29 يونيو 2023

سيد أمين يكتب: الميتافيرس.. هل أدركه العرب؟

الميتافيرس، والتي تعني “العالم الخيالي أو العالم ما وراء التقليدي “كلمة قد لا تكون متداولة أو معروفة في العديد من بقاع العالم لا سيما في مجتمعاتنا العربية، إلا أن المجتمعات العلمية الغربية تكثف جل اهتمامها للبحث في هذا النوع من العلوم المتقدمة الخارقة للطبيعة، والتي تشير كل التقديرات العلمية أنها ستكون حقيقة يعيشها الناس خلال العقود القليلة القادمة، مخلفة وراءها كل تقنيات عالمنا الأن في مجال التواصل والاتصالات مكدسة في سلال المهملات.

ولعلنا لا نعرف من “الميتا” سوى أنها جزء من “ميتا فلات فورمز” وهي الاسم الجديد للشركة المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة “فيس بوك” و”واتس آب” و”إنستغرام”، مع أنه في حال

19 يونيو 2023

مدى شرعية أسانيد سيادة إسرائيل على القدس فى القانون الدولى العام - دراسة


دراسة

دكتورالسيد ابو الخير

 الدكتورالسيد مصطفى أحمد أبو الخير

 أستاذ القانون الدولى العام بكلية القانون البيضا ليبيا سابقا

مقدمة

     القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، مسرى رسول الله صل الله عليه وسلم، وهى الأرض التى بارك الله فيها وحولها، وعروس العروبة، قلب فلسطين النابض، تعرضت للمؤامرات كبقية فلسطين المحتلة، بل حظها من المؤمرات كان أكثر وأكبر، فى هذا البحث المعنون بمدى شرعية أسانيد سيادة إسرائيل على القدس فى القانون الدولى العام، وهى الأسانيد التى ذكرت فى بيان إعلان أستقلال دولة إسرائيل فى 15/مايو 1948م وهى تصريح بلفور وصك الإنتداب وتوصية التقسيم رقم (181) لسنة 1947م، وهى التى تعتمد عليها إسرائيل فى بسط سيطرتها على القدس الشريف، وسوف نتعرض بالدراسة لكل سند منها فى مبحث مستقل طبقا لقواعد وأحكام القانون الدولى العام وعلى كل من عهد العصبة وقرارات مجلس وعلى ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، لنرى مدى شرعيتها من عدمة، وهل هى تتفق مع القانون الدولى أم تخالفه. تكون البحث من: 

15 يونيو 2023

مصطفى منيغ يكتب: البهلولية مغربية إسرائيلية

طنجة :

للذكرَى سِحرٌ لن يقدرَ على مسحه أو استنساخه أمهر السَّحَرة ، ولو استعان بأعقد طلاسم تسخير الجن وكل تمائم المفعول اللاَّمعقول ما قدَّم في مثل الشأن أو أَخَّر ، التصقًت في تلاحمٍ لا يزيغ مهما تقدَّم الزمن بالذاكرة ، خزان لا حصر لحمولته تُحْسَبُ يوم الحساب لولوج أصحاب الحسنات الرابحة معها جنَّة الخلود أو انجرار ذوي كذوات السيئات فيها حيث

01 يونيو 2023

سيد أمين يكتب: ليتها معركة حول هوية كليوباترا فقط

ما إن أعلنت منصة نتفليكس الرقمية اعتزامها عرض سلسلة أفلام وثائقية عن كليوباترا في 10 مايو/ أيار الجاري، وظهرت بطلة العمل بدور سيدة سمراء حتى هاج وماج البعض ووجدوها فرصة مواتية لخوض غمار معركة ضارية حول حقيقة لون بشرة كليوباترا.

وتصاعدت الأحداث فوجدنا قنوات إعلامية تتحدث بالساعات عن المؤامرة التي تهدف لتشويه تاريخ مصر، حتى وصل الأمر إلى بيانات من المجلس الأعلى للآثار ومجلس الوزراء الذي ترك كل انشغالاته والهموم التي يرزح تحت نيرها البلاد والعباد ليصدر بيانا يخلص فيه إلى أن كليوباترا كانت شقراء، ووصل الأمر إلى مدى بعيد في حد اللامعقول فصارت بشرتها مثار حديث فيما يسمى “الحوار الوطني”!!

ولاستكمال مشاهد العبث الوطني فوجئنا بأنباء رسمية عن نية “مصر” متمثلة في القناة الوثائقية المملوكة للشركة المتحدة، إنتاج فيلم وثائقي ردا على فيلم نتفليكس!!

كما ردد الكثيرون من مرتادي الخوض في عباب الوطنية الزائفة -دون اكتراث بوقوعهم في عار العنصرية- أن ظهور هذه الملكة العظيمة ببشرة سمراء لهو انتقاص منها ومن مصر.

وخانت هؤلاء القوم حصيلتهم الثقافية في معرفتهم أن كليوباترا لم تكن مصرية ولا تعبر عن مصر، إن لم تكن هي بأصلها البطلمي مجرد محطة من محطات الانكسار في تاريخ هذا البلد الذي تم استعماره من عدة قوى خارجية في معظم تاريخه المعروف.

