05 يونيو 2022

سيد أمين يكتب: متى تدرك إسرائيل أن العالم كشف حقيقتها؟

 “مسيرة الأعلام” التي نفّذها المستوطنون المتطرفون، لا تعبّر إلا عن عجز إسرائيل عن تهويد القدس طيلة عقود من الاحتلال، وقطعا ستزيد من سمعتها سوءا، خاصة مع الجيش العرمرم الذي حشدته من أجل تأمين تلك المسيرة، خوفا من أصحاب الأرض الحقيقيين رماة الحجارة.

حكام إسرائيل لا يريدون مواجهة الحقيقة بأن العالم كشف حقيقتهم

فقد حلّت ذكرى قيام دولة إسرائيل هذه المرة مختلفة قليلا عما قبلها، فتل أبيب لم تكد تهنأ بعد بالهرولة العلنية لبعض العواصم العربية للارتماء في أحضانها، والدعم الباطن والظاهر لمشاريعها الاستيطانية، حتى واجهت ضجرا من تصرفاتها الحمقاء لدى حلفائها القدامى في أوربا وأمريكا والعديد من بقاع العالم على إثر إقدامها على اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، ثم زادت الطين بلة حينما واجهت بعنف غير حضاري تشييع جنازتها.

صحيح أن هذا هو سلوك إسرائيل المعتاد منذ 74 عاما بعد قيامها على الأراضي الفلسطينية المغتصبة، إلا أن الله العلي القدير يشاء أن يفك هذه المرة اللجام المربوط على لسان الحلفاء بعد طول صمت وتبرير، فتصدر التنديدات الشديدة من العواصم الأوربية بالجريمة وتطالب بالعقاب.

وليس رجما بالغيب أن العاصفة التي أثارها استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة ستهدأ مع مرور الزمن، وستفلت إسرائيل من العقاب، كما تعودنا في جميع القضايا العربية معها، بسبب التواطؤ في صورته الغربية أو حتى العربية، ولكن يقينا أن مزيدا من السخام قد نال الصورة البيضاء التي حاولت الدعاية الإسرائيلية صناعتها على مدار عقود.

تحوّل الرأي العام العالمي

وبات واضحا أن الشعوب الغربية صارت الضاغط الأساسي على حكوماتها من أجل كبح شطط إسرائيل وإجبارها على احترام حقوق الفلسطينيين، وهو ما أجبر تلك الحكومات المنحازة على أن تتصرف -ولو فوق الطاولة على الأقل- بتصرفات الحكومات المحايدة.

فانتشرت الجمعيات المناصرة للقضية الفلسطينية، وصار معتادا خروج مظاهراتها وإجراء فعالياتها في عواصم أوربا، لتطوي زمنا كان فيه مجرد حمل علم فلسطين هناك جريمة تستوجب غضب الشعب قبل الحكومة، ومن عجب أن ذلك يحدث بينما تمنع معظم الأنظمة العربية شعوبها من تنظيم مثل تلك المظاهرات.

بالتأكيد حدث ذلك بفضل أسباب عدة، منها تطور الإعلام العربي المهني، وكانت قناة الجزيرة ومكاتبها في الأراضي المحتلة جزءا مهما منه، بجانب مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تنجح الرقابة المفروضة عليها في منع وصول الحقيقة إلى الناس بمختلف لغاتهم وأجناسهم وأديانهم.

ولأن دولة إسرائيل قامت في الأساس على مجموعة من الأساطير والأكاذيب، فإن وصول الحقائق إلى الخارج وما أحدثه من تحوّل في الرأي العام العالمي تم استيعاب خطورته مبكرا، فأنشأت عام 2015 وزارة خاصة تأخذ على عاتقها مهمة تحسين الصورة وإعادتها إلى سابق عهدها.

الضربة كانت قوية، فالضغط الإسرائيلي نجح فقط في دفع بعض الحكومات الغربية إلى التضييق على حركات التضامن مع فلسطين، إلا أن الصدمة التي تلقتها تلك الحكومات هو وقوف البرلمانات والمنظمات المدنية في الصف الأول دفاعا عن تلك الحركات.

كما حدث مع شبكة “صامدون” التي استقبلها نواب في البرلمان الأوربي، وحركة “فلسطين ستنتصر” التي حرضت عليها السفارات الإسرائيلية في فرنسا وألمانيا، ومع ذلك لم تستطع إصدار أحكام بحلها.

التحول داخل إسرائيل

يوميا يتوسع تطبيع الدول مع إسرائيل رسميا، ويزداد عدد الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات رسمية معها، وبعضها يعقد معها تحالفا ضد عدو غير معلوم، لكن في المقابل يزداد التحول الشعبي الغربي، ويزداد معه التحول داخل إسرائيل نفسها.

ففي إسرائيل تتوسع أيضا مساحة الرفض لممارسات الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتتدرج  بين المطالبة بالتعايش المشترك إلى تفكيك دولة إسرائيل، وقد تسببت تلك الحركات في إحداث تحول في ضمير اليهود، تعكسها تقارير تنامي ظاهرة الهجرة من إسرائيل إلى خارجها في العقود الأخيرة.

وها هي دائرة الإحصاء الإسرائيلية تشير في تقرير لها صدر عام 2013 إلى ارتفاع هروب العقول والكفاءات العلمية بنسبة 26% عما كان عليه الأمر عام 2003، وبالتأكيد زادت تلك النسبة كثيرا بعد معركة سيف القدس عام 2021، وهى المعركة التي وضعت المدن الإسرائيلية كافة تحت رحمة صواريخ المقاومة في غزة.

وهناك دراسة إسرائيلية صدرت عام 2018، تؤكد أن عدد الذين تركوا إسرائيل بلغوا خلال العقود الأخيرة مليونا ونصف المليون نسمة، وهو رقم ضخم للغاية في دولة لا يتعدي عدد اليهود فيها ستة ملايين نسمة تقريبا.

ومن أمثلة تلك الحركات، “ناطوري كارتا” (اليهودية الحقة) وهى حركة قديمة ترفض وجود دولة إسرائيل أساسا باعتبار أن إنشاءها مخالف لتعاليم موسى عليه السلام، وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل أراضيه من البحر إلى النهر، وينتشر أعضاؤها في مدينة القدس.

وكذلك حركة “JVP” أو “صوت يهودي للسلام” وهي حركة شاركت في أسطول الحرية لكسر حصار غزة عام 2011، وجمعية “زوخروت” الهادفة إلى تعميق الوعي لدى اليهود بالأزمة الفلسطينية.

وكذلك هناك الطائفة الحريدية المعبّرة عن اليهود المعارضين للنزعة الصهيونية، وأيضا “ترابط” وهي حركة ترفض النزعة الاستعمارية لإسرائيل، و”فوضويون” وهى حركة أُسِّست للتعبير عن رفض الجدار العازل الإسرائيلي.

ولعل واحدة من تلك المنظمات، وهي “بتسيلم” (المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) حينما سارعت في تقرير ميداني لها بتفنيد وتوثيق زيف ادعاءات الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي، وادعى فيه أنه لإطلاق نار من فلسطيني على شيرين أبو عاقلة.

………..

ذكرى النكبة تأتي هذه المرة والفضيحة تحيط بإسرائيل من كل جانب.


لتخطي الحجب | https://ajm.me/k9nyj4

15 مايو 2022

سيد أمين تكتب: لماذا استهدفت إسرائيل شيرين أبو عاقلة؟

استيقظ الناس اليوم على نبأ ضحية جديدة من ضحايا الحقيقة في هذه البقعة المظلمة بظلم الاحتلال والتواطؤ الدولي، حيث ارتقت شيرين نصري أنطون أبو عاقلة والشهيرة بـ”شيرين أبو عاقلة” مراسلة شبكة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة شهيدة أثناء تغطيتها لاقتحام الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة

شيرين أبو عاقلة التي طالما أطلت على الملايين حول العالم بوجهها البريء من قناة الجزيرة لتؤدي رسالتها الإعلامية، قتلت اليوم بطلقة في الرأس أطلقها قناص إسرائيلي، وأصيب معها زميلها الصحفي بشبكة الجزيرة على السمودي برصاصة في ظهره.

لماذا قتلوها؟

شواهد كثيرة تؤكد أن استهداف شيرين أبو عاقلة كان متعمدا، لما تتميز به من نشاط وجرأة جعلها تصبح مثالا نادرا للإعلامي الدءوب، صاحب الرسالة، الذي لا يغيب عن أداء الدور المنوط به ويوثق جميع الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني حتى لو كلفه الأمر حياته، لتصبح كاميرته وكلماته في حد ذاتها وثيقة إدانة دامغة لقاتليه.

شهرة شيرين أبو عاقلة والمهام الصحفية الخطيرة التي قامت بها، تجعلها وجها مألوفا بشدة للمهتمين بالشأن الفلسطييني في العالم أجمع، وبالتالي فإنه ما من شك أن معرفة عناصر قوات الاحتلال بها أيضا قوية جدا، حيث حضرت معهم على مدار عقود أينما كانوا لتوثق عدوانهم.

