02 يونيو 2012

نداء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة



د. يحيى القزاز
قبل البدء، تحية حارة كريمة عزيزة لقواتنا المسلحة إحدى مدارس الوطنية المصرية الراسخة. قواتنا المسلحة لم يخلق من يزايد عليها، وليس لأحد الحق فى احتكار شرفها، فالقوات المسلحة باسقة كشجر النخيل، يستقيم عودها وقد يميل إحدى فروعها فيستحق القطع حتى لايشوه قوام النخيل الجميل. ولايحق لأى قائد عسكرى يمارس دورا سياسيا أن يتهم منتقديه بإهانة القوات المسلحة، فقائدها الأعلى مبارك خان الوطن فاستحق الإعدام وخفف إلى المؤبد. كفانا تهريج، واتهام من يستحق النقد بأنه يهين أعظم مؤسسة وطنية
يا ايها المجلس العسكرى بعد أن خنت أمانة الثورة، وحافظت على مبارك وأسرته، ومنعت سوزان مبارك من الترحيل إلىسجن النساء بعد إدانتها، وحافظت عليها حرة طليقة، بعد أن انكشف أمرك وافتضحت، وظهرت على حقيقتك، وحافظت على دولة الظلم وإعادة انتاجها فى ثوب جديد، أصبحت الكرة فى ملعبك، بيدك أن تجعل مصر حرائق ملتهبة، وبيدك أن تحافظ عليها حرة سالمة.
الحل بسيط ومحدود، وهو أولا: عدم الإفراج عمن حصلوا على البراءة لأنك تعلم أنهم مذنبون، وبأوامرك برؤا وهم ولايستحقون البراءءة ويجب محاكمتهم فورا، ثانيا: ألا تضغط على رجال القضاء، وتتركهم أحرارا يقولون كلمة القانون بعزل أحمد شفيق وإخراجه من شرف سباق الرئاسة. هذا إن أردت إنقاذ البلاد. وإن كابرت وعاندت وأردت أن تجعلنا سوريا أو اليمن فتأكد أن مصر ليست مجتمعا لا طائفيا ولا قبليا، فنجد طائفة "س" تتحكم فى الجيش وطائفة "ص" تتحكم فى الشرطة، الجميع فى كل مؤسسات الدولة جاء من اصول بسيطة ومتواضعة رفعها علمها، وزاد من غرورها ما جمعته من مال حرام فعاثت فى الأرض فسادا وتجبرت وتحكمت فى العباد. مصر ليست سوريا، وأنتم لستم العلويين. ليس أمامكم إلا إنقاذ شرفكم أو التمرغ فى مستنقع الخيانة، والشعب الذى ثار على مبارك، لا يعجز ان يثور على خدم مبارك وخونة الثورة.
عزل شفيق بالقانون هو بداية الحل وإلا ستكون سببا فى إراقة مزيد من الدماء. وعيب عليك يا مجلس العسكراستغفالك للمصريين، والإفراج عن أركان الدولة الفاسدة الستة مساعدى وزير الداخلية الماسكين بأخطر ملفات الدولة البوليسية لتدعم دولة أحمد شفيق القادمة بالتزوير، وإعادة انتاج دولة مبارك البوليسية. سيذكر التاريخ بحروف من "قطران "أنك أسوأ مجلس عسكرى عرفه التاريخ تربع فوق عرش أشرف مؤسسة عسكرية فى العالم. هذا المجلس بحاجة إلى ثورة داخلية من شباب الضباط الأحرار يطيحون به ويخلصوننا من مصائبه.

مساء السبت 2 يونية 2012

01 يونيو 2012

قنوات الفلول


محمد مسعد ياقوت
هل ما زلت تصدق قنوات الفلول ؟
ما دمت قد علمت أن هذه القنوات الخاصة يملكها – في الغالب – رجالات الفساد في الحزب الوطني المنحل، الذي اكتوى الشعب المصري بنيرانه، ومن هؤلاء رجال أعمال متورطون في جرائم بحق الشعب المصري، وأحدهم كان متهما في معركة الجمل، والآخر متورط في تصدير الأسمنت للكيان الصهيوني لبناء الجدار العازل.
ما دمت قد علمت هذا كله أو بعضه، فلِم تحتج عليّ بشائعاتهم ؟
تلك القنوات التي كفّرت الثورة، وكفّرت الشعب، وتبث سمومها صباح مساء، ليل نهار، بيت بيت، ومن قبلُ كانت تحرض على قتل الثوار يناير 2011، ثم لما نجحت الثورة، تزيت بزي الثوار، وانبرت تتهم الإسلاميين بأنهم خانوا الثورة، وباعوا الدولة . وكلما اقترب موعد انتخاب، اشتغلت الفزاعة، وتوعدت الشعب المصري أنه واختار الإسلاميين فسوف يذبّحون العباد، ويحجّبون النساء، ويقطّعون الأذان، ويمنعون الخمور، ويحظرون المايوه، ويُغلقون الشواطيء، ويقيمون المعارك، ويفرضون الطيالس، وأخيرا يضاجعون الموتى !
وأنت الذي قلت لي أيام الثورة، إن الثورة وصلت كل شيء، إلا الإعلام، وكان دليلك في ذلك أن الوجوه هي هي، والأشخاص هم هم، بوجوههم الكالحة، وألسنتهم الصفيقة . الإعلام الطائفي، الذي يفرق ولا يُجمع ، يثير ولا يُوفّق، يتحامل ولا يحايد، يمارس البغاء بكل صوره، بداية من البغاء السياسي وحتى بغاء المذيعات اللاتي تربين على أسِّرة إمبارطور الفراش صفوت الشريف.
_____________
** عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمنسق العالم لحلف الإصلاح للتوافق الوطني.
yakoute@gmail.com

صحيفة أمريكية: الأهرام حرضت الإعلام الغربي على إهانة الإسلام



انتقدت صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية صحيفة الأهرام المصرية على خلفية نشرها خبراً ملفقاً عن مناقشة البرلمان لقانون "معاشرة الوداع"، متهمة الأهرام بممارسة "التضليل الصحفي".

