الخلافات السياسية طارئة تنتهي بزوال الأشخاص أو سبب الخلاف ولكن التاريخ لايجوز أن يكون متنفسا وطريقا جانبيا لتفريغ الغضب السياسي . والعداء للدولة العثمانية في مصر المعاصرة بعد 1952 سببه مفهوم وهو الترويج للحكم “الوطني” الذي حل محل الأسرة العلوية التي ألصقت بها كل الخطايا كما أن كل محارب للإسلام في مصر الملكية كان ينتقد الدولة العثمانية ظانا أنها هي الإسلام وأن النيل منها نيل من الإسلام تماما
كما يفعل اليمين المتطرف المسيحي خاصة الأوروبي . وقد اختلطت السياسة وصراعات السلطة في مصربالدين ففسدت السياسة وترسخ الدين ولاشك عندي في أن الحملة علي الاسلام والمسلمين مستمرة وأن الاسلاموفوبيا في الدول الاسلامية أقسي وأمر منه في الغرب فلا يجوز لبعض المسؤولين المسلمين أن ينتقدوا الغرب بدعوي أنهم يدافعون عن الإسلام ،فالإسلام دين الله لايحتاج الي بعض المنافقين الله يعلمهم .
كما يفعل اليمين المتطرف المسيحي خاصة الأوروبي . وقد اختلطت السياسة وصراعات السلطة في مصربالدين ففسدت السياسة وترسخ الدين ولاشك عندي في أن الحملة علي الاسلام والمسلمين مستمرة وأن الاسلاموفوبيا في الدول الاسلامية أقسي وأمر منه في الغرب فلا يجوز لبعض المسؤولين المسلمين أن ينتقدوا الغرب بدعوي أنهم يدافعون عن الإسلام ،فالإسلام دين الله لايحتاج الي بعض المنافقين الله يعلمهم .
وهذا المقال يعبر عن رأيي في ثلاثة مسائل الأولي هي أن الخلافات الشخصية بين الحكام عادية خاصة ي الشرق الأوسط ولكن لايجب أن تؤثر علي المصالح الاستراتيجية للدولة والثانية هي أنني ممن ينظرون الي الدولة العثمانية علي أنها امبراطورية اسلامية كبري لكن كانت لها سياسات استعمارية ولم تكن دولة الرسول وأن أخطاءها لاتطمس دورها في نصرة الاسلام والمسلمين ولايتاثر هذا الدور باثر رجعي مع كل الاحترام لتقديرات الباحثين الآخرين والثالثة أن مصر وتركيا يمكن أن يشكلا مع ايران خريطة جديدة للمنطقة ولتترك اسرائيل لكي تصحح خطاياها ربما تقرر التعاون وليس تدمير المنطقة مادامت جيناتها سرطانية شيطانية وأنا بذلك أرد علي تصريحات أحدوزرائها الذي زعم في موقع إسرائيل بالعربي اليوم أن ملايين العرب من الشعوب يريدون الاستسلام لاسرائيل واتحداه ان يذكر اي ميزة او عمل ايجابي واحد قدمته اسرائيل للمنطقة خلال سبعة عقود سوي الدمار واشاعة احتقار القانون وتزهو بديمقراطية عنصرية وبجرائمها وبأنها ظهير للاستبداد والفساد العربي وحاربت الديمقراطية للعرب.
لاحظت أن الحالة العدائية بين مصر وتركيا ترجع الي أسباب طارئة ليس هنا مجال التعليق عليها ولكنها ستزول حتما مع الزمن ولكن الإعلام توسع في العداء ظنا منه انه يخدم مصر وجاوز الحاضر الي تشويه التاريخ السياسي والديني للدولة العثمانية.