وحينما استشهدت الراحلة كانت ملتزمة بارتداء سترتها الإعلامية مثلما كانت تفعل دائما، برفقة زملاء لها يرتدون السترات نفسها، وتقف في ركن منزوٍ بعيدا عن الاشتباكات التي يزعمها الاحتلال عادة في كل عدوان يقوم به، خاصة أنه في لحظة الاغتيال لم تكن قد بدأت أي مقاومة أو إطلاق نار، وبالتالي فإنه لا مجال للخطأ والالتباس.

ومما يؤكد استهانة قوات الاحتلال بأرواح الطواقم الإعلامية العربية عبر استهدافهم قتلا وسجنا وإصابة حالما نجحوا في توثيق جرائمها التي تصر على إخفائها، قيامها باستهداف منزل الصحفي الشهيد يوسف أبو حسين بغارة جوية مطلع العام الجاري، إلا أنها مع ذلك نادرا ما قامت بإلحاق الأذي بزملائهم من الإعلاميين والمراسلين الغربيين.

لكن حتى في رحيلها، لم تكف شيرين أبوعاقلة عن توجيه الصفعات على وجه الاحتلال حينما كشفت زيف ادعاءاته بأنه لا يستخدم إلا الرصاص المطاطي وقنابل الدخان لفض التجمعات، بينما اخترقت رصاصاته الحية رأسها لترديها شهيدة في الحال، وهي التي لم تمسك بسلاح ولا حتى بحجر.

رحلت شيرين أبو عاقلة أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية “انتفاضة الأقصى” كما لقبتها كثير من وسائل الإعلام العربية والدولية، وتركت إرثا كبيرا من المواد الإعلامية المهمة التي يندر أن تتوافر لأي شبكة اعلامية أخرى.

سياسة إخراس الأصوات

مع توجه إسرائيل لاستكمال تهويد القدس والاستيلاء على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة أو هدمها، رصدت مراكز حقوقية عن تزايد استهداف تل أبيب للطواقم الإعلامية حيث سجلت هذا العام فقط وقوع 150 اعتداءً على الصحفيين والطواقم الإعلامية من بينها إطلاق الرصاص الحي، أدت في إحداها إلى قتل صحفي، وإصابة 40 آخرين بعضهم اصابات أدت للعجز الدائم، و35 اعتداء جسديا بالضرب والسحل، فضلا عن 28 حالة احتجاز واعتقال لصحفيين فلسطينيين، وتدمير 23 مكتب صحفي جراء القصف، و20 حالة إبعاد ومنع من التغطية الصحفية، واستمرار منع طباعة صحيفتين في الضفة، وحالة إغلاق مطبعة، بحسب تقارير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

فيما رصدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، قيام إسرائيل بقتل 48 صحفيا فلسطينيا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 بينهم 22 صحفيا في العقد الأخير فقط، فضلا عن آلاف الانتهاكات الأخرى التي قد تفضي إلى الموت لاحقا.

قناة الجزيرة

هكذا تستمر قناة الجزيرة بطاقم مراسليها في مهمتها التي تتفرد بها تقريبا للكشف عن حقيقة ما يجري في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في ترويع واستهداف الإعلاميين دون حسيب أو رقيب.

ولعل استهداف مراسلي مكتب الجزيرة وإعلامية متميزة مثل شيرين أبو عاقلة وبعض المكاتب الإعلامية الداعمة للمقاومة الفلسطينية يعد في حد ذاته دليلا بيّنًا على أن إسرائيل تضمر مزيدا من التنكيل بالشعب الفلسطيني وتخطط لفرض تغيير تاريخي في القدس خلال الأيام القادمة، وأن في تخطيطه العمل على مرور الجرائم في صمت، ولكنها أبدا لن تمر.

وداعًا شيرين

وداعا شيرين أبو عاقلة.. الإعلامية التي آثرت ألا تتزوج من بشر، وذلك لأنها تزوجت مهنة البحث عن الحقيقة.

رابط تخطي الحجب: https://ajm.me/jwf5xj
للمزيد:

30 أبريل 2022

سيد أمين يكتب: “لعنة الفراعنة”.. ما علاقة الآثار بالجان؟!

منذ فترة ليست بعيدة، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على رجل الأعمال حسن راتب رئيس أمناء جمعية مستثمري سيناء وصاحب قناة المحور، والنائب بالبرلمان علاء حسانين، بتهمة الاتجار في الآثار.

وجاء في الاتهامات التي تداولها الإعلام المصري، أنهما اتخذا المظهر الصوفي ستارًا لعقد جلسات لممارسة السحر وتسخير الجان، من أجل استخراج الآثار وتهريبها إلى الخارج مقابل عشرات الملايين من الدولارات.

وبعيدًا عن التفاصيل الكثيرة التي تضمنتها هذه القضية، والتي لا تعنينا في هذا المقام إلا لكي نطرح على هامشها سؤال: ما علاقة آثار الفراعنة بالسحر والجان؟

الإجابة تأتينا من المناطق والبلدات التي تحتفظ في باطنها ببقايا تلك الآثار، حيث تعج بالكثير من الحكايات المثيرة التي تُعد في العديد من جوانبها خارقة لحدود المنطق، وزاخرة بالميتافيزيقا.

حيث يمكنك أن تسمع قصصًا عن الأسر التي انتقلت في ليلة وضحاها، بفضل عائدات “الدفائن النفيسة” التي استخرجتها من باطن الأرض، من شظف العيش إلى رغده، ومن السكن في بيوت مبنية من الطوب اللبن إلى العيش في ما يشبه القصور، وامتلاك “الفلل” في أرقى أحياء المدن والساحل الشمالي وغيرها.

ويمكنك أيضًا سماع القصص المؤلمة عن أسر أخرى كانت مستقرة ماليًا واجتماعيًا، وفجأة أصابتها “لعنة الفراعنة”، فمات أو أصيب عائلوها بأمراض فتاكة مزمنة، أو ضربها “النحس” فتسرب أبناؤها من التعليم، أو افتقرت ولم يعد أفرادها يمتلكون حتى “اللظى”، والسبب يرجع إلى أنهم حاولوا فعل الشيء نفسه الذي فعله جيران لهم، ولكنهم فشلوا.

وتسمع هنا وهناك وشوشات عن وسطاء نافذين كثر برفقتهم أجانب، يقومون بشراء تلك الدفائن الفرعونية بعشرات الملايين من الجنيهات، وأحيانًا الدولارات، رغم أنها لا تُقدَّر بثمن، وينقلونها إلى الخارج.

 الميتافيزيقا

كثيرة هى روايات الثراء والفقر بسبب استخراج الآثار، فمنها الحديث ومنها القديم، ولم تنقطع نهائيًا في هذه المناطق، والرابط بينها جميعًا هو الاعتماد الكلي على “الميتافيزيقا” ورجالها.

فالبحث عن الأثر يعتمد في المقام الأول على رأي ونصائح العرّاف أو الساحر، الذي يمارس طقوسًا غريبة معيّنة، بعدها يقوم بتحديد مكان الدفينة وهيئتها، والحرس الملازم لها من الجن، والمطلوب لشراء ودّ هؤلاء الحراس ليوقفوا حمايتهم لها.

وبحسب الروايات المتداولة، فإن استخراج الخبيئة يتوقف على قوة العرّاف، فقد يكون متمكنًا فينجح في مفاوضاته “الافتراضية” مع الجن، ويخفّض من سقف شروطهم بما يمكن تحقيقه، ويؤمّن سلامة أهل البيت، هنا يصبح الأمر سعدًا على الجميع، ويطرقون باب الثراء دون مضرة أو خوف من انتقام.

وقد يكون العرّاف ضعيفًا أو قليل الحيلة، فيخدعه الحراس، أو لا يستطيع السيطرة عليهم، هنا يعيثون انتقامًا من البيت واصحابه، تخريبًا ومرضًا ونحسًا وما إلى ذلك.

والجدير بالذكر أنهم يطلقون لفظ “الشيخ” على العرّاف، مع أنه قد لا يكون كبيرًا في السن، وقد يكون مسلمًا أو مسيحيًا.

تساؤلات مشروعة

بالطبع هذا الكلام لا يصدّقه عقل، لكنه أمر واقع، أثبتته التجارب، فصار من المسلّمات لا يحتاج إلى تدليل عليه لدى قطاعات كبيرة من الناس، ويبقى أمر تكذيبه هو أسرع طريق لراحة البال والتمسك بأهداب المنطق.

ولأن التفكير إفراز طبيعي عند الإنسان، كما يقول المفكر الوجودي الروسي “ديستوفسكي”، تنبثق تساؤلات كثيرة، لكنها تبقى دون إجابة شافية و”منطقية”، عن ميراث السابقين، وكيف بنوا الأهرامات؟ وكيف نقلوا آلاف الأطنان من الأحجار إلى آلاف الكيلومترات في الصحراء؟ وكيف حنّطوا الموتى؟ وكيف؟ وكيف؟

وهذه التساؤلات لا تتوقف فقط عند الحضارة الفرعونية، ولكنها -في ما يبدو- تمتد إلى كثير من الحضارات القديمة غربًا وشرقًا.