واتهمت الصحيفة الأمريكية الأهرام بأنها منحت الصحافة الصفراء في الغرب مادة دسمة للإساءة للإسلام والمسلمين، سرعان ما تحولت إلى حملة إنتقاد واسعة للإسلاميين وتشهير بـ"إنحلالهم الأخلاقي".

وكانت الأهرام قد نشرت خبراً عن تقدم ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، بشكوى لسعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، حول قانون "معاشرة الوداع" الذي يسمح للرجل بمعاشرة زوجته بعد وفاتها، والتي زعمت الأهرام بأنه يتم مناقشته في البرلمان.

وقالت الصحيفة الأمريكية أن كذب الأهرام أفتضح عندما خرجت التلاوي نفسها لتنفي مناقشة أي مشروع عن المعاشرة بعد الموت في البرلمان، ناهيك عن عدم أرسالها أي شكوى بخصوص المشروع الغير موجود أساساً.

وأضافت الصحيفة بأن الأمر ليس مستغرباً فأي شخص يعرف المصريين يدرك أنه لا يمكنه أن يصدق مثل هذا الخبر لأن الحديث عن معاشرة الموتى أمر متطرف بدرجة مضحكة، كما أنه لا توجد أي جماعة إسلامية في مصر تبنت مثل هذا الرأي في أي وقت من الأوقات.

ووصفت ما نشرته الأهرام بأنه محاولة لخلق حالة من الذعر تصب في مصلحة خصوم السياسيين الإسلاميين مع إحتدام سباق الرئاسة وإقترابه من لحظة الحسم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأهرام تخدم مصالح من هم في السلطة، على حد وصفها، لافتة إلى فضيحة "الصورة التعبيرية" التي قامت فيها الأهرام بالتلاعب بصورة صحفية لتجعل الرئيس المخلوع يظهر وكأنه يتصدر كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وملك الأردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية في واشنطن عام 2010.

واعتبرت أن الخبر الكاذب الذي نشرته الأهرام والذي يصب في مصلحة وزير خارجية نظام مبارك السابق، عمرو موسى، يكشف عن رهانات المجلس العسكري الذي يدير البلاد ويمسك بزمام السلطة.

وقالت الصحيفة ساخرة بأن الأهرام قامت بعد ذلك بالحديث عن "أنباء تدوالتها عدداً من الصحف ومواقع الإنترنت" عن مشروع القانون، مقتبسة من عدد من الصحف الغربية، دون الإشارة إلى أن هذه الصحف نفسها قامت بنقل الخبر عن الأهرام.

وأضافت بأن "الحديث عن الجدل" هي حيلة صحفية معروفة تلجأ إليها صحافة النخبة حينما تريد نشر أحد الأخبار التي تتداولها الصحافة الصفراء بطريق غير مباشر فتقوم بالحديث عن الجدل الذي أثير حول الخبر متجنبة الخبر ذاته، ولكن أن تلجأ الصحيفة لهذه الحيلة للحديث عن خبر كاذب قامت هي نفسها بنشره فإن ذلك إبتكار جديد في عالم الصحافة تملك صحيفة الأهرام المصرية براءة إختراعه، بحسب الصحيفة الأمريكية.
واختتمت الصحيفة قائلة بأنه على الرغم من أن الكثير قد تغير في مصر في أعقاب الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أن صحيفة الأهرام تثبت يوماً تلو الآخر بأنها لا تزال على ماهي عليه.

مفاوضات بين فرقاء ليبيين على إعادة دفن القذافي في جنازة رسمية



يقودها قذاف الدم..
 وتتضمن المصالحة ورجوع 1.2 مليون
 مواطن يعيشون في دول مجاورة

الشرق الاوسط : سوسن أبو حسين وعبد الستار حتيته
قالت مصادر رفيعة المستوى على صلة بالمفاوضات الجارية بين الفرقاء الليبيين بالقاهرة أمس، إن اللقاءات التي جرت مؤخرا، برعاية مصرية، تطرقت إلى إمكانية إعادة دفن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ومساعديه في جنازة رسمية، بعد نحو ثمانية أشهر من دفنه وابنه المعتصم ووزير دفاعه أبو بكر يونس في مكان سري في الصحراء عقب انهيار نظام القذافي.
وأضافت المصادر، أن المفاوضات يقودها أحمد قذاف الدم، المنسق السابق للعلاقات المصرية - الليبية، وابن عم العقيد الراحل، وتتضمن العمل على رجوع 1.2 مليون مواطن ليبي يعيشون في دول الجوار (مصر وتونس والجزائر والنيجر).
ومن جانبها، أوضحت المصادر، أن المجلس الانتقالي الليبي والقوى الليبية المعارضة من أنصار القذافي قاموا بعدة جولات من الحوار برعاية مصرية، مشيرا إلى أن الحوار جاد وليس لاستكشاف النيات، وأن قذاف الدم قام بإجراء اتصالات مع القوى السياسية والعسكرية المعارضة والقبائل المختلفة المعارضة للنظام الحالي لوضع خطة عمل ووثيقة اتفاق للخروج بليبيا من الوضع الراهن.
وأشارت المصادر إلى أن جولة الحوار التي تمت منذ أيام دارت حول تسليم رفات كل من القذافي ويونس والمعتصم بالله القذافي، وإعادة دفنهم مع إقامة جنازة رسمية. وتابعت المصادر أن المفاوضات تطرقت أيضا إلى إمكانية اعتبار كل مصادر القوانين قبل تشكيل المجلس الوطني غير شرعية وغير ملزمة مع عدم الاعتراف بأي محكمة إلا بعد بناء الدولة الليبية، والتأكيد على وحدة التراب الليبي، والتعامل بالمثل مع (الطرفين المتنازعين) أثناء الثورة على القذافي «بمعنى من تضرر من (ضربات حلف) الناتو مثل من تضرر من كتائب القذافي».
كما تطرقت المفاوضات إلى الدعوة لعودة مليون ونصف المليون مواطن ليبي من المهجرين منهم 700 ألف يعيشون في مصر و400 ألف في تونس ونحو 50 ألفا في الجزائر و50 ألفا في النيجر، إضافة إلى عودة المهجرين في الداخل إلى مدنهم الأصلية والذي يفوق عددهم مائة ألف مواطن. وتضمنت المقترحات الدعوة للإفراج عن 17 ألف أسير من بينهم الآلاف من النساء والموزعين على سجون غير قانونية ويمارس ضدهم التعذيب بشهادة منظمات حقوقية وحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن المستهدف من الحوار هو التحضير لمؤتمر شامل يجري قبل انتخابات المؤتمر الوطني الليبي أو بعده مباشرة، لتحديد خطوط أكثر تفصيلا، بينما ذكرت مصادر أخرى أن هناك أفرادا يستفيدون من الوضع الراهن ويحاولون عرقلة هذا الحوار، ولكن قذاف الدم يؤكد أن الدفع بالحق يصعب عرقلته وأن مخلصي الوطن كثر وسوف يدفعون بالحق حتى ينتصر، وفقا لما أفادت به المصادر.
وقالت المصادر أيضا إن الجانب المصري يقف بقوة خلف المصلحة الليبية حفاظا على ليبيا الموحدة أرضا وشعبا، مؤكدا للجميع أن علاقة مصر التاريخية والجغرافية بليبيا «تحتم القيام بهذا الدور الذي بدأ عبر استقبال مصر لهجرات ليبية متعددة على مدار التاريخ، وأن الجيش السنوسي نفسه (الذي كان يحارب الإيطاليين مطلع القرن الماضي) كانت بدايته ودعمه وتسليحه على الأراضي المصرية». وأضافت المصادر: «من هنا فمصر ما زالت حتى الساعة تعتبر وحدة ليبيا الجغرافية واستقرارها من أولويات أمنها القومي».
ووصفت المصادر القريبة من حوار الفرقاء الليبيين، وهما المجلس الانتقالي وأنصار القذافي، محاولة لـ«بداية صحيحة» تضع ليبيا على طريق الاستقرار، واستيعاب الجميع دون إقصاء أو تهميش.
وكان قذاف الدم التقى مع شخصيات مكلفة من «الانتقالي الليبي» يترأسهم علي الصلابي. وأوضحت المصادر أن اللقاء تم على خلفية دعوة قذاف الدم للحوار عبر بيان له وزع منذ عدة أسابيع، دعا فيه الطرفين «للانحناء لليبيا، والعمل على بدء حوار جاد يلملم فيه الليبيون هذا الكم الهائل من الآلام، ويضمدون به جراح الوطن ويسقطون فيه لغة التخوين، والتخويف، والانتقام».
وتابعت المصادر أن الحوار الجاري الآن لقي استحسانا كبيرا داخل الشارع الليبي وبين الكثير من الليبيين المهجرين في الخارج، إلا أن «بعض العصابات المسلحة» تحاول عرقلة المصالحة لأنها «ترى فيه تهديدا لشرعيتها».

