15 سبتمبر 2012

اقتحام السفارات وقتل الدبلوماسيين -عبد الباري عطوان



عبد الباري عطوان
2012-09-12

اقتحام السفارتين الامريكيتين في كل من القاهرة ومدينة بنغازي، وانزال علم الاولى، ومقتل اربعة دبلوماسيين احدهم رئيس البعثة في الثانية، هو اعادة تذكير للإدارة الامريكية بأن بلادها ما زالت مكروهة وسط قطاع عريض من الأمتين العربية والاسلامية رغم ادعاءاتها، واحيانا تدخلاتها، الى جانب بعض ثورات الربيع العربي.
لا احد يستطيع ان يجزم بوجود تنسيق بين الاقتحامين، لاختلاف الجهات التي اقدمت على هذه الخطوة، ففي مصر كان اقتحام السفارة الامريكية عفويا، ونتيجة فورة غضب من إقدام مجموعة من الاقباط المتطرفين المقيمين في امريكا على انتاج فيلم يسيء الى الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما كان اقتحام القنصلية الامريكية في بنغازي مخططا له قبل مدة، ويتضح ذلك من ان اختيار الذكرى الحادية عشرة لهجوم الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) كموعد للتنفيذ.
تنظيم 'القاعدة' موجود في ليبيا، ولا احد يستطيع نكران ذلك، واعترف التنظيم رسميا بشنّ هجوم على القنصلية الامريكية في بني في شهر حزيران (يونيو) الماضي، بعد الاعلان عن اغتيال الشيخ ابو يحيى الليبي الرجل الثاني فيه، في غارة لطائرة بدون طيار في منطقة القبائل على الحدود الباكستانية ـ الافغانية.
ولم يكن من قبيل الصدفة ان يتزامن الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي مع اصدار الدكتور ايمن الظواهري زعيم التغازنظيم شريطا يؤكد فيه استشهاد الشيخ الليبي، ويتوعد بالانتقام من قاتليه الامريكان.
الادارة الامريكية تباهت في اكثر من مناسبة بإنهاء تنظيم القاعدة بعد اغتيال زعيمه الشيخ اسامة بن لادن في منزله الذي كان يقيم فيه مع اسرته في مدينة ابوت اباد الباكستانية، ولكن هذا التباهي لم يكن في محله تماما، فالتنظيم بات اقوى مما كان عليه في السابق، وها هو يستأنف تفجيراته بقوة في العراق، ويفتح فروعا في سورية، ويحتل مع حلفائه ثلاثة ارباع مالي جنوبي ليبيا، ويعزز سيطرته على منطقة الصحراء الافريقية الكبرى، وبعض مناطق المغرب الاسلامي.
' ' '
النظام الليبي يرفض الاعتراف بوجود تنظيم القاعدة على اراضيه، رغم ان أعلامه، اي التنظيم، ترفرف في احياء اكثر من مدينة، وبعض المؤمنين بعقيدته وأدبياته يدمرون الاضرحة والمساجد المبنية فوقها.
المفارقة ان هذا النظام الذي ما زال في طور التأسيس بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة، فاجأنا بتحميل مسؤولية الهجوم على القنصلية الامريكية لأنصار العقيد معمر القذافي، وظهر كأنه يستجير من الرمضاء بالنار.
نشرح هذه الجملة بالقول بأن القاء التهمة على النظام السابق وانصاره هو تهمة خطيرة، بل اخطر من وجود تنظيم القاعدة على الارض الليبية، لأن تنظيم القاعدة يحارب الامريكان والأضرحة مثلما يقول في بياناته، بينما انصار النظام السابق يريدون خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وتقويض قاعدة النظام الجديد تمهيدا للاطاحة به، مضافا الى ذلك ان هؤلاء يملكون اسلحة واموالا، وبعضهم مدربون تدريبا جيدا، وينتمون الى قبائل ليبية كبرى مثل الورفلّة والمقارحة والقذاذفة والترهونة وغيرها.

هيلاري كلينتون تعترف : أمريكا اسست تنظيم القاعدة

بعدما اطلقنا نداء للبحث عنها .. العثور على الطفلة بسنت متوفاة بحلوان


انا لله وان اليه راجعون

تم العثور على الطفلة : بسنت عصام محمدحسن متوفية
.
ونتقدم بخالص الشكر لكل شخص ساهم فى البحث والمشاركة فى العثور عليها وجزاكم الله خيرا
ونخص بالشكر رجال الشرطة المصرية وبالتحديد قسم شرطة الحوامدية ورجاله البواسل الذين ساهموا وساعدوا بقدر مااستطاعوا للعثور عليها
الضابط / عمرو شطا .ضابط مباحث
كابتن / احمد البكرى . امين شرطة

عن التجنيس الأمني في بلدان الخليج العربي



عبد الهادي خلف يكتب عن التجنيس الأمني في بلدان الخليج العربي

السفير:GDF
في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2007، فاز العداء البحريني مشير سالم جوهر في سباق الماراثون في إسرائيل، فأصبح بذلك أول رياضي من بلد عربي يشارك في بطولة رياضية إسرائيلية. لم يفرح البحرينيون بمنظر مواطنهم وهو يحمل علم بلادهم في إستاد طبريا الرياضي.

بل قابلوه بضجة استنكار، سارع بعدها اتحاد ألعاب القوى البحريني لشطب اسم ذلك العداء من قوائم الاتحاد، وقررت السلطات سحب جواز سفره وتجريده من اسمه البحريني. عاد المسكين إلى كينيا، بلده الأصلي، وإلى اسمه الحقيقي، ليونارد موشيروماينا، الذي اُشتهر به في الملاعب الرياضية قبل استقدامه إلى البحرين ضمن حملة تجنيس الرياضيين الأجانب.

لم تضع "فضيحة" العداء الكيني/البحريني نهاية لسياسة تجنيس الرياضيين في البحرين أو في غيرها من دول الخليج العربية. ففيما عدا الاشتراط على المجنسين الجدد عدم المشاركة في مسابقات رياضية في إسرائيل، لم توقف البحرين تجنيس الرياضيين. وكما رأينا في أولمبياد لندن مؤخراً، كان عشرة من ثلاثة عشر مشاركا ومشارِكة باسم البحرين هم من كينيا وإثيوبيا. فهؤلاء يمثلون بالنسبة للمسؤولين عن الرياضة البحرينية أسرع وسيلة، وربما أرخصها لرفع علم البلاد في المحافل الدولية. وما دام ممكنا الغرف من مخزون الرياضيين في أفريقيا وآسيا، فلن يجد المسؤولون سبباً لتوفير البنى التحتية والخدمات والخطط التدريبية اللازمة لإعداد رياضيين محليين. بل وربما رأى المسؤولون صحة نهجهم في الاعتماد على الخارج حين شاهدوا غالبية لاعبي كرة القدم وغيرهم من الرياضيين البحرينيين يساهمون في الاحتجاجات التي عمت البلاد في أوج انتفاضة دوار اللؤلؤة.
للتجنيس الرياضي مقابلٌ آخر أكثر انتشارا واكثر خطورة على النسيج الاجتماعي وعلى المستقبل السياسي في بلدان الخليج هو التجنيس الأمني. ويتمثل هذا في منح الجنسيات الخليجية لأجانب بعد تجنيدهم في القوات المسلحة والأمن والشرطة. تقليديا، وبحكم علاقات نمت في عهد الحماية البريطانية، كانت باكستان ومنطقة البنجاب الهندية المصدرِّين الأساسيين لعناصر الأمن في بلدان الخليج، في ما عدا السعودية. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت ازدياد أهمية دور اليمن كمصدِّر للعنصر البشري اللازم لتوسع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في جميع بلدان مجلس التعاون الخليجي.

رغم تعدد البلدان التي يُستجلب المجنسون الأمنيون منها، فلكل نظام خليجي أفضلياته. في البحرين مثلاً، يشكل الباكستانيون البشتون والبلوش غالبية عناصر الأمن والشرطة. وتعتمد قوة الدفاع على اليمنيين والسوريين، بينما يعتمد الحرس الوطني على المغاربة والباكستانيين البنجاب.

أكثر التبريرات المعلنة تكراراً للتجنيس الأمني هي الإشارة إلى ضعف القاعدة السكانية. إلا أن هذا التبرير لا يصمد أمام التمحيص، وخاصة في حالة البحرين التي تعاني من بطالة مزمنة بين الشباب، ولكنها تفرض منعاً مشدداُ على تشغيل المواطنين الشيعة منهم في القوات المسلحة والقوى الأمنية.

يفسر الهوس الأمني في البحرين جانباً من سلوك العائلة الحاكمة التي تعتبر أن البلاد غنيمة أخذتها بحد السيف. فرغم مرور أكثر من قرنين على "الفتح"، ما تزال السلطة تتصرف كسلطة فاتحين يخشون من أن ينقلب أهل البلاد عليهم.

ولهذا ترى العائلة الخليفية أن احتفاظها بما لديها من امتيازات مالية واجتماعية وسياسية يستلزم الاعتماد على المجندين الأجانب واستمرار الجدار الذي أقامته بينها وبين غالبية الشعب.

لا تكفي الإشارة إلى الهوس الأمني، بما فيه الخوف من الأغلبية السكانية، لتفسير انتشار الظاهرة نفسها في بقية بلدان مجلس التعاون الخليجي. فالعوائل الحاكمة في هذه البلدان تتصرف على أساس اقتناعها بأنها تملك تلك البلدان ملكية خالصة وخاصة. وأن لها وحدها حق التصرف فيها، وإن عليها وحدها مسؤولية أمنها وحمايتها.

ينعكس هذا الاقتناع في ما خبرته بلدان المنطقة منذ بدء إقامة الأجهزة الإدارية اللازمة لتنظيم تصدير النفط ، قبل سبعة عقود من ممارسات جعلت من شيخ القبيلة المتنفذة حاكماً في دولة لكنها منعت في الوقت نفسه تحول الرعية إلى مواطنين. ومع زيادة الموارد المالية والقدرات السياسية في حوزة العوائل الحاكمة منذ الطفرة النفطية الأولى في السبعينيات، إزدادت جهودها الهادفة لإبقاء الرعية رعية، تتلقى المكرمات ولكن لا حق لها في المشاركة في القرارات التي تتخذها العوائل الحاكمة، ناهيك عن مساءلتها.

ولهذا نرى أن جميع العوائل الحاكمة في الخليج لا تكتفي بإحكام سيطرتها المباشرة على الموارد المالية لبلدانها بل وعلى قدراتها الأمنية والعسكرية. وفي هذا السياق، يلعب التجنيس الأمني دوراً أساسيا في تمكين العوائل الحاكمة من ذلك دون الاعتماد على الرعية.