لكن تصديق هذه الرؤية ينقلنا إلى التساؤلات الأهم :هل هناك سحر في حضارة الفراعنة؟ وهل يستطيع الجن صناعة المسلّات والتماثيل والتحف؟ وهل يتدخل الجن في عمل الإنسان؟

رؤية مؤيدة

الإجابة تأتينا من القرآن الكريم، وهو يزخر بما يدلل على ذلك، منها ما يقوله تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سبأ: 12-13).

وكذلك توجد إشارة أخرى إلى تلك القدرة التي منحها الله تعالى للجن، لدرجة تجعل جنّيًا صغيرًا واحدًا منهم يستطيع إحضار عرش بلقيس ملكة سبأ قبل أن يقوم النبي سليمان -عليه السلام- من مجلسه {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} (النمل: 32).

ولم تقتصر الأدلة على القرآن فقط، ولكن امتدت أيضًا إلى التوراة والإنجيل، حيث ذُكر الجن فيهما أكثر من 200 مرة، وكثير منها تتحدث عن القدرة التي أعطاها الله لهم.

رؤية نافية

ورغم هذا الإقرار الرباني بقدرة الجن في صناعة التماثيل والمحاريب، فإن هناك من يقول إن الله تعالى سخّر الجن لفعل ذلك لنبيّه سليمان، ويسخّره لمن يشاء غيره، وذلك استثناء من القاعدة بأن الشيطان لا يملك ضرًّا ولا نفعًا للانسان، وأن كيده كان ضعيفًا.

ويذهب آخرون -لتأكيد عدم وجود أي علاقة بين الحضارة الفرعونية وأعمال الجن والسحر- إلى أن الجن موجود في كل بقاع العالم، ولو كان يستطيع بناء أهرامات ونحت تماثيل، لرأينا هذه الأعمال العجيبة في أرجاء الأرض كافة، وليس في مصر وحدها.

………..

هذا المقال لا يؤكد ولا ينفي، لكنه يعيد طرح تساؤلات بحثًا عن إجابات.

لتخطي الحجب: https://ajm.me/gd5gn8
للمزيد: https://ajm.me/wufma8

24 أبريل 2022

بريطانيا أحضرت اليهود لفلسطين بعد ان زوّرت لهم التوراة


بقلم غازي ابو فرحة 
اليهود لم يعيشوا في فلسطين ولا يوم بل اتوها بعد السبي البابلي الذي جرى في نجران باليمن القديم وكانت كل حياتهم باليمن والتوراة نزلت في اليمن وانبياؤهم وملوكهم وهيكل سليمان كان موجودا على جبل الهيكل بين تعز وعدن وخربه الرومان وما زال جبل الهيكل باليمن يحمل هذا الاسم للآن.
2 - ان اليهود لم يعيشوا في مصر ولا يوم وعلماء المصريات العرب والأجانب يثبتون ذلك؛ حيث فكك علماء المصريات اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة بعد اكتشاف حجر الرشيد وعرفوا تاريخ مصر القديم كله 30 اسرة ملكية حاكمة 568 ملك مصري قديم لا يوجد بينهم ولا ملك اسمه فرعون ؛ كما ان زاهي حواس كبير الآثاريين المصريين الحالي ارسل رسالة الى رئيس الجالية اليهودية البريطانية يخبره فيها انه لا يوجد أي اثر آركيولوجي لوجود اليهود او ملوكهم وانبياءهم في مصر القديمة. ان اسمها لم يكن مصر وقت نزول القرآن بل كان اسمها قبط وعندما فتحها المسلمون سنة 20 هجرية وهاجر اليها نفر كثير من فرع مضر من قبيلة كنانة فأسموها مضر كنانة ولما لم يكن التنقيط في اللغة العربية الذي حصل عام 40 هجرية فكتبت مضر بدون نقطة كتبت مصر فغلب عليها اسم مصر. خمس آيات ذكرت فيهن مصر بالقرآن الكريم ** مصر المذكورة بالآيات الاربع هي مصر عاصمة مملكة اوسان اليمنية القديمة في شبوة باليمن ** ** مِصْرًا المذكورة بالآية الخامسة هي مصرن عاصمة مملكة معين اليمنية القديمة بمحافظة الجوف شمال وسط اليمن *
3 - كما ان سيدنا ابراهيم خليل الله ابو الأنبياء لم يغادر اليمن مطلقا إذ ولد بمحافظة البيضاء جبل كساد اور كيسديم قرب محافظة لحج باليمن وذهب الى حران باليمن ايضا ثم الى مصرن التي باليمن بمحافظة الجوف وكل الأماكن التي انتقل اليها يمنية وتعبد في معبد بكة في مأرب وعلى احجاره نقوش فيها جميع مناسك الحج من طواف وسعي ورمي وذبح وقبلته جهة الشمال جهة مكة والقدس بينما تدعي التوراة الانجليزية المزورة انه اتى من اور كلدان بالعراق مع انه قبل الكلدان بأكثر من قرنين من الزمان ؛ وانه ذهب هو وزوجته سارة الى حران بتركيا اكثر من 1500 كيلومتر ومنها الى مصر(النيل) اكثر من 2000 كيلومتر .. يا للكذب والتزوير ...وقد اوعزت امريكا لأرقى جامعاتها وهي جامعة هارفارد بتتبع مسيرة رحلة ابراهيم المزورة حسب التوراة الانجليزية المزورة وجعلت ارقى جامعاتها (كي تكتسب المصداقية المزورة) تشترك في التآمر على المستضعفين العرب.. لقد لوثت امريكا ارقى جامعاتها بالتآمر والتزوير وهذه وضاعة لاأخلاقية .. وجود معبد بكة في مأرب وكان يتعبد فيه سيدنا ابراهيم ونزل في القرآن : وما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وهذا يثبت ان المسجد الاقصى في القدس فلسطين من ايام سيدنا ابراهيم عليه السلام كذلك في سورة الاسراء : سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ؛ وليس كما يقول اليهود :"لا مسجد قبل النبي محمد وان الاقصى معبد يهودي" لآنهم لا يدركون وجود الاسلام قبل سيدنا محمد بواسطة سيدنا ابراهيم. .. وقد قرات عن العثور على قبر سيدنا ابراهيم في حبرون شمالي عدن باليمن .
4 - تكرار اسماء الأماكن بين اليمن وفلسطين مثل بيت لحم واريحا والسامرة واورشليم باليمن واسقطها المستشرقون الإنجليز باطلا على القدس وادي جردان في شبوة باليمن وادعوا انه وادي الاردن ومدينة بينان في ذمار باليمن ايضا وادعوا انها لبنان وحصن اريحا (بالعبرية يريخو) مازال شمال صنعاء باسم يراخ وان النبي هود (اصل اليهود) كان في الاحقاف شمال عدن ، إن اليمن هي الأرض الفعلية لأنبياء اليهود ولأحداث التوراة. ان اسماء الاماكن الواردة في التوراة، حرفت لتقع في ارض فلسطين اما وجودها الفعلي ففي اليمن، وهي: صور العمانية الشهيرة بأخشابها حرفت لتصبح صور اللبنانية واورشليم او يبوس، مدينة صهيون، حصن مساده المشهور بمذبحته ووادي العرب باليمن حرفوه الى وادي عربة في فلسطين وبئر سباع في مارب باليمن الى بئر السبع في فلسطين.
5 - الملك الظالم فرعون لم يكن مصريا بل كان في مصر عاصمة مملكة اوسان اليمنية القديمة في وادي مرخة بمحافظة شبوة وقبره في منطقة الكدرة بمديرية قدس المواسط بمحافظة تعز.
6- التيه اليهودي حصل في جبال صنا بمحافظة تعز باليمن ولم يحصل في صحراء سيناء كما توهمنا مدة طويلة.
7- كثير من الالتباس التزويري وقع فيه المستشرقون بسبب اعتمادهم على النسخة الانجليزية المزورة من التوراة.
8- الفلشتيم مجموعة وثنية يمنية كانت على تناحر مع اليهود باليمن كما ذكرت التوراة ادعت بريطانيا ان سكان جنوب الشام (الفلسطينيين) هم الفلشتيم المذكورين بالتوراة وهم قوم من جزيرة كريت اليونانية طردوا اليهود السكان الأصليين والآن اليهود يريدون ان يطردوا الفلسطينيين ويستعيدوا ارضهم ... يا الهي من الكذب والتزوير البريطاني نحن سكان جنوب الشام فلسطين عرب من قبائل عربية كحال باقي الشام ولن نتنازل عن اسم فلسطين المدسوس من قبل بريطانيا المجرمة التي انشأت اسرائيل على ارضنا كمشروع نفطي لنهب النفط العربي لأن الوف الشهداء استشهدوا تحت هذا الاسم,...بريطانيا اختارت فلسطين لتقيم عليها اسرائيل لأن موقعها في المفصل الجغرافي للعرب الذي يفصل آسيا عن افريقيا من يحتلها يقسم العرب عربين فيضعفهم وتسهل السيطرة عليهم ونهب نفطهم.
9- يهود الخزر: عام 650 ميلادي قامت على بحر الخزر (قرب اوكرانيا) دولة ورأى ملكها دولتين العربية ودينها الاسلام والرومانية ودينها المسيحية فاحضر يهودا من العراق وعلموا اهل الخزر الديانة اليهودية وهودوهم ودمرها الروس في القرن الثالث عشر الميلادي وشتتوهم في اوروبا خصوصا في المانيا التي تسمى بالإيدش لغة الخزر شكنازيا ، والخزريون نسبتهم 90% واليهود من اصل يمني 10% حسب فحص DNA لعينة من يهود العالم عام 2013 .
10- صرح إسرائيل فنك لشتاين كبير علماء الآثار الإسرائيليين قال: من 70 سنة ونحن ننقب عن الآثار كل حجر قلبناه فلم نجد أي دليل على حياة اليهود في هذه البلاد وليس لدينا رواية اخرى اين عشنا ولكن بعضهم يقول اننا عشنا في اليمن، وقال ايضا : ايها الملك سليمان رغم حبي الشديد لك ولكني لم أجدك هنا بعد٣٠ عاما من التنقيب تحت المسجد ، واخيرا قال في كتاب بحثي وعلمي : فلسطين ليست ارض الميعاد ولا يوجد لليهود أي صلة بمدينة القدس وعلماء الآثار لم يحصلوا على شواهد تاريخية او اثرية تدعم بعض القصص الواردة بالتوراة.
11- هذا ما تثبته نقوش خط المسند اليمنية القديمة والتوراة العبرية الأصلية القديمة وابحاث العالم العراقي الفذ الدكتور فاضل الربيعي حيث صور التوراة العبرية الأصلية من الارشيف البريطاني وتعلم اللغة العبرية في هولندا حيث يقيم وترجم التوراة الاصلية الى اللغة العربية ترجمة سليمة ولا حظ الفرق بين التوراة العبرية الاصلية وبين التوراة الانجليزية المدسوسة التي قدمتها بريطانيا للعالم وترجمتها للعربية ولكل اللغات الاوروبية وكذلك اعادت ترجمتها للعبرية واطلع عليها كل اليهود المعتوهين الموهومين بحلم الدولة اليهودية المزعومة في فلسطين العربية الاسلامية ، وقد زار الدكتور فاضل الربيعي اليمن 11 مرة واطلع على الاماكن المذكورة في التوراة وتعلم فك خط المسند اليمني القديم واطلع على الآثار اليمنية العظيمة. وقد اتبع الربيعي في ابحاثه على الدلائل الآركيولوجية أي العلمية المعتمدة على النقوش والكتابة القديمة مثل خط المسند اليمني القديم والآثار الحجرية وتقدير عمر المكان بواسطة الكربون المشع ؛ مع أنه يحترم الأديان ويحفظ القرآن الكريم والتوراة ويبحث دائما عن دليل آركيولوجي ليثبت المعلومات الواردة في الكتب الدينية .
12- المتضرر من نظرية الربيعي مشروع اسرائيل الاستعماري والاستعمار البريطاني والامريكي ومن لف لفهم وهم الذين يهاجمون نظرية الربيعي بشراسة ونحن العرب والمسلمون الشرفاء نؤيد نظرية الربيعي بشدة ونرى فيها بارقة امل في دحر الاستعمار ومشاريعه العدوانية.
13- السؤال هو : لماذا لم يكشف الموساد الاسرائيلي التزوير البريطاني للتوراة اليهودية ؟ هل هو لعدم الاخلاص لليهود ؟ والاخلاص فقط للاستعمار البريطاني الذي انشأ اسرائيل ام عجز في جهاز الموساد ؟
14- كون نظرية الربيعي كشفت التزوير البريطاني الاستعماري في النسخة الانجليزية من التوراة فلا بد ان اليهود الذين عندهم كرامة ان يراجعوا انفسهم ويحسوا بالإهانة من الغدر والخديعة والتزوير ويحسوا انهم ضحية مؤامرات الاستعمار مثل العرب وان الاستعمار يستخدمهم ككلاب صيد وانه بدل ان يموت ابناء المستعمرين من اجل نهب نفط العرب يموت ابناء اليهود ؛ لقد استغبى الانجليز اليهود وضحكوا عليهم ضحكة بعمرهم وزيادة في الاستغباء لدرجة الاستحمار اتهموهم بالذكاء وانهم انجبوا اينشتاين، وكذلك الاستعماريون الانجليز والأمريكان يراجعوا انفسهم بعد كشف تزويرهم بطريقة علمية التي قام بها الربيعي ولو ان الدول العظمى عسكريا قزم اخلاقيا ويحاضرون في حقوق الانسان مثل الداعرة التي تحاضر في الشرف الا ان امريكا راجعت نفسها واعادت الاعتبار للهنود الحمر سكان امريكا الاصليين
غازي ابو فرحة – الجلمة – جنين – فلسطين – جوال 0599306176

20 أبريل 2022

سيد أمين يكتب: عمران خان يدفع ثمن وطنيته

كان لطبيعة شخصية عمران خان رئيس وزراء باكستان السبب الأكبر الذي أدى إلى سحب البرلمان الثقة من حكومته.

فملامح شخصيته الصادقة جعلته يجهر بمشاعره وحقيقة مواقفه في جميع القضايا الدولية والمحلية، غير عابئ بما يمكن أن تسببه له من أزمات خارجية وداخلية، وهي المواقف التي إن امتلك القوة لتنفيذها لكان من شأن ذلك تغيير تحالفات باكستان الدولية، وتحجيم نفوذ المؤسسة العسكرية لصالح البرلمان.

لكنه للأسف لم يكن يمتلك تلك القوة في بلد عُرف بهيمنة المؤسسة العسكرية عليه، وهي المؤسسة التي تجنح بشكل واضح نحو الولايات المتحدة الحليف الرئيسي الكبير لعدو الشعب الباكستاني، الهند.

كما لم يفلح عمران خان في تحرير إسلام أباد من الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، ولا في الحد من تردي الأوضاع الاقتصادية الداخلية، مما خصم من الشعبية الجارفة التي حظي بها في الشارع.

أسباب خارجية

ومن تلك التوجهات التي تميز بها عمران خان موقفه الهادف إلى الحياد الدولي بديلًا عن “التبعية أو حتى التحالف” مع الولايات المتحدة، وتعزز ذلك بتوقيع باكستان عام 2019 أكبر صفقة سلاح مع روسيا بقيمة 9 مليارات دولار، سبقتها عام 2018 صفقات تسلح بقيمة 6.4م ليارات دولار مع الصين.

تواكب ذلك مع موافقة باكستان على مشروع طريق الحرير الصيني، وهو ما عدّته أمريكا ضربة قاصمة لمحاولاتها حصار الصين.

ورغم تأكيد خان رغبته في إقامة علاقات متوازنة مع واشنطن وموسكو وبيجين على حد سواء، فإن الرد الامريكي جاء سريعًا في أغسطس/آب عام 2019، عبر قيام الهند بإلغاء الحكم الذاتي الدستوري لولاية جامو وكشمير الباكستانية التي تحتلها، وعملها على تغيير هويتها عبر التهجير القسري للسكان ونزع الهوية الوطنية منهم، وتدمير دور عبادتهم.

ورغم حساسية الموقف لدى باكستان لاعتبارها أن الاجراء الهندي جريمة لا تُغتفر، كان يجب على الولايات المتحدة اتخاذ مواقف قوية تجاة نيودلهي، فإننا وجدنا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يزور الهند في فبراير/شباط 2020 وكأنه يبارك الإجراء ويدعم تصرفات رئيس وزراء الهند المعادية للمسلمين عامة وباكستان خاصة.

وزاد الأمر توترًا حينما قام عمران خان بالمسارعة في إقامة علاقات طبيعية مع حركة طالبان الأفغانية بعد عودتها إلى الحكم، في حين أن الولايات المتحدة التي عقدت اتفاق سلام بعد حرب دامت عقدين معها لم تكن سعيدة بهذا الترحيب، ربما لأنها كانت تخطط لخنقها وإفشالها اقتصاديًّا.

إلى أن انقطعت شعرة معاوية تمامًا برفض حكومة عمران خان التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.

بل وانتقاد خان بشدة أمريكا والاتحاد الأوربي على مطالبته بذلك، قائلاً “هل نحن عبيد لكم لنفعل ما تقولون؟ عندما انتهكت الهند القانون في كشمير المحتلة، هل توقف أي منكم عن التجارة معها أو قطع العلاقات معها؟”.

وممّا ألهب الغضب الغربي على عمران خان أيضًا مواقفه القوية من الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وسعيه لإقامة تحالف إسلامي مناهض للهيمنة الأمريكية والغربية.

أسباب داخلية

وتقف قيادات من الجيش الباكستاني حجر عثرة دائمًا أمام أي تحوّل إلى نظام ديمقراطي في البلاد، وتدعم أي انقلابات على النظم المنتخبة، التي كان آخرها الانقلاب على حكومة نواز شريف عام 1999 بعد محاولاته تمرير تعديل دستوري يدعم تطبيق الشريعة، بجانب إجرائه 6 تجارب نووية.

ثم إجباره على الاستقالة مجددًا عام 2017 بعد عودته إلى الحكم في عام 2013، وسعيه للتقارب مع إيران والصين وروسيا بعقد صفقات ومشروعات تجارية، هنا استغل أعداؤه الموالون للمؤسسة العسكرية ما عُرف بتسريبات بنما، ليستدلوا بها على ارتكابه قضايا فساد ثم يطيحون به من الحكم، رغم عدم صلته بالقضية.

ما حدث لرئيس وزراء باكستان الأسبق نواز شريف في عودته الأخيرة تكرر مجددًا مع عمران خان، ومن المتوقع أيضًا تلفيق تهم تمنعه من العودة إلى المنصب.

خاصة أن هناك معلومات تتردد بين نواب البرلمان الباكستاني بوقوف الجيش وراء الأحداث، وأن أفرادًا منه تواصلوا معهم وطلبوا منهم سرعة الاجتماع مرة أخرى لسحب الثقة من عمران خان، بعد أيام قليلة من فشل المعارضة في تنفيذ هذا الإجراء.

انقلاب معايير

ويمكننا طرح مثال على انقلاب المعايير في هذا البلد الإسلامي الكبير تاريخيًّا، بقيام الجنرال برويز مشرف رئيس وزراء باكستان عام 2001 بوضع عالِم مكّن البلاد من الحصول على القنبلة الذرية والوقوف بندية أمام الهند رهن الإقامة الجبرية لعدة سنوات، وذلك بدلًا من الاحتفاء به وتكريمه.

بينما رد أبو القنبلة النووية الباكستانية باتهام الديكتاتور مشرف بالعمل على تطبيق الأجندة الأمريكية في البلاد، وهو ما يلامس الحقيقة، إذ إن الاتهامات التي وُجّهت إليه بتسريب معلومات نووية إلى إيران أطلقتها أصلًا أمريكا، إلا أن الجيش الباكستاني أجبر عبد القدير خان على الاعتراف بها.

بل إن العقوبة طالت أيضًا رئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو، صاحب قرار امتلاك تلك القنبلة، إذ تعرّض هو الآخر لانقلاب عسكري نفّذه الجنرال ضياء الحق وسُجن ثم أُعدِم، ووُضِعت ابنته بينظير بوتو أيضًا رهن الإقامة الجبرية.

ولمّا وصلت ابنته إلى الحكم بعد ذلك، وراحت تكشف التدخلات الأمريكية في البلاد، تعرّضت هي الأخرى للاغتيال، وكانت قد قالت في تسريبات لها إن واشنطن عرضت عليها البقاء في الحكم ونيل رضا المؤسسة العسكرية عنها مقابل الولاء.

………..

عمران خان -مثله مثل كل محب لبلاده ودينه وأمته في معظم بلدان العالم الاسلامي- قد يكون مصيره السجن.

لتخطي الحجبد https://ajm.me/vrn6q8

04 أبريل 2022

سيد أمين يكتب: العرب.. ضحايا صراعات الأفيال

29/3/2022|آخر تحديث: 30/3/202201:30 AM (مكة المكرمة)

ليس هناك جديد على الإطلاق، انقسم السادة؛ فانقسم التابعون، انقسم المستعمرون الجدد؛ فانقسمت المستعمرات الجديدة، تحاربت روسيا وأمريكا في أوكرانيا؛ فتحارب العرب والمسلمون.

الروس يعلنون وصول آلاف المقاتلين “الشرق أوسطيين” لمساندة الحق الروسي في أوكرانيا، والأمريكان يعلنون وصول آلاف المقاتلين “الشرق أوسطيين” لمساندة الحق الاوكراني.

تمامًا كما كنا قبل آلاف السنين، العربي التابع للفرس يقاتل العربي التابع للروم، العربي الموالي للإنجليز والفرنسيس يقاتل العربي الموالي لدولة الخلافة العثمانية.

لا يوجد إطلاقًا مشروع استقلال عربي موحد، وإن وُجد فهو محض أحبار سوداء محبوسة في أوراق جامعة العرب التي هي في الواقع دمية بيد السادة الكبار في موسكو وواشنطن وعواصم العالم الكبرى.

ولمّا استمرت هذه الأوضاع المخجلة لآماد طويلة، صار لدينا أقوام مختلّو المنطق، ونظم معتلة، لا تؤمن أصلًا بفكرة الاستقلال الوطني، رغم أنها لا تترك مناسبة محلية إلا وتتحدث فيها عنها وعن حماية الأمن القومي، وهي لا تقصد منها إلا استخدامها وسيلة لتدمير خصومها من بني جلدتها.

لكن من ستر الله ورعايته أن هذا الاستقطاب الذي يحدث بين النظم، وهو استقطاب تبعية، يقابله استقطاب من نوع آخر بين الشعوب، لا ينحاز ولكنه يفاضل بين الضار والأشد ضررًا، ويتوحد في رفض سياسات الخصوم الكبار.

لماذا يكرهوننا؟

لو كنت مكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسألت نفسي: لماذا هناك أصلًا من يكرهنا من الشعوب العربية ونحن من وقفنا في صفهم ضد الإمبريالية الغربية في الحقبة السوفيتية، وحُلنا دون إعادة فرض الاستعمار عليهم؟

لماذا يكرهنا بعضهم، وقد كان وجودنا في منتصف القرن الماضي سببًا في حد ذاته لقيام الاستعمار الغربي بالجلاء من أراضيهم طواعية، خوفًا من دعمنا للثورة العربية الحقيقية التي كانت تختمر في النفوس، عقب انكشاف زيف الثورة العربية التي أتت بهم بديلًا عن الدولة العثمانية؟

لماذا هناك من يكرهنا الآن والشعب العربي برمته كان منحازًا لنا من قبل؟

نحن من ساندنا شعب مصر، وأوقفنا العدوان الثلاثي عليهم عام 1956، ونحن من أوقفنا الحصار الذي فُرض عليها وعلى جميع دول المواجهة، ونحن من ساعدهم في بناء السد العالي فأنقذ بلادهم من العطش والفيضان؟

لماذا يكرهوننا ونحن فقط من مد يد العون لهم؟ ماذا تغيّر؟

وفي المقابل، لو كنت مكان الرئيس الأمريكي جو بايدن لسألت نفسي: لماذا غالبية الشعوب العربية شامتة فينا وفي موقفنا من غزو أوكرانيا؟ لماذا يؤيد كثير منها الاستعمار هنا وهم أكثر من عانوا منه؟ لماذا ينحازون إلى نظام استبدادي في حين أنهم أكثر من عانوا من الاستبداد ويحلمون بالخلاص منه؟

لماذا يكرهوننا ونحن نقتطع من قوت شعبنا لنقدم المعونات لهم؟ ونحن من ندعم الهياكل الديمقراطية لديهم؟ لماذا يشمتون فينا ونحن بلد ديمقراطي وهم يحلمون بأن يكون لديهم مثل ديمقراطيتنا؟

آثار فؤوسكم

لا بايدن ولا بوتين ولا أي من قادة القوى الغربية أو الشرقية بحاجة إلى التفكير طويلًا للبحث عن إجابات لهذه التساؤلات.

فدفاتر ظلمكم لنا كبيرة، ولا يمكننا أن نصدّقكم وهذه آثار فؤوسكم تشق أفئدة المحدثين والقدامى من أهل فلسطين والعراق وليبيا ولبنان والصومال والجزائر وتونس والمغرب ومصر والسودان وأفغانستان وغيرها، ولا زالت مخالبكم مغروسة في معظم عواصمنا العربية والإسلامية.

الإجابات سهلة جدًّا، وأنتم تعرفونها ولكنكم لا تريدون أن تلتفتوا إليها، أو تعيروها اهتمامًا، لأن شعوبنا ليست محط اهتمامكم.

تعرفون أن كل ما يحدث لنا هو تقريبًا آثار أيديكم، حيث تبيت عواصمكم على أضواء المهرجانات والاحتفالات، وتبيت عواصمنا على أصوات طلقات الرصاص والاغتيالات والإعدامات.

وتكتظ عواصم العالم أجمع بلاجئينا وفارّينا ومستضعفينا، كما تمتلئ خزائنكم بذهبنا ونفائسنا وآثارنا.

الأوكرانيون كأي شعب عربي عانى ويلات تدخلاتكم، وصار ضحية لكم، لكن الفرق هنا أن شعوبنا دفعت الفاتورة كاملة دون أن تدمع عين علينا.

من “نقرة” إلى “دحديرة”

من الآخر، يمكن لكل الرعاة العمالقة أن يعلموا بأن شعوبنا العربية والإسلامية اكتشفت بجلاء أنها وقعت بين فكّي رحى، بين الضار والأشد ضررًا، والمُرّ والأكثر مرارة.

والجميع يعلم أن انتصار أمريكا المطلق لا يعني إلا بقاء الوضع العربي على حافته الملتهبة، واستمرار واشنطن في دعم النظم الاستبدادية العربية، دون الاستماع جديًا لمطالب الشعوب وحلمها في الحرية، بينما تغض الطرف عن مقابلة الأفكار بالسجون والمعتقلات.