وتجاهلوا أنها من هؤلاء الغزاة الذين تعالوا على المصريين وساموهم سوء العذاب دون أن يقدموا لهم المساواة والعدالة ولا أي طرح فكري سوى الاستعباد التام، وأن نهايتها لم تكن على يد مصري ولكن كانت على يد غاز روماني آخر أجبرها على الانتحار في إطار الصراع بين المستعمرين.

وخانهم وعيهم “الجيوبولتيكي” في أن غالبية سكان مصر هم من ذوي البشرة السمراء إما لأنهم أفارقة وإما لأنهم عرب، وأن “سمرة الوجه” لا تنتقص من قيمتهم ولا من سموهم، فهم أصلا ينتمون لقارتهم السمراء.

وجاهة المعركة

يحاول البعض إكساب المعركة “الوهمية “بعدا ثقافيا ونضاليا فيقولون إنهم يتصدون لمؤامرة كبيرة يتعرض لها تاريخنا من قبل حركة تسمى “المركزية الأفريقية” أو “الأفروسنتريك”، وأنها تسعى لسرقة تاريخنا.

مع أن كل ما قرأته عن تلك الحركة وما هو متوافر عنها أنها تسعى للتصدي لتهميش دور أفريقيا الحضاري في العالم، ونفي الاعتقاد الاستعماري السائد في العالم بكونها تمثل عبئا على الحضارة الإنسانية.

ومع اعتقادي أنها كيان هلامي، أو أنها كيان هش قائم فعليا تحرك بعض مؤسسيه أهداف إنسانية وثقافية، وأنها لو ادعت أن بشرتها سمراء أو بيضاء أو حتى خضراء فإن ذلك لا يمثل أبدا مؤامرة على تاريخنا المصري إطلاقا؛ وذلك لأن مصر هي فعلا دولة أفريقية، ومواطنوها أفارقة.

ومن يعش في هذه القارة طويلا أيما كانت بشرته قبل القدوم إليها فسيتحول لونه إلى السمرة بسبب طبيعة المناخ.

صراع هوية

كل ما أخشاه أن يكون فتح موضوع “لون بشرة كليوباترا” وما كسبه من زخم إعلامي هائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس مقصودا بذاته ولا بقصد الدفاع عن مصر ولا حتى كليوباترا، ولكنه حلقة من سلسة محاولات خبيثة لإثارة جدال خطير في المجتمع حول هوية مصر المستقرة عربيا منذ الفتح العربي، يليه الانتقال إلى حلقة الصراع حول فرعونية وعروبة مصر، وهل جاء العرب إلى مصر فاتحين أم غزاة؟

للأسف ذلك هو الاحتمال الأكثر ترجيحًا في نظري، فالحرب على الهوية العربية والإسلامية في أوجها، وها هي اللغة العربية تنحسر بشكل واضح في يافطات الشوارع وإعلانات التلفاز، والنوادي والبنوك وحتى في ألسنة الناس، وبينما تنقص أعداد المدارس والجامعات العربية بشكل ملحوظ، ويتم تقزيم الأزهر وتحجيمه وتصعيب مناهجه، تتضاعف في البلاد مدارس اللغات بكل أنواعها، ويدرس الطلاب المصريون وحتى تلاميذ رياض الأطفال المناهج بالإنجليزية، وينحصر تدريس اللغة العربية في مادتها فقط، في حين وُضعت مناهجها بشكل ينفر الطلاب من تعلمها.

ورغم أنني لست ضد تدريس “الهيروغليفية” كنشاط ثقافي فإن اقرارها لتلاميذ التعليم الأساسي في هذه الأجواء التي تعاني منها اللغة العربية بشدة، يلقي ظلالا من الريبة على القرار، خصوصا أن منصة عالمية شهيرة كويكبيديا قامت باعتماد ما سمّته “اللغة المصرية” لغة تدوين عليها، وهي تتضمن مصطلحات وألفاظًا باللهجة الدارجة المصرية، مما يمكن أخذه قرينة على أن هناك ما يتم التخطيط له خارجيا حول هوية هذا البلد.

واقعتان

والواقع يقول إن ضجة كليوباترا تتشابه إلى حد بعيد بالضوضاء التي واجهوا بها مسلسل السلطان “سليم الأول” الذي تستعد تركيا لإنتاجه، وذلك بإنتاجهم فيلم “ممالك النار” الذي يشيطن السلطان العثماني ويضفي الاحترام على نظيره المملوكي طومان باي، وسوقوا الصراع بينهما على أنه معركة استقلال، مع أن السلطانين المتقاتلين المملوكي والعثماني هما في الأصل تركيان.

كما أن محاولات نفي عروبة مصر أو “فرعنتها” ليست بجديدة، فهي مستمرة منذ قرون، وكانت آخر محطاتها الحديثة عندما قفز الرئيس السادات إليها لتبرير تجاهله للرفض العربي لاتفاقات كامب ديفد المخزية.

لكن الفكرة انهارت لأن السادات لم يستطع الترويج لها بشكل جيد، إذ كان للنخب السياسية آنذاك شيء من القدرة والوعي لتمزيق ذلك المشروع الخطير.

وأظن أن هناك من ينبش لأن يتم نزع توصيف “العربية” من المسمى الرسمي لـ” جمهورية مصر العربية”

الألاعيب التي تمارس لنفي عروبة مصر كثيرة ولا تتوقف، وإذا أغمضنا أعيننا فلا يُستبعَد أن نكون أمام أندلس جديدة.

اقرأ المقال هنا على الجزيرة مباشر

https://mubasher.aljazeera.net/opinions/2023/5/29/%D9%84%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%81%D9%82%D8%B7

ولتخطي الحجب انقر هنا

https://2-m7483.azureedge.net/opinions/2023/5/29/%D9%84%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%81%D9%82%D8%B7?fbclid=IwAR0m0dc9RuAQkj7p2qsm6TIl6yd35GCcJ7MPxHNYcQGvHTzvL-GcVhOOOIU

17 مايو 2023

سيد أمين يكتب: لماذا اعتقلوا عمران خان.. ولماذا أفرجوا عنه؟

 ليس هناك أي جديد غير متوقع في مسألة اعتقال رئيس الوزراء الأسبق ولاعب الكريكيت الشهير عمران خان من مقر المحكمة العليا في العاصمة إسلام أباد، الثلاثاء الماضي، ثم الإفراج عنه بعد اضطرابات شعبية خطيرة وصفت بأنها غير مسبوقة منذ تأسيس الدولة.

فأمرا الاعتقال والإفراج جاءا كما هو متوقع تمامًا، فالنية مبيّتة لإقصاء الرجل نهائيًا من الحياة السياسية الباكستانية بعد سعيه التوجه بالبلاد نحو الصين وروسيا بديلًا عن التوجهات التقليدية نحو الولايات المتحدة التي يدين بها معظم قادة الجيش والطبقة القضائية والسياسية المهيمنة.

ليست تلك هي منطقة الارتطام الوحيدة بين عمران والقيادات العسكرية التقليدية، ولكن هناك تحديًا آخر اعتزم خان تخطيه من خلال الانفتاح الكامل على حركة طالبان في أفغانستان، ويرى أن نسيج الحركة الأفغانية كما نسيج الشعب الأفغاني كله، هو مكمل طبيعي للشعب الباكستاني، محطمًا التوجهات الأمريكية الخاصة بإحكام حالة الحصار غير المعلن المفروض عليها.

ومن أخطر الخطوط الحمر التي تخطاها عمران خان هو سعيه لتنويع مصادر سلاح الجيش الباكستاني بدلًا من اقتصاره على السلاح الأمريكي والغربي، وبالطبع هذا يعد مؤشرًا خطيرًا في دولة تمتلك رؤوسًا نووية حيث يمكنها أن تمثل تحديًا مباشرًا للغرب يصعب ترويضه مثلها مثل كوريا الشمالية وإيران متى تولى أمرها حاكم له توجهات مستقلة.

أسباب داخلية

وإذا كانت تلك هي الدوافع الخارجية للتخلص منه -حتى لو فشلوا هذه المرة فقد يكررونها مستقبلًا- فإن الدوافع الداخلية هي الأكثر أهمية، وهي أنه جاء لمحاربة الفساد وتمكين الشباب والطبقات الفقيرة من السلطة بعيدًا عن العائلات الأرستوقراطية التي اعتادت على توارثها تقليديًا، يساعده في ذلك انتماؤه إلى قبائل الباشتون وهي القبائل الأكثر عددًا في البلاد.

كما أن الفساد يتفشى في باكستان على نطاق واسع، ويمتد ليشمل القطاعات كافة من الحكومة إلى القضاء والشرطة والخدمات الصحية والتعليم، لدرجة أنها تذيلت مؤشرات الشفافية في العالم كافة جعلت بعض مؤسسات المراقبة الدولية تعتقد أنه في المدة من 2008 إلى 2013 أهدر الفساد ما تصل قيمته إلى 100 مليار دولار وهو الرقم الأعلى في تاريخ البلاد.

ولقد تسببت تلك التوجهات في التفاف قطاعات واسعة من الشعب الباكستاني لاسيما الشباب حول الرجل، فعدّوه المخلص من تلك الرواسب كلها التي جعلتهم وبلادهم في حالة اقتصادية مزرية رغم امتلاكهم مكونات النجاح كافة من ثروات متنوعة، وقدرات علمية وعسكرية، وثروة بشرية، وموقع جغرافي ممتاز، وغير ذلك، ولعل تلك الشعبية هي ما زادت من الإصرار على ضرورة التخلص من عمران خان نهائيًا.

النية مبيّتة

هذه هي الأسباب الحقيقية وراء اعتقال الرجل، وليس تلك الأسباب الهزلية التي تتحدث عن قضايا فساد وبيعه ساعات تلقاها هدايا إبان فترة رئاسته للوزراء بقيمة 600 ألف دولار، وهي الواقعة التي حتى في حال صحتها -وهي غير صحيحة في الأغلب- مبلغ ضئيل لا يمثل حصيلة فساد رئيس مجلس مدينة في باكستان نفسها أو في أي دولة من دول العالم الثالث وليس رئيس وزراء.

تسلسل الأحداث يؤكد سوء النية منذ أن انعقد البرلمان بشكل غير اعتيادي في أبريل/نيسان 2022 ليصوّت على سحب الثقة من حكومته أثناء غياب نواب حزبه الإنصاف “حزب الأغلبية”، وبعد أسبوع واحد من قيام البرلمان ذاته برفض حجب الثقة عنه، بل وتجاهل رئيس البرلمان آنذاك قرار خان بحل البرلمان قبل الانعقاد بساعات.

تلاه حكم مفوضية الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2022 باستبعاده من العمل السياسي لمدة 5 سنوات، ثم محاولة اغتياله في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ومحاولة اعتقاله في مارس/آذار الماضي، ومهاجمة الشرطة لمنزله بالأسلحة النارية لولا تصدي أنصاره لهم.

ثم أخيرًا اعتقاله على يد قوات شبه عسكرية من أمام محكمة ذهب إليها في إحدى تلك القضايا العديدة التي رفعت ضده بقصد استخدامها لتغييبه عن المشهد السياسي.

انتخابات البنجاب

ومن مشاهد التعنت ما أصرت عليه الحكومة برفض إجراء انتخابات للبرلمان المحلي لإقليم البنجاب قبل شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو البرلمان الذي كان يسيطر عليه حزب الإنصاف بزعامة خان، وتم حله في إطار الصدام مع الحكومة المركزية في إسلام أباد في يناير/كانون الثاني الماضي.

حجة الحكومة في التأجيل هي عدم وجود موارد مالية كافية لتنظيم تلك الانتخابات المحلية، وإن كان هدفها الأساس هو تجريد عمران خان من مصادر قوته التشريعية في محل نفوذه الأصلي، مخالفة بذلك قرار المحكمة العليا الذي قضى بتنظيم تلك الانتخابات في المدة من 15 أبريل/نيسان الماضي حتى 15 مايو/أيار الجاري.

ولربما قررت الحكومة الانصياع لقرار المحكمة وإجراء الانتخابات في الإقليم، ولكنها رأت أنه من أجل تنفيذ مخططات إقصاء عناصر حزب خان فلا بد لها أن تعتقل الرجل ما يمكنها من أن تجبره على المساومة وإجراء عملية محاصصة بعدها ستجرى الانتخابات ويفرج عنه، أو أن يرفض الإملاءات فيدفع الشارع لمزيد من التصعيد فيتعذر إجراؤها في الإقليم بسبب الأحداث الأمنية، وفي الحالتين فائدة لخصوم خان حتى لو على حساب الوطن.

يبدو أنهم وجدوا الطريقة المناسبة في مسألة انتخابات برلمان البنجاب، ولذلك تم الإفراج عنه منعًا لمزيد من الاضطرابات خاصة بعد انكشاف مخططاتهم شعبيًا.

المهم أن اعتقال خان لم يكن ليدوم طويلًا، لأن دوامه يعني سقوط باكستان في دوامة فوضى تاريخية، وفي الوقت نفسه مخططات إقصائه لم تتوقف أيضًا ولكنهم فقط يبحثون عن الطريقة الآمنة.

هذه عظة بالغة، فعمران خان احتمى بالشعب، والشعب يتدخل كل مرة لحمايته.

اقرأ المقال على الجزيرة مباشر

https://ajm.me/w12uyd?fbclid=IwAR00niZfZwU3Tm_cGLdWkR6a8ARPijpnMWMN2TbIFh8Vx0zVpmMOe-Z0Zjo

ولرفع الحجب انقر هنا

https://2-m7483.azureedge.net/opinions/2023/5/15/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AE%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%AC%D9%88%D8%A7

29 أبريل 2023

النهضة الصناعية في العصر الملكي المصري



من يركب سيارة و ينطلق على محور المحمودية... بداية من اول كفر الدوار بالبحيرة حتي كفر عشري قرب القباري... ستري شيئا واحدا يغلب علي النظر وهي الخرابات...هذه الخرابات كانت هي المصانع التي بنيت علي ضفاف المحمودية بعد حفرها في عهد محمد علي باشا الكبير (١٨٠٥-١٨٤٨) مؤسس مصر الحديثة و بفضلها تحولت الاسكندرية من مدينة ساحلية عادية (لها تاريخ قديم اندثر) إلي الميناء الاول و العاصمة الثانية و سحبت البساط من مدينه رشيد او  Rosetta كما تعرف في ادب الرحلات.

كانت هي العاصهة التجارية و الميناء الرئيسي بمصر و بشرق المتوسط عموما لقرون عديدة... ما يفسر انها كانت مقر حكم الحاكم الفرنسي جاك مينو سنه  ١٨٠١  خليفة نابليون في مصر.... و زوج غاده رشيد... و بعده أتت الحملة الانجليزية  علي مصر إلي رشيد بقيادة الادميرال فريزر سنة  ١٨٠٧ و ذلك لاهميتها  حيث كانت تمر البضائع من الهند وشرق اسيا إلي السويس ثم بالجمال الي القاهرة و من ميناء بولاق النهري تحمل البضائع في النيل إلي رشيد ومنها لاوروبا.

بمعني اوضح المحمودية كانت صاحبة الفضل في النقلة الحضارية للاسكندرية مثل كل مدن اوروبا الصناعية منها تحديدا...حيث تجد انها تقع على نهر او ترعة توصلها للميناء وعلي مدي هذا النهر او الترعة تجد المصانع.

 ولما كانت مصر هي ارض الفرص في هذا الزمان هاجر إليها الاوروبيون والشوام.والعجم والاتراك  غيرهم ليفتحوا فيها المصانع... و من الطبيعي أن هذه المصانع تكون علي ترعة المحمودية.... وبما ان مفيش طرق مرصوفة  في هذا العهد  و او اي وسيلة شحن بري او جوي طبعا... يبقي كل النقل نهري عبر المحمودية.

زاد دخول الاجانب و هجرتهم لمصر بعد عهد الخديوي اسماعيل (١٨٦٣-١٨٧٩) بعد ان كانوا يأتون كموظفين لدي الحكومة في مختلف النِظارات (الوزارات)  و بعد توقف الحرب الاهلية الامريكية والهبوط الحاد لسعر لقطن الذي كان محصول مصر الأول وعجز الخديوي اسماعيل عن سداد الديون توافد لمصر اجانب من نوع اخر هو المستثمرين استغلالا للاحتلال١٨٨٢  و المحاكم المختلطة.... إلي أن جاء خديوي عباس حلمي الثاني (١٨٩٢ - ١٩١٤)و بدا في مجابهة الاحتلال و تشجيع القوي الوطنية و تبنى مصطفي كامل باشا و غيره لاشعال روح الوطنية لتبدأ معه عملية تمصير للمصانع.

هادر متو

استمر هذا الحال المصانع مع الاجانب  الي أن جاء عصر الملك فؤاد الأول (١٩١٨-١٩٣٦) ملك مصر سيد النوبة وصاحب دارفور وكردفان و انتهت الديون التي تكبلت بها مصر من ايام الخديوي اسماعيل و كانت سببا في عزله قبل ان يري مصر قطعة من اوروبا.... انطلقت عجلة التمصير و خاصة البنوك مع طلعت باشا حرب و دخل عدد اخر من الباشوات مجالس ادارات البنوك الاجنبية عندما شعرواان مصر لم تعد كما كانت نهاية القرن التاسع عشر.

ودخل طلعت حرب و المساهمون المصريون قطاع الصناعة بقوة  بداية من غزل المحلة نهاية بستوديو مصر، واتجه باشوات مصريين لصناعات عديدة علي سبيل المثال احمد عبود باشا في  صناعهة السكر و الصناعات التكاملية بنجع حمادي بالصعيد واول مصنع سماد بالسويس في  جبل عتاقة. و دخل نايف باشا عماد في صناعة الزيوت بطنطا للزيوت بمصانعها العديدة بالدلتا..وحسن باشا الشامي بالمطاحن و اشترى مصانع الحلاوة والبسكويت من الخواجة ساكس و أنشأ مصنع الزيوت المستخلصة لانتاج الزيوت والهالك انتج منه العلف... وانطلق محمد فرغلي باشا في تجارة القطن ليصبح هو علي قمتها مع عبد المنعم باشا هنو بعد ان كانت تجارة القطن حكرا علي الاجانب  و ينشئ امين باشا يحيي نجل ثري وعمده الاسكندرية احمد باشا يحيي الغرفة التجارية ويصبح رئيسها شاهبندر التجار بعد تحكم الاجانب لسنوات حتي الصعيد كان فيه باشوات دخلوا الصناعة مثل احمد اسلام باشا بصناعة الوبريات  في بني سويف  .... و الامثله كثير يطول سردها....

    حركة التمصير اتت اُكلها في الاربعينات وتحكم المصريون في البنوك و الصناعة و الزراعة.. و تراجع الاجانب الي وضع الموظفين او الشركاء علي افضل تقدير.... فمخطئ او متجني و تاخذه العزة بالاثم القول أن مصر عرفت الصناعة بعد 1952..أو أن الأجانب كانوا يتحكمون في البلد....

    اغلب المصانع و الفباريك  التي أممت بعد ذلك  خربت و تم تسريح العمال بمكافأت هزلية اسمها المعاش المبكر والصنايعية والاسطوات المهرة قعدوا في البيت.

نلقي نظرة أسماء الشركات التي تم تأميمها في الستينيات على يد البكباشي في مصر وسوريا ... ستعرف ان اغلب تلك المصانع من قبل ١٩٦١ وليس من انجازاته.... بخلاف هذه القائمة هناك مصانع صغيرة تم تجميعها معا و اعتبرت شركاه جديدة 

(أولا) الإقليم الجنوبى

اسم الشركة :

شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى.. 

شركه مصر للغزل الرفيع  كفر الدوار.. 

شركة مصر للحرير الصناعى كفر الدوار  ..

شركه مصر لمواد الصباغه.. 

شركة الغزل الأهلية المصرية ..

شركة الاسكندرية للغزل والنسيج ..

الشركة المصرية للمنسوجات والطباعة ..

شركة المحلات الصناعية للحرير والقطن (اسكو) ..

شركة اتحاد صناعات المنسوجات الممتازة (سيتا) ..

الشركة المتحدة للغزل والنسيج ..

الشركه العربيه للغزل و النسيج...

شركه بولفار للغزل و النسيج 

الشركة المصرية للغزل والنسيج (نزهة) ..

شركة مصر صباغى البيضا ..

الشركة العربية للغزل والنسيج ..

شركة سيوف للنسيج والتجهيز ..

شركة سباهى الصناعية لخيوط الغزل والمنسوجات ..

الشركة المصرية الحديثة للغزل والنسيج الرفيع ..

الشركة المصرية لغزل ونسج الصوف (بوليتكس) ..

شركة المحمودية للغزل والنسيج الرفيع ..

شركة مصر لنسج الحرير بحلوان ..

شركة الشرق للغزل والنسيج ..

شركة صباغى باكوس ..

الشركة الأهلية للبطاطين والأقمشة الصوفية ..

الشركة العصرية للغزل المكثف ..

شركة الطويل للغزل والنسيج ..

شركة النيل للغزل والنسيج ..

شركة النيل للغزل الرفيع ..

شركة صناعة كتان الشرق ..

شركة مغازل الصوف المصرية (فيلانا) ..

شركة النيل للمنسوجات ..

شركة الأصواف الفاخرة والمنسوجات (واتكو) ..

شركة الأهرام للغزل والنسيج (الحراكى) ..

شركة مصانع نسيج الأهرام (الحراكى) ..

شركة سماقيه الصناعية للغزل والنسيج ..

الشركة المصرية لصباغة وتحويل المنسوجات (المصبغة الفرنسية) ..

شركة سفينكس (و. هـ. سفاريان وشركاه) ..

شركة مصانع الغزال المصرى (صناعات الغزال العربى) ..

شركة مصبغة غمرة ..

شركة المصنع المصرى للمنسوجات (كابو) ..

شركة مصنع المنسوجات المصرية (متكسه) ..

الشركة المصرية لصناعة السيزال (افرينو) ..

شركة النصر للغزل والنسيج (بروتكس) ..

شركة عقيل للغزل الرفيع ..

الشركة المصرية لصناعة المنسوجات ..

شركة مصر للغزل والنسيج الرفيع من القطن المصرى ..

شركة موجا للغزل والتريكو ..

الشركة الأهلية للمنسوجات (ممفيس) ..

شركة عباس وهبى وشركاه (مصنع ثلج القاهرة) ..

شركة الثلج الأهلية (طارق وهبى وشركاه) ..

الشركة التجارية الامبراطورية ..

الشركة المصرية التجارية المالية ..

الشركة المصرية المالية للتجارة والصناعة ..

شركة المحاريث والهندسة ..

شركة الدلتا الهندسية ..

شركة النقل والهندسة ..

شركة الصناعة والتجارة المصرية (سيكو) ..

الشركة الكيماوية الصناعية التجارية ..

شركة المشروعات الهندسية والتجارية ..

شركة التسليفات التجارية ..

شركة سجاير نسطور جاناكليس ..

شركة سجاير سالونيك ..

شركة المضارب المصرية للأرز ..

شركة مضارب الأرز ومطاحن الغلال المصرية ..

شركة مضارب الأرز برشيد والاسكندرية ..

شركة البحيرة للأرز والزيوت ..

شركة زيوت كرموز ..

شركة النشا الأهلية ..

شركة التبريدات السريعة والتصدير (ديفريكس) ..

شركة السكر والتقطير المصرية ..

شركة مصر لصناعة وتجارة الزيوت ..

شركة مضارب الأرز المصرية الحديثة ..

شركة طنطا للكتان والزيوت ..

شركة المساهمة المتحدة المصرية لمعامل ومخازن الثلج والتبريد ..

شركة منتجات النشا ..

شركة معاصر الزيوت النباتية والمصابن ..

شركة مصانع الزيوت والصابون (نايف عماد سابقا) ..

شركة مصانع الصابون والمواد الغذائية (كحلا) ..

شركة الزيوت المستخلصة ومنتجاتها ..

الشركة الشرقية للدخان والسجاير (ايسترن كومبانى) ..

شركة ويلس (بورسعيد) ..

الشركة المساهمة المصرية للأحذية (باتا) ..

شركة مصانع الكاوتشوك الأهلية (ناروبين) ..

الشركة المصرية لصناعة الكاوتشوك والأحذية (أفرينو) ..

شركة البلاستيك الأهلية ..

شركة البلاستيك والكهرباء المصرية ..

شركة الورق الأهلية ..

الشركة المصرية لصناعة أوراق التعبئة (كرافت) ..

شركة مصنع اسكندرية للزجاج والصينى ..

شركة الملح والصودا المصرية ..

شركة الورق للشرق الأوسط (سيمو) ..

شركة مصنع الشمس للزجاج والبللور ..

الشركة العامة لصناعة الورق (راكتا) ..

شركة تحويل الورق (كونفرتا) ..

شركة بوليدن أورينت للبطاريات ..

شركة البويات والصناعات الكيماوية ..

شركة مصر لصناعة الكيماويات ..

الشركة المصرية للأسمدة والصناعات الكيماوية ..

الشركة العامة لإنتاج الحراريات والفخار ..

الشركة النشادر والمواد الكيماوية ..

شركة الصناعات الكيماوية المصرية (كيما) ..

شركة المصانع للوازم المعمارية والصناعية (سابى) ..

شركة المصانع المصرية للصنفرة وأدوات التجليخ ومنتجاتها ..

شركة النصر لصناعة الأقلام ومنتجات الجرافيت ..

شركة مصر لصناعة معدات الغزل والنسيج ..

شركة المنشآت المعدنية المصرية (ايجيميت) ..

شركة التعدين المصرية (ايديال) ..

الشركة المصرية للتعدين والإنشاءات الميكانيكية ..

شركة التوريدات المعمارية والهندسية (نقولا دياب وأولاده) ..

شركة الاسكندرية للتغليف الصناعى ..

الشركة المصرية للتغليف الاقتصادى ..

شركة الأعمال الهندسية البورسعيدية ..

شركة المنتجات والتعبئة المصرية ..

شركة الجزار اخوان (تضامن) ..

الشركة العامة للثروة المعدنية ..

الشركة المصرية لمنتجات الرمال السوداء (رملة) ..

الشركة المصرية للتعدين والمنجنيز ..

شركة صناعات المنتجات المعدنية ..

شركة المخازن الهندسية المصرية ..

شركة مخازن البوندد المصرية ..

شركة المبانى الممتازة ..

شركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح ..

شركة الطوب الرملى بالقاهرة ..

الشركة المصرية الجديدة ..

شركة أراضى أبو قير المساهمة ..

الشركة المساهمة المصرية لأراضى البناء (حدائق الأهرام) ..

الشركة الجعفرية للصناعة والزراعة ..

شركة المباحث والأعمال المصرية ..

الشركة الغربية العقارية ..

شركة سيدى سالم المصرية ..

الشركة العمومية للهندسة والتبريد (جركو) ..

شركة كاريير مصر ..

شركة كولدير ..

شركة الكهرباء المركزية (سنترليك) ..

الشركة المصرية لتكرير البترول وتجارته ..

شركة تنمية الصناعات الكيماوية (سيد) ..

شركة مصر للمستحضرات الطبية ..

شركة آما للصناعات الكيماوية والأدوية ..

شركة الأهرام للمستحضرات الطبية والكيماوية ..

شركة معامل أدوية سيفارم ..

شركة معامل أدوية هليوبوليس ..

شركة معامل أدوية دوش ..

شركة محلات شيكوريل الكبرى ..

شركة سليم وسمعان صيدناوى ..

شركة بيع المصنوعات المصرية ..

شركة الأزياء الحديثة (بنزايون وعدس) ..

شركة مصانع ملابس شركة سليم وسمعان صيدناوى ..

شركة محلات شملا الكبرى ..

شركة محلات أركو ..

شركة محلات افيرينو الكبرى ..

(ثانيا) الإقليم الشمالى

الشركة الأهلية للغزل والنسيج ..

الشركة السورية للغزل والنسيج ..

شركة المغازل والمناسج ..

شركة المصابغ الفنية المغفلة ..

شركة الصناعة السورية للزيوت النباتية ..

الشركة السورية لاستخراج السكر وتكريره ..

شركة صنع السكر والمنتجات الزراعية المساهمة المغفلة ..

شركة الصناعات الزجاجية والخزفية ..

الشركة الوطنية لصناعة الشمنتو ومواد البناء (بدمشق) ..

شركة الشهباء لصناعة الأسمنت ومواد البناء (بحلب) ..

الشركة السورية لصنع الأسمنت ومواد البناء (بحمص) ..

الشركة الأهلية للأسمنت المساهمة المغفلة (حلب) .

المصدر

https://www.facebook.com/hader.mito/posts/pfbid02vzCHYrbKsUT1BL498HkpyNNEfaHARZo6CTnYKTgxbMrpUGC3sivxAyzgKUSxgA7ml

21 أبريل 2023

زهير كمال يكتب: السودان.. البحث عن طريق

كان من المفترض أن يكون السودان مثل أي دولة في العالم الأول من حيث رفاهية شعبه وغناه ، فالسودان هو سلة غذاء العالم كله وليس العالم العربي فقط، فهناك عشرات الملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة ومئات الملايين غيرها قابلة للاستصلاح والزراعة وما يتبع ذلك من التصنيع الزراعي، ناهيك عن الثروات المعدنية الطائلة التي يتمتع بها هذا البلد الذي يعد أكبر بلد في أفريقيا.

لم يحظ السودان منذ استقلاله وحتى هذا التاريخ بالفرصة لينعم بالسلام والتقدم، لسبب بسيط وهو حكم العسكر الذي جثم على صدره معظم الوقت ، ومثل باقي عسكر العالم الثالث فلا يهم من يستلم السلطة منهم سوى البقاء فيها أطول فترة ممكنة ، ومثل باقي عسكر العالم الثالث لا يتحلى أي فرد منهم بالذكاء والحكمة .

لا نجد في تاريخ السودان الحديث سوى رجلين يستحقان أن يشار اليهم بالبنان:

أولهما الفريق سوار الذهب الذي استلم السلطة ثم سلمها للمدنيين بعد عام كما وعد ، وثانيهما جون جارانج الذي ناضل من أجل سودان واحد مدني تقدمي، فتمت تصفية الرجل في حادث سقوط طائرة في اوغندا.

نجحت الثورة المدنية في الإطاحة بنظام البشير وكان المفترض من الثوار استلام السلطة وبقاء العسكر في ثكناتهم، حيث كان العسكر أيامها في أضعف لحظاتهم، وقد كانوا جنداً للبشير في تنفيذ الأوامر بقتل الثوار، وكانوا كذلك لا يفقهون في السياسة، ولكن التكنوقراط حمدوك سمح لهم بتولي جزء من السلطة ثم انقلبوا عليه بعد تمكنهم منها، ومنذ انقلابهم على حمدوك وحتى هذه اللحظة كانوا يناورون للبقاء في السلطة، ومن بين ذلك الاتفاق الإطاري الذي عقدوه مع بعض قوى الحرية والتغيير الذين يتمتعون بالنوايا الحسنة.

انفجر الوضع في السودان نتيجة وجود رأسين في القمة أحدهما البرهان الذي يرأس الجيش والآخر حميدتي الذي يرأس قوات الدعم السريع ، وفي العالم الثالث لا يمكن وجود جيشين لأن النتيجة ما نراه اليوم، بينما يمكن ذلك في العالم الأول، في الولايات المتحدة مثلاً نجد أكثر من جيش دون مشاكل تذكر.

حاول البرهان دمج قوات الدعم السريع وأعطاهم فرصة سنتين ولكن حميدتي طلب عشر سنوات، فهو يتمتع بالقوة والمال ولن يستغني عن ذلك بسهولة ، بينما نجد أن جيش دولة بأكمله قد تم حله بجرة قلم عندما قام بريمر بتوقيع مرسوم حل الجيش العراقي.

حميدتي يدفع لجنوده رواتب سخية لضمان ولائهم فهو مستقل مالياً عن الجيش، بينما البرهان يتحكم في مقدرات الدولة كلها ، ولا يدور في خلد أحدهما أن الرصاص الذي يطلقه والوقود الذي يستهلكه ليس ملكاً شخصياً له بل هو ملك الشعب السوداني ، ولو كان هناك ذرة من ضمير لدى الاثنين لتقاتلا بالعصي وسكاكين المطابخ ، ولكن رب ضارة نافعة ، فسوف تكون هذه هي المرة الثانية التي سيكون الطرفان فيها في أضعف لحظاتهما بعد انتهاء القتال.

على قوى الحرية والتغيير أن لا تقف مكتوفة الأيدي تتفرج على مايحدث وعليها أن تهيأ نفسها لاستلام السلطة وترجع العسكر الى ثكناتهم ، وعليها بداية أن تتوحد دون أنانية ودون حسابات حزبية ضيقة، إذا كان يهمها مستقبل السودان. عليها تشكيل حكومة سياسية تخلو من العسكر وتعيين وزير دفاع مدني، وتعلن أنها هي الحكومة الشرعية للبلاد وتطلب من المتحاربين إنهاء القتال والعودة الى الثكنات ، وعليها إحالة جميع من تورطوا في الحرب الى التقاعد تمهيداً لمحاكمتهم على ما اقترفوه منذ انتصار الثورة قبل أربع سنوات من قتل للمتظاهرين وانتهاء بالأحداث المأساوية الحالية ، بعد استتباب الأمر فإن لم ينصع الطرفان الى طلب الحكومة الجديدة عليها أن تأمر بإعلان العصيان المدني في عموم السودان.

رسالة واضحة للعسكر أنه كفى ما حدث وكفى تحكم فئة محدودة في مستقبل شعب بأكمله، فالسودان اليوم يقف على مفترق طرق: إما يظل حكم العسكر سارياً وما سيتبعه من تقسيم للسودان والبقاء في دوامة الصراع والنتيجة استمرار الفقر والجوع والحرمان والمعاناة.

أو بدء الطريق الى المستقبل الذي تأخر كثيراً.

فمن يقرع الجرس؟