اعترافات العقيد منصور عبد الجواد المزيني ج1


حديث حول العلمانية والطائفية واسلام كاميرات الفيديو



د . موسى الحسيني
mzalhussaini@btinternet.com

الموضوع هدية لعينا سارة ، تلك الفتاة العربية ، التي اتصلت بي مبكرا صباح هذا اليوم بعينان مغرقتان بالدموع ، وقلب يرتجف ويحترق الماَ على ما جرى ويجري على الارض العربية .

انا رجل مؤمن بالله ، بعظمته ، قدرته ، روعته ، وجمال عدله .قد يكون لي بعض الاجتهادات الخاصة ما تتعارض في هذا الموقف او ذاك مع هذا المجتهد او صاحب الراي ،الا اني لاارى  في ذلك ما يمس اردة الخالق ( جل جلاله )، او ما يتعارض مع ايماني المطلق به  . فالاجتهاد صناعة بشرية  اوجدها عقل الانسان ، وهناك من يرى في العقل احد مصادر الاجتهاد ، ولااعتقد ان اي مجتهد يمتلك من القدرات العقلية اكثر مما املك ، ولا قدسية لما هو صناعة بشرية .
لكني ايضا لم ادعي التفقه او التدين يوما ، وكثيرا ما اعلن من خلال شاشات التلفزيون وبكتاباتي اني رجل علماني . وافهم العلمانية اصلا ومعنى على انها موقف يرفض سلطة رجال الدين وتدخلهم في السياسة ، ولاتعني العلمانية عندي الالحاد فتلك تهمة يحاول رجال الدين الصاقها بها للدفاع عن مصالحهم وامتيازاتهم وتطلعاتهم  الشرهة لكسب كل الملذات الدنيوية التي يريدون سلبي ومنعي من التمتع بها ، يريدون حيازتها لانفسهم فقط ، ليتلذذوا بسادية من خلال حرماني منها.
فرجل الدين المتاسلم او السياسي ، هو ليس الا واحد من طلاب التمتع   بكل متع الدنيا باسم الدين حتى المتع الشاذة والتوجهات السادية والانانية المريضة ، يريد ان يكتسبها في الدنيا والاخرة ويحرمني منها في الدارين ، وسيلته وتجارته كي يكسب ذلك هو مايدعيه من تدين هو في واقعه شركا وجحود بنعم الباري وقدرته وجبروته ، ليس فيه من الدين الا اسمه ، فهو يتوصف  بامير الجماعة ( مانحا بذلك الامارة والسيادة والربوبية او النيابة عن الخالق  لنفسه ) فارضا  على الاتباع هرطقة ان طاعته هي امتداد   لطاعة الله ، فهو احد بصرا واثقب فكرا من بقية حتى جماعته ( كما قال ابو علي المودودي ) . او هو عند الطرف الاخر اية من ايات الله الراد عليها كالراد على الله . هو بالتالي ظل الله في ارضه يعبث بها فسادا واشباعا لكل الشهوات الشاذة التي ينهانا عنها  .
 ليس ذاك الا شركا مبطنا وكفرا ، وتسفيه للاسلام وحتى لارادة الخالق ، الذي اعطانا الحق والحرية في ان نكفر او نؤمن وحدد مسؤولية العقاب والثواب بذاته القدسية  ، فالحساب يوم القيامة كما يعرفنا سبحانه  حساب فردي ، لااحد يتحمل ذنب الاخر لاقريب ولا صديق ، ولا شفاعة للانسان الا بعمله الشخصي . ولا يحق لواحد مهما ادعى  بما يملكه من معرفة بالدين ان يفرض علينا الايمان او الكفر ، لانه بذلك يعارض ارادة الخالق ومشيئته التي قالها  لنا صراحة " لو شاء ربك لامن من في الارض كلهم اجمعين ، فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " (يونس: 99) ، فاجبار الناس بالساطور والمتفجرا ليؤمنوا امرا يمثل حالة شرك وكفر واضح بالكتاب ، وتدخل في مشيئة الله تعالى  . تلك الاية من الوضوح مايؤشر ان العلمانية كما عرفتها ليست هي ما يتناقض مع ارادة الله ومشيئته ، بل هو اجبار الناس على التمسك بالدين بقوة السكين والمتفجرة هو الكفر المناقض و المزور لارادة الخالق . ويغدو المتاسلم ومن يقول بالتاسلم السياسي هو الكافر ، الذي يزيف اقوال الباري كي يسرق منه قوته وجبروته وفروض الطاعة التي خص بها  تعالى نفسه

