04 يوليو 2022

سيد أمين يكتب: مأساة العربية في موطنها

 

هناك العديد من الأخطار التي تواجه اللغة العربية في داخل أقطارها، وتشكل تهديدا جوهريا لها، ورغم ذلك لا وجود لأي ردّ جادّ ومناسب من قبل الجهات المختصة بحماية الثقافة والتراث والهوية تجاهها، خاصة أن اللغة تشكل في الواقع هوية البلاد، وبالانتساب إليها أطلق علينا “البلاد العربية”.

وما يزيد الطين بلة، أن الإعلام بكافة أنواعه الرسمي والخاص، يتصدر قائمة أكثر الوسائل مساهمة في تسارع وتيرة هذا الانهيار، مع ملاحظة أن هذا الإعلام في البلدان العربية -بكل أنواعه أيضا- يخضع لرقابة الدولة الصارمة، ولا يمكن أن يمرّ أي توجه فيه دون رغبة السلطة.

ومن جانب آخر، أضفت مسألة العولمة، والتفوق التكنولوجي الغربي، وتدفق الإعلام من شمال العالم إلى جنوبه حيث تقبع أمتنا العربية، والإعلام الإلكتروني، ولغته، وأدواته، وطبيعة مستخدميه، تعقيدا كبيرا للأزمة، مسّ بضرّ جميع لغات العالم تقريبا، وفي مقدمتها العربية.

ومصدر فداحة الضرر الواقع على اللغة العربية هنا يعود إلى ما تمتلكه من رصانة وبلاغة لا تتناسب مع تعجل ومحدودية ثقافة ووعي الكثير من مستخدمي تلك التقنيات والتطبيقات.

وفي المقابل جاء الأمر ذاته بفائدة كبيرة للغات المسيطرة على الإنترنت في العالم كالإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والصينية.

 اللهجات العامية

وتأتي مشكلة اللهجات “العامية” أو “الدارجة”، لتضرب اللغة العربية في مقتل، نظرا لأن الطعنة هنا تأتيها من الناطقين بها، وممن يفترض فيهم حمايتها.

فالعامية لم تكتف بابتذال الكلمات والمصطلحات وتسطيحها، بل إنها اختلقت كلمات ومصطلحات ومعاني لتشكل قواميس خاصة بها، وجرى الترويج لها تحت شعارات خادعة، كالشبابية، والعصرية، وخفة الدم.. إلخ.

هذا الابتذال أضر خارجيا باللغة العربية حيث كان سببا في وقف بعض الجامعات العالمية إيفاد طلابها لدراسة العربية في بيئتها الأصلية، لأنهم كانوا يعودون ولم يتعلموا العربية، ولكنهم تعلموا لهجات البلاد التي أوفدوا إليها.

والأنكى من ذلك أنه تم “تغريب” ونبذ من يتحدث العربية الفصحى في الشارع ووسائل الإعلام، والسخرية منه، باعتباره يعاني من إعاقة ذهنية، مع أنهم هم -وليس هو- الأحق بتلك السخرية.

وهناك من دلل على أن انتشار اللهجات العامية في البلدان العربية تم بقصد استعماري، حيث ذكرت الدكتورة نفوسة زكريا سعيد في كتابها “تاريخ الدعوة إلى العامية في مصر”، أن هذه الدعوة بدأت في منتصف القرن التاسع عشر على يد كتاب ومستشرقين أجانب، ونجح الأمر بعد دعوات “التمصير” التي حدثت بعد ذلك، فخرجت “العامية المصرية”.

وغني عن البيان أن الاستعمار البريطاني حينما عجز عن فرض لغته في البلاد بسبب تفشي الفقر والأمية، عمل على فصل مصر من محيطها العربي تحت دعاوى “تمصير” لغتها العربية.

ولكن من بوارق الأمل، أن العامية العربية واجهت أيضا معضلات في طريقها لتحل محل العربية الفصيحة، أهمها أن كل قطر أو إقليم عربي صارت له لهجته الخاصة، مما تعذر معه انتشار لهجة عامية موحدة، ورجح انتشار اللهجات العربية المسيطرة بسبب السينما والإعلام ووسائل التواصل، كالمصرية والسورية، فقلل ذلك من حدة تشظي اللهجات.

كما زكى شعور الانتماء العربي حالة التفاعل بين اللهجات المحلية والتقريب بينها، خاصة أن العربي من الخليج إلى المحيط مهتم بطبيعته بما يحدث في باقي الأقطار العربية، وبالتالي فهو مضطر لفهم لهجاتها والتواصل مع سكانها، وهو ما ساعد على تقريب الألسنة.

كما أن الكثير من اللهجات الدارجة في مناطق البادية لا تزال تستخدم الألفاظ والمصطلحات التي امتازت بها العربية الرصينة.

 اللغات الأجنبية

ومن الأخطار التي تحيق بلغتنا القومية، ذلك السيل الجارف من المدارس الأجنبية التي تفشى إنشاؤها في جميع البلدان العربية، يرافقه طوفان من مدارس اللغات الخاصة والحكومية، بما لا يتناسب في الكم والكيف مع المدارس المعنية بتدريس العربية.

وخذ مثلا مصر؛ فقد كشفت دراسة بجامعة جنوب الوادي تحت عنوان “نشأة وتطور مدارس اللغات التجريبية الرسمية في مصر وبداية انتشارها” للباحث صبري الأنصاري إبراهيم وآخرين أن “مصر انفردت عن باقي الدول العربية والإسلامية في نهاية السبعينيات بإنشاء مدارس لغات رسمية، ثم صدر بعد ذلك القرار الوزاري رقم 94 لسنة 1985لتنظيمها”.

وغني عن البيان أنه جرى في ذات التوقيت، توقيع اتفاقية كامب ديفد التي أحدثت تطبيقات شروطها السرية التي تتكشف بين الحين والآخر تغييرات سلبية كبيرة في المجتمع المصري، ومن غير المستبعد أن يكون تغيير طبيعة التعليم بينها.

ولقد كانت هناك اعتراضات كبيرة من قبل التربويين والمهتمين بالتعليم على تلك المدارس لما تؤدي إليه من تشتيت الهوية الوطنية والإضرار باللغة العربية، لكن الأمر استقر لهذه المدارس وبدأت تتوسع حتى وصل عددها طبقا لإحصائية حديثة لوزارة التربية والتعليم المصرية إلى 2397 مدرسة.

هذا في حين تتردد معلومات بين التربويين -لا نستطيع التحقق منها- بأنه منذ عام 1990 لم يتم بناء مدارس حكومية عربية جديدة.

يقابل ذلك تقزيم لدور المدارس الأزهرية، سواء في الكليات التي يمكن الالتحاق بها، أو في توظيف خريجيها، مع كثافة المناهج، وعجز هائل في المعلمين، وزيادة نسب التسرب التعليمي، كل ذلك غيبها من أولويات الطلاب وأولياء الأمور، وأخرجها من المنافسة.

كما يظهر الإعلام شريكا في الجريمة مرة أخرى، حيث تظهر الأعمال الدرامية والفنية أن من لا يدخل في حديثه الكلمات الأجنبية هو الأقل تعليما ووعيا وثقافة مقارنة بغيره.

……

لذلك يجب على الحكومات العربية أن توقن بأنه لا يمكن أن يستقر انتماء في نفوس طلاب لا يتعلمون لغتهم، ولا يدرسون ثقافتهم، وأن من يزرع الشوك يجني الجراح.

لتخطي الحجب | https://ajm.me/y963da
لقراءة المقال كاملا ◀️ |https://ajm.me/w8753t

02 يوليو 2022

محمد سيف الدولة يكتب: أُم الهزائم


من أعمال الفنانة ريم أمين

Seif_eldawla@hotmail.com

اذا نجح الامريكان فى تأسيس وتمرير مشروع التحالف العسكرى بين العرب و(اسرائيل)، فانه سيكون من اخطر الاعتداءات التى تعرضنا لها فى الـ 75 عاما الماضية ومن اشد الهزائم التى لحقت بنا، من حيث هو ليس فقط تخليا عن الثوابت الوطنية والقومية والعقائدية وتبنى لرواية العدو الصهيونى، بل هو فوق ذلك تسليم قيادة المنطقة الى هذا العدو، وتوظيف الامكانيات العسكرية العربية لحماية امنه الذى تقوم فلسفته الاساسية على القضاء على الوجود العربى وتجريده من كل عناصر القوة والامن والقدرة على الدفاع عن النفس.

انها هزيمة اخطر من كل هزائمنا الكبرى فى 1948 و1967 وكامب ديفيد واوسلو والغزو الامريكى للعراق، انها أم الهزائم:

 ففى 1948 كانت النكبة والهزيمة التى لحقت بستة جيوش عربية واحتلال 78 % من ارض فلسطين، هى النتيجة الطبيعية لأمة تقبع تحت الاحتلال الاوروبى منذ عقود طويلة. وكان وقتها العالم بعد الحرب العالمية الثانية على شفا تغيرات كبرى تتبدل فيه مراكز القوى العالمية وتسلم القوى القديمة الراية الى القوى الجديدة التى برزت بعد الحرب، وكان مخاض ثورات وحركات التحرر الوطنى فى العالم العربى وكل بلدان العالم الثالث يختمر للخروج من قبضة الهيمنة الاوروبية. أى أن الظروف الدولية والاقليمية والداخلية كانت كلها مهيئة ومبشرة وواعدة بالخروج من عصر الهزيمة والاستعمار واعادة بناء النفس وترميم ما انكسر وهو ما حدث بالفعل فى السنوات من 1956 الى 1973.

· اما بعد 1967 ورغم الهزيمة القاسية والمهينة واحتلال ما تبقى من فلسطين بالاضافة الى سيناء وهضبة الجولان، فلقد رفض العرب شعوبا وحكاما الهزيمة والتوقيع على وثيقة وشروط الاستسلام وتمسكوا وأكدوا على الثوابت العربية والفلسطينية فى مواجهة الادعاءات الصهيونية والاملاءات والضغوط الامريكية، وأصدروا بيانهم الشهير فى مؤتمر الخرطوم وشرعوا على الفور فى التضامن والاعداد لمعركة تحرير الارض وازالة اثار العدوان التى كانت حرب 1973 هى ذروتها.


·وحتى جريمة توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر و (اسرائيل) وما وجهته من طعنة فى الظهر الى فلسطين والامة العربية وامنها القومى، بعد انسحاب مصر من الصراع والاخلال الرهيب بميزان القوى والتنازل المصرى الرسمى عن فلسطين 1948 للعدو والاعتراف بشرعية دولة الاحتلال، فلم تكن رغم قسوتها هى نهاية المطاف، فلقد اجتمع الجميع انظمة وشعوب وفى القلب منهم الشعب المصرى على رفض المعاهدة والتمسك بالثوابت العربية من تحرير كامل التراب الفلسطينى ومناهضة الصهيونية و(اسرائيل)، وتأسست مئات الحركات واللجان الشعبية لدعم فلسطين ومقاطعة (اسرائيل) ومقاومة التطبيع، واعلن النظام العربى الرسمى حينذاك، صدقا او نفاقا، رفضه اى سلام "منفرد" مع (اسرائيل) الى حين.

 ·وايضا بعد توقيع م.ت.ف على اتفاقيات اوسلو وانكسار ارادتها بعد ان اخرجها الاجتياح الاسرائيلى من لبنان، وقيامها بالاعتراف باسرائيل والتنازل عن فلسطين 1948 وعن الحق فى المقاومة، سرعان ما تكونت اجيال جديدة من المقاومة التى استطاعت ان تطرد الاحتلال عام 2000 من لبنان وتصد عدوانه 2006. وفى الارض المحتلة تصاعدت العمليات الاستشهادية وحاول ابو عمار الانعتاق من قيود اوسلو خاصة بعد اجتياح شارون للمسجد الاقصى وتفجر انتفاضة 2000 العظمى التى هزت المنطقة وكل العالم، والتى استطاعت فرض مطالبها واجندتها على عديد من الدول العربية بما فيها مصر كامب ديفيد، التى اطلقت قيادتها السياسية حينذاك ايدى الاعلام والمعارضة السياسية لدعم فلسطين وتنظيم اللجان الشعبية لدعم الانتفاضة..الخ، ليتعمق مجددا العداء العربى  (لاسرائيل) شعبيا ورسميا.

· اما الاحتلال الامريكى للعراق فى 2003 بعد 10 سنوات من الحصار، فى اول عدوان عسكرى غربى على بلادنا منذ الحرب العالمية الاولى، والذى كشف وفضح انتهاء صلاحية النظام العربى الرسمى وسقوط شرعيته الى الابد، فانه رغم قسوته قام باطلاق طاقات الغضب العربى الشعبى والسياسى فى العالم العربى من محيطه الى خليجه، والذى كان هو المقدمة الرئيسية التى أدت بعد ثمان سنوات الى تفجر انتفاضات وثورات الربيع العربى فى 2011، والتى كانت نقطة فارقة فى تاريخ العلاقة بين الشعوب وانظمة الحكم، رغم انها لم يكتب لها النجاح والاستمرار.

· الخلاصة انه رغم مرور الوطن العربى وتعرضه لعديد من الاعتداءات والهزائم منذ الحرب العالمية الثانية، الا انها لم تصل ابدا الى ما وصلنا اليه اليوم من انتقال النظام العربى الرسمى بغالبية دوله وانظمة الحكم فيه الى معسكر العدو الصهيونى تحت القيادة الامريكية، للتحالف معه ضد فلسطين وضد الامة وامنها القومى الوجودى وضد مصالحها العليا ومستقبل اجيالها القادمة، فى ظل قبضة فولاذية من الاستبداد تكمم الافواه وتصادر الحريات وتطيح باى معارضة او راى آخر، بحيث لم يبق فى المشهد ولأول مرة، سوى الشعب الفلسطينى بمقاومته الشعبية والمسلحة.

***

· والمفارقة الكبرى هنا ان انظمة الحكم العربية التى قامت بالانقضاض على الثورات العربية واجهضتها وعصفت بكل من شارك فيها، فعلتها بذريعة انها لم تكن سوى مؤامرات خارجية تستهدف اسقاط الدولة الوطنية، وانه يتوجب القضاء على هذه الثورات/المؤامرات لانقاذ الدولة والحفظ عليها، فاذا بالخطوة الاولى التى تتخذها تحت شعار انقاذ دولها الوطنية هى الارتماء فى احضان مايسترو المؤامرات الأكبر، الولايات المتحدة الامريكية، والانخراط فى احلافه الاقليمية تحت قيادة (اسرائيل).

***

·ان أى مقارنة بين قوة وحيوية وثورية وفاعلية ردود الفعل الشعبية بعد 1967 أو بعد غزو العراق على سبيل المثال، وبين حالة الصمت المخزى التى ضربت الغالبية العظمى من قوى وحركات المعارضة العربية اليوم، تكشف عمق الأزمة التى تمر بها بلادنا. وضخامة الجهود المطلوبة للخروج منها والنجاة مما يمكن ان يترتب عليها من عواقب كارثية لسنوات وعقود طويلة قادمة.

***

هذه دعوة لسرعة التداعى والتلاقى والحوار والفعل لانقاذ ما يمكن انقاذه.

*****

القاهرة فى 2 يوليو 2022

29 يونيو 2022

مستشار حكومي سابق يشير إلي وجود "شبكات مرتزقة" تحمي الفساد والجريمة المنظمة وتطارد المصلحين

 تقدم المهندس حسام محرم – المستشار الأسبق لوزير البيئة المصري بطعن رقم  68675  لسنة 68 ق أمام المحكمة الإدارية العليا، حيث تقدم بمذكرة طعن مثيرة علي حكم إداري صادر بحقه بناء علي بلاغ وصفه بالكيدي من أحد زملاءه بوزارة البيئة، في إطار ما وصفه خلايا عنقودية داخل بعض اجهزة الدولة تتولي محاربة الإصلاح والمصلحين. وقد وصف ماحدث معه بأنه فخ تم إعداده بإحكام وبإتفاق جنائي بين مجموعة من أصحاب المصالح بهدف الإيقاع به وبالمهندس محمد لطفي الرئيس الأسبق للإدارة المركزية للتفتيش والإلتزام البيئي للتخلص منهما في إطار عمل ممنهج من جانب لوبيات المصالح داخل العديد من القطاعات والمجالات لإحتواء المصلحين وإفشالهم والتخلص منهم، وإعتبر أن هذه التنظيمات تعد بمثابة خلايا صغيرة داخل القطاعات المختلفة وأنها جزء من تنظيم سري أكبر يتولي محاربة المصلحين وحماية الفساد والمفسدين منذ عقود في مقابل إتاوات ومنافع أخري، وإعتبر أن ما حدث معه نموذج مصغر لما حدث مع وزير الداخلية الإصلاحي الأسبق / أحمد رشدي الذي تآمرت عليه لوبيات الفساد لإظهاره بمظهر الفاشل وفاقد السيطرة للتخلص منه بسبب محاربته للفساد وعصابات الإتجار في المخدرات.

وأشار م. حسام محرم إلي أن هذا التنظيم قد تضخم خلال السنوات الأخيرة بعد يناير 2011 بسبب تزايد وتيرة محاكمات الفاسدين بعد أن زالت عنهم الحماية التي كانوا يتمتعون بها من قبل، مما دفعهم إلي الإعتماد علي تنظيم سري يتكون من عشرات من الآلاف من المرتزقة المدربين والمجهزين بتقنيات عالية للتتبع والتجسس والقرصنة وأسطول من مختلف أنواع المركبات والدراجات النارية والمترجلين وغيرها من الإمكانيات والتجهيزات، وأشار إلي أنه تعرض لأكثر من محاولة تصفية جسدية أهمها محاولة إغتيال بعطر سام خلال 2017 ومحاولة أخري لتفجير محطة بنزين في المعادي والتي يمر عليها يومياً في رحلة الذهاب والعودة من العمل وذلك خلال يناير 2022. وأشار إلي أنه تقدم بالعشرات من البلاغات الرسمية والإفادات الودية للعديد من الجهات من بينها الرقابة الإدارية وجهات شرطية متعددة وبوابة الشكاوي الموحدة التابعة لمجلس الوزراء وجهات أخري، حيث وصف في هذه البلاغات تفصيلاً الأساليب الغريبة والشيطانية التي يستخدمها شبكات المرتزقة في محاصرة المصلحين والمستهدفين عموماً في محيط سكنهم وعملهم ومحاولة إيذاء بعض ذويهم وإختراق الدوائر المحيطة بهم للوقيعة والتحريض. كما أشار إلي أنه يتعرض منذ سنوات وحتي تاريخه لإستهداف ممنهج من رؤوس ومرتزقة شبكة الفساد ومحاولة محاصرته إجتماعيا ووظيفيا ومالياً بهدف الدفع في إتجاه اليأس والإنتحار كما يفعلون مع الكثير من المصلحين في العديد من فعاليات المجتمع ومؤسسات الدولة. كما تعمل علي دفعه للبعد عن عمله في وزارة البيئة أو دفعه للبقاء بدون عمل تحت ضغط المضايقات والمطاردات المستمرة الغير محتملة.       

وأشار في مذكرته إلي مبررات وصف البلاغ المقدم ضده بالكيدية حيث أشار إلي أن الأمر كان بخلاف ماورد في البلاغ حيث أنهما كانا يهدفان إلي حماية مناخ الإستثمار من تبعات سوء التصرف من جانب بعض صغار الموظفين مع شركة صناعية يملكها مستثمر أجنبي بعد أن هدد بالإنسحاب من السوق المصرية ورفع دعوي دولية بالتعويض ضد الحكومة المصرية وما قد يسببه ذلك من خسائر جسيمة للإقتصاد المصري.

وأشار م. حسام محرم في مذكرته إلي وجود لوبيات داخل بعض الأجهزة أو ما يسمي في علم الإدارة بالتنظيم غير الرسمي وهو تنظيم موازي للإطار التنظيمي الرسمي بالمؤسسات ويدافع عن مصالح المنتسبين له بعيداً عن أهداف المؤسسة والمصلحة العامة بل علي أنقاضها في كثير من الأحيان، وأشار في المذكرة إلي أن تلك اللوبيات تعد بمثابة تنظيمات سرية نشأت بالمخالفة للقانون وتتسبب في تخريب المؤسسات والتأثير بالسلب علي مقدرات المجتمع مما يجعل التكييف القانوني لهذه الجريمة هو أنها جريمة أمن دولة علي حد وصفه. ودعا في المذكرة إلي قيام الأجهزة الرقابية والأمنية بدورها في كشف وتفكيك تلك التنظيمات حفاظاً علي سلامة الأداء بالمؤسسات وحرصاً علي مناخ عمل غير طارد للمصلحين والكفاءات والشرفاء وما يستتبعه ذلك من تراجع في أداء المؤسسات العامة. 

مهندس حسام محرم 

المستشار الأسبق لوزير البيئة 

hossammoharrem@yahoo.com

hossamaug71@gmail.com

+201110496979

+201020674379

21 يونيو 2022

على شهاب يكتب: يا إعلاميو العالم..تواضعوا!

 

أرني رجلًا عاقلًا وسأعالجه

مؤسس علم النفس التحليلي كارل غوستاف يونغ

ألتقي دومًا بمذيعين ومذيعات ومحللين ومديرين ومراسلين ومحررين وطلاب جامعات. ولستُ أبالغ اذا قلت لكم أن «البلاء» الأكثر شيوعًا للأسف في هذه المهنة هو «توهم الفهم»، وهو أن يظنّ الإعلامي نفسه عبقري زمانه في مجاله وأنه يمتلك قدرات ذهنية أعلى من الآخرين لمجرد ممارسته مهنته. وغالبًا ما يترافق هذا الابتلاء مع عوارض نفسية كالقلق الشديد والمستمر والحذر من الآخرين والنشاط الذهني المفرط والعنف اللفظي وتبدل المزاج الدائم والانفعال السريع والمبالغة في تصوير شؤون حياته.

وكي أكون عمليًا، سأحاول إيجاز أبرز الخطوات العملية التي يمكن اتباعها للسير على خطى النجاح الإعلامي:

– دعك و«حديث النفس»: 

إذا ما نشرت مقالًا أو قرأت نشرة إخبارية أو أبهرتنا بإطلالتك التلفزيونية الغرّاء، أرجوك لا تحسب ذلك بطولة!

في عالمنا العربي، من السهل توزيع الألقاب على الناس من دون أي حسيب، فترى «الباحث الاستراتيجي» و«الخبير العسكري» و«كبير المراسلين» و«قاهر قلوب المشاهدين»! هذه مجرد ألقاب لا قيمة لها في عالم العلم الحقيقي، وهي لن تصنع منك إنسانًا أفضل، بل إن أفكارك وسلوكك المتوافق مع الجيد منها هو ما يصنع منك إنسانًا جديرًا بالاحترام.

– استمع لانتقادات الآخرين حتى وإن كانت قاسية وغير موضوعية. لا بأس. هؤلاء أصدقاء يلبسون ثوب الأعداء!

صدقني، ستستفيد من هؤلاء كثيرًا في توسيع قدراتك على مخاطبة شرائح أوسع تختلف عن بيئتك بمجرد أن تتأمل قليلًا بانتقادات الآخرين. أنا لا أدعوك لتعير اهتمامًا لسبب تهجمهم عليك، فأنت لن تقدر على ردع حسد أو مرض، ولكني أدعوك لتتأمل بمحتوى مأخذهم عليك. وإذا ما وجدت شخصًا حكيمًا يدلك دومًا على أخطائك فأنت من الذين أنعم الله عليهم. حافظ على تلك النعمة بشكرها والعمل بنتائجها.

– لا يوجد موضوعية في الإعلام.

 مهما حاولت وادعيت وفعلت، لن يكون بمقدورك معالجة جميع وجهات النظر وتقديمها. كما لن يكون بمقدورك تخطي أهداف الجهات الممولة لعملك.

كان جلال الدين الرومي يقول: «كانت الحقيقة مرآة بيد الله. ولما سقطت تناثرت إلى قطع تناولها الناس وادعّى كل منهم أن الحقيقة بحوزته».

ما العمل إذا؟ هل يعني هذا أن العمل الإعلامي غير مجدٍ؟ بالطبع لا. القصد هو أن تكون رسالتك قدر الإمكان في خدمة المصلحة العامة والأخلاق. وهذا ينطبق على كل أنواع الإعلام، من السياسة إلى الثقافة فالرياضة. إنّ الإعلام يمتد قوته من كونه يشكلّ أداة تحريض وتأثير قادرة على صنع رأي عام. هذا الهدف يجب أن يكون دومًا حاضرًا في عملك. الأعمال الإعلامية التي تتخذ طابع الترويج والإبهار سرعان ما تنتهي بمجرد نشرها أو عرضها، وهي لا تضيف شيئًا، بل تحقق بأفضل الأحوال راحة عابرة لدى القارئ أو المشاهد، ولكنها لا تتحول إلى مادة مرجعية قادرة على جذب عقول الناس.

– الإعلام وحده لا يكفي. 

هناك اختلافات جوهرية في مقاربة الإعلام كاختصاص أكاديمي بين دولة وأخرى. هذا الاختلاف ناجم في جوهره عن أنّ تقنيات الإعلام ليست بالتعقيد الكبير، ويمكن بالتأكيد اكتسابها بورش عمل محترفة ودورات بشكل أفضل من الكثير من الجامعات في الدول المتأخرة. ولكن الجانب الهام المرتبط بالنظريات كما إتقان استخدام التقنيات هو العامل الهام في بناء الإعلام الناجح. أعطيك مثلًا عن بلدي لبنان. قلّما تجد أكاديميًا في الإعلام يمتلك خبرة ميدانية.

أذكر ان بعض أساتذتي في الجامعة كانوا يتحدثون عن مواد لم يخبروها قط. وكانت جل معارفهم بها نظرية. هذه مشكلة. كما أن الاكتفاء بالجانب الميداني فقط فيه مشكلة، فهو يصنع منك شخصًا تنفيذيًا غير قادر على الاستقلال بمشروع إعلامي. وهذه ضرورة في عالم الإعلام في زمننا هذا، حيث يُعد هذا القطاع من أكثر القطاعات سرعة في التخلي عن التوظيف الثابت والاتجاه نحو التعاقد عن بُعد.

بكلمات أخرى، إن مصير كل إعلامي ناجح هو إنشاء نموذجه الخاص، وخيار الوظيفة لن يوصلك إلى أمكنة بعيدة معنويًا وماديًا ومهنيًا. إن حيازة اختصاص آخر، كإدارة الأعمال أو الفيزياء أو التاريخ أو علم النفس وغيرها، من شأنه صياغة عقلك وتفكيرك بطريقة مختلفة أكثر عمقًا واتساقًا وقدرة على الابتكار والإبداع في مهنتك.

– لا تضع رقبتك تحت مقصلة ممول واحد.

في معظم البرامج التدريبية العالمية، كما في تجارب وسائل الإعلام الناجحة عالميًا، هناك قاسم مشترك في تأمين استمرارية هذه المؤسسات وتطورها: تعدد التمويل.

في عالمنا العربي تلتزم وسائل الإعلام بإرادة وقرار الممول. هذا سيئ حتى وإن كان الممول على توافق مع أفكارك ورسالتك. إن صناعة الإعلام هي حرفة بالدرجة الأولى، وليست قرارات يتخذها الممول. و كما في أي حرفة، تطوير مجال العمل هو في عهدة المحترف لا الممول، فهو الأدرى بالحاجات ونقاط الضعف والقوة وكيفية تطوير عمله. صحيح أن الإعلام يمر بتحول عالمي، خاصة على صعيد التمويل، ولكن الصحيح أيضًا هو أن استراتيجيات التمويل قد اختلفت. إذا أردت دخول عالم الإعلام والاستمرار به، عليك معرفة هذه الاستراتيجيات. الإدارة الإعلامية هي إدارة أموال أيضًا.

هذا يعني أن الاستثمار في الإعلام يجب أن يلحظ العائد. وسواء كنت تعمل بشكل مستقل أو لديك مؤسسة، فأنت مضطر لمواجهة هذه المسألة ومعرفة كيف تستثمر المال لتوسيع أعمالك.

يمكنكم استشراف قدرة أي مؤسسة على الاستمرار من خلال مراقبة قنوات الصرف لديها. من الملفت فعلا أن كبرى وسائل الإعلام العالمية جميعها تمتلك قسمًا خاصًا بالأبحاث والتطوير. هذا لا نلحظه إلا نادرًا في عالمنا العربي لغياب ثقافة المؤسسات. إذا كنت تعمل بشكل منفرد، خصص جزءًا من وقتك ومواردك للتطور واكتساب مهارات ومعارف جديدة. هذا مسار مستمر حتى آخر يوم من حياتك.

– اخرج من الزقاق!

يمكنك أن تزور تايملاين أي دولة عربية عبر «تويتر» لتفهم مقصدي. ليس من الإعلام بشيء الشتم واستخدام الألفاظ النابية في وصف أي ظاهرة أو زميل آخر في المهنة. لست أتحدث هنا عن الجانب الأخلاقي فقط، بل ما أسعى لتوضيحه هو القاعدة النفسية التالية:

«النفس تتلون بألوان الأفكار. الأفكار تتلون بألوان العقل. العقل يتلون بألوان الكلمات». تكلم الآن بما شئت وكيفما تشاء!

إن الفضائح والتفاهات التي ترونها أو تسمعون بها بين الفينة والأخرى ويكون أبطالها «إعلاميون» و«إعلاميات» ما هي إلا نتيجة مصيرية لإشغال العقل والنفس بمستوى متدنٍ من الخطاب والتفكير.

إذا ما أردت أن تكون عابرًا للحدود، عليك أن تطور لغة «إنسانية» لا سياسية ولا عقائدية.

– لا تدع الأرقام تخدعك.

في بداياتي المهنية، كنت أقيس نجاح عملي بعدد القراء أو نسبة المشاهدين. هذا ليس بمقياس دقيق للنجاح. إن الغالب الأعمّ في وسائل الإعلام العربية هو قياس نجاح المؤسسة بعدد المشاهدين. إن من يخض قليلا في علم الإحصاء يدرك أن قياس النجاح في مهنة كالإعلام يتطلب استخدام أدوات مختلفة في آن. وهنا نعود إلى البند الأول بأن تدع «حديث النفس» والألقاب. اسأل نفسك: ما هو التأثير الحقيقي الذي حققه عملك الإعلامي؟ ما هي القضية التي كشفتها؟ هل فهم الجمهور المعني الرسالة؟ لكل سؤال يمكن أن تحدده أداة مختلفة للقياس. هذا بحث تفصيلي قد أعالجه بشكل مستقل لاحقًا. تنسحب مسألة الأرقام ايضًا على قراءاتك. ليس المهم عدد الكتب التي تقتنيها . المهم هو نوع المعرفة التي هضمها عقلك وتحولت إلى مهارة وسلوك.

كتب علي عزّت بيغوفيتش: «القراءةُ المُبالغ فيها لا تجعلنا أذكياء، بعضُ النّاس يبتلعون الكتب وهم يفعلون ذلك بدونِ فاصل للتفكير، وهو ضروري لكي يُهضمَ المقروء ويُبنى ويُتبنى ويُفهم، فعندما يتحدّث إليكَ النّاسُ فإنّهم يخرجون من أفواههم قِطعًا من هيجل وهايديجر أو ماركس في حالة أولّية غير مُصاغة جيدًا، وعندَ القراءة فإنَّ المساهمة الشخصية ضروريّة مثلما هو ضروري للنحلة العمل الداخلي والزمن، لكي تُحوّل رحيقَ الأزهار المتجمّعة إلى عسل».

– «التخطيط ليس المهم.. الخطة هي الأهم».

كثيرًا ما أقابل إعلاميين يزعمون أنهم وضعوا خططًا لمشاريعهم وأعمالهم، ولكنهم يشكون الفشل بسبب عدم جهوزية الفريق أو لظروف خارجة عن إرادتهم. يومًا بعد يوم، تبدو الحاجة أكبر لمراقبة آليات خطط العمل. أي خطة مصيرها الفشل إذا لم يواكبها التنفيذ الجيد. وضمان التنفيذ الجيد يحتاج إلى إشراف ومتابعة وتصويب وتوجيه.

ابتعد عن أولئك الذين لا يطورونك.

 قد لا يعجب هذا البند الكثيرين، وأنا اتفهم ذلك، ولكن كل ثواني حياتك كإعلامي هي مادة خام لعمل ما. إنّ تضييع الوقت مع أشخاص غير أكفاء من شأنه تأخيرك سنوات طويلة عن هدفك. أحد أوجه هذه المسألة أيضًا الاستماع إلى من لا يمتلكون الكفاءة أو وضع أحد فوق قدره. إياك وهذه الخطيئة. إن النمو الذهني وتوسيع المدارك فعل مستمر حتى آخر يوم من عمرك ما لم تقرر أنت خلاف ذلك.

– حافظ على اتزانك النفسي.

الإعلام هو أحد تلك المهن التي تقلب الليل نهارًا والنهار ليلًا. هذا يتطلب منك توزيع وقتك بشكل يتلاءم وطبيعة مسؤولياتك الاجتماعية والعائلية وقدراتك النفسية والجسدية. وفي مهنة تحوي الكثير من «الإغراءات»، فإن الخلل في توازنك النفسي قد يؤدي إلى أزمات ومشاكل كبرى. لا تنس أن لنفسك عليك حقًا. ولعائلتك عليك حقًا. ولأهلك عليك حقًا. وزّع وقتك بما يضمن لك راحة ذهنية تسمح لك بالإبداع والابتكار عند العودة للعمل.

– راقب نفسك. كما في كل مهنة وفي كل مسيرة، إن المراجعة والمحاسبة هي من ضروريات للنجاح.

واعلم أنه مع تورط الإعلام في خدعة «السبق» الصحفي و«لوثة الفانتازيا» على حساب المضمون والرسالة، ازدادت بشكل واضح الاضطرابات النفسية الناجمة عن المهن الإعلامية التي تستوجب تعاملًا مع أفراد بقدرات مختلفة والإبداع المهني في آن. إن الحفاظ على صحتك النفسية هو حاجة وضرورة كحاجتك للطعام.

* علي شهاب- صانع محتوى | منتج أفلام وثائقية وصحافي| سفير منظمة هوست رايتر

18 يونيو 2022

اتفاق دفاع عربى (اسرائيلى) مشترك والتحول من محميات امريكية إلى محميات اسرائيلية

بقلم محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

فى 20 يناير 2020 كتب نتنياهو تغريدة قال فيها ((ان غايتنا هى القضاء على التهديد الايرانى .. مثلما تغلبنا من قبل على التهديد الكبير الذي تمثل بالقومية العربية))

***
فى الايام القليلة الماضية صدر مشروع قانون بالكونجرس ينص على تكليف البنتاجون باتخاذ ما يلزم لدمج الدفاعات الجوية لاسرائيل مع عدد من الدول العربية لمواجهة المخاطر الايرانية. والدول هي: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان والكويت وقطر، وكذلك الأردن ومصر والعراق.

ولقد علق "مايكل معلوف" المستشار السابق بالبنتاجون لقناة روسيا اليوم ((بان اسرائيل هى التى ستتولى القيادة وان الدول العربية بدأت بالفعل تعتمد على التكنولوجيا الاسرائيلية))
***
· فى عام 1994 قال بيريز لعدد من رجال الأعمال العرب على هامش مؤتمر الدار البيضاء عام 1994 وفقا لما ورد في كتاب "سلام الأوهام" لمحمد حسنين هيكل: ((ان مصر قادت الشرق الأوسط 40 سنة وهذه هى النتيجة، واذا تركتم اسرائيل تقود ولو عشر سنوات فسوف ترون)).
·فى ذلك الحين لم يتوقف أحد أمام هذا التصريح أو يأخذه على مأخذ الجد، واحتاج الأمر الى ما يقرب من ربع قرن، ليروا نبوءته تتحقق امام اعينهم.
وفى عام 2016 نشرت جريدة الاهرام "ورقة" أعدها الجنرال "مايكل فلين" مستشار الامن القومى المستقيل من ادارة ترامب بمشاركة عدد من الشخصيات العسكرية والإستخبارية من أعضاء مركز لندن لأبحاث السياسات فى العاصمة الأمريكية واشنطن، تتحدث عن تأسيس منظمة جديدة باسم ((منظمة اتفاقية الخليج والبحر الأحمر)) لتكون بمثابة حلف عسكرى جديد تحت قيادة الولايات المتحدة الامريكية وعضوية مصر والسعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والأردن، تحتل فيها اسرائيل صفة المراقب، وتكون لها ثلاثة أهداف محددة هى القضاء على داعش، ومواجهة ايران، والتصدى للإسلام المتطرف. وهى بمثابة إتفاقية دفاع مشترك، يكون الإعتداء على أى دولة عضوا فى المعاهدة، بمثابة إعتداء على الدول الأعضاء جميعاً، كما ورد بالنص فى الورقة المذكورة.
وفى هذه المرة ايضا، لم يتوقف كثير من المحللين العرب امام هذا المشروع، واعتبروه احدى شطحات ترامب وفريق ادارته. ليروه يتحول بحذافيره الى مشروع قانون متداول بشكل رسمى داخل الكونجرس بعدها بستة سنوات وبعد رحيل ترامب وادارته.
***
ولكن فى الشهور والسنوات القليلة الماضية بدأ مقدمات وتفاصيل مشروع الحلف العربى الاسرائيلى الجديد تتضح للجميع شيئا فشيئا:
·ففى 9 يونيو 2022 ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن (إسرائيل) قامت بنشر منظومة رادارية في عدة دول في الشرق الأوسط بما في ذلك الإمارات والبحرين بهدف مواجهة تهديدات إيران الصاروخية.
·وفى 30 يناير 2022 كانت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية قد اعلنت عن بدء أكبر تدريب بحري في منطقة الشرق الأوسط،(IMX/CE 2022) ويضم التدريب 9000 فرد وما يصل إلى 50 سفينة تابعة لأكثر من 60 دولة شريكة ومنظمات دولية من بينها (مصر) والسعودية وباكستان وسلطنة عمان واليمن والإمارات والبحرين بالإضافة الى تركيا وباكستان ودول اخرى و(اسرائيل) فى سابقة هى الأولى من نوعها. وهي المناورات التى قال عنها الفريق بحرى تشارلز برادفورد قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الامريكية قائد الاسطول الخامس والقوات البحرية المشتركة: ((انها تهدف الى تعزيز علاقات القوات البحرية للدول المشاركة))
·وفى ذات السياق وصلت الأمور الى حد صدور فى 13 يناير 2021 دعوة صهيونية للامارات للمشاركة فى مراقبة القوات المصرية فى سيناء! حيث كتب "اساف اوريون" الرئيس السابق للقسم الاستراتيجى فى مديرية التخطيط بهيئة الاركان العامة لجيش الدفاع الاسرائيلى، مقالا فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى قال فيه ((لا تزال معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية ذروة الإنجازات الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد لعبت القوة المتعددة الجنسيات والمراقبون دوراً حيوياً في دعمها منذ عام 1982.. وإن دعوة دول الخليج للمشاركة من شأنه أن يساعد على تحسين الأمن، وتقليل العبء والمخاطر الأمريكية، وتقليل التكاليف، وتعزيز هيكل السلام الإقليمي)).
·والقائمة تطول وتتضمن عشرات ومئات التفاصيل والمعلومات الأخرى المتداولة التى تتعلق بتنسيقات وترتيبات امنية وعسكرية واتفاقيات وصفقات تجارية كبرى جارية على قدم وساق.
***
وقفات وتساؤلات:
حينما يحيطنا (العار) من كل جانب ويتدهور بنا الحال الى الدرجة التى تتحالف فيها دول وانظمة حكم عربية مع (العدو) بل وتنضوى تحت قيادته وحمايته، فانه لا يكون هناك اى مجال لتذكيرهم بالثوابت الوطنية والعقادية والحقوق التاريخية وبقضايا فلسطين والعروبة والامة الواحدة والقومية العربية، فمثل هؤلاء لم يعودوا يفهمون هذه اللغة او يتعاطون معها. ولذا سنخاطبهم بلغة المصالح التى لا يفهمون سواها:
·لقد اعلنت (اسرائيل) والامارات والبحرين رسميا ترحيبهم بهذا المشروع والانخراط فيه، فهل ستقبل مصر والعراق والسعودية والاردن بذلك؟
·بعد أن اعلنت والامارات والبحرين رسميا ترحيبهم بهذا المشروع وفتحوا اراضيهم بالفعل للرادارات الاسرائيلية، هل ستقبل مصر والعراق والسعودية والاردن بذلك؟
·وهل سينتهى المطاف بالنظام العربى الرسمى الى تسليم قيادته رسميا الى عدو الامة التاريخى؟
·وهل ستقبل الدول المذكورة الانخراط فى تحالف عسكرى لحماية أمن (اسرائيل)؟
·وماذا سيكون مستقبل المنطقة والعواقب المترتبة فيما لو تم الاقدام على ذلك؟
·وماذا ستكون ردود فعل شعوب ومؤسسات هذه الدول على المدى القريب او البعيد، فى مواجهة هذا الاستسلام الكامل وهذا الانتحار التاريخى؟
·ومن ناحية أخرى بأى حق يصدر الكونجرس الامريكى قانونا لالزام الدول العربية او اى دولة اخرى بترتيبات واجراءات امنية هى من أخص خصائص استقلالها وسيادتها وشئونها الداخلية وامنها القومى؟
·وبأى دستور او قانون او اى منطق وطنى تقبل هذه الدول الخضوع لقوانين وتعليمات أجنبية؟
·وايهما أخطر على الامن القومى لدول مثل مصر والاردن؟ ايران ام (اسرائيل)؟
· واذا كان لايران اطماع اقليمية حقيقية تمس امن واستقلال وسيادة ومصالح الدول العربية، فهل نواجهها تحت مظلة المشروع الصهيونى، أم نتداعى لتأسيس واحياء المشروع القومى العربى فى مواجهتها وفى مواجهة اى مشروعات اقليمية منافسة او معادية اخرى.
·والى هذا الحين، ما هى المصالح السياسية والأمنية للدول العربية فى انفراد (اسرائيل) بالمنطقة بعد القضاء على المشروع الايرانى؟
أفلم يكن العرب وكل دول العالم الثالث من أكثر المستفيدين من وجود نظام عالمى "ثنائى القطبية" قبل انهيار الاتحاد السوفيتى؟ فما وجه المنطق والمصلحة فى تسليم المنطقة لقوة اقليمية واحدة، خاصة اذا كانت هى ذلك الكيان العدوانى الاستيطانى العنصرى الارهابى؟
·مع أهمية الانتباه الى ان إيران كسبت تعاطف قطاعات واسعة من الراى العام العربى، من صورتها كقائدة التصدى والمواجهة والمقاومة للمشروع الامريكى الصهيونى فى المنطقة، فى الوقت الذى تتبارى فيه الدول العربية للالتحاق بهذا المشروع والالتحاف بالحماية الامريكية عبر البوابة الاسرائيلية؟
·ومن الاساس لماذا قبلت الدول العربية العزف على ذات اللحن الأمريكي الإسرائيلي الاوروبى القاضى بحظر السلاح النووى على جميع دول المنطقة فيما عدا (اسرائيل)، بدلا من الشروع فى بناء مشروعات نووية عربية لتعديل موازين القوة والردع فى مواجهة السلاح النووي الإسرائيلي.
·واذا كانت الولايات المتحدة تخطط لمغادرة المنطقة وتسليمها (لإسرائيل) للقيام بذات الدور التي كانت تضطلع به هى بعد الحرب العالمية الثانية، فهل تقبل المحميات الامريكية ان تتحول الى محميات اسرائيلية؟
·وقبل ذلك وبعده يأتى السؤال الأهم وهو ماذا نحن فاعلون؟
*****
القاهرة فى 18 يونيو 2022

11 يونيو 2022

سيد أمين يكتب: هكذا نرد على ازدراء حكومة الهند للإسلام

 

تتزايد حدة الإساءات التي تلحق بالمسلمين والمقدسات الإسلامية في الهند يوما بعد يوم، والمثير أن تلك الإساءات تأتي من الحزب الحاكم للدولة وليس من قبل فئات أو أحزاب تفتقد دبلوماسية العمل السياسي المتزن المتفق عليها وتظهر احترام الأقليات ولو على خلاف ما تبطن، خاصة لو كانت أقليات ضخمة تمثل 15% من عدد السكان كالأقلية المسلمة البالغة 195 مليون نسمة، وفقًا لتعداد 2020.

كانت آخر تلك الإساءات تلك التي أطلقها مطلع الشهر الجاري المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم هناك، واعتُبرت إساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتسببت في غضب واسع داخل الهند وخارجها، ناهيك عن إساءات شبه يومية من قبل متطرفين هندوس ضد المسلمين، تنتصر فيها السلطة غالبا للجانب الهندوسي، وتعاقب الأقلية المسلمة.

ومن ذلك على سبيل المثال قيام حكومة ناريندرا دامودارداس مودي العام قبل الماضي بتهجير مسلمي ولاية آسام بشمال شرقي البلاد، والاعتداء عليهم والتنكيل بهم وإزالة مساكنهم بحجة أنها مقامة على أرض مملوكة للدولة، وهدم المساجد وبناء معابد هندوسية على أنقاضها، ومنع الحجاب في كثير من الجامعات. هذا فضلا عن ضمّ أراضي إقليمي جامو وكشمير المحتلة إلى الهند رسميا، وضرب عرض الحائط بالمناشدات الأممية بالانسحاب منها أو منحها الاستقلال.

وكذلك انتشار لقطات مروعة لاعتداء الشرطة على أحد المسلمين وإصابته بالرصاص وظهور جنود وهم يدوسون بقسوة بالغة جسد الرجل الجريح، وهي أمثلة من أحداث تتكرر بشكل متقارب تاركة خلفها انطباعا سلبيا في عموم العالم الإسلامي.

المقاومة الاقتصادية

إن صدقت النيات فإنه يمكننا في الدول العربية الضغط على الحزب اليمني المتطرف الحاكم هناك من أجل تعديل سلوكه ومنع عناصره من توجيه الإهانات إلى الاسلام، وذلك عبر عدة وسائل أهمها الضغط الاقتصادي الذي يشمل مثلا: مقاطعة المنتجات الهندية أو حتى التلويح بذلك لا سيما من قبل دول الخليج العربي التي تعد الأكثر استخداما للمنتجات الهندية.

ويعد الشاي والقطن واللحوم من أكثر المواد التي تقوم الدول العربية باستيرادها من نيودلهي، في حين  تستورد الهند ثلث احتياجاتها من الطاقة من دول الخليج.

مع توقف ذات الدول عن استقدام العمالة الهندية واستبدالها بالعمالة العربية أو البنغالية والباكستانية.

وتمثل عوائد العاملين في الخارج رافدا كبيرا من روافد الاقتصاد الهندي، حيث احتلت صدارة قائمة الدول المستقبلة للتحويلات من الخارج في 2018 بقيمة 78.6 مليار دولار طبقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، وهناك إحصاءات أخرى تقول إن 55% من تلك العائدات تأتي إليها من دول الخليج العربي وحدها.

كما يعيش نحو 8.5 ملايين هندي في دول الخليج العربي خاصة دولة الإمارات العربية، ونظرا لزيادة أعدادهم يحلو لبعض الهنود القول بأن دبي هي خامسة أكبر المدن الهندية.

وفضلا عن ذلك ينبغي مقاطعة الدراما الهندية وتوقف الفضائيات العربية عن عرضها لهذه الأعمال خاصة أن العديد منها يظهر المسلمين متطرفين ومتعصبين وخونة وعملاء للخارج، بينما يظهر أتباع الديانات الأخرى ولا سيما الهندوسية أصحاب قيم ومثل.

ولعل من أسباب انتشار هذه الدراما في بعض الفضائيات العربية رخص أسعارها، مما يسمح لأصحاب القنوات الخاصة بتحقيق أرباح طائلة من وراء عرضها، وهنا يجب إيجاد حل يجعل تلك القنوات تحافظ على أرباحها مع التوقف عن عرض الدراما الهندية نصرة للإسلام والمسلمين.

ومما يجب ذكره أيضا أن هناك من يتوسع في استخدام الدراما الهندية فقط من أجل التشويش على الدراما التركية التي تعد المنافس الأقوى في الفضائيات العربية.

وتمثل صناعة الدراما في الهند أحد روافد الدخل القومي الهندي المهمة حيث تدر مليارات الدولارات سنويا مما جعلها تتصدر هذا المجال عالميا في 2013 طبقا لتقارير نشرتها مجلة التايمز.

المقاومة السياسية

ظلت الهند فترة طويلة من تاريخها تحت الحكم الإسلامي، وكان الحكام المسلمون هناك يحترمون فيها تعدد الأديان، ولم تتنام فيها الكراهية بين الطوائف أبدا، لكن حينما سقطت تحت الحكم البريطاني بدأت تهب فيها رياح التعصب الديني والقومي والثقافي بين كافة الديانات والطوائف الكثيرة المنتشرة في هذا البلد، طبقا لسياسة فرق تسد التي اتبعتها بريطانيا في كل مستعمراتها.

وهو ما أدى في النهاية إلى انشطار الهند الموحدة إلى عدة دول هي باكستان وبنغلاديش وجامو وكشمير.

ومع ذلك كانت الهند قريبة لدرجة كبيرة من العالم الإسلامي ومناصرة للعديد من قضاياه، وانطلقت منها مجموعة عدم الانحياز التي تأسست إبان الحرب الباردة بين الكتلة الشرقية المسماة حلف وارسو، والكتلة الغربية المعروفة بالحلف الأطلسي، وبالطبع كانت الكثير من بلدان العالم الإسلامي تنضوي في هذه المجموعة.

وتتمثل المقاومة السياسية في التضامن أو التلويح بالتضامن مع عدوتَي الهند التقليديتين وهما الصين وباكستان، خاصة أن باكستان تلتقي مع أمتنا العربية في العديد من الروابط الدينية والثقافية والتاريخية، وتحتاج إلى الدعم الاقتصادي بكافة أشكاله حيث إنها تواجه ضغوطا اقتصادية كبيرة تهدد استقرارها.

كما يجب على الدول العربية استغلال علاقاتها المتميزة بواشنطن من أجل تحفيزها على ممارسة الضغط على نيودلهي لتحسين حقوق الأقليات المسلمة.

……

وأخيرا.. إذا لم نهرع نحن المسلمين للدفاع عن الرسول الكريم، فمتى ولمن نهرع؟

رابط تخطي الحجب: https://ajm.me/xnysy9
للمزيد:

05 يونيو 2022

سيد أمين يكتب: متى تدرك إسرائيل أن العالم كشف حقيقتها؟

 “مسيرة الأعلام” التي نفّذها المستوطنون المتطرفون، لا تعبّر إلا عن عجز إسرائيل عن تهويد القدس طيلة عقود من الاحتلال، وقطعا ستزيد من سمعتها سوءا، خاصة مع الجيش العرمرم الذي حشدته من أجل تأمين تلك المسيرة، خوفا من أصحاب الأرض الحقيقيين رماة الحجارة.

حكام إسرائيل لا يريدون مواجهة الحقيقة بأن العالم كشف حقيقتهم

فقد حلّت ذكرى قيام دولة إسرائيل هذه المرة مختلفة قليلا عما قبلها، فتل أبيب لم تكد تهنأ بعد بالهرولة العلنية لبعض العواصم العربية للارتماء في أحضانها، والدعم الباطن والظاهر لمشاريعها الاستيطانية، حتى واجهت ضجرا من تصرفاتها الحمقاء لدى حلفائها القدامى في أوربا وأمريكا والعديد من بقاع العالم على إثر إقدامها على اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، ثم زادت الطين بلة حينما واجهت بعنف غير حضاري تشييع جنازتها.

صحيح أن هذا هو سلوك إسرائيل المعتاد منذ 74 عاما بعد قيامها على الأراضي الفلسطينية المغتصبة، إلا أن الله العلي القدير يشاء أن يفك هذه المرة اللجام المربوط على لسان الحلفاء بعد طول صمت وتبرير، فتصدر التنديدات الشديدة من العواصم الأوربية بالجريمة وتطالب بالعقاب.

وليس رجما بالغيب أن العاصفة التي أثارها استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة ستهدأ مع مرور الزمن، وستفلت إسرائيل من العقاب، كما تعودنا في جميع القضايا العربية معها، بسبب التواطؤ في صورته الغربية أو حتى العربية، ولكن يقينا أن مزيدا من السخام قد نال الصورة البيضاء التي حاولت الدعاية الإسرائيلية صناعتها على مدار عقود.

تحوّل الرأي العام العالمي

وبات واضحا أن الشعوب الغربية صارت الضاغط الأساسي على حكوماتها من أجل كبح شطط إسرائيل وإجبارها على احترام حقوق الفلسطينيين، وهو ما أجبر تلك الحكومات المنحازة على أن تتصرف -ولو فوق الطاولة على الأقل- بتصرفات الحكومات المحايدة.

فانتشرت الجمعيات المناصرة للقضية الفلسطينية، وصار معتادا خروج مظاهراتها وإجراء فعالياتها في عواصم أوربا، لتطوي زمنا كان فيه مجرد حمل علم فلسطين هناك جريمة تستوجب غضب الشعب قبل الحكومة، ومن عجب أن ذلك يحدث بينما تمنع معظم الأنظمة العربية شعوبها من تنظيم مثل تلك المظاهرات.

بالتأكيد حدث ذلك بفضل أسباب عدة، منها تطور الإعلام العربي المهني، وكانت قناة الجزيرة ومكاتبها في الأراضي المحتلة جزءا مهما منه، بجانب مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تنجح الرقابة المفروضة عليها في منع وصول الحقيقة إلى الناس بمختلف لغاتهم وأجناسهم وأديانهم.

ولأن دولة إسرائيل قامت في الأساس على مجموعة من الأساطير والأكاذيب، فإن وصول الحقائق إلى الخارج وما أحدثه من تحوّل في الرأي العام العالمي تم استيعاب خطورته مبكرا، فأنشأت عام 2015 وزارة خاصة تأخذ على عاتقها مهمة تحسين الصورة وإعادتها إلى سابق عهدها.

الضربة كانت قوية، فالضغط الإسرائيلي نجح فقط في دفع بعض الحكومات الغربية إلى التضييق على حركات التضامن مع فلسطين، إلا أن الصدمة التي تلقتها تلك الحكومات هو وقوف البرلمانات والمنظمات المدنية في الصف الأول دفاعا عن تلك الحركات.

كما حدث مع شبكة “صامدون” التي استقبلها نواب في البرلمان الأوربي، وحركة “فلسطين ستنتصر” التي حرضت عليها السفارات الإسرائيلية في فرنسا وألمانيا، ومع ذلك لم تستطع إصدار أحكام بحلها.

التحول داخل إسرائيل

يوميا يتوسع تطبيع الدول مع إسرائيل رسميا، ويزداد عدد الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات رسمية معها، وبعضها يعقد معها تحالفا ضد عدو غير معلوم، لكن في المقابل يزداد التحول الشعبي الغربي، ويزداد معه التحول داخل إسرائيل نفسها.

ففي إسرائيل تتوسع أيضا مساحة الرفض لممارسات الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتتدرج  بين المطالبة بالتعايش المشترك إلى تفكيك دولة إسرائيل، وقد تسببت تلك الحركات في إحداث تحول في ضمير اليهود، تعكسها تقارير تنامي ظاهرة الهجرة من إسرائيل إلى خارجها في العقود الأخيرة.

وها هي دائرة الإحصاء الإسرائيلية تشير في تقرير لها صدر عام 2013 إلى ارتفاع هروب العقول والكفاءات العلمية بنسبة 26% عما كان عليه الأمر عام 2003، وبالتأكيد زادت تلك النسبة كثيرا بعد معركة سيف القدس عام 2021، وهى المعركة التي وضعت المدن الإسرائيلية كافة تحت رحمة صواريخ المقاومة في غزة.

وهناك دراسة إسرائيلية صدرت عام 2018، تؤكد أن عدد الذين تركوا إسرائيل بلغوا خلال العقود الأخيرة مليونا ونصف المليون نسمة، وهو رقم ضخم للغاية في دولة لا يتعدي عدد اليهود فيها ستة ملايين نسمة تقريبا.

ومن أمثلة تلك الحركات، “ناطوري كارتا” (اليهودية الحقة) وهى حركة قديمة ترفض وجود دولة إسرائيل أساسا باعتبار أن إنشاءها مخالف لتعاليم موسى عليه السلام، وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل أراضيه من البحر إلى النهر، وينتشر أعضاؤها في مدينة القدس.

وكذلك حركة “JVP” أو “صوت يهودي للسلام” وهي حركة شاركت في أسطول الحرية لكسر حصار غزة عام 2011، وجمعية “زوخروت” الهادفة إلى تعميق الوعي لدى اليهود بالأزمة الفلسطينية.

وكذلك هناك الطائفة الحريدية المعبّرة عن اليهود المعارضين للنزعة الصهيونية، وأيضا “ترابط” وهي حركة ترفض النزعة الاستعمارية لإسرائيل، و”فوضويون” وهى حركة أُسِّست للتعبير عن رفض الجدار العازل الإسرائيلي.

ولعل واحدة من تلك المنظمات، وهي “بتسيلم” (المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) حينما سارعت في تقرير ميداني لها بتفنيد وتوثيق زيف ادعاءات الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي، وادعى فيه أنه لإطلاق نار من فلسطيني على شيرين أبو عاقلة.

………..

ذكرى النكبة تأتي هذه المرة والفضيحة تحيط بإسرائيل من كل جانب.


لتخطي الحجب | https://ajm.me/k9nyj4

15 مايو 2022

سيد أمين تكتب: لماذا استهدفت إسرائيل شيرين أبو عاقلة؟

استيقظ الناس اليوم على نبأ ضحية جديدة من ضحايا الحقيقة في هذه البقعة المظلمة بظلم الاحتلال والتواطؤ الدولي، حيث ارتقت شيرين نصري أنطون أبو عاقلة والشهيرة بـ”شيرين أبو عاقلة” مراسلة شبكة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة شهيدة أثناء تغطيتها لاقتحام الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة

شيرين أبو عاقلة التي طالما أطلت على الملايين حول العالم بوجهها البريء من قناة الجزيرة لتؤدي رسالتها الإعلامية، قتلت اليوم بطلقة في الرأس أطلقها قناص إسرائيلي، وأصيب معها زميلها الصحفي بشبكة الجزيرة على السمودي برصاصة في ظهره.

لماذا قتلوها؟

شواهد كثيرة تؤكد أن استهداف شيرين أبو عاقلة كان متعمدا، لما تتميز به من نشاط وجرأة جعلها تصبح مثالا نادرا للإعلامي الدءوب، صاحب الرسالة، الذي لا يغيب عن أداء الدور المنوط به ويوثق جميع الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني حتى لو كلفه الأمر حياته، لتصبح كاميرته وكلماته في حد ذاتها وثيقة إدانة دامغة لقاتليه.

شهرة شيرين أبو عاقلة والمهام الصحفية الخطيرة التي قامت بها، تجعلها وجها مألوفا بشدة للمهتمين بالشأن الفلسطييني في العالم أجمع، وبالتالي فإنه ما من شك أن معرفة عناصر قوات الاحتلال بها أيضا قوية جدا، حيث حضرت معهم على مدار عقود أينما كانوا لتوثق عدوانهم.

وحينما استشهدت الراحلة كانت ملتزمة بارتداء سترتها الإعلامية مثلما كانت تفعل دائما، برفقة زملاء لها يرتدون السترات نفسها، وتقف في ركن منزوٍ بعيدا عن الاشتباكات التي يزعمها الاحتلال عادة في كل عدوان يقوم به، خاصة أنه في لحظة الاغتيال لم تكن قد بدأت أي مقاومة أو إطلاق نار، وبالتالي فإنه لا مجال للخطأ والالتباس.

ومما يؤكد استهانة قوات الاحتلال بأرواح الطواقم الإعلامية العربية عبر استهدافهم قتلا وسجنا وإصابة حالما نجحوا في توثيق جرائمها التي تصر على إخفائها، قيامها باستهداف منزل الصحفي الشهيد يوسف أبو حسين بغارة جوية مطلع العام الجاري، إلا أنها مع ذلك نادرا ما قامت بإلحاق الأذي بزملائهم من الإعلاميين والمراسلين الغربيين.

لكن حتى في رحيلها، لم تكف شيرين أبوعاقلة عن توجيه الصفعات على وجه الاحتلال حينما كشفت زيف ادعاءاته بأنه لا يستخدم إلا الرصاص المطاطي وقنابل الدخان لفض التجمعات، بينما اخترقت رصاصاته الحية رأسها لترديها شهيدة في الحال، وهي التي لم تمسك بسلاح ولا حتى بحجر.

رحلت شيرين أبو عاقلة أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية “انتفاضة الأقصى” كما لقبتها كثير من وسائل الإعلام العربية والدولية، وتركت إرثا كبيرا من المواد الإعلامية المهمة التي يندر أن تتوافر لأي شبكة اعلامية أخرى.

سياسة إخراس الأصوات

مع توجه إسرائيل لاستكمال تهويد القدس والاستيلاء على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة أو هدمها، رصدت مراكز حقوقية عن تزايد استهداف تل أبيب للطواقم الإعلامية حيث سجلت هذا العام فقط وقوع 150 اعتداءً على الصحفيين والطواقم الإعلامية من بينها إطلاق الرصاص الحي، أدت في إحداها إلى قتل صحفي، وإصابة 40 آخرين بعضهم اصابات أدت للعجز الدائم، و35 اعتداء جسديا بالضرب والسحل، فضلا عن 28 حالة احتجاز واعتقال لصحفيين فلسطينيين، وتدمير 23 مكتب صحفي جراء القصف، و20 حالة إبعاد ومنع من التغطية الصحفية، واستمرار منع طباعة صحيفتين في الضفة، وحالة إغلاق مطبعة، بحسب تقارير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

فيما رصدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، قيام إسرائيل بقتل 48 صحفيا فلسطينيا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 بينهم 22 صحفيا في العقد الأخير فقط، فضلا عن آلاف الانتهاكات الأخرى التي قد تفضي إلى الموت لاحقا.

قناة الجزيرة

هكذا تستمر قناة الجزيرة بطاقم مراسليها في مهمتها التي تتفرد بها تقريبا للكشف عن حقيقة ما يجري في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في ترويع واستهداف الإعلاميين دون حسيب أو رقيب.

ولعل استهداف مراسلي مكتب الجزيرة وإعلامية متميزة مثل شيرين أبو عاقلة وبعض المكاتب الإعلامية الداعمة للمقاومة الفلسطينية يعد في حد ذاته دليلا بيّنًا على أن إسرائيل تضمر مزيدا من التنكيل بالشعب الفلسطيني وتخطط لفرض تغيير تاريخي في القدس خلال الأيام القادمة، وأن في تخطيطه العمل على مرور الجرائم في صمت، ولكنها أبدا لن تمر.

وداعًا شيرين

وداعا شيرين أبو عاقلة.. الإعلامية التي آثرت ألا تتزوج من بشر، وذلك لأنها تزوجت مهنة البحث عن الحقيقة.

رابط تخطي الحجب: https://ajm.me/jwf5xj
للمزيد:

30 أبريل 2022

سيد أمين يكتب: “لعنة الفراعنة”.. ما علاقة الآثار بالجان؟!

منذ فترة ليست بعيدة، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على رجل الأعمال حسن راتب رئيس أمناء جمعية مستثمري سيناء وصاحب قناة المحور، والنائب بالبرلمان علاء حسانين، بتهمة الاتجار في الآثار.

وجاء في الاتهامات التي تداولها الإعلام المصري، أنهما اتخذا المظهر الصوفي ستارًا لعقد جلسات لممارسة السحر وتسخير الجان، من أجل استخراج الآثار وتهريبها إلى الخارج مقابل عشرات الملايين من الدولارات.

وبعيدًا عن التفاصيل الكثيرة التي تضمنتها هذه القضية، والتي لا تعنينا في هذا المقام إلا لكي نطرح على هامشها سؤال: ما علاقة آثار الفراعنة بالسحر والجان؟

الإجابة تأتينا من المناطق والبلدات التي تحتفظ في باطنها ببقايا تلك الآثار، حيث تعج بالكثير من الحكايات المثيرة التي تُعد في العديد من جوانبها خارقة لحدود المنطق، وزاخرة بالميتافيزيقا.

حيث يمكنك أن تسمع قصصًا عن الأسر التي انتقلت في ليلة وضحاها، بفضل عائدات “الدفائن النفيسة” التي استخرجتها من باطن الأرض، من شظف العيش إلى رغده، ومن السكن في بيوت مبنية من الطوب اللبن إلى العيش في ما يشبه القصور، وامتلاك “الفلل” في أرقى أحياء المدن والساحل الشمالي وغيرها.

ويمكنك أيضًا سماع القصص المؤلمة عن أسر أخرى كانت مستقرة ماليًا واجتماعيًا، وفجأة أصابتها “لعنة الفراعنة”، فمات أو أصيب عائلوها بأمراض فتاكة مزمنة، أو ضربها “النحس” فتسرب أبناؤها من التعليم، أو افتقرت ولم يعد أفرادها يمتلكون حتى “اللظى”، والسبب يرجع إلى أنهم حاولوا فعل الشيء نفسه الذي فعله جيران لهم، ولكنهم فشلوا.

وتسمع هنا وهناك وشوشات عن وسطاء نافذين كثر برفقتهم أجانب، يقومون بشراء تلك الدفائن الفرعونية بعشرات الملايين من الجنيهات، وأحيانًا الدولارات، رغم أنها لا تُقدَّر بثمن، وينقلونها إلى الخارج.

 الميتافيزيقا

كثيرة هى روايات الثراء والفقر بسبب استخراج الآثار، فمنها الحديث ومنها القديم، ولم تنقطع نهائيًا في هذه المناطق، والرابط بينها جميعًا هو الاعتماد الكلي على “الميتافيزيقا” ورجالها.

فالبحث عن الأثر يعتمد في المقام الأول على رأي ونصائح العرّاف أو الساحر، الذي يمارس طقوسًا غريبة معيّنة، بعدها يقوم بتحديد مكان الدفينة وهيئتها، والحرس الملازم لها من الجن، والمطلوب لشراء ودّ هؤلاء الحراس ليوقفوا حمايتهم لها.

وبحسب الروايات المتداولة، فإن استخراج الخبيئة يتوقف على قوة العرّاف، فقد يكون متمكنًا فينجح في مفاوضاته “الافتراضية” مع الجن، ويخفّض من سقف شروطهم بما يمكن تحقيقه، ويؤمّن سلامة أهل البيت، هنا يصبح الأمر سعدًا على الجميع، ويطرقون باب الثراء دون مضرة أو خوف من انتقام.

وقد يكون العرّاف ضعيفًا أو قليل الحيلة، فيخدعه الحراس، أو لا يستطيع السيطرة عليهم، هنا يعيثون انتقامًا من البيت واصحابه، تخريبًا ومرضًا ونحسًا وما إلى ذلك.

والجدير بالذكر أنهم يطلقون لفظ “الشيخ” على العرّاف، مع أنه قد لا يكون كبيرًا في السن، وقد يكون مسلمًا أو مسيحيًا.

تساؤلات مشروعة

بالطبع هذا الكلام لا يصدّقه عقل، لكنه أمر واقع، أثبتته التجارب، فصار من المسلّمات لا يحتاج إلى تدليل عليه لدى قطاعات كبيرة من الناس، ويبقى أمر تكذيبه هو أسرع طريق لراحة البال والتمسك بأهداب المنطق.

ولأن التفكير إفراز طبيعي عند الإنسان، كما يقول المفكر الوجودي الروسي “ديستوفسكي”، تنبثق تساؤلات كثيرة، لكنها تبقى دون إجابة شافية و”منطقية”، عن ميراث السابقين، وكيف بنوا الأهرامات؟ وكيف نقلوا آلاف الأطنان من الأحجار إلى آلاف الكيلومترات في الصحراء؟ وكيف حنّطوا الموتى؟ وكيف؟ وكيف؟

وهذه التساؤلات لا تتوقف فقط عند الحضارة الفرعونية، ولكنها -في ما يبدو- تمتد إلى كثير من الحضارات القديمة غربًا وشرقًا.

لكن تصديق هذه الرؤية ينقلنا إلى التساؤلات الأهم :هل هناك سحر في حضارة الفراعنة؟ وهل يستطيع الجن صناعة المسلّات والتماثيل والتحف؟ وهل يتدخل الجن في عمل الإنسان؟

رؤية مؤيدة

الإجابة تأتينا من القرآن الكريم، وهو يزخر بما يدلل على ذلك، منها ما يقوله تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سبأ: 12-13).

وكذلك توجد إشارة أخرى إلى تلك القدرة التي منحها الله تعالى للجن، لدرجة تجعل جنّيًا صغيرًا واحدًا منهم يستطيع إحضار عرش بلقيس ملكة سبأ قبل أن يقوم النبي سليمان -عليه السلام- من مجلسه {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} (النمل: 32).

ولم تقتصر الأدلة على القرآن فقط، ولكن امتدت أيضًا إلى التوراة والإنجيل، حيث ذُكر الجن فيهما أكثر من 200 مرة، وكثير منها تتحدث عن القدرة التي أعطاها الله لهم.

رؤية نافية

ورغم هذا الإقرار الرباني بقدرة الجن في صناعة التماثيل والمحاريب، فإن هناك من يقول إن الله تعالى سخّر الجن لفعل ذلك لنبيّه سليمان، ويسخّره لمن يشاء غيره، وذلك استثناء من القاعدة بأن الشيطان لا يملك ضرًّا ولا نفعًا للانسان، وأن كيده كان ضعيفًا.

ويذهب آخرون -لتأكيد عدم وجود أي علاقة بين الحضارة الفرعونية وأعمال الجن والسحر- إلى أن الجن موجود في كل بقاع العالم، ولو كان يستطيع بناء أهرامات ونحت تماثيل، لرأينا هذه الأعمال العجيبة في أرجاء الأرض كافة، وليس في مصر وحدها.

………..

هذا المقال لا يؤكد ولا ينفي، لكنه يعيد طرح تساؤلات بحثًا عن إجابات.

لتخطي الحجب: https://ajm.me/gd5gn8
للمزيد: https://ajm.me/wufma8

24 أبريل 2022

بريطانيا أحضرت اليهود لفلسطين بعد ان زوّرت لهم التوراة


بقلم غازي ابو فرحة 
اليهود لم يعيشوا في فلسطين ولا يوم بل اتوها بعد السبي البابلي الذي جرى في نجران باليمن القديم وكانت كل حياتهم باليمن والتوراة نزلت في اليمن وانبياؤهم وملوكهم وهيكل سليمان كان موجودا على جبل الهيكل بين تعز وعدن وخربه الرومان وما زال جبل الهيكل باليمن يحمل هذا الاسم للآن.
2 - ان اليهود لم يعيشوا في مصر ولا يوم وعلماء المصريات العرب والأجانب يثبتون ذلك؛ حيث فكك علماء المصريات اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة بعد اكتشاف حجر الرشيد وعرفوا تاريخ مصر القديم كله 30 اسرة ملكية حاكمة 568 ملك مصري قديم لا يوجد بينهم ولا ملك اسمه فرعون ؛ كما ان زاهي حواس كبير الآثاريين المصريين الحالي ارسل رسالة الى رئيس الجالية اليهودية البريطانية يخبره فيها انه لا يوجد أي اثر آركيولوجي لوجود اليهود او ملوكهم وانبياءهم في مصر القديمة. ان اسمها لم يكن مصر وقت نزول القرآن بل كان اسمها قبط وعندما فتحها المسلمون سنة 20 هجرية وهاجر اليها نفر كثير من فرع مضر من قبيلة كنانة فأسموها مضر كنانة ولما لم يكن التنقيط في اللغة العربية الذي حصل عام 40 هجرية فكتبت مضر بدون نقطة كتبت مصر فغلب عليها اسم مصر. خمس آيات ذكرت فيهن مصر بالقرآن الكريم ** مصر المذكورة بالآيات الاربع هي مصر عاصمة مملكة اوسان اليمنية القديمة في شبوة باليمن ** ** مِصْرًا المذكورة بالآية الخامسة هي مصرن عاصمة مملكة معين اليمنية القديمة بمحافظة الجوف شمال وسط اليمن *
3 - كما ان سيدنا ابراهيم خليل الله ابو الأنبياء لم يغادر اليمن مطلقا إذ ولد بمحافظة البيضاء جبل كساد اور كيسديم قرب محافظة لحج باليمن وذهب الى حران باليمن ايضا ثم الى مصرن التي باليمن بمحافظة الجوف وكل الأماكن التي انتقل اليها يمنية وتعبد في معبد بكة في مأرب وعلى احجاره نقوش فيها جميع مناسك الحج من طواف وسعي ورمي وذبح وقبلته جهة الشمال جهة مكة والقدس بينما تدعي التوراة الانجليزية المزورة انه اتى من اور كلدان بالعراق مع انه قبل الكلدان بأكثر من قرنين من الزمان ؛ وانه ذهب هو وزوجته سارة الى حران بتركيا اكثر من 1500 كيلومتر ومنها الى مصر(النيل) اكثر من 2000 كيلومتر .. يا للكذب والتزوير ...وقد اوعزت امريكا لأرقى جامعاتها وهي جامعة هارفارد بتتبع مسيرة رحلة ابراهيم المزورة حسب التوراة الانجليزية المزورة وجعلت ارقى جامعاتها (كي تكتسب المصداقية المزورة) تشترك في التآمر على المستضعفين العرب.. لقد لوثت امريكا ارقى جامعاتها بالتآمر والتزوير وهذه وضاعة لاأخلاقية .. وجود معبد بكة في مأرب وكان يتعبد فيه سيدنا ابراهيم ونزل في القرآن : وما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وهذا يثبت ان المسجد الاقصى في القدس فلسطين من ايام سيدنا ابراهيم عليه السلام كذلك في سورة الاسراء : سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ؛ وليس كما يقول اليهود :"لا مسجد قبل النبي محمد وان الاقصى معبد يهودي" لآنهم لا يدركون وجود الاسلام قبل سيدنا محمد بواسطة سيدنا ابراهيم. .. وقد قرات عن العثور على قبر سيدنا ابراهيم في حبرون شمالي عدن باليمن .
4 - تكرار اسماء الأماكن بين اليمن وفلسطين مثل بيت لحم واريحا والسامرة واورشليم باليمن واسقطها المستشرقون الإنجليز باطلا على القدس وادي جردان في شبوة باليمن وادعوا انه وادي الاردن ومدينة بينان في ذمار باليمن ايضا وادعوا انها لبنان وحصن اريحا (بالعبرية يريخو) مازال شمال صنعاء باسم يراخ وان النبي هود (اصل اليهود) كان في الاحقاف شمال عدن ، إن اليمن هي الأرض الفعلية لأنبياء اليهود ولأحداث التوراة. ان اسماء الاماكن الواردة في التوراة، حرفت لتقع في ارض فلسطين اما وجودها الفعلي ففي اليمن، وهي: صور العمانية الشهيرة بأخشابها حرفت لتصبح صور اللبنانية واورشليم او يبوس، مدينة صهيون، حصن مساده المشهور بمذبحته ووادي العرب باليمن حرفوه الى وادي عربة في فلسطين وبئر سباع في مارب باليمن الى بئر السبع في فلسطين.
5 - الملك الظالم فرعون لم يكن مصريا بل كان في مصر عاصمة مملكة اوسان اليمنية القديمة في وادي مرخة بمحافظة شبوة وقبره في منطقة الكدرة بمديرية قدس المواسط بمحافظة تعز.
6- التيه اليهودي حصل في جبال صنا بمحافظة تعز باليمن ولم يحصل في صحراء سيناء كما توهمنا مدة طويلة.
7- كثير من الالتباس التزويري وقع فيه المستشرقون بسبب اعتمادهم على النسخة الانجليزية المزورة من التوراة.
8- الفلشتيم مجموعة وثنية يمنية كانت على تناحر مع اليهود باليمن كما ذكرت التوراة ادعت بريطانيا ان سكان جنوب الشام (الفلسطينيين) هم الفلشتيم المذكورين بالتوراة وهم قوم من جزيرة كريت اليونانية طردوا اليهود السكان الأصليين والآن اليهود يريدون ان يطردوا الفلسطينيين ويستعيدوا ارضهم ... يا الهي من الكذب والتزوير البريطاني نحن سكان جنوب الشام فلسطين عرب من قبائل عربية كحال باقي الشام ولن نتنازل عن اسم فلسطين المدسوس من قبل بريطانيا المجرمة التي انشأت اسرائيل على ارضنا كمشروع نفطي لنهب النفط العربي لأن الوف الشهداء استشهدوا تحت هذا الاسم,...بريطانيا اختارت فلسطين لتقيم عليها اسرائيل لأن موقعها في المفصل الجغرافي للعرب الذي يفصل آسيا عن افريقيا من يحتلها يقسم العرب عربين فيضعفهم وتسهل السيطرة عليهم ونهب نفطهم.
9- يهود الخزر: عام 650 ميلادي قامت على بحر الخزر (قرب اوكرانيا) دولة ورأى ملكها دولتين العربية ودينها الاسلام والرومانية ودينها المسيحية فاحضر يهودا من العراق وعلموا اهل الخزر الديانة اليهودية وهودوهم ودمرها الروس في القرن الثالث عشر الميلادي وشتتوهم في اوروبا خصوصا في المانيا التي تسمى بالإيدش لغة الخزر شكنازيا ، والخزريون نسبتهم 90% واليهود من اصل يمني 10% حسب فحص DNA لعينة من يهود العالم عام 2013 .
10- صرح إسرائيل فنك لشتاين كبير علماء الآثار الإسرائيليين قال: من 70 سنة ونحن ننقب عن الآثار كل حجر قلبناه فلم نجد أي دليل على حياة اليهود في هذه البلاد وليس لدينا رواية اخرى اين عشنا ولكن بعضهم يقول اننا عشنا في اليمن، وقال ايضا : ايها الملك سليمان رغم حبي الشديد لك ولكني لم أجدك هنا بعد٣٠ عاما من التنقيب تحت المسجد ، واخيرا قال في كتاب بحثي وعلمي : فلسطين ليست ارض الميعاد ولا يوجد لليهود أي صلة بمدينة القدس وعلماء الآثار لم يحصلوا على شواهد تاريخية او اثرية تدعم بعض القصص الواردة بالتوراة.
11- هذا ما تثبته نقوش خط المسند اليمنية القديمة والتوراة العبرية الأصلية القديمة وابحاث العالم العراقي الفذ الدكتور فاضل الربيعي حيث صور التوراة العبرية الأصلية من الارشيف البريطاني وتعلم اللغة العبرية في هولندا حيث يقيم وترجم التوراة الاصلية الى اللغة العربية ترجمة سليمة ولا حظ الفرق بين التوراة العبرية الاصلية وبين التوراة الانجليزية المدسوسة التي قدمتها بريطانيا للعالم وترجمتها للعربية ولكل اللغات الاوروبية وكذلك اعادت ترجمتها للعبرية واطلع عليها كل اليهود المعتوهين الموهومين بحلم الدولة اليهودية المزعومة في فلسطين العربية الاسلامية ، وقد زار الدكتور فاضل الربيعي اليمن 11 مرة واطلع على الاماكن المذكورة في التوراة وتعلم فك خط المسند اليمني القديم واطلع على الآثار اليمنية العظيمة. وقد اتبع الربيعي في ابحاثه على الدلائل الآركيولوجية أي العلمية المعتمدة على النقوش والكتابة القديمة مثل خط المسند اليمني القديم والآثار الحجرية وتقدير عمر المكان بواسطة الكربون المشع ؛ مع أنه يحترم الأديان ويحفظ القرآن الكريم والتوراة ويبحث دائما عن دليل آركيولوجي ليثبت المعلومات الواردة في الكتب الدينية .
12- المتضرر من نظرية الربيعي مشروع اسرائيل الاستعماري والاستعمار البريطاني والامريكي ومن لف لفهم وهم الذين يهاجمون نظرية الربيعي بشراسة ونحن العرب والمسلمون الشرفاء نؤيد نظرية الربيعي بشدة ونرى فيها بارقة امل في دحر الاستعمار ومشاريعه العدوانية.
13- السؤال هو : لماذا لم يكشف الموساد الاسرائيلي التزوير البريطاني للتوراة اليهودية ؟ هل هو لعدم الاخلاص لليهود ؟ والاخلاص فقط للاستعمار البريطاني الذي انشأ اسرائيل ام عجز في جهاز الموساد ؟
14- كون نظرية الربيعي كشفت التزوير البريطاني الاستعماري في النسخة الانجليزية من التوراة فلا بد ان اليهود الذين عندهم كرامة ان يراجعوا انفسهم ويحسوا بالإهانة من الغدر والخديعة والتزوير ويحسوا انهم ضحية مؤامرات الاستعمار مثل العرب وان الاستعمار يستخدمهم ككلاب صيد وانه بدل ان يموت ابناء المستعمرين من اجل نهب نفط العرب يموت ابناء اليهود ؛ لقد استغبى الانجليز اليهود وضحكوا عليهم ضحكة بعمرهم وزيادة في الاستغباء لدرجة الاستحمار اتهموهم بالذكاء وانهم انجبوا اينشتاين، وكذلك الاستعماريون الانجليز والأمريكان يراجعوا انفسهم بعد كشف تزويرهم بطريقة علمية التي قام بها الربيعي ولو ان الدول العظمى عسكريا قزم اخلاقيا ويحاضرون في حقوق الانسان مثل الداعرة التي تحاضر في الشرف الا ان امريكا راجعت نفسها واعادت الاعتبار للهنود الحمر سكان امريكا الاصليين
غازي ابو فرحة – الجلمة – جنين – فلسطين – جوال 0599306176