فقد ناصب تركيا العداء خاصة بعد أن أبرمت تركيا اتفاقية أمنية مع حكومة الوفاق فى ليبيا مما اعتبر دعما لأحد طرفي الصراع رغم أنه الطرف المعترف به ويتمتع بالشخصية القانونية ويمثل الدولة الليبية في العلاقات الدولية، ولاشك أن تدخل أطراف غير ليبية جميعا يعقد طرق التسوية السياسية التي تطالب بها مصر والعالم ويجعل الحسم العسكري هو الطريق الوحيد للتسوية القسرية والحل العسكري يرفضه العالم كله .
وفى حملتهم على أردوغان وتركيا وهي مسألة طارئة أساءوا إلى تاريخ الدولة العثمانية باعتبار أردوغان يفخر بأنه سليل العثمانيين ويسعي لإحياء العثمانية الجديدة.
يجب أن نميز بين العداء لتركيا وأردوغان لأسباب لامجال للخوض فيها بسبب ظروف خاصة وبين تاريخ الدولة العثمانية التى اشتركت كل القوى الغربية فى هدمها، كما اشترك بعض العرب للأسف بسبب الجهل في ذلك.وتلك فتنة قديمة تظهر عند ضبابية الرؤي . فقد انحاز مصطفى كامل إلى الدولة العثمانية ضد بريطانيا ولم يميز مصطفى كامل بين هذا الانحياز لاعتبارات دينية وسياسية وبين فتنة الوطنية، في أزمة طابا بين تركيا وبريطانيا عام 1906ذلك أن بريطانيا المحتلة لمصر والتي كان يعاديها مصطفي كامل ، كان يهمها أن تكون طابا مصرية وليست فلسطينية بينما مصر وفلسطين كانتا جزءا من الدولة العثمانية وكلاهما داخل الحدود الإدارية وكانت تركيا تميل الي تقليل مساحة مصر لصالح فلسطين مادامت ليست خالصة لها . كان هذا الموقف غريبا أوقع مصطفى كامل فى لبس خطير وربما سلطت بعض الأوساط المعادية للعثمانيين الضوء على هذا الموقف للنيل من سلامة موقف الحزب الوطنى.
المثال الثانى هو أن كتب التاريخ المصرية قد اعتبرت حركة العداء العربى ضد الدولة العثمانية هى الثورة العربية الكبرى خلال الحرب العالمية الأولي. فقد استدرجت بريطانيا العرب للتمرد على تركيا العثمانية ومساعدة بريطانيا خاصة وأن بريطانيا كانت تحتل مصر منذ عام 1882.
فقد ظهرت الدولة العثمانية فى منصف القرن الرابع عشر وتصدت أيضا للتتار والصلبيين وكان ظهورها وتوغلها فى أوروبا معادلا تاريخيا وجغرافيا لانحسار المسلمين بطردهم من الأندلس فكانت شمس الإسلام في الشرق ورايته مرفوعة بعد سقوط الدولة العباسية بظهور العثمانيين عندما أفلت شمسه غربا ولا تزال اشباح الدولة العثمانية تعرقل قبول الاتحاد الاوروبى لتركيا كما لايزال أحد مصادر الاسلامو فوبيا هو ماضى الدوله العثمانية وقد ردد القاتل العنصرى الذى هاجم المصلين فى مساجد نيوزيلاندا عام 2019 ذلك. ولذلك فإن العداء السياسى المصرى الحالى عداء مؤقت بين نظم ولايجوز أن يخلف ضررا استراتيجيا لمصالح البلدين كما لايجوز أن تشوه أحداث معينة طارئة التاريخ الإسلامى وإلا صار لعبة متغيرة والمطلوب إغلاق ملف التاريخ والاستفادة منه فى ملف الحاضر ولكن لايجوز أن تؤثر السياسات الراهنة سلبا أو ايجابا على تاريخ الدولة العثمانية الطويل ويكفى أن جيوشها كانت ترفع أسم الله وتراعى أدبيات الإسلام فى الصراع في وقت كانت الشعوب تتسم بالغلظة والبربرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق