02 ديسمبر 2019

دجلة وحيد تكتب: ثورة الشباب العراقي واحتمالات ركوب موجتها أو إختراقها

تحول العراق بعد إحتلاله وتدميره عام 2003 ليس إلى ضيعة أو حديقة خلفية لأمريكا وإيران بل إلى مزبلة تحرسا قاذورات ومكروبات قاتلة جمعت من مواخير العمالة والتجسس المنتشرة في مختلهف أصقاع وبقاع العالم ومنها من محيطه الإقليمي وتشمل منطقتنا العربية. لهذا السبب أنتفض
وثار شبابنا الذين لم تلطخ أدمغتهم وأفكارهم بمشاكل وسموم الماضي السقيم الذي سببته الأخطاء السياسية السابقة وعمالة المتأمرين من عراقيين ومستعرقين وعرب، بل لأنهم عايشوا الظرو ف الحالية في وطن محتل فاقدا للسيادة ومحرومين من الأمن والكرامة والعيش الرغيد تتلاعب بمقدراتهم أحزاب طائفية عميلة وميليشيات داخلية وخارجية تأتمر بأوامر إيران وأمريكا وتنهب قوت الشعب الأعزل. أنتفضوا وثاروا بشكل سلمي مسلح فقط بحب الوطن والإيمان به عبر الطائفية والإيديولوجيات الحزبية وإنتماءاتهم الإثنية وشعار مطلبهم الرئيسي كان ومازال "نريد وطن حر" رغم حجم الخسائر والتضحيات التي نقدمها.
العطالة والبطالة وإنعدام الأمن وتردي الأوضاع الإقتصادية والصحية والخدمية والثقافية والتعليمية في العراق تفاقمت بعد إحتلاله وتدميره وتسريح جيشه وقواه الأمنية،  وازادت بسبب الحروب الداخلية الطائفية منها أو ضد الإرهاب الداعشي، وكذلك نهب أمواله وإستخدامها في تمويل حروب إيران وحزب الله في المنطقة ودعم نظام المجرم بشار الأسد، إضافة إلى تهريبها وخزنها في البنوك الأجنبية من قبل المنتمين للأحزاب العميلة المشاركة في العملية السياسية ودفع رواتب الميليشيات المسلحة ومجرمي الغوغاء الذين هربوا إلى رفحة في عام 1991. كذلك إنعدام التخطيط لإقامة المشاريع السكنية والصناعية الإنتاجية وإعادة إصلاح الأراضي الزراعية وتشجيع الفلاحين إلى العودة إلى أراضيهم التي أصبح بورا بسبب الإهمال وزيادة الملوحة. كل هذا أدى إلى تذمر شباب الشعب العراقي  الذي أصبح يعيش فقيرا ومحروما من أبسط متطلبات الحياة في بلد غني جدا بثرواته الطبيعية. ولهذا قام هذا الشباب وأنتفض وثار سلميا من أجل إسقاط الحكومة العميلة وتغيير النظام السياسي وتقديم العملاء والحرامية والمجرمين إلى القضاء، وكتابة دستور وطني جديد بأيادي عراقية وطنية شريفة من أجل تحرير الوطن من الخونة والعملاء وإسترجاع إستقلاله وكرامته بعيدا عن الإيديولوجيات الحزبية والتقسيمات الطائفية والإثنية المقيتة.  
المماطلة والتسويف والحلول الترقيعية التي قدمتها حكومة عادل عبدالمهدي العميلة، ومسك العصا من الوسط من قبل مرجعية السيستاني في النجف الأشرف لإنهاء إنتفاضة شباب العراق التي بدأت في الأول من أكتوبر/تشرين أول زادت من إصرار الشباب الثائر وعزيمتهم على الإستمرار في الإنتفاضة حتى إسقاط الحكومة وقلع العملية السياسية من جذورها وكتابة دستور جديد للعراق رغم التضحيات والخسائر الكبيرة التي قدموها في عدد الشهداء والجرحى. هذا الإصرار على التغيير أجبر المجرم عادل عبدالمهدي في النهاية على تقديم إستقالته إلى البرلمان العراقي بضغط من مرجعية السيستاني وليس إستجابة لمطالب الثوار، واليوم قبل البرلمان العراقي إستقالة هذا الجزار. لكن هل هذا كافيا لإنهاء الأزمة؟ جواب الشباب المنتفض والواعي كان وبالحرف الواحد لايمكن إيقاف الثورة قبل  تغيير النظام القائم على المحاصصة الطائفية المقيتة والفساد المستشري في كل ركن من أركانه وإيقاف تدخل النظام الإيراني في الشؤون الداخلية للعراق والإستيلاء على سيادته وإستقلاله. إضافة إلى ذلك رفض الشباب المنتفض القيام في إنتخابات جديدة التي طرحها وناقشها البرلمان العراقي الغير شرعي الذي تكون عن طريق إنتخابات مزورة التي كانت نسبة المشاركين فيها متدنية جدا وتحت النسبة المطلوبة لإنتخابات نزيهة. بطبيعة الحال الأحزاب العميلة المشاركة في العملية السياسية لا تتنازل بهذه السهولة عن مكتسباتها المالية والوظيفية التي حصلت عليها بعد الإحتلال ولايمكن لها أن تخرج منها طوعا وستحاول أما ركوب الموجة من خلال التعاطف السطحي مع مطالب الثوار والإقتراب منهم بشكل أو بأخر، وهذا ما يرفضه الشباب المنتفض قطعا، أو أنها ستستعمل العنف من جل إستمرارها في الحكم من أجل إسترضاء إيران وهذا يعني المزيد من إراقة الدماء في العراق خصوصا وأن هذه الأزمة تدار من قبل المجرم قاسم سليماني وهذا يعني أيضا إستعمال العنف المسلح ضد المنتفضين بإستخدام الميليشيات الموالية لإيران التي يقودها عملاء عراقيين أقسموا الولاء المطلق لنظام الولي الفقيه الإيراني وحولوا العراق إلى بقرة حلوب تسند الإقتصاد الإيراني المتدهور بأموال العراق المنهوبة من العملة الصعبة بسبب الحصار الخانق المفروض على إيران من قبل الولايات المتحدة.  
التكتيك الأخر الذي قد تستخدمه الأحزاب والتنظيمات العميلة المشاركة في العملية السياسية قبل إستخدامها المفرط للعنف المسلح بواسطة ميليشياتها الموالية لإيران وإغراق العراق في بحور من الدم هو إختراقها للإنتفاضة وتقسيمها وشلها من الداخل عن طريق مشاركة المندسين فيها من المنتمين إلى هذه الأحزاب والتيارات الدينية والمنتفعين منها. فعلى سبيل المثال وكما نشر في بعض المواقع أن البعض من هؤلاء المندسين قتلوا البعض من المتظاهرين بواسطة السلاح الأبيض حينما كانت الميليشيات المسلحة في نفس الوقت تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين سلميا. 
المعروف عن الشباب الثائر أنه يضم كل الأطياف الجميلة للمجتمع العراقي عابرا جميع الإيديولوجيات الحزبية والتقوقع الطائفي والإثني دون تمييز بينهم لكي لا تخلق حزازات بين المنتفضين بإسم العراق، وأنه أيضا حذر ومنتبه لمحاولات إختراق المندسين وإحداث البلبلة في مواقع التجمع والإعتصامات ولهذا تشكلت لجان تفتيش أمنية لمنع دخول مثل هذه العناصر إلى تلك المواقع. لكن وصل إلى سمعنا أن أعضاء من لجنة الأمن والتفتيش في الإنتفاضة وخصوصا من أتباع التيار الصدري تضع قبعات زرقاء تميزهم عن الأخرين، ويروج بأن أتباع التيار الصدري هم من يحمون الإنتفاضة والمنتفضين في عموم المدن العراقية المنتفضة. بما أن التيار الصدري الذي يعتبر نفسه تيار وطني هو جزء لا يتجزء من العملية السياسية التي يطالب المنتفضين إسقاطها، هذا التمييز يعتبر إختراق كامل للإنتفاضة من قبل هذا التيار، كيف إذن سيتم إسقاطها؟!!!
وبما أن مقتدى الصدر هو نفسه وبالتعاون مع العميل الإيراني الخائن والمجرم هادي العامري جلبوا ونصبوا المجرم الحرامي عادل عبدالمهدي "عادل زوية" كرئيس للوزراء في العراق، وكذلك لعب مقتدى الصدر دورا محوريا في تشكيل حكومة المالكي سابقا، وتشكيل حكومة حيدر العبادي فيما بعد، كيف إذن سيتم إسقاط العملية السياسية ؟!!!
بعد قبول إستقالة حكومة عادل عبدالمهدي من قبل البرلمان العراقي اليوم عقدت كتلة سائرون المدعومة من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مؤتمرا صحفيا أعلنت فيه أنها أبلغت رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أنها تنازلت عن ترشيح رئيسا للوزراء من كتلتها التي تضم إضافة الى عناصر من التيار الصدري أيضا عناصر من الحزب الشيوعي العراقي. هل هذه الإجراءات  ستتوج بإسقاط العملية السياسة؟!!! لانعتقد، ذلك وإنما هي محاولة إلتفاف على الإنتفاضة وتبرئة الذمة أمام الشعب العراقي. لذا ندعو شبابنا الثائر في الإستمرار في الإنتفاضة  والإنتباه إلى محاولات الإلتفاف عليها وإختراقها أو ركب موجتها من قبل الخونة والعملاء سراق قوت الشعب حتى يتم يتحقيق النصر بإسقاط العملية السياسية بأكملها وجلب جميع المجرمين والخونة الى القضاء ليتلقوا الحكم والقصاص العادل. 

نبذة تاريخية مبسطة عن الأوضاع التي أوصلت العراق إلى ما هو عليه الأن
خطط التأمر على العراق وحكمه الوطني السابق رسمت قبل تأميمه للنفط ولكن الإصرار على إحتلاله إشتد بعد تأميمه للنفط لأهميته الإستراتيجية للإقتصاد العالمي وخصوصا بعد حرب أكتوبر/تشرين أول عام 1973 التي تميزت بإيقاف تصدير النفط العربي على إثر التأمر الغربي على العرب وتأزرهم مع الكيان الصهيوني في تلك الحرب. التحرك الجديد لتقويض الكيانات العربية والسيطرة على منابع النفط العربي جاء بعد أن صاغ المفكر والسياسي الصهيوني زبيغنيو بريجينيسكي عام 1975 نظريته بإستخدام الفروقات في المذاهب الإسلامية لإضعاف وزعزعة المنطقة خصوصا منطقتنا العربية بعد أن فشل شرطي أمريكا السابق شاه إيران محمد رضا بهلوي فعل ذلك لأنه كان يقود نظام علماني وقومي فارسي شوفيني ليست له صله بالدين وكان في الحقيقة نوعما معادي  لطموحات رجال الدين السياسية.  التطبيق الحقيقي لنظرية بريجينيسكي حصل أثناء  وصول الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر إلى البيت الأبيض في عام 1977 وتعيين زبيغنيو بريجنيسكي كمستشاره للإمن القومي الأمريكي، ففي عام 1979 غزا الإتحاد السوفيتي أفغانستان الذي أدى إلى تشكيل تنظيم القاعدة من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الباكستانية  والتمويل السعودي ومن خلال تطوع المجاهدين العرب لمحاربة الغزاة السوفيت. في نفس الفترة الزمنية حدثت ثورة الشعب الإيراني على الشاه التي إستحوذ عليها خميني فيما بعد والذي أراد تصدير الثورة  الإيرانية وفكره الشوفيني الطائفي والقومي الفارسي إلى المنطقة من خلال شن حربه العدوانية على العراق عام 1980 تحت شعار "تحرير القدس عن طريق كربلاء"، التي إنتهت بعد تجرعه سم الهزيمة على يد أبطال الجيش العراقي البطل في 8/8/1988 في ملحمة القادسية الثانية. 
التأمر العربي الأمريكي على العراق بدأ مباشرة بعد إنتصاره على نظام خميني من خلال فرض العقوبات  الإقتصادية الأمريكية عليه وإغراق أسواق النفط العالمية بالنفط العربي من قبل المملكة العربية السعودية والكويت وإنخفاض سعر برميل النفط الواحد من 25 دولار إلى 7 دولارات والذي أدى الى إضعاف الإقتصاد العراقي بشكل كبير حينما كان العراق خارجا توا من حرب ضروس ومكلفة جدا حيث أن العراق كان يمتلك قبل الحرب كخزين إحتياطي 45 مليار دولار ولكن بعد خروجه من تلك الحرب كان مدان بــ  80 مليار دولار رغم المساعدات المالية السعودية والكويتية التي فيما بعد أحتسبت عليه كديون من أجل تدمير الإقتصاد العراقي. الكويت والسعودية لم يكتفيا بإغراق سوق النفط العالمية بالنفط بل أيضا أن الكويت كانت تقضم الأراضي العراقية المجاورة أثناء إنشغال العراق في حربه مع إيران وسرقة النفط من الحقول النفطية العراقية عن طريق الحفر المائل. بعد إنتهاء الحرب طالب الكويت من العراق دفع ديونه التي كانت سابقا منح وهددت ببيع سندات الديون الى شركات صهيونية في نيويورك من أجل ربط إقتصاد العراق بهذه الشركات ودفع التعويضات والفوائد إليها إلى يوم يبعثون. حكومة الشهيد صدام حسين حاولت حل هذه المشاكل مع الكويت بالطرق السلمية عن طريق الإتصالات المباشرة وغير المباشرة وكذلك أثناء إنعقاد مؤتمر القمة العربية عام 1990 والتي توجت بقول الرئيس صدام حسين "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق".  الكويت أصرت على إيذاء العراق من خلال الضغوط الأمريكية عليها والطعن بشرف الماجدات العراقيات من قبل وزير خارجية الكويت آنذاك مما أدى إلى إحتلال الكويت وإسترجاع قصبة كاظمة الى الوطن الأم وبعد ذلك فرضت عقوبات جائرة على العراق من قبل الأمم المتحدة ووضع العراق تحت البند السابع. العراق كان مستعدا للإنسحاب من الكويت في وقتها لكن تأمر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والملك فهد على عملية تحقيق الإنسحاب وبشهادة المرحوم الملك حسين ملك الأردن، من خلال تطبيق المخطط الأمريكي الصهيوني بقى العراق في الكويت ومن ثم شنت عليه الحرب العدوانية بقيادة الولايات المتحدة وشارك في ذلك العدوان أكثر من ثلاثين دولة ومن ضمنها جيوش دول عربية خصوصا من مصر وسوريا.  
الحصار الجائر على العراق الذي لم يكن له مثيل في التاريخ البشري أن أقيم على شعب أو دولة ما، أثر بشكل مباشر وغير مباشر سلبيا على حياة العراقيين  والمجتمع العراقي ككل إقتصاديا ومجتمعيا رغم محاولات وجهود حكومة الشهيد صدام حسين التخفيف من ثقل ذلك الحصار على كاهل الشعب العراقي. لقد منع العراق من تصدير نفطه وإستيراد الحاجات الضرورية لإعادة بناء البنى التحتية التي تهدمت بسبب الحرب، ومنع حتى إستيراد أقلام الرصاص على أساس أن لها إستخدام مزدوج، وقد شارك في ذلك الحصار المجرم  دول عربية. كذلك تغيرت معنويات وأخلاقيات المواطنين المتعارف عليها إجتماعيا في مجتمعنا العراقي، وكثرت جرائم القتل والسرقات، وعم الفساد المالي والإقتصادي وكثرت ظاهرة المحسوبية والمنسوبية والرشاوي، وحتى الإنتماء للوطن تأثر بسبب ذلك. إضافة إلى ذلك، أن الحرب لم تنتهي بل أستمرت من خلال القصف الجوي لطائرات التحالف على البنى التحتية وعلى المواقع العسكرية والمدنية خصوصا في زمن مجرمي الحرب الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والعار توني بلير رئيس الوزراء البريطاني. 
بعد أحتلال العراق وتدميره برزت ظواهر أخرى داخل المجتمع العراقي لم تكن موجودة سابقا حيث أن العراق قسم إلى طوائف ونحل، شيعة وسنة وأكراد وكأن لم  يكن وجود للعنصر العربي من قبل داخل العراق على الرغم من أن المكون العربي فيه كان أكثر من 85%. لقد عمت الطائفية والقتل على الهوية والسلب والنهب والإختطاف وظاهرة الدعارة والإغتصاب وتشكيل عصابات طائفية موالية لإيران خصوصا بعد تسريح الجيش العراقي والقوى الأمنية مما أدى الى تسيب أمني لم يشهد له مثيل في العراق سابقا حيث قتل الكثير من العلماء وأساتذة الجامعات العراقية وحرقت ونهبت الوزارات والمصارف الحكومية، ونهب المتحف العراقي، وفككت المصانع وهربت إلى إيران، وقتل الكثير من الطيارين والضباط الذين شاركوا في حرب القادسية الثانية. كذلك برزت ظاهرة الخيانات العظمى حيث أن الكثير من المدنيين عملوا كمخبرين وأدلاء ومترجمين لقوات الإحتلال وعملاء لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. قسم من ضباط الجيش العراقي الوطني السابق الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بعد الإحتلال عملوا مع التنظيمات العسكرية التي شكلها الإحتلال الأمريكي لمحاربة المقاومة المسلحة الباسلة التي كانت معدة  قبل الحرب لمقاومة الإحتلال. إضافة الى كل ذلك وذاك، لعبت  الأحزاب الشيعية والقوى العميلة لإيران مثل فيلق بدر والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ومرجعية السيستاني دورها الكامل في تسهيل عملية إحتلال العراق وتدميره ونهبه، وتغلغلت إيران في كل زاوية من زوايا المجتمع العراقي. الحزب الإسلامي السني أيضا لعب دورا قذرا في توطيد أقدام الإحتلال في العراق من خلال التعاون مع قوات الإحتلال الأمريكي. وعلى الرغم من الإحتلال الأمريكي للعراق والتغلغل الإيراني فيه كانت هناك مقاومة مسلحة جبارة وقفت بوجه قوات الإحتلال بكل بسالة وكلفته خسائر كبيرة في الأرواح والعدة والمعدات وأرغمته في النهاية على سحب معظم قواته من العراق عام 2011 رغم الخيانات من ذوي القربى وقوى الصحوات التي طعنت هذه المقاومة اليتيمة والجبارة في الظهر. 
في أعقاب تشكيل مجلس الحكم المحلي بعد الإحتلال وكتابة الدستور أو بالأحرى ترجمة الدستور العراقي الذي كتبه الصهيوني نوح فيلدمان أقيمت إنتخابات مزوة وتشكلت حكومات متعددة، ولاءاتها كانت لقوى الإحتلال وليس للشعب والمجتمع العراقي حيث بيعت خيرات العراق النفطية بأبخس الأثمان وبأحقر العقود الى شركات أجنبية.  كذلك نهبت أموال العراق وهربت إلى الخارج من قبل المشاركين في العملية السياسية حيث أن العراق أجبر على الإعتماد على قروض البنك الدولي وأصبح مدان له، وفي نفس الوقت عطلت المصانع وتركت الأراضي الصالحة للزراعة وأصبح العراق أكبر مستورد للسلع والمنتوجات الزراعية من إيران حيث وصل مبلغ الإستيراد لهذه المواد أكثر من ستة مليار دولار أمريكي سنويا. كذلك قامت إيران وعملائها بتسميم مياه الأنهر العراقية في وسط وجنوب العراق من أجل القضاء على الثروة السمكية إضافة إلى تسميم المواطنين ونشر الرعب بينهم.
بعد تسهيل عملية دخول داعش الى العراق من قبل نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق وبالتعاون مع إيران ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وإحتلاله لأراضي شاسعة في العراق وسوريا  وإعلانه تشكيل الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقيامه بجرائم ومجازر بشعة، جاء دور قوات التحالف وإيران وقوات حكومة المنطقة الخضراء محاربة داعش وتدمير ما تبقى من المدن العراقية وتهجير سكانها وإسكانهم في مخيمات قذرة لا تصلح لسكن البشر. وبهذا تفاقمت الأزمات وثار شباب العراق وكما سردنا عن ذلك أعلاه
1/12/2019

إنتفاضة وثورة شعب

انتفض الشعب العراقي ... وثار
بعد صبر على جور سقيم
وغبن طال مداه وطال
أهينت كرامته... وسرقت أمواله
سلبت حريته ....وزج في سجون
بغيضة الأحوال
انتفض وثار
ليمحو أثار الإحتلال .... وكل دخيل معتد
وخائن مشكوك في أصله ... متقطع الأوصال
ثار وصاح بأعلى صوته
أريد وطن حر ... غير مدنس
لا بعمامة الفرس المجوس
ولا بأكاذيب المرجع الدجال
أريد وطن حر... كما  كان زاهيا
أعيش حرا في مروجه  .... في وديانه
وفي أعالي الجبال
كطير وفراشة ونحلة بهية
الأن وفي قادم الأجيال
لأولادي وأحفادي أحلم
بمستقبل باهر ... سهل المنال
بعيدا عن خيانات أولاد الساقطات
أكلة السحت الحرام ... سراق لقمة العيش
من فم الأطفال
ثار ليعيد لحمة خصلته التي مزقتها
دسائس الإحتلال ودستوره المهلهل
بأيادي رجاله
وعزيمة شبابه الأبطال
بعيدا عن كل تحزب وطائفية
أو أثنية الإنفصال ... والإعتزال
لا تراجع ولا بديل بعد الأن
غير حب الوطن وتحريره
من أيادي الخونة الأنذال
سيستمر منتفضا وثائرا
لحين تحقيق كل مبتغى
وكل أمل ينال
مهما قصر الزمن أو طال
هذا شعب جبار بتاريخه
يرفض الخنوع ... وتحمل الأثقال والأكيال
مهما كان مصدرها ... تشهد له الدنيا
لماضيه المبجل
وضربت فيه الأمثال
26/10/2019

ليست هناك تعليقات: