أخذ يصرخ في وجهي بحنق بينما تكاد تنفجر العروق في عنفه الذي استحال للون أحمر كما لو أنه ذبح فعلا ً .. اتهمني
بالنفاق وبأنني لا مبدأ عندي ولا فكر أو فهم لما يدور الآن .. ثم عاد ليبرئني من النفاق ليتهمني بالطيبة والبلاهة ويذكرني بأنني أتناسى كل الأخطاء والأفاعيل وإن وصلت لحد الجرائم من أي شخص بمجرد أن يقابلني بابتسامه أو يصافحني .. أخذ يدلل على ذلك بحكايات نسيتها فذكرني بها وأخرى لا أستطيع تذكرها حتى وإن حاول .. ثم خرج من كل ذلك بأنني مجرد إمعة أسبح مع التيار !!! وأنني بلا لون ولا طعم ولا رائحة ... كان ثائراً جداً .. حانقاً جداً .. لأنني لم أجعلة يستطيع الصلاه ولم انتظر قبل دخولنا للمسجد وأخبرته أنني سأنتخب مرسي ..!!قال لي مقولة ريم ماجد (الان علي ان اختار بين من ينتمي لمن ” قتل القتيل ومشي في جنازته” وبين من ينتمي لمن” وقف متفرجا على القتيل وهو يقتل ولم يكتف بالفرجة بل امعن في تشويهه والتحريض عليه، ثم سار ايضا في جنازته” وكلاهما الان “بيحلف برحمته !!! ") أخذ يذكرني بسخريتهم منا تارة ورمينا بالباطل تارة أخرى .. يعيد الى ذهني لحظات صعبة رأينا فيها انقلاب من كنا نعتبرهم رفاق ميدان وإخوة ثورة صافية نقية من كل غل وكبر .. فإذا هم يواجهوننا بغلٍ لا نفهمة واستعلاء لا نستطيع بأي حال تقبله .. وإذا هم ينحازون لأعداء ثورتنا فينصرونهم علينا ويرفعونهم الى مصاف لا يستحقونها بحيث تتجاوز أحذيتهم أعناقنا فيسحقونها سحقاً بتأييد ومباركة إسلامية .. وفتحوا الباب لمدعي سلفية هي منهم براء لينالوا من أعراض الثائرات والثوار على حد سواء .. ويلقون التهم على شباب الألتراس الذين ذبحوا من الوريد الى الوريد دونما ذنب إلا أنهم خرجوا لتشجيع فريقهم ما اعتبره هؤلاء أشباه المشايخ ذنباً يستحقون عليه القتل ولا حول ولا قوة الا بالله .. وجلس الكتاتني يستمع باهتمام بالغ لترهات وحماقات فهذا يطالب بإعادة الختان ( هو حد حاشك ياعم الحاج ؟؟ ) وذاك يطالب بإلغاء الخلع وثالث يطالب بإلغاء تعليم الانجليزية ... وحولوا بحماقة بالغة أبو حامد لبطل ثوري قومي وهم يتكالبون عليه ويحاولون تكميم فمه حتى لا يدافع ولو بكلمات لا تروي ظمآن ولا تداوي جريح .. الا أنهم أبوا أن يسكتوا عنها .. وملأوا اليوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعي بهجوم جله افتراء وكذب وتضليل ( كيف استحلوه !! ) على الثوار والثائرات المظلومين المقهورين المسحوقين بلا نصير ولو بكلمة حق .. ولو بنداء لوقف الذبح . أفعندما تدور الدائرة عليهم .. وعندما تكون مشيئة الله أن يذوقوا ما ذقناه وأن يتجرعوا ما سقونا إياه ... أيليق أن نتبعهم .. بل ونرفعهم .. بل ونعيد لأيديهم سلاحاً قتلونا به مرات ومرات .نعم يا صديقي .. علينا أن نفعل ذلك .نعم علينا نصرتهم .. لأن علينا أن ندفع عن أنفسنا الأذى جميعاً .أتراك لو هاجمت عصابة من السفلة والمجرمين دارك . قاصدين مالك وعرضك وأهل بيتك وشرفك وكرامتك ... فلم تجد من يتصدى لها معك إلا جاراً واحداً .. وافقك مرة وخالفك مرات .. ونفعك مره وآذاك مرات .. وإن كان لا يحبك .. وإن كنت لا تحبه .. الواقع أنه الوحيد معك في هذه المعركة .والواقع أيضاً أن من عولت عليهم من قبل قد خذلوك بتفرقهم وأنانيتهم وقصور نظرتهم وفجر ما يطلبونه منا بأن نضعهم على كراسي ضيعوها بكل ما أوتوا من حماقة ونزق والواقع أيضاً أن أهلى واهلك الذين ندعي محبتهم والعمل لرفعتهم قد يئسوا منا جميعاً بعد أن انهكهم المشوار وطالت عليهم المسافة وبعدت عنهم حاجاتهم بأكثر مما كانت بعيدة .. فهم بشر ونحن بشر نحتاج لملبس ومأكل وكهرباء ومياه وصرف صحي وأمن يحمي بناتنا وأولادنا وزوجاتنا ويحمينا ... فهاهم كما ترى .. يتطلعون لعصابة تسرقهم وتأتيهم بالفتات بعد أن افتقدوه وضاع منهم .. أنظر يا أ خي لهذا البقال يضع صورتين لشفيق .. أمسكت بيده وجذبته منها واتجهت لمحل البقالة كانت سيدة قد جاوزت الخمسين جف جلد وجهها .. فسألتها أوضعتم أنتم هذه الصورة أم أتاكم بها آخر .. فقالت بتحدي .. نحن وضعناها .. وكادت أن تقول شيئاً يبدو غاضباً ولكنها آثرت الصمت وأغلقت فمها عنوه والتفتت عنا .. هناك في الناصية المقابلة مقهى علقت على جدرانها صور لشفيق في كل مكان . حتى غطت المرايات .. الناس في الشارع يتصايحون يتبادلون كافة أنواع الاتهامات .. بدءاً من السذاجة الى العمالة والخيانه .مرسي جاري الذي جرحني وضايقني ... أما هؤلاء فاعدائي الذين قتلوا الأحبه الأبرياء وأحرقوا عيونهم وأقعدوهم بين مشلول وأعمى ومبتور الأعضاء ..لا تقل لي " قاطع " فلن يقاطعهم الشعب المسكين الذي أضناه العوز والفقر ومطالب العيال .. لا تقل لي قاطع ... ليأتيني شفيق بشرطه من قطاع الطريق وبلطجية المال والسياسة ومرتزقه وسماسرة وقوادين يحيطونني من كل جانب فلا أستطيع فكاكاً ... سأنتخب مرسي فإن أسقطوه حارب معي معركتنا الكبرى وإن نجح خرجنا عليه نقومه ولو بحد السيف .. فهو ليس بأفضل من سابقيه سواء كانوا خلفاء راشدين أو عتاه متجبرين ... لا تقل لي قاطع .. وإياك أن تقاطع ... إياك
المصدر