لم يختبر أحدٌ حتى الآن مدى فاعلية المجنسين الأمنيين خارج مهمات القمع الداخلي. فلم تقع نزاعات عسكرية كبرى تطلبت تدخل قوات مؤلفة من مجندين أجانب في منطقة الخليج. ولهذا يبقى مستقبل أمن الخليج محفوفاً بالغموض. فليس ثمة سبب معقول لعدم افتراض أن يقوم مجنسون أمنيون بأفعال غير محسوبة مثلما فعل قبل خمس سنوات مجنس رياضي حمل علم البحرين في إستاد رياضي في إسرائيل.

إبراهيم زهران خبير البترول العالمى لـ"الشعب": 5 تريليونات دولار نهبها نظام "مبارك" ونصيب اسرائيل 500 مليار


الكيان الصهيونى نهب 500 مليار دولار من حقول بترول وثروات مصر المعدنية

** سامح فهمى قال كلامًا مغلوطًا عن الغاز فى التلفزيون.. فرد مبارك: "عال عال" رغم علمه أنه يكذب!

** تصدير الغاز إلى الكيان الصهيونى كان جزءًا من ترتيبات "التوريث".. وخط الغاز الإيرانى هو الحل المثالى للأزمة

 ** وثائق قضية الغاز تؤكد أن حسين سالم كان يحصل على 3 ملايين دولار "عمولة يومية".. وتصدير الغاز للصهاينة كان جزءًا من قضية التوريث
 ** "فهمى" صدر المليون وحدة حرارية بـ75 سنتًا، واستورد "مازوت" لمحطات الكهرباء بسعر 8.5 دولارات ونصف للمليون وحدة حرارية، فكانت النتيجة الحتمية هى عجز ميزان المدفوعات!!
 جريدة الشعب -
حوار: شريف عبدالحميد 
كشف خبير البترول العالمى د. إبراهيم زهران -أحد خبراء الطاقة المعدودين فى العالم- عن أن نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك نهب 5 تريليونات دولار من أموال الدولة خلال 30 عامًا، مؤكدا أنه قبل تولى سامح فهمى وزارة البترول كانت الوزارة تضخ 605 مليار دولار سنويًا إلى خزانة الدولة، ولكن فى عهده أصبح التوريد بفعل فاعل "صفرًا"!
 وفى هذا الحوار الكاشف، يلقى د. زهران الضوء على أسرار صفقة الغاز المصرى التى أبرمها نظام مبارك مع الكيان الصهيونى، وعن دور سامح فهمى وعمر سليمان فيها:
 * فى البداية نود أن نعرف ما قصة صفقة تصدير الغاز المصرى إلى الكيان الصهيونى؟
 ** فى عام 2001 فوجئت بوزير البترول الأسبق "سامح فهمى" وقد وقع 16 اتفاقية لتصدير الغاز، فكتبت محذرًا من تصدير الغاز فى ظل نقص البترول وعدم اكتشاف حقول غاز أخرى، ثم فوجئت أيضًا بأحد سكرتارية الرئيس المخلوع مبارك فى مكتبى، يقول لى إن الرئيس يطلب منّى تقريرا حول الغاز، فكتبت التقرير فى فبراير 2002 وحذرت فيه من تكرار مأساة المكسيك، وأن كل ما يقال عن الاكتشافات الجديدة لحقول الغاز كلام مغلوط. وظللنا لمدة 6 أشهر فى محاورات، ثم أبعد "مبارك" سامح فهمى عن ملف الغاز وسلمه إلى عمر سليمان، وبعد 6 أشهر تدخل حسين سالم فى الموضوع بسبب العمولات، فعاد سامح فهمى وعرض فى برنامج تلفزيونى على الهواء كل الكلام المغلوط، وسط إعجاب مبارك الذى رد بكلمة "عال.. عال"، رغم علمه بأن هذا الكلام كله مغلوط، فاتصلت بعد البرنامج بالشخص الذى كان وسيطا بينى وبين مبارك لأنى لم أذهب قط إليه، فسألنى عن رأيى فيما عرض على التلفزيون فقلت له إننى كنت أعتقد فى الأول أن الحكاية هى طرف يضحك على طرف، لكن ما بثه التلفزيون أوضح لى أن الطرفين يضحكان على الشعب، وكانت هذه بداية دخولى فى قصة الغاز المصرى.
 *وماذا حدث بعد ذلك؟
 ** بعدها وجدت أن الدنيا كلها تسير فى اتجاه تصدير الغاز. وكانت بداية التصدير فى عام 2005، وصاحب هذه البداية انهيار إمداد الغاز لمحطات الكهرباء التى كانت تستهلك وقتها 98% من وقودها غازا، فلما بدأ تصدير الغاز انخفضت النسبة إلى 38%. وقتها صدر "فهمى" المليون وحدة حرارية بـ 75 سنتًا، واستورد "مازوت" لمحطات الكهرباء بسعر 8.5 دولارات ونصف للمليون وحدة حرارية، فكانت النتيجة الحتمية هى عجز ميزان المدفوعات.
 وقتها كانت الخزانة تستقبل من وزارة البترول حوالى 605 مليار دولار سنويًا إلى جانب دعم المنتجات، لكن فى عام 2000 أول أعوام سامح فهمى انخفضت إلى 150 مليون دولار، ثم تضاءلت فى العام الذى يليه إلى 25 مليون دولار، والعام التالى "صفر"، والذى يليه أيضًا "صفر"!
 وفى 2005، بداية التصدير، حدث العجب، فقد أخذ سامح فهمى من وزارة المالية 20 مليار جنيه ليتحول قطاع البترول من قطاع اقتصادى "يصرف" على البلد إلى قطاع يطلب المعونة من الدولة. وما يؤكد كلامى هذا أنه فى سنة 1992، اتصل الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء وقتها بوزير البترول حمدى البنبى وطلب منه أن تضمن وزارة البترول الحكومة لدى البنك الأهلى فى قرض لشراء القمح، فاتصل البنبى بوكيل الوزارة ليرسل خطاب ضمان إلى البنك الأهلى بـ150 مليون دولار إلى مجلس الوزراء لشراء القمح، وهو ما يبين قوة قطاع البترول الذى وصل به الوضع فى 2005 إلى أن يأخذ من المالية 20 مليارا. وسنة بعد الأخرى، تراكمت الديون حتى وصلت إلى 114 مليار بسبب تصدير الغاز "ببلاش" وشراء البديل بمبالغ باهظة، وهو ما يؤكد سوء إدارة الموارد.
 *وفى تقديرك.. ما أسباب تصدير الغاز للعدو الصهيونى؟
 ** تصدير الغاز للصهاينة كان جزءا من قضية التوريث، وهو موضوع شبيه بقصة المجمع الانتخابى، وكان حسنى مبارك أيضًا له "مجمع انتخابى" يقدم فيه أوراق اعتماده، مقره تل أبيب التى كانت تراه كنزًا إستراتيجيًا، وقدم أوراق اعتماده بتسهيل ضرب العراق وحصار غزة وضرب "حزب الله"، وهو السبب الذى جعل تل أبيب تطالب واشنطن بالإبقاء عليه فى 2005 عندما أرادت أمريكا أن تنقلب عليه، وفى آخر أيامه كان يريد تقديم أوراق اعتماد جمال مبارك، فكانت صفقة الغاز وما تبعها من اتفاقات وصفقات.
 * ماذا عن البنود السرية للاتفاقية؟
 ** الاتفاقية نفسها لم تكن موجودة وحصلنا عليها وقدمناها فى المحكمة بأعجوبة، وفى بلاغى الذى قدمته للنائب العام تكلمت عن 16 اتفاقية ولكنى لم أستطع الحصول إلا على اتفاقية العدو الصهيونى.
 * وما دور عمر سليمان وسامح فهمى فى الصفقة؟
 القضية كانت مع سامح فهمى منذ البداية، ثم ذهبت إلى عمر سليمان، ثم عادت إلى سامح فهمى مرة اخرى كما أوضحنا، لكن "فهمى" كان له دور فى شراء أسهم جمال وعلاء مبارك فى معمل تكرير "ميدور" المقدرة بـ 33%، والقيمة الاسمية للسهم كانت 1400 دولار ارتفعت إلى 2400 دولار فى ليلة لمجاملة جمال وعلاء، وهذه خيانة للبلد.
 *ومتى أطلقتم حملة "لا لنكسة تصدير الغاز المصرى"؟
 أطلقناها فى 2005 كرد فعل على تصدير الغاز، أنا والسفير إبراهيم يسرى ومحمد أنور أشرف السادات، ثم بدأت أكتب وأشرح للناس عن فضائح تصدير الغاز، وقد لاقت الحملة صدى شعبيًا فى مصر والعالم العربى، لدرجة أنى كنت عندما أذهب إلى صنعاء أو البحرين أجد لافتات "لا لنكسة الغاز"، وهو ما يؤكد الكراهية العربية للعدو الصهيونى.
 وفى 2007 قام السفير إبراهيم يسرى بتحريك دعوى فى مجلس الدولة، لمنع تصدير الغاز. وقتها كنت فى اليمن فاتصلت به وأخبرته بأنى سأرسل له التوكيل فى الحقيبة الدبلوماسية. وكان السفير "يسرى" متمكنا فى الشق القانونى، لكن هذا الشق فى مثل هذه القضية لن يمثل حوالى 20%، لهذا ترافعت فى القضية لتوضيح الشق الفنى. وفى كل مرافعة كنت أقدم مذكرة وافية شاملة للمحكمة، فجاء الحكم غير متوقع بالنسبة لنا من القاضى المحترم المستشار محمد أحمد عطية، حيث حكم لنا القضاء الإدارى، وقامت الحكومة بالطعن على الحكم وللأسف وافقت لجنة إبراهيم الصغير على طعن الحكومة، ودخلنا فى جولة جديدة أمام المحكمة الإدارية العليا.
 وقتها كان المستشار محمد أحمد الحسينى -رئيس مجلس الدولة- هو الذى أعطانا حقنا كاملًا أثناء الجلسات، رغم بلطجية سامح فهمى الذين اعتدوا علينا بالضرب مرارا وتكرارا فى نقابة المحامين، وفى النادى النهرى للنقابة، لكن المستشار الحسينى كان يحفظ أداء المحكمة تمامًا، وكان يعنّف من يتجاوز. وفى 27 فبراير 2010 حصلنا على الحكم النهائى، وكتب الحسينى فى حيثيات الحكم أن تصدير الغاز لا علاقة له بكامب ديفيد وأنها اتفاقية تجارية ليست من أعمال السيادة، لكن إرضاءً للحكومة وضع ديباجة بأنه إذا كانت الاتفاقية من أعمال السيادة فلا دخل للمحكمة بها، وأوصى بإلغاء القرار 100 الذى نتج عنه التعاقد مع حسين سالم وتصدير الغاز للعدو الصهيونى، وحدد ثلاث آليات لإمكانية تصدير الغاز، وهى مراعاة ما إذا كان السوق المحلى فى حاجة وإعطائه الأولوية، ومراعاة الأسعار العالمية، وأن الاتفاق لا تتعدى مدته سنة أو سنتين، وكان الحكم فى مجمله رائعا لكن فوجئنا بزبانية سامح فهمى يكبرون ويهللون فى الإعلام، اعتقادًا منهم أنهم كسبوا القضية، وهو ما فندناه فى العديد من الفضائيات التى روجت لهذا الاعتقاد الخاطئ.
 *هل تم تنفيذ الحكم؟
 ** توجهنا لحكومة نظيف لتنفيذ الحكم بإيقاف تصدير الغاز، لكنها لم تكن تسمع لنا أبدًا، وهو ما لم يتغير بعد الثورة فى حكومة شفيق، وكذلك فى ظل حكومة شرف، لكنى لم أخاطب حكومة الجنزورى لأن الكلام معها لا جدوى منه، فخرجت إلى وسائل الإعلام بوثائق القضية التى تؤكد أن حسين سالم يحصل على عمولة يومية 3 ملايين دولار من صفقة تصدير الغاز، وقررت رفع دعوى لتنفيذ القرار، فأخبرنى الوزير أنه لا ذنب له وأنه فى انتظار الأوامر من المجلس العسكرى، فلما علموا أن إيقاف تصدير الغاز لا مفر منه قرروا أن يأخذوا الخطوة ليظهروا فى دور البطولة، وأنا كل ما كان يهمنى هو إيقاف تصدير الغاز للعدو الصهيونى دون الاهتمام بمن نفذ القرار ولماذا؟
 *هل يمكن إعادة تصدير الغاز مجددًا؟
 ** لا يستطيع المجلس العسكرى أو أى أحد إعادة تصدير الغاز طبقا لحكم المحكمة، كما أنه يجب مراعاة احتياج السوق المحلى أولًا، حيث إن محطة "الكريمات" جنوب القاهرة أكبر محطة فى مصر لتوليد الكهرباء والتى تنتج أكثر من السد العالى مرة ونصف، متوقفة لعدم وجود غاز، إضافة إلى محطتين فى النوبارية ستتوقفان قريبًا لعدم وجود غاز. فإذا كان السوق المحلى به عجز، فهل نصدر الغاز للخارج؟!
 *وكيف تنصّب حكومة الثورة عبد الله غراب الذراع الأيمن للوزير الخائن؟
 ** نحن لا نختار الوزراء بل يختارهم المجلس العسكرى، او بالأدق اختاره سامح فهمى، وهو من اختار محمود لطيف من بعده. وعندما كنت فى بالنيابة أدلى بأقوالى بارك لى وكيل النائب العام بخروج "فهمى" من الوزارة، فقلت له "اقلب الصفحة" فوجد مصائب الوزير الجديد فى قضية الغاز، فطلب منى عدم الحضور فى اليوم التالى رغم أنى كنت أدلى بأقوالى بصفة يومية، وذهب الوكيل إلى المجلس العسكرى وقال لهم إنه سيحيل الوزير الجديد للتحقيق بسبب التهم الموجهة إليه، فأجبر المجلس العسكرى على رحيل محمود لطيف، لكن "فهمى" اختار عبد الله "غراب" مرة أخرى. غير أن أهم ما تضمنه الحكم على سامح فهمى والآخرين هو التعويض البالغ 2700 مليون دولار، وهو أعلى تعويض حكمت به المحاكم المصرية.
 *وهل البترول والغاز المصرى منهوب؟
  ** بالطبع، وأكبر دليل على نهب ثروات مصر ما قالته كاثرين أشتون المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبى، من أن إجمالى ما تم نهبه من مصر خلال الثلاثين عاما الأخيرة 5 تريليون دولار.
 * وكم يصل احتياطى البترول الخام فى مصر؟
 ** الحكومة تقول أرقاما على هواها، فهى تقول إن الاحتياطى 4.9 مليار برميل، لكن فنيًا أنا أنتج 10% من الاحتياطى فى السنة أى أننى سأنتج 490 مليون برميل فى السنة، يعنى مليون و2. برميل يوميا، لكن فعليا مصر تنتج نصف مليون برميل يوميًا، فإما أن يكون رقم الاحتياطى خطأ، أو أنك تعمل بطريقة خطأ، وهو شىء مستبعد لأن "الخواجة عايز يلمّ فلوسه"، وبالتالى فهو لن يتهاون، إذن فرقم الاحتياطى خطأ، وبالتالى فإن أرقام الاحتياطى المعلنة من قبل الحكومة أكثر من ضعف الحقيقة.
 *يقال إن مصر تنازلت للكيان الصهيونى عن حقول بترول بـ 200 مليار دولار فى سيناء؟
 ** منذ أن احتل العدو الصهيونى سيناء فى 1967 وحتى عودتها يقدر استنزاف حقول البترول والثروات المعدنية والمياه بـ 500 مليار دولار، وعلى الحكومة التقدم بطلب استرداد حقنا من العدو الصهيونى، وهذا الموضوع لا يسقط بالتقادم.
 *أخيرا.. كيف ترى مستقبل الطاقة والطاقة البديلة فى مصر؟
 ** مستقبل الطاقة فى مصر غير مبشر لعدم وجود إمكانيات، وفى الـ12 سنة الأخيرة هرب المستثمر الجاد، وبقى المستثمر المغامر فى البورصة أو مستثمر غسيل الأموال، وكلاهما لا يبنى اقتصادًا، لهذا يجب أن تعيد بناء نفسك "على نظافة". أما الطاقة البديلة فمازال سعرها عاليا، وبالتالى نحن بعيدون عنها.