على اساس هذا الفهم للنص القراني الواضح ، انا ادرج كل من الامير واية الله تحت راية الشرك والمشركين الكذابين الافاقين على ما يريده الله لنا من التمتع بنعمة بما اعطانا اياه من عقل وحرية اختيار . يبقى مفهوم المسلم كماعلمنا الرسول هو من قال بالشهادتين ، ومن سلم الناس من يده ولسانه . هنا يبرز سؤال يطرح نفسه من اين يستمد امير الجماعة او اية الله هذا الحق في تكفير الاخر ، وكل فريق يدرب انصاره على ذبح الاخر  بالسكانين مع ترديد الايات القرانية والتكبير واتهام الاخر بالردة والكفر . وتصوير الحادثة ونشرها على صفحات الانترنت واليوتيوب والفيس بوك . لماذا هذه القسوة والهمجية  . لن يجد الباحث اي اصل اوسند ديني لا في القران ولا السنة ولاحتى في سيرة الخلفاء الراشدين او الاولياء الصالحين ، نحن نعرف بالروايات الموثقة بالمصادر التاريخية ، ان عمر كان يردد لولا علي لهلك عمر ، ويخاطب الامام  علي   عمرموصفا اياه   بانه اصل العرب ( نهج البلاغة ، ج2 ، ص:29-30) . وتقول لنا المصادر ان الامام ابو حنيفة النعمان كان من تلامذة الامام الصادق ، وان ابو حنيفة تعرض للسجن والتعذيب في عهدي الدولة الاموية ، والدولة العباسية ايضا متهما بالتشيع وموالاة ال البيت ( عبد ارحمن الشرقاوي ، ائمة الفقه التسعة ، ص : 55-72 ) .
فمن اين اتى لنا امير الجماعة هذا ، اوذاك الذي نصب نفسه اية لله بالقول في ارتداد الاخر  ، لان تهمة الردة هنا يمكن ان تنعكس على عمر او علي او ابوحنيفة نفسه . انفسهم ، هؤلاء الذين يتخذ من اسمائهم تبريرا يبيح به قتل الاخر  .
.ومن اين جائتنا هذه التي يسمونها مظلوميات ، وصحوات طائفية مصحوبة بالقتل البشع مصورا بكاميرا الفيديو ، ولماذ التصوير .وائمتنا كانوا وان اختلفوا باجتهاداتهم متفاهمين متحابين ، يعملون جميعا من اجل خدمةالاسلام والمسلمين ووحدتهم  . لو حصرنا القول في العراق وسوريا ، لم نسمع منذ تشكيل الدولتين في تاريخهما الحديث بعد الحرب العالمية الاولى ان شيعيا قتل سنيا او العكس بسبب مذهبه او عقيدته كما لم نسمع حتى ان مسلما قتل مسيحي او يهودي اوصابئي . لماذا الان فقط اصبح الاسلام دين للقتل ، والذبح المصور ،  تختفي فيه كل الصور الاخلاقية وقيم التسامح والحرية .  انا اعتقد من خلال متابعة الظاهرة  انه لايمكن فهم مصدرها الا بالعودة لمشروع اسرائيل المعروف باستراتيجية اسرائيل للتسعينات ،  وغيرها من الوثائق والدراسات التي كشفت عن علاقة  الحركات المتاسلمة بالغرب بريطانيا واميركا ( كما سنبين في الجزء الاخر من هذه المقالة ) ، يبدو ان نشطاء العدو الصهيوني بالذات ، لم يتوقفوا عن تحقيق  مشروعهم الذي خططوا له منذعام 1982 في اعادة تقسيم الدول العربية الكبيرة الى دويلات صغيرة متناحرة على اساس طائفي وديني واثني . ووجدوا في انحسار التيار القومي وحتى قوى اليسار العربي ، وما يعيشه العرب من احباطات  وهموم معاشية يومية ، وتراجع محسوب بحسابات التطور العلمي والثقافي الذي يسود العالم . فوجدوا ان الفرصة قد حانت لتمرير ما خططوا له ،اوعزوا لعملائهم بالتحرك . ولا يمكن ان نتفهم موجة القتل البشع  المصورة الا بهذا المعنى ، كائن من يكون منفذها .
غريب هذا الذي يدعي التطرف في ولائه لمذهب او دين ، والاديان الرئيسية للعرب ( المسيحية والاسلام بكل مذاهبه ) تعتبر فلسطين او القدس تحديدا قبلتها الثانية ،لكنها  تنشغل او تتشاغل بقتل ابناء العرب واطفالهم ذبحا ، لتشغل الناس بصور الذبح والجرائم البشعة التي تمارسه الدولة  الصهاينة في  عملياتها لتهويد القدس وتدمير معالمها الاسلامية وحتى المسيحية ، أو يعقل ان ذلك يجري بالصدفة بمحض الصدفة .
في مقابلة مع ياسر عرفات في مجلة المستقبل اللبنانية لاحد اعداد عام 1982  ، يقول فيها : ان تيتو اخبرني بان كيسنجر قال له  ( لتيتو ) : "انه فشل في الوصول الى حل للقضية الفلسطينية لانه وجدها تحتل مساحات واسعة في عقل كل عربي ، وما لم نخلق للعرب مشاكل كبيرة قاسية تنسيهم قضية فلسطين لايمكن حل القضية ."
هذا القول ، مع مراجعة ما عرف بمشروع استراتيجية اسرائيل للتسعينات ( منشور نصها على صفحتي على الفيس بوك )، يضاف لهما ما  ينشر من وثائق غربية تكشف عن كون التاسلم السياسي ما هو الا صناعة غربية ( سبق ان كتبت عن بعض هذه الوثائق ونشرتها على النت ، واعتقد ان بعض الصحف قام بنشر الموضوع ايضا) ، هي ما يفسر لنا معنى تصوير المجرم لجريمته ، انه يريد بتلك البشاعة  ان يستفز الاخر ، ليقابل الجريمة بمثلها ، انها عملية تصنيع للتطرف الطائفي الذي يريد تخريب كل البلد  نفوسا ، وامكانات ، ومشاريع ،  ويجزء الاوطان تحقيقا للاستراتيجية الصهيونية بحروب بينية لن تنتهي . ثم بعد ذلك يتم مطالبة  الغرب وقوات الناتو لتهدم مابقي من مؤسسات ولتقتل بالملايين كما حصل في العراق ، وتنزل قواتها لتعيث تخريبا وقتلا ومسخا لانسانية الانسان بحجة حماية حقوق الانسان والحريات الديمقراطية ، تدمر معمل حليب الاطفال ومعمل الادوية في سامراء لتحرم العراقي طفلا او ناضجا من الحليب والدواء بحجة انها معامل لتصنيع الاسلحة الكيمياوية والجرثومية  .
 اين الاسلام من كل ذلك وفي كل هذا ، اليس  هذا هو الشرك بعينه . ان يُستبدل  ابن الدين والملة بالعدو الحقيقي ، بل يتم التحالف والاستقواء بالعدو لقتل ابن الدين الواحد ، تحت شعار لااصل له لافي الدين ولا في الاسلام " الحكم لله " والردة .والله كما قلنا اعلاه ( حتى لو افترضنا كفر هذا المذبوح ) هو من منحنا حق الخيار بين الكفر والايمان ، واختص لنفسه بحق الثواب والعقاب . وجرد البشر من هذا الحق بل جرد حتى حبيبه ورسوله من هذا الحق :" وما جعلناك عليهم حفيضا وما انت عليهم بوكيل " (الانعام 107 ) اعطاه حق الدعوة  والتبشير فقط والتذكير بقدرة الله تعالى  وانتقامه "يا ايها النبي انا ارسلناك شاهداَ ومبشراّ ونذيراَ" (الاحزاب 45) . فمن اين اتى امير الجماعة بهذا التوكيل الالهي ليمنح نفسه الحق بالقول : " ومن خرج من الجماعة فاضربوه بحد السيف " والجماعة بمفهومه هي حزبه وعصابته ، والخوارج عنده عموم او جميع المسلمين الرافضين لشركه وتفرعنه وتجاوزه على الذات الالهيه ومشيئتها ، هل يعقل ان يكون هذا مسلم فعلا من يدعو الى قتل المسلمين جميعا ويبيح ضربهم بحد السيف ،او هو صهيوني او صليبي حاقد على الاسلام والمسمين ، وما الفرق مهما تعددت الاسماء والنعوت .
مشهد غريب اخر يؤشر لعمالة الطائفيين والمتاسلمين ، انهم يدعون لقتل الاخر ممن يقول بالشهادتين بحجة انه مرتد لانه اختلف معهم باجتهاداته . لكنهم يتراكضون وراء اي مؤتمر تعقده اميركا او اي من دول الغرب للحوار بين الاديان ومعروف طبيعة هذه الحوارات ، انها تهدف للتطبيع والقبول بالحركة الصهيونية ويرفضوا الالتحام او التحاور مع بقية المسلمين ، ويدعون للوحدة الاسلامية ، ويستنكرون على القومي العربي ان يدعو للوحدة العربية ويعتبرونها مؤامرة على الوحدة الاسلامية وكأن ليس غالبية العرب من المسلمين ، ويمكن ان تكون وحدتهم قاعدة للانطلاق لوحدة المسلمين . ويلتحمون وتتوحد اهدافهم   ومصالحهم مع قوات الناتو في العراق وليبيا وسوريا ويستقون بها على اخوانهم المسلمين .
غريب اسلامهم هذا الذي لايتحقق الا بقتل العرب والمسلمين وذبح اطفالهم امام كاميرات الفيديو .
 كتب واحد ممن يروجون  للدعوات الطائفية ، بكلمات استفزازية لامنطق فيها ، معلقا على صورة طفل مذبوح . كل المؤشرات تقول ان المستفيد من عمليات الذبح هذه وتصويرها هو من يريد تصعيد الامور وتحريض الراي العام العالمي للتمهيد لتدخل الناتو ، لتدمر ما بقي من سوريا ، ونزع سلاحها كما حصل في العراق وليبيا . فقال مايلي : "اكذوبة شيعي عربي وشيعي فارسي ، إنتهت بفضل "" مجازر العلويين في الشام "و "(دريلات" مقتدى الصدر و"خناجر" حسن نصر الله و "خناجر"الحوثيين , فهؤلاء لم تعصمهم عروبتهم من الايغال بدم العرب وان انتموا لهم !!.
تلك الاكذوبة التي ما زال البعض- للاسف - يصدقها،
حان وقت الاعتراف بان "الشيعة" ملة واحدة لا فرق بين اعرابي منهم او فارسي الا بالسحنة ")
وكنت متوهما اعتقد انه فعلا قومي عربي ، فكتبت توضيحا اعرض فيه عروبة واصالة الشيعة العرب ودورهم في العراق في دعم ونصرة بل وحتى  تشكيل التيارات القومية العربية واحزابها بالحجة والنقاش الموضوعي الموثق بمصادر معتمدة من جميع الاطراف وكيف ان التحريض الطائفي لايخدم الا اعداء العرب. واستغربت انه ومعه مجموعة بدأت تكيل لي وللشيعة  شتائم باقذع وانكر واوحش الكلمات غير المؤدبة وتؤشر لمستوى  اخلاق  اصحابها .
لاول مرة اكتشف اني طائفي متعصب للمذهب واول مرة اكتشف اني شيعي ، فقد استمرت المواقع الطائفية  الشيعية على النت تشتم بي  وتصفني بشتى الصفات وبشكل يومي لمدة اربع سنوات ، ماقبل الاحتلال وبعده بسبب موقفي الناقد بشدة للحركات الطائفية الشيعية لوقوفها مع الاحتلال ، والمساهمة بدعم وتنفيذ مخططاته . عندها كان هذا الطائفي وامثاله يوصفونني بالوطنية والشجاعة والموضوعية ، واليوم فقط اكتشفوا اني ادافع عن مذهبي ، بما يسمح لهم شتمي وتوصيفي بكافة الصفات  التي كانت المواقع الطائفية الشيعية تشتمني بها .
لا تضيرني شتائمهم ولا حتى لو قالوا ما قالوا ، لكني هنا انبه الاخوة من الوطنيين والقوميين العرب ، الى ضرورة عدم الرد على مثل هذه الشتائم لو تعرضوا لها . فهي شتائم مخططة ، يريدون من خلالها جرك لان تتمترس باحد المذاهب وتنجر دون ان تشعر لموقف طائفي ،يكونوا قد حققوا هم اهدافهم بجرك لموقف طائفي ستسهم به بطريقة واخرى ، ويكونوا قد انتصروا على وعيك ، وحولوك وانت لاتدري الى جزء من معركة  يخططها لنا الاعداء ليستنزف قوانا ويشيع الحروب البينية في اوطاننا . يقسمها بما يخدم مصالحه . ان اهمالهم  واهمال شتائمهم هو صور الانتصار عليهم وعلى اسيادهم ، هو الموقف القومي الواعي .
 الغرابة التي توصلت لها خلال بحثي عن من يقف وراء هذه المجموعة السنية المتطرفة التي ترفع بنفس الوقت شعارات ورموز قومية عربية ، فاكتشفت ان راعيها هو نفسه احمد الجلبي ، العميل الاميركي المعروف بادواره التي خدم بها الاميركان والصهيونية في ضرب العراق ، واحتلاله ، بحجة حرص الجلبي ، صاحب مشروع البيت الشيعي الاميركي ، على الشيعة  . وانه لايقدم لبعضهم من خلال مندوبيه الاموال فقط بل وعدهم ، لااعرف مدى تنفيذه لوعوده ان يرفع اسمائهم من قوائم الاجتثاث ، وان يساعدهم في احتساب خدمتهم السابقة لاغراض التقاعد ، ويعوضهم رواتب المدة السابقة .
كيف ولماذا يدفع الجلبي الاموال ويقدم المساعدات ، لمن يشتم ابناء طائفته . !؟ ، وهو المتظاهر بالتعصب للشيعة والتشيع . هنا نجد الجواب : ان ليس للطائفي من دين الا ان يقتل العرب ، كما وصف نصر بن سيار شعوبي العهد الاموي . فحذار من الانجرار بالرد عليه .

ناريمان ناجي تكتب: وقفة مع الثورة



الخميس 31 مايو 2012 - 9:30 مساء
في الساعات الأخيرة من مساء الخميس الماضي،بدأت عملية فرز نتائج الانتخابات الرئاسية، ومع الصناديق الأولى أخذت الكرة في التأرجح بقوة وبسرعة حتى انحصرت بين أربع شباك رئيسية: أحدهم إخوانية (د.محمد مرسي) وأخرى من النظام السابق (الفريق شفيق) أما الاثنان الباقيان فهما المرشحان المحسوبان على الثورة (السيد صباحي و د.أبو الفتوح) إلى أن توقفت الكرة بين شبكتي شفيق و مرسي لنراهما في جولة الإعادة.
وأكثر ما أثار جدل واسعا أو ما كان مخيبا لآمال الثوار هو الصعود الصاروخي لأسهم الفريق شفيق من ناحية، ومن ناحية أخرى منافسة صباحي وأبو الفتوح لبعضهما أو ما رأيناه من " تكسير عظام أو تفتييت للأصوات" ووصل الأمر إلى خروج الاثنين من حلبة السباق الرئاسي.
ولعل هذا الوضع يحتاج إلى وقفة صادقة مع الثورة للإجابة على سؤال مُلح: ما الذي فعلته الثورة أو الثوار لكي نصل إلى هذا المشهد؟
لم يكن مؤيدي صباحي وأبو الفتوح من عموم الشعب هم سبب تفتيت الأصوات الرئيسي بينهما،بل يمكننا القول بكل ثقة أن المرشحين أنفسهم ونخبتهما الثورية المأدلجة قد تسببا فعليا في خروجهما من حلبة الرئاسة وفتح باب الجولة النهائية على مصراعيه لشفيق. فقد دفع كل فريق بمرشحه إلى التمسك بمواقفه وإلى إعلاء المصالح والحسابات السياسية الخاصة -غير الشخصية- على العامة وتقديم حق الترشح على واجب التوافق أو التنازل بل إيهام المرشح أن فرصتك هي الأقوى أثبت ولا تتنازل.فوصل بنا الأمر إلى تراشق المرحشين بالتصريحات المؤكدة أحيانا " أنني لن أكون حتى نائبا ".
فلو كان تنازل أحدهما للآخر لكانت احتمالية أن يحسم مرشح الثورة النتيجة من الجولة الأولى واردة جدا أو على أقل تقدير إعادة بفروق واسعة تحسم له النتيجة بكل ارتياحية.فحسب المؤشرات الأولية لنتيجة فرز الأصوات على مستوى الجمهورية والتي نشرتها جريدة الأهرام في عددها ليوم 26/05 طبقا لأرقام واردة بالمليون من وكالة أنباء الشرق الأوسط أن شفيق حصل على (5.477)، ومرسي (5.441) أما صباحي (4.383) وأبو الفتوح (3.861) أي ما يساوي (8.244).


أما عن ارتفاع أسهم شفيق في ثلاث أسابيع فقط من العمل المكثف لحملته،فقد بررها الكثيرون أن بقايا الحزب الوطني المنحل تعمل للملمة بقايا العقد المنفرط للانعقاد من جديد مستغلين بذلك أهالينا من الطبقة الفقيرة والأمية بالإضافة إلى أقاويل التزوير.
لكن ما هذه إلا مسكنات نحاول أن نكتم ونداوي بها آلام تقصيرنا فقد شهدنا داعمين ومؤيدين لشفيق من ساكني العشوائيات وحتى ساكني مصر الجديدة ومن عاملين باليومية أٌميين إلى أساتذة بالجامعات.و ما مدلول هذا إلا عوار في توصيل الثورة إلى عموم الشعب الذي لم ير من الثوار إلا نخبة تتحدث على شاشات التليفزيون تتجاذب أطراف الصراع حول مصالح وأيديولوجيات هي أبعد ما تكون عن حسابات المواطن العادي " اجتماعيا أو سياسيا".ولنا في ذلك سابقة مع الانتخابات البرلمانية،فلم يستطع شباب الثورة الوصول إلى قلب الشارع المصري حاصدين بذلك مقاعد معدودة على أصابع اليدين .
علينا إذن أن نقف أمام المرآة ونفتح كشف حساب،أول سطر فيه أن نعود لمبادئ الميدان الذي نسى فيه المصابون والشهداء مصالحهم الخاصة بل أرواحهم من أجل إعلاء المصلحة العامة للبلاد.علينا أن نعترف أننا لم نبذل جهدا كافيا في العمل من أجل الحشد للانتخابات بل وصل الأمر إلى دعاوي مستمرة لمقاطعة الانتخابات وعلى رأسها الداعي الأول للثورة "د.محمد البرادعي " الذي سافر قبل الانتخابات بيومين مقاطعا إياها، فلو حصرنا أنصار مرسي وشفيق من إجمالي الكتلة التصويتية لوجدنا أننا فعلا مقصرون اعتمدنا على اسم الثورة ولم نعتمد على أفعالها.
فلنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسب الآخرون الثورة.
ناريمان ناجي
مركز دراسات الوطن

وول ستريت جورنال” تكشف مخطط نظام “المخلوع” للعودة بواسطة “شفيق "



ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية أن وصول الفريق أحمد شفيق – آخر رئيس وزراء نظام مبارك – إلى جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية وحصوله على أصوات أكثر من 5 ملايين مصري، يشير إلى ظهور ملحوظ للآلة السياسية للنظام السابق، والتي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في الجولة الأخيرة من الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن شفيق لم يكن يتقدم في البداية استطلاعات الرأي، لكن حملته استطاعت الاستفادة من الشبكات القديمة للحزب الوطني المنحل في أنحاء البلاد.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات أحمد سرحان – مدير حملته الانتخابية – بأن لدى الحملة متطوعين من أنحاء مصر، يرغبون في مساعدة شفيق على استعادة الأمان والنظام والحفاظ على الدولة المدنية.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن مسئولي حملة شفيق تعاقدوا مع شركة “بركة” للإنتاج الإعلامي للتسويق للحملة، وتلك الشركة أنتجت من قبل برنامج توك شو سياسي شهير بالشراكة مع أحمد عز أحد أشهر رموز الحزب الوطني.
كما اشترى شفيق حملة “الرئيس”، وهي تلك اليافطات الزرقاء التي ملأت شوارع مصر، بمبلغ مليونين و950 ألف جنيه من إحدى شركات الإعلان.
وأضافت أن شركة “طارق نور” للإعلان اشترت حصة في الإعلانات الخاصة بحملة شفيق، ولفتت إلى أن هذه الوكالة الإعلانية هي نفسها التي تولت حملة لإعادة تشكيل صورة الحزب الوطني الديمقراطي، حينما سعى جمال مبارك وغيره ممن كانوا يعتبرون إصلاحيين، لإضفاء صورة أكثر حداثة على الحزب.
ونقلت “وول ستريت” عن مسئول بحملة شفيق أنه تم التبرع بلوحات الحملة من قبل شركة الإعلان التي تملكها، غير أن الصحيفة لم تستطع الحصول على تعليق من شركة طارق نور.
وقالت الصحيفة: إن الموالين لنظام المخلوع مبارك بدأوا يعودون للتجمع مرة أخرى من مركز الباجور بمحافظة المنوفية، ونقلت عن سامي ياسين رئيس مجلس محلي سابق عن الحزب الوطني أن أحدًا طلب منه أن يكون مسئولا عن حملة شفيق في أوائل مارس الماضى.
وتضيف أن العديد من لقاءات حملة شفيق حضرها نور ناشي الذي عمل لعقود كذراع يُمنى للراحل كمال الشاذلي أحد أبرز رجال الحزب الوطني.
وتشير الصحيفة إلى جرافتي تم رسمه على مبنى مملوك لكمال الشاذلي في مارس الماضي يقول: “يومًا ما سنعود”.
وتشير الصحيفة إلى شكوك بشأن ما هو وراء استطلاعات الرأي التي كانت تظهر شفيق في مراكز متأخرة، بينما بات يتصدر المركز الثاني أو الأول.
وتقول: إن هذا الأمر أثار جدلاً بشأن دقة الاستطلاعات واحتمال ما هو وراء الكواليس من علاقات بين أربعة من الاستطلاعات الأكثر تأثيرًا والحكومة والحزب الحاكم سابقًا.

إعتذار لــ"مبارك" ورجاء بعودة الكفيل



د.يحيى القزاز
من يرتضى قواعد اللعبة لايجب أن يرفض نتائجها، فالغالبية ارتضت تلك العملية وأرى الاستمرار فيها -لا أقول حرصا على استمرار الثورة، فالثورة طعنت من الجميع وقت ان اختاروا مسارا ديمقراطيا كاذبا محصن التزوير دستوريا من خلال المادة 28 – لمنع عودة نظام مبارك من خلال انتخابات ديمقراطية. وهذا يعنى عدم التصويت للمرشح أحمد شفيق. قد يرى البعض الحل فى مقاطعة الانتخابات رفضا لمرشحى الحزب الوطنى والإخوان. قد يكون هذا الكلام مقبولا لمن قاطعوا الانتخابات برمتها منذ الانتخابات البرلمانية التى ارتأوا فيها مقتل الثورة ودفنها فى ساحة البرلمان واستبدال شرعية البرلمان منزوع الصلاحية بشرعية الميدان الثورية. والمقاطعة تضع شركاء الأمس فى حرج أخلاقى شديد لايتجاهله التاريخ، ويتعقب صاحبه بتأنيب الضمير مدى الحياة عندما يفيق.
بوضوح إن المقاطعة فى تلك اللحظات تماثل تماما من يمنح صوته لمرشح الحزب الوطنى المنحل. فهل يعقل أن شعبا ثار ضد نظام فاسد ودفع الثمن شهداء وفقدان أعضاء وأطراف وإسالة دماء من خيرة شبابه ، أن يأتى بالنظام الذى ثار عليه وباختياره من خلال صناديق الانتخابات! إن عودة نظام مبارك من خلال فوز وجهه الدموى أحمد شفيق تعنى أن نظام مبارك كان نظاما عظيما، وأن قلة مارقة من البلطجية استغلت سماحة مبارك وديمقراطية نظامه، احتشدوا فى الميادين وانقلبوا عليه، وأن الرجل الكريم الطاعن فى السن المسالم "حسنى مبارك، حرصا منه على الشعب ومنعا لإراقة الدماء، قرر مغادرة كرسى الحكم وقبل بالمحاكمة راضيا، وعندما أجريت انتخابات ديمقراطية شفافة اعاد الشعب نظامه مرة أخرى برضاء شعبى من خلال صناديق الاقتراع ليعيد للرئيس المخلوع وحزبه اعتباره، ويعزل البلطجية ويحاكمهم. هكذا سيكون حكم التاريخ. هل لمجرد الاختلاف مع فصيل وطنى له وجود تنظيمى قوى نضحى بدماء شهدائنا؟! وإذا جئنا بشفيق أو سمحنا بمجيئه فلماذا قمنا بالثورة؟ من ينتخب شفيق ببساط ودون ان يدرى يفرط فى دماء الشهداء. والموجوعون من تصرفات الإخوان والداعون إلى المقاطعة، استاذنهم واستسمحهم أن يتعالوا عن الجراح، والحر الأبى هو من يقبل الطعنة من رفيق درب تخلى عنه ويعفو عنه وقت أن يراه فى شدة الكرب، فما بالنا والكرب كربنا جميعا. إن الامتناع عن التصويت يصب فى مصلحة احمد شفيق بلا ريب، وكأننا نعاقب أنفسنا مرتين: الأولى عندما قبلنا بمسرحية ديمقراطية تديرها لجنة محصنة التزوير سلفا، أى تزور ولا معقب على قراراتها، والثانية عندما نمتنع عن التصويت.
يرى البعض أن أحمد شفيق أهون من الإخوان  ويمكن إزاحته بسهولة، هذا كلام يحتاج إلى مراجعة، فأحمد شفيق ليس الحلقة الأضعف ولا ينبغى أن يكون اختيارنا بهذه الطريقة التى ربما  تبدو للبعض انتهازية. أحمد شفيق يقف وراءه دولة صامته وحزب وطنى منحل على الورق متماسك فى الواقع، أحمد شفيق ابن نظام مبارك واحد رموز الحزب الوطنى المنحل، ذاك الحزب الذى مول وقاد موقعة الجمل وقتل أبناءنا وأصابهم بعاهات مستديمة، أحمد شفيق مرشح المجلس العسكرى يامن تنادون برحيل المجلس العسكرى وعودته لثكناته، أحمد شفيق الحارس والضامن والداعم لدولة مبارك، أما محمد مرسى فهو مرشح جماعة الإخوان التى تدنت شعبيتهم منذ انتخبوا فى البرلمان لسوء أدائهم، لا الدولة ولا المجلس العسكرى فى تلك اللحظات داعما للجماعة، وإذا ما فازوا وتولوا الحكم فالدولة المصرية شبه خرابة وعليهم إدراك ذلك جيدا قبل خوض جولة الإعادة، ولن يقبل المواطنون منهم عذرا عندما يفشلوا فى الحل السريع لمشاكلهم المتراكمة، ويتعللون بقصر المدة وويطالبون بمنحهم فرصة أطول، وسيثور الناس عليهم، ولن نصمت عن نقدهم . ولنفترض أن أحمد شفيق أضعف وتمت إزاحته، أليس من الوارد أن تأتى جماعة الإخوان يمرشح آخر قوى بعد فوز شفيق وإزاحته، وكأن المقاطعين مهدوا الأرض البور لصالح الجماعة، هل المطلوب منافسة ديمقراطية تبعد طرفا أم عملا اجتثاثيا لطرف لا يريده البعض؟ الديمقراطية تعنى الفوز والهزيمة أى الابعاد المؤقت،  ولاتعنى الإقصاء والاجتثاث، فهذه طبيعة الديكتاتورية وليست الديمقراطية.
الامتناع والدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية هو -دون أن ندرى- دعم واضح وصريح لأحمد شفيق وتنكر لدماء الشهداء. وبدلا من انتخاب شفيق سواء كان اقتناعا أو انتقاما فلماذا لا يطالب مؤيدو شفيق بعودة مبارك رئيسا للجمهورية يعيدون له اعتباره قبل موته ويطالبون بحاكمة البلطجية رميا بالرصاص الذين قاموا بقلب نظام الحكم، ولا عزاء للشهداء، وكأننا فى رومانيا وليس فى مصر بعد ثورة 25 يناير!
الديمقراطية لا تعنى التفصيل بالمزاج عندما يرتضيها الجميع. ومن يرفض نتائج الانتخابات عليه بأن ينزل بأنصاره إلى الميدان رافضا نتائجها، أما المقاطعة فتبدو وكأنها قناع لصالح مرشح ضد آخر.
لنقف مع الإخوان ليس من اجل نصرتهم بل حتى لا ينجح شفيق وتتمكن دولة مبارك المخلوع من العودة والتمكين مرة أخرى، ويعود نظام الكفيل (الحزب الوطنى المنحل)، فكل مصلحة كانت مرهونة بتوقيع كفيل من الحزب الوطنى لقضائها حتى وإن كانت حقا لصاحبها. ليس عيبا ولاذنبا ان ندعم مرسى من اجل قطع الطريق على عودة دولة مبارك. وتذكروا أن لهم شهداء ومصابين فى الثورة. أحمد شفيق مكانه الطبيعى سجن طره وليس رئاسة الجمهورية الثالثة.
الخميس 13 مايو 2012