أما انتصار بوتين الحاسم فهذا يعني إطفاء بصيص الأمل نهائيًّا عند كل الحالمين بالحرية، ووجوب الاستعداد لحقبة شديدة الاستبداد لا تقابل الأفكار إلا بالرصاص.

وإن الفرق بين أمريكا وروسيا، هو كالفرق بين من يؤمن بالديمقراطية ولكنه يسخّر كل جهده للاحتيال عليها بحيث تكون هى والعدم سواء لدى غيره، ومن لا يؤمن بها أساسًا ولا يفوّت مناسبة دون التنكيل بها.

ولذلك، فقد حان الوقت لكي يدركوا أن الشعوب كائنات حية، ولا ترضى أبدًا أن تصبح مجرد أحجار على رقعة شطرنج يلعب بها أفيال العالم.

الشعوب لا تريد أن تخرج من “نقرة” فتسقط في “دحديرة”، كما يقول المثل الشعبي.

لتخطي الحجب:
المزيد:
https://ajm.me/r55y46 ...
عرض المزيد

31 مارس 2022

سيد أمين يكتب: في هذا نجحت الدراما التركية!

استطاعت الدراما التركية في السنوات الأخيرة كسب اهتمام شرائح واسعة من الجماهير داخل أراضيها وخارجها، وصارت سلاحا أمضَى وأحدّ من كثير من وسائل الردع المعروفة.

فبعدما نجحت سابقا في لفت انتباه الشباب والمراهقين عبر قصص الحب والغرام أحيانا، والمؤامرة والجريمة أحيانا أخرى، وثبت وثبة قوية نحو مستهلكين أكثر عددا ونضجا وتأثيرا، بدرامتها التاريخية، لتزيل عقودا من التجهيل المتعمد بهذا التاريخ المجيد.

حيث استطاعت أن تزيل بسلاسة ولين تحسد عليهما، اللبس والغموض الذي أريد له أن يكتنف تاريخ الدولة السلجوقية مثلا، وهي دولة لها تضحيات عظمى في إفشال أعظم الحملات الصليبية، وكذلك الدولة العثمانية التي كان لها تأثير عميق في تاريخ العالم الإسلامي والعالم أجمع.

فقد أغنت هذه الدراما بذلك عن عدد كبير من الكتب والوثائق والمحاضرات والندوات، وتركت لدى النشء والأجيال القادمة رواية موثقة تتحدث عن الحقيقة التي يريد كثير من النافذين في واقعنا المخزي أن تختفي إلى الأبد، وسط طوفان من الروايات الأخرى التي صُنعت بإتقان وصُرفت عليها مليارات الدولارات من أجل تزوير التاريخ.

ولقد زادت الدراما التاريخية التركية -مثل “قيامة أرطغرل” و”المؤسس عثمان” و”كوت العمارة” و”السلطان عبد الحميد” و”ألب أرسلان” و”بربروسا” و”الملحمة” و”يونس إيمرة” و”الفاتح” وغيرها- من وعي الناس بتاريخ الإسلام والمسلمين، حينما شرحت للعالم حقائق كان يصعب على غير المراقبين إدراكها بسهولة.


الفتح والغزو


ومن تلك الحقائق أن الإسلام لم ينتشر بالسيف كما يدعي أعداؤه، بل كان الفتح أو الغزو هو السلوك السائد في تلك الأزمنة، عملًا بقاعدة إن لم تبادر أنت بادر أعداؤك، لا فرق في ذلك بين مسلم أو مسيحي أو حتى وثني مغولي.

لكن الفرق الناصع الذي أضافه الإسلام في فتوحاته عامة، وهو دين الرحمة والأمر بالعدل والإحسان، هو أنه لم يجبر أهل البلاد المفتوحة على الدخول فيه، ولم يتخذهم عبيدا.

ولذلك بقي الكثير من رعايا الدولة العثمانية في عشرات الدول الأوربية التي خضعت لحكمها عدة قرون على دينهم، في حين ظلت محاكم التفتيش في الأندلس ومتحف الإنسان في فرنسا شواهد واضحة على مر الزمان للاستخدام الوحشي الحقيقي لنظرية حد السيف التي أريد وصم الإسلام والمسلمين بها.

وهذا ما نجحت الدراما التركية في تقديمه للناس بما يلامس حقيقة الإسلام وحقيقة التاريخ.

وفي رأيي أن هذا الفرق الخطير كان في حد ذاته سببا لملامسة الإسلام قلوب الباحثين عن الحرية، خاصة مع وصول المجتمعات الغربية حينئذ، حدا من الاستهانة بالإنسان جعلها تنقسم إلى أربع فئات: غالبية كاسحة من العبيد تملكها أقلية ضئيلة من السادة، وبينهما يتناثر قليل من الأحرار، وكثير من “الأقنان”.

ولمن لا يعلم فالأقنان هم فئة من العبيد ارتقت إلى خدمة الكنيسة، حيث ارتهنوا هم وأسرهم وأحفادهم وأجيالهم القادمة، ليكونوا خداما لقسّ بعينه في الكنيسة ولذريته ومن يخلفه، وبالطبع كلما زادت رتبة المتبوع زادت قيمة الأتباع.

وعموما فهم أفضل حالا من العبيد حيث كانوا يحصلون على كم أكبر من الطعام، مقابل جهد أقل في العمل.


النظافة والمدنية

كثيرا ما حاولت الميديا الغربية وصم الإسلام والمسلمين بالتخلف، وبأنهم بدائيون يفتقدون للنظافة الشخصية أو البيئية، وأن الحملات الاستعمارية الغربية هي التي انتشلتهم من هذا الوحل.

والمؤسف أن تسير الدراما التاريخية العربية أيضا خلف هذا التصور، لدرجة جعلت بعض “المستغربين” من بني جلدتنا في مصر يحتفلون بـ”الحملة الفرنسية” بوصفها حملة تنوير، رغم أنها قتلت عشرات الآلاف من المصريين وسرقت كل ما أمكنها سرقته، من الآثار حتى أبواب المنازل.

وقد أبرزت الدراما التركية التاريخية عكس ذلك تماما، فأظهرت المسلمين وهم يقفون على قدم المساواة مع أبناء الحضارات الغربية، بل إن نظافة المسلمين وتحضرهم كان سببا في دخول الكثير من الأوربيين الإسلام.

والحقيقة أن الأوربيين كانوا يعتقدون أن الاغتسال كفر، فلا يقرب المرء منهم الماء إلا مرة أو مرتين طيلة حياته، بحسب مذكرات النمساوي ساندور موراي والمؤرخ الفرنسى دريبار وغيرهم.

أما بخصوص المدنية، فإن كتاب “ما هية الحروب الصليبية” للدكتور قاسم عبده قاسم -وهو مرجع فريد وموثق في هذا المجال- يسوق عشرات الشهادات على أنه لم يكن في أوربا كلها في هذه الأزمنة ما يمكن تسميته مدينة، بل كانت كلها قرى متفاوتة البدائية.

“بطلوع الروح”

ما كان للدراما التركية التاريخية تحديدا أن تنال تلك المكانة الكبيرة بمئات الملايين من المشاهدين في العالم أجمع، إلا بسبب احترامها لثوابت مشاهديها ومعتقداتهم، وقيامها بالعمل لخدمة قضاياهم الكبرى التي تتعدى المصالح السياسية والحزبية والقطرية الضيقة.

وعلى النقيض من ذلك تماما، تأتي بعض الأعمال الدرامية المصرية لتطعن الإسلام في مقتل، بتشويه من لديهم التزام ديني وإظهارهم بمظهر المخادعين والجاهلين والخونة والمجرمين، مع تحبيذ من يسلكون عكس هذا المسلك.

وبدلا من أن تنقرض تلك الظاهرة التي كان من ضمن أعمالها قديما “الإرهابي” و”الجزيرة 2″ و”غرابيب سود” وغيرها، عادت مجددا بـ”بطلوع الروح” وهو المسلسل الذي وُجِّهت إليه انتقادات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشويهه صورة المسلم الملتزم تحت مبررات واهية.

ورغم أن بعض هذه الأعمال أُعد بشكل ما لدعم مواقف السلطة تجاه الحياة السياسية، فإن الحماسة الفنية وانفلات المعيار نقلا هذه الأعمال من الحرب السياسية إلى الحرب على الإسلام نفسه، بما لا يخدم مصالح الدولة المصرية.

ولن نستفيض في تقديم النماذج المسيئة لتاريخنا وديننا في الدراما المصرية لأنها كثيرة ومعروفة وقديمة.

نصيحة لكل من يقوم على أمر هذه الصناعة في أي مكان: المشاهد يفرز الغثّ من السمين، فإما أن يدير ظهره فتخسروه، وإما يستقبلها فتكسبوه.

رابط تخطي الحجب: https://ajm.me/6c72cr
لقراءة المقال كاملا: https://ajm.me/dee4yt

29 مارس 2022

عندما تدهن نساؤنا أجسادهن بروث البقر تجنبا للاغتصاب؟


شاهدت الليلة الماضية بقناة فرنسا 24 العربية ( بعد التاسعة بتوقيت القاهرة) تقريرا بالتسجيلات المصورة الأرشيفية والشهود و المؤرخين عن فظائع فرنسا الاستعمارية في الجزائر قبل الاستقلال، وتحديدا اغتصاب عسكرها لشقيقاتنا الجزائريات. وكان من بين الشهود والمؤرخين أيضا فرنسيون أحرار.
بقلم كارم يحيى
وعلمت أن جزائريات كن يتجنبن الاغتصاب بدهن أجسادهن بروث البقر حتى ينفر منهن المستعمرون المجرمون.
وتذكرت مع انتهاء عرض هذا التقرير المهني والصادم الشجاع مسرحية شاهدتها في القاهرة قبل سنوات من إخراج الاستاذة "ليلى سليمان" ابنة الأستاذة "درية الكرداني" زميلتي ودفعتي في كلية الإعلام ( قسم صحافة ) جامعة القاهرة 1980 والفنان التشكيلي "حسن سليمان" رحمه الله.
أتذكر أن المسرحية اسمها "زج زج" ، وتعالج في دراما حديثة وقائع اغتصاب جنود الاحتلال البريطاني لفلاحات مصريات من بنات قرية "نزلة الشوبك" جنوبي القاهرة. وهذا استنادا إلى وثائق الخارجية البريطانية و تحقيقات مديرية الجيزة و "الكتاب الأبيض" الذي تقدم به الزعيم الوطني "سعد زغلول" في مؤتمر باريس طلبا لاستقلال مصر . وكان فلاحو القرية قد تصدوا للاحتلال في اثناء ثورة 1919 وقطعوا خط السكك الحديدية بين القاهرة والصعيد المار بجوار القرية، وهاجموا بفؤوس الفلاحة قطارا يقل جنودا للإحتلال.
كانت المسرحية وفق ما أتذكر ـ وربما شاهدتها على مسرح "الجزويت" بالقاهرة قبل سفري إلى تونس عام 2016 ـ حافلة بأصوات النساء المغتصبات بعد مقاومة ، ومن واقع ما تم تدوينه من شهاداتهن في تلك الفترة في التحقيقات التي تم إهالة النسيان عليها . وكان من بين المغتصبات أمهات وزوجات.
وأظن أن تسمية "زج زج" للمسرحية تعود إلى هذا اللفظ الذي استخدمه العسكر الإنجليز حينها للتعبير عن رغبتهن في ممارسة الجنس مع الفلاحات وبالقوة والقمع والاغتصاب.
والآن أتذكر أيضا أنني عندما زرت "بومباي" بالهند في خريف 1988 وأقمت بها أسبوعين، استمعت إلى اللفظة ذاتها من قوادين هنود في شوارع وسط المدينة الكوزموبوليتانية يعرضون بضاعتهم على زبائن محتملين . وهذا مع إضافة فعل عربي خليجي، وعلى هذا النحو :" تسوى زج زج ؟".
..لعن الله الاستعمار بريطانيا أو فرنسيا أو بأي جنسيةأو لون أو مبررات دينية أو قومية أو غيرها . ولا يقل سوءا وخزيا ووحشية وهمجيه عنه حكم وقهر الاستبداد والفساد باسم الوطنية والدين، أو حتى باسم العمال والفلاحيين.
وهل احترم حكامنا الذين توالوا بعد الاستقلال عن الاستعمار الاجنبي تضحيات ونضالات شعوبنا؟
.........

(*) االصورة من موقع " أصوات مصرية " للمصور "روود غلينيس" من خلال شبكة الإنترنت

11 مارس 2022

سيد أمين يكتب: أوكرانيا.. فضحت الشرقي والغربي

كشف الغزو الروسي لأوكرانيا، وما رافقه من مواقف ودعوات وتصريحات من البلدين أو حلفائهما، عن التناقضات الجسيمة للسياسات الدولية، حيث ظهرت جلية مرة أخرى المعايير المزدوجة التي يتعامل بها المجتمع الدولي غربه وشرقه في قضايا العالم.

فإذا أجرم القوى فسيلتزمون معه بحدود السياسة والدبلوماسية، وإذا اخطأ الضعيف أو أساء التقدير نسفوه من وجه البسيطة نسفًا.

وتجلت تناقضات ما يسمى بالمجتمع الدولي، وغالبا ما يقصد به الدول الأقوى في العالم، في مواقف هذا المجتمع من اجتياح الدول المستقلة والاستيلاء عليها أو تدميرها، وفي عمليات الإغاثة واللجوء وحماية المدنيين، وفي توصيف عمليات المقاومة: هل هي مقاومة وطنية أم ميليشيات إرهابية؟

ولتوصيف هذه الحالة بشكل أدق دعنا نتفق على أن المعركة الدائرة الآن بين القوات الروسية والأوكرانية هي في الحقيقة معركة بين روسيا وحلفائها كالصين وكوريا الشمالية، وبين أمريكا وحلفائها الأوربيين، والفرق فقط في أنها تدور على أرض التماس بين المتصارعين وهي أرض أوكرانيا.


اجتياح الدول


مما لا شك فيه أن قيام روسيا وهي قطب عالمي يحسب له حساب، بمحاولة اجتياح دولة ضعيفة كأوكرانيا، جريمة تخلّ بنظام العالم، وتؤسّس لنظام متوحّش يلتهم فيه القويّ الضعيف.

ومما لا شك فيه أيضا أن هبّة أمريكا لنجدة الضعيف هي أمر يساعد على استمرار بقاء النظام الدولي، الذي يبقى رغم هشاشته أفضل بكثير من سيادة منطق الغابة.

لكن للأسف لا هذه ولا تلك يهمها كثيرا فكرة احترام استقلال الدول، فالقوي دائما يفرض منطقه بقوته، وهو واثق من أنه سيحدث في النهاية تقاسم المصالح بين الأقوياء.

فلم تلتفت روسيا ولا أمريكا لمنطق احترام استقلال الدول واستقرار النظام العالمي، حينما اجتاحت كل منهما دولة صغيرة اسمها أفغانستان، وقتلت الناس وأزالت حكومات شرعية وعينت حكومات تابعة بدلا منها.

ولم تلتفت أمريكا إلى هذا المنطق حينما غزت العراق وقتلت مئات الآلاف من شعبه، كما لم تأبه روسيا بإرادة الشعب السوري وحقه في تغيير نظام حكمه، بل أقامت هناك أبشع مسلخ بشري شهده القرن الحادي والعشرين لأبناء هذا الشعب الشقيق، ونفس الأمر تماما فعلته في الشيشان أيضا.

ولم نجد قلقا روسيا أو صينيا على نظام العالم حينما أحدثت أمريكا مأساة العراق، لم نجد كذلك قلقا أمريكيا وأوربيا حينما أحدثت روسيا مأساة سوريا أو الشيشان.

كنا نسمع فقط تصريحات إعلامية سرعان ما تخفت حينما تتم التسويات بين الأقوياء.


مقاومة أم مليشيات إرهابية؟

لا يوجد تعريف محدد يميز الفرق بين المقاومة والمليشيات الإرهابية، لكن الواقع أثبت أنه يتم تعريفها حسب المستفيد منها أو المتضرّر.

فإذا كانت تحقق مصلحة أيّ دولة كبرى فستصبح هنا “مقاومة” وسهبّ كل الحلفاء لنجدتها، وإذا كانت ستضر بمصالح ذات الدولة، فهي قطعًا مليشيات إرهابية، وسيهبّ الجميع لعقابها.

ولما كان الأمر كذلك، أعلن الرئيس الأوكراني عن فتح باب التطوع للأجانب من خارج البلاد في الجيش الأوكراني، وصمتت على ذلك أمريكا التي كانت في حرب ضروس ضد المقاومة العراقية والمقاومة الأفغانية، وكانت تسمّيهما المليشيات الإرهابية، مع أن عناصر هذه المقاومة هم أبناء البلد، وأمريكا هي الغازية.

وفي المقابل نددت روسيا بالدعوة الأوكرانية واعتبرت ذلك تحشيدا للمرتزقة والمليشيات الإرهابية، في حين أن مليشيات “فاغنر” الروسية تسرح وتمرح في شرق ليبيا، وتقتل أبناء البلد الحالمين بالحرية في بلدهم.


إغاثة اللاجئين وحقوق الإنسان

لم ينفطر قلب أيّ رئيس روسي أو أمريكي أو أي من الحلفاء الغربيين على مأساة اللاجئين السوريين الذين شبعت أسماك البحر المتوسط من التهام أجسادهم، وجمّد الجليد أبدانهم.

فلم تسع روسيا لإقناع بشار الأسد بحق شعبه في اختيار رئيسه، والبقاء في أرضه، وأنه هو الذي يجب أن يرحل وليس هم، وهذا هو ألف باء المنطق.

وعلى الجانب الآخر، لم تقم أمريكا بالذهاب إلى سوريا من أجل إنقاذ الأبرياء، بل اتجهت إلى زيادة تدفق شلالات الدماء هناك بقتل المزيد من الشعب بوصفهم إرهابيين.

