسها الهيئات الشرعية ..والشرعية الثورية ..وحجة انها أخطاء الثورة .. وهل هناك من ثورة بلا عنف وبلا أخطاء .. ؟؟
الثورة كذبت منذ اللحظة الأولى عندما اقتلعت كذبا أظافر أطفال درعا وعندما دفعت حمزة الخطيب للهرولة لتحرير مساكن الضباط وفق فتوى دينية .. وبعد مقتله اعتدت على جثته وشوهتها ثم قطعتها لتبيع لحمه المنهك المتفسخ الى الثوار الذين كانوا يتقاتلون على الثأر للضحية .. وتحول مثقفون وكتاب عميان لايفكرون ولايحللون ولايسالون اسئلة منطقية بل يعملون لصالح الثورة الى محامي دفاع عن كل عنف الثورة .. فكل الضحايا قتلهم النظام بشكل اعمى .. وكل تفجيرات جبهة النصرة نسبت للنظام وكل المجازر التي طلبها مجلس الأمن والفصل السابع ارتكبت والصقت بالنظام .. وكانت الرسالة واضحة من هؤلاء الكتاب العميان لكل من يحمل السلاح ويحس بالشبق للقتل والجريمة وهي: اقتل من تريد واسحل من تشاء .. واغتصب ماطاب لك من النساء .. وانهش لحوم الناس وافرم الأجساد .. فلا اثم عليك لأنك ثائر .. والثائر لايخطئ لأنه ابن الثورة والثورة طاهرة طهارة عباءة النبي .. وهي عذراء وكل أبنائها من الروح القدس ..
تلقف الموتورون الرسالة وانطلقوا بشبق للجريمة في طول البلاد وعرضها وكانوا يقتلون علنا ويصورون كل جرائمهم لالقاء الهلع في نفوس الناس من أجل صنع هيبة الثورة المقدسة ولو نشرت الدولة كل ماوقع في يديها من تسجيلات لقامت الدنيا ولم تقعد .. لكن تلك التسجيلات تديننا كسوريين أولا وتخجل أجيالنا القادمة منا لأنها جرائم تندى لها البشرية وستكون مسجلة باسمنا للأسف .. وكان الثوار يسحلون الناس في الطرقات وينشرون بالمنشار الأطراف للأحياء وهم يصرخون .. ويحرقون الأحياء .. ويقطعون بالسيوف الأجساد ويشربون الدم من الأعناق وأحدهم توضأ من عنق ضحية ثم صلى أمام الكاميرات في اصرار حقير على ارهاب الناس فيما قام أحدهم باغتصاب صغيرة بعد ان وضع والدها تحت سرير الاغتصاب أمام الكاميرات وهو يقول الله أكبر فيما اصدقاؤه يضحكون .. وهؤلاء المجرمون يعرفون أن لاأحد سينال من شرفهم وهويتهم طالما كان هناك مثقفو الثورة الذين شاهدوا كل شيء وصمتوا كالشياطين والأبالسة وصناع الجريمة بحجة الفعل ورد الفعل .. وكنا كلما قلنا لهم ان السكوت عن الجنون الثوري سينتهي الى أن يكون لديكم قطيع من الحيوانات المسعورة التي لاتصلح حتى للبراري ..ولايمكن بناء مجتمع بدائي منها .. كانوا يردون بالعواء الثوري العالي والعويل والتفجع وتهم التشبيح .. الكل كان يرى الأطفال التي تحمل البنادق والسكاكين ..والكل كان يرى الأطفال التي تقطع الرؤوس والكل كان يرى كيف تم تدمير المدارس واحتلالها لينقطع الطلاب عن الدراسة ويتفرغوا للمظاهرات واعدام المؤيدين ..ومع هذا صمت الجميع وكان الصمت علامة المباركة والرضا ..
لاادري مالفرق بين مشهد الثورة ناهشة القلوب وبين مشهد الثورة في بداية الأحداث عندما ظهر قطيع من الثوار التماسيح وهم يقطعون بالسيوف رجل أمن في دير الزور ويصرخون بشكل هستيري (قولوا للشبيحة .. الديرية دبيحة) .. فيما كان قطيع آخر من الوحوش في مشهد شهير في بداية الأحداث يعلق رجلا على عمود كهرباء في مدينة حماة ويرقص مبتهجا في مظهر مقزز مخجل لاتفعله قبائل أكلة لحوم البشر .. لاأدري الفرق بين مشهد الثورة ناهشة القلوب وبين مشهد رمي الذبائح البشرية الشهير من على جسر في حماة مخفورا بسيل من الشتائم المقذعة ولا مشهد تكويم الذبائح في جسر الشغور .. وكل هذا لم يحرك مشاعر مجلس الحكم الثوري ولم يطلق دخان الغليون الثوري .. وماالفرق بين مشهد ناهش القلوب ومشهد الصبي الذي يشوي رأسا بشريا على منقل الفحم ؟؟ ماالفرق في الفظاعة بين مشهد ناهش القلوب ومشهد صبي آخر يعمل قاطعا للرؤوس؟ .. لقد تسابق الثوار الى تبرئة الطفل السفاح مع أبيه بحجة انه فقد أمه في الأحداث (دون دليل طبعا) .. وهي عادتهم كلما قرروا ممارسة السادية والحيوانية باللجوء الى وصف القاتل بانه صاحب ثأر ويجب تفهم عواطفه الجياشة .. وهي طريقة اسرائيلية فكلما كانت تحدث عملية تفجير في قافلة جنود اسرائيليين تتبرع وسائل الاعلام بالحديث عن أحد الضحايا الذي كان يحادث أمه على الهاتف عندما حدث التفجير وآخر كان يغازل حبيبته .. لكسب العطف مع جندي محتل كان يحمل سلاحا ليقتل به الفلسطينيين عندما قتل وليس هاتفا نقالا ..وكان على أرض محتلة ..
ومع هذا صمت الثوار العلمانيون وسكتت قضماني وأتاسي الرقيقتان وسكت الفرنسي برهان غليون وسكت معاذ وسيدا وهيتو وصبحي الحديدي وعطوان الطبال والسافل محمد كريشان وحكم البابا وجعارة وكل رهط الاحرار .. وتسابق الجميع لتبرير الهمجية الثورية بانها رد فعل على وحشية النظام .. وانبرى الجميع لتجاهل مناظر الذبح والاعدامات الميدانية .. وكانت كل السيارات المفخخة ترمى على النظام وأجهزته الأمنية ..هكذا دون خجل حتى وان صورت المشهد جبهة النصرة من الفه الى يائه ..
الوقاحة الثورية هي في منتهاها والرذيلة في منتهى فحشها.. ولاأدري سبب سياسة النأي بالنفس من قبل الثورجيين عن هذا الناهش القاتل وما هو في الحقيقة الا نتاج طبيعي لثورة بلا أخلاق وبلا وطن .. ثورة نهشت جسد الوطن وأحشاءه كما يفعل كلب مسعور .. وحاولت اقتلاع قلب الوطن عشرين مرة واهداءه لفم الفصل السابع كما يحمل كلب الصيد طريدة لسيده .. وقامت بسرقة قلب الوطن عشرات المرات ووضعته أمام مائدة مجلس الأمن ليأكله هنيئا مريئا بانياب الناتو ..هل هناك أفظع من اقتلاع قلب الوطن ليأكله الناتو ..؟؟!!..
لاأدري لم يستنكر الثورجيون ومثقفو العرب هذه الوحوش البرية وهي كانت ترضع الجريمة والدم من فم القرضاوي صانع المجرمين وهو أبو القتلة .. وهو ابو المجرمين وسيد الجريمة الأول .. وكيف يتردد البعض في تصديق ذلك العنف والكل يعرف أن العرعور يفتي بالقتل والفرم والسحق والموت علنا على التلفزيون منذ اكثر من سنتين .. ولو كان في دولة قانون لأارسل اما الى مشفى المجانين أو السجن .. أما ثوارنا ومثقفوهم المحترمون فتركوه يمضغ اللحم ويعري العظم ويشيع ثقافة الموت وشرب الدم ..
هل يلام ناهش القلوب وهو تلميذ متواضع لمدرسة العريفي والقرضواي وعرعور وكل رهط المثقفين الذين صوروا النظام وطوائفه على أنهم مخلوقات من المريخ بلا رحمة وفي منتهى القسوة ولاتجوز الرحمة بهم ولامكان لهم الا حفر المقابر؟؟ من يستمع الى تعليقت الثوار العمياء وحقدهم على النظام من خلف شاشات الكومبيتر يعتقد ان القيامة يجب أن تقوم لأنه يتم تصويرجنود النظام على أنهم يقومون بغلي القدور وطبخ النذور من أجسام الثوار ويقومون بحفلات السلخ والشواء لليتامى والارامل .. ويقيمون مهرجانات الاغتصاب الجماعي للعذارى والغلمان وهم يشربون النبيذ ويقتلون بين الجسد والجسد طفلا رضيعا على سبيل التسلية .. وهم يسيرون على الجثث ويلبسون أحذية من جلد البشر .. ويتدربون على الصيد بصيد الأطفال وقنصهم .. كل جرائم الدنيا جمعت في كومة واحدة من فييتنام الى البرازيل الى هيروشيما ثم منحت للشبيحة ..
قلب ناهش القلوب مأكول سلفا .. وقد التهمه القرضاوي ومجاهدو النكاح في حفلات عشائهم وفتاواهم الرهيبة .. فالقرضاوي لايعيش الا بأكل قلوب الناس .. كم قلبا أكله القرضاوي وكم من مهرجان لاقتلاع قلوب العرب أقام .. شجر الربيع العربي الذي سقاه القرضاوي بالدم والذبائح كان محملا بقلوب الشباب العربي المنهوشة في ليبيا واليمن وتونس وسورية والعراق .. الشباب الذي انتحر على عتبات المساجد وتحت منابر العرعور والقرضاوي ورائد صلاح والغنوشي وخالد مشعل واردوغان .. الجامعة العربية وقطر وتركيا كانت تأكل قلوب الشباب ..ولم تشبع ..
وبالطبع سيلزم علي فرزات الثورجي حاليا الصمت وسيرسم لنا زهورا وورودا وأحلاما وردية وأعلاما غامضة وقد يرسم لنا قلب الجندي السوري مليئا بالسم وأن ناهش القلوب أراد غسله وليس أكله ..وربما كان يجري له زراعة قلب أو أراد زرع قلبه لجريح يحتضر .. علي فرزات لم يكن يفوت هذه المناسبات ليعبر عن انسانيته .. فعندما كان علي فرزات رسام السلطة فانه رسم صدام حسين بابشع الصور وعندما قام صدام حسين بغزو الكويت رسم علي فرزات مجموعة من حيوانات الغابة تراقب تلفزيونا وهي مدهوشة من مشاهد غزو العراقيين للكوايتة ووحشيتهم (كما ادعى علي فرزات) ..وربما كانت هذه الثورة هي مانظرت اليها حيوانات علي فرزات .. ولكن ريشة علي فرزات تبحث الآن عن أمجاد التكريم الغربي وهي لاترى القلوب المخلوعة والمقتلعة من الصدور الا على أنها أقل من تقشير موز لأن لقطر فضلا عليه .. وكذلك ريشة عماد حجاج حيث سكت أبو محجوب واحتجب مع محجوب وام محجوب وبدا أبو محجوب يشخر في سابع نومة لأن الهدايا والجوائز القطرية والأوروبية لن تكافئ رسما كهذا .. فهؤلاء فنانو قطر ..وهؤلاء هم أكلة القلوب الحقيقيون .. وهم من أهدى لهم الصقار مشهدا ليقول لهم .. هذا ماتعلمته منكم يااساتذتي ..فتفضلوا .. وانهشوا معي ..ولوكوا اللحم الحقيقي .. عاشت ثورة تنهش القلوب .. والله أكبر ..
أرض كنعان/ بيروت/ نشر المرصد السوري لحقوق الانسان في حسابه الخاص على موقع "يوتيوب" شريطاً يبدو فيه رجلا من "جبهة النصرة" وهو يقوم باعدام عناصر موالين للنظام السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد، من دون تحديد ما اذا كان هؤلاء جنوداً او تاريخ تصوير الشريط.
وفي بريد الكتروني ، اوضح المرصد، نقلاً عن ناشطين في ريف دير الزور، ان الرجل الذي يظهر في الشريط المصور، هو سعودي من جبهة النصرة معروف باسم قسورة الجزراوي، وقد لقي مصرعه على ايدي مسلحين من قرية المسرب في دير الزور نهاية شهر اذار.
منذ 12 سنه وفى اول عام من زواجى ذهبت لألد طفلى الأول فى مستشفى مصر الجديده العسكرى وانا فى غرفة العمليات قام الطبيب الرائد احمد ضياء بأعطائى ابرة تخدير بالظهر ابديورل وبحسب شهادة التمريض انه اخرج وادخل الابره عدة مرات وبعدها وجت اقدامى لاتتحرك ولايوجد بهم احساس ومنذ هذا الوقت وانا حبيسة الكرسى المتحرك
وكل مافعله لى المشير طنطاوى انه ارسل لى شيك ب 3 الاف جنيه رفضهم والدى رحمه الله هل فقدانى لحركتى وحياتى السويه واعتمادى على الغير فى خدمتى وانا ابنت ال21 عاما هو ثمنه فى نظر المشير 3 الاف جنيه
قمت برفع قضيه ضد الطبيب وتم تبرئته قمت برفع قضية تعويض وخسرتها
انا الان احتاج ان يصل صوتى للفريق عبد الفتاح السيسى ويقوم هو بتعويضى ماديا على ماحدث لى طوال 12 عام فقد اشتد المرض على نتيجة النوم المستمر والجلوس على كرسى متحرك من امراض فى الكلى والقاولون والاعصاب والذراع والقدم وكل ذلك مثبت فى اوراق الطب الشرعى
اريد تعويض من اجل شراء سيارة مجهزه للمعاقين لان بلدنا لا تحترم المعاق ولايوجد وسائل نقل لى لذلك عندما اريد القيام باى مشوار حتى لو قريب منى ادفع فيه مبلغ وقدره من اجل ركوب التاكسى
اريد تعويض من اجل العلاج الطبيعى لان العلاج الطبيعى اصبح عالى الثمن ولا اقدر عليه
اريد تعويض حتى اواجه حياتى ولا اطلب من الغير وانا لى حق عند الدولة والقوات المسلحة
للتواصل
eman_atif@yahoo.com
01200044378
هشام عياد يكتب :
إيمان عاطف … 12 عاماً من الانكسار
الظلم .. كلمة لا يشعر بها الظالم ولا يعرف طعم مرارتها … يالها من كلمة بشعة تحمل لمن ذاقها قسوة لا يدركها الا المظلوم نفسه ،
فحين تصرخ من قسوة الظلم فلا تسمع سوى صدى صوتك و تتأوه من شدة الألم فلا تجد غير رجع الأنين و تنهمر من عينيك العبرات من وقع القهر فاعلم أنك تملك سهاما نافذة يغفل عنها الظالمون ولا يغفل عنها رب العالمين تنطلق من قوس دعائك على كل الظالمين ،
انه الظلم الذى لم تجد له معاجم الدنيا تعريفاً نسبياً أو تعريفاً مطلقاً ،
أننى لم أقصد هنا تعريف الظلم أومحاولة الاستعارة اللفظية ولكنى أحاول تخفيف واقعه على إحدى السيدات التى روت لى حكايتها ، وكيف تسبب الاهمال والظلم الى تدميركل ماتبقى من حياتها التعسة،
فلقد كتبت لى تقول :
أعلم أنى زهرة ذبلت أوراقها مع بداية الربيع ، والربيع بالنسبة لى كان هو العام الاول من زواجى وقد إنتهى هذا العام بكارثه حطمت كل مابداخلى من أمل فقد أصبت بشلل نصفى نتيجه لخطأ طبى وأصبحت سجينه مقعد متحرك منذ أكثر من اثنى عشر عاما .
لقد تبدلت أحوالى بعد أن كنت فراشه تطير لتستنشق عطور الربيع من كل البساتين أصبحت فراشه ولكن مقطوعة الاجنحه ساكنه لاتعمل شيئاً غير أنها تشاهد باقى الفرشات تطير وتمرح وتتمنى من قلبها ان لاتنكسر هذه الاجنحة مثل ماحدث معها ولكن لم يستمر حالى كثيرا هكذا بفضل ايمانى بالله وبالقدرثم بفضل زوجى وأهلى إستطعت نفسيا أن أخرج من هذه الحاله السلبية ، وبإرادتى وقوة عزيمتى حاولت المقاومة وعدم الاستسلام للاكتئاب وبدأت أتنبه ان هناك حياة وهناك طفل يحتاجنى ويحتاج إلى الاهتمام به وتقديم كل الحنان والامان له .
كان حلمى بالامس الموت ولكن حلمى الان أن ارى أطفالى فى أحسن حال وأحسن صحة، أمضى معهم الاوقات الرائعه الجميلة التى تجعلنى أشعر بأهمية الحياة التى لايجب أن نضيع فيها ولو دقيقه للأحزان فهى مليئه بالجمال والحرية والاستمتاع بكل شئ جميل .
وتبدلت عندى أوراقى المتساقطة فى خريف الحزن إلى أوراق الربيع المليئه بالالوان والعطور الرائعه ورضيت بقضاء الله وها أنا الأن أجلس على مقعد متحرك ولكن لا أعتبر نفسى سجينه فقد نسيت المقعد هذا رغم كونه تشكل بجسدى . وعلى أن اتمتع بماتبقى لى من عمر
الى هنا والامر يسير بشكل يبشر بالطمأنينة الا انها طلبت منى ان اساعدها فى ان يسمع احد صرختها ،
قلت لها لماذا سيدتى تلك الصرخة المكتومة بعد اثنى عشر عاماً ، وقد سلمت امرك لله ،
قالت : حين تحل النكبة وتستحكم البلية وتتكسر النصال على النصال
وتربط حبال الخطوب عقدها وتكون ظلمات بعضها فوق بعض حين تسلك الطرق فتجدها قد سدت وتطرق الأبواب فتجدها قد أغلقت ،وتطلب العون من أهل العون فما وجدت الا عاجزاً أو جباناً وسدت عليك الأبواب كلها وقطع عنك الحبال
فقلت : تيقنى أن نورا عظيما يبدد دياجير هذه الظلمات يشرق من ثنايا الاعتصام بحبله عز وجل ، ان باب الخالق لا يغلق ابداً أمام السائل والمظلوم ،
فما حالك سيدتى ؟
قالت : منذ اثنى عشرعاماً وفى أول عام من زواجى ذهبت لألد طفلى الأول فى مستشفى مصر الجديدة العسكرى وانا فى غرفة العمليات قام أحد أطباء التخدير بأعطائى حقنة تخدير بالظهر ( ابديورل ) وبحسب شهادة التمريض انه اخرج وادخل الابره عدة مرات وبعدها وجدت اقدامى لاتتحرك ولايوجد بها إحساس ومنذ هذا الوقت وانا حبيسة الكرسى المتحرك.
وكل مافعله لى المشير طنطاوى انه ارسل لى شيك بـ ثلاثة الاف جنيه رفضهم والدى رحمه الله ،
هل فقدانى لحركتى وحياتى السوية واعتمادى على الغير فى خدمتى وانا ابنت الـ21 عاما هو ثمنه فى نظر السيد المشير يساوى ثلاثة الاف جنيه
قمت برفع دعوى قضائية ضد الطبيب وتم تبرئته ، ولم ينصفنى القضاء فى دعوى أخرى للتعويض وخسرتها هى الاخرى .
انا الان احتاج ان يصل صوتى للفريق عبد الفتاح السيسى ويقوم هو بتعويضى ماديا على ماحدث لى طوال 12 عام فقد اشتد المرض على نتيجة النوم المستمر والجلوس على كرسى متحرك من امراض فى الكلى والقاولون والاعصاب والذراع والقدم وكل ذلك مثبت فى اوراق الطب الشرعى
اريد تعويض من اجل شراء سيارة مجهزة للمعاقين لان بلدنا لا تحترم المعاق ولايوجد وسائل نقل لى لذلك عندما اريد القيام باى مشوار حتى لو قريب منى ادفع فيه مبلغ وقدره من اجل ركوب التاكسى.
اريد تعويض من اجل العلاج الطبيعى لان العلاج الطبيعى اصبح عالى الثمن ولا اقدر عليه.
اريد تعويض حتى اواجه حياتى ولا اطلب من الغير وانا لى حق عند الدولة .
… انتهى كلام السيدة إيمان عاطف ، ولا يبقى الا أن نقف بجوارها ونصل بصوتها الى اقصى مدى،
لعل وعسى أن نجد مسئولاً واحداً لم يتجرد بعد من المشاعر الانسانية ، يرفع عنها الظلم ويبعث فيها الامل من جديد ، لعلها تستطيع ان تعيش حياتها وفى قلبها حب وانتماء لهذا الوطن ، بدلاً ان تعيش عمرها بأكمله تلعن وطناً كسر شبابها وحطم بظلمه ماتبقى لها من احلام.