14 سبتمبر 2012

المقال الثاني الذي امتنعت جريدة الوطن البحرينية عن نشره




بعد اليمن ... أين ستكون الضربة الثانية؟

نزار السامرائي
لا يعني الإعلان في صنعاء عن اكتشاف شبكة تجسس إيرانية معمرة والذي جرى قبل عدة أسابيع، ويقودها أحد الضباط الكبار في الحرس الثوري الإيراني، والتي كانت تعمل بواجهات تجارية، أن إيران اكتفت بهذه الشبكة من أجل ضمان تدفق مستمر للمعلومات التفصيلية عن الخطط السياسية التي تعتمدها الحكومة اليمنية لمواجهة الأخطار الداخلية، وخاصة تلك التي نتجت عن حركة الحوثيين المتمردة، والتي تسعى لربط اليمن الزيدي الشافعي، بعجلة ولاية الفقيه والتي تعد آخر صرعة من صرعات حركات الزندقة التي تخرج على الإسلام من بلاد فارس، وإيران تفعل ذلك بعد أن تغدق في تقديم  الإغراءات المادية وتقديم الزمالات الدراسية المجانية في إيران ومع مرتبات مجزية، وطرح المفاهيم المسطحة من أجل نشر أفكار الزعامة الطائفية في إيران، والتي ترى في نهجها الديني والمذهبي، الخيار الصحيح الوحيد في العالم، وبالتالي فهي تكفّر كل أتباع الديانات والمذاهب الأخرى، في نظرة متعالية وغبية في آن واحد، تتماهى مع نظرية شعب الله المختار التي تطرحها الحركة الصهيونية عن بني إسرائيل، وتسعى لحذف أتباع الديانات والعقائد الأخرى وإلغائهم من الوجود بهدر دم أتباع الديانات والعقائد الأخرى، إن استعصى حذفهم من خارطة التأثير السياسي والديني.
إن وجود شبكة التجسس في اليمن لهذه المدة الطويلة نسبيا من دون أن يتم اكتشافها من جانب الأجهزة الأمنية، يسجل نقطة سلبية على أداء هذه الأجهزة من جهة، ويطرح سؤالا ملحا عما إذا كانت هي الوحيدة الناشطة في الساحة اليمنية، وهل يعني ذلك عدم وجود شبكات أكبر عمرا وتأثيرا، في معظم دول الجزيرة والخليج العربي، من الشبكة التي تم اكتشافها في اليمن، فمن المعروف أن طول تركيز إيران لنظرها على منطقة الجزيرة العربية، أصابها بحَوَلٍ سياسي لا يرجى الشفاء منه، وجعلها تنسى سائر البقاع الأخرى، مع التأكيد بأن ذلك يرتبط بالمنطقة التي ظلت إيران تنظر إليها على مر العصور، بأنها منطقة المجال الحيوي لها، متجاهلة حقائق التاريخ، أن هذه المنطقة هي وحدها التي أزالت الامبراطورية الفارسية من الوجود، وربما إلى الأبد، وقطعا فإن الصدفة وحدها هي التي أدت إلى اكتشاف هذه الشبكة، وإذا ما تم اعتماد الصدفة في التعاطي مع مثل هذا الملف الخطير، فمعنى ذلك أن البصرة، سيصيبها الخراب كما يقول المثل العراقي، قبل أن توضع الخطط الكفيلة بدرء الأخطار الإيرانية التي تهدد المنطقة، وربما يتعلق الأمر بتفعيل أعلى مستويات التنسيق بين الأجهزة الأمنية، إلا أن ذلك وحده ليس كافيا، فالمطلوب تحصين المواطن العربي فكريا وثقافيا وماديا لمنع إيران من توظيف شعاراتها الطائفية البالية، والتي تجد مادتها الخصبة في المجتمعات الفقيرة والجاهلة، حيث تنتعش الخرافات والأفكار الفاسدة، والتي تجد فيها الحركات الدينية والسياسية الفاشلة، أفضل ساحة لكسب المريدين والأتباع المغمضي العيون.
لعبة الكبار
مع أن بلاد فارس أخذت فرصتها في أن تكون قوة إقليمية ودولية كبيرة قبل الإسلام، وبعبارة أقرب إلى الواقع، امبراطورية تتحكم في طرق المواصلات البرية والبحرية، إلا أن نهايتها الحزينة على يد جيوش الفتح العربي الإسلامي، وكنس اليمن وسائر أراضي الجزيرة العربية من وجودها الطارئ والقصير الأمد، ترك على ما يبدو غصة في حلق الزعامات الإيرانية المتعاقبة، لم تنفع معها كل عمليات الترقيع أو التجميل التي أخضعت بلاد فارس نفسها لها، ويدلنا التاريخ العربي أن لإيران وجودا عسكريا في اليمن قبل الإسلام، ولكنه سرعان ما تلاشى مع رياح التغيير الأولى التي انطلقت من أم القرى، ولكن الزعامات التي تعاقبت على حكم بلاد فارس، لم تستطع التحرر من عقدة الهزيمة المرة التي مني جيشها الذي كان أكبر جيوش العالم في ذلك الوقت، على يد رجال حملوا من الإيمان ما كان كافيا لحذف بلاد فارس من خارطة التأثير، فأرادت تعويضها بعقلية الهيمنة والتوسع، حتى عندما كانت بلدا يعاني من الانقسامات والتشرذم، أو في أضعف الأحوال التي تعيشها الدول، فعقدة الامبراطورية تعشش داخل الرؤوس، ويجدها المراقب متناثرة في الأدب الفارسي وخاصة الشعر، وبعد دخول الإسلام إلى بلاد فارس، تم توظيفه توظيفا سياسيا بعيدا عن مراميه الحقيقية، وخاصة في الإساءة إلى مادة الإسلام الحقيقية، أي العرب، فالمعممون السود منهم والبيض على حد سواء، حينما يذكرون العرب، فإنهم يصفونهم بالأعراب، والقصد من هذا واضح تماما، فهم يربطون هذا الوصف بالآية الكريمة التي تقول، (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله)، فمن هم الأجدر بمعرفة حدود ما أنزل الله على عبده، هل هم العرب الذين نزل الكتاب بلسانهم؟ أم هم الفرس الذين لن يستطيعوا فهم أحكامه ما لم يتعلموا لغة القرآن؟ ومع ذلك فأن لحنهم بالقول سرعان ما يدل عليهم.
لم يكتف معممو إيران بهذا التفسير الضال والمغرض لآيات الله، وإنما ذهبوا بعيدا، فقد قال بعضهم في نشوة الانتصارات المؤقتة التي حققتها القوات الإيرانية في الحرب العراقية الإيرانية في عقد الثمانينات من القرن الماضي، إن هذا وعد إلهي قاطع للفرس بتسليمهم الراية من العرب، وذهبوا بعيدا في تأويل آيات القرآن الكريم، فقد فسروا قوله سبحانه، (إلاّ تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم)، على أنه دليل على أن الفرس هم الذين اختارهم الله بدلا من العرب في حمل الأمانة، وهنا وضعوا أنفسهم في موضع العرب الذين اختارهم الله لرسالته الخاتمة للرسالات السماوية، وذهبوا بعيدا في  تفسير ما جاء في الآية 54 من سورة المائدة، والذي تقول، (يا أيها الذين أمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين...)، على أنها تخص الفرس من دون سائر الأقوام الأخرى، وقد شاعت هذه الموجة من الثقافة الدينية المسيسة والبناء الفكري، بعيد تسلم الخميني للحكم في إيران، وأخذت مدى بعيدا أثناء حرب الثماني سنوات، في محاولة لرفع معنويات الجنود والحرس الذاهبين إلى طاحونة الموت، ونشطت في تلك الحقبة عمليات وضع الأحاديث التي كانت تنسب بإصرار إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولعل أكثرها إثارة لدهشة المتابعين، ما نسب للرسول الكريم من حديث يبشر فيه بخروج رجل من قم ليجدد الإسلام بعد طول ضياع، وهذه اشارة مباشرة للخميني من واضعي الحديث بأنه سيحمل راية الدين ويجدده بعد قرون طويلة من الضياع، ومثل هذا الكذب حصل الكثير لإخافة العراقيين بالدرجة الأولى من عاقبة الحرب والتي ستكون نهايتها لصالح إيران.
مجزرة عدن وحرب الرفاق الأعداء
في عام 1986 كان مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية الحالي على خامنئي، رئيسا للجمهورية، وكان مخططا في بداية ذلك العام أن يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية اليمن الجنوبي، ذات التوجه الماركسي، ولكن مذبحة اللجنة المركزية للحزب الحاكم في عدن في كانون الثاني/ يناير من ذلك العام، والتي راح ضحيتها عبد الفتاح إسماعيل الأمين العام للحزب، وعدد من قيادات الحزب الحاكم من بينهم علي عنتر وزير الدفاع، ودخول اليمن الجنوبي بداية النفق المظلم، وأدى إلى جر السوفييت إلى دائرة الدخول في التفاصيل لفض المنازعات المستحكمة بين الرفاق المتشاكسين، وكان من بين نتائج تلك المجزرة، تأجيل زيارة خامنئي لليمن الجنوبي، والتي لم تتحقق بعد ذلك أبدا، وكان من آثار الأزمة المستعصية التي عاشتها اليمن الجنوبية، أن وجدت خلاصها بالوحدة مع الوطن الأم أي اليمن الشمالي، وبهذه الخطوة أحست الزعامة الإيرانية، أنها خسرت حليفا قويا من داخل الأسرة العربية، في مواجهة العراق، ليضاف إلى سوريا وليبيا في خرق ميثاق الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، ومنذ اليوم الأول للوحدة بدأت إيران تحركا مزدوجا تجاه اليمن، ففي الجنوب حيث لا تنفع الشعارات الطائفية، تبنت الزعامة الإيرانية شعار مقاومة النفوذ الأمريكي في المنطقة وملاحقة وجود الأساطيل الأمريكية في البحر العربي وما يمكن أن تمثله من تهديد لليمن، حيث تتناغم أصداء هذا الشعارات مع المخبوء من المشاعر الجنوبية ذات التوجه الماركسي، وتلخص الهدف الإيراني بتحريض الجنوبيين على الانفصال، حتى لو تم التذكير بالتهميش الطائفي من جانب نظام الحكم الزيدي لسنة الجنوب، فإيران ترى في وحدة اليمن، حاجزا يحول دون تغلغلها هناك.
 أما في الشمال فقد وجدت إيران في الخطاب الطائفي مدخلا كبير الأهمية لمد نفوذها وخاصة في منطقة كانت تعاني من حالة عدم استقرار سياسي وأمني، وتهميش اقتصادي، وهي منطقة صعدة، فتحركت الآلة السياسية والأمنية المستندة على الفتوى الدينية من الولي الفقيه وحوزة قم، والمدعومة ماديا وبشريا من الحرس الثوري، لكسب المؤيدين في المنطقة من الحوثيين، والذين تحولوا عن المذهب الزيدي إلى المذهب الجعفري الاثني عشري، مع تسليم سياسي بنظرية ولاية الفقيه، وهذا أقصى ما كانت إيران تخطط له في خطوتها الأولى، وبدأت صفحة العبث بأوضاع شمال اليمن، لتتضافر مع تحريك لقوى الانفصال الجنوبي، في سياق يهدف إلى زعزعة الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن، مع تحريك جناح تنظيم القاعدة المرتبط بإيران لوجستيا، وتقيم بعض قياداته في إيران نفسها، وهكذا لعبت طهران في الشأن الداخلي للجزيرة العربية، على نحو يجعل من كل الملفات مؤجلة الحل وجاهزة للفتح عند الضرورة.
تركيز الجهد على جبهة واحدة
استغلت إيران انشغال الوطن العربي بمعارك أكثر جذبا لانتباه أجهزة الإعلام الإقليمية والدولية، لاستكمال حلقات تدخلها في اليمن، ونتيجة لنشاط تنظيم القاعدة في الجنوب خاصة، فقد حشرت الزعامة اليمانية في زاوية حرجة، بشأن أسبقية الخيارات العسكرية وأي العدوين يجب مواجهته أولا، وعندما كانت معركة صعدة على وشك تحقيق النصر النهائي نتيجة دخول القوات السعودية على خط المعركة، حركت إيران خلايا القاعدة المرتبطة بها لتشديد العمليات العسكرية على الجيش اليمني، من أجل تشتيت جهده على أكثر من جبهة، ولما كانت الولايات المتحدة تبالغ أكثر مما يجب أو تتظاهر، في خطر تنظيم القاعدة على الأمنين الإقليمي والدولي، فقد كان طبيعيا أن تقدم واشنطن نصائحها المغرضة لصنعاء لوقف المعركة في صعدة والتوجه لحرب القاعدة، عندما كانت المعركة على مشارف نصر يمني سعودي لامع، وبقيت نار الفتنة تحت رماد المصالح السياسية المتصادمة للقوى الإقليمية والدولية، ووجد الحوثيون في هذا التحول فرصتهم التاريخية لاسترداد الأنفاس، وإعادة تنظيم صفوفهم وقواتهم، بعد وصول المزيد من الإمدادات الإيرانية، استعدادا لمعركة مؤجلة لا بد أن تكون فاصلة.
خطة إيران في اليمن يمكن تأشيرها على محورين، الأول شطر الجنوب تحت وابل من الغبار والضباب الذي يحيط بساحة المعركة، والهدف الرئيس لهذا الشطر هو إضعاف اليمن في مواجهته لمشروع التغلغل الإيراني في الشمال، وخاصة في توسيع رقعة نشاط الحوثيين، من حيث العدد ومن حيث الرقعة الجغرافية التي يتواجدون فوقها، وهذا الهدف لا يريد التوقف عند هذا الحد، بل يسعى لإحكام الطوق على المملكة العربية السعودية من الجهات الأربع، والبدء بالطرق الخارجي عليها مع تحركات داخلية من خلايا ظلت تتلقى الدعم المتعدد المحاور والأوجه، تهدف في نهايتها إلى السيطرة على الحرمين الشريفين، لما لهما من تأثير وإشعاع فكريين على ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهو الهدف الذي فشلت إيران في تحقيقه عام 1987 عندما تحرك مئات من عناصر حرس الثورة للسيطرة على الحرم المكي، وإعلان البيعة للخميني إماما للمسلمين، وهي الخطة التي أحبطتها أفواج الحجيج بمساعدة أجهزة الأمن السعودية، كانت إيران تريد تحويل الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى منابر تبشر بولاية الفقيه المطلقة وما تضيفه من انحرافات فكرية تخل بعقيدة التوحيد، وتدخل الإسلام في نفق مظلم من البدع والخرافات والممارسات الضالة.
 فهل هناك خطة مضادة للمشروع الإيراني، وهل يستطيع بلد بإمكانات اليمن المادية خوض مثل هذه المعركة منفردا ونيابة عن الدول المستهدفة بالخطة الإيرانية؟
من المهم البحث عن تجميد لإحدى صفحات المواجهة التي يخوضها اليمن، وخاصة المواجهة مع تنظيم القاعدة التي تعد مطلبا أمريكيا بالدرجة الأساس وسحب البساط من تحت أقدام هذا التنظيم، فليست كل الحروب يتم حسمها في ساحات القتال، بل أن معظم الحروب التي عانت شعوب العالم من ويلاتها، انتهت في صالات الاجتماعات المغلقة بعيدا عن دخان المدافع وقصف الطائرات، ويمكن تأشير استثناء واحد في العالم وعلى مر العصور، وهو أن إيران لم تستجب طيلة تاريخها لنداءات وقف إطلاق النار والركون إلى المفاوضات، بل كانت على الدوام ترغم على التراجع في ساحات القتال، على قبول السلام الذي لا يختلف كثيرا عن طعم السم، كما عبر عن ذلك الخميني في رسالة قبوله لقرار مجلس الأمن 598 والذي أنهى القتال بين العراق وإيران وإن لم ينه حتى اليوم حالة الحرب بينهما، لذلك فإن التوجه للخطر الإيراني يجب أن يحتل مرتبة الأولوية في أي جهد عربي يسعى للتحرر من الضغوط الخارجية التي تستخدم أدوات داخلية في كثير من الأحيان.
درس من السودان
مرت سنة واحدة على انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم، عبر مخطط ساهمت فيه المشاعر الشخصية من حب وكراهية، تجاه نظام الرئيس عمر البشير، كان للرئيس المصري المعزول حسني مبارك، والزعيم الليبي السابق معمر القذافي، أكبر الأدوار في حصر البشير في زاوية المخايرة بين انفصال الجنوب وتفتت السودان وضياع ملكه، أو القبول بحق تقرير المصير لسكان الجنوب، الذين تلقوا دعما عسكريا واسع النطاق من القذافي، وسياسيا تحريضيا من جانب مبارك ربما يقع في مقدمة أسبابها تعرض مبارك لمحاولة اغتيال في اديس ابابا واتهم السودان بتدبيرها، ولقد عانى الوطن العربي طويلا من انعكاس المزاج الشخصي لحكامها، على قراراتها السياسية ومواقفها الاستراتيجية من دول أخرى يحكمها زعماء لا تتوفر فيهم شروط الارتياح الشخصي، من جانب دول كبيرة وقادرة على التأثير سلبا على أوضاعها السياسية، ولكن اللافت أن نظام الحكم الإسلامي في إيران، كان أول بلد في العالم يقدم دعما مفتوحا لحركة جون قرنق، وكان يطلق عليها وصف الانتفاضة الإسلامية!!!، التي تواجه نظام حكم معاد للثورة الإسلامية في إيران، وظلت قنوات الاتصال بين مكتب حركات التحرر في الحرس الثوري الإيراني، وحركة قرنق حتى عندما كانت الحكومة السودانية برئاسة الصادق المهدي تسرّع خطواتها وتبذل ما في طاقتها من أجل الحصول على شهادة حسن السلوك من الخميني.
المهم أن إيران تبحث لنفسها عن قضايا معطلة وخلايا نائمة على استعداد لبيع نفسها لمن يدفع أكثر، وإيران تفعل ذلك من أجل امتلاك وسائل الضغط على البلدان العربية والإسلامية داخليا، والتأثير على قراراتها السياسية، وربما يتحمل القذافي جانبا مهما من تجزئة السودان، إلا أن إيران وإسرائيل هما الطرفان اللذان تظهر صورتهما على شاشة الأحداث المفصلية، كلما تم البحث في الأعماق البعيدة والملفات الأكثر سرية، من تاريخ الخطط الهادفة إلى إضعاف الأمة.
وبعد سنة من قيام دولة السودان الجنوبية، بدأت الصفحة الثانية من أسوأ ما تعرض له الأمن القومي العربي الجماعي، فقد وقع وفدان من دولة السودان الجنوبية ومن إسرائيل على اتفاقية تقدم فيها الأخيرة الخبرة الهندسية لاستغلال مياه النيل، مما يعرض الحصة القانونية لكل من مصر والسودان إلى خطر داهم، يمكن أن يحرم  مصر والسودان من مصدرهما الوحيد من المياه، وقد تذهب إسرائيل في علاقاتها القديمة الجديدة مع حركة الانفصال في جنوب السودان، والتي كانت ترفض بعناد غبي ما كان يطرح عن علاقاتها مع إسرائيل وتستوي في هذا كل حركات التمرد التي عرفها العراق وبلدان عربية أخرى، إلى تحقيق عدة أهداف في وقت واحد منها ممارسة الضغط على الحكومة المصرية الجديدة لتدفعها نحو الالتزام بمعاهدة السلام، ومنها عقد اتفاقيات لاحقة مع كل من أثيوبيا وجنوب السودان لإطلاق كميات ثابتة من المياه، خارج حصة مصر والسودان شريطة تحويلها إلى إسرائيل بواسطة أنابيب تمتد تحت قناة السويس، وبخلافه قد تتعرض حصة مصر للقطع الجزئي مما يهدد مصير البلد الذي ظل المؤرخون يطلقون عليه وصف هبة النيل.
والحرب أولها كلام
تعتمد إيران على ما تبثه عشرات الفضائيات الطائفية لتبث عوامل الفرقة والضغينة، والتي تركز على القضايا الخلافية والتي لم تنجح جهود العلماء لمئات السنين من إيجاد حل لها، لأن إيران وفكرها الذي يجد مناخه الملائم وسط أجواء الفتنة والانقسام، وجد في هذه الفضائيات أقصر الطرق لطرح وجهات نظرها، بصرف النظر عن مدى قبول تلك الأفكار من عدمه، وهنا تطرح قضية في غاية الأهمية عن الجدوى من أي مشروع إعلامي وعما إذا كانت النتائج المتحققة منه متناسبة مع حجم الإنفاق عليه، ولكن إيران لا تنظر إلى هذه الزاوية، بل تظن أن مبدأ التكرار في الكذبة يمكن أن يحولها إلى مسلمة من المسلمات الراسخة في العقول.
واللافت أن العرب يتعاملون مع هذا الموضوع بنظرة قاصرة تماما عن تقدير أخطار الإعلام التقسيمي، صحيح أن القمر الصناعي العربي (عربسات) قد تم تأسيسه بقرار من وزراء الإعلام العرب في عقد السبعينات من القرن الماضي، كمؤسسة تسعى لتحقيق تواصل عربي في مجال الأخبار، وكذلك لتعتمد على نفسها ماديا من خلال قبول اشتراك المحطات الأرضية المرتبطة بالقمر الصناعي، وكان هذا قبل عصر الفضائيات، التي دخلت على الخط فأضافت مصدرا مهما لمداخيل القمر الصناعي، إلا أن مؤسسة العربسات تحولت مع الوقت إلى مؤسسة تجارية تسعى للربح بالدرجة الأولى وربما الأخيرة أيضا، ولا تفهم ولا تهتم لا بالسياسة ولا بالإعلام، ومن حق المراقب أن يسأل عن المحصلة النهائية في ميزان الربح والخسارة للعرب كأمة، حتى في حال حققت مؤسسة عربسات ربحا وفيرا، ولكن ما هو حجم الخسارة في وحدة المجتمع العربي، وما هي الخسارة التي تكبدتها الأمة على المدى البعيد، حينما تركت مؤسسة صغيرة تحمل اسمها ولكنها تعبث بأمنها القومي تحت لافتة الربح المادي؟
طالبت الحكومة البحرينية أكثر من مرة، أن يتخذ مجلس إدارة القمر الصناعي العربي قرارا بوقف وصلات الفضائيات التي تحرض على الفتنة الطائفية في البحرين وفي دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن دعواتها لم تلق الأذن الصاغية، من الجهات المعنية التي تعاملت مع المشروع على أنه مجرد شركة تجارية مساهمة تسعى للربح، مع تجاهل كامل للخسارة السياسية الناجمة عن التخريب الذي تفعله القنوات الضالة، والتي تحتاج من أجل تخطي آثارها، إلى أموال هائلة تفوق بأضعاف مضاعفة مقدار الربح المادي الذي يحققه القمر الصناعي العربي.
فهل يوجد طرف واحد في عالم اليوم، يعمل ضد مصالحه؟ وهل يوجد بلد في العالم يضع الخطط الاستراتيجية للبناء والتطور على كل الصعد، ثم يضع الخطط الأكثر دقة لإفشال استراتيجيته؟ ربما يحصل هذا، ولكنه يحصل في الوطن العربي فقط للأسف الشديد، فأعداؤنا لم يحققوا كل مكاسبهم بسبب تفوق خططهم، وإنما تحقق لهم الكثير نتيجة الأفكار المتصادمة التي تنطوي عليها برامج العرب السياسية والاقتصادية، ولعل تجربة العربسات نموذج مصغر لعدم انسجام الخطط مع بعضها.

25/7/2012

البعث قطر العراق : الإساءة إلى الرسول العربي تعبير صارخ عن استهداف الأمة ورسالتها الخالدة



قيادة قطر العراق الإساءة إلى الرسول العربي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) تعبير صارخ عن استهداف الأمة ورسالتها الخالدة

 شبكة ذي قـار

بسم الله الرحمن الرحيم        
حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
قيادة قطر العراق
مكتب الثقافة والاعلام
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية

الإساءة إلى الرسول العربي محمد ( صلى الله عليه وسلم )
تعبير صارخ عن استهداف الأمة ورسالتها الخالدة
 يا أبناء شعبنا الأبي
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
أيها المسلمون والأحرار في العالم أجمع
هكذا تتكرر الإساءات الممنهجة للدوائر الإمبريالية الأميركية والصهيونية للرسول العربي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) من خلال الفيلم الجديد الذي يجسد الإساءة الجديدة البالغة لسيرته السمحاء في تعبير صارخ عن استهداف الأمة ورسالتها الخالدة رسالة الإسلام المتجددة للإنسانية جمعاء .. وفي الوقت الذي يدين هذا التصرف المشين أصحابه من دهاقنة الدوائر الإمبريالية الأميركية المتصهينة فأنه يكشف النتائج الخطيرة للاحتلال الأميركي الصهيوني الفارسي للعراق كما يكشف هزال وعمالة أدوات هذا الاحتلال البغيض من أطراف العملية السياسية المخابراتية من العملاء المزدوجين لأميركا وإيران والذين باركوا الاحتلال وركعوا عند أقدام أسيادهم الاميركان والصهاينة والفرس ونفذوا مخططاتهم اللئيمة في استهداف العراق والأمة وما زالوا يواصلون خضوعهم لإملاءات أسيادهم الاميركان والصهاينة والفرس عبر زيارات هيغ وزير الخارجية البريطاني وبيرنس نائب وزير الخارجية الأميركي وجلاوزة النظام الإيراني غير آبهين ولا خجلين بل متواطئين مع مسلسل الإساءات الأميركية الصهيونية للرسول العربي الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عبر إيغال حكومة المالكي العميلة في الإساءة للقيم الأصيلة للرسالة العربية الإسلامية الخالدة عبر الاستمرار في تنفيذ مخططات أبادة الشعب العراقي وقمعه وتجويعه وحرمانه من أبسط الخدمات .
 يا أبناء شعبنا المقدام
أيها العرب الشرفاء وأحرار العالم
 لقد تصدى مجاهدو البعث والمقاومة للمحتلين الأوغاد وحلفائهم الأشرار الاخساء بروح الرسالة العربية الإسلامية الخالدة مستلهمين مآثر الرسول العربي الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وآل بيته الأطهار وصحبه الأخيار في عصر صدر الرسالة العربية الإسلامية في معارك بدر وأحد والخندق ومؤتة وحنين ومعارك الفتح العربي الإسلامي في القادسية واليرموك وحطين وغيرها من معارك الرسالة العربية الإسلامية الخالدة معارك الشرف والكرامة والتضحية والفداء والجهاد .
 وبذلك تمكن المجاهدون البواسل من دحر المحتلين وإيقاع الهزيمة المنكرة بروح الجهاد والكفاح لدى أبناء العراق الغيارى الذين قاتلوا المحتلين وهزموهم بروح الامة ورسالتها الخالدة وهاهم يواصلون جهادهم الملحمي بوجه الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي معلنين استنكارهم الشديد وشجبهم القوي الصارم لاستمرار دهاقنة هذا الحلف الشرير بالإساءة إلى الرسول العربي الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ورسالة الأمة العربية الخالدة رسالة الإسلام المعطاء داعين أبناء شعبنا الصابر الصامد لمواصلة جهاده بوجه عملاء الأمريكان والصهاينة والفرس لاستئناف مسيرة نهوض العراق والامة وأعلاء شأن الامة ورسالتها الخالدة والتصدي الفدائي الشجاع للمصالح والأهداف الأميركية والإمبريالية والصهيونية والفارسية غير المشروعة وحتى بزوغ فجر النصر المُبين .
 والله أكبر .
وإنا لمنتصرون .
المجد لشهداء الامة الأبرار .
والخزي والعار لعملاء أعداء العراق والأمة .
ولرسالة أمتنا الخلود .
 قـيـادة قــطــر الـعــراق
مكتب الثقافة والإعلام
في الثالث عشر من أيلول ٢٠١٢ م
بغـداد المنصورة بالعـز بإذن الله

13 سبتمبر 2012

القوميون في البحرين انحراف فكري أم عقيدة فاسدة؟




شبكة البصرة
نزار السامرائي
في 9 نيسان/أبريل 1972 وقع الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر، وأليكسي كوسيجين، رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي حينذاك معاهدة الصداقة والتعاون العراقية السوفيتية، ودخلت العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والتسليحي، أو على الأقل هذا ما كان يجب أن يتحقق، غير أن تطابقا أو تقاربا في المجالات السياسية لم يكن من الميسور الوصول إليه، ذلك أن السوفييت لم يكونوا بحاجة إلى أصدقاء بقدر حاجتهم إلى وكلاء محليين ينفذون نيابة عنهم إقليميا، استراتيجيتهم الكونية أو يخوضون حروب النيابة، فقد حرصوا على الحصول على قاعدة بحرية في أقصى شمال الخليج العربي، وحصرا في ميناء أم قصر العراقي وذلك لمجرد إرسال رسالة للولايات المتحدة، بأن الخليج العربي لم يعد بركة تطفو فوقها الحيتان الأمريكية، ولكن هذه الفكرة لم تخطر ببال العراق في أن يكون مجرد أداة لإزعاج هذا الطرف أو ذاك، فقد كان طبيعيا أن المشروع سيتعثر في خطوته الأولى، فالقيادة العراقية كانت تنظر إلى العلاقات مع أي بلد في العالم ومهما كان وزنه أو ثقله في العلاقات الدولية، على أساس مبادئ التكافؤ التي ثبّتها ميثاق الأمم المتحدة، لذلك فإنها نظرت إلى المعاهدة الثنائية على أساس عدم المس بسيادة العراق باعتباره بلدا صغيرا مقارنة بمكانة الاتحاد السوفيتي وقدراته الاقتصادية والتكنولوجية، ومساحته الهائلة وعدد سكانه الكبير، ومكانته الدولية كعضو دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي.
ولما وصلت محاولات الاتحاد السوفيتي إلى طريق مسدودة، فقد طلب الحصول على تسهيلات مستمرة لأعمال الصيانة للأسطول الحربي السوفيتي في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي، إلا أن أقصى ما قدمه العراق من مرونة في هذا الخصوص، هو استعداده لقبول زيارات ودية غير منتظمة لقطع الأسطول السوفيتي، من أجل التزود بالوقود والتموين، وهذا ما حصل فعلا ومع ذلك فإن الاتهامات كانت توجه للعراق بلا توقف عن منحه قاعدة بحرية للاتحاد السوفيتي على شواطئه القصيرة على الخليج العربي، ولكن تلك الوصلات لم تكن ذات تأثير حقيقي على مواقف العراق الاستراتيجية، غير أن رفض العراق للطلبات السوفيتية المتكررة، انعكس بكل سلبياته على التزامات الاتحاد السوفيتي اللاحقة تجاه العراق، وخاصة في مجال التسليح والتجهيز، بل أن موسكو لم تتردد في تزويد إيران بصفقات أسلحة كبيرة وخاصة في مجال الدبابات السوفيتية من طراز T55 وكذلك بناء مجمع أصفهان للحديد والصلب، في تفسير بمنتهى السذاجة لتبرير تعاون موسكو مع شرطي الخليج العربي الشاه السابق وكيلا عن التحالف الغربي، فقد قالت الزعامة السوفيتية إن بناء هذا المجمع سيتيح فرصة حقيقية لنمو طبقة البروليتاريا الإيرانية بما يخدم مستقبلا فرصتها للقفز إلى السلطة، على الرغم من إيران الشاه كانت جزء من منظومة التحالف الغربي.
وبعد توقيع المعاهدة، بدا إقليميا وكأن الاتحاد السوفيتي سجل ثلاث نقاط تفوّق حاسم على الولايات المتحدة والتحالف الغربي، وخاصة بعد توقيع ثلاث معاهدات بين موسكو وكل من القاهرة وبغداد ودمشق، ولهذا حاولت الزعامة السوفيتية توظيف إيجابيات المعاهدات الثلاث، في تحركات سياسية ودبلوماسية، كان من بينها فكرة قيام الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف، بجولة في المنطقة كانت بغداد إحدى محطاتها، حينها لم تكن في العراق محطة اتصالات عبر الأقمار الصناعية، ولأن الزعامة السوفيتية كانت حريصة على أوسع تغطية إعلامية للزيارة على مستوى العالم وخاصة الولايات المتحدة وأوربا الغربية، ومن أجل استعراض مكانتها في الشرق الأوسط أمام شعوب الاتحاد السوفيتي والكتلة الشيوعية، فقد باشر مندوب لمحطات الإذاعة والتلفزيون والصحافة السوفيتية، وغالب الظن أنه أحد رجال المخابرات، الذي كان يغطي نشاطاته كممثل لجهاز الاستخبارات السوفيتية KGB، بالعمل مندوبا لأكثر من جهاز إعلامي، باشر اتصالاته مع المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وكنت حينها أشغل وظيفة، مدير الأخبار فيها، من أجل تأمين جهاز للاتصالات مع القمر السوفيتي، وقيل وقتها إن السوفييت سيتركون المحطة الأرضية المتنقلة، هدية للحكومة العراقية، ولكن الزيارة ألغيت بصمت كما تمت تحضيراتها بصمت أيضا، وطوي بذلك ملف التغطية الإعلامية.
يسجل المراقبون أن مسؤولين اثنين فقط من الزعامة السوفيتية فقط قاما بزيارة للعراق، الأولى كانت زيارة أنستاس ميكويان نائب رئيس الوزراء السوفيتي، وتمت تلك الزيارة أثناء حكم عبد الكريم قاسم، والذي كان قريبا من الحزب الشيوعي، ومع ذلك لم يمنح السوفييت الحزب الشيوعي العراقي وجاهة مثل هذه الخصوصية، أما الزيارة الثانية فكانت لألكسي كوسيجين رئيس الوزراء السوفيتي وأحد الأضلاع الثلاثة للترويكا السوفيتية، وتمت الزيارة في ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في 7 نيسان/أبريل 1972.
ولكن السوفييت ظنوا أن العراق فقد بوصلته القومية، وأصبح جزء من منظومة التحالف الشرقي في مرحلة اشتداد الحرب الباردة، وفي لقاء صحفي أجري مع الرئيس الراحل صدام حسين حينما كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة، سأله صحفي سوفيتي عما تعنيه معاهدة الصداقة والتعاون العراقية السوفيتية بالنسبة للقيادة العراقية، وما تفرضه على العراق من التزامات؟
فكانت إجابة صدام حسين قنبلة سياسية هائلة، قطع فيها كل الشكوك التي يمكن أن تفرضها المعاهدة لدى الطرفين أو تتركه من تفسيرات، فقال لو أن المملكة العربية السعودية تعرضت لغزو سوفيتي، فإن الجندي العراق سيكون في الصف الأول الذي يقاتل قوات الغزو وحتى قبل الجندي السعودي، لا شك أن الموقف العراقي القوي الذي عبر عنه صدام حسين، كان بمثابة صدمة للسوفييت، ولكن الانتماء القومي للعراق يأتي بالمرتبة الأولى ولا يتقدم عليه شيء آخر، ولم يكن موقفا استعراضيا من صدام حسين بقدر ما كان يجسد معنى التطابق في الفكر القومي بين النظرية والتطبيق، ربما ذهب بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن تصريحات صدام حسين لم تمر من دون أن تترك أخاديد متعرجة على طريق العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وبغداد.

عروبة الخليج وأزمة الانتماء القومي
يعاني القوميون، والبعثيون منهم بشكل خاص في منطقة الخليج العربي، من انحرافات مؤكدة في تعاطيهم مع ملف الأطماع الإيرانية بالمنطقة، أو من تشوهات فكرية قادتهم إلى الوقوع في المنطقة الضبابية وانعدام الرؤية السياسية والفكرية السليمة، وخاصة في مواجهة ما تخططه إيران من برامح لإلحاق البحرين بالإمبراطورية الفارسية الجديدة، لتنطلق منها إلى سائر الأراضي على الساحل الغربي للخليج العربي، وخاصة المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
وقع القوميون والبعثيون في البحرين في خلط لا يخلو من الغرض السيء أو عدم صدق الانتماء للفكر القومي، أو الغباء السياسي في أحسن التفسيرات التي يمكن أن تطلق عليه، عند تعاطيهم مع موضوعة الإصلاح السياسي في البلاد، ومن حيث لم يدروا فقد وضعوا أنفسهم في خدمة المشروع الإيراني التوسعي، الذي ينظر بعين واحدة إلى ما يسمى بأحداث الربيع العربي، ففي الوقت الذي تبنت قيادة البحرين برنامج الإصلاح السياسي في البلاد، وفي الوقت الذي مارست أعلى درجات ضبط النفس، مع محاولات العبث بالأمن الوطني وتخريب مؤسسات الدولة، من جانب أطراف مدفوعة للتحرك بفتوى الولي الفقيه، لإثارة الاضطراب تمهيدا للصفحات اللاحقة، بصرف النظر عن وجاهة الشعارات المرفوعة والتي تحركها دوافع هي في واقعها أبعد ما تكون عن أهداف إحداث إصلاحات سياسية في البلد، ومدى تطابقها مع ما يحصل على الأرض من وقائع، فلماذا البحرين بالذات؟ وهل كانت الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إيران، حيث تصدر فتاوى التظاهر ضد الحكومة البحرينية، في أي وقت من الأوقات وخاصة منذ وصول الخميني إلى الحكم في طهران في شباط/فبراير 1979، أفضل مما هي في البحرين؟ أو متقاربة معها؟ ومتى كان الإيرانيون مصدّرين للديمقراطية إلى الوطن العربي؟ بل هل لديهم شيء منها أصلا؟

ملفات التدخل الإيراني
يتساءل كثير من مراقبي المشهد السياسي في الخليج العربي، عن دوافع القوى القومية (إن كانت صادقة في انتمائها للفكر القومي)، في الوقوف مع البرامج الإيرانية التوسعية، وعما إذا بقي لتلك القوى شيء من صدق الانتماء للفكر القومي، عندما تتراصف مع دولة إقليمية غير عربية تحمل فكرا قوميا تصادميا وعدوانيا مع العرب على وجه الخصوص، ويريد استئصال الآخر بكل ما لديه من قوة مادية توفرها الدولة، من مال سياسي وأجهزة قمع، وتجربة عرب الأحواز تعطي الدليل على طبيعة النهج الإيراني تجاه الوطن العربي، وعلى مدار الساعة، عما يتعرضون له من قمع باسم الدين تارة، وبسطوة التشيع تارة أخرى، فهل هي مازوكية سياسية تعاني منها الحركات التي تطلق على نفسها صفة قومية وتريد جلد الذات، وتجربة المجرب مما أوقعته إيران على عرب الأحواز، وسائر القوميات التي تم إلحاقها بقوة السلاح إلى الكيان الإيراني.
وهل يعطي وقوف القوميين والبعثيين في مطلع السبعينات من القرن الماضي، ضد مشروع الشاه لضم البحرين إلى امبراطوريته الفارسية، حق الانتقال إلى الموقف التاريخي المضاد بالوقوف مع المشروع نفسه، بعد أن غير أرديته، ونزع قبعة الكاوبوي، وارتدى العمامة؟ وهل رأى قوميو البحرين وبعثيوها أن المتاجرة برصيد الماضي يمكن أن تجلب أرباحا مفتوحة؟ وهل كانوا في موقفهم السابق على خطأ فأرادوا إصلاحه الآن؟ أم أن الذين اتخذوا تلك المواقف الواضحة في التصدي لمشروع الشاه التوسعي، هم من جيل التألق القومي والذي انقطعت جذوره لدي الجيل الجديد من القوميين الجدد، حينما خالطت أفكارهم القديمة نزعات طائفية أقامت جدران الفرز بين جيلين من الزعامات التي تحاول التمسك بإرث الماضي في شكله الظاهر، ولكنها تتنكر له عمليا في كل لحظة، أم أن تغير الشعارات المرفوعة في طهران من إمبراطورية تقام على أساس التحديث، إلى إمبراطورية متحجرة تعيش خارج الزمن، هو الذي أجاز لهم نزع جلودهم وإجراء عملية تجميل لم تغير شيئا من الصفات الوراثية الثابتة، وأيا كانت المبررات سياسيا أو فكريا أو مذهبيا، فإنها ما كانت لتتم بهذه الصورة المسرحية المملة، لا لتسيء إليهم فقط وإنما لتوجه إساءة للفكر القومي، على الأقل لمن ليس مطلعا بما فيه الكفاية على المنهاج القومي العربي.
إن من تراصف مع المشروع الإيراني، وحاول أن يضفي عليه شعارات ثورية، أو يتماهى مع ما يتردد من شعارات غوغائية في طهران وقم، إنما ارتد عن إرادة وسبق إصرار، إلى هوية فرعية على حساب الهوية الوطنية والقومية الجامعة، فبعد أن كان الموقف العدائي من نظام حكم شاه إيران، يمثل مرحلة ترف فكري التقت عندها قوى تعاني من طفولة يسارية أو مراهقة فكرية ولم يكن تعبيرا ناضجا لصدق الانتماء للمدرسة القومية، وخاصة أن الشاه لم ينجح في تغليف أهدافه التوسعية بشعارات وردية وثورية بصخب عال وضجيج يصك الآذان والأعين، جاء النظام الجديد في إيران والذي أعلن دفعة واحدة عن عنصرية وطائفية تزعم التفوق على القوميات والأديان والمذاهب الأخرى، وتم تثبيت أسسها في الدستور الإيراني المعقد، بدأت حوارات داخلية لدى بعض الأوساط السياسية والتيارات الفكرية، عن مدى وجاهة الوقوف ضد المذهب المدعوم بالسلطة الدينية والدنيوية التي تجد بفتوى الولي الفقيه التعبير المطلق للولاية على جميع أتباع المذهب، والتي تم ابتكارها أو تلفيقها في وقت متأخر جدا.
هذه الممارسات المنحرفة من جانب أطراف محلية بتبني الأطروحة الإيرانية، سياسيا ومذهبيا، هي التي أغرت طهران لأن تمد المزيد من أصابعها وعناصرها لتعبث في أمن دول عربية تريد طهران منها أن تدور في فلكها وهي مغمضة العين، ولم يكن مفاجئا أن يعلن الرئيس اليماني عبد ربه منصور هادي، عن اكتشاف شبكة تجسس إيرانية يقودها ضابط استخبارات كبير في الحرس الثوري الإيراني، وتمتد منطقة نشاطها إلى القرن الأفريقي، مما يعني أن الزعامة الإيرانية وعن طريق تقديم الإغراءات المالية لعناصر الحوثيين، والوعد بالمساعدة على إيجاد موطئ قدم عسكري وسياسي، في شمال اليمن عن طريق دعم كل طرف لديه الاستعداد للتخلي عن ثوابته، نتيجة الفقر الذي يسحق جزء كبيرا من أبناء اليمن تحت عجلته، تتمدد على الأرض العربية، وهذا الموقف يمر من دون أن توضع الخطط التي تدرأ أخطاره على المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي، لذلك فإن التصدي للخطط الإيرانية في اليمن والقرن الأفريقي وفي أفريقيا، يعد جزء حيويا من منظومة الدفاع المشروع عن النفس الذي يجب أن تنهض به دول مجلس التعاون الخليجي ذات الموارد العالية، فالمساعدات الاقتصادية على هيئة مشاريع استثمارية، تعد استثمارا سياسيا بمردود عال إلى حدود بعيدة.
إن بسط السيطرة على محافظة صعدة القريبة من الحدود الدولية بين اليمن والمملكة العربية السعودية يعد هدفا مرحليا لخطوة أبعد من ذلك، وإذا ما تمكنت الخلايا الإيرانية الناشطة في صعدة، من الوصول إلى حجة، فمعنى ذلك أن الإمدادات الإيرانية بالسلاح وعناصر الحرس الثوري الإيراني ستتدفق عبر جسر بحري طويل يشمل منطقة عمل شبكة التجسس آنفة الذكر والتي تمتد إلى القرن الأفريقي، حيث تعيش المنطقة البحرية نشاطا خارجا عن السيطرة الدولية، لقراصنة استطاعوا فرض كلمتهم على الأسرة الدولية وبواسطة زوارق سريعة وأسلحة خفيفة يمارسون خلالها أسوأ أنواع الإرهاب الدولي، الذي يهدد الملاحة التجارية وخاصة امدادات النفط الواهنة أمام الأسلحة النارية للقراصنة، وحصلوا على إتاوات وفديات غير معقولة أغرتهم بتوسيع فعالياتهم البحرية، أما على الأرض الصومالية فإن الحرب الأهلية تمزقها وتفتح شرايين للدم لا يستطيع أحد التكهن بنهايته، وإيران البلد الأكثر استغلالا للظروف الاستثنائية في أية بقعة جغرافية في أي مكان في العالم، وجدت في هذه الظروف فرصتها النادرة، لتطويق المملكة العربية السعودية بحزام الفتن الطائفية والانتقال إلى المرحلة اللاحقة وهي الإجهاز على مجلس التعاون الخليجي وإلحاقه تحت ولاية الفقيه، ولم يكن مصادفة أن تترافق كل هذه التحركات مع محاولة بعض المعممين في المنطقة الشرقية، للتحرك بموجب إشارات بجهاز السيطرة عن بعد، لإثارة أسباب الفتنة ظنا منهم أن ذلك يمكن أن يعين إيران على أقلمة القضية أو تدويلها، والبحث عن دور تحصل بموجبه على مكاسب سياسية ومعنوية، تجعل منها رقما لا يمكن تجاوزه في المعادلة الإقليمية، بعد أن تضعها على لائحة المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان.
إيران تتحرك على كل المحاور والملفات التي تظن أنها قادرة على التأثير فيها، ولا نريد المناقشة في حقها من هذا التحرك من دونه، على الرغم من إن ذلك على وفق توصيف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، يعد تدخلا سافرا بالشؤون الداخلية لدول مستقلة وذات سيادة، ولكن ما يعنينا من هذه الصور المتلاحقة على مسرح عمليات الخليج العربي والبحر الأحمر والجزيرة العربية، أن الدول العربية المستهدفة بالتدخلات الإيرانية، أو معظمها على الأقل، بدأت تفكر بصوت عال وتعبر عن مخاوفها من خروج التدخل الإيراني عن نطاق السيطرة بسبب امتلاكه أدوات داخلية تتحرك على وفق إملاءاته، على الرغم من أن الأسلحة المادية والفكرية متاحة للعرب للتأثير على الوضع الإيراني أكثر بكثير من قدرة إيران على تحريك ملفات نائمة، ولكن المعضلة تكمن في توفر الإرادة السياسية لاتخاذ القرار المناسب، وربما لم يفت الوقت بعد، على الرغم من خروج العراق من معادلة التوازن الاستراتيجي مع إيران، بل وتحوله إلى قاعدة وثوب إيرانية متقدمة للعبث بالأمن القومي لمنطقة الخليج العربي.

اليمن والقرن الأفريقي رئة إيرانية
إذا كانت لإيران شبكة تجسس تعمل في اليمن والقرن الأفريقي منذ سبع سنين، فهل يعني ذلك أن إيران كانت تعد العدة وتشتري الوكلاء وتقيم لنفسها قواعد بشرية، وحتى قبل أن تبرز على السطح السياسي تقاطعاتها مع دول الاعتدال العربي، سواء ما يتصل بالوضع في سوريا أو في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية أو في البحرين؟ وماذا تريد إيران من اليمن؟ وهل أن ذلك هدف قائم بذاته؟ أم هو خطوة ضئيلة على طريق طويل؟
أصلا لم يساور من عانى من ويلات التدخلات الإيرانية، شك في أن إيران تتعامل مع العرب بألف وجه ولغة وتقية، فالعلاقات الدولية مصالح ثابتة، ولعل إيران أفضل من يجسد عمليا مقولة دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا بدايات القرن العشرين، (ليس لبريطانيا أصدقاء دائمين أو أعداء دائمين، لبريطانيا مصالح دائمة)، وربما حصل التطابق بين الشخصية الفارسية المنطوية على نفسها، والتي تظهر ما لا تبطن لانعدام الثقة بالنفس، وشخصية رجل الدين المتطفل على أرزاق الناس، والذي يعيش أكثر من شخصية في وقت واحد، ولتصنع منهما بالتالي نموذجا نادرا من الخديعة والغدر، بحيث تصبح مقولة ميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة)، مجرد بيت من شعر الغزل من دون زيادة أو نقصان.
ولكن هل على المتضررين بصورة مباشرة من المشروع الإيراني التوسعي، الانتظار لحين إحكام طهران الطوق عليهم كي يبدأوا بدراسة الخطوات اللازمة لحماية أمنهم الوطني؟
إن الدول بما فيها تلك التي ترتبط بعلاقات صداقة متينة، لا يمكن أن تهمل تأثير الرياح السياسية القادمة عبر الحدود بما فيها الودية وخاصة مع أحداث الربيع العربي، فالجهد الاستخباري لا يمكن أن يتوقف بين أي بلدين في عالم اليوم، من أجل التعرف على النوايا الحقيقية لكل طرف تجاه الطرف الآخر، ويأخذ الأمر أهمية أكبر حينما لا تكون النظم مستقرة، ويمكن أن يأخذ مفهوم الأمن الوطني لها تفسيرات أخرى تبعا للتغيرات السياسية التي تحصل هنا وهناك، وبالإمكان أخذ نموذجين على الساحة العربية، فبعد أن ظلت أبواب مصر وتونس مغلقة بوجه أي دور إيراني، فإن تبدل نظامي الحكم فيهما ومجيء حركات سياسية هي واجهة للإخوان المسلمين، فقد بات من غير المثير للدهشة أن إيران ستسعى لتوقيع اتفاقيات ذات طابع اقتصادي برئ في ظاهره، ولكنها ستزحف تدريجيا نحو الحصون الثقافية والفكرية، بهدف إحداث تصدع مجتمعي للتسلل منه نحو علاقات تديرها المراكز الدينية في طهران وقم، بإشراف مباشر من مكتب الولي الفقيه، ويكون دور وزارة الخارجية مجرد واجهة بروتوكولية لتجميل صورة المسرح الدبلوماسي.
صحيح أن الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، اختار المملكة العربية السعودية في أول خروج رسمي له بعد انتخابه، وصحيح أنه أدلى بتصريحات واضحة السطور وقال فيها إن أمن الخليج العربي خط أحمر، إلا أن المراقبين لا يستبعدون حصول مفاجئات دراماتيكية في الموقف المصري من السياسة الإيرانية والتهديد الذي تمثله على أمن الخليج العربي، قد لا يتوقف عند مجرد تبادل الزيارات الرسمية.
إن إنشاء صندوق من جانب مجلس التعاون الخليجي للاستثمارات في الوطن العربي، وخاصة الدول محدودة الموارد، يمكن أن ينتشل اقتصادات دول عربية كثيرة تعاني من أزمات ومديونية عالية داخليا وخارجيا، وقد يواجه هذا المقترح بردود فعل غاضبة من بعض الأوساط التي لا تنظر بعيدا، لكن هذا الصندوق يمكن أن يحول دون استنزاف موارد الدول العربية الثرية، دفاعا عن نفسها عندما تجد نفسها وجها لوجه أمام أخطار خرجت عن السيطرة، فالصندوق استثمار سياسي ومالي يؤدي دورا ناجحا إذا ما تم وضع أسسه القانونية وقواعد التسليف التي سيعتمدها وفقا للمعايير الدولية الحديثة، خاصة في المشروعات الانتاجية الكبيرة، لاسيما في مجال انتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي تحمي الأمن القومي الغذائي من أية أخطار خارجية، وإذا كانت خطط جامعة الدول العربية، في مجال التعاون الاقتصادي العربي، سواء باتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية، أو السوق العربية المشتركة قد فشلت في تحويل الحلم العربي إلى حقيقة على الأرض، فإن اعتماد معايير المنفعة المتبادلة في الصندوق المقترح، يمكن أن تحوله إلى مشروع مارشال عربي، أو بنك عربي يأخذ من البنك الدولي إيجابياته في شروط التسليف وكيفية حماية القروض من التآكل، وهذا يتطلب جهازا إداريا ورقابيا بمنتهى الكفاءة والاخلاص لملاحقة المشاريع المشمولة بالتسليف ومراقبة طرق إدارتها على النحو الذي يضمن إحداث نقلة في البنى التحتية والركائز الاقتصادية للبلدان المستفيدة من الإقراض من جهة، وتحمي أموال الصندوق من الضياع وتطور موارده من أجل توسيع نطاق نشاطاته في ساحات جديدة.
فهل تتحول فوائض النفط إلى أسيجة متينة تحمي الأمن القومي العربي من الأخطار والتهديدات الخارجية؟ أم تبقى سببا لمزيد من التدخلات الخارجية الطامعة بالأرض والثروة، أو تبقيها مجرد فوائض غير منتجة في البنوك العالمية التي توظفها لتنشيط اقتصادات الدول المثقلة بأعباء التصادم بين القدرات الاقتصادية المحدودة والإنفاق الذي يزيد على الموارد؟
مثل كل الطموحات الكبيرة، لا يمكن إعطاء جواب فوري عنها، ولكن الإرادة السياسية في حال توفرها، قادرة على تغيير الواقع من جذوره.
20/7/2012

هذا ما يتضمنه الفيلم الذي أغضب المسلمين



كرمالكم الإخبارية
"براءة المسلمين" الفيلم الاميركي الذي وصف الاسلام بانه "سرطان" احدث فورة في عدد من البلدان وادت في ليبيا الى مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين اثر هجوم عنيف على القنصلية الاميركية في بنغازي، فماذا يتضمن هذا الفيلم؟ وما سبب الاحتجاجات القائمة ضده؟

تبدأ مقدمة الفيلم بتصوير هجوم المستوطنين المسلمين فى مصر على طبيب قبطي وتحطيم عيادته وذبح ابنته بتصريح ومباركة من الشرطة الاسلامية فى مصر ثم يسترسل الفيلم ويجسم حياة محمد ابن ابيه مجهول النسب و"حكاية الوحي المزيف على افخاد خديجة" والميول الجنسية للرسول ونزواته ومدة الفيلم ثلاث ساعات.

يقول بعضهم إن الفيلم المسيء للمسلمين الذي يمثل فيه عدد من الممثلين الذين يتحدثون بلكنة اميركية واضحة، يدعو للفتنة الطائفية وقد أفصح منتجوه عن مكنونه، والذى يصور المسلمين كأنهم إرهابيون، ويحملهم وزر هجمات 11 ايلول، كما يظهرهم على انهم من دون اخلاق وعنيفين.

وكان القس الأميركي تيري جونز الذي أحرق نسخا من القرآن في نيسان وهو من منتجي الفيلم، أعلن نيته "الإعداد لمحاكمة شعبية للرسول محمد" في 11 ايلول الحالي تزامنا مع حلول الذكرى الـ11 لاستهداف مركز التجارة العالمي في نيويورك.

الفيلم، يبدأ عرضه قريبا فى دور العرض الاميركية العالمية والاوروبية كما سيذاع مقاطع من الفيلم في "اليوم العالمي لمحاكمة النبي محمد" في كنيسة القس تيري جونز في ولاية فلوريدا وسيشارك وفد من الهيئة العليا للدولة القبطية الحضور بصفة مراقب برئاسة عصمت زقلمه رئيس الدولة وعضوية المستشار موريس صادق والمهندس ايليا باسيلي والدكتور ايهاب يعقوب بناء على الدعوة التى وجهها القس تيرى جونز للدولة القبطية.

من جهته، وصف الأزهر الشريف الدعوة لما يسمى "اليوم العالمي لمحاكمة الرسول محمد" بالدعوات المتطرفة، التي تشعل روح العنصرية الدينية والطائفية، وتهدد أمن المجتمعات واستقرارها، ودان في بيان ما وصفه بالدعوات الفوضوية التي تناولتها وسائل إعلام غربية وعالمية، مشيرا إلى أن "فئة من ذوي النفوس الحاقدة، والعقول المريضة التي طالما وقفت من الإسلام والمسلمين موقف الشبهات والأغراض الرديئة، يدعون إلى ما يسمى اليوم العالمي لمحاكمة الرسول محمد تحت دعوى حرية الرأيِ والتعبير".

وفي ردود الفعل، فقد طالت الاحتجاجات السفارة الاميركية في مصر حيث اقتحم عدد من المحتجين السفارة وانزلوا العلم عنها ورفعوا علما اسود يحمل عبارة "لا اله الا الله محمد رسول الله. الى ذلك، دان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الفيلم المسيء للنبي محمد، معتبرا انه في منتهى التدني الاخلاقي ولكنه دعا في المقابل الى ضبط النفس. من جهتها دعت جماعة الاخوان المسلمين الى وقفات احتجاجية في انحاء مصر يوم الجمعة احتجاجا على هذا الفيلم المسيء للاسلام في وقت دعا اقباط مصريون للتظاهر احتجاجا على الفيلم .

الفاتيكان، كانت له مواقف ايضا بحيث دان "الاهانات والاستفزازات" لمشاعر المسلمين وكذلك اعمال العنف الناتجة عنها. وقال فدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان ان "الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب".

صحف العالم: اختباء مخرج الفيلم المسيء للاسلام 
ركزت الصحف الدولية، الأربعاء، على ملابسات الإعتداءات التي طالت بعثتي الولايات المتحدة الدبلوماسية في القاهرة وبنغازي بسبب فيلم اعتبر “مسيئاً” للمسلمين ومخاوف  أمريكية من امتداد العنف لدول أخرى، وحث رئيس الاستخبارات البريطانية إسرائيل على عدم مهاجمة إيران، بجانب طائفة أخرى من المستجدات الإقليمية والعالمية.

تايمز أوف إنديا

نقلت الصحيفة الهندية إن سام باسيل، 52 عاماً، مخرج الفيلم المسيء إلى النبي محمد لجأ للاختباء في أعقاب الاحتجاجات والاعتداءات على البعثات الدبلوماسية الأمريكية في مصر وليبيا، حيث قتل أحد موظفي وزارة الخارجية الأميركية في بنغازي.

وتحدث كاتب الفيلم ومخرجه إلى صحيفة “وول ستريت جورنال” عن فيلمه الذي يصور النبي محمد على أنه “زير نساء ويتحدث عن قتل الأطفال ويشير للحمار على أنه أول “حيوان يعتنق الإسلام”، قائلاً إن: “الإسلام سرطان.”
وذكرت “تايمز أوف إنديا” إن القس الأميركي المثير للجدل، تيري جونز يروج للفيلم، علما أن جيري كان قد أثار موجة غضب نفسه عندما أعلن عن نيته حرق نسخ من القرآن، كما أنه من أكبر المعارضين لبناء مسجد في منطقة “غراوند زيرو” في نيويورك.