ولم تفعل روسيا شيئا للاجئين العراقيين الذين تسببت أمريكا في مأساتهم، كما لم تفعل أمريكا شيئا للاجئين الشيشان الذين تسببت روسيا في مأساتهم.

لكن حينما يتعلق الأمر باللاجئين الأوكرانيين فإن قلب أمريكا وحلفائها يتسع لهم جميعا، نكاية في روسيا. وقطعًا ستجد روسيا المناسبة التي ترد فيها على أمريكا بالمثل.

وفي نفس الأزمة تجلّى أحد مظاهر التفريق في التعامل بين اللاجئين، حينما شكا قسم منهم خاصة الأفارقة والعرب من قيام الدول التي فروا إليها في أوربا بمعاملة اللاجئين الأوكران معاملة تفضيلية.

هذه مجرد مقابلة كاشفة لموقف واحد من مواقف قطبي العالم، وكيف أنهما ينظران إلى العالم من نظاراتهما الخاصة، وأن قوة كلّ منهما تكفي لأن تفرض رؤيتها على من حولها من الصغار، ويجلس العالم مستمعًا بإنصات وترقّب وحذر.


روسيا أم أمريكا؟

أنا شخصيا لو خُيِّرت بين مرجعية أمريكا ومرجعية روسيا، لاخترت الاستقلال التامّ لبلادنا عن التبعية للقوى العظمى، ولكن لو فاضلت بين الدولتين فقطعًا سأختارأمريكا، لأن لديها على الأقل الديمقراطية التي نحلم نحن بها، حتى لو كانت تطبقها فقط داخل حدودها.

أوكرانيا نالت الجزء الأكبر من التعاطف في الشارع المصري والعربي لأنها تذكرنا بمآسينا في العراق وسوريا وليبيا، ومع ذلك يبقى الشارع العربي أيضا حذرًا من المواقف الأمريكية، بسبب انحيازاتها للنظم الاستبدادية في عالمينا العربي والإسلامي.

حينما يكون الضحايا عربًا أو مسلمين فإنهم يقعون عادة بين فكّي كماشة الاستبداد الشرقي والغربي ولا نصير لهم إلا سواعدهم.

اقرأ المقال على الجزيرة مباشر

لتخطي الحجب | https://ajm.me/wt3hat

02 مارس 2022

سيد أمين يكتب: لطمة إسرائيل في أفريقيا.. مثالية تحتاج إلى استكمال

 


الجهد الذي بذلته دولة الجزائر الشقيقة، برفقة جنوب أفريقيا ونيجيريا، من أجل الحصول على الدعم الأفريقي اللازم لتجميد القرار السابق لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بإضافة إسرائيل بصفة “مراقب”، هو قطعا جهد مشكور يستحق التقدير، وهو محط ثناء كبير في الشارع العربي والإسلامي بالفعل.

لكننا إذا نظرنا نظرة أكثر تعمقا، فسنجد أن الأمر برمته يمثل وصمة عار كبيرة في جبين الدول العربية، حينما عجز بعضنا أو حتى تواطأ لمنع إصدار القرارالأصلي محل الحديث.

وكان الاتحاد الأفريقي قد شكّل في القمة الـ35 له، لجنة من ستة رؤساء دول -بجانب الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ماكي سال- وهُم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس النيجيري محمد بخاري، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، ورئيس الكاميرون بول بيا، ورئيس رواندا بول كاغامي، لبحث الأمر.

ونجحت اللجنة في تجميد القرار، مع أن هذا الانتصار يحتاج إلى مزيد من الجهد والدعم، ليكون قرارا نهائيا وليس مؤقتا كما هو الحال الآن.


تبدل المواقف


المهم في الموضوع ليس تجميد القرار أو تأييده، ولكن في انهيار النفوذ العربي لدرجة جعلت إسرائيل تتجرأ وتطرح هذا الطرح، ويصمت عليه الجميع العام الماضي، في قارة كانت منذ عقود قليلة داعمة بشكل شبه كلي للقضية الفلسطينية والحق العربي، وكانت تقف في نفس الخندق الذي يقف فيه العرب. وكانت دولة فلسطين تشارك منذ زمن منظمة الوحدة الأفريقية بصفتها ضيف شرف في القمم الأفريقية.

والحقيقة أنه يجب عدم إلقاء اللوم على دول الاتحاد الأفريقي، خاصة دول جنوب الصحراء الكبرى التي تعاني الفقر ومعضلات متنوعة، ودفعت ضريبة رفضها مصافحة يد إسرائيل الممتدة إليها بينما الدول العربية تهدر أموالها في الغرب والشرق إلا في أفريقيا.

لأنه لا يُعقل أن تبقى هذه الدول على مواقفها من إسرائيل، بينما العرب أصحاب القضية هم من هرولوا للتطبيع مع إسرائيل، ووصل بهم الانحدار إلى درجة التحالف معها عسكريا، بعد أن كانت هى العدو الأول والوحيد لأمة العرب.

بل إن هناك تقارير تتحدث عن قيام دول عربية -يكاد يعرفها الجميع- بفرض عقوبات اقتصادية على دول أفريقية لإكراهها على سرعة التطبيع.

بينما تتحدث صحف إسرائيلية مثل “جورزاليم بوست” عن أن هناك 21 دولة ذات أغلبية مسلمة في القارة السمراء خاضت معركة لتجميد القرار، من إجمالي 55 دولة أعضاء بالاتحاد.

والمؤسف حقا في هذا الادعاء -إن صح- أن تعارض القرار 21 دولة فقط، بينها دول ليست ذات أغلبية مسلمة مثل جنوب أفريقيا، في حين أن القارة بها 26 دولة ذات أغلبية مسلمة، وكثير من باقي الدول يمثل المسلمون فيها الأقلية الكبرى.

والمفجع أن “تدّعي” الصحيفة الإسرائيلية أن دولا مثل السودان والمغرب وتشاد كانت تقف مع الموقف الإسرائيلي.

ولعله من المهم أن نذكر أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الذي اتخذ قرار الضم بشكل منفرد في يوليو/تموز 2021، كان رئيسا لمجلس وزراء تشاد، مما يؤكد وجود تدخلات لحكومة بلاده في هذا الموقف.


البعد الأمني


في العقد الأخير أهمل العرب أفريقيا تماما، وتركوها نهبا للتدخلات الدولية، فتصارعت الضباع جميعا للاستحواذ على الفرص الخصبة فيها، واحتدمت التدخلات الإسرائيلية والفرنسية والروسية والأمريكية والصينية والبريطانية والهندية فيها، ولم نجد دولة عربية أو مسلمة واحدة تدرك هذا الخطر إلا تركيا التي دخلت هى الأخرى في الصراع بمشروعات تنموية واستثمارية في العديد من دولها.

ولم تدرك الدول العربية -لا سيما في الجزء الأفريقي منها- أن علاقاتها مع الدول الأفريقية ليست ترفا، لكنها هدف وجودي لأمنها القومي، لا يقل بتاتا عن أهمية التسليح.

بينما قامت دول عربية أخرى بالاستثمار في أفريقيا ليس من أجل دعم المصالح العربية، ولكن من أجل دعم مصالح تحالفاتها مع إسرائيل.

ونجم عن هذا الغياب تفجّر مشكلات غاية في الخطورة أهمها، إنشاء سد النهضة الإثيوبي، وانفصال جنوب السودان، والانفراد الفرنسي بدول الصحراء الكبرى.


صاحب النفوذ الأوسع

وإحقاقا للحق، فقد أدرك الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي أهمية أفريقيا مبكرا، فكان لنفوذه دور ملموس داخل القارة السمراء، استطاع من خلاله تعويض غياب الدور العربي، حتى إن فكرة تأسيس الاتحاد الأفريقي جاءت بمبادرة منه خلال القمة الأفريقية في مدينة سرت عام 1999، قبل انتخابه رئيسا له عام 2009.

وكان الهدف من ذلك أن يكون الاتحاد مظلة جامعة لجميع الدول الأفريقية الـ55 وليس 35 دولة فقط، كما كان الحال في منظمة الوحدة الأفريقية المنحلة، مع تعديل آليات التصويت فيه.

وكان للقذافي أنشطة كبيرة ومتنوعة في معظم أرجاء القارة، لدرجة جعلت وكالات الأنباء العالمية تصفه في تقارير لها بأنه صاحب النفوذ الأوسع في القارة السمراء.

وقد حذّر الباحث المتخصص في الشؤون الليبية بكلية دارتموث بالولايات المتحدة ديرك فاندويل عام 2010 من تنامي نفوذ ليبيا بقوله إن دورها إحدى القصص التي لم تسطر بعد، ولم يلتفت إلا قليلون لخطورته، والأمر المثير بالطبع هو حجم ما يمكن أن يمنحه القذافي لها وما ترغب الدول الواقعة جنوب الصحراء في تقديمه له.

في الختام، نقول إن اللطمة التي تلقتها إسرائيل في أفريقيا كانت قوية ومستحقة، ولكن ينبغي الحذر من اتفاقات تحت الطاولة.


المزيد: